رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل التاسع وعشرون بقلم اسماء عبدالهادي
رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل التاسع وعشرون بقلم اسماء عبدالهادي
ليتك كنت سندي
بارت ٢٩
وصل إلى حيث المكان المطلوب يبحث بعينيه عن اي شىء يدله على الخاطف ثواني معدودة مرت عليه سنوات طويلة، يبحث فيها بلهفة أعينه تزوغ هنا وهناك ولا شىء يحدث
أخرج هاتفه ينتظر مكالمة منه لكنه لم يفعل ...انتبه أثناء التفاته هنا وهناك لمن ينادي عليه
التفت لمصدر الصوت ليجده تامر قريب زوجته الراحلة فتنهد آدم بنفاذ صبر فهو ليس بمزاج جيد ليتتحدث إلى أحدهم
هتف تامر بابتسامة
_آدم ...أهلا يا دكتور
تحدث آدم بينما كان منشغلا يبحث بعينيه يمنة ويسرة عن اي شىء يدله على اخته
_اهلا تامر معلش أنا مش فاضي دلوقتي ...هتكلم معاك بعدين.
ليتك كنت سندي
ابتسم تامر ابتسامة خبيثة لم يلحظها آدم لانشغال باله بأخته وهتف مدعيا الاهتمام
_انت مستني حد ولا إيه
زفر بضجر فعلى ما يبدو أن تامر لن يرحل بسهولة
_من فضلك يا تامر والله مش فايق دلوقتي
ليضحك تامر مكشرا على أنيابه ومظهرا باطنه الماكر
_ايه خايف عليها اوي كدا ... هتموت عليها ...كانت مهمة بالنسبالك ؟.
ضيق آدم عينيه بشك ونظر لتامر الذي أظهر جانبه الأسود وهو يهتف بحقد
_أنا كمان كنت بحبها ...كانت روحي وإنت أخدتها مني فاكر؟
حملق به آدم بزهول فآخر ما كان يصدقه أن تامر يكون هو مختطف أخته
فقال مصدوما
_انت يا تامر اللي خطفت سها أختي!! معقول طب ليه.
اقترب منه كي يمسكه من ملابسه بأعين غاضبة تعكس كل وجعه وخوفه على أخته
_عملت كدا ليه يا تامر ها عملتك ايه سها علشان تعمل فيها كدا وأنا عملتلك ايه علشان توجع قلبي على أختي بالشكل ده ...انطق قول اتكلم أختي فين.
نفض تامر يد آدم عنه هاتفا بخشونه وقسوة قلب غلفت مشاعره حتى أن آدم استغربه فهذا ليس تامر الذي يعرفه من قبل
_نزل إيدك وأي غلط أنا مش هسمحلك بيه انت روحك في أيدي ..في أيدي .. فاهم.
ابتلع آدم ريقه برعب وخوف على أخته لذا تحدث برجاء
_تامر ممكن تقولي انت عايز ايه بالظبط... الفلوس أهي جبتها خدها ..ليه تعمل في سها كدا ....رجعهالي ارجوك.
نظر تامر للحقيبة في يد آدم وهتف ساخرا
_وفر فلوسك يا آدم علشان هتحتاجها في علاجك النفسي بعد كدا .. أما سها فأنت مش هتشوفها من النهاردة وأنا من رأيي تقرأ عليها الفاتحة من دلوقتي.
_____
أسماء عبد الهادي
وصلت رهف إلى حيث أوقف آدم سيارته وترجلت من سيارة الأجرة سريعا لتذهب إلى سيارة آدم تبحث عنه لكنها لم تجده هناك فدارت في الارجاء وهاتفت أخيها تخبره مكانها ليأتي إليها في الحال..فأخبرها أنه في طريقه إليها بأقصى سرعة
ظلت تجول بعينها باحثة عنه في جهة الشمال بينما كان آدم في جهة اليمين ، وقلبها يتآكل خوفا من هذا المكان المرتفع ومما قد يحدث اذا تفاقمت الأمور فهي تعلم كما في الأفلام أن الخاطفين والمجرمين ليسوا صادقين في وعودهم وحتما ستكون هناك رائحة غدر تفوح في الأجواء...لم تستطع إيجاده ففضلت أن تنتظر أخيها ماهر إلى أن يأتي ويبحثا معا
أسماء عبد الهادي
أنتفض آدم مكانه وهجم على تامر بحدة كانقضاض أب على من يحاول المساس بأبنائه وأمسك بملابس تامر مرة أخرى بأعين تلمع بالجحيم وتحدث بوعيد ليس كعادته الهادئة
_فكر بس تعملها وأنا هبلغ البوليس أو هروح فيك في ستين داهية ....رجع أختي بالزوء يا تامر ...سها فين.
ضحك تامر بقوة ضحكة مطولة أنهاها بدمعة فرت من عينيه رغما عنه
وهو يقول بوجع شديد ظهر في نبرة صوته وأعينه الحمراء
_أختك مش هترجع زي ما أخدت مني شيماء ومرجعتهاش
تركه آدم وارتد للخلف قليلا متفآجئا بما يقوله تامر وهتف بغيظ
_تامر سبق واتكلمنا في الموضوع ده وقلتلك لو كانت شيماء عايزاك مكنتش أنا اتقدمت لها من أصله... وانت بنفسك قلت ان شيماء عايزاني أنا وانت رضيت بالأمر الواقع...جاي دلوقتي تعاتبني اني أخدتها منك وبتعاقبني في أختي كمان!!!
أسماء عبد الهادي
وصل ماهر ال حيث أخته رهف وتحدث بضيق
_آدم قافل تلفونه ومش بيرد وصلتي لحاجة
حركت رأسها بخيبةوخوف
_لا مش عارفة هو راح فين
_طيب من فضلك ارجعي انتي يا رهف ... خدي تاكسي وأمشي وانا هشوف آدم فين واعرف منه ايه اللي بيحصل
لكن رهف رفضت أن تفعل ما يقوله وأصرت على أن تبقى الى أن تفهم لماذا جاء آدم إلى هنا
زفر ماهر بحنق فأخته تعاند في وقت لا ينفع فيه العناد لذا هتف بقلة حيلة بينما تقدم عدة خطوات لجهة اليمين
_طيب بصي دوري عليه هنا وأنا هدور هناك .. رهف خدي بالك من نفسك ولو حصل أي حاجة كلميني علطول
_حاضر وانت كمان بلغني لو وصلت لحاجة
_تمام ...لا إله الا الله
_محمد رسول الله
أسماء عبد الهادي
هدر به غاضبا غضبا يحمل في طياته ألم وقهر
_سبتهالك لما لقيتها بتحبك إنت ...فرضيت بالأمر الواقع طالما أنا شايفها سعيدة ومبسوطة وانت وعدتني انك تحافظ عليها وتحطها جوة عيونك..لكن أنت محافظتش على وعدك ولا على الأمانة اللي آمنتك عليها ...سبتها تموت بين إيديك في المستشفى وأنا قلتلك بلاش انت تدخل تعملها العملية لكنك مسمعتش كلامي وأهو موتها.. وموت روووحي معاها ..انت دمرتني بموتها وإهمالك ليها يا آدم
هدر آدم بغضب مماثل
_انت مجنون انت بتقول ايه شيماء دي كانت مراتي وحب حياتي كنت بخاف عليها من الهوا الطاير وعمري ما أهملتها ولا قصرت في حقها ..دي زوجتي و حبيبتي وأم بنتي.. أنا دخولي معاها العمليات ده كان بإصرار منها مش مني أنا..
لكن ..أمر الله نفذ .. معرفتش أعمل حاجة ... هعمل ايه ما خلاص كل اللي بنعمله ملوش أي لازمة طالما ربنا قدر أنها تموت... فاهم يعني ايه زوجتي ونور عيني تموت بين إيديا ...انت مش حاسس بالنار اللي أنا فيها وجاي دلوقي تعاتبني على موتها... ياريتني أنا موتت بدالها وهيه تفضل عايشة أنا أفديها بعمري كله بس ياريت كان ينفع ياريت.
قال كلماته الأخيرة ببكاء وحسرة شديدة عى فقده زوجته الحبيبة والتي لم تكن مجرد زوجة بل وصاحبة وشريكة عمر
لكن على ما يبدو أن تامر لايريد أن يفهم ذلك ولا أن يصغي لما قاله آدم فهو مُصر على فكره بأن آدم من أهملها ولم يحافظ على وعده له وكان سببا في موتها لذا كان لزاما أن يجعله يتجرع من نفس الكأس الذي منه شرب ويذيقه مرارة أن يفقد عزيز عليه ... فكر كثيرا في أن يختطف ابنته الصغيرة أيسل لكنه لما يتذكر أنها قطعة من محبوبته يتراجع عن قراره ،،وقرر أن تكون سها هي سبيل انتقامه من آدم
لذا هتف بصوت ماتت منه كل مشاعر الرحمة ولم يبقى سوى الغلظة وقساوة القلب
_ هموتلك أختك يا آدم زي ما موتت شيماء حبيبتي لازم تحس بالألم اللي حاسس بيه
صرخ به آدم بفزع
_إياك تعملها يا تامر ... هتندم ندم عمرك
اقترب منه آدم لينقض عليه مرة أخرى في استسلام تام من تامر الذي رفع كلتا يديه عاليا ليقول آدم بغضب عارم وهو يكيل له الضربات
_مش هتلحق تعمل فيها حاجة لإني هتقتلك قبل ما تفكر تمس شعره منها.
لكن تامر لم يهتم بما قاله ولا تلك الضرباات التي بدت لا تؤثر فيه فهو بدا كالميت لا حياة لقلبه ولا يأثر بما يحدث له
واكتفى فقط بضحكة ساخرة وهتف بعدها
_خلاص نفذت انتقامي وانت اللي مش هتلحق تنقذ أختك يا آدم
صرخ به آدم كالمجنون
_انت بتقول ايه عملت ايه في أختي
ليزداد تامر ضحكا بشماتة
_انت بردو اللي عملت ... انت اللي قتلت أختك المرة دي كمان.... أنا طلبت من رجالتي يحطوا أختك في عربيتك اللي طبعا من لبختك سبتها مفتوحة ...ولسه حالا عطيتلهم الإشارة بإنهم يخلوا العربية تتحرك لوحدها لنهاية الطريق وانت عارف بقا نهاية الطريق ده إيه
حرك آدم رأسه بعدم استيعاب ما يحدث وانطلق صارخا نحو سيارته التي تبعد مسافة عن مكانه الحالي فتامر أخبره أثناء المكالمة أن يصطف بسيارته في مكان محدد ويقابله ف مكان محدد ولم ينتبه آدم أنه طلب منه أن يركن سارته عند طرف الجبل
ليتحدث تامر بينما يلحق به
_مش هتلحق أختك يا آدم خلاص العربية على وشك انها تقع مع على الجبل.
لم يستمع اليه آدم وانطلق بأقصى سرعته نحو سيارته ليشاهدها من بعيد وهي تقترب من حافة الجبل وما ان وصل حتى كانت السيارة سقطت من الجرف وتهشمت اثر تدحرجها من أعلى الجبل... ليسقط معها قلبه ويتدحرج فؤاده من جسده حتى لم بقى منه شىء
ليتبعها بصرخة علت في الأجواء من قوة ما تحمله من قهر وألم وما يشعر به من حرقة من قسوة ما شاهده،
سمعها ماهر فالتفت يركض سريعا نحو مصدر الصوت
اقترب منه تامر وهو يشاهده يود ولو يلقي بنفسه خلف أخته من فوق الجبل لكنه ربما فكر ان لقي حتفه هو الآخر فمن سيعتني بابنته الصغيرة .
وهتف بانتشاء جديد ونشوة انتصار فأخيرا حقق انتقامه من أدم واستطاع ان يذيقه نفس الوجع الذي شعر به عند موت شيماء
_ياااااه ...تؤتؤتؤ كدا يا آدم تتخانق مع أختك وتزعل منها علشان عايزة تتجوزني من غير موافقتك ...تقوم تقتلها!! تزقها وهيه في عربيتك من فوق الجبل!! جالك قلب تعمل كدا في أختك ..ايه يا اخي الجبروت ده ... بس على العموم متقلقش أنا هأخد حق أختك وهشهد ف المحكمة اني كنت شاهد على خلافاتكم دي وان اختك اشتكت لي كم مرة من تهديدك الصريح لها بالقتل.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق