القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية دلال والشيخ الفصل الرابع والثلاثون 34بقلم شيماء سعيد

رواية دلال والشيخ الفصل الرابع والثلاثون 34بقلم شيماء سعيد




رواية دلال والشيخ الفصل الرابع والثلاثون 34بقلم شيماء سعيد



#دلال_والشيخ

الحلقة الرابعة والثلاثون 

............

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 

من زرع الظلم حصد الخسران. * ويل للظالم من يوم المظالم. * إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فأذكر قدرة الله عليك. * الظلم له ند وليس له فؤاد. * الظلم ظلمات يوم القيامة.

......

إندلعت النـ.يران فى قلب سارة بعد أن قضى شفيق على طهارتها دون ندم لذا قررت أن تحـ.رقه كمان حـ.رق قلبها وهى معهم لأن الموت فى حالتها رحمة فى مجتمع لا يرحم المغتـ.صبة وينظر لها كوصمة عار مع إنها هى المجنى عليها .

فخرجت مسرعة إلى المطبخ وأحضرت الجـ.از وأخذت تسكبه فى كل أنحاء الشقة .

وعندما رأتها زينب واشتمت رائحة الجاز اخذت تنتفض وتطالعها بذهول ولسان حالها يسئل: أنتِ هتعملى ايه؟

سارة بضحك هستيرى: اتشهدى على نفسك يا أم السافل الواطى هحـ.رقه زى ما حـ.رق قلبى وأنتِ كمان عشان معرفتيش تربى وأنا كمان معاكوا عشان مش هقدر أعيش بعد اللى حصل وربنا يسامحنى .

فأخذت تحرك زينب رأسها بهيسترية وذعر وودت أن لو تصرخ ولكن صوتها لا يتعدى جوفها.

لتشعل سالى عود الثقاب وتلقيه فى الارض ليتفاعل مع الجاز لتندلع النيـ.ران فى كل جميع الشقة .

ليخرج صوت زينب فى تلك اللحظة من فرط الألم: ناااار 

إلحقونى، يا شفيق ، هنموووت ، نار .

اما شفيق فقد كان نائما قبل أن تصله النيران ليستيقظ من لهيب النار لتخرج عينيه من مقلتيه من الصدمة ثم حاول الفرار ولكنه وجد النـ.ار تحيط به من كل مكان، فأخذ يصرخ: لا مش عايز أموت أنا لسه مستمتعتش بحياتى .

مش عايز أموت، حتى سكن صوته عندما أكلت النـ.ار جسده جزاءا لما فعل هو ووالدته  وهذه نــ.ار الدنيا ونـ.ار الأخرة أشد وطأة .

بدئة ألسنة النيـظران تخرج من النوافذ مما أثار الفزع فى قلوب المارة فتعالت أصواتهم فتنبه شاهين الذى كان يتابع عمله فى المحل ولا يدرى شىء إلا عندما سمع أصوات الناس وعندما رأى ألسنة النـ.ار تخرج من شقة والدته فزع وصرخ: أمى، شفيق .

ثم أسرع نحو الشقة ومعه بعض الرجال ولكن للأسف عندما فتح باب الشقة وجد النـ.ار فى كل مكان وعندما حاول أن يدخل أمسك به أحد الرجال قائلا: مينفعش تدخل، أنت كده بتهلك نفسك يا معلم شاهين .

وأظن كده خلاص أطلبلهم الرحمة .

فصرخ شاهين: لا يستحيل أسيب أمى سابونى .

فنزلت أنهار على صوت الصراخ، وعندما رأت شاهين يحاول الدخول رغما عن تحذيره فصرخت وامسكت بيده: أبوس ايدك يا شاهين إحنا ملناش غيرك، ولو حصلتلك حاجة هموت .

بلاش يا حبيبى عشان خاطرى واطلب بسرعة المطافى ولو ليهم عمر ربنا هينجيهم قول يارب بس .

فبكى شاهين: يااارب يارب .

ليأتى فريق إطفاء الحرائق وتجمع أهل المنطقة ومن بينهم شهيرة التى جاءت على الفور مع سفيان عند سماعها الخبر وقد سبقتها أسماء التى قفزت من الفرحة عند علمها بالأمر وأخذت تنتظر بلهفة  خروجهم مـظوتى متفحمين كما أماتوا قلبها من قبل .

وهكذا حتى انطفىء الحـ.ريق واسرعوا جميعا للداخل ليتفاجئوا بأفظع مشهد حيث وجدوا جثة شفيق وزينب متفــ.حمة أما سارة فكانت مازالت فى رمقها الأخير وقالت بأنين: حـ.رقتهم زى ما حـظرقوا قلبى وضيعوا شرفى ولسه هشتكيهم لربنا .

وبلغوا أمى تسامحنى وادعولى ربنا يسامحنى ثم فاضت روحها إلى الله .

فبكت عليها أسماء وهمست: قولتلك خلى بالك من نفسك واهو حصلك نفس اللى وقعت فيه بس أنتِ طلعتلى أجدع منى وخدتى حقك واهو كمان ارتحتى من الدنيا كلها، ربنا يسامحك ويعوض شبابك فى الجنة .

........

جلست دلال فى أحد أركان الغرفة تبكى بهيسترية بعدما علمت من متولى أن أحمد طلقها فاسودت الدنيا فى عينيها ودخلت فى دوامة حزن لا تنتهى وأدركت أن لا حياة بعد أحمد فقد كان هو لها حياة وتعيش من أجله والآن بعدما فقدته لا شىء يستحق أن تعافر من أجله لتعيش.

لذا قررت أن تنهى حياتها بنفسها ولكن عليها أن تنهى حياة هذا البائس قبلها لتخلص الدنيا بأسرها من شره .

ولكى تقـ.تله بسهولة دون مقاومة منه يجب أن تقوم بخداعه اولا ولتفعل ما يريد .

لذا قامت لترتدى بدلة رقص أخرى تناسب فقرتها الثانية وخرجت بابتسامة صفراء على وجهها رغم الحطام الذى يعصف بها من الخارج .

تعجب متولى من ابتسامتها رغم بكائها وهمس: ايه الصدمة جابت نتيجة زى ما كنت عايز وهتفوق لنفسها وتنسى عم الشيخ ده، ياريت بركة يا جامع .

وشكلى هقضى الليلة إنما ايه ولا الف ليلة وليلة .

لتبدء دلال رقصتها بالفعل وكان متولى ينظر لها بإعجاب وقلبه يتلهف على لقائهم الاول .

ليجد من يضع يده على كتفه فالتفت فوجده أحد رجال المنياوى.

حسام: الباشا عايزك فى كلمتين يا متولى .

اومىء متولى برأسه وهمس: عيونى للباشا ثم سار نحوه ورحب به: اهلا اهلا نورت مكانك يا باشا .

ثم غمزه واستطرد: وايه رئيك فى دلال مش إحلوت عن الأول .

فطالعه المنياوى بنظرة حزينة قائلا: بقولك ايه يا متولى، البت دى تخصنى، يعنى اه قبلت تجبها وده غصب عنى عشان الصور والفيديوهات اللى حضرتك هددتنى بيهم وأنا لولا مركزى الحساس مكنتش وفقت، لكن انك تعمل فيها زى ما كنت عايز زمان ولا تبيعها تانى لا يا متولى ومتنساش إنى ممكن أقفلك المكان ده بمكالمة منى .

جف حلق متولى من تهديده الصريح له وابتلع ريقه قائلا: 

ايه يا باشا هى البت دى عملالك عمل ولا ايه، عشان تبيع حبيبك متولى عشانها، ما فى منها كتير .

المنياوى: اه لكن مفيش غير دلال واحدة بس .

ثم عاد بذاكراته للوراء قليلا عندما حدثه متولى عبر الهاتف :

حبيبى الباشا الكبير عايز منك خدمة.

المنياوى: عايز ايه تانى يا متولى، مش دخلت البلد وعملت شغل وعايش زى الفل، ايه تانى ؟

متولى : عايز دلال يا باشا، عشان الحال نايم وهى الوحيدة اللى هتقدر تشغله بجمالها ودلالها .

المنياوى: وأنا اجبهالك منين يا متولى، أنا معرفش حاجة عنها من فترة كبيرة .

متولى: أنا عارف يا باشا بس المطلوب منك تسهل دخولها البلد فى طيارة شحن .

المنياوى بصدمة: شحن يعنى مش بمزاجها، مفيش فايدة فيك يا متولى.

ما عندك بنات كتير اشمعنا دلال، البت غلبانة وسبها فى حالها .

متولى: أنا مش عايز غيرها ولاعندك مانع يا باشا.

المنياوى بإنفعال: أنت بتتهدنى يا متولى .

متولى: العفو يا باشا، أنا بس بترجاك .

المنياوى: ماشى، بس تبعتلى كل الصور والفيديوهات اللى عندك ليه ولو اتاكدت انك محتفظ بنسخة، هيكون آخر يوم فى عمرك أنت فاهم .

متولى: فاهم يا باشا، أنا من بعد دلال خلاص مليش طلبات تانية .

نعود الواقع.

قامت دلال بأداء رقصتها ولكن تلك المرة دون وعى، وكل ما تراه أمامها هو أحمد ولا أحد غيره، فأخذت تهمس باسمه حتى اسودت الدنيا فى عينيها وسقطت فجأة مغشيا عليها .

فوقف المنياوى وردد اسمها بقلق: دلال .

ثم أشار إلى متولى بأمر: انت واقف عندك بتعمل ايه، أجرى شوف البنت كلها وشلها ودخلها أوضتها وأنا هتصل بدكتور حالا يجى يشوف فيها ايه .

فنفذ متولى ما أمره به وهمس لذاته: ربنا يستر تكون البت ماتت وكده يبقى ولا طولت عنب الشام ولا بلح اليمن وكل أحلامك ضاعت يا متولى .

ثم جاء الطبيب مع المنياوى واستطاع أن يعيد وعيها  وبالفحص ابتسم الطبيب قائلا: المدام حامل، مبروك .

كادت مقلتى دلال أن تخرج من عينيها من فرحتها بالخبر وهمست: أنا حامل ، أنا حامل من مولانا الشيخ احمد .

معقول فيه حتة منك فى بطنى يا أحمد .


ثم أستطرد الطبيب : بس هى  ضعيفة شوية وشكلها مش بتاكل كويس وده غلط عليها وعلى الجنين .

فهكتب لها شوية مقويات بس الاهم إنها تتغذى كويس .

فنظر المنياوى إلى متولى بذهول وهمس: حااامل ازاى يا متولى.

فحمحم متولى بحرج: علمى علمك يا باشا، معرفش يمكن كانت مقضياها، ما أنت عارف كانت كل شوية مع زبون .

فصرخت دلال: أنا أشرف منك يا جبان.

ثم أشارات إلى المنياوى: أنت موجود صح قدامى يا باشا ولا انا بتخيل .

اقترب منها المنياوى وقال بحنو: لا أنا قدامك يا بنتى ، عاملة ايه دلوقتى ؟

فبكت دلال بهيسترية وقالت : اوعى تصدق اللى قالت يا باشا، أنت عرفنى شريفة والحمل ده من جواز على سنة الله ورسوله.

ثم حاولت أن تقبل يده وترجته بقولها: انجدنى منه يا باشا، ده عايز يجوزنى وهو عارف انى محرمة عليه، يرضيك كده 

فنظر المنياوى إلى متولى وقال بغضب جحيمى: الكلام اللى بتقوله دلال ده صحيح يا متولى .

فاومأ متولى برأسه: اه وسيبك يا باشا من موضوع الحلال والحرام ده عشان احنا دفيننه سوا .

أنا بحبها وهتجوزها وهتجبلى الولد اللى نفسى فيه .

ولى هتجيبه كمان ده هخده واكتبه على أسمى يبقى زيادة الخير خيرين.

المنياوى بإنفعال: أنت شكلك اتجننت يا متولى .

ويستحيل يحصل اللى بتفكر فيه ده وأنا هاخد دلال عندى وعايزك تنساها خالص وعندك أنت البنات اللى شبهك كتير .

فنطق متولى بصدمة: تاخد مين ؟

لا انت اللى شكلك مش وعيك يا باشا ونسيت إنك اللى وفقت اجبها هنا .

فتلوم وجه دلال من الصدمة وقالت بقهر: أنت اللى جبتنى هنا يا باشا، جبتنى لجحيم متولى بعد ما كنت عايشة فى الجنة مع جوزى .

لتبكى بإنهيار مرددة: ليه حرام عليك، حرام .

شعر المنياوى بالندم وجلس بجانبها قائلا: سامحينى والله يا بنتى أنا معرفش انك كنتى متجوزة والندل ده هددنى بصور وفيديوهات مع بنات ولو الحجات دى انتشرت كانت هضيع تاريخى واترفد وانا قربت خلاص على سن المعاش .

لكن أنا نبهت عليه ميأذكيش وهقف له بالمرصاد صدقينى .

ومستعد دلوقتى أرجعك لجوزك .

فبكت دلال: بعد ايه ما خلاص كل حاجة حلوة راحت وهو طلقنى بسبب متولى .

منك لله يا متولى ربنا يعذبك فى الدنيا والآخرة.

المنياوى: لو عايزنى أكلمه واصلح ما بينكم أكلمه .

فاغمضت دلال عينيها بألم وقالت: معدتش ينفع لأنه اكيد اتجرح وانكسر بسببى، وخايفة ارجع اعيش معاه تفضل فى عينيه نظرة الكسرة دى بعد ما كانت نظرته كلها حب وأكيد الشك هيكون ملا قلبه من ناحيتى.

وعشان كده البعد أحسن، وخليه هو يعيش حياته مع بنت عمه وانا خلينى فى حزنى اللى انكتب عليه وعشان بس ابنى اللى جى فى الطريق لازم أعيش .

تأثر المنياوى لحزنها فهو يشعر معها بعاطفة الأبوة التى حرم منها لذا قرر أن يساعدها مهما كلفه الأمر 

_متشليش هم يا بنتى وأنا هاخدك تعيشى معايا لغاية ما تقومى بالسلامة وبعديها ان شاء الله هشوف ليكِ شغل مش عشان الفلوس لأنى الحمد لله مستعد اصرف عليكم لوجه الله لكن عشان تشغلى بالك وتنسى اللى فات وتبدئى حياة جديدة .

بكت دلال واستطردت: انسى أحمد، حد ينسى قلبه .

أنا هعيش العمر كله على اللحظات الحلوة اللى عشتها معاه ودى كفاية .

وهنا صاح متولى بإنفعال: خلصتوا التمثيلية الحزينة دى ولا لسه .

ثم أشار إلى المنياوى وقال بحدة: تاخد مين يا باشا ..!

هى وكالة من غير بواب ولا ايه .

دلال مش هتطلع من هنا وابنها هيكون ابنى .

فأخرج المنياوى حمم بركانية من عينيه من شأنها تحرق الاخضر واليابس وقال بصوت جحيمى: أنت بتعارضنى يا متولى .

متولى: معلش يا باشا سامحنى المرة دى ، عشان دلال تخصنى لا مؤاخذة .

المنياوى: وأنا قولتلك انساها، قومى معايا يا دلال .

متولى: متخلنيش استخدم أسلوب مش يعجبك يا باشا.

المنياوى: هتعمل ايه يا متولى وانت عارف بإشارة منى، المكان ده يتقغل ويتشمع بالشمع الاحمر .

فضحك متولى وقال يتهكم: مش لو لحقت تشاور 

لينادى على أحد رجاله ويامره: عايزك تضايف الباشا فى البدروم كده يومين تلاتة لغاية ما يعرف مين هو متولى .

حسام: أمرك يا متولى بيه، ليحاول الإنقضاض على المنياوى ولكن المنياوى ضغط سريعا على زر هاتفه، ففهم رجال المنياوى بالخارج ما يقصد فقد كانت رنة معناها أنه محاصر لانه كان يتوقع الغدر من متولى فى أى لحظة.

ليتفاجىء متولى بهجوم رجال المنياوى، ليصرخ متولى فى رجاله ليأتوا جميعا .

فارتجفت دلال فأمرها المنياوى أن تنزل حالا تحت التخت حتى لا يصيبها مكروه .

لتبدء معركة طاحنة بين رجال متولى والمنياوى، وعندما رأى متولى أن الغلبة قد تكون لرجال متولى فقرر الهروب من بينهم .

وبالفعل كانت الغلبة لرجال المنياوى، وأخذ المنياوى دلال إلى منزله .

وأشار لها إلى أحد الغرف: دى هتكون أوضتك يا بنتى .

وعايزك تاخدى راحتك ومتخافيش من حاجة خالص، أظن أنتِ عارفة ظروفى فمتخافيش منى، وصدقينى أنا فعلا حاسس إنك بنتى اللى مخلفتهاش ولى بطنك ده أنا منتظره بفارغ الصبر عشان عايز أعيش مشاعر أبوة اللى أنا اتحرمت منها .

فلمعت عين دلال بالدموع وقالت بإمتنان: أنت صراحة مش عارفة أرد على المعروف اللى عملته معايا ده إزاى يا باشا.

بس هفضل مديونالك طول عمرى بيه .

المنياوى: ولا دين ولا حاجة، يلا ادخلى استريحى شوية وأنا هأمر الطباخ يعملك أكلة حلوة تفتح نفسك وبكرة ان شاء الله هاخدك لدكتورة اعرفها تتابع معاكى الحمل عشان تتطمنى .

ابتسمت دلال وحمدت الله أنه وضع فى طريقها ذلك الرجل الطيب.

.....

كان أحمد يسير فى الطرقات لا يعرف إلى أين وكأنه تائه حتى رن هاتفه من شهيرة ففتح فسمع بكائها ففزع قائلا: مالك يا حبيبتي فيكِ ايه ؟ 

شهيرة بنحيب:أمى وشفيق البيت ولـ.ع بيهم يا أحمد .

أحمد بصدمة: ايه، لا حول ولا قوه الا بالله لتدمع عينيه حزنا على أخيه رغم ما فعله به .

واسترجع: لا حول ولا قوه الا بالله، انا لله وانا اليه راجعون .

أنا جى حالا، ليصل إليهم فى أسرع وقت، فاحتضنه شاهين بحب وبكى قائلا: شفيق وأمى ماتوا يا أحمد .

أحمد بحزن: وحدة الله يا شاهين، كلنا فى ذمة الله.

وادعى ربنا يسامحهم .

فابتعد شاهين وطالعه بحرج ثم ترجاه: أنا عارف انهم أذوك كتير يا اخويا بس عشان خاطر ربنا تسامحهم دول خلاص بين ايدين الله.

أنا عارف إن قلبك كبير وبيسامح .

فأخرج احمد تنهيدة مؤلمة فكيف يسامح من حرمته من والدته عمر أكمله وكان فى اشد الإحتياج إليها وكيف يسامح شفيق خصوصا بعد نظرة الفرح فى عينيه عندما أخبرته دلال إنها هجرته وكأنه كان يعلم ما حدث .

ولكنه اضطر أن يسامح من اجل نظرة الغزى فى عيون أخيه واستعطافه له فابتسم بمرارة قائلا: سامحتهم لله يا شاهين .

فاحتضنه شاهين وهمس: ده عشمى فيك يا اخويا .

روح ربنا يعطيك ما يحرمك .

أغمض أحمد عينيه متألما عند تذكره دلال وهمس: كان نفسى تكون معايا العمر كله لكن قدر الله وماشاء فعل.


ثم نظر إلى اطفال أشجان الذى يبكون على والدهم رغم إنه لم يكن أب بمعنى الكلمة وحرمهم من عطفه وحنانه ولكنهم مازالوا أطفال قلوبهم نقية لا يعلمون الكره.

فأقترب منهم وقال بحنو: آسر حبيبى وأيسل حبيبة عمو .

فالتفت الاثنين له وألقوا بأنفسهم عليه فضمهم بحب وهمس: مش عايز أشوفكم بتبكوا تانى واعتبرونى أنا بابا وفى نفس الوقت متنساش بابا شفيق ودايما وانتم بتصلوا تدعيلوا ربنا يرحمه .

فطالعته أشجان بحب، وعلمت إنها لم تخطىء أنها وافقت على الزواج منه رغم انها زيجة صورية لا اكثر وهو لا يحبها ولكن يكفيها أن يكون أب رحيم لأولادها .

وبينما هى تطالعه شعرت فجأة بدوار فأمسكت برأسها ثم سقطت فجأة أمامهم، فذعر أحمد وأسرع إليها وبكت أيسل وآسر مرددين ماما مالك يا ماما 

قومى لا متموتيش زى بابا ، ماما .

سفيان : لا متخفوش يا حبايبى، هى بس تلاقيها مأكلتش كويس .

فأشار سفيان إلى احمد أن ياتى بطبيب على وجه السرعة، ثم حملها شاهين إلى شقتها .

وعندما جاء الطبيب وبالفحص ابتسم قائلا: مبروك المدام حامل .

ففتح أحمد عينيه على اخرهما وقال بصدمة: حامل.

وعندما نظرت إليه أشجان ورأت الصدمة على وجهه حزنت وتألمت وعاتبته بعينيها وكأنها تقول: غصب عنى مش بإيدى .

ليتذكر أحمد فى تلك اللحظة ذلك الحلم الذى رواده كثيرا قبل أن يتزوجها وكان يتعجب منه .

وفى تلك اللحظة ابتسم لانه قدر الله وكل قدر الله خير وان كان ليس على هواه، وهذا رزقه .

وان كان يتمناه أن يكون من حبيبة القلب التى ظن أنها غدرت به .

....

مرت عدة أشهر ساءت فيها حالة تقى ولازمت الفراش وأصبحت الكلمات ثقيلة على لسانها سوى إسم تميم الذى تنطقه بحب ومع كل يوم يمر يراها تميم فى تلك الحالة بتمزق قلبه ويخشى  من يوم الفراق الذى لن يتحمله لذا ترك عمله وجلس بجانبها لا يفارقها وأصر أن يقضى هو كل احتياجاتها فى الفراش من طعام وقضاء حاجة وتنظيف رغم اعتراض والدتها 

_ياابنى روح انت أسعى على رزقك ،حرام تقفل الورشة كل ده ، الزباين كده هتطير منك .

وانا أهو قعدة جمبها هعملها كل اللى هى عايزاه .

فرفض تميم خوفا من أن لا يكون معها فى لحظتها الأخيرة .

_معلش يا أمى أنا مرتاح كده ومتقلقيش الرزق بتاع ربنا 

وحضرتك ادخلى ريحى جسمك شوية أنا عارف انك تعبانة وأنا اهو جمبها مقدرش اسبها فى الحالة دى ولو لحظة واحدة .

فبكت والدة تقى ودعت له: ربنا يجازيك كل خير يا ابنى، مش عارفة من غيرك كنا عملنا ايه .

أخرج تميم زفيرا حارا محملا بالهموم واستطرد: أنا اللى من غير تقى مش عارف أعمل ايه.

أنا بصلى وادعى ربنا يشفيها ويخفف عنها لأنى بتألم اكتر منها لما يشوفها كده ومش قادر أعمل حاجة.

وكان نفسى اوديها عمرة زى ما كانت عايزة لكن الدكتور قال حالتها الصحية متسمحش.

والدة تقى: مفيش فى ادينا غير الدعاء يا ابنى ورحمة ربنا فوق كل شىء .

ليسمع تميم همس تقى بإسمه: تميم .

فأسرع إليها وانحنى ليقترب من وجهها وقال بحنو: عيون تميم، محتاجة حاجة يا حبيبتي.

تقى: هو أنا صليت العصر؟

لمعت عين تميم بالدموع على تلك النقية الطاهرة التى تحرص وهى فى أصعب حالتها على أداء الصلاة، وهى على فراش الموت برموش عينيها، فلا عذر لتارك الصلاة .

_اه يا حبيبتي صلتيه من بدرى، قوليلى حاسه بألم ولا احسن شوية.

فابتسمت تقى: لا أنا كويسة خالص، حتى نفسى مفتوحة للأكل .

فأسرعت ام تقى بقولها: عيونى يا بنتى ياه أخيرا هتكلى هروح بسرعة اسخنلك الأكل واجيبه .

ثم ذهبت مسرعة نحو المطبخ لإعداد الطعام لها .

طالعت تقى تميم بنظرة مطولة هادئة وكأنها تحفظ ملامحه، فتعجب تميم وسئلها: أنتِ متأكدة انك كويسة يا تقى !

تقى:اه بس حاسه انى سقعانة شوية ممكن تحضنى يا تميم .

ابتسم تميم: بس كده عيونى يا حبيبتي،فضمها تميم إلى صدره حتى سمعها تهمس بخفوت: هتوحشنى يا تميم.

اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله.

ثم شعر بثقل رأسها على كتفه .

فاجتاح فى جسده برودة لم يعهدها من قبل وأزرق وجهه من الصدمة وهو يبعدها عنه ببطىء فسقطت منه على التخت .

فصرخ صرخة مدوية: لاااااا تقى متسبنيش .

متسبنيش حبيبك تميم، فوقى يا تقى أرجوكِ.


وفى تلك اللحظة كانت ولدتها على باب الغرفة تحمل صينية الطعام وعندما سمعت صراحه سقطت منها على الأرض وولجت للداخل صارخة: تقى بنتى، يا حبيبتي يا بنتى.

يا عينى على شبابك روحتى خلاص وسبنتينى بدرى .

تقى تقى .

ليتجمع الجيران على صوت صراخ والدتها ويصل الخبر إلى سليمان فاسترجع: لا حول ولا قوه الا بالله.

انا لله وانا اليه راجعون ثم اتصل على سفيان ليكون بجانبه .

أما أسماء عندما علمت بالخبر لم تصدق وولجت إلى غرفتها ودفنت وجهها على الوسادة وأخذت تبكى بهيسترية: يا عينى عليك يا تميم كل شوية بتاخد صدمة اصعب من التانية،ربنا يصبرك يا تقى ويعوض شبابك فى الجنة .

.....

مضت الأيام سريعا وأوشكت أن تضع مولودها أسماء، حيث ولج لها سفيان وقبلها على جبينها وابتسم قائلا:.عاملة ايه يا ام عتريس ها نويتى تسمى المولود ايه؟

يارب يكون اسم حلو مش زى شهيرة عايزة تسمى البنت اسم عامل زى الدوا كده، اه سيلينا .

فضحكت أسماء: لا والله أسم حلو وانا حجزاها من دلوقتى لابنى تميم ان شاء الله.

برقت عين سفيان وقال متعجبا: تميم بس يعنى يا أسماء هو اسم حلو وكل حاجة بس خايف يعنى الناس تقول انك سمتيه على اسم ابن عمتك عشان فيه حاجة بينكم .

لمعت عين أسماء بالدموع واستطردت: ده أقل حاجة ممكن اعملها عشان أكفر عن ذنبى لتميم يا سفيان وياريت يجى اليوم اللى يسامحنى فيه.

وسيبك من الناس، كده كده مورهمش غير الكلام .

......

أما دلال فقد أوشكت على الوضع أيضا وعندما سئلها المنياوى: ها يا دولى اخترتى اسم للعروسة الصغيرة اللى جاية فى السكة .

ابتسمت دلال وهى تضع يدها على بطنها ورددت: ايوه هسميها: مُنايا  عشان جاية من اسمك يا باشا المنياوى، وده أقل حاجة أقدر اقدمها لك عشان كل اللى عملته معايا .

ثم همست منايا أشوفك يا أحمد يا كل قلبى.

.....

تحدث متولى مع أحد رجاله قائلا: الهانم خلاص قربت تولد، فعايزك اول ما ترجع للبيت تعرفنى عشان .....

يتبع

ياريت تكون الحلقة عجبتكم ومتنسوووش لايك وكومنت لرفع الحلقة ❤️❤️❤️

نختم بدعاء جميل ❤️

‏يا ربّ الجنه وكوثرها وظِلالها ونعيمها لنا ولاحبابنا ولموتانا وموتى المسلمين.

ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد

 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع