رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم إيه محمد رفعت
رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم إيه محمد رفعت
#القناع_الخفي_للعشق
#مافيا_الحي_الشعبي
#الفصل_الرابع_والعشرون
......مفاجأة سارة ....
هبط الدرج غير عابئ بالعواقب فلحقه أحمد وعبد الرحمن لتتصنم أقدامهم حينما رأى من يقف أمامهم بعيناه الغامضة ...
بقى النمر ساكناً ،عيناه تراقب "طلعت المنياوي" بتحدى بدى بعيناه ، أقترب منهم بعصاه الأنبوسية ليوزع نظراته بين عين أدهم وما بأيدهم ، أخفى أحمد ذاك القناع خلف ظهره ولكن بات الأمر متأخراً بعدما رأه طلعت، بقت الأمور ساكنة إلى أن قطعها صوت الجد بعدما أقترب ليقف أمامهم :_المرادي من غير الأقنعة ..
تطلع له عبد الرحمن بصدمة فجاهد بالحديث :_ أيه !
إبتسم طلعت قائلاٍ بثبات يضاهي بالخبث :_كيف ما سمعت ..
وزع أحمد نظراته بين أدهم وجده بصدمة تخطاها حينما تعالت الصراخات بالخارج ليهرولوا سريعاً ...
بالأعلى ..
صاحت بهم ريهام بخوف :_ألطف بينا يارب ، أدخلي يا بت منك ليها جوا
جيانا ببكاء :_حرام عليهم هما بيتفرجوا على أيه ؟!
ياسمين بحقد :_هما طول عمرهم كدا بيحبوا يتفرجوا ومحدش يساعد ..
سلوى بصراخ :_أدخلوا جوا أعملوا معروف .
كادت أن تجيبها غادة ولكن صعقت مما رأته ، جذب أدهم ذاك الرجل الحامل للعصا الغليظة ثم شرع بتسديد الضربات إليه بقوة وغضب ليشاركه عبد الرحمن وأحمد بما يفعله فينهوا تلك الملحمة بصراخات من قام بضرباته لهؤلاء ، إبتسمت جيانا بسعادة وهى تراه أمامها يحمى الضعيف فشعرت من يقفن لجوارها بفخر بما قدمن لهم من تربية وأيضاً تسربت إليهم صورة ما كان يفعله كلاٍ منهم فأصبح مفهوم المافيا واضحاً إليهم جميعاً ، إبتسم طلعت المنياوي بخفوت وهو يردد بصوتٍ منخفض :_ربنا ينصركم على الحق دايماً ...
أقتربت تلك العجوز بعد أن وشكت على الموت وهى ترى أبنائها يصارعون للحياة لتمسك بيد عبد الرحمن بعد أن مارس مهنته بجدارة وعالج جروحهم قائلة بدموع :_روح يابني ربنا يسعدك أنت وولاد عمك يارب وميوقعكمش فى ضيقة قادر يا كريم ...
لمعت عين أحمد بالدمع فكم تلك الدعوات تحول لألماسات هو بحاجة لها ، شعر من يقف على مسافة ليست بكبيرة منهم بالخزي لما فعله بأبنه فهو الآن يعلم بأن ما فعلوه لم يكن ليشعرهم بالخزي والعار !...
ولجوا جميعاً للداخل فأعدت ريهام ونجلاء الطعام ليجلس الجميع على المائدة بأمر من طلعت المنياوي ،جلسوا جميعاً يتطلعون لطلعت بأندهاش على عدم ردة فعله لما فعله أحفاده ...
رفع عيناه لأبراهيم الحزين قائلاٍ بهدوء :_عرفت دلوقت أن إبنك معملش حاجة غلط
رفع عيناه لأحمد قائلاٍ بندم :_سامحني يا أحمد .
ترك المقعد وتقدم سريعاً من إبيه ليقبل يديه بفرحة :_العفو يا حاج أنت تعمل ما بدالك ..
وجلس جواره ليقطع عنهم تلك اللحظة النمر الثابت :_لما حصرتك كنت تعرف من البداية لزمته أيه الا حصل دا ؟
تطلعوا جميعاً له بصدمة فكيف لطلعت أن يعلم بذاك الأمر ! ،تناول طعامه ببسمة هادئة ثم قال بهدوء :_وأنت فكرك أني نايم على وداني أياك ! ..
محمد بصدمة :_يعني حضرتك يا بابا كنت عارف الا بيعملوه من البداية ؟
رفع عيناه لأبنه الأكبر قائلاٍ بتأكيد :_أيوا يا ولدي وكنت دايماً عيني عليهم بس الا حوصل مع إسلام الكلب خلاني أخاف عليهم عشان إكده خاليتهم يدلوا على الصعيد ..
ضياء بصدمة وصوتٍ سمعه البعض :_نهار أسوح محدش يستقل بيك برضو ..
ضحك الجد بصوت فكانت الدهشة تاج للوجوه ليقول بمكر :_أيوا يا لمض لازمن تأخد بالك ..
إبتلع ريقه بخوف فأسرع بالحديث :_لا وقسمن بالله الخناقة الا حصلت مع الواد شبانة دا كانت قدر ونصيب هو الا أتطول عليا ..
كبت عبد الرحمن ضحكاته فتطلع له طلعت بمكر والبسمة محال للجميع ...
يوسف بمجاهدة بالحديث :_وأنا مقصدتش أعمل للواد سلامة تمزق بالأيد كان غرضي شريف ..
إسماعيل بصدمة :_أحنا مربين تشكيل عصابي ولا ايه ؟
ريهام بأبتسامة مرتفعة :_واضح أن الحاج خالهم يعترفوا على نفسهم ...
شاركتها الفتيات الضحك فأبتسم طلعت وهو يرى الفرحة العارمة على عائلته لينهض عن المقعد قائلاٍ بهدوء وعيناه على الرجال :_الشقق خلصت وكل واحد منيكم أبوه شطبله شقته وهدية جدكم فزاع كانت العفش مفضلش غير الستاير لازمن تكون خلصانة جبل الجمعة عشان العزال ....
وتركهم وكاد الرحيل ثم أستدار قائلاٍ للفتيات :_كل واحدة تنزل بكرا مع أمها تنجي فستان الفرح الا يعجبها دي هديتي ليكم ..
وغادر طلعت تاركاً الشباب بزهول من تقبل الأمر ...
خرج أحمد عن صمته بعدم تصديق :_يعني بعد بكرا العزال !
الفرح كدا قررب يا بشر .
ضياء بغضب :_أه ياخويا ليك حق تفرح خطوبتك مكملتش شهرين وأديك هتتجوز لكن أنا لسه بعد الجامعة زي ما قال جدك ..
يوسف بأبتسامة خبث وعيناه على مكة :_خاليك معايا يا ضيو ..
رمقه بنظرة محتقنة أما لجواره فكانت النظرات تتراقص بعشق خفى بين لقاء الأحبة فكلا منهم تغمره سعادة اللقاء بها ...
**********
جلست على الرمال ليفترش فستانها الزهري المكان ، تتأمل المياه بفضول كبير قطعته بمداعبة أصابعها للموجات بسعادة ، كتبت على الجزء المغمور بالمياه أسمه لتجده لجوارها كأنها طالبت بوجوده ..
زين بأبتسامة هادئة :_جيت بالوقت المناسب ؟
رفعت عيناها له بعشق :_أنت دايماً بتجي كدا ..
جلس جوارها قائلاٍ بغرور مصطنع :_ أعتراف من المجنونة ؟
أكتفت ببسمة صغيرة ثم قالت بألم :_لما شوفت بعيوني القبر الا فحرهولي أتمنيت من ربنا أني أعيش لدقايق أشوفك فيهم بس ...
رفع يديه يزيح تلك الدمعة الحارقة قائلاٍ بعتاب :_مش قولنا بلاش كلام بالموضوع دا !
إبتسمت بسخرية :_هو دا موضوع يتنسى
ثم أستند بخصرها على يديه قائلة بهيام :_تعرف لما وقعت على الأرض ورفعت عيني وشوفتك حسيت وقتها أد أيه أنك حماية وأمان ليا أتمنيت أنك تكون موجود فى حياتي الا فاتت لأنى كنت ضعيفة ومحتاجالك ...
جذبها لأحضانه بقوة قائلاٍ بهمس :_أنا جانبك وهفضل طول عمري جانبك يا همس ..
ثم أخرجها لترى عيناه الزرقاء كأنها بتحدى مع لون المياه :_خلاص هانت فرحنا بعد أربع أيام الحاج طلعت كلمني وحجز الفرقة وظبط الدنيا ..
هتفت بحماس :_فرقة ! ..الله بجد ..
أكتفى ببسمته الفتاكة :_فرحانه ؟
أجابته بغضب :_ودي محتاجة سؤال ، الجو الشعبي دا بيكون تحفة أحسن ألف مرة من الحفلات ..
إبتسم وهو يرى سعادتها قائلاٍ بعشق :_الأهم عندي أشوفك مبسوطة ..
أختبأت بين أحضانه بسعادة وعيناها تتراقب تمرد الموجات ...
*********
لم يذق كلا منهم مذاق النوم فأخيراً سيجتمع القلب بما هواه ....جذب النمر هاتفه ليطلبها فأجابته على الفور ليبتسم بخفة :_لسه صاحية ؟
تلون وجهها لسماع صوته الذي ينجح بسحب روح القلب :_مش جايلي نوم ..
ضيق عيناه بمكر :_أتمنى مكنش السبب
تعالت ضحكاتها قائلة بخجل :_على فكرة أنت مغ..
قطع كلماتها بصوته الرجولي :_مغرور ..
أخفت وجهها بتوتر :_بالظبط ..
أستند برأسه على الوسادة :_عشان بحبك لأزم أتغر ..
صمتت وودت لو أغلقت الهاتف حتى تهرب منه ولكن أسترسل حديثه بعشق :_خلاص يا جيانا هتكوني جانبي وملكِ ..مش عايزك تفكري أو تخافي من حاجة خليكِ فاكرة أني بحبك أكتر من روحي يعني أنتِ عندي أهم من نفسي متسمعيش لكلام حد خاليكِ واثقة فيا ...
كلماته المبسطة كانت حاملة لرسالة وجهها لها بلغزاً خفى ليبث لها الآمان عن بعض المعتقدات الشعبية التى تنجح بعض النساء ببثها لأى عروس واشكة على الزفاف ...
وصل الخجل لقمته فجاهدت للحديث بتوسل :_ممكن أقفل ؟
إبتسم النمر ورفض أن يخجلها أكثر فقال بثبات :_تصبحي على خير يا قلبي ..
أغلقت سريعاً دون أن تجيبه والبسمة والأرتباك سيد الموقف ...
********
بغرفة عبد الرحمن ...
دق هاتفه بنغمة مبسطة ثم تراجع سريعاً فنهض عن فراشه بنوم ثم جذب الهاتف ليجدها فعلم بأنها تشعر بالخوف من شيئاً ما فتود الحديث معه ولكن تشعر بالخجل لتأخر الوقت ...
رفع الهاتف يطلبها فأتاه صوتها بتوتر :_أسفة لو صحيتك
أكتفى ببسمة بسيطة وهو يجاهد لفتح عيناه :_أنتِ تعملي الا تحبيه وأنا علي التنفيذ ما بالك بقا النوم !
تعالت ضحكاتها قائلة بحماس للحديث :_مش جايلي نوم وكان نفسي أتكلم معاك اوي ..
عبد الرحمن بمكر :_أمم لو هتقوليلي بحبك أو كلام من دا فأنا سامع جداً ..
صاحت بغضب :_عبد الرحمن
تعالت ضحكاته قائلاٍ بعشق :_عيونه ..
إبتسمت بخجل :_أني بحبك دا شيء أكيد ..
أجابها بأبتسامة ماكرة :_وأيه كمان ..
زفرت بضيق :_ممكن تسمعني أنا محتاجة مساعدتك ..
أستقام بجلسته بجدية :_أنتِ عارفة أني جانبك على طول بس مساعدة أيه ؟
خرج صوتها الشبه باكي :_أنا كنت السبب فى أن والدة زين تسبله البيت وتمشي ولحد الآن بيدور عليها ومش عارف يوصلها عايزة أرجعها له ..
أجابها بتفهم :_بس يا صابرين هى مدتش فرصة لزين هتسمعك أنتِ ! ..
هنا خرجت بالبكاء المرير :_هحاول يا عبد الرحمن هقولها أنى خلاص هتجوز وهيكون ليا بيت لازم ترجع ..
إبتسم قائلاٍ بعشق :_بيت وعاشق وحياة مختلفة أوعدك أنها هتكون جنتك ..
أزاحت دموعها قائلة بأرتباك :_أن لقيتها من أول ما شوفتك
عبد الرحمن بمكر :_أممم بس على ما أعتقد كنت الطبيب اللعين ..
تعالت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث :_المسامح كريم
إبتسم بخبث :_ أكيد لازم أسامحك أحنا داخلين على أيام مفترجة كلها أربع أيام
تلون وجهها بالخجل لتهرب بالحديث "_هتساعدني ألقيها ؟.
أجابها بجدية :_أنا جانبك على طول وأن شاء الله هنلاقيها ...
سعدت للغاية وتبادلت معه الحديث حتى الصباح ..
***********
بغرفة أحمد ..
صاح بصدمة :_وليه فكرتي كدا ؟
أجابته بخجل :_أكيد بعد دخولك الجامعة هتشوف بنات مختلفة عن هنا فكنت متوقعة أنك مش هتشوفني
صمت قليلاٍ ثم قال بعشق :_ياريت عيوني يكون فيها مكان أنها تشوف غيرك يا ياسمين
أغمضت عيناها بسعادة ليكمل هو بهمس :_أنا شايفك ملكِ من وأنتِ صغيرة ، عمري ما ربطت أسمي بغيرك وكنت متأكد أن اليوم الا هتكوني ليا فيه جاي بس أمته دي كانت مسألة وقت مش أكتر ..
خرجت عن خجلها قائلة بتوتر :_أنا بحبك يا أحمد ..
أكتفى ببسمة صغيرة :_مش أكتر مني يا قلب أحمد ...
*********
تأمل تخفي القمر خلف ستاره المظلم لتسطع الشمس بنوراً ساطع يعكس ما بقلبه ، عيناه تجوب حديقة القصر بحزن لتذكر ملامحها الحاملة للأنين ...ظل حمزة هكذا حتى شُل من التفكير بها فراى أن ما فعله كان الصواب لرؤية البسمة والسعادة تتسلل لها حتى وأن كان سيفهم بشكل خاطئ ...
بغرفة حازم ...
تململ من نومه ففرد ذراعيه حتى يحتضنها ولكنه تفاجئ بالفراش فارغ ،فتح عيناه بلهفة لعدم وجودها لجواره فجذب قميصه ثم أرتداه بأهمال وشرع بالبحث عنها لتقع عيناه على من تجلس بالخارج وأثر البكاء على عيناها ...
أسرع إليها ليجذبها أمامه بقلق :_فى أيه يا حبيبتي ؟ أيه الا مصحيكي بدري كدا ! ..
رفعت عيناها المغمورة بالدموع :_معرفتش أنام من التفكير يا حازم مش قادرة أصدق أن راتيل تعمل فيا كدا ،وتعال صوت بكائها الممزق لقلبه العاشق :_أنا معملتش ليها غير الطيب والخير لكن هى قتلت إبني وكانت عايزة تدمرني ! ..
جذبها لتجلس على الأريكة الخارجية للشرفة لينحني لمستواها :_متستهلش أنك تفكري فيها من الأساس الا حصل دا يخلينا نطلع بحاجات كتير وأولهم أن ربنا بيحبنا عشان كدا كشفنها بالوقت المناسب ...
رفع يديه على وجهها بحنان :_تعرفي لو كانت نجحت أنها تأذيكِ كان ممكن يجرالي أيه ؟
تطلعت له ببسمة عشق ليحتضنها بقوة وهى تشدد من أحتضانه فهو كان لها الحمى من تلك الأفعى القاتلة ...
**********
بمنزل "طلعت المنياوي" ..
أنهمك الجميع بالترتيبات لمناسبة الغد فخرجت الفتيات لشراء أخر الأغراض الخاصة بالمطبخ مع أباءهم وأمهاتهم ...
أما طلعت فوكل ضياء ويوسف بدعوة رجال الحارة والأقارب للغد ...وترك أدهم وعبد الرحمن وأحمد ينهون ما تبقى لجعل المنازل على أهبة الأستعداد بالزفاف المطلوب ....
صعد أدهم وعبد الرحمن للطابق الأول ففتح الباب ليبتسم عبد الرحمن وهو يتأمل الشقة بأعجاب قائلاٍ بسعادة :_ربنا يجعلها خير المسكن ليك يا نمر ..
رفع يديه على كتفيه بأبتسامة لا تليق سوى به :_أنا وأنت يارب..
ثم وقف بالخارج قائلاٍ بسخرية وعيناه على الشقة المجاورة :_مش لقين الا الحيوان دا يكون هو الا أدامي ! ..
تطلع "عبد الرحمن" على ما يتطلع له ثم تعالت ضحكاته قائلاٍ بمرح :_معلش يا نمر نستحمل بعضينا كدا عشان تعدى ..
رمقه بنظرة سخرية :_طبعاً مش لوحدك فوق ..
سخر بوجهه :_مش على طول ياخويا شهور وهلاقي أخوك والحيوان يوسف مشرفين فى وشي ..
تعالت ضحكات النمر قائلاٍ بسخرية :_لا أذ كان كدا معلش أستريح اليومين دول وربنا يعينك ، ثم أغلق باب الشقة مشيراً بيديه :_يالا نجيب الستاير عما سي أحمد ينجز بالنجف ..
وجذب الباب ثم توجه للأسفل ببسمة سخرية فلحق به عبد الرحمن ليذهبوا معاً لأحضار بعض الأغراض حتى يكون المنزل بأستعداد ...
*************
ألقى بهاتفه على الفراش والضيق يكتسح وجهه فمازالت تأبي أن تجيبه حتى رؤيتها منعته من ذلك ...
أستند برأسه على المقعد والحزن يتمكن منه ليفق على هزات بسيطة من يدها ،أستدار زين بوجهه ليجدها أمامه تطلع له بحزن :_لسه برضو مش حابه تسمعك ؟
إبتسم بألم :_وعمرها ما هتديلي فرصة لأنها ببساطة فاكرة أني كنت على علم بجوازة بابا من البداية ومش كدا وبس لا كمان شايفني منحاذ له ولقراره لما جبت صافي البيت عندنا ..
جلست جواره ويدها تحتضن يديه لتجاهد بالحديث المرتبك :_معلش يا زين هى معاها حق ولازم تعذرها ..
تطلع لها بصدمة :_ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بطاعة الوالدين بس مش عند الا يغضبه ولا وهى كانت عايزاني أحرم صابرين من ميراثها وحقها الشرعي فى البيت فكان لازم أوقفها عند حدها فين الحق فى كدا ؟! ..
رفعت همس عيناها له بتفهم :_عارفة كل الكلام دا يا زين بس فى النهاية هي ست واللي حصل لها مكتش سهل ...
ضيق عيناها بعدم فهم لتنهض عن المقعد وتتجه للشرفة بهيام بأحزانها :_يعني أنها تعرف أن جوزها كان متجوز عليها من سنين دي أبشع حاجة فى الدنيا أنا لو مكانها كان ممكن يجرالي حاجة تخيلها أنه كان فى حضن واحدة تانية وهى كانت مطمنة ومأمنة أنه بيشتغل عشانهم دي كافيلة أنها تكسرها..
وأستدارت له بدمع يلمع بعيناها :_مش لازم تستسلم حاول معها كتير ..
أقترب منها زين وقبل يدها بعشقٍ جارف :_ هحاول يا همس ، ثم قربها إليه :_تأكدي أنك عمرك ما هتعيشي التجربة دي أبداً ..
أكتفت ببسمة هادئة لتغمض فتركها وتوجه للخزانة يرتب حقيبته قائلاٍ بثبات :_يالا جهزي شنطتك لازم ننزل مصر عشان صابرين وكمان فرحنا بعد 3أيام ..
آبتسمت بفرحة وأسرعت لغرفتها تعد الحقيبة بقلب يرقص لقرب زفافها ولكن ما أن تذكرت ما حدث من قبل حتى غمغم القلب بالخوف ...
***********
ولج ضياء ويوسف للمنزل بتعبٍ شديد فأرتمى كلا منهم على الأريكة بأهمال ليتمتم بألم :_أنا مالي بأم الجوازة دي ..مش حاسس برجلي زي ما تكون أتقطعت من اللف ...
شاركه ضياء بهمس :_لو جدك سمعك هيعلقك ..
رمقه بنظرة محتقنة :_أكتر من كدا ! ...من الصبح بنلف عشان نعزم الناس على العزال وكمان يوم وهيرميلك بطاقات الدعوة ويقولك المهمة التانية ...أنا بكره نفسي أني الصغير لو كنت زي ولاد عمك كان زمنا مترفين ..
:_بتقول حاجة يا يوسف ؟
صوت النمر القاطع الذي كان كافيل بجعله يسقط أرضاً من الصدمة لينهض سريعاً قائلاٍ ببسمة واسعة :_ولا حاجة يا نمر دانا بقول لو مش هنتعب ليكم هنتعب لمين ! ..
ضيق عيناه بمكر بينما كبت ضياء ضحكاته ، ولج أحمد للداخل قائلاٍ بغرور :_كله تمام يا نمر جبت راجل ركب النجف فى الشقق وعبد الرحمن هناك مع بتاع الستاير بس أنا كنت حابب نعملها مش بحب الجاهز ..
ضياء بسخرية :_ياعم بعد الفرح أبقى أعمل ما بدالك غيرك مش طايل لا نجفة ولا ستارة !...
تعالت ضحكات أحمد ليجذبه أدهم بنفس لهجته :_أه وأنت بقا مستعجل على الجواز من دلوقتي ؟! ..
إبتلع ريقه بخوف شديد :_لا والله أنا مستعد أتجوز في سن ال40 معنديش أيه مشكلة ..
تركه قائلاٍ بمكر :_كدا تعجبني ..
تعالت ضحكات الجميع ليقترب يوسف من أدهم بمرح :_بمناسبة العزال وأننا هنشيل لما يتهد حيلنا
قاطعه أحمد بسخرية :_متدخل فى الموضوع على طول من غير شرح ..
رمقه بنظرة محتقنة ليكمل :_مفيش أزازة برفان ولا أيه حاجة من الخاصين بالنمر ..
ضياء بغضب :_نعم ياخويا الحاجات دي بتكون ورث لاخو العريس
يوسف بسخرية ؛_وأنا إبن خاله مثلا مأنا أخوه ...
تعالت ضحكات أحمد فأبتسم النمر قائلاٍ بثبات :_أبقوا قسموا مش هنفترق ..
أحمد بصدمة :_أنا مشترتش حاجة جديدة للفرح
أدهم بسخرية :_وأنا يعني الا جبت ما الحال من بعضه ..
ولج عبد الرحمن بغضب :_ وهنجيب أزاي ما أحنا أتفاجئنا بالا حصل ..
ضياء بضحكة مرتفعه :_البنات الا ما شاء الله كل يوم يرحلوا الشنط كأنهم معدوش هيشتروا حاجة بعد الجواز أنا حاسس أن أعمامي قربوا يأعلنوا أفلسهم ...
تعالت الضحكات بينهم ليرفع النمى يديه على كتفي عبد الرحمن :_مش مستهلة العصبية دي هى حاجة العريس أيه دا هما كام طقم والبرفنيوم ..
أسترسل أحمد الحديث بسخرية :_وأبقى قابلني لو لقيت مكان تحط فيهم حاجتك ...لأن فى الأخر الشقة والدولاب والتسريحة وجيب الزوج وجميع ما سبق من حق الزوجة يعني سيادتك كنت عايش فى بيت أهلك ملك فى عش الزوجية بقا بتشيل هدومك وما يخصك على درعك ما تلقيش مكان ولو صغير تحط فيه ولو لقيت فأعرف أنه مش هيدوم الله أعلم بقا هتخده الزوجة ولا أطفال المستقبل ..
يوسف بصدمة :_كل دا ! ..
عبد الرحمن بزهول :_أشيل هدومي !!! ...
ضياء بصدمة :_عقدتنا فى الجواز لا أنا كدا بيس ..
رمقهم النمر ببسمة ساحرة ثم صعد للأعلي قائلاٍ دون النظر إليه :_جاهزوا نفسكم هنخرج نجيب اللبس ..
عبد الرحمن بغضب :_لا أنا منسحب من الحوار دا ..
أحمد بضحكة سخرية :_أنشف ياض أحنا فى الأخر أحفاد طلعت المنياوي يعني هنأخد دلفة دولاب ونص التسريحة بعون الله ...
ضياء بمرح :_والله مأنا خايف الا عليك ...
جذبه أحمد بغضب فشاركه يوسف السخرية :_كلام فى الفاضي وأول ما بيشوف الموزة بيسرح فى ملكوت الله ..
جذبه أحمد بغصب :_تصدق أنك حيوان طب أنا واحد وبسرح أنت حاشر نفسك ليه ؟
ضياء :_وتسرح قدامنا ليه يا عم أحنا لسه المشوار ورانا طويل لما نوصل لمرحلة النجف والستاير هنكون نص أبيض ونص أسود دا أذا كان جدك لسه على قيد الحياة أصلا ..
تصنم أحمد ويوسف محلهم بينما أنسحب عبد الرحمن للأعلى بصمت ،بينما تيقن ضياء بنظرات صدمة أحمد ويوسف من يقف خلفه !...
أستدار ضياء ببطئ لتنكمش ملامح وجهه حينما وجد طلعت المنياوي بملامح لا تنذر بالخير فجاهد بالحديث :_ربنا يديك طولة العمر ياررب ..
لم تتبدل ملامح وجهه ليشير له يوسف بأنه على وشك الهلاك ،خرج عن صمته بعدما صفع الأرض بعصاه كدليل على غضبه :_عملت الا جولتلك عليه ولا واجف تتمرع بحديثك الماسخ ده ..
إبتلع ريقه برعب ليسرع بالحديث :_عملت كل الا قولتيلي عليه يا جدو عزمت عم إبراهيم البقال وروحت للأستاذ فتحى وأ....
قطعه حينما أشار له بيديه قائلاٍ بعين تتوعد له :_هنشوف ..
وتركه وتوجه للمسجد للصلاة العصر فأرتمى على الأريكة بعدم تصديق :_أنا لسه عايش يابني أدمين ! ...
تعالت ضحكات أحمد بسخرية :_أمسكي نفسك يا سوسو دا الا جاي عسل بأذن الله ..
وتركه وصعد للأعلى فجلس يوسف لجواره بمزح:_يابني لما تتكلم على حد لازم تلف شمال ولمين الأول متعلمش قدرك فين ؟
تطلع له بسخرية :_زي الا حصل لحضرتك من شوية ..
زفر بضيق :_أنا حاسس أن البيت دا مسكون كل ما تجيب سيرة حد تلقيه فى وشك ..
تعالت ضحكات ضياء ليقطعها هبوط غادة ومكة للأسفل ...
ضياء بأبتسامة واسعة :_جهزي الغدا يا مكة هموت من الجوع ..
رمقته بنظرة محتقنة وهى ترتدي حذائها :_قوم أعمل لنفسك أنا نازلة أنا وغادة نشتري طقم للفرح ومش هتلاقي حد هنا كلهم بره ..
نهض عن مقعده بغضب :_وأنا هعرف أحط لنفسي ! ..
أشارت له بسخرية :_أتعلم يا قلبي ..
وغادرت للخارج فلحقت بها غادة مبتسمة عما هو به لتقف على صوته الصادح بأسمها ...
ضياء ببعض الغضب :_مقولتيش يعني أنك خارجة ؟
رفعت عيناها له ببعض الخوف :_أنا عارفة أنك بره من الصبح كمان دي مناسبة والكل مشغول ..
أخرج من جيبه المال قائلاٍ بأبتسامة هادئة :_بهزر معاكِ على فكرة ..خدي دول هاتيلك طقم للحنة والا عمي عطوهولك طقم للفرح ..
تطلعت له بخجل وكادت الحديث ولكن قطعتهم مكة بغضب :_بقى تعطي لها وأنا لا ! ..
وضع ضياء المال بحقيبة غادة ثم قال بعناد :_مفيش ليكِ حاجة خلي أسلوبك الحدق دا ينفعك ..
تعالت ضحكات غادة لترمقها مكة بغيظ :_أسكتي أنتِ ، ثم أستدارت له بعناد يضاهيه:_مش هخرج من هنا غير لما تعطيني ..
تركها وصعد للأعلى بعدم إكتثار بها فصعدت خلفه بتذمر طفولي ،ولج للمنزل فلحقت به قائلة بغضب :_أنت بتميزها عني! ..
رفع قدماً فوق الأخرى قائلاٍ بتسلية :_طبعاً ودي محتاجة كلام ..
ثارت بالدموع قائلة ببكاء :_كتر خيرك أنا أصلا مش عايزة منك حاجة ..
وتركته وكادت بالرحيل فلحق بها بلهفة قائلاٍ بجدية :_مكة أنا بهزر والله ..
وأخرج المال سريعاً فألقته قائلة بحزن :_مش عايزة منك حاجة ..
أغلق الباب قائلاٍ بغضب :_يا عبيطة أنتِ عارفة أني بحب أهزر معاكِ ..
لم تكف عن البكاء فخرج النمر بعد أن أرتدى سروال أسود اللون وقميص أسود ضيق يبرز جسده الرياضي مصففاً شعره الغزير بحرافية ليقترب منهم بتعجب :_فى أيه ؟ ..
قص عليه ضياء ما حدث فتفهم أدهم الأمر وأقترب من شقيقته بأبتسامة لا تليق سوى به :_ وأتا روحت فين عشان تطلبي من الأهبل دا ! ..
أزاحت دموعها بحزن وعيناه أرضاً بشعور طاردها من كلمات ضياء ، أخرج أدهم المال قائلاٍ بمزح :_خدي يا ستي هاتي طقم للحنة وخدي من الحيوان دا وهاتي طقم للعزال هو أحنا عندنا كام أخت دي هى موكا واحدة بس ..
رفعت عيناها بأبتسامة ينجح النمر برسمها بدهائه فأحتضنها قائلاٍ بجدية :_أنتِ عارفة معزتك عندنا كويس وضياء بيحب يهزر معاكِ لا أكتر ولا أقل ..
أقترب منه مسرعاً :_أه والله كنت بهزر لقيتها قلبت مرة واحدة على أحمد عرابي ! ..
تعالت ضحكاتها لتفرد يدها بغرور :_طب أيدك على الفلوس يا حبيبي ..
أخرج المال بمرح :_قولت دي نسيت
رمقته بسخرية :_كله يتنسى الا المصاري ياخويا ..
وهبطت للأسفل بسعادة عارمة فتوجه أدهم للخزانة يخرج حذائه قائلاٍ دون النظر إليه :_متعدش الغلط دا تاني دايماً أختك وعيلتك ليهم الأغلبية فيك ممكن تتجوز مرة وأتنين وتلاته لكن الأهل عمرك ما تقدر تعوض دافرهم ...
جلس ضياء على المقعد بضيق :_بس أنا مقصدتش
قاطعه أدهم بهدوء :_عارف بس كان لازم أقولك كدا متحاولش بالهزار تدخل أفكار مش كويسة لحد...
وتركه وتوجه بالخروج ..
*******
هبطت للأسفل فوجدته يتوجه بالصعود ،لا تعلم لما ثقلت قدماها حينما بدأ بالصعود ليصبح على مسافة منها ..
يوسف بأبتسامة مرح :_كنت عارف أنك مش هتنزلي غير لما تنجزي مهمتك ..
كبتت ضحكاتها قائلة بمكر :_ دا عمل خيري ولازم أقوم بيه ..
خرج يوسف عن ثباته قائلاٍ بعشق :_طب ما تعتبريني عمل خيري وتجاوبيني على سؤالي ..
تلون وجهها بالخجل فتوجهت للهبوط ليوقفها يوسف قائلاٍ بضيق :_لحد أمته هتهربي مني يا مكة ؟
وضعت عيناها أرضاً بخجل وهى لا تعلم عن الكلمات مسمع لتقول بأرتباك :_لما تربطني بيك الدبلة هجاوبك ..
وهربت من أمامه بخطوات أشبه للركص ليبتسم بسعادة لا مثيل لها بعدما لجئت للخبث بأجابتها حينما شرعت له برغبتها به بكلماتها المختصرة وبذات الوقت لم تنساب للحرمنية ولا أفتقدت لأخلاقها ...أخبرته بأنها موافقة على الأرتباط به بجملة مبسطة جعلته يحلق عالياً ، توجه لشقة عمه فوجد أدهم أمامه ليزفر براحة :_كويس أني لحقتك ..
تطلع له بستغراب :_خير ؟
يوسف بأرتباك :_عايز أتجوز ..
ضيق عيناه بغموض ليخرج صوته الخبيث:_ طب كويس
صاح يوسف بغضب :_مسألتش هى مين ؟
رفع عيناه بسخرية :_وتفتكر أني مغفل للدرجادي ! ..
تلون وجهه بالأرتباك ليبتسم النمر بمكر :_عموماً أنا معنديش مشكلة بأرتباطك بمكة توكل على الله وفاتح جدك
تعالت فرحة يوسف ليرتمي بأحضانه بسعادة :_ربنا يخليك لينا يا نمر كدا نخدمك بضمير ..
إبتسم أدهم قائلاٍ بسخرية :_أما نشوف ..
وتركه وهبط للأسفل ليجدها أمامه بفستانها الذهبي الجذاب ،تحمل بين يدها بعض الأكياس فوضعتهم على الأريكة ثم جلست قائلة بتعب دون رؤيته :_معتقدش هقدر أخرج مع ماما عشان الفستان ..
نجلاء بأبتسامة واسعة :_لا يا قلبي أطلعي كدا خدي شاور وفوقي عشان هننزل تاني ..
ياسمين بتعب :_ أحنا عندنا ثقة فى زوقكم مش كدا ولا أيه يا جيانا ..
تمددت على الأريكة قائلة بمجاهدة للحديث :_والله زوقكم عسسسل أنا بعد اللفة دي توبت إلى الله ...
:_أتمنى التوبة تطول وخاصة بعد الجواز ...
نهضت عن الأريكة مسرعة حينما رأته يقف أمامها بطالته الثابتة لتبتسم نجلاء بنظرات رضا لأبنها :_ربنا يحميك يا حبيبي ...
ريهام بمرح :_لا بقولك أيه يا حماة بنتي هتقفي مع إبنك كدا من أولها هنزعل من بعض ..
تعالت ضحكاتهم فقالت وهى تحتضن جيانا :_جيانا بنتي وأنتِ عارفة... عمر ما هيكون بينا شكل الحموات دا ...
أدهم بخبث :_أه شكلي كدا هبتدي أغير منها ..
وغمز لها بعيناه الساحرة فأشاحت عنه عيناها بخجل ،هبط عبد الرحمن فأقتربت منه ياسمين بغضب :_أنت لسه مجبتش صابرين !
رمقها بنظرة محتقنة :_كنت فاضي يعني ومجبتهاش !! ..
سلوي بأبتسامة هادئة :_طب بسرعه يا عبد الرحمن هنتأخر كدا ..
أكتفى بأشارة لها ثم غادر ليحضرها بينما جلس النمر بأنتظاره ،جلس يتراقب حوريته التى تتعمد الهرب من نظراته على الدوام ...
**********
بشركات السيوفي وبالأخص بمكتب حمزة ..
كان يعمل على عدد من الملفات حينما قطعته السكرتيرة بأن هناك من يريد مقابلته فسمح لها بالدلوف ...
وقفت أمامه ولم يتنبه لها من العمل المهلك أمامه فأقتربت لتقف أمام المكتب قائلة بصوتٍ محتقن :_شكراً لعطفك علينا ..
كانت كلماتها موسع لجذب إنتباهه ، رفع عيناه ليجدها أمامه ؛ فنهض عن مقعده قائلاٍ بهمس :_حنين ! ..
عيناها المغمورة بالدمع والخذلان جعلته يتطلع لها كالمسحور ولكن بسحر حزين يلتف حول جسده فيخترق أضلاعه لرؤية دمعاتها الثمينة أما هى فأستكملت حديثها :_الا عملته عطف كبير منك علينا وللأسف مش هقدر أرده ..
وتركته وهبت للرحيل ليركض خلفها بلهفة :_حنين أنا معملتش كدا عطف مني زي مأنتِ مفكرة ! ..
أستدارت له بأبتسامة ساخرة :_وأيه هيكون غير كدا ؟!
وضع حمزة عيناه أرضاً قليلا ثم قال بثبات :_عارف أنك مش هتصدقيني بس دي الحقيقة أنا عملت كدا عشان محبتش أشوف دموعك
تطلعت له بزهول فحتى جسدها تخشب كأنها بحلم تريد التمسك به لمعرفة مكنونه ! ..
أسترسل حمزة حديثه بعينٍ تشع بمجهول :_محبتش أشوفك حزينة لأي سبب من الأسباب أنا نفسي معرفش أيه الا بيربطني بيكِ عشان أحس بكدا ! ...
ثم أقترب منها قائلاٍ وعيناه تتأملها :_كل الا عايزه تكوني جانبي
تطلعت له ببعض الغضب ليسرع بالحديث حتى لا تثور بالشك لبعيد :_عايزك زوجة ليا يا حنين ..
صدمت من طلبه الغريب فوقفت محلها بصمت تجاهد أن تتحرك من أمامه وبالفعل فعلتها ،تحركت بضع خطوات للخروج فأسرع بالحديث :_هنتظر رأيك ..
أكتفت بالأشارة له ثم هرولت من أمامه سريعاً ...
*********
وقفت سيارة زين أمام منزل همس فهبطت وتوجهت للأعلى بينما غادر هو للفيلا ....
عاد عبد الرحمن للمنزل وهى معه لتنضم للفتيات ليخرجن لتختار كلا منهم الفستان الذي سترتديه أما الشباب فتوجه كلا منهم لينقي ما يناسبه ...
***********
مر اليوم سريعاً وعادت كلا منهم لتحتضن أمل الغد بشوق فحل الصباح بصدح العزف بأرجاء المنزل فقام إسماعيل بتزين المنزل من الخارج أستعداد لهذا اليوم ....
أنضم إليهم زين وحازم فجلسوا جميعاً بشقة محمد المنياوي لتتعال بينهم الضحكات الرجولية ...
أحمد بمرح :_الا مش هيشيل بما يرضي الله هزعله ..
ضياء بسخرية :_يبقى شيل انت ياخويا ..
زين بمرح؛_بس كدا عيوووني أنا هشيل الشنط بس وحازم ويوسف الأدوات الكهربائية ..
يوسف بغضب :_نعمين وحتة..
رفع حازم يديه قائلا بمكر :_بس يا جو نشيل من عيونا بس العرسان عليهم المساعدة بقا ...
أحمد بغرور :_ لا العرسان هيوقفوا وهيتفرجوا ...
عبد الرحمن بغضب :_أنت بالأخص الا هتشيل ..
أحمد بسخرية :_أيوا مأنت لازم تتمرع ما نسيبك نقل وفرش الشقة معندوش الكلام دا ..
زين بأبتسامة هادئة :_لو أعرف أنكم هتعملوا عزال مكنتش نقلت الحاجة ..
أدهم بهدوء :_لو خلصتم حواركم يالا عشان نتغدا...
ضياء بسخرية :_أكلهم من باب يشيلوا كويس ...
لم يتمالك حمزة ذاته فخار ضاحكاً قائلاٍ بصعوبة بالحديث :_ما تجمد يا ضياء
ضياء بسخرية :_هنشوف دلوقتي مين الا جامد ، ثم أستدار لحازم بغضب :_أخوك الا هيشيل التلاجة عشان يتربى شوية ..
تعالت ضحكاتهم بمرح ليجلسوا جميعاً على مائدة الطعام ،أما بالأسفل فقدمت ريهام وسلوى الطعام للرجال بقاعة طلعت المنياوي ...
تناولن طعامهم ثم توجهوا جميعاً لصلاة العصر وأعلان القران للجميع ،جلست الفتيات بالشرفة تستمع كلا منهم لصوت معشوقها وهو يردد بالمكبر تقبله بالزواج منها وعهده بالحفاظ عليها وأصوات أبائهن يتممن الزفاف لينتهى بتبرعات طلعت المنياوي وأولاده للمسجد فترتفع الزغريد بالحي بأكمله فرحة بهم ...
عاد الرجال من المسجد للمنزل فأرتفع العزف والألحان ليحمل كلا منهم متعلقات العروس لمنزلهم الجديد الذي يبعد عن منزل طلعت بمسافة ليست بعيدة حتى أنهم لم يستخدموا السيارات ...
وقف أدهم وعبد الرحمن وأحمد بجانب منعزل عن الجميع ليخطف كلا منهم نظراته لحوريته التى تعتلي الشرفة بتخفى فأبتسمن بخجل وقلبٍ يرفرف عالياً للقاء بالمعشوق ...
حمل ضياء ويوسف الأجهزة بأمر من طلعت المنياوي الذي منع زين وحازم من حمل أيا منهم معنفاً زين بقوة أنه عريس مثل أحفاده حتى وأن كان أنهى أجراءاته .....زمجر ضياء فكان مخطف للشباب وأضحوكة لهم ...
تطلعت صابرين لمعشوقها بسعادة لرؤيته بثيابٍ جعلته وسيماً للغاية ،كذلك همس التى حضرت لأجل صابرين والفتيات كان هو شعلة عيناها ولهيب العشق بطالته الثابتة أما رهف فكانت تبتسم حينما تتذكر زفافها المميز ، توقفت النظرات بين النمر وجيانا فكانت كترنيمة ساحرة تجذب العينان وتربط القلوب برباط يخفق بين العشق والجنون كأنها تزف أقتراب موعد لختام مسحور ..
بعد أن أنتهى الرجال من حمل المتعلقات جلسوا جميعاً بالخارج ليحمل حمزة إليهم المشروبات أحتفالا بالزفاف ، أما أدهم والشباب فصعدوا للأعلى ليشرع كلا منهم بعمله فالوقت المحدد للزفاف قليل للغاية ومهامهم كبيرة ...
ولجوا لشقة النمر أولا فخر زين وحازم ضاحكين حينما رأى ضياء ملقى أرضاً جوار البراد ويوسف يحتضن المغسلة وملقى جوارها ...
حازم بصعوبة بالحديث :_يا عيني على الشباب راح ...
زين بسخرية :_داحنا مش أقوياء بقا يا جدع داحنا جبابرة ...
رفع ضياء عيناه له بغضب :_ورحمة أبوك لأخليك أنت وهو الا تشيلوا فى عزالي وساعتها هنشوف مين فيكم الا جبابرة ..
حازم بأبتسامة مرحة :_أنوي انت بس وأنا عهد عليا هشيلك التلاجة والفريزر ..
زين بسخرية :_وأنا هشيل الغسالات مرضي يا عم ..
سعل يوسف بقوة :_منكم لله ناس تتجوز وناس تتعجز ربنا ينتقم من الا كان السبب ..
دفشه ضياء بغضب :_وأنا كنت أعرف أنه ورانا ! ..
يوسف بضيق :_طول عمرك لسانك طويل ثم أنك الا غلطت فى جدك يعني تشيل وتتعاقب ذنب أهلي أيه !! ...
أحمد :_طب يالا يا عم منك ليه ورانا شغل كتير هنا ..
نهض ضياء وتوجه للخروج قائلاٍ بغضب :_مع نفسكم ياخويا أنا كدا تمام وعديني العيب ..
وتوجه للخروج ليجد النمر أمامه فتراجع قائلاٍ ببسمة مصطنعه :_بس ممكن أفتحلكم الكرتين ...
عبد الرحمن بسخرية :_ميضرش برضو ...
وبالفعل شرع الشباب بخلع الكارتين عن الأجهزة ووضعها بمكانها المناسب حتى رهف وهمس أنضمت للفتيات بترتيب الملابس والمتعلقات الشخصية تاركين المطبخ لريهام ونجلاء وسلوي ...فكان الجميع منقسمون بين العمل بشقة أحمد والنمر على عكس عبد الرحمن فقد أنهى زين ما يخصه بمعاونة رجاله ...
كانت صابرين ترتب مع ياسمين ومكة بشقة أحمد فأنسحبت حينما أخبرها بأن عبد الرحمن يريدها بالخارج ...خرجت لتجده يقف أمام الدرج قائلاٍ ببسمة هادئة :_مش عايزة تشوفي الشقة بعد ما أتفرشت ؟ ..
تاهت عيناها به مشيرة بهدوء فصعد لتلحق به ، ولجت بعد أن فتح الباب لها لتقف بدهشة من جمالها نعم فقد أعتادت على الحياة بالقصور وغيرها ولكن تلك الشقة المبسطة مميزة للغاية ،ببساطة تنفيذها ورونقها الخاص ...
ولجت للغرف وأخذت تتفحص ما يخصها بسعادة لتقع عيناه عليه يستند بجسده على الحائط ويتأملها بنظرات عشق ،أخفضت عيناها أرضاً سريعاً ليقترب منها قائلاٍ بهدوء :_ مش عايزك تزعلي أن زين رتب الشقة من غيرك هو ميعرفش تقاليدنا هنا ..
إبتسمت قائلة برضا :_بالعكس أنا فرحت جداً أني كنت من أهتماماته ..
تطلع لها بفرحة :_ تفكيرك من نحيته أتغير
رفعت عيناها له ببعض الندم :_لأني عرفت زين صح يا عبد الرحمن وبتمنى أقدر أفرحه لو رجعت مامته له فى يوم فرحه ..
رفع يديه على يدها قائلاٍ ببسمة ثقة :_هتقدري بأذن الله ..
أردفت بحزن :_مش لما ألقيها الأول ! ..
إبتسم بمكر :_بس أنا لقيتها ..
تطلعت له بصدمة وسعادة قائلة بفرحة :_بجد يا عبد الرحمن !!
أشار لها بأبتسامته الساحرة لتحتضنه بسعادة قائلة بفرحة تسبقها بالحديث :_أنا بموت فيك بجد ..
أغلق عيناه بسعادة هامساً بعشق :_وأنا بعشقك ..
**********
بالأسفل ..
غادة بغضب :_كل دي هدوم أيه مغادرة العالم !! ..
تعالت ضحكات رهف قائلة بمرح :_بكرا لما نستف حاجتك هنشوف ...
همس بأبتسامة هادئة :_ربنا يسعدك وتتهني بيهم يارب ..
جيانا بفرحة لوجود همس ورهف :_ربنا يخليكي يا قلبي ..
رهف بمشاكسة :_أنا الا هرتب التسريحة ...
غادة بسعادة :_ربنا يعزك دينا وأخرة يا شيخه أدخلي أنتِ ..
ودفشتها برفق لتفتح الباب وتهرول للخارج ،تركت الحمقاء الباب لترفع عيناها فتجد معشوقها يثبت التلفاز بالحائط فوقعت عيناها عليه لتقلب بألوان الطيف المرئي ، أغلق الباب ومازالت عيناها متعلقة بالفراغ كأنها تتذكر تلك العينان الساحرة فيرقص قلبها بأرتباك للقادم أما النمر فأكتفى ببسمته الجانبية الساحرة وأكمل ما يفعله ..لجواره كان يعاونه حازم وضياء بنقل الأغراض الثقيلة للمطبخ وترتيب البراد والأجهزة بأماكنهم الصائبة ...
أما بالشقة المجاورة لهم فكان يرتب أحمد بمساعدة زين وحمزة ويوسف ....
خرجت ياسمين من الغرفة تبحث عن الحقيبة الخاصة بالمكيب لتقع عيناها عليها ، حاولت حملها بين يديها فلم تستطع لتجد أخيها لجوارها يرفعها عنها بمرح :_عنك يا عروسة ..
إبتسمت ياسمين بستغراب :_من أمته يا جو ؟
رمقها بغرور :_أخر يومين ليكِ بقا لازم ندلعك على الأخر ..
وقعت الكلمات على قلبها بالحزن فبكت لتذكرها الرحيل عن منزل والدها الحبيب لمنزل زوجها فأحتضنها يوسف بحزن فهى شقيقته الوحيدة ليبعدها عن أحضانه بمرح :_بتعيطي على أيه يابت دا الباب قصاد الباب ياختي يعني ليل نهار هلاقيكي فى وشي ! ..
إبتسمت ومازالت الدموع متعلقة بعيناها فهبط عبد الرحمن ليسرع إليها قائلا بغضب :_فى أيه يا ياسمين الزفت دا زعلك فى حاجة ؟..
أحتضنته ياسمين بفرحة قائلة ببسمة حتى لا تفسد الفرحة :_طول ما ديدو معايا فى نفس البيت هحس أنى لسه فى بيتي ..
إبتسم عبد الرحمن وهو يشدد من أحتضانها :_ربنا يباركلك يا حبيبتي أحنا هنروح من بعض قين سواء هنا ولا هناك كلها عدت باب ...
تعالت ضحكات صابرين قائلة بمرح :_أنتِ حزينة عشان هتسيبي بيتك الا قصادنا أما أنا أعمل أيه ؟! ..
ثم أستدارت تبحث عنه قائلة بحيرة :_هو فين ؟
يوسف بستغراب :_هو مين ؟
لم تجيبه وأسرعت إلي أحضان زين الذي ينقل البراد لمكانه الصحيح مع أحمد فتفاجئ كلا منهم بصابرين الملقاة بأحضان أخيها الذي أخرجها من أحضانه على الفور بقلق:_فى أيه ؟
أجابته ببسمة واسعة وهى تشير على ياسمين :_لقيت الجماعة بيودعوا بعض عشان هتتجوز فى نفس البيت فحسيت أد أيه أني مقصرة وبشدة
تعالت ضحكات زين وحمزة والجميع بينما أسرع أحمد لعبد الرحمن بغضب :_ أنت يا حضرت أبعد عنها دي مراتي ..
عبد الرحمن بسخرية :_عارفين ياخويا أنها بقت مراتك ثم أنى أبن الجيران يعني ؟! ..
جذبها أحمد بضيق :_والله تكون ابن الجيران أبوهم ميخصنيش المهم تكون بعيدة عنها محدش يحضنها غيري ..
تلون وجهها بحمرة الخجل فأقترب عبد الرحمن من زين بمرح ليلقي بذراعيه بعيداً عنها :_سمعت قال أيه ؟ ..تسمح بقا ..
وقربها إليه لتنغمر بينهم الضحكات والمرح ...
*******
صعد طلعت المنياوي للأعلى ليجبرهم على الهبوط لتناول العشاء وأن عليهم أستكمال العمل بالغد فهبط الشباب ليتناول الطعام بالقاعة الخاصة بالرجال والفتيات بداخل المنزل فى جو من الألفة والتعارف حتى أنهم وضعوا الخطط ليومي الحنة والزفاف ....
ليشهد العالم بأكمله نوابع العشاق بحافلة خاصة بالقلوب والأوراح حتى تمكنهم من ترك بصمة بتاريخ العشق ولكن هل سيستطيع كلا منهم الصمود أمام مجهول سطر خصيصاً له ؟!!
قريباً ...أحداث ستحسم الأمر فقط ...ب__ ...
#مافيا_الحي_الشعبي ...(#القناع_الخفي_للعشق)
#بقلمي_ملكة_الأبداع
#آية_محمد_رفعت
******_____******_____********________*****
#القناع_الخفي_للعشق
#مافيا_الحي_الشعبي
#الفصل_الخامس_والعشرون
......معزوفة خاصة......
بفيلا "زين"....
ظل بأحضانها كالطفل الصغير الذي يحتمى من الرعد ،حتى هي بكت لما فعلته فكان لها تصرف أحمق للغاية ،أخبرته بما فعله عبد الرحمن وصابرين حتى تستمع لهم فنجح بنقل مأساة صابرين لها وما فعلته من أجل زين وحق إبنها الراحل ....
نهض عن الأريكة بفرحة عارمة بعدما عادت لتملأ المنزل بهجة بحضورها فتوجه لغرفته ولكن ساقته قدماه لغرفة شقيقته ...
طرق الباب ؛فولج حينما أستمع أذن الدخول ليجدها مازالت مستيقظة بعد ...
أقترب منها بنظرة تغوم بالمحبة لتقف أمامه فخرج عن صمته قائلاٍ بثبات :_مش عارف أشكرك أزاي على الا عملتيه ؟
إبتسمت قائلة بستغراب :_تشكرني ! ، أنا معملتش نقطة فى بحر من الا أنت عملته معايا ...
ثم لمعت عيناها بالدموع قائلة بأبتسامة تكاد ترسم بنجاح :_أنت فضلت جانبي رغم أسلوبي......طريقتي متخلتش عني وكنت أول واحد يحضن الموت عشاني ....أعتبرتك عدو ليا وأنت شايفني حتة منك ...لا يا زين أنا معملتش حاجة ...
كلماتها لمست قلبه فقربها إليه ثم أحتضنها بقوة كأنه يحمد الله كثيراً على منحه العوض بعد فقدان أخيه ...
***********
زالت غيمة الليل شمس الصباح بعد أن قضاه العشاق بحماس ليوم الغد الحافل بلقاء وأعلان العشق المتوج للجميع ....
بمنزل "طلعت المنياوي" ..
كان المنزل يعج بالنساء يعملون بجد فى تنظيم المنزل لهذا اليوم فأعدت البعض منهم الطعام والأخري أعدت الحلوى بينما جلست الفتيات بالأعلى تزاور كلا منهم أفكاراً معتادة ....
هبط النمر للأسفل ولحقه عبد الرحمن وأحمد ليشرع بتوزيع المهام على كلا منهم فيجب الأتمام على مستلزمات الزفاف ،وقف بالخارج عيناه تغوم بمن يعلق الأنوار بالحارة ليشعر بيد ممدودة على كتفيه فأبتسم دون النظر :_جاي بدري يعني ؟
وقف زين لجواره بمكر :_ومش عايزني أجي بدري ليه مش فرحي زي ماهو فرحك ؟!
وضع يديه بجيب سرواله مضيقٍ عيناه بغموض :_أتمنى تعجبك الأفراح الشعبي .
رمقه بنظرة متفحصة ثم قال بغضب :_ناوي على أيه يا أدهم ؟
رُسمت على وجهه بسمة خبث قائلاٍ بثبات بعدما تحرك بضعة خطوات للأمام :_كل خير أن شاء الله ..
تراقبه زين بأبتسامة زهول ثم ردد بهمسٍ خافت :_ربنا يستر ...
شرع عبد الرحمن بترتيب القاعة الخارجية لأستقبال الرجال فعاونه يوسف وأحمد لتتعال بينهم ضحكات المرح ..
يوسف :_يالا كله هيعدي هى ليلة وهنرتاح من أشكلكم جميعاً ..
رمقه أحمد بنظرات نارية ليضع الأريكة أرضاً قائلا بغضب :_ما تلم نفسك يا حيوان أنت على الصبح ماسك هنرتاح هنرتاح كنا بنأكل أكلك يا زبالة ...
تعالت ضحكات عبد الرحمن بعدم تصديق فتطلع له أحمد بغضبٍ جامح :_بتضحك ! ..دا بدل ما تلم أخوك
رتب عبد الرحمن الأريكة جوار الأخري قائلاٍ بثبات لا يليق سوى به :_وحد زعلك يا عم أخويا ومش محترم وأهو أدامك مستنى أيه عشان تربيه أشارة مني مثلا ! ...
ألقى أحمد ما بيديه قائلاٍ بتأييد وهو يجذب يوسف بغضب :_تصدق أنت صح ..
يوسف بضحكة مكبوتة :_صلى على النبي يا أبو نسب دا حتى الليلة ليلتك يا عريس ...
تعالت النيران بالتأجج قائلا بعصبية :_متقولش أبو زفت ، ثم جذبه بقوة قائلاٍ بتحذير :_أسمعني يا حيوان أنت أنا النهاردة صاحي مزاجي فل عارف لو شوفت خلقتك النهاردة هعمل فيك أيه ؟
دفشه برفق وعدل من قميصه بضيق :_ولما حضرتك مش حابب تشوف وشي أمال مين الا هيروش الليلة النهاردة دانا متفق مع الفرقة أنهم يروقوني كل شوية يقولوا بالميك تحية جامدة من يوسف باشا المنياوي للمافيا ...
جذبه أحمد برعب قائلاٍ بغضب :_ورحمة ستك الغالية لو قلبت فى الا فات لأكون دفنك هنا فاهم ؟
أكتفى ببسمة مكر بعدما أعد هو وضياء خطة سداسية الأبعاد ..
كبت عبد الرحمن ضحكاته بصعوبة على تصرف أحمد ليقطع وصال المشاجرة صوت حازم الرجولي :_صباحو فل يا شباب ...
أستدار عبد الرحمن بأبتسامة هادئة :_أحلى صباح
أقترب منه حازم ليلقي سلام اليد بفرحة الزفاف الحافل لأصدقائه فقطعهم حمزة بعدما وضع على الأرض الأريكة قائلا بستغراب لرؤية ما يحدث بين أحمد ويوسف :_هو فى أيه ؟ ..
تعالت ضحكات زين بعدما أقترب منهم ليرفع يديه على كتفي حمزة :_لا متخدش فى بالك المهم عملت الا قولتلك عليه ؟
أشار له بهدوء :_كله تمام وهيكونوا موجودين مع طلوعكم للأستديو أن شاء الله ..
رفع يديه له بهدوء :_كدا تمام ...
وقف النمر يتأملهم بنظرات غاضبة لتخرج نبرته الساخرة :_لو هقطع لمتكم الحلوة دي ممكن تساعدوا ضياء بتزين البيت من برة ..
أستدار له أحمد بغضب :_بس دي مهمة الفرقة ! ...
نظراته الثابتة لم تتنحى ولو لثواني فقط بقى كما هو قائلاٍ بصوته الرجولي :_وأنا حابب أنكم تزينوا البيت مش الفرقة ...
حازم بأبتسامة كبتها بنجاح :_بس كدا عيونا يا نمر ...
رمقه زين بنظرة محتقنة قائلاٍ بغضب :_نعم !! ..
جذبه حازم بمكر :_عيب دا عريس ولازم يتدلع علينا ...
قطعه ساخراً :_وأنا يعني الا بواقي مواصلات مأنا متزفت عريس زيه ...
تعالت ضحكات عبد الرحمن فقال بخبث :_خلاص بقى يا زين متكبرش الموضوع أنت وحمزة وأحمد زينوا البيت الجديد وأنا وحازم والحيوان دا هنزين بيت العيلة ...
كبت غضبه وهو يتطلع للنمر الساكن وإلي يد حازم الممدودة بسلة الورد وفروع النور فحمل السلة بضيق وتوجه للمكان المنشود ونظراته تكاد تخترقهم جميعاً لا يعلم بأن النمر يعد له سكنٍ خاص لمعزوفة العشق ! ...
**********
ولج ضياء للداخل ليحمل المشروبات للرجال من والدته فقدمته له قائلة بسرعة وهى تتجه للمطبخ سريعاً :_ودي الشاي والعصير للرجالة الا مع جدك وأبوك وتعال خد الباقي لزين والشباب ...
أشار له بأحترام بوجود جميع السيدات :_حاضر ..
وبالفعل غادر ضياء ليقدم المشروبات للرجال بالقاعة ثم عاد مجدداً ليجدها من تحمل المشروبات وتنتظره بلهفة فما أن رأته حتى تقدمت لتقف أمامه:_العصير ...
حمله منها ثم توجه للخروج بصمت فتمسكت بذراعيه سريعاً قائلة بحزن :_فى أيه يا ضياء من إمبارح بتحاول تتجاهلني حتي بكلمك مش على التلفون مش بترد ...
أستمع لها بسكون عجيب حتى أنهت حديثها فخرج بصمت قذف قلبها بجمرات حرقت ما تبكى فوقفت تتأمل خطاه المبتعد عنها بصدمة وعدم إستيعاب ...
**********
شرع زين بتزين المنزل فكان يقف على أرتفاع شاق والضيق يكتسح ملامح وجهه ،لانت ملامح وجهه لعشقٍ طاف به فجعله كالأهوج .... كالورقة الهاشة التى يحركها الهواء مثلما يشاء حينما رأى معشوقته تجلس على المقعد شاردة بالفراغ والبسمة تزين وجهها .....كأنها تشعر به لجوارها ...نسمات الهواء تتسلل من الشرفة لترفع خصلات شعرها بتمرد فتسقط على عيناها تارة وعلى خصرها تارات أخرى ،نبض قلبه بقوة وهو يراها ...تلك الحورية الفاتنة صاحبة السلطة العظمي بداخل هذا القلب الفقير ....لم يعلم كم ظل يتأملها هكذا ...هل سيبقى عمره بأجماعه هكذا !! ...
بالأسفل تتابعه حمزة بستغراب قائلاٍ بأشارة يديه لعبد الرحمن الذي أتى على الفور :_زين ماله ؟
رفع عيناه للأعلى ليجده متصنم محله فعلم خطة النمر ليبتسم بخفوت ويشير له بأستكمال عمله بينما أقترب هو من النمر قائلاٍ بسخرية وعيناه تغمز لحازم المتراقب له :_مش كنت أنا أولى منه بالطلعة دي ؟! ..
بقى النمر محله بهدوء ...عيناه تراقب من يقوم بتزين المكان للزفاف ثم تحرك بثبات قائلاٍ دون النظر إليه :_خد الفرش من العمال هتحتاجوه ...
وغادر بثبات فتطلع له عبد الرحمن بزهول ولم يعي ما يتفوه به ،تطلع له حازم بصدمة ثم هرولوا معاً للرجل المطوف للأعمدة بالفرش المزخرف بالألوان ليجذبه سريعاً ويسرع كلا منهم بالوقوف ولكن كان العدد ينقصه الكثير ...
بالأعلى ...
نهضت عن الفراش لتشمط شعرها حتى ترتدي الحجاب وتهبط مع الفتيات بعدما رتبن بعض الأغراض الخاصة بصابرين بغرفتها ولكن خفق القلب سريعاً فأستدارت بتعجب لتراه أمام عيناها ! ،عيناه الزرقاء تبعث لها أنشودة خاصة يستمع لها نبض القلب.....نظرات صدمتها طوفها حنين اللقاء فتطلعت له بستغراب هل ما تراه حلماً أم سراب فكيف لها بالوقوف على مستوى الطابق الثالث ! ...بقيت ساكنة تتأمله بعدم إستيعاب فلم تسعفها اللحظة لتحسس حجابها ...ولجت صابرين من الخارج تتفقد أمرها للهبوط فحان وقت الذهاب للبيوتي سنتر لتقف مصعوقة حينما رأت أخيها فقالت بهمسٍ خافت :_زين !
كانت كلماتها كصاعقة فصل الأزمان لتعيدهم سوياً لأرض الواقع ولكن مع أختلال لقدماه فلم يشعر بذاته الا وهو يحلق بالهواء فحتى الصراخ لم يقوى على التحلى به ! ..
بالأسفل ..
أنضم يوسف وأحمد لعبد الرحمن وحازم ولكن لم يبقى الأمر عادلا سوى بأنضمام سليم وفهد بعدما ولجوا للحارة ليجدوا ما يحدث أمامهم فأسرعوا للأنضمام إليهم ليسقط الزين على طوافة النجاة الخاصة بشباب المافيا وأعوانهم ،فتح عيناه بفزع لرؤية الدماء تنثدر من جسده ولكن خاب الظن برؤية الفهد وباقي الشباب أمامه ..
مد الفهد يديه ليسرع إليه زين بحرج من تصرفه بعدما أتى لجواره طلعت المنياوي وباقى الرجال ليخرج عن صمته بلهفة :_أنت بخير يا ولدي ؟
أشار له بأرتباك :_متقلقش يا حاج دانا دخت شوية
أشار له بغموض :_يبجا تقعد أهنه وتسيب الا بتعمله للفرقة ..
أشار له بتوتر ليغادر طلعت بنظرة شك له فأنفجر حازم ضاحكاً قائلاٍ بسخرية:_لا معاه حق يدوخ ...
عبد الرحمن بلهجة التحفيل :_أخص عليك عرتنا بقى أنا متنزلك عن الطلعة دي تقوم تقصر رقبتنا وسط الخلق !
يوسف بستغراب لما يحدث :_أشرح بالظبط الا شوفته فوق وبالتفاصيل
رمقه بنظرة محتقنة فطلت من الأعلى بعدما أرتدت حجابها والخوف يحفل وجهها فأبتسم أحمد وعيناه للأعلى :_من أولها كدا !
سليم بغضب وهو يهم بالرحيل :_مفيش فايدة فيكم هتفضلوا زي مأنتم
لحق به أحمد والجميع بأبتسامة تعبئ وجوههم وتبقى زين يرمق كلاٍ منهم بغضب فأستدار ليجد الفهد أمام عيناه يتراقبه بسكون خرج عنه قائلاٍ بثبات :_يعني بنساعدك عشان تفضحنا كدا ! .
تطلع له بهدوء ثم رفع عيناه للأعلى ليجدها مازالت أمامه فأبتسم بهيام :_معزور ..
وتركه وغادر ليبتسم الفهد بألم فهى قاسم العشق الأول ويعلم جيداً أن ليس لديه قواعد ولا قوانين ..
*******
وقفت سيارة حازم وزين وحمزة بالأسفل أمام منزل "طلعت المنياوي" بأهبة الأستعداد للذهاب للبيوتي فهبطت صابرين وهمس أولاً لتخطف نظرات سريعة لزين بخجل يكاد يقتلها كأنها تراه لأول مرة حتى أنها أسرعت للسيارة للتحاشي النظر لهم جميعاً بعدما فعله زين ،أما صابرين فأبتسمت لعبد الرحمن بسعادة فاليوم سيقطع وصال البعاد بالعيش لجواره ....نعم هى بمفردها من تشعر بسعادة عارمة لقرب الفوز به والعيش بأمانه الخالد فكلا من الفتيات تحتمي بمعشوقها فيجمعهم سقف منزل واحد على عكسها فكانت بغيدة عنه للغاية حتى همس كانت تقضي معظم وقتها مع زين ...
هبطت ياسمين وجيانا بدموع تغزو وجوههم فأخذت كلاٍ منهم ترمق المنزل بدموع تكسو وجهها ،كأنهم على عهد مؤقت بذكريات الطفولة حتى غادة أرتمت بأحضان شقيقتها فلم تعد تجمعهم غرفة واحدة بعد ...
أقترب منها أدهم بضيق لرؤية دموعها قائلاٍ بهدوء :_ممكن أفهم أيه سبب الحزن دا ؟ ، أنتِ هتتجوزي فى بلد تانية !...
رفعت عيناها له بنظرة مطولة كأنها تستمد شيء ما غامض منه فعلم النمر ما يتودد لعقلها ليرفع يديه يزيح دموعها غير عابئ بعائلته ليردد بهمس يحمل المرح:_بيفصلنا عنهم خطوات بس وبعدين أحنا هنكون معاهم ليل نهار يعني مستحيل يتخلصوا مننا بسهولة ...
كانت كلماته منبع سعادة وضحكات للجميع فأستبدلت الأمهات دموعهن بفرحة وضحكة مرسومة من القلب لتحمل الأغراض الخاصة بها وتنضم لهم بالسيارة ،أسرع أحمد إلي معشوقته يحمل عنها الحقيبة فتلامست الأيدى لتسري رعشة خجلة بجسدها فرفعت يدها سريعاً ليبتسم بنظرة تحمل تذكار كلماته لها لتقرأها بخجل وتسرع بالصعود ....
تحركت السيارات الثلاث لتقف أمام البيوتي سنتر فهبطت كلا منهم للداخل بتحاشي نظرات ستجعلها عرضة للجميع .
************
تبقى فهد وسليم يراقبون العمل حتى يكون كل شيء على أنضباط بالموعد المحدد فعلت الأنوار الملونة بألوان مبهجة لتخلق بالحارة البسيطة جو من البهجة والسرور ، كما نصب الرجال المنصة الضخمة لتسع الثنائي المتعدد ...
رفضت غادة الذهاب لليبوتي فظلت بالمنزل حزينة على معاملته الجافة معها فلم تراه اليوم مبهجاً ككل يوم بل يعمل بصمت وهدوء ...
ولجت لغرفتها حتى تتفرد بذاتها بعيداً عن الجميع بالخارج فأخرجت هاتفها للمرة الحادية عشرة تحاول الوصول له ولكن كعادة أمس لم يجيبها ...
*********
أشار طلعت لحمزة الذي أقترب منه على الفور فرفع يديه بالمال قائلاٍ بوقار :_معلش يا ولدي روح المحل الا بنهاية الحارة وأديله الفلوس دي وجوله عمي طلعت بيجولك نزل الساقع بليل ...
أشار له حمزة بأبتسامة أحترام له ثم أخذ المال وتوجه للمحل المنشود كأن "طلعت المنياوي" كان وصلة بينه وبين لقاء نغم القلب ،ولج حمزة للداخل ليجد فتاة تقف أمامه تنتظر البائع ليحسم لها ما تريد فوقف وعيناه أرضاً بأنتظار أن تنتهي ...
ناولها الرجل الأكياس قائلاٍ بأبتسامة عملية :_حاجة تانية ؟
أشارت له قائلة بهدوء:_عايزة كيس ملح و.....
رفع عيناه بعدم تصديق ...نعم هي ! ...صوتها الساكن بقلبٍ هوسه حد الجنون يعلم كيف مسمعه ! ...
أقترب بخطاه قليلاٍ قائلاٍ بعدم تصديق :_حنين ! ...
سمعت إسمها من صوتٍ تظن بأنها أستمعت له من قبل فأستدارت لتجده يقف خلفها ! ،بقى الصمت سيد الموقف لدقائق حتى قطعه صوت الرجل بعدما قدم لها ما تريد ،حملت منه الأغراض وغادرت مسرعة كأنها تهرب من حقيقة محالة ليقدم للرجل المال ويلحق بها سريعاً قائلاٍ بلهفة :_حنين أستنى ..
توقفت عن الحركة وعيناها تتفحص المكان بخجل ورعب فأقترب قائلاٍ بحزن :_أستنيت أجابتك ومردتيش ! ، حتى الشغل مبقتيش تيجي زي الأول ممكن أعرف ليه ؟
رفعت عيناها جوارها بخوف من كلمات الناس المسنونة حينما يرى فتاة مع شاب فخرجت الكلمات بأرتباك :_أنا أسفة يا أستاذ حمزة بس مش هقدر أقف معاك كدا عن أذنك
وكادت بالرحيل ليعترض طريقها قائلاٍ بتصميم :_مش قبل ما أعرف أجابتك ...
وضعت عيناها أرضاً بخجل :_أرجوك لازم أمشي ...
إبتسم بعشق ينبع بقلبه قائلاٍ بهمسٍ رجولي :_والله بأيدك جاوبيني على سؤالي ...
كاد الأرتباك أن يقتلها فجاهدت لخروج الكلمات وقدماها تسرع بالرحيل :_تقدر تشرفنا فى ايه وقت ..
وغادرت مسرعة من أمام عيناه ليطوف به سعادة عارمة بعدما أخبرته بذكاء جاوبها دون التعمد لتخطي عادات وتقاليد تحترم بذاك الحي ...توجه حمزة للقصر حتى يبدل ثيابه ومازالت هى سُكنان العين والقلب ..
*********
أنهى ضياء عمله بالخارج ثم توجه بالصعود للأعلى ليبدل ثيابه المتسخة بفعل العمل الشاق بالأسفل فأوقفته والدته قائلاٍ بأبتسامة محبة :_أحضرلك الغدا يا حبيبي ..
أشار لها بهدوء :_مليش نفس يا ماما هطلع أغير وأنزل عشان الفرقة ..
وصعد للأعلى تحت نظراتها المراقبة له لتدلف للمطبخ وتعد له الغداء قائلة لنجلاء بخجل :_ممكن أطلع له الأكل ..
أكتفت ببسمة بسيطة وتوجهت لتكمل عملها فحملت غادة الطعام وتوجهت للأعلى ...
طرقت الباب ففتح ضياء بظن أنها والدتها ليجدها أمام عيناه فتراقبها بنظرات صامته تحمل غضبٍ خفى ليتركها ويدلف للداخل فولجت ووضعت الطعام على المائدة ومن ثم تقدمت منه قائلة بدمع بدأ بالتمرد :_ممكن تقولي مالك ؟
زفر بمحاولة تحكم بهدوئه فأقتربت منه قائلة بغضب :_على فكرة أنا بكلمك بطل أسلوبك المستفز دا ..
رفع عيناه عليها لينقل لها غضبه المتزايد حد الموت قائلاٍ بسخرية :_بلاش أنتِ الا تتكلمي عن الأسلوب
تطلعت له بزهول ليكمل بغضب :_لأنك مهما حصل فمستحيل هتتغيري على طول سري وسر عيلتي بره البيت عن خالتك وبناتها ..
صعقت مما استمعت إليه فأقتربت منه قائلة بصعوبة بالحديث :_أنت تقصد أيه يا ضياء ..
أقترب منها ليصيح بغضب :_أمبارح وقفتتي بنت خالتك قال أيه عايزة تطمن أذا كان جدي رجع أدهم وولاد عمي البيت ولا لا أيه الا عرفها باللي حصل هنا ؟! ..
زوارها الدمع محاولة جاهدة بالحديث :_أنا مقولتش ح....
قاطعها بنظرة جعلت الكلمات تبتر والدمع يسود حينما رأت نظرات الشك وعدم التصديق بعيناه فحملت ذاتها وغادرت بصمت تاركة لقلبها أصواتٍ تتحطم بقسوته ، أما هو فبقى يتأمل الفراغ بعدما غادرت تاركة الباب على مصرعيه كأنها تركت هذا الفراغ بقلبه هو ...
********
بقصر "حازم السيوفي" ...
شعرت بأن ألماً عاصف يخترق جسدها فنهضت بصعوبة لتغتسل ولكن طاف بها الأمد لتهوى أرضاً فاقدة للوعى ....
بالخارج ..
صعد الدرج والبسمة تغمر وجهه ،كلماتها تترنح بعقله ،صورتها محفورة بداخل العين ....توجه لغرفته فتوقف حينما أستمع لصوت أرتطام قوي فأسرع لغرفة أخيه ليتردد قليلاٍ بالولوج ولكن بنهاية الأمر حسم أمره ليجدها تفترش الأرض بأهمال فحملها سريعاً للفراش ومن ثم شرع بالأتصال بأخيه ولكن لم يجيبه على الهاتف فجذب الحجاب ووضعه على رأسها ومن ثم حملها للمشفي سريعاً ..فهو يعلم جيداً ماذا تعنى لأخيه ؟ ..
***********
أنهى فهد أشرافه على الزفاف حتى أكتمل بأشعال الأضاءة والموسيقي فترك العمل لعمر الذي وصل مع فزاع الدهشان منذ قليل ثم صعد للأعلى ليبدل ثيابه وينضم للشباب بالأعلى ....
عاد حازم للقصر هو الأخر ليبدل ثيابه ويحضر زوجته فتفاجئ بعدم وجودها ،حمل هاتفه وشرع بالأتصال بها والقلق ينهش قلبه بعدما تركها منذ الصباح فكانت فى حالة لا بأس بها ...
أغلق هاتفه حينما رأى حمزة يدلف من باب القصر حاملها بين ذراعيه ، تقدم منه بستغراب أنقلب لرعب حينما وجدها فاقدة الوعي فحملها منه سريعاً قائلاٍ بلهفة :_فى أيه ؟
ناوله إياها ثم جلس على المقعد بصمت يتأهب ليخبر أخيه بهذا الخبر السار ، حاول حازم أفاقتها فأستجابت له بضعف ليخرج صوتها الواهن :_أيه الا حصل ؟
جذبها لأحصانه بلهفة وخوف قائلاٍ بهمس :_ الحمد لله ..
ثم أخرجها لتعدل من حجابها حينما رأت حمزة يجلس لجوارهم وبسمة المكر تحتل وجهه ...حازم بلهفة :_قولي فى أيه ؟
جذب الفاكهة قائلاٍ بتسلية :_أنا رجعت لقيت المدام مغمي عليها فخدتها لأقرب مستشفي وأتضح الأمر الخطير ..
أرتجفت قائلة بخوف :_أمر أيه ؟
تناول ثمرة الفاكهة بتسلية ليلكمه حازم بغضب :_ما تنطق الله ..
رمقه بنظرة تسلية :_الحلويات الأول ..
جذبه حازم قائلاٍ بجدية :_حمزة أنطق أن قلبي فى رجلي ..
إبتسم قائلاٍ بفرحة :_هتبقى أب أن شاء الله ...
تسلل الفرح لقلب رهف فغمرتها السعادة أما حازم فساقه الخوف من حديث الطبيب نعم يعلم بأن راتيل من تسببت بقتل هذا الطفل ولكن ماذا لو كان كلام الطبيب الصائب ؟ ..أسئلة كثيرة دارت به ولكنه قطعها ببسمة هادئة وحضن دافي لها ليصعد للأعلى ويبدل ثيابه بشرود ويتوجه معها ومع شقيقه لزفاف أصدقائه ..
**********
علت الأنوار الحي والموسيقي الشعبية فوقف فزاع بالأسفل جوار طلعت بأنتظارهم ليهبط أحمد أولا ببذلته السوداء الأنيقة التى لمعت عيناه لحرافية ولجواره عبد الرحمن بطالته الأكثر من جذابة لينضم لهم النمر بعدما حطم للوسامة عناونين ...
فزاع بأبتسامة لا تليق سوى به :_ألف مبروك وربنا يتمم عليكم بخير ...
أدهم بأبتسامة هادئة :_الله يبارك فيك ...
طلعت بهدوء :_يالا يا واد عمي نطلع للرجالة بره وهما هيجبوا العرايس ويحصلونا ..
وبالفعل خرج طلعت وفزاع للخارج وتوجه الشباب بسيارتهم لأحضار الفتيات ...
تميلات السيارات على الدفوف الصادحة بالأرجاء حتى أستقرت أمام المكان المنشود فهبط كلا منهم بعدما أنضمت لهم سيارات زين وحازم وحمزة فصعدوا جميعاً لأستقبال العروس ..
تطلع أدهم لهم بستغراب حينما وجد الأربع يقفون أمامهم بغطاء يحجب عنهم رؤية الوجوه ،وقف كلا منهم بحيرة من أمره فأقترب أدهم منهم ليبتسم بمكر حينما رأى يد معشوقته تفرك على الأخري بتوتر كعادتها حينما يقترب منها ليرفع عنها الستار فأختراقت ملامحها أسوار قلبه فأبتسم بعشق وأعجاب وقدم لها يديه ليهبط للأسفل بها ، بينما تقدم أحمد منها بنجاح فهو يميز وقفتها عن الجميع وكذلك فعل زين وعبد الرحمن المبهور بجمال حوريته المميز....
تحركت السيارات للمصور فصعد كلا منهم للأعلى ليلتقط لهم أجمل الصور لكل ثنائي منفرد وزاد الجمال بصور جماعية لهم ...
هبطوا للسيارات فتوقفت حينما شرعت المزمار بالعزف أمام السيارات بجو أستعراضي مميز أحبه الفهد كثيراً فلم تكن فكرة زين بهينة حيث أشاد بها الجميع ...
زفت السيارات وهم لجوارها حتى وصلت للفرقة الشعبية التى أستقبلتهم بالدق على الدفوف والطبول ليهبط من السيارة الأولى زين وهمس فوقف لجوارهم الشباب حاملين فروع الورد الأبيض لتبدأ نغمات الفرقة بالبدأ ،لتعلو الزغاريد بأستقبال الثنائي الأخر أدهم وجيانا وأحمد وياسمين وأخيراً عبد الرحمن وصابرين ..
زفوا بالورود حتى صعدوا المنصة فجلسوا بفرحة يتراقبون أعضاء الفرقة حينما شرعوا بالفقرات ليعلو الزفاف نغمة هادئة فيُطلب منهم الهبوط لمشاركة بالرقص الهادئ فترنحت كلا منهم بين يدي معشوقها ، نظرات تقابل فيض من العشق وهمسات تنقل لهم بحرافية بشوق للقاء ...
رفعت عيناها لتتقابل مع عين النمر فبدت علامات التوتر عليها ليبتسم بخفة :_خلاص مش هبصلك تاني الناس هتاخد بالها منك ..
أخفت بسمتها بنظرات خجلها وأستكانت بين ذراعيه ..
أما أحمد فكان يتودد لها بفرحة قائلا بعشق :_مش مصدق نفسي يا نااس حد يقرصني طيب ..
تعالت ضحكاتها ليغمرها بقبلة على جبنيها لتغزو الخجل قسمات وجهها ويرمقه يوسف بغضب مردداً بهمس سمعه حمزة وضياء وفهد :_شوفت الواد مش محترم وجودنا ..
تعالت ضحكات حمزة قائلاٍ بستغراب :_ وأنت شاغل نفسك بيه ليه! ..مراته والنهاردة فرحهم يوم فرحك اعمل ما بدالك
تطلع على من تقف مقابل له بجوار غادة والفتيات قائلاٍ بعشق وهيام :_هعمل ! دانا هعمل وأعمل وأعمل كمان .
جذبه ضياء بغضب :_عينك يا خفيف ..
لم يتمالك حمزة ذاته فخر ضاحكاً ليرمقهم فهد بنظرة غاضبة ثم تركهم وأنضم لعمر وسليم قبل أن يفتك بهم ...
كان يقف لجوارها ساكناً فجذبته ببسمة هادئة :_مالك يا حازم ؟
رسم البسمة سريعاً قائلا بعشق :_ممكن بحبك
إبتسمت قائلة بخجل :_على فكرة احنا برة البيت
أحتضن يدها قائلا بسخرية :_هو الحب له وقت معين !
تاهت بعيناه فأستندت برأسها على كتفيه قائلة بعشق :_بحبك يا حازم ونفسي ربنا يرضيني بولد شكلك ...
أغلق عيناه بقوة قائلا بصدق يتابعه :_مش أكتر مني يا قلب حازم ...
******
بداخل العصوف كانت تتميل بصمت مغلقة عيناها بقوة كأنها تلتمس حقيقة وجوده لجوارها تميل معها بصمت قطعه بأبتسامة :_سرحانة فى أيه ؟
إبتسمت بتلقائية :_مش مصدقة أني خلاص هكون معاك يا عبد الرحمن ...
تطلع لها بعشق :_ربنا يقدرني وأسعدك يا صافي ..
إبتسمت ووضعت عيناها أرضاً بخجل أما لجوارهم فكانت تتميل معه بطريقة مختلفة فزين مختلف عن الجميع لم ينشئ بحارة شعبية فكان يتحرك بحرافية بعض الشيء ،لم يخجل من أحد وتأمل عيناها بعشق ختمه حينما همس لها قائلاٍ بترنيمة خاصة :_بعشقك يا همس ..
وقبل أن تسنح لها الفرصة بالخجل حملها وطاف بها بسعادة وسط دهشة الجميع ..
طلب مسؤال الصوت أن يرفع كل عريس يد العروس للأعلى ففعلوا جميعاً مثلما طلب لتصدح النغمات الشعبي الأرجاء وتطوف بهم سحر خاص ليتميل كلا منهم ممسكاً يد عروسه وسط الزغاريد وصفقات الجميع .....تحركت معه ببطئ وهى تراقب حركاته الرجولية بالرقص الشعبي ببسمة خجلة ليرفع يدها حتى تتحرك معه فكانت ياسمين بغاية سعادتها ...أما النمر فرفع يدها عالياً وباليد الأخرى يتحرك بخفة ليبدى رقصٍ رجولي زاد من وسامته وصنع له حاجبٍ خاص ....
أرتقى الحفل برقص كل ثنائي خاص لتطوف النظرات والغمزات بينهم ليحيل بهم بعد فترة طلب مسؤال الصوت أنضمام الأهل لهم فأنضم لهم والدتهم بسعادة بعد أن قبلت كلا منهم إبنها وإبنتها بسرور ،جذبت مكة يد أدهم لتتحرك معه بسعادة فقط أذرع السيدات تتحرك فقط جسدهم ثابت فتلك العادات محكمة على الجميع ومن قبلهم الوقار والخوف من الله سبحانه وتعالى ....فمنزل طلعت المنياوي نسائه تحفظن رجولة أزواجهن فلا تفعلن أيه تصرف قد يكون عرضة لهم ..
أنضم لمكة وأدهم ضياء فتميل معهم بسعادة خاصة بعد أن جذب أبيه ليتحرك معهم ، طافت كل عائلة بالعرسان لينضم فهد وعمر لزين ليعلو صوت مسؤال الأيقاع بعد دقائق طويلة بأخلاء الساحة للشباب وبالفعل تم ذلك ليتميل جميعهم بسعادة بأنضمام حازم وسليم لتعلو الأجواء سعادة ...أخرج يوسف القداحة فصاح به حمزة قائلاٍ بخوف :_بلاش يا يوسف
لم يستمع له وشعل الفتيل ليعلو أصوات سبيهها بالأنفجار بالزفاف لتتعالى صرخات الفتيات بفزع فرمقه النمر وعبد الرحمن بنظرات وعيد ....تعالت ضحكات عمر قائلاٍ بسخرية :_أعتبره مات
سليم بغضب :_يستهل
صفى الحفل بالمزمار ليحمل كلا منهم العصا وتعلو الزغاريد وسط رقصهم الصعيدي وبسمة صغيرة تملأ وجه فزاع وطلعت ليكتسح كلا منهم بطالته الخاصة وخاصة النمر وحازم وزين حينما تعالت المشدة بينهم وبين عبد الرحمن وأحمد وفهد ....
أنتهى عزف المزمار فصعد كلا منهم لعروسه ليستريح قليلاً ،لجوارهم كانت تقف غادة بحزن غير عابئة لفرحة العالم بأكمله فأقتربت منها بنات خالتها تحاول جاهدة لمعرفة أخر تطورات علاقتها بضياء لتستنج غادة بأنهم يريدون الأيقاع بينهم بشتى الطرق ولكن لن تسمح بذلك ....
أشار يوسف لضياء بغمزة فأبتسم وتقدم من مسؤال الأيقاع ليرفع الصوت بتحية يوسف المنياوي وضياء المنياوي بتهنئة للعرسان ومن ثم تلونت وجوه أحمد وعبد الرحمن والنمر بالغضب حينما صدحت أغنية مافيا بالزفاف ليغمز لهم ضياء ويوسف ويتميل كلا منهم على الأيقاع تحت ضحكات زين وحازم وفهد المكبوتة ..
توعد كلا منهم لهم بالمزيد من المحبة بعد الأنتهاء من الزفاف فأخفي طلعت بسمته على وجوه أحفاده البادي عليهم الخوف بأيقاظ ما مرأ ...
جذب يوسف شقيقته من جوار أحمد لتزداد حمرة الغضب فأشار له عبد الرحمن بأبتسامة شماتة :_أخوها ...
غمز فهد لزين بمكر فجذب يد صابرين وهبط للساحة فغضب ليرمقه فهد بسخرية :_أخوها ..
نهض أحمد هو الأخر قائلا بمرح :_ما بدهاش بقا ...
وتوجه لجيانا ليسحبها من بين براثين النمر ....
تميلت كل عروس مع شقيقها بفرحة ودموع تلمع بشتياق ليهبط عبد الرحمن وينضم لياسمين ويوسف فتأملتهم كل أم بدموع غير مصدقة لما يحدث لرؤية بناتها عرائس وأبنائها ...
جذبت مكة يد غادة لتسحبها لأنحاء الزفاف لتضع يدها بيد ضياء وتتميل معهم ولكن سحبت يدها من يديه سريعاً وكادت بالرحيل فجذبها ضياء ورقص معها بأبتسامة تزين وجهه لتشعل جمرات الحقد بقلوب بنات الخالة الخبيثة ..
صعد فهد وجلس لجوار النمر قائلا بأبتسامة هادئة :_مبارك يا نمر كدا مهمتنا أنتهت نرجع بقا الصعيد ونشوف أمورنا ..
تطلع له بثبات :_لسه مش
تطلع له بثبات :_لسه مش عايز تقولي عملت أيه ؟
رفع يديه على كتفيه بأبتسامته الوسيمة :_متشغلش بالك يا إبن عمي دا أحسن يوم فى حياتك ومسيرنا هنتكلم كتير ....لازم أمشي دلوقتي عشان ألحق أرجع الصعيد قبل بكرا الصبح راوية تعبانه ولازم أكون جانبها ..
أشار له بتفهم فبادله السلام ليغادر الفهد وسليم معه بينما تبقى عمر وكبير الدهاشنة ...
أنتهى الزفاف بعد ثلاث ساعات متوصلة ما بين الرقص وبين فقرات ترفيهية ليصعد كلا من المافيا الثلاث للأعلى بينما غادر زين بسيارته المزينة بفروع الورد المنيرة للمنزل بعد أن ودعت والدته صابرين على وعد اللقاء بها بالغد ....
***********
عادت رهف مع حازم وحمزة للقصر فصعدت الدرج وأتابعها حازم ليوقفه حمزة بحرج :_ممكن ثواني يا حازم .
توقف وأستدار له بتعجب فأبتسمت رهف قائلة بتفهم :_طب هطلع أريح فوق ..
أشار لها حازم وهبط ليجلس جوار أخيه قائلاٍ بستغراب :_فى أيه ؟
خرج عن صمتٍ طال لثواني :_عايزك تيجي معايا بكرا عشان نطلب أيد حنين .
إبتسم حازم بفرحة فعلم الآن بأن أخيه يعشق حقاً بعدما أتخذ تلك الخطوة الهامة .
********
بعد ساعات من أنتهاء الزفاف ..
بشقة أحمد ...
كان ينتظرها بالخارج بنفاذ صبر فطرق باب الغرفة قائلا بهدوء :_مش معقول كل دا بتغيري هدومك ! طب على الأقل اديني بيجامة ألبسها بدل مأنا متكتف بالبدلة كدا ! ..
كبتت ضحكاتها وفتحت الباب لتلقى له الملابس سريعاً وتغلق مجدداً فأبتسم لعلمه الآن بمشاكستها ،حمل الثياب وتوجه للحمام فأغتسل وأبدل ثيابه ثم توجه ليطرق مجدداً ولكن تبك المرة بخبث ليخبرها بحاجته للمنشفة فأخرجت أحداهما وكادت بألقائها ولكن تلك المرة وقعت بشباكه بعدما جذبها للخارج ليجدها ترتدي أسدال ابيض اللون إبتسم قائلاٍ بمكر :_متحاوليش تتذاكي عليا تاني ..
خجلت من قربه منها فتراجعت ليبتسم ويفرش سجاد الصلاة قائلاٍ ببسمة هادئة :_يالا نصلي ..
وبالفعل صلى بها أمامٍ لتدلف معه عالم محفور بنقاء بصلاتها وعاشق بترنيماته الخاصة ليقصر شوق الطفولي بختام زواجه منها فأصبحت ملكٍ له ...
********
بشقة عبد الرحمن ...
أنهى صلاته وأستدار لها ليجدها تطول بسجدتها ثم أنهت هى الأخرى صلاتها فرفع يديه وردد دعاء الزواج ومن ثم قال بأبتسامة هادئة :_مبروك يا قلبي ..
إبتسمت وعيناها تتأمله بعشق :_الله يبارك فيك
أقترب منها ليمسك بيديها قائلاٍ بعشق :_قوليلي نفسك فى أيه ؟
إبتسمت بألم قائلة بدمع يلحقها :_مش عايزة غيرك يا عبد الرحمن ..
طافت كلماتها قلبه فجذبها بين أحضانه لتصبح زوجته بفيض من الرحمة والمحبة والعشق ..
**********
أما بشقة النمر ...
جلس مقابل لها بعد أن أنهوا صلاتهم يبتسم بمكر وهو يراها تتحاشي النظر إليه وتفرك بيدها بأرتباك يكاد يفتك بها ،جلس جوارها فتلون وجهها بشدة حتى كادت أن تقتل فرفع يديه على يدها يفرق كلتهما عن الأخري ومن ثم رفع وجهها لتقابل وجهه ...نظراته تجبرها على اللقاء بنظرات النمر المرسومة بفوج من الحشائش الخضراء ،رفع يديه يحتضن وجهها قائلاٍ بأبتسامة لا تليق سوى به :_ليه دايماً مش بتحبي تبصيلي ؟
تلون وجهها فحاولت الهرب ولكن هيهات يتمسك بها جيداً ويقربها منه قائلاٍ بجدية وعشق :_مش عارف أرتباكك دا خجل ولت خوف بس أنا هكسر كل دا يا جيانا ...
تاهت بعيناه ليخطفها بعشق ببحور النمر الخاصة لتصبح زوجة له بمسمى مقولة العشق الخاصة ...
*********
بفيلا زين ..
جلسوا يتناولان الطعام بجو مشحون من الضحك والمرح بعد أن أنهوا الصلاة الخاصة بهم فتعمد زين قضاء وقت مثلما كان يقضيه معها ....تعالت ضحكاتها بعدم تناثر معجون الطماطم على قميصه الأبيض دون عمد منها فعلت الضحكات ليرمقها بنظرة غاضبة قائلاٍ بوعيد :_بقى كدا ! ..
رفعت يدها تشير له بصعوبة بالحديث :_لا مقصدتش و...
قطعت باقي كلماتها بصراخ حينما جذب الزجاجة الأخري وقذفها بها لتصرخ هى الأخري فحاولت أن تبعده عنها ولكن تقابلت العينان وربما القلوب وربما حلت الترنيمة الخاصة بهم ليحملها بين ذراعيه وصعد لغرفتهم لتصبح زوجة له ...
عشق طاف الأمد وحطم خطوط الأقدار ...لم يعنيه سواء بالقصور أم بحارة شعبية بسيطة فالنهاية موحدة من كأس العشق الطواف ...ولكن مازال هناك سؤالا يطرح ذاته هل أنتهى الشر؟ أم مازال له أوصال ؟! ..
وأن كان ينبت بخفيان فهل سيتمكن كل عاشق بصنع درعاً خاص لحمايتة معشوقته ؟!! ...
#مافيا_الحي_الشعبي ....(#القناع_الخفي_للعشق)......#بقلمي_ملكة_الأبداع_آية_محمد_رفعت ...
******______*****_____*
يتبع...
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق