القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية دلال والشيخ الفصل الثانى والثلاثون 32بقلم شيماء سعيد

 رواية دلال والشيخ الفصل الثانى والثلاثون 32بقلم شيماء سعيد



رواية دلال والشيخ الفصل الثانى والثلاثون 32بقلم شيماء سعيد


#دلال_والشيخ

الحلقة الثانية والثلاثون 

.......

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 

إن أصحاب هذه القلوب القاسية هم أبعد الناس عن الله،كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي.

.........

 لم تكن لتتخيل أشجان ما حدث بينها وبين أحمد حتى فى أحلامها لإنها تدرك إنه لا يحبها لذا اختارت بكامل إرادتها ان تكون له كأخت رغم زواجها منه، لأن لا فائدة من حب الجسد بدون روح .

ولكن أحمد كان فى تلك اللحظة لا يرى أمامه سوى دلال فقط وكأن العالم كله انحسر فى صورتها .

فرأى صورة دلال فى أشجان دون وعى منه  إنها ليست هى فتقرب منها يبث لها اشتياقه وحنينه إليها بتلك الصورة الرومانسية، فقاومته أشجان فى البداية ولكنها استسلمت له فى النهاية لسيطرته عليها بسبب بنيته القوية فى لحظة ضعف منها أمام تلك المشاعر الهوجاء التى عصفت بقلبها وتمنت أن تعيش ما تبقى من عمرها فى تلك السعادة ولكن للأسف كانت لحظة وقتية ستكون نتيجتها نبتة صغيرة جميلة كما جاء فى حلم أحمد ابنته من أشجان" حور".

خلد أحمد إلى النوم بعد تلك المشاعر الفياضة ونامت بجانبه أشجان لتمر عدة ساعات، بعدها أستيقظ أحمد وفتح عينيه بتثاقل ليصعق عندما رأى تلك التى تنام بجواره وهيئتها تدل على إنه حدث بينهما ما لم يحمد عقباه .

فانتفض واقفا كالمصروع وصرخ: أشجااان .

أنتِ بتعملى ايه هنا جمبى وعلى سريرى ..؟

استيقظت أشجان على صوته بفزع ونظرت إلى هيئتها بحرج وحاولت سريعا ستر نفسها بالشرشف .

ليتأكد خوفها بسبب صراخه عليها إنها هى من أرادت ذلك واستغلت مرضه فى لحظة ضعف منها .

فشعرت بنـ.ار تأكل جوفها وتساقطت دموعها وحاولت النطق بصعوبة: أحمد أناااا مكنتش عايزة ده يحصل، أنت اللى كنت ...

فقاطعها أحمد بغلظة بعدم فهم : كنت ايه يا أشجان ؟

بصى حولين نفسك أنتِ اللى هنا عندى، مش أنا اللى عندك .

أنا مش عارف إزاى جتلك الجراءة تعملى فى نفسك كده، أنتِ فعلا نزلتى من نظرى واتفضلى إطلعى بره وإياكِ تهوبى من مكانى تانى .

 

كانت وقع كلمات أحمد عليها كالسوط الذى جرح قلبها فانهارت باكية وكانت ستغادر بالفعل ولكنها إلتفتت لتدافع عن نفسها :

_ صدقنى يا أحمد، أنت كنت مش وعيك امبارح وانا جيت عشان أطمن عليك بعد ما وصانى شيكو إنك تاخد علاجك فى أوقاتها بانتظام، فقعدت جمبك عشان اخد بالى من الوقت والعلاج .

وفجأة لقيتك بتقرب منى لإنك كنت فكرنى دلال وحاولت أفوقك وأقولك أنا مش دلال يا أحمد أنا أشجان لكن أنت مفوقتش وسيطرت عليه وانا أحلفلك بإيه قومتك على قد ما أقدر لكن للأسف استسلمت عشان أناااا 

أنااا بحبك ، ايوه يا أحمد أنا بحبك 

واتمنيت أعيش اللحظات دى بس كنت أتمنى أعيشها وأنت عارف إنى أشجان وإنك من جواك حابب كده معايا،مش عشان فكرنى دلال يا أحمد .

أغمض أحمد عينيه بألم عند ذكرها اسم " دلال" .

وارتجفت شفتاه باسمها وردده كثيرا حتى شحب وجهه، ولاحظت أشجان ذلك فأسرعت بإحضار الدواء له، واقتربت منه وقالت: أحمد خد الحباية دى، عشان شكلك تعبان، وهى هتريحك .

طالعها أحمد بحزن وقال باعتذار: أنا آسف يا أشجان .

اعذرينى وسامحينى، وأنا حاسس إن عشان ظلمتك معايا، ربنا عقبنى وخد منى أغلى حاجة عندى .

وأنا مش عارف هى عملت ليه كده؟

ليه تعمل فيه كده وهى عارفة إنى روحى فيها ومن غيرها حاسس إنى بموت .

ليبكى أحمد بمرارة وتبكى أشجان على بكاؤه لتحاول السيطرة على نفسها قليلا لتعطيه دوائه ليخفف عنه أعراض الإنهيار تلك ، ومساعدته على النوم قليلا .


لينام أحمد فتدثره جيدا وتضع قبلة حانية على جبهته كأنه طفلها ثم تغادر لتطمئن على أولادها .

.....

عاد شفيق إلى منزله متأخرا بعد أن قام الجراح بخياطة جرحه مستندا على أحد رجاله  .

فراته أسماء على هذا النحو فطالعته بسخط قائلة بتهكم: ايه يا سبعى، مين شلفطك كده ..!

شفيق بإنفعال:  بتتمسخرى بجوزك يا بنت الأصول ، بدل ما تزعلى عليه وتقولى سلامتك .

فضحكت أسماء واستطردت: لا ألف سلامة عليك وده مين ايه ده ان شاء الله؟

شفيق: مفيش واحد ابن حرام كان عايز يسـ.رقنى نغـ.زنى بالمـ.طوة فى ضهرى.

فهمست أسماء: ياريته كان جاب أجلك وخلصنا .

شفيق: إدخلى دلوقتى إعمليلى لقمة أرُم بها عضمى واعوض اللى نزفته .

حركت أسماء شفتيها بأستياء مرددة: ده عند أمك يا شفيق .

أنزل يا اخويا عندها تحت ولى بتخدمها تخدمك أنت كمان .

لكن أنا تعبانة من الحمل ومفيش حيل لخدمة حد .


اه صحيح، ده أنا نسيت اقولك كمان إنى رايحة أقعد عند أمى لغاية ما أولد، عشان تراعينى هى .

ومحضرة حاجتى وناقص بس أحط العباية عليه وأنزل .


فانفعل شفيق حتى برزت عروقه وقال: هى دى الأصول يا أسماء، تسيبى جوزك تعبان وتروحى تقعدى عند أمك .

صدقت أمى لما كانت بتقول عليكِ تربية ابتهال .

فحدقته أسماء بغضب حجيمى وصاحت بصوت هز الأركان: عارف يا ابن زينب لو جبت سيرة أمى على لسانك القذر ده تانى هعمل ايه فيك.

فابتلع شفيق لعابه بتوتر وذعر، فتابعت أسماء:

هكمل عليك أنا واقول برده كلب من كلاب السكك كان عايز يسـ.رقك .

فابتسم شفيق رغما عنه وقال بخوف: وأهون عليكِ يا سمسمة، ده أنا بهزر معاكِ يا بت .

دى أمك دى حتة سكرة والله، ونعم التربية والله .

روحى يا حبيبتي واستريحى براحتك خالص وانا لما أشد حيلى هاجى بنفسى أطمن عليكِ.

كتمت  أسماء ضحكتها وطالعته بخبث مرددة: لا جدع يا شفشق .

ثم التفت لترتدى ملابسها .


أما هو فوضع يده على رأسه وأخذ يعدد كالنساء: جبت لنفسك مصيبة متحركة يا شفيق، ياريتنى كنت سمعت كلامك ياما ومتجوزتهاش ورجعت أشجان اللى كان زمانها قعدة تحت رجلى دلوقتى .


وخسارة فى أحمد اللى اتجوز عليها رقاصة بس أهى طارت منه الحلو، يااه نفسى أشوفه عامل ايه دلوقتى بعد ما الموزة دى طارت منه .

واه يا نارى كان نفسى أنول منها المراد بس للأسف منها لله كانت عاملة نفسها شريفة وعايزة تخلص منى .

واهى راحت للى يعلمها الأدب، تشوف بقا هتعمل معاه ايه .


وماشى يا أسماء يلا هتغورى من وشى بأم شكلك العكر ده .

وانا هجيب بدالك كل يوم وحدة تظبطنى وتنسينى أصلا إنى كنت متجوز وحدة إسمها أسماء .


ودلوقتى هتسند وأدخل أحضرلى كام غيار وأنزل لأمى حبيبتى، عشان تراعينى أنا كمان القمر اللى معاها .


يااه ده انا كده مش هعوز أخف وهفضل تعبان .

.....

غادرت أسماء بحقيبة كبيرة بها ملابسها وقبل أن تتجه إلى منزل والدها قررت أن تزور زينب .

فطرقت الباب ففتحت لها سارة فنظرت لها أسماء مطولا وهمست: لا كده شفيق مش هيزعل إنى سبتله البيت .

تعجبت سارة من نظراتها فقالت: حضرتك مين وزى ما تكون بتشبهى عليه ولا حاجة..؟

أسماء: لا يا حبيبتي مش بشبه ولا حاجة، أنتِ بس زى القمر ماشاء الله بس خدى بالك من نفسك عشان ولاد الحرام مسبوش لولاد الحلال حاجة .

سارة: ربنا يحفظنا .

أسماء: أنا جاية أطل على مرات عمى وماشية على طول .

سارة: الحجة زينب، اه طبعا أتفضلى .

فولجت أسماء ترفع قامتها بكبرياء حتى رأتها زينب فحدقتها بغضب حجيمى وكأنها تقول: أنتِ ايه اللى جابك هنا، أنا مش عايزة أشوفك .

اقتربت منها أسماء فشعرت زينب بالخوف منها فارتجف جسدها .

_ إزيك يا مرات عمى.

فحركت زينب رأسها بإنفعال ..فابتسمت أسماء بمكر .

_متخفيش منى يا زينب، ده أنا جاية أبشرك عشان أنا حامل يا ولية، هجبلك حفيد من ابنك شفيق الله يهده ويهدك أنتِ اكتر واكتر .

متعرفيش قد ايه أنا مبسوطة وأنا شيفاكِ كده لا حول ليكِ ولا قوة، بس ياريت تكونى اتعظتى وندمتى على اللى عملتيه فى حياتك ولو أنه مش باين عليكِ.

وعينيكِ كلها شر ومش عارفه إمتى ربنا هيهديكِ.

وشكلها مش مكتوبالك يا زينب فربنا ياخدك احسن ويريح الناس من شرك .

فانفعلت زينب وفارت الدمٖاء فى رأسها وأخذت تحاول تحرك جسدها على الكرسى المتحرك وتمايلت للإمام حتى سقطت على وجهها .

فطالعتها أسماء بسخط ثم قامت بالنداء على سارة : انتِ يا إسمك ايه .

تعالى اعدلى الحجة معايا، اتكبت على وشها يا حبة عينى .

فجاءت سارة مسرعة مرددة: لا حول ولا قوه الا بالله.

حصل إزاى ده؟

أسماء: يختى إعديلها معايا مش وقته حصل ازاى.

فساعدتها أسماء على الجلوس على الكرسى مرة أخرى .

واستطردت بتهكم: ابقى خلى بالك بعد كده يا زينبو، أنتِ مفكيش حاجة تنكٖسر تانى.

ثم همست بجانب أذنها: عشان تعرفى بس محدش بيجى على أسماء ويكسب أبدا، لتغادر بعد ذلك إلى بيت والدها.


تلون وجه زينب من الغيظ حتى ارتفع ضغطها وبدئت فى نوبة قلبية ونهجان ، فناولتها سارة على الفور الدواء حتى هدئت قليلا ثم خلدت للنوم .

سارة: أنا قربت اتجنن من تصرفات العيلة دى صراحة .

.......

أتصل متولى على شفيق.

حمد لله على السلامة يا شفيق، حقك تبوس إيدك وش وضهر عشان لولايا كنت زمانك مع الأموات دلوقتى ورجالتى أنقذوك فى آخر وقت .

شفيق بحرج: أنا مديونلك بحياتى يا متولى والله .

فضحك متولى بخبث: وانا مش عايز منك حاجة غير تقولى معلومات عن الراجل اللى مجوزاه دلال وأوصل ليه إزاى ؟

ابتسم شفيق وقال بحقد وغل: ياريت يا متولى تعمل معاه الواجب، نفسى أشوفه مذلول ومكسور اوى.

متولى ساخرا : ده أنت شكلك بتعزه اوى.

شفيق بضحك: اوى اوى مقولكش يعنى .

متولى: هو فعلا هيتقهر لما يشوفها ببدلة الرقص وفى حضنى عشان يطلقها ونخلص ونطوى الصفحة دى خالص وترجع دلال لعقلها .

شفيق: الله عليك يا سيد الناس هو ده .

ويا سيدى اللى متجوزاه هو أحمد اللى بيقولوا عليه اخويا بس أنا عمرى ما اعترفت بيه وقال ايه عامل نفسه شيخ .

بذمتك فيه شيخ يتجوز راقصة .

وتليفونه **** وعليه واتس تقدر تبعتله كل اللى نفسك فيه .

بس نفسى ومنى عينى أشوف اللحظة دى بعينيه .

ياريت تقولى امتى هتبعتله عشان أشوف قهرته بنفسى .

متولى: بس كده عيونى، هيكون الوقت عندكم الصبح الساعة عشرة مثلا واحنا بالليل .

ليغلق معه الخط ثم هندم من ملابسه وهمس: جيلك يا دولى وأنا يا أنتِ المرة دى .

فذهب إليها وفتح عليها الباب بقوة فوجدها تصلى وتدعو الله وهى تبكى .

فأغضبه هيئتها تلك وكأنه شيطان، فسار إليها بخطى سريعة وجٖذبها من طرحتها حتى كادت تخٖتنق .

فصرخت دلال: ابعد ايدك عنى يا متولى، حرام عليك اللى بتعمله ده .

صدقنى ربنا مش هيسبك المرة دى.

متولى بصوت يشبه فحيح الافعى: مش هبعد يا دلال وبطلى اللى بتعمله ده ، مش هيخلى عليه .

أنتِ رقاصة وانا متولى اللى بيحبك ومربيكِ على أيده ومش هسيبك غير لما انول المراد .

وبعدها ترجعى ترجعى تنورى الصالة من تانى بالرقص والزباين هنا هيعجبوكِ عشان أجانب مش زى ألاديش مصر .

يعنى هيدخلوا دماغك .

فلعنته دلال: أنت ايه يا اخى شيطان ملٖعون، أنا لا يمكن أعمل كده وقولتلك إنى ست متجوزة وبحب جوزى .

إنفعل متولى: جوزك ده تنسيه خالص ومش عايزك تفتكرى غير متولى وبس .

ثم جذب حجابها لينسدل شعرها الحريرى على ظهرها فنظر لها برغبة وحاول أن يمٖزق ملابسها ولكنها تراجعت للوراء بخوف وقالت بذعر: 

خلاص أنا موافقة أرجع أرقص يا متولى بس تبعد عنى والا همٖوت نفسى لو لمست شعرة منى .

فضيق متولى عينيه عندما شعر بصدق ما قالته ففكر بجدية وهمس لنفسه: أعقل يا متولى والبت بدال وافقت ترقص هتفتحتلك طاقة القدر هنا، فماشى أبعد عنها مؤقتا لغاية ما تاخد الألم الصح لما جوز البرابر بتعها يطلقها وساعتها أظن هتسبلى نفسها بإرادتها وهتبيع الدنيا .

لذا اومأ متولى برأسه وقال: عشان خاطر بس عيونك الحلوة يا دولى.

وعندك الدولاب اهو فيه بدل رقص أشكال وألوان اختارى اللى يناسبك ومستنيكِ بره بس متتأخريش عليه عشان أنا مش بحب الانتظار .

فخرج متولى وانهارت دلال من ورائه وجلست على أرضية الحجر تبكى بمرارة مرددة إسم أحمد: يا ترى عامل ايه يا أحمد ؟

أنت كنت سترى فى الدنيا وأمآنى ومن بعدك رجعت للضياع تانى، رجعت راقصة يا أحمد .

بس الرقص أهون عليه من إنى ابيع جسمى .

أنا هفضل صينة نفسى ليك يا مولانا ولو كلفنى ده عمرى .

وحشتنى اوى يا أحمد، يااه البعد صعب اوى .

انا حاسه إنى قلبى فى بعدك بيتفتت وكل اه منه زى ما تكون نٖار بتحٖرق جوفى.

يارب امتى تخلصنى من الهم والابتلاء ده وترجعنى لمولانا .

 ثم مرت لحظات حتى وجدته يصيح من الخارج 

_لسه مخلصتيش يا دولى، لو تحبى أجى أساعدك .

دلال بغصة مريرة: لا ثوانى وهكون جاهزة .

فقامت تجر أذيال الخيبة لتنتقى بدلة رقص تناسب جسدها الهذيل .

ثم نظرت إلى المرآة وتسائلت : معقول ده بعد ما بقيت مرات الشيخ أحمد وربنا سترنى بالحجاب أرجع تانى للأرف ده .

سامحنى يارب، غصبا عنى .

ثم خرجت ليستقبلها متولى بنظرات الإعجاب وأطلق صفيرا قائلا: واو ده احنا احلوينا وادورنا عن الأول كمان اكتر واكتر .

يلا يا حبيبتي، متعى نظر جمهورك بيكِ وبرقصك .

طالعته دلال  بسخط ثم خرجت المسرح فتعالت أصوات الهتافات من من كل الجنسيات الموجودة عرب وأجانب .

لتبدء دلال فى أداء رقصتها وهى تحبس دموعها حتى لا يوبخها متولى الذى كان يقف لها بالمرصاد وصورها عدة صور فى أوضاع مختلفة .

ثم قام بعد ذلك بالصعود للمسرح وحاوطها بذراعه رغم محاولتها فى الابتعاد عنه ولكنه أجبرها حتى يقوم بالتقاط صورة لهم معا .

.......

أتصل الشيطان شفيق على أحمد فتعجب أحمد من اتصاله ولكنه استجاب له قائلا: السلام عليكم.

شفيق بصوت مصطنع حزين: وعليكم السلام يا اخويا .

أنا عارف إنك مستغرب من إتصالى بس انا تعبان يا أحمد وقاعد عند امى بعد ما أسماء سبتنى وراحت عند امها .

وكنت محتاج أشوفك واستسمحك تسامحنى عشان حاسس إن أجلى قرب ومش عايز أموت وانا ظلمك يا اخويا 

فتناسى أحمد كل فعله شفيق معه ولم يتذكر فى تلك اللحظة الا انه أخيه ويحتاجه فدمعت عينيه وقال بصوت رخيم حزين: متقولش كده يا اخويا ربنا يبارك فى عمرك وأنا جيلك حالا أطمن عليك .

ثم أغلق معه الخط وتوجه إليه بقلب مرتجف يخشى أن يحدث له شىء دون أن يراه .

أما شفيق فانعدمت الرحمة من قلبه وأخذ يضحك باستمتاع قائلا: لا طيب يا أحمد وبينضحك عليك بس تستاهل اللى حصلك عشان عينيك متعلاش بعد كده على الاحسن منك .

ثم توجه نحو غرفة أمه ورأى سارة تنحنى لتطعم والدته، فلمعت عينيه بالرغبة وهمس: لا البت دى جامدة ودخلت دماغى ومش هسبها الليلادى تبرد قلبى المشتاق .

ثم حمحم لتعتدل سارة فتحركت إلى ركن الغرفة بحرج .

فولج شفيق وحدقها بإعجاب فأخفضت بصرها .

فأشار إليها: بقولك ايه يا آنسة سارة.

محتاج أغير على الجرح كمان ساعة كده، ممكن تساعدينى.

أومئت سارة برأسها: اه طبعا تحت امرك .

شفيق: تشكرى يا ست البنات .

وياريت تعمليلى فنجان قهوة من ايدك الحلوة .

سارة: حاضر ثوانى ويكون عندك .

لتتركه مع والدته التى كانت تطالعه بحب ، فأقبل إليها وقبل يدها وابتسم قائلا بمكر: عارفة مين جى دلوقتى يا ياما.

فحركت زينب رأسها باستفهام

شفيق: أحمد ابن غريمتك.

فجعدت زينب وجهها بغضب .

شفيق: لا متكشريش كده ياما ، ده أنتِ دلوقتى هتنبسطى اوى ويمكن تقومى تمشى كمان من فرحتك فيه .

لما تشوفيه مقهور وحزين ومكسور .

فانفرجت ملامح زينب وكأنها كانت تنظر تلك اللحظة.

شفيق: اه ما أنتِ متعرفيش إن الباشا اللى عامل نفسه ملتزم وشيخ كان متجوز بت راقصة تصورى على الخيبة أشجان .

بس المعلم بتعها خطفها منها وهيبعتله لما يجى عندى صورها وهى بترقص وصورها معاه.

ياااه على فرحتى لما أشوف وشه وهو مقهور أول ما يشوف الصور دى .

مش عارف حاسس إنى هيجرالى حاجة من كتر فرحتى فيه 

فابتسمت زينب بفرحة .

ثم غمزها شفيق: وكمان ياما أنا داخل دماغى البت سارة دى اوى، فهخليها تقضيلك كل حاجة دلوقتى عشان قلبى محتاجها اوى ياما وهخليها معايا شويتين تلاتة .

فارتسم على وجه زينب تلك العجوز الشمطاء ابتسامة مكر ورضا عن أفعال ابنها الذى يشبهها فى الشر تماما .

لتنقضى دقائق معدودة ويصل أحمد إلى بيت والده لمقابلة شفيق وعندما ولج للداخل تذكر طفولته التعيسة معهم فاغمض عينيه متألما ولكنه ابتسم عندما تذكر والده الراحل ودعى له بالرحمة فهو لم يبخل عليه بشىء وأعطاه من الحب والمال ما يحتاجه .

سمع أحمد صوت شفيق مناديا عليه عندما علم بقدومه من سارة 

تعال يا أحمد تعال يا اخويا .

فولج أحمد له وعندما رآه على التخت وقد ظهر عليه التعب خفق قلبه واقترب منه وقبل جبهته قائلا: ألف سلامة عليك يا شفيق .

حصلك ايه وعامل ايه دلوقتى؟

ولو تحب أنقلك أفضل وأحسن مستشفى فيكِ يا مصر.

أو حتى أسفرك بره المهم ربنا يعافيك .

فكتم شفيق غيظه وهمس لذاته: تسفرنى بره، للدرجاتى الدنيا فتحتلك بابها من وسع، روح يا شيخ ربنا يقفلها فى وشك تانى .

ويلا يا متولى ابعت الرسالة عشان مش طايق أبص فى وشه اكتر من كده ولا أتحمل كلامه .

ثم ابتسم ابتسامة صفراء وجاهد بصوت منخفض: ربنا يخليك يا اخويا ده عشمى فيك .

إدعيلى بس ربنا يشفينى .

أحمد مبتهلا لله: يارب اشفيه وعافيه وبارك فى عمرك واديله على قد نيته .

فانفعل شفيق وهمس: لا الأخيرة دى بلاش .

شفيق: أقعد يا احمد واقف ليه، ارتاح وقولى أحوالك ايه ومبسوط مع أشجان ولا عشان أنا عارفها بوز نكد ولو انى حاسس إنك مش مبسوط وعشان كده يا اخويا طلقها أحسن ولا أقولك إتجوز عليها وحدة مفرفشة كده تبسطك وتعيش شبابك .

فغضب أحمد من أجل أشجان لأنها على اسمه حتى لو كان لا يكن لها اى مشاعر خاصة فقال بإنفعال: شفيق لو سمحت إلزم حدودك ومتنساش أن اللى بتكلم عليها دى مراتى .

ومسمحش لحد أبدا يجيب اسمها بأى كلمة .

وبالعكس أشجان إنسانة محترمة وزوجة صالحة .

تلون وجه شفيق بحمرة الغيظ بعد دفاع أحمد عن أشجان الذى يعلم جيدا إنها بالفعل كانت زوجة صالحة ولكنه خسرها بسبب أفعاله الدنيئة .

فهمس يلا يا عم متولى ابعت الرسالة عشان خلاص مش قادر وعايز أقوم أفٖرمه اللى شايف نفسه ده .

ونفسى أشوفه مذلول قدامى .

وبالفعل فى تلك اللحظة

ترك متولى دلال وابتعد قليلا، ليرسل تلك الصور الى أحمد 

مع رسالة مفادها:

أنا دلال يا أحمد، عايزة أقولك إنى مليت من عيشة الدروشة اللى كنت معيشنى فيها دى ، وخنقنى الحجاب ومقدرتش أكمل صراحة وحنيت للشهرة والمجد ورجعت لشغلى .

والناس اللى شبهى وأنت خليك مع الناس اللى شبهك وحلال عليك بنت عمك .

بس عايزاك تطلقنى عشان مش عايزة أكون مرتبطة بيك وأعيش حياتى بحرية .

فياريت تطلقنى عشان اكتشفت انى كنت موهومة بحبك لكن خلاص فوقت واكتشفت أنه مكنش حب حقيقى .

سلام يا مولانا .

وصلت الرسالة لأحمد فجحظت عيناه من الصدمة التى لم يتوقع أبدا أن تصدر تلك الكلمات من دلال التى يسرى عشقها فى دمه ورأى منها حب يفوق حبه لها .

فكيف يصدر منها ذلك ،احقا كانت بارعة فى التمثيل لتلك الدرجة التى صدقها عقله وقلبه فعلا .

ومع كل كلمه كان يقرئها احمد كان يزداد وجهه قتامة وكان أشبه ببرٖكان على وشك الإنفجار فى أى لحظة .

وشفيق يطالعه بفرحة تطل من عينيه بسعادة وود أن أقام حفل  ورقص به على روحه التى ماتٖت فى تلك اللحظة .

شعر أحمد بجسده يتهاوى وكاد أن يسقط أرضا ولكنه استند على الجدار والغريب أنه رأى نظرة فرحة فى عين شفيق لم يدرك معناها لذا حاول بقدر الإمكان أن يخفى صدمته وألمه وألا يضعف أمامه .

فاستطرد بألم يأكل قلبه وجوفه: الحمد لله انى اطمنت عليك يا شفيق وبعد إذنك هضطر استأذن عشان عندى شغل ولو احتجت اى حاجة كلمنى هتلاقينى عندك .

يلا السلام عليكم .

ثم التفت وغادر قبل أن يسمع رد شفيق الذى كان على وشك أن يسئله عن ما شاهده على هاتفه ليتغير وجهه بتلك الصورة ليشمت به ولكنه لم يتيح له الفرصة .

لذا صاح بقوله غاضبا: إزاى يمشى قبل ما اكمل عليه يمكن كان مات بحسرته وارتحت.

بس ماشى فلت بجلده منى المرة دى لكن أنا برده هفضل وراك يا أحمد ومش هسيبك ابدا .

وأشجان اللى فرحان بيها دى هتصل بيها وأقولها إنك متجوز عليها عشان تنكد عليك هى كمان ومتبقاش يعينى عارف تلاقيها منين ولا منين .

ده غير أشجان هتقول لعمى وعمى يتوصى بيك يا مولانا .

ليهاتف شفيق أشجان ..

يتبع 

يارب تكون الحلقة عجبتكم ومتنسوووش لايك و كومنتات كتير لرفع الحلقة 

بحبكم في الله ويعتذر عن التأخير والرواية هتنزل كل يوم أربع معلش والله غصب عنى .

نختم بدعاء جميل ❤️ 

كلٌ منا مبتلي في شئ،

لم تصفو الدنيا لأحد،

ف اللهُم أعن كل ذي وجعٍ علي وجعهِ.

ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع