القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بحر العشق المالح الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم سعاد محمد سلامة

 رواية بحر العشق المالح الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم سعاد محمد سلامة



رواية بحر العشق المالح الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم سعاد محمد سلامة 





رواية بحر العشق المالح الحلقة الرابعة والعشرون

#الموجه_الرابعه_والعشرون

#بحرالعشق_المالح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور يومين

بالاسكندريه

بعد الظهر بـ فيلا زهران بغرفة المكتب رغم فكره المشغول على صابرين لكن تعمد تجاهلها وتركها بالمشفى وترك البلده وتحجج ببعض الأعمال لديه بالأسكندريه، نفث دخان تلك السيجاره التى بيده، يُهمك نفسه بالعمل حتى لا يُفكر فيها، لكن غصبًا يشعر بتآكل فى قلبه،

فى نفس اللحظه صدح رنين هاتفه، ترك ذالك الحاسوب الذى أمامه، ونظر لـ شاشة هاتفه يرى هوية المُتصل، للحظه فكر فى عدم الرد… لكن ربما غلبه قلبهُ وأراد الإطمئنان على صابرين، وضع الهاتف على أذنه، يستمع حديث الآخرى.


عواد أنا فى المستشفى عند صابرين الدكتور قال الحمدلله صحتها إتحسنت وهيكتب لها خروج النهارده.

زفر عواد دخان سيجارته قائلاً:

تمام.

تعجبت تحيه من هدوء عواد،عكس ما رأته ليلة من لهفة يوم إجهاض صابرين كان يبدوا مثل الشريد،وفجأه باليوم التالى ترك المشفى والبلده بحجة أنه لديه بعض الأعمال وجب عليه تنفيذها بنفسه وسافر الى الأسكندريه.

حاولت تحيه اللعب على وتر عواد قائله:

شهيره كانت لمحت إنها تاخد صابرين عندها فى بيتها تهتم بها لحد ما تتحسن صحتها أكتر.

رد عواد بسرعه وأمر:

لأ صابرين ترجع بيت زهران.

راوغت تحيه عواد قائله:وفيها أيه لما مامتها تاخدها عندها،صابرين لسه محتاجه رعايه ودى مامتها.

رد عواد بحزم:

لأ أنا قولت ترجع بيت زهران وإن كانت عاوزه تراعها تراعها فى بيت زهران،الجناح يعتبر مفصول عن البيت.


تبسمت تحيه قائله: إنت لسه هتفضل عندك فى إسكندريه.

رد عواد: أيوه عندى مشاغل لازم تخلص كمان رائف راجع على آخر الأسبوع.

إنتفضت تحيه قائله: وهتفضل عندك لآخر ألاسبوع،وصابرين، اللى سمعته ان فاديه كانت هترجع شغلها فى اسكندريه الأسبوع ده بس أجلته أسبوع عشان تعب صابرين.

رد عواد:عادى مامتها تقعد معاها عندنا فى البيت مُعززه مكرمه،ماما أنا عندى شغل كتير وزى ما قولت صابرين ترجع على بيتها بيت زهران،سلام.


أغلق عواد الهاتف ثم القاه أمامه على المكتب وزفر دخان تلك السيجاره بغضب جم

لائمًا ذالك الشعور الذى يختلج بقلبه، لكن الآن عليه أن يُنفى قلبه ويعود للتفكير بعقله الذى يبدوا أنه أخطأ وبلا وعى إنجرف مع تلك الموجه لكن لم يفت الوقت مازالت الأمواج هادئه وهو قريب من الشط

لكن هل من نجاه من تلك الدوامه التى تسحبه.

…… ــــــــــــــــــ

بالمشفى

سهمت تحيه تشعر بإنشراح فى قلبها عواد بحديثه خصها بـكلمة “ماما”،تلك الكلمه التى هزت قلبها فمنذ سنوات لم تسمعها منه

تدمعت عينيها لكن لاحظت نظر البعض لها كما أنها لابد أن تدخل الى غرفة صابرين…ببسمه خفيفه ذهبت الى


الغرفة الموجود بها صابرين والتى كان معها شهيره وفاديه وكذالك الطبيب كى يفحصها

دون الطبيب بعض الأدويه بورقه وأعطاها لـ شهيره، ثم وقف يقول لهن بعض النصائح وحذر قائلاً:

أنا سبق وقولت لـ زوج المدام إن مش لازم يحصل حمل عالأقل قبل تلات شهور، ومره تانيه حمدلله عالسلامه يا مدام.

غادر الطبيب وتركهن،فى ذالك الأثناء كانت دخلت عليهن

تحيه تقول: الحمد لله

الدكتور طمنا على صابرين، السواق منتظرنا بره… خلونا نرجع للبيت.

ردت شهيره بسؤال:

بيت مين؟

ردت تحيه: بيت صابرين طبعاً، بيت زهران.

كادت شهيره ان تتحدث لكن قاطعتها فاديه وهى تضع معطف على كتفى صابرين:

طبعاً يا طنط بيت زهران صابرين واحده من عيلة زهران.

تبسمت لها تحيه بقبول، بينما نظرت لها شهيره كانت تود أخذ صابرين معها لبيت سالم

لكن إمتثلت لهن… حتى صابرين نفسها بداخلها لم تكُن تريد العوده الى منزل زهران، وتود الذهاب الى بيت أبيها لكن هل سيُرحب بها وقتها، لا داعى لخيبة أمل أخرى، إستسلمت كعادتها للطريق السهل أو الذى أصبح الأصعب بالنسبه لها.


… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل زهران

تحت إحدى المظلات الموجوده بالحديقه

كانت تجلس أحلام ترتشف كوبً من الشاي الأخضر، تتنفس نسمة هواء الربيع تشعر بإنشراح فى قلبها منذ أكثر يومين وصلت لهدفها وأجهضت صابرين

تذكرت حديثها مع الخادمه بعد أن أخذ عواد صابرين الى المشفى.

[فلاشـــــــ، باك]

إرتعبت الخادمه بعد ان رأت عواد يحمل صابرين التى تنزف بين يديه يهرول بها الى السياره وخلفه تحيه وفاديه، وقفت ترتعش

الى أن راتها أحلام، ذهبت اليها قائله: مالك واقفه ترتعشى كده ليه، تعالى ورايا لاوضتى بسرعه.

ذهبت الخادمه خلف أحلام الى غرفتها

أخرجت أحلام مبلغ مالى كبير ومدت يدها به قائله:

خدى هاتى ليك حتيتين صيغه وبلاش رعشتك دى ،وأطلعى نضفى الجناح بتاع عواد…يلا وبلاش خرعتك دى لحد ياخد باله.

أخذت الخادمه المال ووضعته بجيبها، ثم خرجت من الغرفه، صعدت مباشرةً الى جناح عواد، شعرت برجفه قليلاً، لكن سرعان ما تمالكت نفسها ودخلت الى غرفة النوم شعرت بهزه فى جسدها وهى ترى دماء صابرين على الارض،شعرت بالندم،لكن ليس بيدها شئ هى خادمة للقمة عيشها هكذا نيمت ضميرها،ثم نظفت الغرفه ودخلت الى الحمام كى تأخذ الملابس الغير نظيفه كذالك سلة المهملات التى سقط منها بعض من المحتويات بأرضية الحمام جمعت تلك المختويات ،وبسبب إستعجالها لم ترى ذالك الاختبار.


أما أحلام فإضجعت على إحدى المقاعد تبسمت وهى تتذكر إرتعاش تلك الخادمه لكن حين أعطتها المال زالت عنها الرعشه،يظل مفعول المال دائمًا الأقوى كى تشتري به الضمائر،كذالك شعرت بإرتياح وإنشراح وهى تتذكر وجه تحيه الحزين أثناء حمل عواد لـ صابرين،كذالك وجه عواد الذى كان يبدوا عليه الفزع بوضوح.

[عوده]

أخذت أحلام ترتشف باقى كوب الشاى بلتذُذ وهى تنتظر عودة تحيه ومعها صابرين من المشفى،وهنالك خبر جيد لها،أن إحدى زوجتي ابنائها اليوم علمت بحملها،وحين تعلم تحيه بذالك ستزداد حسرة إجهاض زوجة إبنها فى قلبها.

.. ــــــــــــــــــــــــ

بعد وقت

دخلن فاديه وتحيه تسندان صابرين

صعدن مباشرةً الى الجناح

سبقتهن الخادمه وفتحت باب الجناح لهن دخلن ثلاثتهن واغلقت الخادمه خلفهن الباب بينما قالت تحيه:

لازم ترتاحى زى ما قال الدكتور.

كذالك قالت فاديه لم تعترض على طلبهن صابرين رغم أنها تشعر ببعض الآلم النفسى ربما بسبب عودتها لنفس المكان التى فقدت به جنينها بعد أن قررت الإحتفاظ به.

……….ــــــــــــــــــــــــــــــــ


بمنزل سالم التهامى

عاتب سالم شهيره قائلاً:

ليه مجبتيش صابرين على هنا بعد ما خرجت من المستشفى.

ردت شهيره:والله كنت هعمل كده بس الست تحيه قالت إن ده بيت جوز صابرين وهو الأولى بيها ولسه هعترض فاديه طبقت على كلامها،حتى أنا سيبتهم وجيت على هنا عشان أحضرلك الغدا كمان أنا سويت أكل لـ صابرين الدكتور قال لازمها تغذيه

صحيح هناك عندهم آكل،بس برضوا فاديه قاعده معاها ومش عاوزها تحتك بـ سحر،وتحرق دمها بكلمتين فارغين.

تهكم سالم قائلاً:

مكنش لازم توافقى إنها ترجع على بيت زهران،قال بيت جوزها قال،فين جوزها ده،واحد مراته نزفت وأجهضت وهو تانى يوم ولا على باله وخد نفسه وسافر وأهو فات يومين ومرجعش عشان يطمن على مراته عارفه لو كنتِ جبتى صابرين لـ هنا كان مستحيل أرجعها له تانى،عندي شعور شبه يقين إن إجهاض صابرين ده متعمد،بس لما سألت الدكتور قالى أنه قال لـ عواد على تفصيل اللى حصل وأدى للإجهاض ومدنيش دليل،متأكد عواد حذر عليه.

نظرت له شهيره بدهشه قائله:

قصدك أيه،يعنى ممكن عواد هو اللى إتسبب فى إجهاض صابرين،لأ إنت غلطان،فاديه قالتلى إن عواد كان جاى من بره وإتفاجئ بنزيف صابرين وهو اللى شالها من عالارض وجرى بها عالمستشفى.


رد سالم: لو ناسيه عواد سبق وزور تقرير العذريه… وخلى مصطفى زى المجنون وقتها، كانت غلطه منى لما سيبت القرار لـ صابرين إنها تاخد حقها من عواد بنفسها، وأهو أول شئ أجهضت وأحنا منعرفش السبب.


ردت شهيره: بلاش تفكيرك ده يا سالم، عادى الأجهاض بيحصل على أقل الاسباب، وفاديه حصلها كده كذه مره بدون سبب، بلاش تكبر القصه ويمكن عواد صحيح عنده مشاغل وتحيه كانت معانا طول الوقت كنت برجع انا وهى سوا من المستشفى مسافة الليل وفاديه تبات معاها حتى كانت ندبت نفسها تبات بس فاديه قالت لها بذوق أنها أكتر واحده بتفهم صابرين وهتعرف راحتها.

زفر سالم نفسهُ قائلاً: انا برضوا مصمم على قولى صابرين أجهضت بسبب وعواد عارف بكده.

….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليلاً

تنهدت صابرين بآهه خافته،سمعتها فاديه التى تنام جوارها بها فصحوت سريعًا وأشعلت ضوء الغرفه ونظرت لـ صابرين قائله:

مالك يا صابرين حاسه بوجع.

هزت صابرين راسها بـ لا ثم قالت: ايه اللى خضك كده أنا بس كنت بتقلب.

تنهدت فاديه بإرتياح…تبسمت لها صابرين قائله بإستهزاء:

حتى لو بتآلم عادى مش جديده عليا.


شعرت فاديه بآسى قائله:صابرين أكدلى مش إنت اللى أجهضتى نفسك.

نظرت صابرين لها بذهول قائله:

معنى كلامك إنك شاكه انى انا اللى أجهضت نفسى.

ردت فاديه سريعاً:لأ يا صابرين انا متأكده إنك عمرك ما تعملى حاجه تغضب ربنا،يمكن المفاجأة خلتك شويه عندك إرتباك وتوتر بس لما كلمتينى وقولتى لى إنك هتقولى لـ عواد عالحمل وحسب رد فعله هتقررى تكملى معاه أو لأ،وبعدها باقل من ساعه تتصلى عليا وتقوليلى إلحقينى انا بنزف،يبقى حصل حاجه هى اللى خلتك نزفتى بالشكل الفظيع ده،وكمان عواد دخل للبيت بعد وصولى بعد اتصالك يعنى مستبعد يكون هو السبب، أيه اللى حصلك بالظبط فى الوقت ده.

تدمعت عين صابرين قائله:

معرفش أنا فجأه حسيت بإنفجار فى بطنى وبعدهت نزفت بشكل رهيب حتى مكنتش قادره أصرخ يمكن حد من البيت كان سمعنى ويمكن مكنتش خسرت الجنين، كنت قريبه من السرير واتصلت عليكِ وبعدها محستش غير…..

توقفت صابرين عن استكمال حديثها،

تعجبت فاديه قائله:

محستيش غير أيه… وقفتى كلامك ليه.

تذكرت صابرين عواد حين كاد يخنقها بالمشفى وهمسه بوعيد لها،هى شعرت به رغم أنه ظن أنها مازالت تحت تآثير الأدويه،لكن هى شعرت به وبيده حول رقبتها لم تفهم لما فعل ذالك حتى أنها علمت بعد ذالك بسفره وتركه لها بالمشفى دون إهتمام منه كآنها لا تعنيه بشئ شعرت بنخر فى قلبها.


إبتلعت غصه بقلبها وقالت:

محستش غير لما دخلتى عليا الأوضه تانى يوم المسا…أنا مش عارفه ايه اللى حصلى فجأه كده تفتكرى إن ده ممكن يكون زى اللى كان بيحصلك فجأه بتجهضى.

تآلمت فاديه:معتقدش ده السبب يا صابرين،بس كل شئ قدر،ويمكن خير، ربنا له شئون و مكنش مكتوب للجنين ده يكمل.


شعرت صابرين ببعض الراحه النفسيه، لكن لعقت شفتاها تشعر بجفاف فى حلقها وقالت:

أنا عطشانه أوى .

نظرت فاديه الى الكمود وجدت ذالك الدورق أمسكته وسكبت ما به من مياه فى كوب صغير وقالت:

الدورق مفيش فيه غير حبة الميه الصغيرين دول ،أنت بتشربي ميه كتير،خدى أشربيهم.

أمائت لها صابرين واخذت ذالك الكوب وارتشفت المياه منه ثم أعطته لـ فاديه التى تبسمت لها قائله:

هنزل تحت أجيب ميه ،يارب الاقى حد من الخادمات صاحى.

امائت صابرين لها بصمت.

نزلت فاديه الى أسفل المنزل، وقفت تشعر برهبه قليلاً كذالك توهه فهى مرات قليله التى آتت بها لهنا

لكن لاحظت أول مره دخلت الى هنا حين سألت إحدى الخادمات عن الحمام، كانت تأتى من احد الاتجاهات ذهبت الى ذالك الإتجاه بالفعل عثرت على المطبخ توجهت نحو الثلاجه وأخذت أكثر من زجاجة مياه ووضعتهم على طاوله بالمطبخ ثم أغلقت الثلاجه وأدارت وجهها تحمل زجاجات المياه


بينما قبل دقائق،بغرفة مكتب فاروق كان ساهر يحاول السيطره على مشاعرهُ الثائره وهو يتذكر أن فاديه هنا بالمنزل

لاول مره يبيت الأثنان تحت سقف منزل واحد ، حقًا كلُ منهم بغرفه لكن يجمعهم منزل واحد،شعور قوى يختلج بقلبه يود أن يكون ما حدث سابقًا كان حلم وان الفرصه لم تنتهى وأنهما نصيب بعضهما، لكن هى الحقيقه المره التى يعيشها فاديه معه بنفس المنزل لكن بعيده عنه ولا يقدر الذهاب إليها…

نهض من على مكتبه يشعر بصداع حاد برأسه شعر بحاجته لكوب من القهوه علها تُزيل ذالك الصداع والوقت تأخر إنها بعد الثانيه عشر،وبالتأكيد الخادمات إنتهت خدمتهم، ولا يود الآن رؤية سحر…

خرج من الغرفه،وتوجه نحو المطبخ تنهد براحه حين رأى نور المطبخ شاعل،دخل مباشرةً،لكن

تصادم مع فاديه التى كادت تخرج من المطبخ، والتى إنخضت ووقع منها زجاجات المياه على الأرض.

توقف الزمان بالأثنين،نظرات العيون كانت كافيه بالبوح عنهم

عين فاديه تتلفت حولها آخر شئ تريد ان تراه هو فاروق.

عين فاروق تشتعل بنظرات هيام وغرام مازال يسكن فى الفؤاد.

إنتبهت فاديه لوقفتهم خشيت أن يرى احدًا وقفتهم ويفسرها خطأ يكفيها آلمها على حال صابرين…

إنحنت وأخذت زجاجات المياه وكادت تغادر المطبخ


لكن فاروق جذبها من يدها واوقفها وأقترب منها ينظر لعيناها،التى كانت نظرتهما بالماضى تعطيه الامل والتفاؤل،اليوم يراها عين حزينه رغم ذالك مازالت محتفظه بلمعتها الصافيه،

ضجرت فاديه من مسكة يد قاروق لها وقالت:

فاروق إبعد إيدك عنى،وسيبنى أطلع لـ صابرين.

نظر فاروق لها قائلاً:

ليه يا فاديه؟

تعجبت فاديه قائله:

ليه أيه،إبعد إيدك عنى وضعنا غلط يا فاروق.

رد فاروق: ليه يا فاديه باقيه على وفيق بعد ما أتجوز عليكِ واحده تانيه.

تهكمت فاديه قائله:

ومين اللى قالك انى باقيه عليه انا خلاص وفيق بالنسبه لى إنتهى،ودلوقتي كل اللى بفكر فيه مستقلبى وبس،وطلاقى من وفيق مسألة وقت وهو بنفسه اللى هينهيه.

رد فاروق:

وفيق مش هينهى جوازكم الا لو إتنازلتى عن له حقوقك الشرعيه،إتنازلى له إنت مش محتاجه منه أى حاجه.

ردت فاديه بعصبيه:انا فعلاً مش محتاجه من وفيق حاجه،بس كمان عارفه طريقة تفكير حماتك المصون مع اول حكم من المحكمه بالنفقه وقايمة العفش هتخاف على الفلوس وتأمره انه يطلقنى عشان النفقه متعدش عليه،رغم إن مبلغ النفقه هيبقى لا يذكر بالنسبه له،بس بالنسبه لها خساره فيا.


بتلك اللحظه صمت الأثنان عيناهم فقط مسلطه على بعضهم،كان الصمت لمصلحتهم حين سمعوا أصوات أرجل تتجه الى المطبخ .

قبل دقيقه

بغرفة سحر تقلبت فى الفراش

مدت يدها لكن وجدت مكان فاروق خالى،إستيقظت وأشعلت ضوء خافت وجذبت هاتفها،للحظه فكرت أن تهاتفه،لكن قالت:

أكيد ممكن تكون جت عليه نومه فى أوضة المكتب زى عادته،ولو رنيت عليه هيطنش يرد ،أما اقوم أنزل له.

ازاحت الغطاء ونزلت من على الفراش آتت بعباءه منزليه وأرتدتها فوق منامتها ووشاح على راسها ونزلت لأسفل

لكن قبل ان تصل الى غرفة المكتب رأت نور ياتى من ناحية المطبخ،، كما انها أعتقدت أنها سمعت همس.. ساقها فضولها لمعرفة من الذى بالمطبخ توجهت نحوه وقبل ان تدخل الى المطبخ توقفت للحظه تتسمع لكن كأن الصوت تلاشى،عزمت أمرها ودخلت الى المطبخ لتتفاجى بوجود فاروق يقف بالمطبخ فقالت له:بتعمل ايه هنا فى المطبخ فى الوقت ده؟

رد فاروق:

كنت حاسس بشوية صداع وكنت هعمل لنفسى فنجان قهوه، بس خلاص مبقاش ليا مزاج،خلينا نطلع أوضتنا ،أنا محتاج ارتاح.

رغم تعجب سحر من مسك فاروق يدها وجذبها للسير معه بهذا الهدوء لكن تبسمت له حين خرجا معًا من المطبخ ،لكن قالت:


ليه مطفتش نور المطبخ.

ترك فاروق يد سحر وقال:نسيت هطفيه اهو.

بتردد أطفئ فاروق نور المطبخ وعاد للسير مع سحر يبتعدان عن المطبخ

فى نفس الوقت إلتقطت فاديه أنفاسها التى كانت تكتمها،خشية أن تراها سحر وتفتعل كذبه وتلفيق منها.

أخذت زجاجتي المياه وغادرت سريعًا تعود الى جناح صابرين،أغلقت خلفها باب الجناح تستنشق الهواء بتسارع،دمعه فرت من عينيها ليس من أحد ولا على أحد بل على حالها كيف إرتعبت من رؤية سحر لها بالمطبخ مع فاروق.

تذكرت قبل لحظات

حين شعرا بأصوات اقدام تقترب من المطبخ

نفضت فاديه يدهُ عنها بقوه

ثم كادت تخرج من المطبخ،لكن رات ظل يقترب سرعان ما وضح صاخبة الظل،إنها سحر،لا تود سماع تنمُرها عليها الآن

كذالك ربما تفتعل كذبه حين كاد فاروق يخرج هو الآخر من المطبخ

لكن جذبت فاديه يدهُ وعادت للمطبخ هامسه له برجاء:

أرجوك يا فاروق سحر لو شافتنى أنا وانت هنا مش هسلم من سم كلامها.

نظر فاروق لعين فاديه للحظه قرر عدم سماع حديثها وليحدث ما يحدث بعدها لكن عاودت إبتعدت فاديه عنه وتوجهت الى خلف الثلاجه وتوارت خلفها تشعر برعشه فى جسدها…


مما جعل فاروق يشفق على حالها حتى انه خرج دون إطفاء النور،لكن بسبب سحر اطفئه…شعرت برهبه قويه لكن أفضل مما كان سيحدث لو راتها سحر كانت تشفت بها،دمعه سالت على وجنتيها سرعان ما جففتها بيدها وحسمت امرها لا للضعف مره أخرى .

دخلت الى غرفه النوم تنهدت براحه حين رات صابرين تغط فى النوم…وضعت زجاجتى المياه على الطاوله…شعرت بالآسى على حالها هى وأختها الأثنين ذاقا من الرجال الأسوء.

…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ فيلا زهران بالاسكندريه

سهد عواد النوم،يشعل سيجاره من أخرى وهو يتذكر حديث والداته اليوم له عن خروج صابرين من المشفى،وأيضًا إتصالها عليه قبل قليل حين اخبرته أن فاديه هى من ستظل مع صابرين

أشعل سيجاره من أخرى ثم أطفى عُقبها فى المنفضه الذى يضعها فوق ساقه وهو ممدد على الفراش،يلوم ذاته حين فكر فى بدايه جديده بشكل آخر مع اكثر هدوءً مع صابرين

تذكر قبل عودته للمنزل يوم إجهاض صابرين

[فلاشـــــــــــــ،باك]

بعد أن ارسل لـ صابرين رساله تهديد مرحه منه

وضع الهاتف على اذنه يسمع رنين الهاتف لكن لارد أيضًا، تبسم ونهض من على مكتبه ضاحكًا وحسم امره بالعوده للمنزل قائلاً:

بتتجاهلى رسايلى ومكلماتى يا صابرين وماله إنت هتشوفى هعمل فيكِ أيه.


لكن قبل خروجه من المكتب وجد فاروق يدخل عليه مُتهجم الوجه،قائلاً:

إنت كنت خارج ولا أيه.

رد عواد:أيوه راجع للبيت.. خير يا عمى.

رد فاروق:مش غريبه إنت متعود مترجعش البيت غير المسا،أيه اللى أتغير.

رد عواد:مفيش حاجه اتغيرت بس معنديش شغل هنا.

تنهد فاروق بسأم

تحدث عواد قائلاً:اقعد ياعمى خلينا نتكلم كلمتين مع بعض بصراحه،

بصراحه أنا زهقت ومليت من مرواحك للكباريه،متهيألي أنك بتضيع نفسك فى طريق نهايته سيئه،معتقدش السُكر هينسيك فاديه.

نظر فاروق لـ عواد مصدوم يقول بارتباك:

قصدك ايه،مش فاهم…..

قاطعه عواد قائلاً:

لأ فاهمنى يا عمى،إنت آخر مره لما رجعت معايا سكران للڤيلا،إنت غلطت فى الكلام بعد ما شوفت صابرين وبعدها أنا مشيتها عشان متسمعش هلفطك فى الملام، لكن إنت ناديتها بـ فاديه وقولت لها متسبينيش يا فاديه أنا بحبك ومنستكيش لحظه…

أنا معرفش قصتك أيه مع فاديه وحمدت ربنا إن صابرين كانت مشيت ومسمعتكش،فوق يا عمى،فاديه حتى لو اطلقت من وفيق مش هتفكر فيك،كفايه بقى إنت بضيع نفسك عشان وهم بترسمه فى دماغك.

إنتفض فاروق واقفًا يقول:


وإنت بضيع عمرك فى أيه،أوعى تكون مش ملاحظ أفعالك الأخيره مع صابرين،إنت كمان غرقت فى بحر العشق زيي زمان،بس فى فرق بينا إنت نولت اللى قلبك رايدها،أنا كنت جبان ومتخاذل وغرقت لوحدى وبإرادتى.

قال فاروق هذا وخرج من المكتب يصفع الباب خلفه بقوه.

نهض عواد هو الآخر،فى البدايه تهكم على مواجهة فاروق له انه غرق بعشق صابرين،لكن برر ذالك بأنها رد مبالغ من فاروق كى يتهرب منه،هو فقط اراد حياه جديده مع صابرين،هو أحب منها تلك المشاغبات التى تفعلها معه أعطت لحياته روح جديده،روح مرحه حين تُعانده وتفتعل المناوشات بينهم،هذا كل ما يشعر به وسهل الاستغناء عن ذالك وقتما يريد،لكن الحقيقه كانت عكس ذالك حين عاد من أجلها الى المنزل ليشعر بإنخلاع قلبه عند رؤيته لها غارقه بدمائها

[عوده]

سحق عقب السيجاره بالمنفضه، ونهض من على الفراش، يشعر بآلم مكان تلك الرصاصه التى عاد يشعر بآلمها الآن بظهره آلم يُشبه آلم الماضى الذى لوقت تنساه وفكر ببدايه جديده وهادئه مع صابرين، لكن يبدوا ان هذا الآلم لن يندمل أبدًا.

…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أسبوع

بمنزل الشردى

صباحً


كان يوم ربيعى

دعت ماجده سحر لـ تناول الفطور معها هى واخيها وناهد بـ حديقة المنزل

جلسوا على طاولة الفطور

تحدثت سحر:

كويس يا ماما إنك إتصلتى عليا وقولتيلى تعالى نفطر سوا، بصراحه رحمتينى من وداع صابرين.

ردت ناهد: وهتودعى صابرين ليه؟

ردت سحر: هترجع إسكندريه، خلاص صحتها اتحسنت وهرتاح من دلع تحيه ليها تقولى محسسانى انها بنتها،لأ ومتأثره اوى وصعبان عليها صابرين،والله كنت عاوزه اقولها بلاش تدلعيها كده لا فى الاخر تعمل زى فاديه وتسيبلك البيت وتمشى… ماما كانت بطبطب على فاديه كده بعد كل مره كانت بتجهض فيها، يظهر أن حكاية الإجهاض دى عندهم وراثه، سمعت مره احلام بتقول ان ساميه قالتلها إن أمهم كانت بتجهض غير كانت بتغيب على ما بتخلف، يعنى بين صابرين وفاديه سبع سنين، وصابرين واخوهم الصغير كمان باين سته… لأ ومين اللى كانت قاعده بصابرين الاربعه وعشرين ساعه، فاديه، والله كنت عاوزه اقولها عمرك ما اهتميتى بـ ماما كده، يلا ربنا يبعدهم عننا.

ردت ناهد:فعلاً ده يبقى وراثه بقى،ربنا يسهل.

نظرت ماجده لـ وفيق قائله:عندى إحساس إن ربنا هيعوض صبرنا خير ويرد لينا حقنا وقريب اوى

ناهد هتقول لينا البشرى السعيده.


نظرت ناهد لـ وفيق الذى بالكاد شق شفاها

ببسمه

وبداخلها تهكمت عليه تشعر بحسره فهو منذ تلك الليله عاد للنوم بغرفة فاديه،حتى حين حاولت إقتحام الغرفه وجدتها مغلقه بالمفتاح عليه من الداخل.

بينما نهض وفيق قائلاً:

عندى شغل فى المصنع هتأخر بلاش تستنونى عالعشا،سلام.

قال وفيق هذا وذهب نحو والداته وانحنى يقبل راسها ثم غادر بخطى سريعه… يسمع دعاء ماجده له انه سينال الرضا قريبًا.

قبل ان يصعد للسياره اخرج هاتفه من جببه وقام بإتصال سرعان ما رد عليه الاخ، فقال له بإستخبار :

خير قولى أيه آخر اخبار قضية الطاعه؟

رد المحامى:القضيه ماشيه تمام،كتبنا عنوان تانى للمدام والأخطارات هتوصل عليه بكدن نضمن ان ميكونش عندها خبر وعدم حضور محاميها يقوى موقغنا ونحصل على الحكم من اول جلسه.

……..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالأ سكندريه…

أمام جامعة غيداء

رات من بعيد ذالك الواقف على دارجته الناريه، يبدوا انه ينتظرها، لكن تجاهلته. وسارت مع زميلاتها نحو سيارتها

لكن هو تضايق من ذالك


وهمس لنفسه بسأم:

زهقت من إنى أدادى وأدلع، كل شويه تعمل مقموصه واجرى انا وراها،ارسل رساله من هاتفه عليها،لكن لم تهتم بها مثل الايام السابقه تتجاهل رسائله عن قصد منها،يبدوا انه كلما اقترب من هدفه يعود مره أخرى لنقطة البدايه،لكن اليوم سيتقدم بخطوه بعدها لن يعود مره أخرى للبدايه

حسم أمره وذهب اليها ووقف امام سيارتها قائلاً:

غيداء ممكن نتكلم لدقيقتين.

كادت غيداء تتجاهله وتصعد الى السياره،لكن

كلمه قالها جعل جسدها يتيبس وتقف مكانها بذهول…

غيداء أنا بحبك.

كلمه اعتقد انه يقولها خداع لكن قلبه هو من نطقها.

……ــــــــــــــــــــــ

دخلت صابرين الى الڤيلا

لم تكن تتوقع ان يكون عواد فى أستقبالها، لكن إندهشت وجوده بالفيلا

لكن وقفت مصدومه حين سمعت ردهُ على سؤال فوزيه:

مين البنت الجميله اللى إنت شايلها دى يا عواد.

رد عواد وهو ينظر الى صابرين يترقب رد فعلها قائلاً:

“ميلا بنتى”.

…… ــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع…


رواية بحر العشق المالح الحلقة الخامسة والعشرون

#الموجه_الخامسه_والعشرون

#بحرالعشق_المالح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

بمنزل الشردى

كانت تسير ناهد بغرفتها تشعر بغيظ فـ ككل ليله وفيق ذهب لغرفة فاديه

لسوء حظها صدح رنين هاتفها قامت بالرد بغنج ودلال يحث الآخر على إشتهاء المزيد من معسول الدلال ….

لكن الآخر لم يدخل إليه خداعها الذى وقع بفخه سابقًا وتزوجها وفاق من ذالك السحر حين سمع معسول كلامها تقوله لغيرهُ، الآن تفعل ذالك معه متزوجه من غيره وتحاول إشغال عقلهُ بها…

لكن هو لن يرضى أن يكون سبب فى خداع غيره بنفس الخداع الذى عاشهُ معها، وقاطعها قبل إسترسال غنجها ودلالها المزيف قائلاً بنُصح:

ناهد بلاش تعيدى الكَره مره تانيه مع غيرى،أنا مستحيل اكون خسيس وأشاركك فى خدعه سبق عشتها معاكِ، إحنا خلاص اللى كان بينا إنتهى، حتى ولادك إنتِ إتخليتى عنهم بإرتدتك وجريتى وراء وفيق وهدمتى حياته مع مراته اللى متأكد أنه هيجى يوم ويندم زيي أنه فى يوم آمنك على شرفهُ وبيته.


قال هذا واغلق الهاتف بوجهها، تعصبت ناهد وعاودت الإتصال،لكن لم يرد عليها زفرت نفسها بغضب وسبته بسبه بذيئه

فى نفس الوقت دخل وفيق الى الغرفه دون طرق الباب وسمع سبابها البذئ،شعر بالإشمئزاز منه

ليس هذا فقط بل من محاولة إتصالها مره أخرى

لكن قال:

بتكلمى مين دلوقتي؟

إنخضت ناهد وإستدارت بوجهها تستشف إن كان وفيق سمع حديثها لكن وفيق قال:

ردى بتكلمى مين،ولا أقولك هاتى الموبايل أنا هعرف بتكلمى مين؟

أخذ وفيق الهاتف من يد ناهد قام بالضغط على آخر رقم إتصلت عليه…


إرتعشت ناهد خشية رد طليقها عليه

لكن لحسن حظها لم يرد على الأتصال الى أن إنتهى الرنين.

نظر وفيق الى الاسم قائلاً بشك:بتكلمى طليقك ليه دلوقتي؟

تعلثمت ناهد فى الرد لكن تمكن الدهاء منها حين رسمت التآثر الدموع الخادعه:

كنت عاوزه أطمن على ولادى واهو إنت شوفت بنفسك أنه مردش عليا،أنا خلاص مبقتش قادره أتحمل أنا أم يا وفيق انا مكنش لازم اسمع كلام ماما وأتجوز،أهو بسبب جوازى منك فارقت ولادى…


توجهت ناهد وجلست على الفراش تكمل وصلة الخداع ببكاء مصطنع:

أنا لما اطلقت قولت هندب حياتى لولادى وأعيش لهم، لكن لما إنت إتقدمتلى ماما قالتلى عمتك محتاجه اللى يراعاها وياخد باله منها هى مريضة قلب غير كمان عندها السكر وحكتلى على عدم اهتمام فاديه بيها وإن سحر مشغوله بجوزها وولادها ومش معقول هتسيب بيتها وتفضل جنب عمتى طول الوقت، وفضلت تضغط عليا، وأنا عمتى غاليه عندى من صُغرى ووافقت أتجوزك، حتى على ضُره عشان أرعاها بس قصاد الخير اللى عملته أهو انا أتحرمت من ولادى،ويا عالم هجيب غيرهم ولا،لأ وانت كل ليله بتبات بعيد عنى فى اوضة لوحدك.

كانت تبكى بقهر بتمثيل جيد منها جعل وفيق يهتز قليلاً،جلس لجوارها على الفراش ووضع يدهُ فوق يدها،رفعت ناهد وجهها تنظر لـ وفيق نظرة صعبانيه منها،بينما بداخلها تشعر بنشوه هى اثارت عطف وفيق وتأكدت من ذالك حين حضنها،


شعرت بظفر

وقامت بلف يديها حول جسدهُ وداعبت عُنقه بأنفاسها المضطربه ومارست الأغواء عليه قامت بتقبيل عُنقه وداعبت يديها التى سللتها من أسفل قميصهُ على صدره تستثيرهُ بحركات إغراء تضرب رجولته جعلته يمتثل لها حتى لو كان مُغيب العقل ويتخيلها أخرى يهواها قلبه لكن لا يهم المهم أنها وصلت لمآربها وحصلت عليه الليله…

بعد وقت تسطح وفيق على الفراش ينهت إقتربت منه ناهد ووضعت راسها على صدره تشعر بإنتشاء…


بينما هو كان شاردًا بأخرى يتذكر اليوم بالصدفه علم أنها تركت البلده وذهبت الى الاسكندريه تعود لعملها

كـ مدرسه إذن قد أعادت رسم حياتها من دونه

لكن لا لن تحصل على ذالك.

……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالاسكندريه

بشقة فادى

تبسم على رد غيداء على رسائله التى أصبحت أكثر غرامًا بعد إعترافه لها بالحب

حين قال لها:

وحشتينى.

تبسسمت بتنهيدة خجل قائله:

بالسرعه دى إحنا يا دوب سايبين بعض مبقلناش تلات ساعات،أنا بقول بلاش مبالغه.

ضحك فادى

بينما غيداء تذكرت قوله


[فلاش/باك] :

انا بحبك يا غيداء

لا تنكر وقتها شعرت كأنها

تسمرت مكانها وإزداد ذالك حين كرر فادى الكلمه مره أخرى بتأكيد أنا بحبك يا غيداء.

إصطبغ وجه غيداء ونظرت له بحياء مذهوله، سرعان ما أخفضت وجهها أرضًا.

تبسم فادى بداخله يشعر بنشوة إنتصار.

خجلت غيداء، وأقتربت من السياره وقالت للـ السائق :

روح إنت أنا لسه عندى محاضره تانيه وهتاخد وقت.

أماء لها السائق راسه بإحترام وغادر

بينما تبسم فادى حين قالت غيداء:

ممكن تاخدنى فى رحله صغيره عالموتوسيكل بتاعك،يا بشمهندس.

تبسم فادى بسعة رحب قائلاً:

أكيد يا حبيبتي.

شعرت غيداء كآن كلمة حبيبتى أخترقت قلبها لا أذنها،ركبت خلفه الدراجه الناريه،تشعر بحريه،كذالك فادى الذى يحاول نفض ذالك الإحساس عن رأسهُ ويتذكر فقط ان ذالك ليس سوا شرط للفوز باللعبه عليه ان يدعى الهزيمه،او بالاصح الوقوع فى الحب.

ظلوا يتجولون ويمرحون بين الاماكن بتلك الدراجه يشعران بخفقات جديده تنبُض بداخلهم

كل منهم تناسى أى شئ بسبب ذالك الهواء الربيعى الذى يضرب جسدهم من كل إتجاه يُنعش أرواحهم، يُشعرهم بصفو الذهن مع كل لفحة هواء الى أن أتى المساء، توقف فادى امام أحد محلات بيع الزهور وترجل من الدراجه، وترك غيداء ودخل الى ذالك المحل لم يغيب كثيرًا وخرج وبيده زهرة الاوركيد

أفضل الهدايا لأحبائكم


فى البدايه تعحبت غيداء من ترك فادى لها دون قول سبب لكن حين مد يده لها بالزهره تبسمت وهى تأخذ منه الزهره تستنشق عبيرها بنشوه…

ثم صعدت الى الدراجه الناريه مره أخرى خلف فادى

لم يرى الإثنان تلك التى خرجت من محل الزهور وراتهما وعرفتهما بوضوح

ليدخل لقلبها هاجس تتمنى ان يكون خاطئ،وعليها الاستعلام من فادى قريبًا عن سبب ذالك التقارب الواضح بينهم،تخشى أن يحدث مثلما حدث بالماضى.


أغلقت غيداء الهاتف ووضعته جوارها على الفراش تضم الزهره على صدرها تنتعش روحها لتذهب لغفوه سعيده وهى ترى تظن انها بعالم وردي.

كذالك فادى الذى سرعان ما نهر ذالك الشعور بداخله غيداء هدف إقترب من الوصول إليه لا أكثر من ذالك ليذهب ضميره الى غفوه،أو هكذا ظن…لكن صوت ذالك الهاتف أيقظه من تلك الغفوه.

نظر للهاتف بتعجب حين رأى إسم المتصله.

فرد عليها مازحًا:

أزيك يا مرات عمى،أكيد بتتصلي عليا تفكرينى بتمن زهرة الاوركيد.

لم تمزح صبريه معه كالعاده وقالت له:

لأ بتصل عليك عشان أقولك هستناك بكره بعد ما تخلص شغلك فى الشركه تجيلى المشتل مش محل الورد،عاوزاك فى أمر خاص.

تعجب فادى قائلاً بإستفسار:

وأيه هو الامر الخاص ده،مينفعش تقوليلى دلوقتي.


ردت صبريه قائله:

لأ الموضوع مينفعش نتكلم عالموبايل،تصبح على خير.

اغلقت صبريه الهاتف

بينما نظر فادى للهاتف متعجبًا من طريقة حديث صبريه معه…لكن شعور قلبه بالصفو جعله يغفو مرتاح البال.

.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ ڤيلا زهران

بغرفة عواد

جافى النوم عينيها الدامعه جمله واحده تردد بعقلها (ميلا بنتى)

تشعر بتمزق هى مثل الدميه التى يتشاجر عليها إثنين

تعيش نفس الكذبه مره أخرى حين إكتشفت أن مصطفى لديه طفله من إمرأه أخرى تزوجها قبلها…لكن الآن الشعور أسوء بكثير عواد أيضًا لديه طفله من إمرأه أخرى.

شعرت ببروده قويه تغزو جسدها،نامت على أحد جانبيها وتكورت على نفسها تستمد الدفئ.

بينما عواد نائم على ظهرهُ هو الآخر جافى النوم عينيه مُندهش من رد فعل صابرين الغير مُبالى وصمتها الغير متوقع بعد ان سمعت قوله، لم تبالى وتحججت بالاجهاد وصعدت الى هنا،

حتى حين دخل الى الغرفه تعجب حين وجدها نائمه، والآن

شعر برعشتها حين اعطته ظهرها وتكورت على نفسها فى الفراش


إقترب منها نائمًا على جانبهُ وقام بحضن جسدها وسحب يده وضعها فوق يدها التى تضعها أسفل رأسها،إستغرب برودة يدها لكن شعر بسيل دافئ على يدهُ جعله يتعجب،وإبتعد عنها ونهض من على الفراش وأشعل ضوء الغرفه وذهب الى الناحيه الاخرى للفراش ونظر لوجه صابرين كانت مُغمضة العين لكن كانت أهدابها تتحرك بوضوح.

تحدث بآلم:

صابرين إنتِ بتبكي وإنتِ نايمه.

فتحت صابرين عينيها شبه الدمويه وقالت:

لأ أنا مش ببكي مفيش حاجه تستحق أبكي عشانها.

تهكم عواد قائلاً:وبالنسبه للبقعه الظاهره اللى عالمخده تحت رأسك دى أيه…عرق.

نهضت صابرين جالسه على الفراش ونظرت الى تلك البقعه قائله:فعلاً عرق،الجو حر.


تعجب عواد وقال وعيونك الحمره دى أيه سبب إحمرارها… مكنتش متوقع إن اللى حصل مآثر فيكِ…

قاطعته صابرين ونهضت من على الفراش ونظرت لـ عواد بتحدى وضحكت بتهكم مؤلم لها

قائله:

مين اللى قالك إن اللى حصل مآثر عليا سبق وعشت نفس الشئ قبل كده مع مصطفى، يظهر إن الجواز الأول بيبقى ناجح فبتحبوا تجربوا الفشل معايا.

تعجب عواد من قول صابرين ماذا تقصد بقولها هل مصطفى كان متزوج من غيرها قبل أن يستفهم منها عاودت الحديث:


فعلاً البقعه اللى عالمخده دى دموعى،بس دى دموع فرحه عشان إتأكدت إن قرار إجهاض الجنين اللى كان فى بطنى كان أفضل قرار أنا أخدتهُ فى حياتى.

إغتاظ عواد بشده وأطبق يدهُ على عضدي صابرين بقوه يكاد يسحقهم مع ذالك لم تُبدى أى آلم

وعاودت الحديث:

سبق وقولتلك مستحيل أخلف منك.

قاطع عواد حديث صابرين حين ضغط بقوه أكثر على عضديها وهَسهَس بضيق من بين أسنانه قائلاً:

صابرين بلاش إستفزاز أكتر من كده.

لكن صابرين قالت بإستفزاز:

أنا بكرهك يا عواد وكمان بكره مصطفى ولو خيرونى أختار أعيش فى النار ولا أشوف وش واحد منكم أنتم الأتنين… النار بالنسبه لى هتبقى جنه طالما بعيد عنكم.

إزداد غضب عواد وهو يُطبق على عضدي صابرين وقال بتملُك:

أنا اللى هتعيشى معاه فى نار فى الدنيا والآخره.

نظرت له صابرين بإستخفاف

بينما هو كان رد فعله جذبها بقوه لصدرهُ وقام بالإنقضاض على شفتيها بالقُبلات المُتملكه،لكنه تعجب من عدم مقاومة صابرين له،بل بالأسوء حين شعر بإرتخاء جسدها بين يديه ترك شفاها ينظر لوجهها الشاحب للغايه وجسدها البارد بين يديه

شعر بإنخلاع قلبه وهو يراها بكل هذا الضعف…

صابرين أضعف مما كان يتصور.


حمل جسدها بين يديه ووضعها على الفراش ثم ذهب يأتى بزجاجة العطر وضع على يده قليلاً وقربه من أنفها يربت على وجنتها برفق قائلاً: بإستجداء ولهفه :

صابرين فوقى.

بدأت صابرين تعود للوعى تدريجيًا

تنهد عواد براحه حين فتحت عينيها، لكن سرعان ما أغمضت عينيها مره أخرى، عاود عواد تقريب يده من أنفها… نفرت صابرين من رائحة البرفان وإبتعدت برأسها بعيدًا عن يدهُ، وأدارت له ظهرها تنكمش بجسدها بوضع الجنين تضع يديها أسفل رأسها تُغمض عينيها صامته..

شعر عواد بنخر قوى فى قلبه على تلك الحاله التى بها صابرين أمامه،ضعيفه للغايه،بل صوره إنهزاميه ،شعر هو الآخر بإنهزام تلك صوره

لـ صابرين لم يتوقع أو يرد رؤيتها بكل هذا الضعف

جثى على الفراش خلفها ووضع يده على كتفها حاول ضم جسدها بجسده لكن

إبتعدت صابرين بجسدها عنه

بينما شعر عواد بندم يتذكر قبل يومين من إجهاض صابرين

[فلاشــــــــــــ،، باك]

بعد الظهر

بأحد مطاعم الأسماك الشهيره بـ الأسكندريه

بعد نهاية الدوام اليومى لعملها

دخلت صابرين المطعم تبحث بعينيها عن عواد الذى هاتفها قبل قليل يطلب منها الذهاب الى هذا المطعم هو ينتظرها به…


تنهدت حين رأته يجلس على إحدى الطاولات

حتى انه أشار لها بيده

ذهبت الى مكانه

نهض مبتسمً يرحب بها قائلاً: أتأخرتى ليه بقالى أكتر من تلتين ساعه منتظرك، أوعى تقوليلى توهتى عن مكان المطعم

جلست صابرين تنظر حولها ثم نظرت لـ عواد قائله:.

لأ مكان المطعم ده مشهور، بس انا كانت عربيتى تقريبًا هتشطب بنزين فـ وقفت فى بنزينه أفولها

وهو ده اللى آخرنى على ما وصلت، بس غريبه إنك تطلبنى وتقولى منتظرك فى المطعم ده.

ضحك عواد قائلاً بمشاغبه : وغريبه ليه، عيب أما أعزم مراتى حبيبتى عالغدا فى مطعم محترم وبعدين مالك بتتلفتى كده ليه، متخافيش ميهونش عليا أسيبك تغسلى صحون المطعم.

نظرت له صابرين بغيض قائله:قولتلك بطل كلمة مراتى حبيبتى دى،ولأ مش خايفه إنى أغسل الصحون لآنى الحمد لله دايمًا معايا الڤيزا كارد،هو صحيح مبلغ قليل بس ممكن يسد فاتورة المطعم،أنا بس مستغربه،لأنى اللى عرفته ان مش بتحب أكل اللحوم فالبتالى ممكن متكنش بتحب الأسماك كمان.

ضحك عواد قائلاً:لأ بحب الأسماك والمأكولات البحريه…وبما إن العزومه على حسابك فأنا قررت أطلب كل اللى فى نفسى.

تهكمت صابرين ساخطه:

بس مش انا اللى اتصلت عليك ولا حتى جبت سيره انى أعزمك،أقولك إحنا نتعامل نظام إنجليزى،كل واحد يحاسب على طلبهُ.


ضحك عواد قائلاً: وهتطلبى أيه بقى على حسابك سلطه، ولا سردينه.

نظرت صابرين له علمت أنه يتهكم عليها فقالت:

لأ هطلب فسيخ ورنجه.

إمتعض عواد قائلاً: أهو أكتر شئ مش بحب أكله الفسيخ والرنجه معرفش فيهم لذة أيه، عالعموم إطلبى اللى عاوزاه طالما مش أنا اللى هحاسب على طلبك..

قال عواد هذا وأشار الى النادل الذى آتى لهم كى يدون طلبهم.

طلبت صابرين إحدى أنواع السمك ومعه سلطه، بينما قال عواد للنادل:

وأنا هاتى لى طلبى المعتاد.

إنصرف النادل، نظرت صابرين لـ عواد قائله:

واضح إنك زبون قديم للمطعم.

تبسم عواد قائلاً. بخبث:

أنا أهم زبون فى المطعم، ومش بس المطعم ده سلسلة المطاعم اللى بتحمل إسم “جميله”

تهكمت صابرين قائله:

طبعًا عادى، أكيد ممكن بتعمل لقاءات مع بعض العملاء والزباين وده أفضل مكان لإتمام الصفقات الخاصة المشبوهه.

ضحك عواد لها قائلاً بإستفسار:

قصدك أيه، بده أفضل مكان لإتمام الصفقات الخاصه المشبوهه.

ردت صابرين:


يعنى المثل بيقول”اطعم الفُم تستحى العين”

ضحك عواد وكاد يرد لكن آتى النادل فى ذالك الوقت، صمت عواد الى أن وضع النادل الطعام أمامهم ثم إنسحب بهدوء، بدأ يتناولان الطعام وسط مشاغبة عواد لـ صابرين

كما أنها سخرت من بعض المأكولات قائله:

كنت بتتريق عليا عشان قولت فسيخ ورنجه على إعتبار إن السى فود ده أكل كله نى تقريبًا،بس مش غريبه إنك تكون بتكره اللحوم وتحب الأسماك،ما هى تعتبر لحوم برضوا، تندرج تحت اللحوم البيضا.

رد عواد بمشاغبه:

بس انا شايف إنك ماشاء الله مفيش أكل مش بتحبيه، غير ملاحظ فى الفتره الأخيره، نفسك مفتوحه أوى أوى… ده غير حاسس إنك تخنتى وفى حاجات كده….

غمز عواد بعينيه لها، إرتبكت صابرين وسعلت

ضحك عواد ومد يدهُ بكوب الماء لها

اخذته صابرين وأرتشفت بعض القطرات ثم حاولت التحكم فى السعال قائله:

بطل حركاتك دى وقاحه منك، إحنا فى مطعم وفيه زباين محترمه

تبسم عواد قائلاً: لو مكسوفه أطرد الزباين دى ونفضل فى المطعم لوحدنا،حتى ممكن اطرد العمال كمان ونبات هنا.

شعرت صابرين فجأه بغثيان،فنهضت قائله:

واضح إن مزاجك رايق وبتهزر،أنا هروح الحمام.


لم تنتظر صابرين رد عواد وذهبت مسرعه نحو الحمام

ضحك عواد

بينما دخلت صابرين الى الحمام تشعر بضيق من ذالك المختال الابرص وتلميحاته الواضحه كما انه لم يراعى وجودهم بمكان عام

كذالك تضايقت من ذالك الغثيان المفاجئ لما شعرت به الآن

بالكاد إستطاعت تمالك نفسها أمامه

بعد قليل غسلت وجهها وهى تشعر بوهن قليلاً،نظرت لوجهها فى المرأه،وجهها يبدوا عليه الاجهاد،كذالك نظرت لجسدها،شعرت بالفعل أن وزنها إزداد فى بعض الاماكن كما قال عواد

والزياده فى البطن شعرت بإنتفاخها قليلاً،ثم سرعان ما ذمت نفسها قائله:

ايه الغباوه دى كلمتين من عواد هيخلوا عقلك يصدق،بطنك مش منفوخه،حتى لو طلع اللى بتفكرى فيه صحيح،وإنك حامل،مش هيبقى اكتر من شهر يعنى مستحيل يظهر عليا علامات الحمل،عواد كداب و أكيد بيستفزنى.

إنتهت صابرين ومادت تخرج من الحمام كى تعود للطاوله مره أخرى

لكن أثناء خروجها على باب الحمام خطبت فى إحداهن تحمل طفله على يدها…

نظرت لها وكادت تعتذر،لكن تصنمت تنظر لها فى دهشه،


كذالك الاخرى،لكن سرعان ما تجنبت صابرين لها كى تدخل وتغادر هى لكن تحدثت الأخرى لها قائله:.أزيك يا دكتوره صابرين.

ردت صابرين بهدوء:

أنا كويسه الحمد لله عن أذنك.

كادت صابرين ان تغادر لكن تحدثت الأخرى قائله:

انا مبسوطه إن الصدفه جمعتنا مره تانيه،بصراحه كنت عاوزه أشكرك بعد ما اتنازلتى عن ميراثك فى المرحوم مصطفى لـ رينا بنته.

نظرت صابرين الى تلك الطفله التى ببرائتها تبسمت لـ صابرين،لم تشعر إتجاهها باى شعور لا كراهيه ولا موده،ربما لعدم وجود ذنب لها،

وقالت:انا مستحقش الشكر لانى ببساطه مكنش ليا حق،ده تعبك وشقاكِ فى الغربه،بس كان نفسى أسألك سؤال:

ليه قبلتى ان مصطفى يتجوز عليكِ واحده تانيه،وكان بسهوله تعيش معاه من تعبك.

ردت الأخرى:

أنا زى ما قولت يوم اعلام الوراثه،كن بحب مصطفى من واحنا فى الجامعه،بس هو كان رافض الموضوع ده،وقالى إن فى حياته حب تانى،وانا استسلمت والظروف هى اللى حكمت باللى حصل بعد كده.

ردت صابرين:ظروف ايه،إزاى ترضى انه يتجوز عليكِ غير انك تساعديه فى خداعى،ومفكرتوش فيا لما اعرف كان ممكن يبقى رد فعلى إزاى،ولا كنتم ناوين تستغفلونى دايمًا،انا ابقى زوجه هنا وإنتِ زوجه معاه فى الغربه،وطبعًا كان هيبقى ليكِ الحظ الاوفر،لان اجازته مكنتش هتبقى أكتر من شهرين،فالبتالى أنتي اللى هتفوزى بيه معظم الوقت.


شعرت الاخرى بالدونيه وقالت:

بالعكس إنتِ كنتِ صاحبة الحظ الاوفر دائماً فى تفكير مصطفى ،كان بيحلم باليوم اللى يتقفل عليكم باب واحد.

تهكمت صابرين قائله:آه بأمارة صدق عليا كدبه رخيصه وكان عاوز يقتلني،لأ هو فعلاً قتلني.

ردت الأخرى:.بس انا سمعت إنك إتجوزتى من فتره،وبدأتى حياه جديده مع الشخص اللى كان السبب فى وفاة مصطفى.

ردت صابرين:واضح إنك على صله مع عمى أو مرات عمى او يمكن فادى،أنا فعلاً بدأت حياه جديده بس على انقاض الماضى،عن أذنك.

أوقفتها الاخرى قائله:. ممكن نتقابل مره تانيه محتاجه نتكلم مع بعض بهدوء.

ردت صابرين قائله: وماله نتقابل، ممكن تجيبي رقم موبايلك وهتصل عليكِ نتقابل ونتكلم.

أخذت صابرين رقم هاتفها وغادرت وهى تشعر بضيق،لكن قبل تذهب الى مكان جلوس عواد تفاجئت به يقترب منها لكن توقف بمكان قريب ، تبسم لها حين اصبحت امامه قائلاً بإستخبار:

مين اللى كنتِ واقفه معاها قدام باب الحمام دى.

ردت صابرين بضيق:

إنت كنت بتراقبنى ولا أيه؟

ضحك عواد قائلاً:

ده سؤال عادى تردى عليه وبلاش العصبيه دى،ولا مضايقه إنك هتدفعى حساب المطعم.


نظرت صابرين لعواد قائله:

هدفع حساب اللى أكلته بس غير كده ماليش فيه،انا خلاص زهقت وعاوزه أرجع للبيت،خلينا نرجع للطرابيزه اللى كنا عليها،أخد شنطتى ونمشى من هنا.

تعجب عواد من طريقة رد صابرين ودخل اليه فضول أن تلك التى كانت واقفه معها هى السبب فى وجوم وجهها الظاهر عليه،فعاود السؤال:

وماله،بس مش قبلها تقوليلى مين اللى كنتِ واقفه معاها دى.

ردت صابرين بإستهزاء :

دى تبقى ضرتى.

ضحك عواد من كلمتها واعتقد انها تمزح قائلاً:

متخافيش مستحيل أتجوز بعدك،أصل اللى يتجوزك كأنه أتجوز أربعه.

نظرت له صابرين بغيظ ولم ترد تأكيد انها بالفعل كانت ضرتها يومًا ما،وانها هى من عقد مصطفى قرانها، زوجه ثانيه على الاخرى،سارت امام عواد الى تلك الطاوله،واخذت حقيبتها وأخرجت بعض المال بعد ان شاورت للنادل الذى آتى لها سريعًا،قالت له:

الحساب لو سمحت.

نظر النادل بإستغراب ناحية عواد الذى أشار له بالإنصراف،تعجبت صابرين قائله:

هو ماله مستغرب كده ليه.

رد عواد: عشان لما باجى هنا للمطعم مش بدفع أى حساب.

ردت صابرين بتهكم:ليه بقى إن شاء الله بيضيفوا حسابك على حساب الصدقات.


ضحك عواد قائلاً:لأ بيضفوه على حساب صاحب المطعم اللى هو يبقى رائف خالى واللى المطعم يبقى بإسم مامته اللى تبقى جدتى… انا بقول خلينا نمشي،شكل المطعم معجبكيش.

ردت صابرين:فعلاً معجبنيش.

ضحك عواد على رد صابرين وسار خلفها الى ان وصلا الى مكان وجود سيارتها،تفاجئت صابرين بصعود عواد لسيارتها وقالت له:.بتركب عربيتى ليه،مش دى العربيه اللى دايماً تتريق عليها.

رد عواد بغرور مرح:

قولت أركبها معاكِ اشوف فيها أيه،كل ما تكلمينى تقولى عربيتى،يمكن فيها شئ مميز.

ردت صابرين:هى فعلاً مميزه بالنسبه لى،كفايه انى أشتريتها من مرتبى الخاص.

[عوده]

عاد عواد من تلك الذكرى،

على شعوره بالندم، صابرين لم تكن تمزح ذالك اليوم إذن، كما قالت، مصطفى كان متزوج من أخرى كيف له أن يفعل ذالك إذن هذا هو السبب الذى دفع صابرين للموافقه على الزواج مره أخرى بعده بمده قصيره

نظر عواد لـ صابرين قائلاً بندم:

جميله أو ميلا مش بنتي.

لكن فات الآوان صابرين أختارت النوم عله يفصلها عن كل شئ يقهر قلبها.

……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


باليوم التالى

بذالك المشتل الخاص بصبريه

دخل فادى مبتسمًا

يبحث عن صبريه الى ان وجدها بأحد الاماكن…

تبسم لها قائلاً بمزح:.بصراحه انا كنت بقول عمى مراون مجنون أنه يبنى مشتل ورد زى ده بس اكتشفت انه كان عنده حق فعلاً المكان هنا جميل جداً،ويدى إحساس بالراحه النفسيه،غير الروايح الخلابه اللى فيه.

تبسمت صبريه قائله:

المكان ده كان حلمي أنا و مروان اللى حلمناه سوا من واحنا فى الجامعه،كان حلمنا بمكان يضم خبرتنا وكمان يكون برهان على صمود حبنا وتحديه للواقع،صحيح خسرنا ناس عُزاز علينا وضحينا كتير،بس كسبنا إننا عشنا الحب مع بعض…

تبسم فادى معجبًا بقول صبريه “عشنا الحب”٠

وقال:

فعلاً عمى مروان كان يستحق الحب والتضحيه عشانه .

فاجئت صبريه فادى قائله:. وغيداء كمان تستحق الحب يا فادى.

……… ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ ڤيلا زهران

نزلت صابرين بعد ان أخبرتها الخادمه عن وجود فاديه وأخيها ينتظرها بالاسفل.

دخلت صابرين الى غرفة الضيوف تبسمت حين رات هيثم ينهض يتجه اليها وقام بخضنها بأخوه قائلاً:

أفضل الهدايا لأحبائكم


وحشتينى يا صابرين.

تبسمت صابرين وضمت هيثم بأخوه قائله:

وده من أمتى أنت هتكدب ولا إيه.

تبسمت فاديه، بينما شعر عواد ببعض الغيره حين دخل الى الغرفه ورأى هيثم يحتضن صابرين،تنحنح

قليلاً.

تركت صابرين هيثم ولم تنظر لـ عواد

بينما دخل خلف عواد رائف يحمل تلك الطفله وكاد يتحدث،لكن وقع بصرهُ على تلك الجالسه تبتسم،شعر بهزه فى كيانه انها صاحبة العيون الحزينه،دخل مباشرة وجلس على المقعد المجاور لها قائلاً:

إحنا إتقابلنا قبل كده فى بيت زهران يوم جواز عواد وصابرين،

أنا رائف الدمنهورى،خال عواد،أو تقدرى تقولى اخوه فى الرضاعه،ودى تبقى” جميله” بنتي.

إنصدمت صابرين بقوله،ونظرت ناحية عواد بتفاجؤ وهى تسمعه يقول:

وتبقى زى بنتي بالظبط.

تجاهلت صابرين النظر الى عواد،و وقع بصرها على تلك الصغيره التى ألقت بنفسها ناحية فاديه التى تبسمت لها بحنان وهى تأخدها من رائف

تأملت صابريت ملامحها، التى تعحبت منها، كآنها نسخه أخرى ملامحها تُشبه كثيرًا تلك الفتاه الصغيره التى رأتها قبل أيام بالمطعم على يد من كانت ضرتها، لكن بسرعه نفضت عن عقلها ربما أختلطت عليها الوجوه، ربما أن هن الاثنتين بنفس السن تقريبًا.

……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع…


رواية بحر العشق المالح الحلقة السادسة والعشرون

#الموجه_السادسه _والعشرون

#بحرالعشق_المالح

ـــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أسبوع

صباحً، بالأسكندريه

بـ ڤيلا زهران

فتح عواد عينيه يتثآب ثم تبسم حين وقع بصره على صابرين النائمه وجهها لوجهه لكن جسدها بعيد عنه مسافه قليله، إقترب بجسدهُ منها بشوق منه أزاح تلك الخُصلات الشارده تُخفى وجهها ثم ملس على وجنتها بظهر كف يدهُ، وأقترب برأسها وكاد يُقبلها،

لكن شعرت صابرين بحركة يدهُ على وجنتهاوفتحت عينيها، وبتلقائيه منها حركت رأسها للخلف قليلاً

لتُصبح القُبله على إحدى وجنتيها

رفع عواد رأسه نظر لـ صابرين وجدها تفتح عينيها

تطلع لوجهها باسمًا يقول:

صباح الخير.

إنصبت عين عواد على شفاها ينظر لها بشوق

بينما

تطلعت صابرين له بلا مشاعر ولم ترد

كاد عواد أن يُقبلها

لكن

تذكرت محاولته خنقها وهى بالمشفى وليس هذا فقط كذالك سفرهُ و تركهُ لها وهى مريضه دون حتى الإتصال للإطمئنان عليها شعرت بإختناق من قُربه منها

وتصلبت مشاعرها وإبتعدت بجسدها عنه وأزاحت غطاء الفراش من عليها ونهضت من على الفراش وتوجهت الى الحمام بلا حديث

بينما عواد شعر بسآم كذالك خيبه

حتى تلك القُبلات الذى كان ينتشى بها سابقًا أصبحت معدومه.

تنهد بسآم وجذب علبة السجائر والقداحه وأشعل إحدها،نفث دخانها بغضب يشعر بنرفزه من تلك الطريقه التى أصبحت تعامله بها صابرين، ربما أخطأ حين قال أن ميلا تكون إبنته بالكذب لا يعلم سبب لذالك، لكنه ظن فى البدايه أن صابرين الأمر لا يفرق معها بسبب عدم مبالاتها وقتها سُرعان ما شعر بالندم حين أكتشف أن صابرين صدقت ذالك وآثر عليها وأنها عاشت نفس تلك الكذبه سابقًا حقًا لم يعرف التفاصيل،لكن مصطفى كان متزوج من أخرى قبلها .


بعد قليل

خرجت صابرين من الحمام ترتدى منامه صفراء

وقفت بالقرب من المرآه تقوم بتصفيف شعرها، دون حديث مع عواد تتجاهل وجوده عن قصد منها،

زادت نرفزة عواد من تجاهل صابرين لكن تحكم فيه الغرور ورسم البرود،؛وأطفئ السيجاره التى بيده وأشعل أخرى،سعلت حين دخل رائحة دخان السيجاره الى أنفها قائله بإستهجان:برضو بتحرق سجاير عالريق، إنت حر فى ضرر نفسك ياريت كفايه بلاش تضر غيرك.


دهس عواد السيجاره بالمنفضه بعصبيه ونهض من على الفراش قائلاً: فعلاً أنا حر، مع إن الأوضه فيها نظام تهويه جيد، بس بسيطه أنا هدخل الحمام وانتِ افتحى البلكونه للشمس تدخل تطير ريحة الدخان .

لم ترد صابرين على عواد لكن نظرت لآثره وهو يدخل الى الحمام،ثم زفرت نفسها بسخريه،

ثم بدلت ملابسها لآخرى مناسبه للخروج.

بعد قليل خرج عواد من الحمام

تفاجئ حين رأى صابرين تقف أمام المرآه إنتهت تقريبًا من إرتداء ملابسها ظل فقد هندمة وشاح رأسها والتى بالفعل بدأت بهندمته

إقترب منها قائلاً بإستعلام : إنتِ خارجه؟

ردت صابرين بأختصار:

ايوه.

تسأل عواد:

و خارجه رايحه فين بدرى كده.


ردت صابرين ببساطه:

هكون رايحه فين يعنى أكيد شغلى ولا نسيت إنى موظفه.

رد عواد:

لأ منستش بس مش إنتِ واخده أجازه غير أساسًا لسه الوقت بدري على ميعاد الدوام!

ردت صابرين ببساطه:

انا قطعت الأجازه ملهاش لازمه كفايه أجازات لحد كده، تقريبًا اجازاتى الاعتياديه إنتهت وأى اجازه بعد كده هتتخصم من مرتبى، وفعلاً الوقت بدرى عالدوام، بس انا هفوت على فاديه عشان اوصلها بعربيتى للمدرسه قبل ما أروح لشغلى.

نظر عواد لـ صابرين وقبل ان يتحدث كانت صابرين قد إنتهت من ضبط وشاح رأسها، فذهبت نحو الفراش وأخذت حقيبة يدها مغادره، دون إهتمام

لكن قبل أن تخرج من الغرفه أمسك عواد يدها وجذبها عليه قائلاً:

صابرين بلاش طريقتك دى معايا كفايه؟

نظرت له صابرين بإستهزاء قائله:

طريقة أيه؟

تنرفز عواد قائلاً: طريقة التجاهل، أنا قولت آنى كنت بهزر لما قولت إن ميلا بنتي، مكنتش أعرف إن مصطفى كان متجوز قبل ما….

قاطعته صابرين تنفض يدهُ عنها قائله: كنت بتهزر او بتتكلم جد انا سبق قولتلك ميهمنيش الموضوع ده أو حتى أى موضوع يخصك، أوعى تفكر آنى محستش بيك وانا فى المستشفى لما كنت عاوز تخنقنى، وبسهلها عليك إنفصالنا هيكون قريب.


تعصب عواد وضغط على يد صابرين بقوه قائلاً:

كنت متعصب وقتها و…

قاطعته صابرين مره آخرى تضحك بإستهزاء:

كنت متعصب وقتها، وعصبيتك وصلتك إنك تحاول تخنقنى، وبعدها تسافر عشان تروق أعصابك،تعرف إنى إتمنيت فعلاً إنى أموت وقتها صحيح كنت عارفه آنى حامل قبل ما أجهض،بس بعدها ندمت على آنى للحظه فكرت احتفظ بالجنين،بس الحمد لله ربنا كان لطيف بيا،وريحنى من آنى أشيل فى بطنى جمره منك.

قالت صابرين هذا ونفضت يد عواد عنها بقوه.

بالفعل ترك عواد يد صابرين التى سرعان ما غادرت الغرفه تصفع الباب خلفها.

بينما شعر عواد بآلم قوى بظهره وأيضًا بتنميل فى ساقيه، كآن ذالك الإحساس القديم بالشلل قد عاد لجسدهُ، توجه ناحية الفراش بخُطى بطيئه وجلس عليه يُزفر أنفاسهُ بغضب جم،صابرين تضع عليه كل اللوم،أليست هى الآخرى مُشاركه بنفس الخطأ


هى بأفعالها تؤكد شكهُ أنها أجهضت نفسها،هو تركها بالمشفى حتى لا يصُب كامل غضبهُ عليها ويقتص منها لتلك الفعله الشنعاء.

فى ذالك الحين صدح رنين هاتفه

نهض بتباطؤ وأخذ الهاتف وقام بالرد على من يتصل عليه:

صباح الخير، أوعى أكون صحيتك من النوم؟

رد عواد: لأ مش نايم، بس إنت أيه اللى مصحيك بدرى كده، عارف إنك فى العاده مش بتصحى غير عالضهر.


تنهد رائف قائلاً:

كله من ميلا لسه متعلقه بيا لسه متعودتش عالداده اللى جبتها لها،وشكلها كده مطوله على ما تتعود عليها، ما تيجى نفطر سوا فى أى مطعم زى زمان.

رد عواد: تمام نتقابل بعد ساعه فى المطعم.

تخابث رائف بمرح قائلاً بتهويل:

بعد ساعه بحالها ليه دى السكه من الفيلا للمطعم ربع ساعه بالعربيه، ولا تكون ناوى تفطر مع صابرين الاول وبعدها تكمل فطورك معايا… عادى ممكن تتأخر ساعتين لو عاوز.

زفر عواد نفسه قائلاً بحِده بعض الشئ، صابرين خرجت أساسًا، نص ساعه وهكون فى المطعم.

شعر رائف بوجود خطبِ ما بـ عواد فقال له:

تمام أشوفك فى المطعم.

…… ـــــــــــــــــــــــــ

بعد قليل بـ شقه بمنطقه راقيه بالأسكندريه

فتحت صابرين باب الشقه بالمفتاح الذى معها ودخلت مباشرةً

نادت:

فاديه.

ردت فاديه: أنا فى المطبخ يا صابرين.

ذهبت صابرين مباشرةً الى المطبخ رسمت بسمه قائله:

صباح الخير.

تبسمت فاديه قائله بمزح:

صباح النور، متأكده إن طنط تحيه بتحبك، يلا نفطر سوا، اوعى تقولى فطرتى قبل ما تجي.


ردت صابرين بسآم:

آه طنط تحيه بتحبنى، بس إبنها معتقدش.

تبسمت فاديه قائله:

شكلك متخانقه مع عواد عالصبح،خلاص بقى إنسى هو كان بيهزر… والبنت طلعت بنت خاله الأهبل.

رغم وجع قلب صابرين لكن ضحكت قائله:

أهبل، أيه الوصف ده، بالعكس انا حاسه أن رائف شخص لطيف.

لوت فاديه شفتيها بسخريه قائله:. لطيف، ده مجنون، لأ أهبل، بس البنت بنته عسل والله دخلت قلبى شوفتى لما مسكت فيا ومش عاوزه تروح له، صعبت عليا لما عرفت إن مامتها توفت بعد ولادتها بشهر، وكمان جدتها توفت من أيام، صعب طفله زى دى تتحرم من مامتها.

ردت صابرين: أقولك على حاجه لافتت انتباهي،

تعرفى من كام يوم قابلت منال مرات مصطفى ابن عمى وكان معاها بنتها وفيها شبه كبير، من ميلا بس رجعت كذبت عنيا أيه وجه الشبه بينهم، بس أنا الفضول خلانى طلبت منال عالموبايل وقولت لها نتقابل من يومين وهى ابدت موافقه،بس هى بتحضر مناسبه خاصه،عند قريب ليها فى القاهره ولما ترجع هتكلمنى ونتفق على ميعاد، نفسى أتأكد من الشبه بينهم.

تعجبت فاديه قائله:

وفيها أيه يخلق من الشبه أربعين،ويمكن أنتِ أختلط عليك الشبه،يمكن عشان البنتين ليهم تقريبًا نفس الظروف،واحده إتحرمت من مامتها والتانيه من باباها وهما لسه صغيرين أوى.


ردت صابرين:يمكن برضوا بس الفضول شاغل عقلى شويه.

ردت فاديه:لأ واضح مش شويه ده مستحوز على عقلك،بس سيبك من التفكير الأهبل ده،أكيد مفيش شبه،وحتى لو فى شبه عادى،قوليلى لما جبت سيرة عواد وشك إنسآم،أخبار عواد أيه؟

ردت صابرين:

يعنى هيكون أخباره أيه عادى.

ردت فاديه بسؤال:

يعنى إستقبل خبر إنك هترجعى لشغلك تانى بسهوله كده.

ردت صابرين:

وهيعترض ليه، سبق وإتفقنا انى هفضل شغلى عادى يعنى ايه اللى اتغير، اقولك سييبك من عواد وسيرة الرجاله، وخلينا نستمتع بالفطور اللذيذ ده، بس فين الواد هيثم مش باين.

ردت فاديه: هيثم مسحول فى الجامعه مش بشوف وشه غير المسا ياكل وينام.


ضحكت صابرين قائله: يلا أهو ريح صبريه من همهُ، كتر خيرها استحملتنا عندها كتير، فى البدايه أنتِ لما دخلتى الجامعه هنا حتى واشتغلتِ لفتره قبل ما تتجوزى، من ابن أمه، وبعدها انا وبعدى هيثم، كويس إنك جيتى تعيشى هنا فى شقة بابا وهيثم كمان جه معاكِ أهو ونس لبعض،ويمكن انا كمان أنضم ليكم قريب،مش معقول كنا هنعيش إحنا التلاته فى شقة صبريه.


هزت فاديه رأسها بقلة حيله قائله:

معتقدش إنك هتنضمى ليا انا وهيثم غير ضيفه،وكفايه رغى خلينا نفطر وبعدها وصلينى فى سكتك للمدرسه.

…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بذالك المطعم

تبسم رائف لـ عواد الذى جلس لجواره خلف إحدى الطاولات،خلع نظارته الشمسيه ووضعها أمامه على الطاوله ثم فتح علبة السجائر وسحب واحده ووضعها بفمهُ وكاد يُشعلها بالقداحه،لكن سحبها رائف من فمهُ قبلها قائلاً:

بلاش تضر غيرك بدخان السجاير عالصبح.

ترك عواد السيجاره وكاد يمد يدهُ يأخذ غيرها من العلبه لكن رائف كان الاسرع وأخذ العلبه كلها،

كاد عواد أن يتعصب عليه، لكن قال رائف:. قولى أيه اللى معصبك عالصبح، أكيد صابرين، حصل أيه تانى وصلك للحاله دى؟

هدأ عواد او بالاصح إدعى الهدوء قائلاً:

هيكون ايه اللى حصل، ومنين جالك إنى متعصب أساسًا.

نظر رائف لـ عواد قائلاً:

إنت مشوفتش وشك فى المرايه قبل ما تجى من الفيلا، ملامحك واضح عليها العصبيه.

تنهد عواد يُزفر نفسه بقوه.

تبسم رائف قائلاً:

كل دى تنهيده، لأ واضح الموضوع كبير، إحكى كلِ آذان صاغيه.


تهكم عواد قائلاً:

أنا بستغرب هدؤك ده.

تبسم رائف قائلا ً:

ما لازم أكون بارد ناسى إنى معاشر الأنجليز بقالى أكتر من سبع سنين، غير مراتى كانت إنجليزيه.

شق فم عواد بسمه.

حث رائف عواد على الحديث مره أخرى:

حاسس إن سبب عصبيتك دى وراها صابرين، إحكى.

رد عواد: طب هات علبة السجاير الأول.

رد رائف برفض:

لأ، أنا متأكد أنك يمكن شقيت ريقك بنص علبة سجاير، ولسه متعصب يبقى ليه تضرنى أنا كمان إحكى وأخلص.

زفر عواد نفسه قائلاً: صابرين؟

مالها صابرين؟

رد عواد صابرين:

رجعت لشغلها تانى.

رد رائف ببساطه:

وفيها أيه إنت سبق وقولت لها أنك مش معترض على شغلها حتى إتغاضيت إنها تفضل تشتغل هنا فى إسكندريه زى ما هى عاوزه يعنى مش جديد حكاية شغلها، قولى أيه اللى معصبك أوى كده.

صمت عواد فـ بماذا يخبرهُ وهو لا يعرف سبب لعصبيته.

قاطع رائف صمت عواد قائلاً:

السبب إجهاض صابرين، سبق وقولتلى ان الدكتور قالك إن الأجهاض حصل بسبب أدويه إجهاض، وأنت شكك قوى، بأن صابرين هى اللى عملت كده، بس أحب أكدلك إن شكك ده غلط، وإنت جواك عاوز تصدق إن صابرين مستحيل تعمل كده بس طبعًا عقلك رافض ده،مش عاوز تعترف بحقيقة مشاعرك، أو يمكن خايف من المشاعر دى تسيطر عليك.


تهكم عواد قائلاً: مشاعر أيه اللى بتتكلم عنها إنت غلطان، أنا كل اللى مضايقنى ان صابرين تجهض نفسها، عادى قبل كده قالتلى انها أخدت مانع حمل وأنا أتقبلت الموضوع ببساطه، لكن متوقعتش إن عنادها يوصلها إنها تجهض وتأذى نفسها.


رد رائف: إنت قولت تأذى نفسها، أنا متعاملتش مع صابرين غير كم مره، لكن إنت عاشرتها صحيح مده قليله، بس أعتقد فى المده دى ممكن تكون إكتشفت جزء ولو صغير من أطباعها وشخصيتها، وبسبب طريقة جوازكم معتقدش حد فيكم حاول يجمل أو يذوق من شخصيته قدام التانى، كان التصادم والعناد هما المّسيطرين بينكم،

وأقدر أكدلك إن مستحيل صابرين تكون هى اللى أجهضت نفسها، لأكتر من سبب.

تسأل عواد: وأيه هى الاسباب دى بقى؟

رد رائف ضاحكًا يقول:

تعرف إنى كان لازم أدرس علم نفس، مش علوم كمبيوتر بس دراستى للكمبيوتر فادتك بالصوره اللى فبركتها لك وكانت السبب أنك تتجوز من البنت الوحيده اللى قلبك رق لها من سنين يا عواد، إنت بتحب صابرين، بس معرفش أيه السبب إنك كنت مرتاح فى بُعدها عنك، بس لما حسيت بضياع صابرين منك فى البدايه هربت وجيت لعندى انجلترا، وكنت هتطول القاعده هناك، بس لما عمك اتصل عليك وقالك على حكاية الأرض إنت اتعصبت أوى، ما هو مش معقول هتسيب لإبن التهاميه صابرين والأرض معاها كمان هديه.


حاول عواد نفى حديث رائف،لكن منعه رائف قائلاً:

أقولك انت ليه إضايقت ومتعصب من صابرين،بسبب الجنين،بس عصبيتك أخفت عنك حقيقة، إن صابرين دكتوره بيطريه صحيح بس أكيد عندها خلفيه عن أدوية الإجهاض، فتعرف تسعملها أمتى من غير ما تضر نفسها، غير كان بسهوله تروح لأى دكتور ومش هقول تطلب منه يجهضها، ممكن كانت تاخد الدوا ده وهى فى قلب العياده او المشتشفى من غير ما كان حد يعرف، مش هتتصل على اختها وهى تقريبًا فى آخر لحظه، فكر كويس إنت عارف مرات عمك احلام بتكرهك قد أيه طول عمرها ناسى انك سبق قولتلى، انها أوقات كانت بتشعلل عقل باباك عليك بإنها تدعى تفوق ماجد عليك بالكذب

ممكن صابرين تكون أخدت الدوا ده بطريقه غير مباشره.

عَقل عواد حديث رائف برآسه، شعر بندم هو تسرع فى رد فعلهُ، لكن لم يعترف أنه يحب صابرين قائلاً:

معتقدش مرات عمى يوصل بيها الحجود للدرجه دى، تحاول تقتل صابرين، الدكتور قالى ان الجرعه كانت كبيره، وإن صابرين إتلحقت فى الوقت المناسب قبل الرحم ما ينفجر

تعجب عواد نفسهُ لكن تذكر قولها أمامه بعد سطو عائلة التهامى على الارض هى قالت”الارض لازم ترجع من تانى، أنا عندى أربع ولاد إتنين منهم يكفونى”

وقتها تعجب وظن أنها كلمه فقط،وأنها تود إسترجاع الارض طمعًا بقيمتها الماليه الكبيره…


لكن هذا كان حجود منها لا طمع.

تظاهر عواد بالبرود بينما بداخله يعلم أنه أخطأ بحق صابرين،والخطأ الاكبر محاولته خنقها التى لن تغفرها له.

زفر عواد نفسه وإستغل عدم إنتباه رائف وخطف علبة السجائر وبسرعه أشعل إحداها ونفث دخانها

بينما نظر له رائف قائلاً:

ممنوع التدخين فى المطعم بتاعى على فكره،وبعدين احنا الكلام أخدنا والجرسونات محدش منهم عبرنا،هو مش أحنا أصحاب المطعم ده ولا أيه،لأ ده تسيُب واضح إنك كنت مدير مُتساهل معاهم،بس أنا رجعت ولازم ببقى فى إنظباط.

يامتر، بس، بس،

ضحك عواد قائلاً: لأ واضح إنك هتبقى مدير شديد ومُنضبط، بأمارة بتنادى عالجرسوس، بس بس، ناسى إن ده مطعم أسماك كده إنت بتنادى على قطه مش جرسون.

ضحك رائف قائلاً:

البت ميلا بنتى بتحب القطط عندما دميه على شكل قطه مبتنامش غير وهى فى حضنها، مفيش مره نامت وهى مش فى حضنها غير فى حضن أخت مراتك،يا بختها حضنت أم عيون حزينه…قولى بقى ايه حكايتها فاديه.

سرد عواد حكاية فاديه وزواج زوجها بأخرى وانها مازالت على ذمته…شعر رائف بالغيره قائلاً:


وأيه يغصبها تفضل على ذمته،ده شخص متخلف يعنى عشان فاديه مخلفتش له يتجوز عليها،غلطان أنا أهو إتجوزت وخلفت ومكنش بينى وبين مراتى مشاعر قويه،على الاقل من ناحيتي،إنت عارف إنى أتجوزت من رزان حفظ لنفسى إنى شاب وفى غُربه وبنات بلاد الفرنجه معدومين تلات حاجات الأخلاق و الحيا ولبس الهدوم،وانا شاب وسيم وخوفت على نفسى من الفتنه من البنات اللى كانت بتوقع فى غرامى .


ضحك عواد قائلاً: وسيم، والفتنه! وبيوقعوا فى غرامك! هتقولى برضوا وماله هصدقك، يا صاحب الجمال الفتان…

إخلص خلينا نفطر عندى شغل فى المصنع،مش فاضى لرغيك.

بعد قليل إنتهى الإثنين من إلأنتهاء من تناول الفطور.

تحدث رائف: الحمد لله بقولك قول لمدير المطعم إنى شريكك فى المطعم عشان يحترمنى بعد كده.

ضحك عواد قائلاً:

هزارك السخيف أحيانًا بيفقدك الإحترام، يعنى لما تجى تتغدى فى المطعم وبعدها تقول للجرسون نادى لى عالمدير، ولما المدير يجى تقوله هو أنت ليه مش بشتغل في المطعم أى حته طريه…هيعرف من نفسه كده انك شريك فى المطعم.

رد رائف:

فعلاً المطعم ليه مبيتشتغلش فيه أى نسوان خالص حتى الطباخ راجل،عشان كده تحس الأكل مفيهوش نفس.

ضحك عواد قائلاً بتعقيب:

نسوان!

متاكد إنك كنت عايش فى لندن،الكلمه دى إنقرضت من زمان،قوم قوم لو فضلنا قاعدين مش هتبطل إستعباط،وخلاص المدير عرف إنك شريك فى سلسة المطاعم،أهو خُد إداردتها إنت عالاقل ارتاح شويه.

قال عواد هذا و نهض واقفًا لكن سرعان ما جلس مره أخرى، شعر فجأه أن ساقيه مثل الهُلام،لا ليست هُلام،بل هنالك آلم قوى يشعر به فى ظهره وإشتد فجأه وأثر على حركة ساقيه،ولم يستطيع الوقوف عليها للحظات.


إنخض رائف ونهض سريعًا ووقف جوار عواد قائلاً:

عواد مالك.

رغم الآلم الذى يشعر به عواد لكن قال:

أنا كويس بس حسيت بشوية تنميل فى رجلى يمكن من القاعده.

رد رائف:عواد إنت لازم تعمل الفحص الدورى اللى كنت بتعمله فى أقرب وقت.

رد عواد:مع إنى متأكد إن مالوش لازمه بس هعمله الفتره الجايه،وخلاص رجلى فك التنميل.

قال هذا ونهض واقفًا يتحمل ذالك الآلم

كذالك إستقام رائف قائلاً:

لازم تسمع كلامى وبلاش تطنيش أعمل الفحص

ده مش هتخسر حاجه أهو زيادة تطمن على صحتك.

أماء له عواد برأسه ثم قال: فى أقرب وقت هعمله مع أن الفحص ده بيتعبنى أكتر.

.. . ———————————

بعد الظهر بمنزل

جمال التهامي

رحبت ساميه بزيارة أحلام لها دون توقع منها.

دار بينهم حديث يتطرق لمواضيع شتى بينهم

الى أن قالت أحلام:

إنت عارفه إني عندى أربع شباب.

ردت ساميه:بسم الله ماشاء ربنا يباركلك فيهم.

ردت أحلام:

آمين ويباركلك فى فادى ويفرح قلبك، بصى يا أختى انا جوزت تلاته منهم مبقاش غير واحد وقولت أجوزه هو كمان وارتاح بقى كل واحد فيهم يشيل مسؤلية نفسه، وماشاء الله التلاته متجوزين بنات ناس مناصبها عاليه، بس الواد الأخير”طاهر” ده دماغ لوحده غير أخواته،ولما فاتحته فى موضوع الجواز قالى إن فى واحده فى دماغه شافها يوم زفاف أخواته فى القاعه ودخلت مزاجهُ،حتى إتفاجئت أنه عارف هى بنت مين،وقولت ده إختياره هو حر،والبنت دى تبقى


نهى بنت عاطف أخوكِ،والبنت دى عارفه إنها إتربت على إيدك، وسمعت طراطيش كلام كده من واحده من نسوان أخوالها أنك هتاخديها عروسه لـ فادى

قولت أسألك الاول قبل ما أكلم عاطف، إنت أختى برضوا وفادى زى ولادي.

تلبكت ساميه من المفاجأه وصمتت قليلاً ثم قالت:

أيوه نهى تربيتى وفعلاً أنا كنت طلبتها من عاطف بس إنت عارفه فادى كان متغرب،و الظروف اللى حصلت آجلت الموضوع بس هنعلن خطوبه فادى ونهى قريب إن شاء الله.

تبسمت ساميه ونهضت واقفه تقول برحابه: ربنا يتمم على خير، هستأذن أنا بقى كل شئ قسمه ونصيب نهى قسمتها ونصيبها مع فادى.

سارت أحلام خطوات لتقف أمام صوره مُعلقه بأحد حوائط المكان، تمعنت أحلام لاول مره بتلك الصوره الموضوع على جانبها شريط أسود

بتلقائيه علمت أنها لإبن ساميه الراحل، لكن فجأه عاودت التمعُن بصوره وآتى لذاكراتها صوره رآتها بألبوم صور تحتفظ به إحداهن، هنالك شبه واضح بين هذه الصوره والصوره الأخرى، لكن ربما الاختلاف أن هذه الصوره بالآلوان والصوره الآخرى مرسومه بقلم الفحم… سُرعان ما نفضت عن عقلها فهذا بالتأكيد خيال لا أكثر.

غادرت أحلام لكن تلك الصوره ظلت تراوض عقلها

لم تنتبه الى خطواتها

أو أنه القدر، الذى وضع تلك الحصوه الشارده على الطريق والتى دخلت الى حذائها أثناء سيرها، لتتعثر وتتعرقل بعدها وتصرخ بآلم جم، وهى تهوى أرضًا تسمع


لصوت طقطقه كسر عظام ساقيها التى حُشت من منتصف سمانتي ساقيها والسبب “حصوه” بالطريق ،ليجتمع على صُراخها المُفزع بعض الأهالى،وقام أحدهم بحملها وأخذها الى أقرب مشفى.

————————

على أحجار أحد شواطئ الأسكندريه

كان يجلس فادى وغيداء معًا يتجذبان الحديث حول تلك الموجات التى تتلاحق كآنها بسباق من يصل للشط أولاً

تنهدت غيداء وأغمضت عينيها تستنشق رائحة الهواء العليله المحمله برائحة يود البحر

تشعر بإنتعاش فى روحها كذالك فادى الذى نظر لوجه غيداء وهى تُغمض عينيها لكن حجب الهواء وجهها عن عينيه حين أطار وشاح رأسها على وجهها فأخفى وجهها عنه،للحظه شعر بوخز فى قلبه

مد يده يُزيل ذالك الجزء من على وجهها

فتحت غيداء عينيها حين شعرت بأنامل يدهِ فوق وجهها،تلاقت أعينهم،شعرت غيداء بحياء من تطلُع فادى لها ونظرت نحو مياه البحر،بينما ظلت نظرات فادى عالقه بوجه غيداء،لوقت تناسى تلك الفكره القديمه التى كان يسعى لها،أراد فقط النظر لوجهها البرئ والملائكى،

لكن صوت رنين هاتفه أعادهُ لتهب موجه عاليه وتنثر مياهها فوق وجوهم،كآن تلك المياه أيقظت عقل فادى من غفوته،الذى لام نفسه و نهض بعيدًا عن تلك الصخره، وأخرج الهاتف من جيبه ثم نظر نحو غيداء التى مازالت جالسه فوق الصخره تنتظر مياه موجه أخرى


إبتعد فادى خطوات أكثر عن مكان جلوس غيداء وقام بالرد على الهاتف، ليسمع صوت والداته المبحوح المُختنق بالدموع، تقطع نياط قلبهُ وهى تلومهُ:

كأنك لسه فى الغربه رغم أن بينى وبينك ساعتين بالعربيه لكن إنت مرتاح بعيد عني…شوف بقالك قد أيه مقولتش ليا أُم ولها حق عليا،حتى أتصل عليها بالموبايل أطمن عليها.

رد فادى:ماما أنا متصل عليكِ إمبارح بالليل لزمته أيه الكلام ده وإنت عارفه إنى هنا بشتغل وليا مواعيد للأجازات وقولتلك الأجازه الجايه هاجى أقضيها عندك.

بكت ساميه قائله:ما أهو لو تسمع كلامى وقتها مش هحس إنك بعيد عنى،لما تبقى مراتك معايا فى البيت تحسسنى بونس،بدل ما أنا قاعده لوحدى طول اليوم وباباك بيقضى وقته ما بين الشغل وأصحابه والقهوه وأنا محبوسه لوحدى فى البيت معظم الوقت مفيش نهى هى اللى بتطُل عليا من وقت للتانى بسبب وقت محاضراتها،كتر خيرها هى اللى بتهون عليا شويه…حتى كلمت منال مرات المرحوم مصطفى إنها تجيب بنتها وتجى تعيش معايا هنا فى البلد،قالتلى إنها رجعت إستلمت شغلها تانى فى إسكندريه،ورتبت حياتها هتعيش مع مامتها…

طبعًا مامتها عندها أغلى منى،بس هلوم عليها ليه،وانا أبنى خلاص نسى إن له أم،ربنا يرحمه مصطفى هو اللى كان بيبقى على زعلى.

زفر فادى نفسه بسأم قائلاً:


ماما أنا آسف بوعدك فى أقرب وقت هنزل للبلد،وبعدين زى ما قولتى إسكندريه مش بعيد ساعتين،تعالى فى عربيه مخصوص وسواقها هيوصلك للمكان اللى عايش فيه،شقتى واسعه حتى هاتى بابا معاكِ،تغيروا جو، وكمان تزورى بنت مصطفى.

ردت ساميه:انا مبرتاحش غير فى بيتى،وكمان أنا قررت أفاتح خالك واطلب من أيد نهى تتجوزها البنت بقى جاي لها كم عريس،وهى بترفضهم بحجج فارغه،وانا مستخسرها لحد غيرك،حتى آخرها النهارده أحلام بنت عمى مرات فهمى زهران كانت جايه تسألنى عليها وكانت عاوزه تخطبها لأصغر عيالها بتقول أنه شافها قبل كده وعجباه وهو اللى قال لها عليها، بس انا قولت لها خلاص انها محجوزه لك.

زفر فادى نفسه بغضب قائلاً:

ده مستحيل يا ماما،نهى زى أختى وعمرى ما فكرت ولا هفكر فيها.

قاطعته ساميه قائله:

أمال بتفكر فى مين،قولى؟

رد فادى:مش بفكر فى أى واحده،سبق وقولتلك فكرة الجواز مش فى بالى دلوقتي.

ردت ساميه بتعسف:وهتبقى امتى فى دماغك،إسمعنى ده آخر كلام عندى أنت تنزل فى اقرب وقت،حتى تلبس لـ نهى الدبله نحجزها وأهو تستنى شويه عالجواز لسه قدامها سنتين دراسه تخلصهم وبعدها تجوزوا.


كاد فادى ان يعارض،لكن سمع عبر الهاتف صوت رنين جرس منزلهم،فقالت له ساميه:

جرس الباب بيرن،

فكر فى كلامى،يلا بالسلامه.

أغلق فادى الهاتف يشعر بضجر وضيق ساميه تلح عليه لخِطبة نهى،

إنتبه لشئ ذكرته والداته أثناء حديثها،

نهى تقدم لها إبن “فهمى زهران” والد غيداء

إذن هذا آخر أشقائها الذكور…

نظر لها وهى تقترب من مكان وقوفه ببسمه بريئه

شعر بضياع هو مُمزق بين عقله الذى يود القصاص،وقلبه الذى أصبحت دقاته مثل أمواج البحر حين تتصارع للوصول الى الشاطى،لكن

حتى نهى يطمع فيها شخصًا من عائلة زهران،رغم ان ليس لديه أى مشاعر نحو نهى،لكن يكفى أن يُعطى لهم درسًا،أنهم لن ينالوا ما يتمنون،يكفى حصول عواد على صابرين بعد أن ساهم الاثنين فى قتل أخيه…ليعود الآن يرسم أمانى واهيه مع غيداء على رمال الشط،ولا ضرر من دعسها بقدميه فيما بعد.

______________

ليلاً

بالمشفى

خرجت تحيه من الغرفه الموجود بها أحلام

اغلقت خلفها الباب تركت أحلام وحيده بالغرفه

تشعر بهزيان

ترى خيال ظل بالغرفه، ذالك الخيال يقترب من الفراش المُمدده عليه، لا تشعر بشئ


فقط ذالك الخيال الذى يقترب منها، وإنحنى ينظر لها عيناه تنظر اليها، يبتسم

بينما هى ترتعد اوصالها تصرخ، لكن كآن إنحبس صوتها أو هى تصرخ بالفعل لكن كأنها بمكان خالى لا أحد يسمعها، ويأتى إليها ينقذها من هذا الخيال الذى يكاد يذهب عقلها، توقفت عن الصراخ قائله برعشة صوت:

إنت مين؟

ضحك الخيال بصخب قائلاً:

أنا مصطفى… اللى إنت قتلتيه.

……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور عشرون يوم

بمنزل الشردى مساءً

كان وفيق يجلس بين ناهد ووالداته، حين صدح هاتفه

نهض وفيق وخرج من الغرفه،قام بالرد :

أهلا يا حضرة المحامى خير.

رد المحامى: خير، حبيت أبشرك إننا حصلنا على حكم إلزام مدام فاديه بيت الطاعه.

إنشرح قلب وفيق قائلاً:

خبر كويس عاوزك تسعى بقى فى تنفيذ الحكم فى اقرب وقت.

رد المحامى:

متقلقش حكم الطاعه أو حكم بيتنفذ بسرعه.

رد وفيق:

تمام، أتعابك محفوظه.


أغلق وفيق الهاتف يشعر بنشوه وظفر.

عاد مره اخرى للغرفه مبتسمًا

تحدث ماجده قائله: أيه جالك خبر حلو راجع وشك مبسوط اوى كده.

رد وفيق: فعلاً جالى خبر حلو.

شعرت ناهد بأن بسمة وفيق تلك سببها فاديه شعرت بغيره، وفكرت ان تبشرهم بما لديها كى تكسب كفتها أمام وفيق

وقالت: أنا كمان عندى خبر حلو.

نظر لها وفيق وكذالك ماجده التى قالت:

لو الخبر اللى فى دماغى، يبقى أحلى بشرى فى حياتى.

إدعت ناهد الكسوف قائله:

أنا حامل.

…….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ ڤيلا زهران بالأسكندريه.

دخلت صابرين الى غرفة السفره

ألقت عليهم السلام

ردوا جميعًا عليها، نظر عواد لساعته حاول كبت غيظه، بينما قالت فوزيه لها:

أكيد طنط تحيه بتحبك، راجعه من بره واحنا عالعشا، يلا تعالى إتعشى معانا.

نظرت صابرين لـ عواد وقالت:

لأ أنا سبقتكم، أتعشيت مع أخواتى، بالهنا، حاسه بشوية صداع هطلع اخد أى مُسكن وانام، تصبحو علي خير.


نهض عواد ولم يستكمل طعامه ولحقها حتى انه لم يتحدث لهم

تضايقت فوزيه قائله:

معرفش عواد عاجبه ايه فى قليلة الذوق دى.

نهضت غيداء قائله:

كل واحد حر فى حياته انا كمان شبعت هطلع انام عندى محاضرات بكره بدري ولازم اصحى فايقه،تصبحوا على خير.

تهكمت فوزيه بعد مغادرة غيداء قائله:على أعتبار إن حد فى البيت بيتأثر بوجودك،

قالت فوزيه هذا ونظرت الى ماجد قائله:

وإنت كمان مش عاوز تقوم من عالعشا.

رد ماجد قائلاً:

لأ،لآن فى موضوع مهم عاوز أتكلم معاكِ فيه.

بسخريه قالت فوزيه بإستخبار:

يا ترى أيه هو الموضوع المهم ده؟

رد ماجد بصوت منخفض:أنا قررت افسخ الشراكه اللى بينى وبين عادل اخوكِ .

ــــــــــــــــــــ….

بينما دخلت صابرين الى الغرفه، قامت بفك حجاب راسها ووضعته فوق الفراش

ثم بدأت فى التحرُر من الجزء العلوى من ثيابها فى تلك اللحظه دخل عواد الى الغرفه

فى البدايه تفاجئت صابرين لكن لم تهتم بالآمر وذهبت نحو دولاب الملابس وفتحت إحدى الضُلف جذبت لها منامه،


لكن تفاجئت حين إلتفت بوجهها بوجود عواد خلفها مباشرةً…إنخضت ووقعت المنامه من يدها،بالكاد همست بشفاه مُرتجفه:

عواد!

تبسم لها عواد وبلا إنتظار أطفى ذالك اللهيب الذى كان يشعر به بشوقه وتوقه لتقبيل شفاها…

وإنقض على شفاها بقُبلات جنونيه.

…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع…


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا







تعليقات

التنقل السريع