القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل الخاتمه الثانية بقلم اسماء عبدالهادي

 


رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل الخاتمه الثانية بقلم اسماء عبدالهادي 





رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل الخاتمه الثانية بقلم اسماء عبدالهادي 



ليتك كنت سندي

بارت الخاتمة 

ج٢

أسماء عبد الهادي

نهضت من مكانها بعد أن تغيرت تعابير وجهها ودارت حول المكتب تاركة ما في يدها من أوراق لتقترب من خالها وتقول بحزن بادي على قسمات وجهها والذي لم يفارقها من الأساس 

_إيه اللي حضرتك بتقوله ده يا خالو

_مالك بس ياملك...إيه اللي ضايقك في كلامي 

جلست إلى جواره 

_يعني تفتكر إني اما أعرف إنك هتسيب شغلك علشاني أنا هفرح؟؟ ...أنا أسفة يا خالو أنا مش هوافق طبعا ان ده يحصل 


_يا ملك يابنتي  أنا قلتلك إني هتنقل لمكان تاني في الشركة.. مش هسيب شغلي ولا حاجة 

انحنت بجسدها للامام نحوه تحاول أن تفهمه مدى استياءها من الأمر 

_ بس انت طول عمرك شغال هنا مع أحمد بيه ...إيه اللي يخليك تسيبه وتنقل من السكرتارية لموظف عادي في الشركة ...الا إذا إنت عملت كدا علشاني أنا .


وضع يده على كتفها وتحدث بهدوء والرزانة 

_وفيها إيه لما أوفر لبنتي طريقة شغل تكون مرتاحة فيه... بصراحة بقا أنا فكرت ملقتش مكان مناسب ليكي هنا في الشركة إلا مع أحمد بيه ...لكن وسط الموظفين أنا مش هكون مطمن عليكي ...أحمد بيه راجل محترم وقد ابوكي الله يرحمه يعني هيحطك جوه عنيه وأنا واثق إنه هيعاملك زي بنته .


بدت له أنها تفكر في كلامه لذا أراد أن يقنعها أكثر 

_هنا هتكوني براحتك ولا حد يسألك عن حاجة انتي مش عايزة تحكي عنها ولا هتسمعي أي  كلام ملوش لازمة.


شردت بمخيلتها ... تقلب حديثه  في رأسها لتتنهد باقتناع لما قاله ...هنا حيث تكون وحدها في هذا المكتب تتابع أعمال مديرها أفضل بكثير من الاختلاط مع البقية وخاصة أنها ليست مؤهلة بالكامل بعد للتعايش معهم أو الرد على أسئلتهم التي لن تنتهي ...لكنها على أي حال يرق قلبها من أجل خالها الذي سيتخلى عن وظيفته من اجلها 

_معاك حق يا خالي... بس أنا زعلانة علشان خاطرك إنت 

ابتسم إبراهيم وتحدث بنبرة مرحة 

_لا من الناحية دي اطمني أنا معظم الموظفين هنا صغير وكبير أصحابي وحبايبي فصدقيني مش فارقة هنا ولا هنا ...أهو في الأخر كله شغل 

حركت رأسها بالموافقة على كلامه 

_ماشي اللي تشوفه 

ربت بيده على يدها 

_ربنا يصلح حالك يابنتي ويريح بالك اللهم آمين

_آمين

_ألا قوليلي انتي مش قلتي كم يوم وهتنزلي القاهرة رجعتي في كلامك تاني ولا إيه الحكاية !!! 


ابتسمت ملك لتجيبه

_ههه كل الحكاية ان ماجد لسه مش عايز يتحرك إلا لما رهف ترجع من السفر 

ليضحك إبراهيم هو أيضا 

_الواد ده عجيب أوي ... طالما ناوي من بدري مبيتحركش ليه ...بس يلا كل تأخيرة وفيها خيره 

_صحيح ياخالو لعله خير .

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼


اقترب منها مناديا والأخرى مدت يدها الصغيرة تجاهها يريدان إيقاظها ..ومع كثرة نداءاته ...استجابت أذنها لتفتح أعينها لتبصرهم أمامها ...وجدته يطالعها بابتسامة صافية تسلب لبها ..كما أبصرت أعين الصغيرة تشعان حماسا كبيرا 

ليتحدث آدم مدعيا الضجر

_كل ده نوم يا حبيبتي..اصحي يلا

بادلته رهف الابتسامة وهي تمسح بيدها على شعرها كوسيلة للإفاقة 

_صباح الخير ...هو أنا طولت في النوم ولا إيه 

هترم متبرما وهو يمط شفتيه

_صباح ايه قولي مساء الخير... إحنا بقينا الضهر وأنا مش متعود منك على الكسل ده ايه الحكاية بقالك يومين نايمة طول الوقت


ضحكت هي لتبرمه الواضح ومدت يدها لتأخذ أيسل بين ذراعيها تقبل وجنتاها الصغيرتان ثم هتفت معتذرة

_معلش أصلي مش متعودة على السفر تقدر تقول ان دي أول مرة في حياتي أخرج برا القاهرة ...حتى خالي أنا عمري ما زرته ف بيته في اسكندرية ...دايما هو اللي كان يجيلنا البيت أو ماجد وماهر يزوروه لكن ماما مكانتش بتسمح لي بده أبدا .


أومأ لها آدم بعينيه متفهما 

_ولا يهمك يا حبيبتي... بس دلوقتي يلا بسرعة اجهزي علشان نازلين نقضي اليوم كله برا بس قبلها هنعدي على أي مكان هادي نفطر فيه... أيسل متحمسة للخروج بشكل مش طبيعي 


قبلتها رهف ثانية 

_ياروحي إنتي... حاضر هجهز بسرعة 


حمل آدم ابنته لينتظرا رهف في شرفة الجناح الخاص بهما في ذلك الفندق الشهير الذي حجز به ليقضوا شهل عسلهم المؤجل 


لم تكن رهف قد تحركت من الفراش بعد سوى أنها أزاحت عنها غطاءها التي كانت مدثرة به أثناء نومها 

حتى رن هاتفها المحمول ..فمدت يدها لتحمله من الكومود بجوارها ...لتبتسم عندما ترى اسم المتصل فتجيب ف الحال

_حبيب قلبي وحشتني اوي

_قطتي انتي وحشتيني أكتر يا روح قلبي... أخبارك إيه طمنيني 


_بخير الحمد لله ياماجد.. طمني عليك وماما وبابا أخبارهم إيه 


_الكل كويس ياقطتي وبيسلموا عليكي ...احكيلي بقا كنتي بتعملي ايه 


_ولا حاجة كنت نايمة ويادوب صحيت 


ضرب ماجد بكفة يده على ناصيته 

_يادي النيلة ..اتصلت في وقت مش مناسب وعملتكم إزعاج 


_لا لا أبدا...لسه آدم وأيسل كانوا بيصحوني علشان ننزل نقضي اليوم برا 


ابتسم ماجد وتنهد براحة

_ربنا يسعدكم يا قطتي ... أسيبك علشان تشوفي وراكي إيه 


_استنى بس قولي ...عملت إيه احكيلي 

هتف مستفهما

_عملت ايه مش فاهم!!!

اجابته باستياء

_ليلى يا ماجد... ها روحت وكلمت أهلها

_لا طبعا وأنا هروح وانتي مش معايا ليه 

أرخت يدها باستياء 

_بتهرج يا ماجد... معقوله لسه مروحتش ...يابني ممكن ليلى تروح منك بالشكل ده .


انزعج ماجد وهتف بنرفزة واضحة من نبرة صوته

_تروح مني إزاي يعني؟


_تتخطب يا ماجد .. ببساطة ممكن في الفترة اللي انت مقدمش فيها أي خطوة واحدة إيجابية ونايم في الخط زي ما بيقولوا... ممكن يجي لها عريس تاني مناسب ويوافقوا عليه 


زاد انزعاج ماجد فهو لم يفكر في هذا الأمر مطلقا من قبل 

_اللي بتقوليه ده لا يمكن يحصل ولا هوافق بيه 

ضحكت رهف لأنها وصلت إلى ما تريده هي أرادت تخويفه كي يتقدم خطوة نحو هدفه هي تعرف أنه عنيد وما كان ليستمع اليها وسينتظرها الى أن تعود من سفرها لذا أرادت أن تخدعه رغم أن ما تقوله جائز وربما قد يحدث بالفعل 

_يبقى تلحق نفسك وتروح تتقدم وتطلبها من أهلها مجرد ربط كلام مش أكتر وأكيد لما أرجع تعمل الخطوبة وتلبس الشبكة مش هتعملها من غيري يعني 


اقتنع ماجد بكلام أخته ليهتف باعجاب 

_معاكي حق أنا فعلا هعمل كدا ... اتغيرتي ياقطتي... تأثير آدم عليكي كبير جدا .


ضحكت رهف 

_طبعا آدم مش أي حد 

_هنياله يا حبيبتي..ربنا يسعدكم ...سلام هكلم ملك تنزلي حالا

_تمام ... ماجد متنساش بعد ما ترجع من عندهم تكلمني وتحكيلي كل حاجة بالتفصيل 

_بس كدا من عنيا ياقطتي.


بقلمي أسماء عبد الهادي

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

_ها إيه الأخبار...عجبك الشغل عندنا ولا هناك أفضل!! 


ابتسم له بامتنان

_لا طبعا هنا والفرق شاسع كمان... كفاية  إني بشتغل عند والدي  مش مديري 


_بتشتغل عند مين يا خويا 


ارتبك أحمد وظن أنه ربما أساء التعبير لكنه يعده كوالده حقا لذا هتف معتذرا 

_ءء...

ليهتف أحمد هاتفا

_اسمها بشتغل مع والدي مش عند والدي .


عادت الدماء لعروق أحمد مرة اخرى بعد ان فرت من الارتباك والخوف من أن يكون أغضبه 

_ فزعتني يا عمي أنا قلت عكيت في الكلام ولا حاجة 

_ما انت فعلا عكيت... أحمد انت ابني اللي مخلفتوش لازم تكون عارف إني مش بثق في حد قد ثقتي الكبيرة فيك


ضم أحمد يده الى فمه وتنحنح بحرج ثم قال

_ربنا يقدرني وأكون قد ثقتك دي ياعمي 


_وأنا واثق إنك قدها يا أحمد.... ودلوقتي يلا اتفضل على شغلك علشان أنا كمان أكمل شغلي ...وبلغ الوالدة إني أنا والمدام هنيجي نسهر معاكم الليلة


نهض أحمد من مكانه قائلا 

_تآنسوا وتنوروا يا عمي ...دي ماما هتفرح جدا 

ضحك أحمد "المدير"

_بس بالله عليك خلي ماما تخف من الدسم شوية أنا أصلي كبرت وعجزت وصحتي مبقتش تتحمل أكل والدتك...لكنه بصراحة لا يقاوم 


أشفق عليه أحمد فهو يعرف أن أمه ما ان تسمع أن صديق والده قادم لزيارتهم حتى تعد لهم الكثير من  المأكولات الدسمة المليئة بالسمن والزبد كترحيبا بهم كعادتها فوالدته كريمة إلى أقصى درجة 

_🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

في اللحظة اللي كان فيها ابراهيم يجمع متعلقاته وأوراقه في حقيبته الجلدية بينما تهتف ملك 

_مع السلامة يا خالو... أنا هبقى أجي أطمن عليك 

ضحك ابراهيم 

_تيجيلي فين محسساني اني معزل يابنتي... أنا المكتب بتاعي في نفس الدور وجنبك بأوضتين بس ...ركزي بس انتي انتي في شغلك ومتشيليش أي هم 


خرج أحمد من مكتب المدير ليلاحظ إبراهيم يستعد للمغادرة فقال مستفهما 


_على فين يا راجل يا طيب 


_على مكتبي يا باشمهندس.. أنا نقلت شغلي لمكتب تاني وملك هتمسك السكرتارية بدالي 


ليهتف أحمد متبرما دون وعي منه 

_ملك مين؟  دي!!  


رمقاه مل من ابراهيم وملك باستفهام 

_مالك يا أحمد... ملك أنا مفهمها الشغل كله وهتقدر تسد بإذن الله 


أدرك أحمد سخافة موقفه وقال وهو ينظر لملك التي ترمقه بوجوم  

_مقصدش طبعا يا عم ابراهيم ....طبعا ملك هتكون ممتازة مفيش شك ... اتفضل ربنا يعينك .


ابتسم له ابراهيم بخفوت ثم غادر ليهمس أحمد قبل ان يغادر هو الآخر لملك التي مازالت واقفة مكانها تشيع بنظراتها خالها

_بس يارب متسرحيش زي كل مرة وتضيعي الدنيا 

حملت به بزهول لتهتف باستغراب 

_إنت تقصدني أنا؟؟؟


التفت ليغادر باسما دون أن يعطي لها أي جواب تاركها في حيرتها وهو لا يدري لم يستمتع بمشاكستها رغم انها ليست من عادته ان يفعل ذلك 


🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

عادوا للجناح الخاص بهم بعد يوم مرهق وطويل لكنه كان  ملىء بالمرح والمتعة 


ألقى بثقله كاملا على الأريكة المستطيلة والتي في مقدمة الفراش 

_ياااه ... أنا مضحكتش زي الضحك ده من زمان أوي 


رمقته رهف بابتسامة عريضة 

ليهتف هو ساخرا 

_بس مكنتش أعرف إنك جبانة للدرجة دي.. معقولة كل لعبة نحاول نركبها ...تترعبي بالشكل ده ...


جلست هي على طرف الفراش تبدل لأيسل ملابسها قبل أن تغط في النوم من شدة ارهاقها

_ هههه انا قلتلك خليني في صف المتفرجين وإنت اللي أصريت 


_ياشيخة دي كانت ألعاب هايفة خالص ..ألعاب أطفال يعني...


_كلها ألعاب واحدة بالنسبة لي وبخاف منها 


ضحك آدم ثانية وهو ينزع جواربه

_ جبانة... دي أيسل شجاعة أكتر منك وكانت بتضحك بملىء فمها كله 


مدت يدها وحملت الصغيرة لتضعها على الفراش ثم اقتربت من آدم 

_بس تنكر إني ركبت الدودة ومخفتش... ها تنكر 


نظر لها آدم بعينين مرتابتين 

_ياشيخة ...ده انتي بس اتحرجتي تبيني خوفك وسط الأطفال الصغيرين اللي مبطلوش ضحك.


عبست بوجهها بوجوم 

_ماخلاص بقا يا آدم ... مش رايحة معاكم الملاهي تاني 


قهقه بعلو صوته واقتربت منها مربتا على كتفها 

_ياحبيبتي أنا مش قصدي ازعلك... أنا بناغشك بس ..وبصراحة عايزك تكوني شجاعة أكتر من كدا 


وقف رهف ووضعت يدها في خصرها 

_على فكرة أنا شجاعة جدا ..بس انت مش واخد بالك 


انتهز آدم الفرصة وأراد اختبار شجاعتها الوهمية تلك ومد يده دون أن تلحظ وضغط على زر الإنارة لتنطفىء أنوار المكان كله ويحيطهم الظلام 

فتصرخ رهف من الرعب وتلقي بنفسها بتلقائية بين ذراعي آدم تحتمي به...فمد يده يعيد اشعال الاضاءة مرة أخرى وهو لا يكف عن الضحك عن رفيقته الجبانة 


أدركت هي حيلته فابتعدت عنه عابسة 

_بقى كدا يا آدم بتستغل نقطة ضعفي وبتخدعني!


طالعها آدم مبتسما 

_والله لو الخدعة دي هتخليكي بالقرب ده فأنا مستعد أعملها طول الوقت 


تحرجت رهف من كلماته وفركت أيديها وهتفت 

_على فكرة دي حاجة لا إرادية علشان كنت خايفة مش أكتر 

أحاطعا بذراعيه مرة أخرى وهتف بجدية صادقة

_وأنا  أوعدك إني أكون أمانك وحمايتك دايما يا حبيبتي.

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

في اليوم التالي في الصباح 


كانت تجلس منكبة على الأوراق في يدها فاستدعاها مديرها فدلفت اليه 

_ملك من فضلك ملف المشروع الجديد جاهز!!! 

_ايوة يا أحمد بيه ..جاهز 

_تمام اوي ... أنا هكلم باشمهندس أحمد يجي يستلمه منك علشان يبتدي رسم التصاميم 

أومأت له ملك بأعينها وعادت لمكتبها 


وما هي الا دقائق حتى قدم أحمد مبتسما

_صباح الخير 


 وما ان رأته ملك حتى كلحت بوجهها ومدت يدها تسلمه الملف دون ان تتفوه بكلمة واحدة 


استغرب سبب تجهمها ذاك فتوقع أنها ربما مستاءه من حديثه المازح معها بالأمس فهتف 

_على فكرة أنا امبارح كنت بهرج مش أكتر مش قصدي أزعجك 


ردت عليه بنفس العبوس 

_حصل خير يا باشمهندس ...اتفضل الملف 


حرك كتفه بعدم فهم ما بها لما تقابلها بجمود هكذا

  

حتى جاءها اتصال فأمسكته لتجيب بمرح متناسية وجود أحمد بالمكان

_أخيرا اتصلت أنا قلت نسيتنا 


استغرب احمد التغير المفاجىء في حالتها من الوجوم الي تلك الروح المرحة التي لم يرها عليها منذ أن جاءت الي الشركة...فبقي مكانه يستمع لمحادثتها


على الجانب الآخر تحدث ماجد بحزم

_ملك اسمعي تركبي اول قطر وتكوني هنا بالليل بأي طريقة


رفعت ملك أحد حاجبيها باستغراب 

_خير يابني ..في ايه؟؟


_أنا خلاص قررت إني هروح اتقدم لليلى النهاردة

_أخيرا... الجبل هيتحرك وهتروح تخطبها


_ملك هيه كلمة تكوني عندي بالليل انتي وخالي


_طب مقلتليش قبلها ليه حتى كنت أظبط أموري واعرف استأذن من الشغل 

_اتصرفي يا ملك ..إياكي متجيش

قالها ثم أغلق الهاتف بسرعة قبل أن تجيبه 


أدركت أحمد شناعة ما يفعله أن يتجسس على محادثة أحدهم دون علمه أمر غير لائق ..فانسحب على الفور .


أخفضت ملك بصرها وهي ترفع حاجبها الأيسر 

_مجنون ...والله مجنون 

قالتها وهي تنظر بعينيها لخارج غرفة مكتبها لتلاحظ طيف أحد ما يبتعد فهتفت ف نفسها 

_هو الباشمهندس كان لسه واقف ولا أنا كان بيتهيألي!!!


نهضت من مكانها بغية ان تذهب لخالها لتخبره ما قاله ماجد

فتحركت للخارج ورفعت بصرها  على اللوحات المعلقة على باب كل غرفة لترى أي  غرفة والتي يقبع بها مكتب خالها الجديد 

لكنه استوقفها بينما يخرج من إحدى الغرف 

_ملك بتعملي ايه هنا وسايبه مكتبك!!

_كنت جاية لخالي عايزاه ف حاجة ضرورى


تغير لون وجهه وخشي ان يكون هنالك أمر طارىء او مكروه أصابها 

_خير في حاجة انتي كويسة


_مفيش حاجة ياباشمهندس انا بس هدخل أكلمه 


اطمأن قلبه لكنه هتف بامتعاض

_وانتي بقا ناوية تدخلي لخالك وسط كل الرجالة اللي جوا دي ..انتي مش عارفة عدد عددهم قد ايه ... مش مكسوفه وانتي هتكوني البنت الوحيدة اللي ف وسطهم 

_أنا معرفش فعلا عددهم ايه .. بعدين ايه المشكلة طالما رايحة لخالي وداخلة باحترامي 


طالعها بنظرات باردة ثم هتف بحزم

_اتفضلي على مكتبك وأنا هخلي خالك يجيلك بنفسه .. اتفضلي 


طالعته بضيق ثم التفت لتعاود الذهاب لمكتبها 


بعد عدة دقائق حضر ابراهيم 

_ايه ياملك في حاجة معصلجة معاكي ولا ايه 


أشارت له ملك لأن يجلس ففعل 

_اقعد يا خالو..الحكاية وما فيها ان ماجد اتصل وقال انه عايزنا النهاردة ضرورى لإنه رايح يتقدم لليلى الليلة 


ضيق ابراهيم ما بين حاجبيه 

_الواد ده مجنون وايه ...كلام ايه ده هو لعب عيال


ضحكت ملك 

_انا بردو قلت كدا... انت لو سمعت يا خالو نبرته وتصميمه تستغرب رغم اننا احتا اللي كنا بتحايل عليه يروح يتقدم .


_طب أنا هكلمه هخليه يأجلها لبكرة يكون عملنا حسابنا واخدنا اجازة من الشغل 


_بلاش يا خالو نقتل فرحته شكله متحمس اوي انه يروح النهاردة ... وطالما اتصل وبلغنا انه رايح النهاردة يبقى اكيد ادالهم خبر .. فلو حب يأجل لبكرة اميد هيكون شكله وحش من اولها 


تنهد ابراهيم بقلة حيلة 

_ماشي وامرنا لله ... خلصي انتي اللي وراكي بسرعة وانا هخلص شغلي بأسرع وقت علشان نلحق وقتنا ونروحلهم ...لما نشوف اخرتها مع عيلة المجانين دي .


قبل أن يغادر ابراهيم عائدا إلى عمله سألته ملك

_خالو هو انتوا كم موظف معاك في الاوضة 


_اتنين وأنا الثالث بتسألي ليه 


حاولت أن تخفي ملك دهشتها فأحمد اوهمها أنهم كُثر ومنعها من الدخول 

_ لا مجرد سؤال عابر يا خالوا اتفضل .


ضغطت على شفتيها ببعضهما البعض ورفعت حاجبيها بتعجب 

_عجيب.. طب ليه بيعمل كدا ..

قالتها ثم نفضت أي افكار عن رأسها وبدأت تباشر عملها بجدية 


___أسماء عبد الهادي

في المساء

تجمع كل العائلة في بيت فهمي بغية الذهاب مع ماجد والذي أصر عليهم الذهاب جميعا لتتعرف العائلتان على بعضهما البعض 


ودت ملك لو ذهبت مبكرا قليلا لصديقتها لكنها لم تعد تستطيع فعل ذلك بعدما غعله اسلام فالأمر بالنسبة لها بالرغم من كونه مؤلما هو محرجٌ ايضا ولولا صديقتها وماجد ما خطت المنزل أبدا ...لذا انتظرت لتذهب مع العائلة 


وجدت السيارة التي توقلهم تتخذ مسارا مختلفا عن مسار بيت ليلى ...مسار هي تألفه جيدا فتسارعت ضربات قلبها بقوة وهتفت بصوت بدا غاضبا 

_ماجد هو احنا رايحين فين 

ابتسم لها ماجد وهتف بهدوء

_مشوار مهم وكان لازم يتعمل من بدري 

حاولت ان تفتح فمها للاعتراض فهي كانت تؤجل أمر ذهابها لإمها وترفض أيضا ان تأتي اليها أمها بنفسه فالمواجهة هي ليست مستعدة لها بعد أرادت ان يطيب قلبها قليلا بعد لحتى تستطيع أن تسامح لكن ماجد وضعها أمام الامر الواقع فرضخت للامر وخاصة ان نظرات الجميع كانت معلقة عليها وكأنهم يحسونها على أن تفعل 


وصلت السيارة أمام باب المنزل فابتلعت ملك ريقها بتوتر ليجدوا سناء تنتظرت عند الباب بلهفة شديدة وبؤبؤ أعينها يتحرك يسرعة في كل مكان باحث عن قرة عينها التي دمرتها بأيديها


وما إن ابصرتها تطل برأسها من بين الجميع فهي كانت تقف بالخلف وأخر من ترجلت من السيارة 

حتى ركضت نحوها بلهفة وشوق وادمع نادمة تخطت الجميع وكأنها لا تراهم لتأخذ ابنتها التي تقف متجبسة في مكانها 

بين ذراعيها تضمنها بقوة ودت لو استطاعت أن تأويها بداخلها اكثر وأكثر 

كان عناقا حارا زرفت فيه سناء دمعات صادقه حتى أنك لا تصدق أنها سناء التي كنت تعرفها يوما...

لم تنطق سوى بكلمة واحدة فقط وسط شهقاتها وظلت ترددها

سامحيني يابنتي... سامحيني 


لحظات من التسمر الذي أصاب ملك ...لكن سرعان ما زاب الجليد الذي كان يغلف قلبها ليرق قلبها  لأمها وتبادلها العناق الحار مع شلال دموعها هي أيضا 

_وحشتيني ياماما 


لم تكد تصدق سناء اذنيها أحقا قالت ملك ذلك 


لتشدد من عناقها اگثر من ذي قبل وتقبلها في كل خلية من وجهها فرحة بمسامحة ابنتها لها حتى انها كادت أن تقبل يد ابنتها لكن ملك رفضت ذلك ورفعت هي يدها وقبلتها بقلب صافي مسامح

وكأنهما قد نقيا من كل الشوائب التي كانت تحيط قلبيهما ليعود وينبض بحب من جديد


🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

في بيت ليلى 

فضّل الأهل ان يتحدثوا في مكان آخر تاركين الفرصة لماجد وليلى للجلوس بمفردهما لبعض الوقت 

لتتحدث ليلى بجمود ووجه جامد 

_أنا مش موافقة 


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع