القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بحر العشق المالح الفصل الاربعون والحادي والاربعون والثانى والاربعون والثالث والاربعون والرابع والاربعون والخامس والاربعون بقلم سعاد محمد سلامة

 

رواية بحر العشق المالح الفصل الاربعون والحادي والاربعون والثانى والاربعون والثالث والاربعون والرابع والاربعون والخامس والاربعون بقلم سعاد محمد سلامة






رواية بحر العشق المالح الفصل الاربعون والحادي والاربعون والثانى والاربعون والثالث والاربعون والرابع والاربعون والخامس والاربعون بقلم سعاد محمد سلامة




رواية بحر العشق المالح الحلقة الأربعون

#الموجه_الاربعين

#بحرالعشق_المالح

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بالاسكندريه.

بمطعم رائف، تنهد ببسمه وهو يتذكر إخبار عواد له عن سبب ذهابه المفاجئ للبلده بسبب

زواج فاديه من فاروق، لا ينكر شعر بغصه قويه فى قلبه،ولام نفسه لوقت هو لم يُلمح لـ فاديه بإعجابه بها…إعجاب!

لام فادى نفسه قائلاً: اللى بتحس بيه ناحية فاديه مش إعجاب يا رائف إعترف إنت من أول مره شوفتها وهى دخلت لقبلك شعور محستش بيه قبل كده،رغم إن وقتها كانت متجوزه ومجرد نظرك لوشها حرام،لفت نظرك الحزن اللى كان واضح فى عنيها،حتى مع الوقت مقدرتش تنسى نظرة عيونها الحزينه وكان نفسك تمحى النظره دى من عنيها

حتى لما الفتره اللى فاتت كنت بتحجج بـ ميلا

وشعورها المتبادل بالألفه مع فاديه.


 

تنهد ببسمه وهو يتذكر ذالك العشاء الذى كان الذى كان بناءً على طلب عواد منه

[فلاشــــــــــــــ/باك]

إنشرح قلب رائف حين رأى دخول صابرين بصُحبة هيثم ثم خلفهم فاديه

التى شعرت هى الأخرى بشعور غريب عليها حين وقع بصرها على رائف لكن فسرت هذا الشعور بإنجذاب فقط ليس أكتر والسبب تلك الصغيره التى كان يحملها حين وقف فى إستقبالهم بإبتسامه حتى أن ميلا بمجرد أن رأتها أرادت أن تذهب إليها،بالفعل أنزلها من على يدهُ لتسير بخُطى بطيئه لطفله إقتربت من عامها الأول تتجه نحو

فاديه التى رحبت بها وإنحنت تفتح لها ذراعيها بمحبه الى أن وصلت ميلا الى مكانها عانقتها فاديه بإشتياق يزداد فى قلبها لتلك الصغيره التى لا يجمعهن الدم ولكن ربما ما يجمعهن هو الإحتياج بسبب نقص لديهن تعوضه الأخرى… حملت فاديه ميلا وذهبت الى تلك الطاوله وجلست وعلى ساقيها ميلا، تحاول أن تتغاضى عن نظرات رائف لها التى أصبحت تُربكها قليلاً


جلس الأربع

رائف وهيثم يمزحون معًا وصابرين شارده بعض الشئ تنظر لـ فاديه التى إدعت الإنشعال باللهو مع ميلا

بعد دقائق نهض رائف واقفًا يقول بمرح:

أهو أبن أختى اللى دايمًا يجى متأخر وصل، أهلاً يا بشمهندس مش قايل لك العشا عالساعه تمانيه ونص تكون فى المطعم الساعه قربت على تسعه ونص وإحنا منتظرين.


نظر عواد ناحية صابرين ببسمه قائلاً:

اللى أخرنى عمى فاروق اتفاجئت بيه هنا فى إسكندريه وقعدنا نتكلم شويه.


لاحظ رائف نظر صابرين وفاديه لبعضهن دون حديث، لكن لم يُبالى لذالك ربما نظره عاديه… بينما عواد جذب المقعد المجاور لـ صابرين للخلف ثم جلس عليه وهو ينظر لها يشعر بغصه بسبب ذالك العبوس الذى يظهر على وجهها وتحاول إخفاؤه خلف بسمه مصطنعه، رغم ذالك تبسم لها بينما صابرين لم تُعطى أى رد فعل هى أصبحت تشعر بتبلُد وخواء لكل شئ تشعر كآنها جسد خاوى بلا روح

بعد قليل إنتهوا من تناول العشاء، والمزح قليلاً

نهض هيثم ثم وضع يديه على كتفي صابرين قائلاً بمزح:

ياريتنى كنت سمعت لكلام رينا أختى ومدخلتش طب جراحه أهو المفروض إننا فى أجازه لكن لازم أنزل تدريب فى المستشفيات، ماله طب الحيوانات


بيريح الدماغ والله كنت عملت زيها جيبت عصفورتين فى قفص أعمل عليهم تجارب وأسيب القفص بتاعهم فى البلكونه مفتوح.


ضحك الجميع على قول هيثم بينما نظرت له صابرين بغيظ مكبوت،بينما قال رائف وهو ينظر لـ عواد بمغزى:

واضح إن صابرين طول عمرها رقيقه حتى مع العصافير مهنش عليها تسيبهم محبوسين فى القفص.


كبت رائف بسمة من نظرة عواد له التحذريه ان يكف عن مدح صابرين أمامه.


نهضت فاديه هى الأخرى قائله:

حتى ميلا كمان نامت.


نهض رائف يمد يديه يأخذ ميلا منها،لكن ميلا حتى بمنامها مُتشبثه بـ فاديه،التى بصعوبه منها أعطتها له بتردد تشعر بفراغ كانت تود أن تبقى معها.


وقفت صابرين قائله:

خلينى أوصلكم بعربيتى.


رأى هيثم زفر عواد بضيق فقال:

لأ بلاش عربيتك الأستاذ رائف هيوصلنا بعربيته الماركه الأصليه مش عربيتك اللى الكاوتش بتاعها بيفرقع لوحده.


لوهله لفت حديث هيثم عواد وكاد يتسال لكن تحدث رائف:

أوصلكم أنا،حتى ميلا وهى نايمه متشبثه فى فاديه ومش عاوزه تسيبها.


وافقت فاديه على ذالك وعاودت أخذ ميلا منه وقبلت وجنة صابرين قائله: أشوفك بكره تصبحى على خير، كذالك فعل هيثم وقبل وجنة صابرين الأخرى، ثم خرج خلف فاديه ثم خلفهم رائف الذى وضع كف يده على كتف عواد قائلاً بمغزى:

تصبح على خير يا عواد.


فهم عواد فحوى نظرة عين رائف أن يحاول إنتهاز الفرصه ويُقرب بينه وبين صابرين، هو أكثر من يفهمه هو غير قادر على أخذ قرار الإنفصال النهائى عن صابرين، ربما لإراحتهم الإثنين، لكن هو الى الآن مُشتت.


أشار عواد لـ صابرين بيده ليغادرا المطعم،حين خرجا من المطعم قال:

ادى مفاتيح عربيتك للسواق وخلينا نرجع بعربيتى.


تعجب حين أخرجت مفاتيح سيارتها واعطتها للساىق دون جدال،وصعدت الى السياره الأخرى جواره، كان بينهم حديث مقتضب الى أن وصلا الى الڤيلا

ترجلا من السياره ودخلا معًا الى داخل الفيلا قابلهم ماجد قائلاً:

مساء الخير، عواد كنت عاوزك خمس دقايق فى أمر خاص بالشغل.


أمائت له صابرين قائله:

هطلع أنا أنام تصبح على خير.


دخل عواد وماجد لغرفة المكتب تحدث عواد الى ماجد قائلاً:

خير أيه الشغل المهم اللى ميستناش للصبح.


رد ماجد: هو بصراحه أمر مش خاص بالشغل بس حبيت تعرف، إن الغرفه الصناعيه أصدرت قرار بغلق مصنع حندوق بشكل نهائى.


تبسم عواد بإنتصار قائلاً:

غريبه خدوا القرار بسرعه أوى.


رد ماجد:فعلاً،بس السبب تهجم فوزيه على اعضاء اللجنه،مش عارف ليه قلبى مش مرتاح،للقرار ده وتأثيره على عادل وفوزيه،الإتنين المصنع ده كان أملهم الكبير…وأكيد مش هيسكتوا عالوضع ده،قفل المصنع ممكن بسببه يعلنوا إفلاسهم،دول حطوا فيه تقريباً كل الأموال اللى كانت معاهم.


رد عواد بثقه:

لأ متخافش منهم دول زى زوبعه فى الفنجان،وأكيد جنسياتهم الأجنبيه هيستغلوها وأكيد فى عندهم لسه أرصده تكفيهم لفتره، إنت عارف سيادة السفير

كان بيحب الهدايا وبيستغل حصانته الدبلوماسيه فى أعمال مشبوهه وأكيد عنده أرصده للزمن،متشغلش بالك بهم،أنا حاسس بإرهاق هطلع انام،تصبح على خير.


رد ماجد بقبول لحديث عواد:وإنت من أهله.


لم يغيب عواد مع ماجد سوا بضع دقائق،لكن حين دخل الى الغرفه وجد بها نور خافت،نظر نحو الفراش وجد صابرين نائمه،يعلم أنها فقط تُغمض عينيها،

استسلم هو الاخر لذالك التبلُد وذهب نحو الحمام وخرج بعد دقائق يندس جوارها بالفراش متنهدًا،يشعر بالسُهد

لكن صابرين لم تأخذ وقت وإستسلمت للنوم.

……

بعد قليل

وصل رائف الى ذالك البيت الذى يقطن فيه مع والده،

ترجل من السياره وذهب الى المقعد الخلفي للسياره وفتح الباب وبسط يديه كى يأخذ ميلا من فاديه، لكن فاديه قالت لو أخدتها منى هتصحى، خلينى أدخلها لاوضتها بدل ما تقلق من نومها.


تبسم رائف لها، ونظر لـ هيثم:

ثوانى يا دكتور، هندخل ميلا ونرجعلك.


تبسم هيثم له


دخلت فاديه تحمل ميلا

لكن تقابلت مع صادق الذى رحب بها بحفاوه قائلاً:

أميرتي الجميله منوره البيت.


تبسمت له قائله: البيت منور بيك يا عمو صادق.


تبسم لها صادق بحنان قائلاً: بلاش توقفى بـ ميلا كتير طلعيها لأوضتها قبل ما تصحى.


تبسمت فاديه وسارت نحو غرفة ميلا، التى دخلت لها سابقًا، بينما صادق أمسك يد رائف قائلاً:

على فين يا غلطة عمرى.


رد رائف:

هوصل فاديه لاوضة ميلا.


رد صادق: لأ فاديه عارفه مكان أوضة ميلا خليكِ إنت هنا معايا. لحد ما ترجع، بطل تبقى زى اللزقه كده وإتقل شويه بدل ما أنت مفضوح كده، نوعية فاديه تحب الراجل العاقل مش الهايف أبو حركات مفقوسه، مفكره‍ا غبيه زيك ومش فاهمه إنك بتحاول تستغل حبها لـ ميلا وتقرب منها.


تبسم رائف قائلاً:

هو انا مفضوح اوى كده.


رد صادق بحنق:

مفضوح جداً يا بأف.


ضحك رائف قائلاً:

تسلم يا حاج صادق، طب طالما إنت فاهمنى كده ما تعمل معايا حركة جدعنه وتشوفلى طريقه أتجوز بها فاديه، واهو أنت بتحب البنات والبيت يبقى فيه ست.


نظر له صادق بإزدراء مازح قائلاً:

أما تكبر وتعقل، عاوزها تدعى عليا إنى بليتها ببلوه

طب أنا مستحمل سماجتك وسخافتك غصب عنى بقول ونس معايا والسلام.


ضحك رائف

عندما أقتربت فاديه من مكان وقوفهم، قائله:

إنبسطت انى شوفتك الليله يا عمو صادق، يلا هيثم مستنى بره فى العربيه،تصبح على خير.


تبسم لها صادق قائلاً:

تلاقى الخير دائماً يا أميرتى، هبقى أتصل عليكِ أطمن إنك وصلتى بالسلامه.


تبسمت له فاديه بإيماءه وغادر خلفها لكن قبلها نظر لوالده قائلاً:

فكر فى عرضى يا بابا وقتها أميرتك هتفضل معاه ونس فى غيابى.


تبسم صادق متمنيًا لهما السعاده معًا.


[عوده]

عاد رائف من تلك الذكرى القريبه مبتسمًا يتنهد عكس شعوره بالصعب بالأمس، حسم أمرهُ لا داعى للإنتظار أكثر من ذالك، لن يدع نفسه يعيش ذالك الشعور السئ مره أخرى ربما القدر جعل حدوث ذالك رساله له أن لا داعى من تضيع الوقت عليه إستعجال السعاده.

…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل قليل بغرفة غيداء

فتحت تحيه الغرفه لم تُفاجئ بظلام الغرفه أشعلت الضوء ثم نظرت نحو الفراش كما توقعت غيداء مازالت نائمه، تنهدت بضجر وذهبت نحو ستائر الغرفه وقامت بجذبها على جنب لضوء الشمس يدخل ثم توجهت نحو الفراش ونحت الغطاء عن جسد غيداء قائله:

إصحى يا دودو كفايه نوم بقى كده كتير إنتِ من يوم ما أخدتى الاجازه وجيتى لهنا معظم الوقت مقضياه،يا نوم يا قاعدة فى أوضتك،قومى خدى لك شاور كده تفوقى،وتعالى ننزل نقعد فى الجنينه تحت المظله، وكمان صابرين هنا نقعد إحنا التلاته مع بعض شويه ندردش.


تنهدت غيداء بضجر قائله بتوسل:

سيبنى يا ماما أنام أنا….


قاطعتها تحيه قائله:

إنتِ أيه مبتشبعيش نوم عمرك ما كنتِ كده أيه اللى أتغير فيكِ،أنا ملاحظه عينك منفخه وحمره وده رغم نومك الكتير،غير من كام يوم فجأه قررتى تروحى إسكندريه ورجعتى تانى يوم…قوليلى ليه.


تعلثمت غيداء قائله:

مفيش يمكن النوم الكتير بعوض سهر فترة الامتحانات.


نظرت لها تحيه بعدم إقتناع قائله بسؤال:

طب ومرواحك إسكندريه كان ليه؟


تعلثمت غيداء وقالت بكذب:

كنت راحه أشوف النتيجه ظهرت ولا لسه.


لم تقتنع تحيه لكن فى نفس الوقت صدح رنين هاتفها، أخرجته من جيبها ونظرت له وتعجبت قائله:. غريبه ده فهمى، بيتصل عليا وهو هنا فى البيت…

بخضه اكملت حديثها: لا تكون سحر جرالها حاجه شكلها إمبارح ووفيق شايله كان يحزن القلب.


ردت تحيه على فهمى الذى أخبرها بحضور فادى بصحبة والده الآن الى المنزل وعليها إستقباله لإنشغاله بأمر هام عبر الهاتف مع ماجد وعواد.


نهضت تحيه من جوار غيداء

لاحظت غيداء ذكر والداتها لسبب حضور فادى ووالده، شعرت ببروده تملكت جسدها بالكامل وإرتعشت.


لاحظت تحيه ذالك إرتعاش شفاها وذالك الخفوت الذى ظهر على وجه غيداء إقتربت منها بلهفه قائله:

مالك يا غيداء إنتِ تعبانه هتصل على دكتور.


أمسكت غيداء يد تحيه التى وضعتها على جبهتها قائله بخفوت:

أنا كويسه يا ماما يمكن هاخد دور برد.


نظرت لها تحيه برجفه قائله:

إنت جبينك ساقع أكيد ده دور برد بسبب لعبك فى درجات التكييف هروح أعملك كوبايه جنزبيل بالنعناع.


شعرت غيداء ببداية غثيان فقالت برفض:

لأ الجنزبيل بيوجع معدتى، حتى على سيرته حسيت بوجع فى معدتى، أنا عندى علاج هنا لنزلة البرد هاخده وبعدها هحس براحه.


نظرت تحيه لـ غيداء بتردد أن تتركها

أصرت غيداء عليها أن تنزل لو بقيت معها أكثر من ذالك ربما يفتضح أمرها هى بالكاد تُسيطر على ذالك الغثيان الذى تشعر به،بأى لحظه قد ينتهى تحكمها به،فقالت لها:

إنزلى يا ماما متنسيش دول يبقوا عم صابرين وإبن عمها يمكن جايين عشانها، وعيب إن محدش يستقبلهم.


بتردد نظرت لها تحيه قائله:

هنزل أستقبلهم دقايق وأرجعلك تاني.


أمائت لها غيداء: طيب يا ماما بس إنزلى لهم دلوقتي وإطمنى أنا هاخد العلاج وهبقى كويسه.


خرجت تحيه بتردد وفكر مشغول من الغرفه،

هرولت غيداء سريعًا نحو الحمام إنتهى تحملها…

بعد قليل خرجت من الحمام تجفف وجهها وفمها بمنشفه صغيره، ثم توجهت نحو أحد أدراج الدولاب وأخرجت تلك العلبه الدوائيه وأخذن منها كبسولة علاجيه وضعتها بفمها ثم إرتشفت المياه وجلست على الفراش تشعر ببداية زوال ذالك الغثيان قائله:

كويس إنى جبت معايا علاج للغثيان ده، لكن سُرعان ما شعرت برجفه قويه، تتسأل لما آتى فادى ووالده اليوم، هو لم يرد عليها ويخبرها قرارهُ، تحير عقلها ولو ظلت هكذا بنفس الحِيره قد يصيبها الجنون، حسمت أمرها ستنزل وتعرف سبب تلك الزياره.


بتردد منها غادرت غرفتها بتوجس منها.

…. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بشرفة جناح عواد

وقفت صابرين تُشير بيدها لفاديه التى تراها وهى واقفه هى الأخرى بشرفة منزلهم

تتحدثان معًا عبر الهاتف تمزحان معًا حين قالت فاديه بتسأول:

وسحر رجعت من المستشفى ولا لسه، أكيد ده كُهن منها كالعاده عاوزه تطلع إنها ضحيه.


ردت صابرين:

ولا أعرف رجعت من المستشفى ولا لسه أنا من إمبارح لما دخلت ولقيت وفيق شايلها وهى غايبه عن الوعى طلعت الجناح منزلتش لغاية حتى الشغاله هى طلعتلى بالفطور بعد ما أمرتها طنط تحيه.


تنهدت فاديه قائله:

والله أكتر واحده صعبانه عليا هى طنط تحيه شكلها إستحملت كتير فى حياتها.


ردت صابرين:

وأنا كمان صعبانه عليا ومش عارفه هى قدرت تستحمل العيشه فى بيت زهران دى إزاي، إن كان سحر ولا أحلام وجهين لعمله واحده، بس والله أنا أما شوفت أحلام صعبت عليا أوى مش هى خالص دى هيكل بنى أدم، ربنا يشفيها رغم ده مستحيل طنط تحيه قالتلى أنها خلاص دخلت المرحله الاخيره وبتقضيها مسأله وقت ربنا يهون عليها.


تسألت فاديه بمزح يصحبه مكر: بس سيبك من سحر وأحلام

أنا شايفه طنط تحيه كده راضيه عن مرات إبنها وبدلعها.


فهمت صابرين مغزى مكر فاديه فتهكمت قائله:

طبعًا لازم تدلعنى،مش إتجوزت من ولادها الإتنين،والله لو تعرف الحقيقه اللى وصلنا لها ممكن تحطلى سم فى العصير.


ضحكت فاديه قائله:يا بنتى ليه واخده الموضوع بحزازيه منك…


توقفت فاديه عن الحديث لحظات تفكر ثم قالت بإستنتاج:

صابرين،مش أحلام وساميه مرات عمك يبقوا ولاد عم،تفتكرى ممكن أحلام هى السبب وهى اللى أدت مصطفى لـ ساميه.


تفاجئت صابرين فى البدايه لكن سُرعان ما قالت بتوافق:

تصدقى ممكن يكون ده التفسير الوحيد المنطقى إزاي مخطرش فى بالنا من البدايه،يظهر بعد اللى حصل أمبارح دماغك راقت،طبعًا اخدتى حقك كامل مع إنك إتأخرتى كتير.


تبسمت فاديه قائله:

المثل بيقول

” من أخد حقه قبل سنه قال أنا أستعجلت”.


ضحكت صابرين…لكن قبل أن ترد على فاديه سمعت صوت صرخه قويه آتيه من الدور الارضى بالمنزل

شعرت برجفه قائله:

فاديه أنا سمعت صوت صرخه جايه من الدور الارضى،هقفل وأنزل أشوف فى أيه،لا تكون سحر ولا أحلام ماتوا،يبقى إرتاحت البشريه منهم.


شعرت فاديه هى الأخرى برجفه قائله:

طب لما تعرفى سبب الصرخه إبقى إتصلى عليا وطمنينى.

….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بغرفة الصالون

نظر عواد لـ فادى بسخريه غير مُصدق هو بالتأكيد يكذب، لكن تبسم فادى بيقين وعاود قوله:

لو مش مصدقنى عندك غيداء قدامك أهى تقدر تسألها، بقولك أنا جاى شهامه منى.


نظر عواد نحو باب الغرفه وجد غيداء تُخفض وجهها تسيل دموع عينيها بآسى.


إذن ذالك الوغد لا يكذب نهض عواد سريعًا يشعر بآلم بساقيه وبلا مبالاه لهذا الآلم

لكم فادى بوجهه أكثر من لكمه،رغم جسد فادى الضخم الذى يتفوق به وبقوته على عواد لكن لم يدافع عن نفسه وترك عواد يلكمه.


حاول جمال مسك عواد،كذالك فهمى الذى نهض من مكانه يشعر بتخاذل.،لكن خشي من تهور عواد أن يتأذى،وأمسكه هو أيضًا


بينما بنفس لحظة العراك كانت تدخل الخادمه بصنية مشروبات حين رأت تهجم عواد على فادى وقعت منها تلك الصنيه وصرخت صرخه قويه ترددها سمعه كل من بالمنزل… آتت تحيه الى الغرفه، رأت وقوف غيداء ترتعش بشده تهزى تنعت نفسها بوصف متدنى ببكاء حار منها، لم تشعر بعدها بشئ حولها سلمت نفسها لذالك الإعصار يقذفها بظُلمة قاع يبتلعها.


بلوعه منها تمسكت بها تحيه قبل أن تتمدد أرضًا لم تتحمل ثُقل جسدها لتجلس بها أرضًا.


ترك فهمى عواد وذهب نحو تحيه وغيداء

كذالك جمال…بينما وقف فادى مهزوم يشعر بثوران موج هادر بقلبه.


بنفس اللحظه دخلت صابرين الى الغرفه حين رأت عمهاوفادى الذى يظهر أثر كدمات على وجهه وهنالك نزف جوار فمهُ قالت بتعجب:

عمى فادى!

لكن وقع بصرها على غيداء التى يحملها فهمى إنخضت قائله:

فى أيه بيحصل هنا وغيداء مالها.


لم تتلقى أى إجابه، لكن شعرت بيد عواد أطبقت فوق ساعدها بقوه يجذبها للسير خلفه بقوه كادت تتعثر، لكن هو جذبها بقوه خلفه الى أن دخلا الى الجناح الخاص بهم دفعها بقوه بعيد عنه ثم أغلق الباب بقوه، كادت صابرين أن تقع أرضًا لكن تمالكت نفسها، وقبل ان تتحدث

تحدث عواد بإتهام وتهجم قائلاً بعنف:

طبعًا إنتِ كنتِ مرسال الغرام بينهم، طبعًا عشان تكملى إنتقامك منى؟


تعجبت صابرين قائله: مرسال الغرام بين مين، وانتقام أيه،أنا مش فاهمه حاجه خالص؟


ضحك عواد بتهكم قائلاً:

طبعًا لازم ترسمى دور البريئه،بعد ما خلاص وصلتى لهدفك إنتِ وفادى بس….


قاطعته صابرين قائله:

أى هدف أنا مش فاهمه أيه اللى بيحصل من أساسه فادى وعمى كانوا هنا ليه؟أنا جيت على صوت صرخه سمعتها.


تهكم عواد قائلاً:

حلو التخطيط اللى نفذتيه مع فادى هو يرسم الغرام

بـ غيداء وطبعًا بعد ما يوصل لهدفه يجى يطلبها للجواز ويقول شهامه منه؟


ردت صابرين بإستغراب:

مش فاهمه قصدك يعنى ايه فادى يرسم الغرام على غيداء.


نظر عواد لها بحُنق قائلاً:

حلو دور البراءه ده بس للاسف مش داخل عليا متأكد أنك موالسه مع فادى أنه يسلب غيداء شرفها وبعدها يجى يطلبها للجواز كـ شهامه منه وإحنا المفروض نرضخ له، طبعًا خطه ذكيه جدًا منكم بس…


بس أيه هكذا كان رد صابرين المذهوله؟


رد عواد بجبروت وإتهام مباشر:

بس طبعًا متفكريش إنى مقدرش أقتل فادى،

وقتها هتبقى سبب فى موت ولاد عمك ألأتنين.


كان تهديد قاسي من عواد أكتر من إتهامه لها بالموالسه

ذُهلت صابرين من إتهام عواد لها ، لم تعُد تتحمل شعرت بإنيهار مع إنهمار دموع عينيها وقالت:

أنا بكرهك يا عواد، وبكره مصطفى، أنتم الأتنين أذتونى وكسرتونى،وجه إنتقام فادى كمل الجزء اللى كان ناقص فيا ، أنا فاض بيا ومبقتش قارده أتحمل كل إتهام أسوء من اللى قبله، بتمنى الموت

يخلصنى وأرتاح.


قالت صابرين هذا وتوجهت الى تلك الطاوله أخذت هاتفها ومفاتيح سيارتها ولم تسمع لنداءات عواد وغادرت البيت سريعًا قبل أن يصل إليها… خرجت

تقود سيارتها بلاهدف.


بينما عواد أسرع خلفها كى يمنعها لكن كانت قد خرجت من المنزل، لكن لاحظ تلك البُقعه الزيتيه أسفل مكان السياره، توجه نحو سياره أخرى لكن حين وضع ساقيه فوق مكابح السياره شعر بخدر بساقيه، ولوقت لم يستطع تحريكهما.


بينما صابرين سارت بالسياره يطن برأسها إتهام عواد لها بمشاركة فادى بتلك اللعبه الدنيئه ليس هذا فقط بل كلمته القاسيه (هتكونى سبب فى موت ولاد عمك الإتنين)

غشت كثرة الدموع عينيها،مدت يدها على تابلوه السياره كى تحذب محرمه ورقيه تجفف بها دموعها،لكن سقطت علبة المحارم بأسفل مقعد السياره، إنحنت بجذعها تأتى بها، لكن يدها خبطت بدرج السياره، تذكرت أنها تركت بذالك الدرج مظاريف تحليل الچينات الوراثيه، فتحت الدرج بالمفتاح الخاص به وآتت بتلك المظاريف

ووضعتها على المقعد المجاور لها

وبعد دقائق كانت توقف السياره فجأه أمام منزل عمها وترجلت من السياره وأخذت معها مغلفان، وتوجهت نحو باب المنزل تدق الجرس.

….


قبل لحظات بداخل منزل جمال التهامي

دخل جمال خلفه فادى الذى يشعر بثوران يود العوده لمنزل زهران ويطمئن على غيداء، لولا أن جذبه جمال وغادر المنزل ما كان غادر قبل أن يأخذ غيداء معه، لكن إستسلم لوالده غصبًا حتى لا يقع سوء أكثر من ذالك،

خرجت ساميه من إحدى الغرف حين سمعت صوت فتح باب المنزل، لكن سرعان ما وقفت مذهوله من ملابس فادى الممزقه، وكذالك أثار تلك اللكمات على وجهه إقتربت بلهفه وخضه قائله:

فى أيه اللى حصل أيه سبب الكدمات اللى على وشك دى.


قبل أن تحصل ساميه على جواب سمعوا صوت رنين جرس المنزل،ذهبت ساميه وفتحت الباب

تفاجئت بصابرين أمامها وجهها مُتهجم كذالك أثار دموع عينيها ظاهره بوضوح،قبل ان تتحدث،دخلت صابرين الى المنزل دون ترحيب من ساميه التى أغلقت باب المنزل ودخلت خلفها

بينما صابرين إقتربت من مكان وقوف فادى قائله

بإستهجان:

أنا كنت بقول مفيش أسوء من أخلاق عواد زهران اللى اتلاعب بالشرف إنت تفوقت عليه

ومش بس إتلاعبت بالشرف إنت دوست عليه، وأثبتت إن فادى التهامى أقذر منه عالاقل عواد طلع أشرف منك ما لمسنيش غير وأنا مراته فى العلن قدام الناس كلها، إنما إنت…. مش لاقيه لفظ أقوله غير إنك معدوم الأخلاق… إبن ساميه وتربيتها على حق…….


قالت صابرين هذا وألقت ذلك المظروفين فى وجهه وأكملت بسخط:

بس أحب أقولك إنت منتقمتش لمصطفى أخوك إنت إنتقمت لـ أخو عواد

عواد ومصطفى أخوات دول تحليلين dna

بين صابرين بنت مصطفى،وبين عواد وطنط تحيه مامت عواد،شوف نسبة التوافق بينهم بنفسك

غير لو مش مصدقنى عندك بنت مصطفى نفسها أعمل معاها تحليل تطابق أنسجه وشوف بالنهايه هطلع بنت مصطفى أخوك ولا بنت أخو عواد

اللى معرفش وصل لأيد مامتك إزاى!.


قالت صابرين هذا وهى تنظر لوجه ساميه التى تغيرت ملامحها لوهله قبل أن تقول بتعلثم:

أيه التخاريف اللى بتقوليها دى وبعدين أيه اللى حصل داخله زى زعابيب أمشير انا مش فاهمه أيه حصل بالظبط.


من تعلثُم ساميه فى الرد على حديث صابرين فطنت أنها بالتأكيد تعلم أن مصطفى ليس ولدها هزت راسها

بضحكة بسخريه وتهكم وقالت:

إسألى فادى تربيتك اللى ماشى على نفس نهج الخِسه.


قالت صابرين هذا ثم نظرت لـ فادى بيآس قائله:

صحيح ضربت عصفورين بحجر واحد بس للآسف خِسرت يا فادى،لأنى كنت بآجل قرار إنفصالى عن عواد أو بمعنى أصح مكنتش قادره اخد القرار النهارده خلاص مفيش تآجيل للطلاقى من عواد

كمان خِسرت غيداء البريئه الساذجه دبحتها بسكينه تيلمه بس هى كمان مش هتموت يا فادى بالعكس يمكن تفرح إن الشخص الدون اللى وثقت فيه كان بينتقم منها عشان أخوها اللى عرفت انه عاش أخ كبير لأكتر واحد خذلها… بقناع الغش.


قالت صابرين هذا

ثم سارت بعض الخطوات لكن قبل أن تفتح باب المنزل

نظرت نظره خاطفه نحو عمها بحسره ثم غادرت وأغلقت خلفها باب المنزل


إقترب جمال من فادى وقام بصفعه صفعه قويه.


وضع فادى يده مكان صفعة جمال ينظر له بذهول بينما قالت ساميه بذهول هى الاخرى من صفعة جمال لـ فادى قائله:

أنا مش فاهمه أيه اللى حصل عامله زى الأطرش فى الزفه، أيه اللى حصل فى بيت زهران وأيه اللى جاب الغبيه دى كمان.


إنحنى جمال وأخذ ذالك المغلفان ونظر لـ ساميه قائلاً:

فادى طلع واطى وحقير، ومصطفى….


توترت ساميه وحاولت جذب المغلفان من يد جمال قائله:

إنت هتصدق الغبيه دى، دى مش جديد عليها الكدب والبرهان جوازها من عواد بعد يادوب ما وافت عدتها، عواد شكله فاق من تمثيلها البراءه وكدبها وجايه ترمى فشلها علينا بكدبه وعاوزنا نصدقها، مصطفى يبقى إبــــــــ


قاطعها جمال بحسم قائلاً: هنشوف يا ساميه بنت مصطفى موجوده وهنعمل معاها إحنا الإتنين

تحليل dna

والنتيجه هى اللى هتأكد بالبرهان القاطع.


قال جمال هذا وأخذ المغلفان وتركهم وغادر المنزل أيضًا


إرتعشت ساميه بداخلها تدعى على صابرين تلك الحمقاء كيف عرفت عن ذالك الآمر السرى ومتعجبه ان مصطفى بالنهايه علمت إبن من؟

لكن أظهرت الغش والتدليس قائله لـ فادى الذى يقف يشعر بإنعدام الهاويه:

أكيد إنت مش مصدق كلام الغبيه دى، قولى أيه اللى حصل فى بيت زهران خلاكم رجعتوا بالشكل ده، أكيد إستقلوا بكم وإستقبلوكم بعنجهيه قولتلكم وده السبب إن مرضتش آجى معاكم، خوفت مستحملش غباوتهم مكنتش هسمع منهم وأقدر أسكت.


نظر فادى لـ ساميه قائلاً بإستفسار:

مصطفى يبقى أخويا ولا….


قاطعته ساميه بحِده متوتره:

أكيد أخوك، هى الغبيه دى هتلعب بعقولكم ولا أيه.


نظر فادى لها يدخل الى قلبه شك بصدق حديث صابرين، ليس هذا فقط ما يجعله يشعر بالندم بل منظر غيداء، لثانى مره يراها منهاره بهذا الشكل والسبب المباشر هو، لما كل مره يشعر بتقطع فى نياط قلبه، أليس كانت نواياها من البدايه القصاص

لما حين حصل عليه أصبح يدفع هو الآخر جزء من هذا القصاص، قلبه يتهتك حين يرى غيداء

غيداء التى بالتأكيد بعد ما حدث اليوم إنتهت.

……


بنفس الوقت كانت الصدفه أن سالم عائد الى المنزل ورأى وقوف سيارة صابرين أمام منزل جمال تعجب من الأمر وذهب نحو السياره تفاجئ

بخروج صابرين من منزل جمال

التى تسيل دموع عينيها تشعر أنها بدوامه سحيقه

لكن

تفاجئت بـ سالم يقترب من السياره

تلاقت عينيها مع عينيه رأى تلك الدموع التى تسيل من عينيها بوضوح ، تهجم وجهه وأسرع نحو السياره

بينما صابرين لم تنتظر وفتحت باب السياره ودخلت لها سريعًا كانت تُشغل السياره وقادتها بسرعه فائقه غير آبهه بنداء سالم عليها

فقط نظرت له من خلال مرآة السياره الجانبيه تبكى بدموع تُدمى فؤادها الذى تهتك.


بينما سالم رأى تلك البقعه الزيتيه أسفل مكان وقوف السياره، نظر نحو السياره يشعر بندم وغصه قويه بقلبه، لكن رأى خروج جمال من منزله يقترب من مكان وقوفه، تحدث له بإستفسار:

صابرين كانت عندكم بتعمل ايه يا جمال وليه بتعيط بالشكل ده أنا بكلمها مشيت وسابتنى.


أخفض جمال وجهه بخزي ولم ينطق.


ألح سالم عليه قائلاً:

قولى يا جمال صابرين ليه طالعه من بيتك بتعيط وبالشكل ده.


صمت جمال بخزي فماذا يرد عليه وهو الآخر تائه

أيقول له أن إبناه الإثنين هدما حياة صابرين، أو تلك المفاجأه التى تهز كيانه أن مصطفى قد يكون ليس إبنه كما عاش لأكثر من واحد وثلاثون عام… قد تكون كذبه.


صمت جمال جعل سالم يشعر أن هنالك سبب قوى

أخرج هاتفه يقوم بالإتصال على صابرين

لكن لم ترد صابرين على أكثر من إتصال له عليها…

نظر سالم لـ جمال قائلاً:

قولى أيه اللى حصل يا جمال وبلاش سكوتك ده.


شعر جمال بخزي وهو يسرد لـ سالم ما حدث بمنزل زهران قبل قليل ومفاجأته بما قاله فادى لهم.


شعر سالم بصدمه قائلاً:

وفادى كسب أيه لما فضح غيداء، وصابرين كان ذنبها أيه كمان، صابرين أكتر واحده دفعت التمن.


قال سالم هذا ثم غادر ترك جمال واقفًا يشعر بحِيره قاتله، فماذا لو أخبره بباقى ما قالته صابرين أن مصطفى وعواد أخوه.

…….. ـــــــــــــــــــــ

بينما بمنزل زهران

ليس شعور عواد فقط بآلم ساقيه هو ما يُشعره بالعجز، بل ندم على ما قاله لصابرين سواء من إتهام لها بمساعدة فادى، أو حتى قوله الآخر لها أنها ستكون سبب قتله لإبني عمها


وضع الهاتف على أذنهُ يسمع الرنين يتحدث برجاء:

رُدى يا صابرين…

بينما صابرين

أثناء قيادتها للسياره غشت الدموع عينيها تتراقص أمامها كيف إنقلبت حياتها تتسآل بأى ذنب تُعاقب هكذا لم تعُد قادره على الأستحمال، ليتها هى من قُتلت وأنتهت حياتها.


سمعت رنين الهاتف الموضوع على المقعد جوارها، جذبت الهاتف ونظرت للشاشه رأت ان عواد هو من يتصل عليها،

فتحت الخط

قائله بتهجم: عاوز أيه، لسه عندك إتهام عاوز تتهمنى بيه؟او تهديد؟


تنهد عواد براحه حين ردت عليه حاول الهدوء قائلاً بإستخبار:

إنتِ فين إرجعى للبيت.


ردت صابرين بتحدى: مش راجعه.


تنهد عواد يقول بتهدئه: صابرين إرجعى أنا آسف.


تعجبت صابرين حين سمعت آسفهُ وضحكت بيآس وإستهزاء،ذالك المختال الأبرص يتآسف لها لابد أنها سمعت خطأ…


لكن أثناء قيادتها للسياره تفاجئت بسياره مُقابله لها تقترب منها بسرعه، حاولت تجنب السياره وضغطت على مكابح السياره، لكن تفاجئت مكابح السياره لا تعمل أصبحت السياره تموج بها على الطريق الشبه ضيق بعد أن تفادت تلك السياره بصعوبه، مازالت لاتستطيع السيطره على السياره خطر الإصطتدام وارد فى أى وقت، بالفعل

ها هى السياره تنجرف بها على الطريق لتصطدم بسياره نقل أخرى لترتج سيارتها للخلف قبل أن تنجرف بها الى ترعه صغيره على جانب الطريق.


كان عواد مازال يتحدث لها على الهاتف يترجاها يطلب منها العوده للمنزل، لكن قالت له:. أنا بكرهك

مش مسمحاك يا عواد.


كان هذا هو آخر رد لها عليه قبل أن يسمع صوت إصتطدام قوى، ويُغلق الخط بعدها…

لينطق عواد إسمها بتوسل وفزع قلب: صابرين.


بينما صابرين نظرت الى تلك الترعه التى تنجرف بها السياره نحوها وهى لا تستطيع السيطره على السياره، رأت أمامها الرحيل نهاية الطريق

لتغمض عينيها مُستسلمه له تاركه خلفها ليس فقط كل مل مرت به من أكاذيب وخذلان ومعهم من تركوها تصل الى هذا الشعور باليآس من الحياه لتتركهم أيضًا وتُرحب بالرحيل.

……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع…


رواية بحر العشق المالح الحلقة الحادية والأربعون

#الموجه_الحاديه_والأربعون

#بحرالعشق_المالح.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بأحد المشافى

خرج الطبيب من إحدى الغرف

توجه إليه وفيق سريعًا ومعه ماجده وخلفهم فاروق

تحدثت ماجده بقلق ولهفه :

بنتى يا 

نظر لها الدكتور قائلاً:

للآسف النزيف من إمبارح بنحاول نسيطر عليه بيوقف لوقت قليل ويرجع تانى، للآسف الحل الوحيد هو إستئصال الرحم… تنهد الطبيب ثم أكمل غير فى حاجه كمان لازم زوج المريضه يعرفها إنها عندها شبه إنفجار تهتك فى أنابيب الرحم وده وارد يمنع قدرتها على العلاقه الزوجيه بعد كده.


صدمه ألجمت عقل ماجده حتى أنها غابت عن الوعى،سُرعان ما تلاقها وفيق قبل ان تسقط أرضًا يطلب من الطبيب مساعدته

وجهه الطبيب الى أخذها الى أحد غرف المشفى، بينما فاروق الذى مازال يعانى من صدمة آمس ورفض فاديه له أمام الجميع، واليوم صدمه أخرى ليست أقل قسوه، ذنب ظُلم فاديه لابد أن يدفع ثمنه كل من ساهم به.

…… ــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل زهران بغرفة أحلام الراقده رغم الآلم التى تشعر به لكن قالت لتلك الخادمه التى تمد يدها بالعلاج لها قائله:

ملعون أبو المرض اللى مانعني أعرف أيه اللى بيحصل، إمبارح كان فى صويت والنهارده كمان، أيه اللى حصل.


وضعت الخادمه تلك الكبسوله امام شفاه أحلام ثم كأس المياه بصمت.


إبتلعت أحلام تلك الكبسوله العلاجيه وإرتشفت بعض قطرات المياه بصعوبه لكن قالت للخادمه بوعيد قوليلى أيه اللى بيحصل بدل ما يكون ده آخر يوم لكِ خدامه هنا.


ردت الخادمه عليها:

الانسه غيداء….

قطع حديث الخادمه دخول إحدى زوجات ابنائها

إستاذنت الخادمه ثم غادرت الغرفه قبل أن تنقل لها سبب ذالك الصُراخ، بينما نظرت أحلام بإستهجان نحو زوجة ابنها قائله:


على ما أفتكرتى ان ليكِ حما تسألى عنها إنتى وأختك طول الوقت مقضينها يا فى بيت أهلكم يا فُسح.


زفرت زوجة إبنها قائله بنزك: يعنى حضرتك عاوزانا نفضل مربوطين جنبك هنا فى البيت،

ناسيه إن إحنا الإتنين حوامل والدكتور اللى متابعين معاه الحمل قالنا بلاش تجهدوا نفسكم،وبعدين يعنى حضرتك ناقصك أيه فى خدامه مخصوص فى البيت طول الوقت معاكِ تحت أمرك ، غير كمان طنط تحيه هى الوحيده اللى بترتاحي معاها.


توجعت أحلام وبداخلها للحظه شعرت بالندم وعقلها يعاود تلك المرات التى حاولت وتمكنت من بعضها بإيذاء تحيه ولسخافة القدر هى من تعتنى بها الآن وتتحمل وتتقبل نوبات غضبها بسبب آلم جسدها الذى أصبح لا يزول سوا وقت قصير وسُرعان ما يعاود أقسى،لكن نفضت ذالك ونظرت لزوجة إبنها قائله بتعسُف واهى:.

إنتم نسوان عيالى وواجب عليكم خدمتى زى فى يوم ما ربيت وكبرت لكم ولادى عشان تاخدوهم عالجاهز، متفكريش إن شوية تعب هيهدونى و….


قاطعتها زوجة ابنها بضحكة سخريه وبتعسُف صدمتها:

شوية تعب أيه يا طنط إنتِ مصدقه الكدبه اللى بيضحكوا عليكِ بها،إن السبب مجرد كسر رجليكِ، إنتِ مريضه بالسرطان وفى المرحله الأخيره كمان.


إتسعت عين أحلام بذهول غير مستوعبه ما قالته تلك القاسيه التى تُشبها بجبروت القلب،وحاولت النهوض من رقدتها على الفراش تُثبت لها أنها كاذبه لكن جسدها أخل بها بل شعرت بزياده تيبوس به،وصرخت صرخة وجع قاسى علمت أنه فتك بها.

…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل سالم زهران

دخل سالم الى المنزل وجد شهيره وفاديه تجلسان معًا تُشاهدان التلفاز، لم يُلقى عليهن السلام وطلب من فاديه سريعًا:

فاديه إتصلى على صابرين.


تعجبت شهيره وبنفس اللحظه شعرت بوخزه قويه فى قلبها.


كذالك شعرت فاديه ولم تتسأل وجذبت هاتفها من على الطاوله وفتحته وقامت بالإتصال على صابرين

لأكثر من مره

نظرت الى سالم برجفه قائله بتطمين هى لا تشعر به:

برضوا بيقول إن التليفون غير مُتاح،يمكن فى مكان مفيش فيه شبكه.


نظر سالم لهن وهو يفرك جبينه بيده قائلاً بندم:

لأ،كان لازم اقف قدام العربيه وأمنعها، متأكد صابرين مش بخير.


إنشعفت شهيره قائله بخفوت وترقب:

قصدك أيه يا سالم،أيه اللى حصل.


تدمعت عين سالم قائلاً: أنا شوفت

صابرين كانت طالعه بيت جمال من شويه،وحاولت أعرف السبب بس هى ركبت عربيتها وساقت بسرعه،وبعدها شوفت جمال طالع هو كمان من البيت،ولما سألته،حاول يراوغنى شويه،بس قالى عن سبب وجودها عنده،وأنا لغاية دلوقتي مش مصدق اللى هو قالى عليه!.


صمت سالم قليلاً، لكن حثته شهيره بإستفسار قائله:

وأيه اللى جمال قاله وإنت مش مصدقه!.


جلس سالم على المقعد بقلب مُشتعل يشعر بحدوث سوء لـ صابرين، وإسترسل لهم بما قاله له جمال

عن فعلة فادى الخسيسه مع غيداء.


ذهلت فاديه قائله:

فادى وصلت بيه الخِسه للدرجه دى،طب أيه دخل صابرين بالموضوع ده.


توقفت فاديه عن الحديث لدقيقه ثم خمنت همست بصوت خافت قليلاً بتبرير لسبب إتيان صابرين بمنزل عمهم:

مش معقول تكون صابرين قالت على نتيجة التحاليل.


سمع همسها سالم كذالك شهيره التى أصبح قلبها يشعر بحدوث شئ سئ فتسألت:

نتيجة تحاليل أيه،أختك مالها يا فاديه هى مش بتخبى عنك حاجه.


تعلثمت فاديه قليلاً مما أزاد الشك بعقل سالم وقال:

فاديه قولى مخبيه أيه أنتِ وأختك،ويخص عمك.


تعلثمت فاديه قليلاً وحاولت المراوغه بالحديث،لكن سالم قال لها بأنتهاء صبر:

فاديه بلاش لف ودوران، قولى مخبين أيه يخص عمكم؟


نظرت فاديه لوجهى والدايها ثم قالت مباشرةً:

مصطفى وعواد يبقوا أخوات.


نظر سالم وشهيره لها بتعجب وقالت شهيره بعدم تصديق وإستهزاء:

نكته دى ولا أيه، ولا يكونوا أخوات فى الرضاعه، بس ده حتى مستحيل مش معقول أم عواد قعدت ترضعه أربع سنين لحد ما ساميه ولدت مصطفى.


كذالك وجه سالم غير مُصدق.


نظرت لهم فاديه قائله بتبرير:

لأ يا ماما دى الحقيقه اللى وصلت لها أنا وصابرين وإتأكدنا منها كمان.


تعجب الإثنان

سردت لهم فاديه القصه مند بداية إكتشاف صابرين شبه كبير ابنة مصطفى وإبنة رائف الى تأكدهن بوجود توافق بين چينات تحيه وإبنة مصطفى بالبرهان الطبى الحاسم، وتذبذب حال صابرين ورغبتها إنهاء زواجها من عواد بأقرب وقت قبل الإفصاح عن ذالك الآمر.


ذُهل الإثنان غير مستوعبان ما سردته لهم فاديه، وضعت شهيره يدها على قلبها تقول:

كل ده إتحملته صابرين.


شعر سالم بندم قائلاً: كنت حاسس من البدايه إن صابرين واخده جوازها من عواد عند وتحدى حتى حذرته إن لو صابرين جاتلى وقالتلى أنا عاوزه أنهى جوازى من عواد هكون أول المساعدين لها،حتى يوم ما أجهضت أنا حذرته وكنت ناوى أرجعها على هنا بعد ما تخرج من المستشفى ومكنتش ناوى أرجعها بيت زهران تانى بس أنتم اللى وافقتوا الست تحيه

عواد أقل عقاب له يتحرم من صابرين لأنه ميستهلهاش من البدايه وهو ده اللى خلاص لازم يحصل.


تعجبت فاديه قائله بسؤال:

قصدك أيه يا بابا بإنك حذرت عواد قبل كده.


نظر سالم لـ شهيره التى قالت بتفسير:

سالم قبل كتب كتاب صابرين وعواد راحله وقاله انه رافض جوازه من صابرين و أخد رأيها بس عشان يسمع ويتأكد رفضها ، بس هى خيبت توقعه ووافقت على الجواز منه،بس ميفكرش أنه لو أذاها فى لحظه مش هيستنى منها طلب وهياخدها منه

حتى لما أتأكد أن عواد مش هو السبب فى إجهاضها أتصل عليه وقاله أنها مش راجعه بيت زهران تانى بس أنا وأنتِ كنا السبب لما وافقنا الست تحيه وهى إستسلمت زى عادتها بتختار الطريق السهل أو بمعنى أصح اللى بتظن أنه سهل.


تنهد سالم قائلاً:

بس خلاص كده كفايه،صابرين لازم ترجع لى من تانى،مش هسيبها تضيع أكتر من كده،أنا غلطت من البدايه وهمتها آنى صدقت تقرير كشف العذريه بس عشان كانت تقوى وتواجه مكنتش عاوزها تواجه عواد، أنا كنت عاوزها تواجه مصطفى وتثبت برائتها قدامه،مصطفى يومها قالى أنه هيجى المسا ياخد صابرين ويروحوا لشقتهم متأكد أن كان فى دماغك بيضمُر لها السوء، خوفت عليها كنت هطلب منه طالما مصدق التقرير طلقها، بس وقتها مصطفى كان زى المجنون وأكيد كان هيرفض غير ساميه كانت مهتصدق وهتفضح صابرين وتثبت عليها أنها كانت على علاقه بـ عواد وهى على ذمة مصطفى بتلعب عالحبلين يعنى

بس صابرين بدل ما تروح تواجه مصطفى وتأكد ثقتها فى نفسها قدامه راحت

لـ عواد واللى حصل بعدها معروف

حتى لما شيخ الجامع لما اتوسط لـ عواد وقالى على طلبه يتجوز من صابرين أنا رفضت مباشر من البدايه حتى قبل ما أقول لـ صابرين، بس شيخ الجامع قالى من حقها تاخد رأيها حتى عشان تريح ضميرك، يمكن هى يكون لها رأي تاني بالذات بعد عواد ما عرض الصُلح وقبل بشرط جمال إن الصُلح يبقى بجلسه عرفيه وعواد يقدم كفنه قدام أهل البلد، وبصراحه إستغربت موافقة عواد وقتها اللى أعرفه عن شخصيه زي عواد عنده كِبر وغرور أنه يوافق على الطلب ده، بس شيخ الجامع قالى


فى سببين عنده تفسير لموافقة عواد

السبب الاول الندم أنه يكفر عن شئ حصل بسببه بالغلط غير مقصود منه وموافقته بيفسرها دماغه إنها شهامه منه

والسبب التانى لطلب جوازه من صابرين،أنه عنده مشاعر ليها ممكن تكون برضوا ندم أنه إتسبب لها فى ضرر كبير،أو فى تفسير تانى عواد بيحاول يخفيه أو بمعنى أصح يطمسهُ عواد فعلاً كان يعرف صابرين وبيحبها وصِعب عليه إن يتحمل إنها تكون هديه مع الارض اللى كانت بمثابة ديه لأبوه…كمان صابرين لازم فى يوم هتتجوز حتى لو من راجل تانى غير عواد، بس هيفضل اللى حصل نقطه سوده ليها قدام جوزها أنه ممكن يستغل القصه دى وتعيش تعانى معاه من الشك،عواد الوحيد اللى واثق من عفة صابرين لأنه عارف الحقيقه، ملمسهاش.


نظرت فاديه ببسمه تُعاتب والداها قائله:

وليه مقولتش الكلام ده لـ صابرين يا بابا وحسستها إنها وحيده قدام عواد، خلتها دايمًا تحاول تظهر قوه وهميه وإن نهاية جوازها من عواد هى الأمل الوحيد إنك ترجع ترضى قلبك عليها.


نظر سالم لـفاديه بدمعه بعينيه قائلاً:

أنا عمرى قلبى ما غضب عليها، بالعكس أكتر واحده فيكم كنت بخاف عليها، ويمكن ده سبب لها ضعف أو بمعنى أصح إستسهال، هقولك على موقف حصل


لما إتخرجت من الجامعه هى كانت من العشره الأوائل، يعنى المفروض كانت تتعين مُعيده فى الجامعه بس هى جالها جواب التعين من وزارة الصحه إنها تشتغل فى لجان الفحص الطبيه للمنتجات الحيوانيه، أنا مكنتش موافق، وكنت هقدم تظلم فى الجامعه، هى قالتلى هى مش زعلانه ووظيفه زى وظيفه حتى إنها تشتغل فى لجان الفحص أسهل لها من إنها تبقى مُعيده وتفضل طول الوقت تدرس ودرس للطلبه ومسؤليه أكبر، كده أفضل لها،حتى نفس المرتب تقريبًا زى بعض، حتى قولت لها الواجهه الإجتماعيه

مُعيده فى الجامعه أرقى من موظفه فى وزارة الصحه، قالتلى هى مش بدور عالواجهه الإجتماعيه

أنا يهمنى آنى هبقى مُستقله وليا دخل ثابت…

أنا عمرى ما حاولت أفرض قرارى على حد فيكم حتى إنتِ يا فاديه كنتِ صعبانه عليا وإنتِ مستحمله عيشتك مع وفيق حتى قولت لماما تقولك وفيق ميستحقش تضحيتك وفى لحظه هيبيعك

بس قالتلى إنك راضيه بحياتك لحد ما أنتِ بنفسك قولتى كفايه كده… حتى فاروق لما قولتيلي إنه طلب يتجوزك وأنك مش عاوزانى أوافق عليه بس إنتِ هتظهرى إنك موافقه لأن فى دماغك هدف معين وافقتك، وده مش ضعف منى يا فاديه

أنا أتعلمت إن الحياه تجارب أوقات بتبقى التجربه قاسيه بس بنتعلم منها، وأنا كنت عاوزكم تتعلموا من التجارب اللى بتمر عليكم أنا مش هعيش ليكم العمر كله.


إقتربت فاديه من سالم وعانقته قائله:

ربنا يطول بعمرك ويخليك ليا يابابا وتبقى سند لينا العمر كله.


عانقها سالم قائلاً:

الللى بيسند الكل ربنا يا بنتى أنا مجرد سبب كنت ممكن مبقاش موجود والصعاب اللى مرت عليكم دى متكونش فى حياتكم وتعيشوا بسعاده.


عانقته فاديه بقوه قائله:

ربنا يخليك لينا يا بابا وجودك هو اللى بيهون علينا الصعاب.


ضمها سالم قائلاً:

ربنا يسعد قلبك، كفايه كلام كتير إتصلى على صابرين يمكن ترد عليك وقلبى يطمن عليها.


إتصلت فاديه على هاتف صابرين لأكثر من مره لكن جائها نفس الرد السابق الهاتف غير متاح.


نظرت فاديه لقلق شهيره وسالم وحاولت تطمينهما رغم ان القلق دخل الى قلبها أيضًا:

يمكن فى مكان مفيهوش شبكه أو موبايلها فصل شحن هى أوقات كتير بتنسى تشحنه.


تنهد سالم بقلق قائلاً بتمنى:

ياريت يكون ده السبب.


شعرت فاديه بقلق أكثر وقالت شويه وهرجع أتصل عليها ولو مردتش هروح لها بيت عواد.


أماء لها سالم رأسه،يشعر بوخزات قويه فى قلبه كذالك شهيره التى تحاول نفض ذالك الشعور القاسى عن قلبها.

……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بغرفة غيداء

حقنها الطبيب بإبره مُهدئه، إستجاب عقلها لتلك الغفوه تتوه بها عن ذالك الشعور المُهلك وصدمتها القويه التى أقحمت نفسها بها، خيبة الحب الاول الذى أعطته فرصه حين تعاملت معه ببراىتها؛تركته يتلاعب بسذاجتها،وهو فى الحقيقه كان يضمُر بقلبه إنتقام لأخيه من أخيها أخذها نصل كى يغرسه بقلب أخيها لكن النصل لم ينغرس فقط بقلب أخيها بل إنغرس بقلبها أولاً،أرادت أن تعيش قصة حب كتلك التى كانت تراها عبر الشاشات والأوراق الملونه بتنهيدات العشاق،لكن فاقت أن تلك القصص الكثير منها خياليه فقط لوهم العقول تُرثى القلوب لكن بالحقيقه الواقع سئ،بل سئ للغايه.


نهضت تحيه من جوارها على الفراش تسمع لحديث الطبيب هى وفهمى:

واضح دى حالة إنهيار عصبى ممكن بسبب صدمه مرت بيها أنا عطيتها إبره مُهدئه وهتنيمها لوقت،ودى أدويه مُهدئه ملهاش أى تأثير مضاعفات عالحمل أنا راعييت ده زى ما قولتولى،ياريت تحاولوا أنكم تدعموها الفتره دى،حتى ممكن يكون السبب إكتئاب حمل فى سيدات بيحصل لهم حالات مُشابه ومش بتستمر فتره مجرد أيام.


خرج فهمى مُرافقًا الطبيب، بينما لم تستيطع تحيه التى كانت تكبت دموعها أمام الطبيب كبتها أكثر من ذالك سالت دموعها بحسره وردتها الصغيره التى حاولت أن تُجنبها مآسى الحياه لكن هى دفعت بنفسها بين تلك المآسى مُبكرًا كما حدث معها بالماضى،لكن هنالك إختلاف كبير هى كانت بمثل عمرها زوجه حامل أيضًا بطفل وعلى حافة الطلاق لولا ذالك الطفل هو الذى أعادها تعيش بجحيم قاسى،لو كان بيدها لأنهت ذالك الزواج وفرت بطفلها ربما ما كان عاش ذالك العذاب بحياته وتبدل حاله للأفضل،وما كان جحد قلبه عليها ، يبدوا أن كما يقولون التاريخ يُعيد من نفسه بالأسوء فقط.


فى نفس اللحظه سمعت طرق على باب الغرفه، جففت دموعها بآناملها وسمحت للطارق بالدخول.


دخلت إحدى الخادمات تخبرها:

الست ساميه تحت وطالبه تقابلك.


شعرت تحيه برجفه لابد أنها آتيه تُكمل حديث ولدها السافر وربما تُساوم بدناءه مثل إبنها، إستجمعت ما تبقى من شجاعه لديها لن تترك ساميه تتشفى بإبنتها لن تجعلها ترمى كل الخطأ عليها وحدها،

خرجت من الغرفه وهبطت الى مكان ساميه التى ما ان رأت دخول تحيه الى الغرفه وقفت بتحفُز

فـ هى عنوان للوقاحه آتت الآن ترسم البراءه والتشبث بكذبه هى أكثر من يعرف حقيقتها،لكن لا تنكر مفاجأتها بمعرفة تلك ألبلهاء صابرين بذالك وتحيرت من أين عرفت بذالك، ولا محتوى ذالك المغلفان اللذان أخذهما جمال وخرج


آتت حتى تُظهر أنها بريئه وسبقت بالحديث:

أكيد فرحانه ومبسوطه بغباوة مرات ابنك والكدبه اللى يمكن رسمتوها سوا،عشان ترفضوا فادى انا من الاساس مكنتش موافقه وقولت له انكم هتستقلوا بيه بس متوقعتش الهبل والزوبعه اللى قالتهم صابرين.


تحير عقل تحيه قائله بعدم فهم:

إيه دخل صابرين فى موضوع فادى وغيداء.


تهكمت ساميه قائله:

هصدق انك متعرفيش كدبة مرات ابنك الجديده، سبق وهربت مع عواد ولما رجعت قالت كان خاطفها، ودلوقتى جايه توجع قلبى بزياده على ابنى اللى راح ضحيه بسببها.


زادت الحيره بعقل تحيه قائله: انا مش فاهمه حاجه قصدك ايه كل اللى قولتيه ده كان ماضى وخلاص انتهى.


ردت ساميه بتعسف:

لأ منتهاش، مرات ابنك جايه ترجع لقلبى فاجعته على المرحوم مصطفى، لأ والمره دى فاقت كل الحدود.


تنهدت تحيه قائله:

قولى من النهايه انا مش فاهمه قصدك بلاش لف ودوران انا اللى فيا مكفينى.


تهكمت ساميه قائله بسخريه:

فيكِ أيه ما انتِ قدامى أهو بخير أنا اللى قلبى اتوجع وكل ما أحاول أهدى الوجع فى قلبى تجى صابرين وتفتح الجرح لأ وأيه جايبه معاها ظرفين وبتقول دول إثبات كدبتها الجديده، قال أيه

المرحوم مصطفى ميبقاش ابنى ويبقى أخو عواد.


شعرت تحيه بصاعقه ضربت قلبها الكلمه مباشرةً قائله بخفوت:

إنتِ بتقولى أيه، أكيد بتخرفى، إزاى مصطفى يبقى أخو عواد، عواد معندوش اخوات غير غيداء.


تهكمت ساميه قائله:

مش انا اللى بقول دى صابرين انا جايه أقولك تقولى لها تبطل كدب شويه وتحترم وجع قلوب الناس وكفايه انها السبب فى موته وإتحوزت من اللى قتلهُ.


قالت تحيه بحده:

إخرسى عواد مش قاتل، والتخاريف اللى جايه تقوليها سهل إثبات كدبها….

شعرت تحيه فجأه بدوخه يمر أمام عينيها صورة مصطفى

كذالك ملامح وجهه يوم إطلاق الرصاص هنا بالمنزل، تلهفت على عواد ونظرت نظره خاطفه لـ مصطفى قلبها كان مع عواد،

الملامح تظهر أمامها بوضوح كيف تغاضت عن تلك الملامح وهل نسيتها مع مرور الوقت تناستها غصبًا بسبب ما مرت به


لم تتحملها ساقيها وجلست على المقعد تشعر بتوهان ودموع تسيل و آلم لا يوصف فى قلبها الذى شبع من الآسى.

……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل قليل

بعد أن سمع عواد صوت تصادم عبر الهاتف وبعدها إنقطع الإتصال مع صابرين، إنجلع قلبه من مطرحه وخرج سريعًا من المنزل وأمر أحد السائقين أن يقود له السياره،

عاود الاتصال مرات على صابرين ونفس الرد

تاه على من يتصل الآن ويخبره أى شئ عن صابرين

حتى أنه فكر بالذهاب الى منزل والداها

لكن عدل عن الفكره.حين قال له السائق:

هنروح فين يا بشمهندس.


نظر له عواد صامتًا لدقائق ثم قال:

سوق وأنت ساكت.


إمتثل السائق لأمره وبدأ يسير بالطريق دون سؤال

بينمل عواد عقله وقلبه مُشتتان لاول مره يشعر بكل ذالك الآلم الذى يفتك به روحً وجسد معًا

تنبه حين توقف السائق، نظر له قائلاً:

وقفت العربيه ليه؟


رد السائق:

الطريق واقف معرفش ليه، وكمان فى عربية شرطه شكلها لسه جايه.


نظر عواد نحو ذالك التجمع القريب منه ترعه كاد أن يقول للساىق إخترق ذالك الجمع، لكن سمع سؤال السائق لأحد الماره:

قولى يااخ أيه سبب قفل الطريق.


رد عليه:

فى عربية وقعت من شويه فى الترعه والاهالى طلعوا بنت منها وبلغوا النقطه بتاع البلد وأهى لسه جايه.


فتح عواد السياره سريعًا وترجل منها وذهب سيرًا بأقدام خاويه الى نحو تلك الترعه

توقف يسأل أحد الواقفين يقول انه شاهد الحادثه من البدايه:

هى اللى كانت سايقه العربيه طلعت من العربيه بخير، وهى شكلها ايه طب ماركة العربيه حديثه.


سرد له الشخص مواصفات السياره كذالك مواصفات الفتاه التى أخرجها أحد الماره،تطوعًا منه.


صُعق قلب عواد الأوصاف كلها تنطبق على سيارة صابرين.


تسأل بلوعه قائلاً بخيفه:

طب البنت كانت….. توقف لسانه عن نُطق بقيه حديثه لكن جاوب الشخص:

الفلاح اللى طلع البنت من العربيه، قال إن لسه فيها روح وأخدها على عربيته الكرو على الوحده الصحيه بتاع البلد.


تنهد عواد بأمل قائلاً:

طب فين الوحده الصحيه دى.


وصف الشخص لعواد مكان تلك الوحده الصحيه،تركه عواد سريعًا،وتوجه الى مكان وقوف سائقه قائلاً:

بسرعه أطلع.


تعجب السائق قائلاً:الحكومه واقفه عالطريق…

قاطعه عواد بحزم:

بقولك أطلع بسرعه.


شغل السائق زامور السياره كى يتجنب الماره واحاد بسيارة الشرطه وسار سريعًا غير مبالى لمحاولة الشرطه ايقاف السياره

بعد دقائق ترجل عواد من السياره،ودخل سريعًا الى تلك الوحده الصحيه توجه مباشرةً نحو غرفة المدير

فتح الباب دون استئذان منه قائلاً:

فين البنت اللى جابوها عامله حادثه بعربيتها على الطريق.


رد الطبيب:

هى فى اوضه الإسعافات الاوليه إنت تعرفها.


ترك عواد الطبيب وذهب نحو غرفة الإسعافات

ودخل سريعًا ينظر الى تلك الآسره،عيناه تبحث عن صابرين يتمنى أن يخيب توقعه،لكن للآسف ها هى أمامه بوجه مكدوم،وعلى أنفها جهاز تنفس صناعى


دخل الطبيب خلف عواد الذى وضع يديه يستند على الفراش التى ترقد عليه صابرين،ساقيه تؤلمه للغايه،تحدث الطبيب:

إنت تعرفها؟

دى لازمها تتنقل مستشفى فورًا إحنا هنا معندناش امكانيات نقدمها لحالتها غير شوية إسعافات أوليه،انا كنت لسه هكلم مستشفى المركز تبعت لينا وحدة إسعاف خاصه عشان تنقلها للمستشفى


تحدث عواد:مالوش لازمه أنا هتصل على مستشفى خاصه تبعت عربيه مجهزه فورًا

بالفعل إتصل عواد على إحدى المشافى الخاصه، وأعطى هاتفه للطبيب قائلاً:

خد قول لهم على حالتها بالتفصيل.


أخذ الطبيب الهاتف وأخبرهم عن توقعاته بما تعانى منه صابرين وتحتاج إليه بالتفصيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد وقت قليل

أمام غرفة العمليات لم يستطيع عواد الوقوف على ساقيه يشعر بآلم يقسم ظهره، إنهار بجسده على أقرب مقعد وإحنى ظهره يضع رأسهُ بين يديه، رغم ذالك الوجع الجسدى المُهلك الذى يشعر به هنالك آلم أقوى وأشد فتك بمراحل مراجل بقلبه الذى يكاد ينصهر بداخله

…….. ــــــ

بعد وقت


رأى سالم جلوس عواد بالرواق أمام غرفة العمليات قطع المسافه فى لحظات

جذب عواد من تلابيب ثيابهُ ولكمه عدة لكمات إستسلم عواد ولم يُدافع عن نفسه، بينما قال سالم بغضب سحيق نادمًا:

فين صابرين، قولي عملت فيها أيه، كانت غلطه منى إنى سيبتها تتجوزك، أنا حذرتك قبل كده كذا مره حتى يوم جوازك منها حذرتك وقولتلك أنا واثق إن بنتى عمرها ما تخون ثقتى فيها، حتى قولتلك إنك لو مصونتهاش هاخدها منك غصب عنها

ساكت ليه إنطق صابرين فيها أيه، أذيتها بأيه المره دى كنت غلطان هستنى أيه من واحد معندوش أخلاق وإتلاعب بالشرف وزو تقرير كشف العذريه .


رد عواد بنفى وصدق:

مش أنا اللى زورت تقرير كشف العذريه.


توقف سالم ينظر لـ عواد مذهولاً يقول بعدم تصديق:

كداب.


قاطعه عواد قائلاً بتأكيد:

عندى التقرير الأصلى اللى كتبته الدكتوره والتقرير التانى كان مزور، بس مش أنا اللى زورته.

ـــــــــــــــــــــــ……..


يتبع…


رواية بحر العشق المالح الحلقة الثانية والأربعون

#الموجه_الثانيه_والأربعون

#بحر_العشق_المالح

ــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور يومين.

…. ــ

صباحً

بمنزل الشردى

بغرفة ناهد… إستيقظت لم تجد وفيق جوارها

تمطئت بيديها تتثائب قائله بسخط:

أكيد صحى وراح يطمن على أخته اللى ربنا بلاني بها هى كمان كنت نقصاها أما أقوم أخد دوش وانزل أفطر وبعدها أبقى شوف أيه الجديد.


بالفعل بعد قليل خرجت ناهد من الحمام، توجهت نحو دولاب الملابس وفتحت الناحيه الخاصه بها، جذبت بعض الثياب لها، لكن وقعت منها إحدى الثياب على الارض إنحنت وأخذتها ثم إستقامت وضعتها بمكانها بالدولاب مره أخرى، لكن تصادمت يدها صدفه مع ذالك الشئ الصلب، جذب ذالك المنديل وفتحته ونظرت الى ما بداخله قائله:

مش عارفه أيه السبب فى تطنيش الحيزبون ماجده وكتمت إن فى حاجه إتاخدت من الصيغه دى،متأكده إنها عرفت بس يا ترى أيه سبب سكوتها.


أجابت ناهد على سؤالها بعد تفكير:

سكوت ماجده وعدم أفصاحها عن ضياع الانسيال أكيد خوف عشان ميتفضحش كدبها قدام وفيق.


شعرت ناهد بزهو بنفسها قليلاً،ولامت نفسها لما لم تأخذ أكثر، فبالتأكيد كانت ماجده ستُكتم ولن تبيح بذالك حتى لا يعلم وفيق بذالك الأمر ويكتشف كذب والدته عليه… ربما سبب مُقنع لكن أيضًا وربما هنالك حقيقه آخرى.

…***


من أحدى غرف المنزل

خرج وفيق حين دخلت تلك الطبيبه الى الغرفه

تقابل مع ناهد التى تبدو إستيقظت للتو من النوم تتثائب قائله:

صباح الخير يا وفيق، صحيت من النوم ملقتكش جانبى قولت أكيد جيت لهنا تطمن على سحر، أزيها دلوقتى.


نظر وفيق لها بضجر قائلاً:

سحر تعبت شويه وطلبنا لها الدكتوره وجت وهى دلوقتي بتفحصها جوه فى الاوضه.


تنهدت ناهد قائله:

مش عارفه أيه السبب اللى خلاها تستعجل وتطلب تخرج من المستشفى

قبل ما تكمل علاجها، كنت عاوزه اقول بلاش تخرج دلوقتي من المستشفى بس خوفت لتبرر خوفى عليها غلط،و إنى مش عاوزها تجى هنا… أنا كان غرضى صحتها.


نظر وفيق لـ ناهد بتفكير قليلاً، يطن برأسه حديث فاديه أن من المستحيل أن يكتمل الحمل قبل أخذه للعلاج المناسب له، نزلت عيناه نحو بطن ناهد، حقًا لم تمضى فتره طويله على الحمل لتنتفخ بطنها وتظهر علامات الحمل، لكن أيضًا دخل الشك الى عقله،فقال بمفاجأه لـ ناهد:

ناهد بما إن الدكتوره هنا فى البيت خليها تكشف عليكِ، وتطمنا عاالجنين.


إرتبكت ناهد وتعلثمت وهى تضع يدها على بطنها الخاويه قائله:

مالوش لازمه، الحمد لله أنا بخير وأكيد الجنين بخير.


شعر وفيق بإرتباك وتعلثم ناهد دخل الى عقله شك قائلاً:

مش هنخسر حاجه أهو زيادة إطمئنان…كده كده الدكتوره هنا،أما تخلص مع سحر تكشف عليكِ.


زاد إرتباك ناهد وقالت:

بس أكيد الدكتوره مش هتبقى عامله حسابها إنها تكشف عليا،انا هبقى أروح لها العياده آخر النهار،حتى أكشف سونار.


رد وفيق بمحاوره:

مش مهم السونار المهم تطمنا عاالجنين،إنتِ الفتره دى متغيره شويه.


إرتبكت ناهد قائله:

متغيره إزاى،أنا الحمد لله كويسه جدًا.


تفاجئت ناهد بـ رد وفيق:

ما هو ده السبب إنى بقولك الدكتوره تكشف عليك،مش ملاحظ أى علامات للحمل عليكِ.


تعلثمت ناهد قائله:

قصدك أيه بعلامات الحمل،انا لسه مكملتش شهرين ونص حامل غير أنا جسمى مش بيبان عليه الحمل غير فى الشهور الأخيره،حصلى كده فى المرتين اللى خلفت فيهم.


نظر لها وفيق قائلاً:

مش قصدى إنتفاخ بطنك،قصدى العلامات التانيه،اللى زى الوحم والغثيان.


تنهدت ناهد براحه قائله:

الوحم مش عارفه ليه نفسى رايحه دايمًا للموالح وبحاول أسيطر على نفسى عشان بتعب من الموالح،إنما الغثيان آخر كشف ليا عند الدكتوره كتبتلى على نوع كبسولات باخدها لما بحس بالقئ،إطمن إنت ربنا هيجبر بخاطرنا


نظر لها وفيق يزيد بعقله الشك وكاد يتحدث لولا خروج الطبيبه من الغرفه وخلفها ماجده

لتقول الطبيبه: الوجع اللى حست بيه المدام ده

أعراض طبيعيه فى الحالات دى،أنا هكتب لها نوع مُسكن للآلم ومع الوقت هيزول، إستئصال الرحم عمليه مش سهل الجسم يتقبلها بسهوله، غير الآلم اللى فى الجزء اللى موصل للرحم المدام هتحتاج وقت طويل شويه على الإستشفاء، والمفروض كانت فضلت كمان شويه فى المستشفى إستعجلتوا فى خروجها، كمان العامل النفسى وأنا شايفه المريضه حالتها النفسيه سيئه جدًا.


أحنت ماجده رأسها وتدمعت عينيها، بينما زفر وفيق نفسه بشعور الآسى، مع ذالك كاد يتحدث الى الطبيبه ويطلب منها الكشف على ناهد، لكن بنفس الوقت صدح رنين هاتف الطبيبه أخرجته من حقيبتها ونظرت له ثم لهم قائله:

أنا مضطره أمشى فورًا عندى حالة ولاده بس حاولوا تساعدوا المريضه نفسيًا اللى هى فيه مش سهل على أى ست تتقبله، عن إذنكم.


قبل أن تُغادر الطبيبه نظرت الى ناهد وأمائت لها راسها ببسمه ثم غادرت


تنفست ناهد الصعداء حين غادرت الطبيبه المنزل.


بينما بداخل الغرفه، بدأت سحر تستسلم لذالك المخدر يفصلها عن واقع آليم صعب للغايه، إنتهت كإمرأه بداخلها أنثى إنتهت أنوثتها، ليتها كانت فقط إستئصلت الرحم،كان الامر سهلًا عليها وتقبلته،لكن هى أصبحت مثل الأرض البور.


أرض بور…هكذا وصفها عقلها،كم مره لمحت بتلك الكلمه أمام فاديه تستفز بها مشاعرها،تعايرها عن قصد منها هى رغم أن لديها أطفال لكن أصبحت أرض خاويه،حقًا العلاقه بينها وبين فاروق كانت تشعر دائمًا ان فاروق معها خاوى المشاعر فقط وقت لإطفاء رغبه بلا مشاعر كآنه يقضى وقت حميم مع عاهره بمجرد أن تنتهى العلاقه كانت تشعر بعدم الأحتواء منه،ظهر كل ما كانت تشعر به وتخشى منه الآن تأكدت أن فاروق كان بحياته إمراه أخرى مُولع بها،ومن تلك المراه كانت زوجة أخيها التى كانت تغار منها دون درايه لسبب مُقنع،لكن يبدوا أن القلوب لا تشعر بالبُغض من فراغ…


إنتهت مهتمها كزوجه،لكن لم تنتهى أمومتها،أبنائها،أين هم،بل السؤال الاهم

أين كانوا سابقًا لم تكن تهتم بهم فقط كانوا بحياتها مثل إكسسوار يُجمل الهيئه…

تذكرت وجه صابرين حين خرج عواد بها من المنزل بعد أن وضعت لها دواء الإجهاض،ملابسها التى كانت تعتصر من دمائها وقتها،سخرت من نفسها

صابرين فقط فقدت جنين سهل ان تعوضه مستقبلاً بغيرهُ،بينما هى أيضًا خرجت من منزل زهران يحملها وفيق وهى تنزف وتصرخ من قسوة الآلم،لكن الآن صعب أن تعود أنثى وزوجه،فقط أصبحت مثل قطعة الإكسسوار لا فائده منها سوا تجميل المنظر الخارجى.

…….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل التهامى

بغرفة تحيه

كانت الدموع والآهات المكتومه هى سبيل حالها

بلحظه كل شئ بحياتها يُهدم،مثلما كان سابقًا حين تظن أن الحياه تُعطيها أملًا جديدًا،سرعان ما يتبدل ويتلاشى

ألم يكفيها فاجعة غيداء،بل الماضى عاود بفجيعه اقوى واشد غلاظه

طفل فقدته صغير وحزنت وقتها وتألمت لكن كان هنالك عواد كان مثل نسمة الهواء بحياتها،إرتضت به وأعطته كل حنانها ودعمها لكن هذا كان كثير عليها هو الآخر لم يغفر لها أنها تزوجت من غير والده القاسى لامها ولم يريد معرفة أنه كان سبب ذالك الزواج،تحملت قسوته بل نستها بالكامل حين دخل عليها المنزل يسير على قدميه،طالت بينهم سنوات الجفاء لكن فى الفتره الأخيره شعرت أن ذالك الملح الذى كان عالق بالمياه بينهم بدأ يزول وربما تعود العذوبه مره أخرى،بعد أن وقع فى عشق صابرين وبدأ يشعر بلذة الحياه،لكن كل شى بلحظه يُهدم


غيداء طفلتها التى كانت زهرة حياتها من رجل أحبته واختار القدر تفريقهم ما إن إجتمعا معًا مره أخرى نبتت ورده بأحشائها منه كانت لها مثل قطرة الندى سقطت على أرض قاحله حقًا لم ترويها بالكامل لكن يكفى أنها مازال بها جزء حي بسببها،لكن جفت تلك قطرة الندى أيضًا،بخطيئه لا غفران لها،سارت خلف وهم زُين لها،وكان هذا بالحقيقه إنتقام منها دون سبب.

دموع تسيل وتنهيدات قلب ينبض بآسى…

لكن جففت تلك الدموع بأناملها


حين فتح فهمى باب الغرفه ودخل ينظر إليها، أحادت بصرها عنه، أصبحت غير قادره على تحمُل لوم ولا آلم أكثر من ذالك، يكفى، بل ويفيض.


لكن جلس فهمى لجوارها على تلك الآريكه، ووضع يدهُ يضمها من كتفيها لصدرهُ يتنهد هو الآخر بآسى،

حبيبة حياته ذاقت من الآلم والآسى ما يكفى، ليت القدر كان تبدل من البدايه، ضمها لصدره ووضع رأسهُ على كتفها يقول بيأس:

مش عارف أعمل أيه فى موضوع غيداء.


تنهدت تحيه قائله: فى رايي

فى حلين بس الأتنين أسوء من بعض.


تحير عقل فهمى قائلاً:

وأيه هما الحلين دول؟


ردت تحيه بتفسير:

الحل الاول، إن غيداء تجهض الجنين ده، وده مش بس حرام، كمان جُرم وتكبر على نعمه ربنا بيعطيها بشكل غلط وحرام…

والحل التانى إننا نقبل بجواز فادى من غيداء حتى لو لفتره قصيره وبعدها تنفصل عنه، لأن معتقدش إن غيداء بعض اللى حصل من فادى هتقدر تغفر له وتكمل معاه مشوار حياتها، بس الأهم دلوقتي إن فادى بنفسه رايد يتجوز من غيداء حتى لو تصحيح غلط كفايه هنتجنب فضايح قدام الناس، حتى لما تطلق بعد فتره صغيره مش هتبقى فضيحه لو أتوقفنا قصاد فادى، ومامته اللى جايه بكل فظاظه منها تقولى….


توقفت تحيه عن الحديث، لكن حثها فهمى على الحديث قائلاً:

طبعًا جايه تتشفى وتتأمر وتتشرط علينا؟


هزت تحيه رأسها بـ لا قائله:

ياريت كان أهون على قلبي، أنا بقول نوافق على جواز فادى وغيداء.


نظر فهمى لعيني تحيه الداميه قائلاً ، بإستفهام: ومامت فادى

وكانت جايه ليه بقى؟ متأكد قالتلك شئ وصلك للحاله دى.


تنهدت تحيه بسآم وآلم صامته

لكن ألح فهمى عليها الى أن سردت له عن قولها أن مصطفى هو ولدها.


تفاجئ فهمى قائلا:أكيد بتخرف؟


تنهدت تحيه قائله:

ياريت كانت بتخرف،دى الحقيقه يا فهمى الحقيقه اللى قلبى كان حاسس بيها وكنت بكدبها،من يوم ما جه مصطفى هنا ورفع السلاح على عواد،حتى وقت موته حسيت بوجع كبير،حتى صورته شوفتها ومقدرتش أطلع فيها،قلبى كان خايف وبينكر الشبه ،مصطفى كان قريب الشبه جدًا لأمى.


ذُهل فهمى قائلاً:

طب إزاى وصل مصطفى لـ ساميه؟


ردت تحيه بعدم معرفه لكن خمنت قائله:

يمكن حصل غلط وإتبدل الطفلين فى الحاضنه.

……

بغرفة غيداء، رغم تحسن حالتها قليلاً، كانت تجلس على الفراش

تقضم أظافرها بقهر، فادى كان معها وغدًا أكثر من الازم،وأستغل برائتها وعطشها لتشعر أنها أصبحت صبيه تُحب،وهمها بمعسول الرسائل الورديه ،لا تنكر أنها أخطأت بحق نفسها،وزال فى قلبها سطوة الحب الأول الكاذب و الفاشل، لكن آن الآوان أن ترد كرامتها وتسحق كبرياؤه كما فعل معها،آتت بهاتفها


وفتحته على أحد التطبيقات الحديثه وأرسلت رساله إليه فحواها

“هزمنى الحب الاول الكاذب،ليتك تكون قد شفيت غليلك وإنتصرت بحصولك على الإنتقام،لكن لا أعتقد إنك إنتصرت أنت أيضًا هُزمت وتدنيت بنظرى أصبحت مثل ثقاب الكبريت الذى إشتعل مره واحده لينطفئ الى الأبد”

…. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل سالم التهامى

بغرفة فادى …

أستيقظ من النوم على صوت تلك الرساله

تنهد براحه حين رأى إسم غيداء

فتح الرساله وقرأها فهم ما بين السطور، غيداء تُعلن النهايه، لكن لا.. لن يتقبل تلك النهايه التى هو من قدمها فى بداية الطريق

فأصعب شعور حين تصحو من غفوه

تجد أنك أغرقت سفينتك وأصبحت حُطام بين أمواج عاتيه وأنت أصبحت وحيد بين تلك الأمواج بلا شراع تشعر أنها تعتصر جسدك

هكذا كان شعور فادى الذى يكاد لا يفقد عقله فقط،بل يفقد معه قلب يآن بشده، بعد أن أكد له جمال أنه تأكد من صحة إجراء تلك التحاليل، من معمل التحاليل المكتوب إسمه على المغلفان، وأنه سيقطع الشك باليقين سيقوم بإجراء تحليل الچينات الوراثيه بينه وبين إبنة مصطفى

شعر أنه لو بقي بالمنزل وقت أكثر قد يعجله التفكير ينتحر


بالفعل توجه نحو باب المنزل وخرج غير مُبالى لنداء ساميه له.


وقفت ساميه تشعر بزيادة بُغض لـ صابرين تلك الحمقاء التى كشفت عن حقيقه هى نفسها إكتشفتها مؤخرًا، لكن من أين علمت بتلك الحقيقه المخفيه، لامت حماقتها هى الأخرى حين ذهبت الى منزل زهران وأخبرت تحيه بذالك علها تحصل على سبب رفض زواج فادى من إبنتهم لكن لم تعرف السبب وكان هنالك سبب آخر برأسها أن تبعد عنها الشُبهات أنها كانت تعلم بذالك الامر، لكن غريب حقًا هو القدر

أن تُربى هى إبن جاد زهران الذى رفض الزواج بها ذات يوم، حقًا لم يكُن لديها له أى مشاعر لكن نسب عائله زهران غايه كان يسعى لها معظم عائلات البلده، حتى أنهم فضلوا إبنة عمها عليها وقتها لتشعر أنها الأفضل منها، لكن هى لم تنتظر كثيرًا وتزوجت من جمال التهامي الذى كان يتفوق على جاد زهران فقط أنه صاحب شهاده جامعيه ولديهم صهر مع عائلة زهران، لا تنكر أنها أرادت جاد أكثر من جمال الموظف بينما جاد كان من ذوى الصيت والأملاك، لكن هو القدر،

القدر من أرسل لها طفل عائلة زهران ليعيش ولدها، لامت ساميه نفسها قائله:

هتكدبى على نفسك يا ساميه، مش القدر هو اللى جابلك إبن جاد زهران، ده البدل ، أيوا البدل اللى أخوكِ عمله، مصيبه إن مصطفى يطلع إىن عيلة زهران،وأكيد بعد اللى حصل وكشف حقيقة مصطفى ممكن يحققوا فى الماضى ويا خوفى يفكروا إنى أنا اللى بدلت الأطفال،لا طبعًا مستحيل يفكروا فى كده أنا كنت وقتها تعبانه من الولاده،بس كويس انى سبقت وقولت لـ تحيه بنفسى وهمتها بالدموع أن قلبى محروق أكيد صدقت انى مكنتش أعرف.


…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد قليل

بالمشفى

بغرفة صابرين

خرجت والداتها وتركت عواد وحده بالغرفه معها

نهض من على تلك الاريكه، وجلس على الفراش التى تنام عليه صابرين منذ يومان وهى نائمه مثل أميرة الحكايات،أجل هى أميرة حكايته الذى كان لا يريدها بحياته،لكن بلحظه تبدل كل شئ

تذكر قبل يومين

أثناء نقلها من تلك الوحده الصحيه الى المشفى

بسيارة الإسعاف

رغم شعور الالم الذى يزداد عليه لكن تناسى كل هذا،وصعد خلفها بالسياره

لكن فى ذالك الأثناء،وبسبب إهتزاز السياره تحرك انبوب التنفس عن أنفها وصفر للحظات كانت تفقد فيها الحياه،

نهض فورًا ووضع جهاز التنفس على أنفها ينظر لوجهها أين إختفت ملامحها الرقيقه،

عاش نفس الأحساس المر مره أخرى أثناء نزولها من سيارة الاسعاف للدخول الى المشفى،تحرك جهاز التنفس عن أنفها،لكن هذه المره كادت أن ترحل لولا التدخل الطبى السريع وصعقها الى أن عادت للحياه،وهى بغرفة العمليات وهو جوارها يرى كل ذالك وإنشغال الأطباء معها،لكن بعد عودتها للحياه،طلب منه أحد الأطباء الخروح من الغرفه من أجل سلامتها،بمضض منه خرج من الغرفه ،لأول مره يشعر بالندم أنه ترك دراسة الطب ربما كان ظل معها بالغرفه وما وقف أمام ذالك الباب الزجاحى يرى هذا التجمع حولها وهو بعيد عنها…


كان الوقت طويل لا يمضى، دهور من الزمن وهو ينتظر خروج الطبيب يقول له لا تقلق…

لكن أمنيه واهيه حين خرج الطبيب ووجد سالم يتهجم عليه بالصفع، لكن حين رأى الطبيب ترك عواد وذهب الى الطبيب قائلاً بترقب خائف:

بنتى.


تنهد الطبيب قائلاً:

بصراحه مش هخبى عليكم، المريضه

عندها كسر فى إيديها الشمال، وفى كسرين فى ضلوع القفص الناحيه اليمين، وكمان فى كسر فى ضلع فى الناحيه الشمال وده كان ضاغط عالقلب بس الحمد لله إن العضمه مخترقش القلب، غير كان فى ميه فى الرئتين سحبناها، وشوية رضوض فى جسمها مش خطيره الرضوض دى، المريضه هتفضل الليله فى العنايه المركزه، وياريت بلاش خناقات هنا بعد أذنكم.

[عوده]

عاد من تلك الذكرى الآليمه، ينظر لوجه صابرين التى زالت قليلاً الكدمات من عليه وعادن تظهر ملامحها مره أخرى، لكن مازالت بسطوة غيبوبه، ليتها تشعر بقسوة ما يمر به وتفتح عينيها ترى إنهزامه أمامها

إنحنى على إحدى يديها الموصول بها آنابيب

مغذيه،يقبل يدها دون شعور منه نزلت دمعه من عينيه على يد صابرين،قائلاً بندم:

صابرين حبيبتى،أيوا حبيبتي عارف إنك كنتِ دايمًا بتضايقى من كلمة حبيبتى وبتفكرى إن بقولها لك غيظ وإستفزاز منى ليكِ،لكن صدقينى كنت بقولها وأنا حاسس معناها،فعلاً إنتِ حبيبتى،صابرين مكنش أول لقاء لينا فى محطة القطر زى ما قولتليى قبل كده،أنا كنت عارفك ودايمًا متابع أخبار البنت اللى إتمنت ليا الموت،هعترفلك بسر إنتِ كنت السبب الرئيسى اللى خلانى أقاوم عشان ارجع أقف على رجلى مره تانيه،كلمتك كانت دايمًا بتطن فى دماغى صوتك كان مرافقنى كنت عاوز أقف على رجليا مره تانيه عشان أجى لعندك وأقولك أنا أهو منهزمتش،بس أنا أنهزمت يا صابرين وحبيت البنت الشقيه اللى كنت براقبها من بلكونة جناحى الخاص،إتألمت كتير لما عرفت إنك إتخطبتى لأبن عمك،وكمان إتكتب كتابكم،حاولت أوئد الشعور ده فى قلبى،كنت بلهى نفسى عشان مفكرش فيكِ،حتى لما عرفت إن تم تحديد ميعاد جوازك مقدرتش اتحمل وقتها وسافرت،مش الأرض هى اللى رجعتنى وقتها يا صابرين،أنتِ السبب رجعت وكنت مخطط إنى أخطفك،بس مش مساومه عالارض،صابرين سامحينى،أنانيتى سحبتك فى بحرى المالح.


صمت عواد وسريعًا جفف دموع عينيه حين عادت شهيىه الى الغرفه مره أخرى لكن لاحظت دموع عين عواد الذى وقف قائلاً بهروب:

هطلع أتصل على ماما تجيب لى معاها غيار.

……

أمام غرفة صابرين

للصدفه الغابره

فتح عواد باب الغرفه ليخرج منها

ليصتدم بعد خطوات بـ فادى بالممر

نظر له بغضب ساحق يحاول كبت لجام يديه حتى لا يضعهما حول عُنقه ويخنقه، ربما يشفى غليلهُ


بينما فادى لديه نفس الشعور وأكثر، لكن حاول التجنب الى مر من جوار عواد

لكن نظر عواد خلفه بفضول رأى إتجاه فادى نحو غرفة صابرين وطرق على الباب كاد يضع يدهُ على مقبض الغرفه، لكن

توقفت يدهُ قبل أن تصل للمقبض بعد أن أمسك عواد ساعد يدهُ قويًا ونظر له بإستهجان:

إنت جاي هنا ليه؟


إحتدت نظرة فادى له قائلاً:

جاي أطمن على صابرين بنت عمى، ولا مفكر آنى صدقت الكدبه اللى هى قالتها، حتى لو كلامها صحيح وإن مصطفى يبقى أخوك بالنهايه هتفضل بنت عمى.


إحتدت نظرة عواد له وتعامل أن حديث فادى مجرد هُراء منه لا أكثر، وقال بحنق:

حلوه دى كدبتك الجديده، مصطفى يبقى أخويا، طيب إنسى إن أسمح إن تدخل الأوضه وتشوف صابرين.


شعر فادى بغيظ من عواد فقال بإغاظه:

والله مش انا اللى قولت إن مصطفى أخويا يبقى للآسف أخوك، اللى قالت كده هى صابرين نفسها حتى جابت تحليلين dna إثبات أنا نفسى مش مصدق، مصطفى يبقى أخويا الكبير ومش ندمان آنى أخدت بحقه من اللى قتله، واللى بتمنى يطلع كلام صابرين كدب، والا وقتها هتبقى قاتل أخوك…

قولى يا عواد لو اللى قالته صابرين طلع هو الحقيقه هتقدر تعيش بعد كده إزاى مع صابرين اللى كانت مرات أخوك اللى إنت قتلته عشان تفوز إنت بها.


بغضب وغيظ لكم عواد فادى بآنفه.


إرتج جسد فادى للخلف قليلاً وضع يده على أنفه ونظر الى تدفق تلك الدماء من أنفه، ثم رفع وجهه ونظر الى عواد وبلا تفكير هجم على عواد ولكمه

فى البدايه تفادى عواد لكمته لكن كرر فادى لكمه فى وجهه وكاد يلكمه مره أخرى لولا رؤية أحد عمال المشفى لشجارهم من البدايه وذهب يخبر أمن المشفى الذى آتى سريعًا وتدخل للفض بينهم، لكن مازال شجار بالألسُن بينهم، كذالك حضور

تحيه مع فهمى الى المشفى بنفس الوقت، وسماعها لقول فادى الذى يحِر به عواد يتثير غضبهُ لا أكثر :

تعرف بتمنى أن فعلاً إن مصطفى يطلع أخوك، عشان تعيش بقية حياتك فى ندم أنك قتلت أخوك عشان تخطف مراته.


شعرت تحيه بآسى ووجع قلب لكن إتجهت ناحية عواد قبل أن يتهجم على فادى مره أخرى وضمته بحضنها باكيه تقول بنفى:

كدب مش عواد السبب فى موت مصطفى، إصابة مصطفى صحيح كانت قريبه من الرئه بس مكنتش خطر على حياته، اللى قتل مصطفى شخص تانى وقتله وقتها عمد عشان يورط عواد ويتسجن… بس ربنا خيب أملهُ، أنا كنت حاسه وقت موت مصطفى فعلاً بوجع جامد فى قلبى عليه، حتى مقدرتش وقتها أستحمل أنظر لصورته اللى كانت متعلقه عالحيطه، حتى لما روحت بيتكم مره‍ تانيه قلبى مقدرش يبص للصوره غير نظره خاطفه، حسيت وقتها قلبى بيتقطع، بس أنا شوفت صورة مصطفى وإتمعنت فيها لأول مره، إزاى خال عليا ملامح الشبه الكبيره بين مصطفى وبين أمى، مصطفى يبقى إبنى اللى حسيت بوجع فقدانه مرتين.


ذهل عواد من تأكيد تحيه بأن مصطفى هو بالفعل أخيه، لم يُعد قادر على تحمل الوقوف على ساقيه أكثر من ذالك لولا حضن تحيه له لكان سقط أرضًا يصرخ ليس بسبب آلم جسده، بل وجع روحه المُضني

والكلمه التى يتردد صداها برأسه:

إنت قتلت أخوك حتى لو كان بالخطأ، لكن بالنهايه قتلته.

كآن تحيه شعرت بآلم عواد، رغم آلمها لكن تمسكت بجسد عواد تضمه بين يديها ليس الآن وقت ضعف لن تفعل كما كانت تفعل دائمًا وتنحنى للموجه حتى تمُر من فوقها، ستقف ضد الموجه وتقاوم الغرق التى تراه بعينى عواد اللتان إختفى لونها وتوهجت بعين يغشاها الدموع والندم والقهر.


…… ـــــــــــــــــــــــــــ


يتبع…



التفاعل التفاعل التفاعل التفاعل التفاعل التفاعل التفاعل

#الموجه_الثالثه_والأربعون

#بحرالعشق_المالح

. ــــــــــــــــــــ

بأحد الغرف الإداريه بلمشفى 

بعد أن تعامل الأمن مع فادى وعواد وحاول فض الشجار الذى كاد يعاود  بينهم 

بهدوء  أخذهم  مدير أمن المشفى لإحدى  الغرف، 

تدمعت عين تحيه  وهى ترى وجه عواد المكدوم بسبب لكمة فادى له كذالك فادى وجهه مكدوم لكن تنظر له ببُغض لو بيدها لكانت أبرحتهُ ضربً أكثر وأدمت ليس فقط وجهه بل جسدهُ بالكامل حتى تُشفى غليلها منه بسبب إبنيها الأثنين "عواد، غيداء" 

لكن شفع له بضآله ذكرى مصطفى الذى فعل فادى كل هذا  من أجل القصاص له، أو هكذا فكر عقله وقلبه بناءً على رابط الأخوه التى كانت بينهم 

بينما فهمى هو الآخر يود الفتك بـ فادى الذى إستباح القيم والاخلاق وتلاعب بقلب غيداء من أجل إنتقام بخِسه. 


تحدث فهمى لـ مدير أمن المشفى قائلاً: 

تقدر تطمن ممكن تسيبنا مع بعض خمس دقايق  مش أكتر. 


نظر مدير أمن المشفى لهم الأربع وتحير أمره خشية عودة الشجار بينهم لكن بسبب رجاء فهمى له خرج وتركهم بعد تحذير منه... أن أى شجار قد ينشب بينهم ستكون عواقبه وخيمه. 


ظل الصمت لدقائق بالغرفه العيون هى من تتحدث بين فادى وعواد اللذان بداخلهم أمواج عاصفه كل منهم يود إقتلاع قلب الآخر. 


قطع الصمت فهمى قائلاً: 

أنا موافق يا فادى على جوازك من غيداء، بس ليا شرط. 


نظر عواد لـ فهمى بذهول قائلاً برفض: 

بس أنا مستحيل اوافق على..... 


قاطع فهمى عواد بحزم: 

غيداء تبقى بنتى أنا وأنا المسؤول عن أى شئ يخصها وأنا موافق يا عواد. 


صمت عواد للحظات ثم كاد ينهض تاركًا الغرفه، لكن ساقيه خذلته بذالك الخدر الذى يشعر به، ظل جالسًا... لكن نظر لـ فادى وتهكم ببسمه ساخره قائلاً: 

معتقدش إن غيداء هتوافق على جوازها من واحد خسيس زى ده معندوش أى أخلاق. 


تهكم فادى ساخرًا هو الآخر: 

وإنت كان عندك أخلاق لما خطفت صابرين من مصطفى أخوــــ. 


إغتاظ عواد من قول فادى ود لو ينهض ويعود للتشاجر معه، لكن فادى أكمل: 

أنا لغاية دلوقتي  مش مصدق كدبة أن مصطفى يبقى... 


سبقت تحيه  بالرد: 

مصطفى يبقى إبنى يا فادى. 


نظر فادى نحو عواد بنظرة تشفى وكاد يتحدث لكن سبقت تحيه حديثه قائله بتأكيد:

مش عواد السبب فى موت مصطفى.


نظر لها فادى متهكمًا يقول:

ومين السبب فى موته،ليه عاوزه تبرأى عواد بأى شكل،كل ده عشان ميحسش بعذاب ضميره إنه قتل أخوه عشان يخطف مراـــ


قطعت لكمه تلقاها فادى من عواد استكمال الكلمه،لكن فصل فهمى سريعًا الشجار بينهم وحاول يُلجم فادى الذى يفوقه قوه بمراحل لكن فادى حاول الأ يفسد الامر أكثر من ذالك،ربما يُغير فهمى قراره ويعود لرفض زواجه من غيداء ،كذالك تحيه هى الأخرى إحتضنت عواد،تشعر بنبضات قلبهُ الذى يآن بتسارع غاضب بشده...ونظرت ناحية فادى قائله:

أنا مش بكذب ولا بجمل اللى حصل عشان عواد ميحسش بالذنب،فعلاً مش عواد السبب فى موت مصطفى،السبب يبقى...


صمتت تحيه تبتلع ذالك العلقم بحلقها وهى تنظر ناحية فهمى المتأهب هو الآخر لمعرفة من السبب...وتبدلت نظرته لـ صدمه  وترك لجام فادى حين سمع قول تحيه:

السبب فى موت مصطفى هى أحلام.


ذُهل عواد، كذالك فادى! 

بينما إبتلع فهمى ريقه الذى يشعر أنه جاف مثل الصحراء القاحله وتحدث بخفوت: 

أحلام!.... عرفتى إزاي؟... وأيه مصلحتها من قتل مصطفى؟ 


إبتعد عواد عن حضن تحيه وجلس على أحد المقاعد ينظر لها بترقُب لديه يقين عن السبب كُره أحلام له منذ طفولته. 


بينما نظر فادى مندهش قائلاً:. 

ليه هتقتله مصلحتها أيه، دى قريبة وأعز صديقات ماما.


نظرت تحيه نحو عواد بدمعه وأجابت: أكيد

قتلته عشان تقضى على مستقبل عواد، إنه أقل شئ يقضى مده طويله فى السجن. 


تهكم فادى وهو ينظر لـ عواد قائلاً  بإستهزاء: 

واضح إن محدش بيقبلك، بس ده مش سبب مقنع ولو كلامك صحيح تبقى قتلته إزاى؟ 


نظر فهمى ناحية تحيه ينتظر الرد، إستجمعت تحيه نفسها وقالت: 

معرفش هى قتلته إزاى، أنا سمعتها بتهزى إنها هى اللى قتلته. 


تهكم فادى بنظره وكاد يتحدث لكن سبقته تحيه  قائله بتبرير: 

اللى تؤمر الخدمه تحط دوا إجهاض لصابرين فى النعناع، معتقدش يبقى صعب عليها تنهى حياه عشان تشفي غليلها من عواد. 


صُعق عواد وهو ينظر لوجه تحيه التى أمائت رأسها بدموع تؤكد قولها: 

أيوا أحلام هى السبب فى إجهاض صابرين،


قالت تحيه هذا ونظرت لـ فادى قائله بتأكيد: 

لو مش مصدقنى الخدامه موجوده أسألها،قول لها صابرين كانت آذت أحلام فى أيه عشان تسبب إنها تجهض ودمها اللى كان ممكن يتصفى وقتها لو مكنتش إتصلت على فاديه تطلب مساعدتها  وبالصدفه رجوع عواد للبيت،أحلام بتكره عواد طول عمرها والسبب كان تافه إننا إتجوزنا مع بعض فى ليله واحده أن حبلت بسرعه إنما هى إتأخرت كم شهر،وإزاى أخلف ولد قبلها يمكن لو كنت خلفت بنت كان قل غِلها شويه.


كذالك فهمى إنذهل عقله لكن تبرير تحيه حقيقه هو يعلمها سابقًا من معاشرته لـ أحلام التى كانت دائمًا تود الطمع بكل شئ لتكون هى ليس الأفضل بل الأغنى كان الطمع بالمال هو غايتها لا السُلطه ولا الأفضليه،هى دائمًا ما تقول

"المال يفتح كل الطُرق المُغلقه،ويجعلك بسهوله تدهس بقدميك على رقبة من يقف قدامك وتحصل على كل ما تريده،حتى السُلطه والأفضليه". 


نهض عواد يشعر بإنهيار داخلى مزود بذالك الآلم الجسدى الذى أصبح يشتد لكن يتحامل عليه غصبً الى متى يتحمل لا يعلم، خرج من الغرفه مثل  التائه، لكن يعلم أين يذهب الى من بمجرد رؤيةوجهها ينسى ذالك الآلم.  

..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فتحت صابرين عينيها 

كل ما سبق قبل أن تفتح عينيها كان كابوس هى  للتو إستيقظت منه

اليوم هو زفافها على مصطفى،كعادتها كل صباح حين تصحو تتمطئ قليلاً بفراشها ثم تنهض بتكاسُل تخرج من الغرفه نحو الحمام، تغتسل وتتوضأ وتصلى الصبح ثم تحضر فطورها وتذهب بعدها نحو عملها، لكن اليوم مختلف، اليوم هو زفافها تُعامل مثل الأميرات، عليها التمتُع بذالك الدلال فبعد حمام دافئ

عادت الى غرفتها وجدت فطور خاص بإنتظارها فى الغرفه، تبسمت بحبور لكن بنفس الوقت ودخلت عليها فاديه تحمل طفله صغيره، تعجبت كثيرًا وسألتها: 

مين اللى على إيديك دى يا فاديه. 


نظرت فاديه للطفله وقبلت وجنتها قائله: دى

بنتي. 


تبسمت صابرين وقبل أن تتحدث دخلت منال بطفلتها الى الغرفه،للحظات تعجبت صابرين،ونظرت الى فاديه  بنظره فهمتها منها وقالت:

منال صاحبتى وبنتها.

  

تبسمت صابرين لهن، وإزدات بسمتها   حين دخلت شهيره تحمل على يديها صندوق ورقى كبير قائله: 

الفستان وصل، وزمان البنات  بتوع الميكيب على وصول هما كمان خلصى فطورك بسرعه عشان بعد كده هتنشغلى مش هتلاقى وقت للأكل. 


بعد وقت مساءً

إنتهوا الفتيات من تزين صابرين التى ظهرت مثل الأميرات، دخل اللى الغرفه سالم مُبتسمًا  بإنشراح وقبل جبينها قائلاً: 

بسم الله ماشاء الله أميره. 


تبسمت فاديه  قائله: 

ولسه يا بابا  لما مصطفى يشوفها هيتهوس بها رغم أنها  تقريبًا حاطه رتوش بسيطه. 


شعرت صابرين بالخجل


تبسم سالم على خجلها  قائلاً بمدح: 

دى هاله ربانيه يا فاديه. 


أثنى سالم يده قائلاً  بإختصار: 

أميرتى. 


وضعت صابرين يدها بين ثنايا يد سالم وخرجت من الغرفه 

بعد قليل  

تبسمت صابرين وهى تنظر الى مكان وقوف مصطفى القريب من باب شُرفة الغرفه المفتوح لكن تلك الستائر التى تتحرك بنسمات الهوا تُعتم الغرفه ، تُخفى العتمه قليلاً ملامحه. 


أقتربت صابرين من مكان وقوف مصطفى تقول: 

واقف ليه فى الضلمه يا مصطفى، الليله ليله قمريه والقمر كامل إفتح الستاير لنور القمر. 


لم يرد عليها مصطفى وهى تقترب منه الى أن أصبحت خطوه هى الفيصل بينهم، رفع مصطفى يديه وأزاح ذالك الوشاح الابيض عن وجهها... شعرت صابرين بالخجل واخفضت وجها بحياء، لكن مصطفى وضع يده أسفل ذقنها ورفع وجهها رغم ذالك كانت تُخفض عينيها 

إحنى مصطفى رأسه ولثم شفاها بقُبلات ناعمه تزداد شغف حين  شعر بقبول منها على إستحياء،ترك شفاها لتتنفس لكن إحتضن جسدها  

وأزال بيدهُ ذالك الحجاب عن رأسها، وفرد خصلات شعرها التى تطايرت بسبب تلك النسمه القويه التى هبت وازحت طرفي الستائر، وتسرب ضوء القمر الى الغرفه بسبب  تلك النسمه أغمضت صابرين عينيها، ثم فتحتها  وعادت براسها للخلف، رفعت وجهها على إستحياء  تنظر لوجه مصطفى، لكن نظرت  بصدمه قائله: 

إنت مين، وفين مصطفى، إزاى دخلت هنا. 


لم يُجيبها فقط إبتسم. 


إبتعدت عنه صابرين بإستهجان تنظر له بإستغراب وتوجس، تبحث عن غطاء راسها، تدور حول نفسها بالغرفه كالتائه، لكن مع هبوب تلك النسمات التى تُزيح الستائر، ظهر وجه هذا الشخص بوضوح وهو يقترب من صابرين الحائره الى أن إصتطدم جسدها بذالك الشخص الذى ضم جسدها هامساً: فوقى من الوهم يا صابرين 

أنا عواد زهران نصيبك اللى مفيش  منه هروب، دفعته بعيد عنها وهرولت نحو باب الغرفه،وضعت يدها على مقبض الباب،لكن كان موصد،شعرت بأنفاس خلفها إستدارت لتجد عواد خلفها يرسم بسمة نصر،إبتعدت عنه تهرول بكل مكان بالغرفه،بنهاية كل  مكان تصتطدم بجسد عواد،أُنهكت قواها جلست جاثيه على ساقيه بنهجان تشعر بإنهزام وإمتثال أنها وصلت الى النهايه.


بالفعل هى النهايه ضربات قلب عاليه يصحبها رجفه قويه بجسدها وتلك الأنابيب والمجثات المغروسه بجسدها تُعطى إشارة إنذار خطر...سريعًا كان دخول الاطباء الى الغرفه. 


رغم أنها مازالت لم تفتح عينيها لكن قبل

أن تُعطى تلك الأجهزه إنذار وقبل أن يرتجف جسدها

سمع عواد همسها بإسم مصطفى،شعر بشرخ قاسم فى قلبهُ وهو ينظر لوجه صابرين ظن لوهله انها عادت لوعيها،لكن لا... مازالت سابحه بملكوت خاص ويبدوا أن من يشاركها فيه هو مصطفى التى همست بإسمه. 


 ، كذالك سمعت شهيره  أيضًا همس صابرين للحظه إنشرح قلبها أن تكون صابرين فاقت من تلك الغيبوبه.


لكن خاب ظن الإثنين وهما يسمعان صوت تلك المجثات كذالك دخول الأطباء عليهم وطلبهم منهم بأمر بمغادرة الغرفه فورًا.


خرج الإثنين،كل منهم يشعر بآسى فى قلبه...

رغم أنها كانت مجرد دقائق،لكن مرت عليهم مثل سنوات من الترقُب والإنتظار قبل أن يخرج الأطباء من الغرفه.


تلهفت شهيره حين خرج الطبيب،الذى قال بتطمين:

إطمنوا،دى ردة فعل طبيعيه إحنا بعد إمبارح ما حاول دكتور الإفاقه يفوقها ومستجبتش للإفاقه،قررنا تقليل نسبة المُخدر وتقريبًا منعناها وده رد فعل طبيعى من الجسم،...دلوقتى الحاله إستقرت مره تانيه،وبكده ممكن المريضه تفوق من الغيوبه بدون ما نحتاج مره تانيه نعمل لها إفاقه مره تانيه،تقدروا تدخلوا لها.


دخلت شهيره وخلفها الى عواد الى الغرفه،نظر نحو صابرين،الذى هدأت حركة جسدها،وتذكر همسها بإسم مصطفى وما حدث بعدها ظن أن صابرين مازالت تكن مشاعر لـ مصطفى وإلا لما همست بإسمه  

شعر أن 

شراع النجاه بينهم تهتك وأصبح لوح خشب لا يتحمل سوا فرد واحد منهم ينجو والآخر يستسلم للغرق بين تلك الأمواج القاصفه.


لم يستطيع البقاء وخرج من الغرفه جازمًا أمر الانفصال قريبًا.  

.... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل سالم التهامى. 

فتحت فاديه باب غرفة والداها بهدوء ولم تُشعل ضوء الغرفه تسحبت سيرًا نحو الفراش وجدت سالم مازال نائمًا، كادت أن تُغادر الغرقه لكن قبل أن تغلق باب الغرفه سمعت سالم يقول: 

أنا مش نايم يا فاديه، إعمليلى قهوه. 


إستدارت فاديه قائله: 

صباح الخير يا بابا هروح أحضر الفطور، حضرتك متعشتش إمبارح. 


رد سالم: صباح النور، ماليش  نفس لأى أكل أعمليلى قهوه على ما أصلى الصبح. 

بالمطبخ 

وضعت فاديه القهوه على طاوله أمام سالم قائله بشفقه: 

هتشرب قهوه ساده عالريق كده يا بابا، أجيبلك جنبها بسكوت أو... 


أشار سالم لها بيده بمعنى لا وجذب فنجان القهوه وبدأ يرتشف منه ببطئ، ثم وضعه مره أخرى الطاوله..ونظر لـ فاديه التى جلست بالمقابل له بوجه موجوم شعر بزياده الآسى بقلبه تنهد قائلاً:

ماما متصلتش عليكِ.


هزت فاديه رأسها بـ لا تشعر بالأسى قائله:

لأ أنا عرضت إنى أبات ليلة إمبارح بالمستشفى مع صابرين،وهى قالتلى لأ وكمان عشان وجود عواد بإستمرار هناك،بصراحه آخر شئ كنت أتوقعه إن عواد يبقى بالشكل ده...ده شبه مُنهار ورافض يسيب المستشفى. 


تهكم سالم بوجع نادم بشده كيف طاوع عقلهُ وترك صابرين تواجهه وحدها من البدايه. 


شعرت فاديه  بندم والداها وقالت: 

أن لغاية دلوقتي مش قادره  أصدق إن مصطفى هو اللى زور تقرير العذريه، كان أيه هدفه من كده. 


تنهد سالم بآلم قائلاً: 

هدفه هو قبول صابرين بأى شئ معاه، أكيد كان هيجى يوم وينكشف جوازه من غيرها فده كان بالنسبه له نقطة ربح يقدر يساوم بها دايمًا صابرين إنها تقبل بجوازه من غير ذم أو شكوى منها. 


تعجبت فاديه  من ذالك التبرير، لكن تنهد سالم وهو يرتشف بعض قطرات القهوه،

 يتذكر

[بالعوده قبل يومين] 

رغم تأكيد عواد أنه لم يقُم بتزوير العذريه، لكن سالم لم يُصدقهُ قائلاً: 

هتفضل كداب لحد أمتى وطالما مش إنت اللى زورت التقرير مين اللى زوره، محدش كان مستفيد من كده غيرك، عشان تساوم تسترد  الأرض وإن صابرين متقدمش فيك بلاغ مره تانيه بالخطف.. 


رد عواد بإثبات: 

الأرض كان سهل عليا أستردها بدون خطف صابرين، أنا معايا مستند تنازل عن الأرض من جدى ليا بعقد رسمى موقع من والدك وعليه شهود وكمان وفيه كعب شيك تمن الأرض اللى دفعه جدى لوالدك وقتها، اللى مش مثبوت فى الدفاتر الرسميه هو نقل حيازة الأرض فقط لأنى كنت مسافر وقتها بتعالج خارج مصر غير كنت قاصر، وجدى وقتها آجل نقل الحيازه لحد ما أبلغ السن القانونى وهو كده كده كان الوصى على أملاكى، والمستند اللى معايا كان بسهوله ينقل حيازة الأرض ليا بأى وقت 

غير كمان

إفتكر مش أنا اللى طلبت كشف العذريه من أساسه ولا كان حتى فى دماغى إنى أشكك فى عذرية صابرين. 


ذُهل سالم من الحقيقه وأدار حديث عواد برأسه وتذكر زواج مصطفى  بأخرى غير صابرين 

إذن 

الهدف واضح كسر مصطفى  لـ عين صابرين كى ترضخ وتتقبل زواجه من أخرى دون طلب الإنفصال بذالك السبب التى لن تتقبله إلا غصبًا 


نظر سالم لـ عواد قائلاً بإستفسار: 

وطالما كان معاك المستند ده ليه وقتها خطفت صابرين، ليه دخلتها فى لعبه قذره. 


صمت عواد للحظات، مما أثار غضب سالم أكثر وكاد يصفعه،قائلاً  بإختصار: 

رُد يا جبان. 


أخفض عواد وجهه ثم رفعه ينظر لعين سالم قائلاً: 

كنت مفكر إنى بنتقم منها عشان فى يوم إتشفت فى آلمى قدامها. 


صفعه على وجه عواد  كانت الرد من سالم له قائلاً  بوعيد: 

صابرين هترجعلى تانى خلاص أول ما تسترد صحتها هتطلقها. 


رغم قرار عواد بالإنفصال عن صابرين الذى يؤجله بتردد منه ولكن شعر كآنه صُعق بتيار ساخن مُحترق يحرق كل جزء بجسده، وأول جزء هو قلبه الذى أصبح مثل قطعة اللهب يذوب بالإنصهار بداخله... ألهذا الحد يخشى الإنفصال عن صابرين. 


كاد سالم أن يتحدث، لكن منعه خروج الطبيب من غرفة العمليات. 


[عوده] 

عاد سالم حين شعر بيد فاديه فوق يدهُ تقول بمواساه: 

بابا بكلمك مش بترد عليا سرحان فى أيه صابرين هتبقى بخير يا بابا. 


تنهد سالم بأمل قائلاً: 

ربنا يشفيها، هقوم أنا أروح المستشفى وأنتِ خليكِ عشان هيثم وكمان صبريه إتصلت عليا بعد الفجر إنها جايه النهارده لازم تكونى هنا ميصحش متلاقيش حد فى إستقبالها.


ردت فاديه:

حاضر يا بابا انا هستنى وصول صبريه وهاجى معاها للمستشفى.


تنهد سالم وترك فاديه التى جلست مره أخرى على أحد المقاعد تتنهد بآسى تتمنى أن تسمع خبر إفاقة صابرين.


بينما خرج سالم من المنزل 

أثناء سيره .... 

تصادم سالم مع جمال الذى أوقفه قائلاً: 

سالم أنا معرفتش إن صابرين عملت حادثه غير إمبارح المسا من صبريه، ورجعت من إسكندريه فورًا، قولى أخبارها أيه؟ 


نظر سالم لـ جمال بدمعه بعينيه قائلاً  بآسف وحزن: 

ولادك الاتنين إتشاركوا فى قتل بنتى ياجمال. 


قال سالم هذا وترك جمال يشعر بوخزات قويه فى قلبه ليته أخبر سالم عن ذالك الإكتشاف الصادم أن من عاش معه واحد وثلاثون عامً لم يكُن من صُلبه، الآن فقط فسر سبب قسوة ساميه عليه ربما كانت تعلم بذالك  وأخفت عنه، عليه التأكد من ذالك وإن صدق حدثه ستكون النهايه. 


بينما سالم بعد أن ترك جمال شعر بغصه قويه ولام نفسه هو أصبح يعلم حقيقة أن مصطفى ليس إبن أخيه،لكن ربما شعوره بالذنب ناحية صابرين هو ما جعله يقول هذا،أجل هو مُذنب...

أذنب حين أعتقد أن ما يفعله مع صابرين من تجاهل كان يُعطيها قوه وتحدى كى تتحمل مصاعب الحياه،لكن هو تركها تشعر أنها وحيده،وهذا لم يكُن صحيح كان خلفها فى الظل،تركها تتضعف بعدما علم من فاديه أن صابرين حين علمت بحقيقة بنوة مصطفى لـ تحيه شعرت بالخوف أرادت إخفاء تلك الحقيقه،خشية أن تولام على أنها كانت سبب لصراع الاخوه، رغم أنها تعلم جيدًا أنها ليست السبب لكن هكذا سيظن بها الآخرون. 

..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بحديقة المشفى

على إحدى الارائك الرخاميه، كان عواد جالسًا يُنفث دخان السيجاره 

شعر  بيد توضع على كتفه، رفع عواد بصره الى من وضع يده ونفث دخان السيجاره قائلاً:

رائف وصلت أمتى . 


جلس رائف لجواره يشعر بالآسى رغم أن عواد يُخفى عينيه خلف نظارة شمس لكن نبرة صوته كفيله بفضح مدى لوعة ذالك الآلم النفسى الذى يعيش فيه،ليس فقط آلم نفسى هنالك آلم جسدى أيضًا.

تنهد رائف قائلاً:

أنا يادوب لسه واصل وشوفتك وأنت قاعد هنا وانا لسه داخل المستشفى، مش شايف ميلا معايا... بعدين

أيه اللى مقعدك هنا كده،صابرين أخبارها أيه؟


نفث عواد دخان السيجاره بآسى قائلاً:

مفيش تقدم لسه فى غيبوبه...وعندى إحساس إن صابرين مش عاوزه تفوق من الغيبوبه دى،يمكن مرتاحه فيها أكتر.


نظر رائف له بإستغراب قائلاً بنهر:

إطفى السيجاره اللى فى إيدك دى،عشان متأذيش ميلا،كفايه السجاير المحروقه اللى مرميه تحت رجلك،وأيه نبرة اليأس اللى بقيت بسمعها منك دى،إنت مكنتش كده،لازم تفوق لنفسك شويه،فين عواد زهران اللى إتحدى  قبل كده العجز ومشى من تانى على رجليه بعد ما كان اشهر الاطباء بيأكدوا انه صعب بس يقف على رجليه. 


ألقى عواد عُقب السيجاره أرضاً  وزفر نفسه قائلاً  بيأس: 

إتحديت وفى الآخر النتيجه أيه وارد أرجع تانى لنفس البدايه،أنا خلاص بقيت حاسس إنى بصارع موج أعلى منى ومن تحمُلى.


وهتستسلم؟

هكذا قال رائف ثم تنهد قائلاً:

متأكد صابرين هتخف،لازم تبقي قوى قدامها.


تهكم عواد قائلاً بآسف:

هتفيدها  بايه قوتى قدامها بعد اللى شافته منى واللى عرفته وكانت مخبياه عنى.


تعجب رائف قائلاً بإستعلام:

أنا عارف اللى شافته منك،بس أيه اللى كانت مخبياه عنك.


تنهد عواد قائلاً:

زى ما أنت توقعت قبل كده،أحلام هى السبب فى إجهاض صابرين،وانا بغبائى حاولت  أخنقها،غير إتهامى ليها إنها هى اللى كانت بتسهل العلاقه بين فادى وغيداء أكيد كان ليها حق تخفى عليا إن أنا ومصطفى نبقى أخوات.


تعجب رائف قائلاً بسؤال: أخوة

مصطفى مين!؟ 


سرد عواد ما سمعه من تأكيد والداته لقول ذالك الاحمق فادى، وانه أخوه  هو ومصطفى.


ذُهل رائف وقبل ان يتحدث تذكر عواد ذالك المظروف الذى كان بسيارة صابرين وحين سألها عنه إرتبكت وقالت أنه خاص بـ فاديه، وبعدها بدأت تزداد صابرين فى تبلُدها معه،أكانت تلوم نفسها.


بينما بنفس الوقت إقتربتا من مكان جلوسهم

فاديه وصبريه،التى وقفت أمام جلوس عواد قائله:

إزيك يا عواد.


رفع عواد رأسهُ ونظر إليها صامتًا،شعرت صبريه بشفقه على عواد ونظرت الى رائف قائله:

سيبنى مع عواد يا رائف.


نهض رائف يحمل ميلا التى ألقت بنفسها على فاديه التى اخذتها منه وهى تنظر له بزغر ولوم،ثم سار الاثنين معًا وتركوا صبريه التى جلست جوار عواد ووضعت يدها على كتفه قائله:

بتحب صابرين يا عواد،متأكده إنك النهارده مستعد تسمع وتفهم اللى حصل فى الماضى بشكل صحيح غير  الغلط اللى  إترسخ فى دماغك وقتها.


بينما سارت فاديه جوار رائف ونهرته قائله:

مش عارفه فين دماغك،وبتفكر إزاى،إزاى تجيب طفله معاك لـ مستشفى مش خايف عليها.


رغم أن فاديه تنهر راىف لكن تبسم بسماجته قائلاً:

كنت هسيبها مع مين،وانا يادوب لسه واصل من إسكندريه على هنا.


زغرت له فاديه قائله:

دايمًا جاهز بالرد،عالعموم أنا هدخل أطمن على صابرين ومش هفضل هنا فى المستشفى كتير،وهاخد ميلا معايا.


همس رائف:وماله خديها اهى حجه أبقى على تواصل بسببها معاكِ.


لم تنتبه فاديه لهمس رائف وقالت بحِده:

بتقول أيه،حتى لو رفضت انا هاخدها غصب عنك إنت شخص مستهتر زى ما بيقول عليك عمو صادق،واهو إستهتارك وصل أنك جايب طفله  لمستشفى،وفين عمو صادق.


حاول رائف المراوغه قائلاً:

لأ أنا هاخد ميلا معايا،عشان أكيد ممكن تتعبك بشقاوتها،وبابا جه معايا بس هو دخل مباشرةً لجوه المستشفى وانا شوفت عواد قاعد فى الجنينه روحت له.


نظرت فاديه بحِده لـ رائف قائله:لا متخافش ميلا معايا مش بتبقى شقيه،وبلاش إعتراض لو سمحت.


أخفى رائف بسمته وكاد يعترض،لكن نظرت له فاديه بزغر،مما جعله يصمت وهو يومئ رأسه  بموافقه، وأشار له بيدهُ، لتسبقهُ بالسير للدخول الى مبنى المشفى، غير منتبهان لمن رأى سيرهم معًا من يراهما من بعيد يظن انهم زوجين، شعر بغصه قويه تنخر فى قلبهُ. 

....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

منزل زهران، غرفة غيداء. 

وقفت غيداء تقول برفض قاطع: 

أنا مستحيل  أوافق على جواز تانى من فادى حتى لو كان رسمى. 


إنتبهت تحيه لقولها قائله: قصدك ايه بجواز تانى؟ 


شعرت غيداء بخزى وأخفضت وجهها تبكى بندم قائله بخفوت: 

أنا وفادى إتجوزنا عرفى،بس والله أنا ندمت بعدها وكنت قطعت علاقتى بيه،بس لو مش حكاية الحمل،وأنا خلاص قررت أنزل البيبى. 


إنصدمت تحيه قائله: 

يعنى فى عقد جواز عرفى معاكِ؟ 


ردت غيداء بخزى: 

لأ أنا لما  ... بعد... قصدى

لم تستطع غيداء إستكمال جمله  فقالت تحيه: 

ركزى وقوليلى فين  عقد الجواز العرفى. 


ركزت غيداء قليلاً قائله: 

بصراحه مش معايا أى عقد، أنا  لما فوقت بعد اللى حصل هربت من فادى وحتى كنت والله قطعت علاقتى  بيه، بس... 


قاطعتها تحيه قائله: 

بس أيه فوقتى متأخر، وطبعًا العقدين مع فادى، يبقى  مفيش حل تانى غير جوازك الرسمى من فادى، فادى،بعد اللى عمله،سهل عليه يستندل أكتر ويقدم عقد الجواز العرفى للمحكمه ويثبت بيه أن كان فى بينكم جواز. 


نظرت  غيداء بذهول لـ تحيه قائله  بندم: قصدك أيه يا ماما، مستحيل المحكمه تعترف، بورقتين عرفى. 


تحدثت تحيه بلوم: 

ولما إنت عارفه إن صعب المحكمه تعترف بورقتين عرفى ليه ورطى نفسك الورطه دى، كان فين عقلك، والثقه اللى أنا وبابا وضعناها فيكِ وخيبتى أملنا، وخلتينى أكتشف قد أيه أنا كنت مغفله لما كنت بسيبك تختارى حياتك، لما قولتى انا هروح إسكندريه وادخل الجامعه هناك وهعيش مع ماجد فى الڤيلا. 


زادت دموع غيداء قائله: 

أنا فى الحقيقه  كنت بهرب منك يا ماما، دايمًا مُصره تعاملينى على إنى طفله. 


تهكمت تحيه  قائله: 

ولما هربتى من تحكمى فيك كبرتى  وبقيتى صبيه، أنا يمكن كنت بهتم بيكِ زياده عن اللزوم وكنت بحسسك إنك طفله، كنت عاوزاكِ تعيشى وتستمتعى  بحياتك قبل ما تكبرى بدرى وتتحملى مسئوليه أكبر من سنك،تضاعف عمرك، عشان متبقيش زيي وتعيشى نفس مأساتى، أنا كنت فى سنك  كده حامل فى عواد وكنت هطلق من جاد، بس أنا ظروفى كانت غير ظروفك 

أنا والدى كان راجل موظف بسيط، ومرتبه على اللى بيطلع له من الكشك أو السوبر ماركت زى ما بنجمل الكلمه،يادوب بيقضيه مصاريف علاج مراته جنب عيشتهم،حاولت أستغني عن دخول الجامعه عشان أوفر مصاريفى وأقدر أشتغل وأساهم مع بابا فى المصاريف،بس هو رفض وأصر انى ادخل الجامعه،كنت بساعده وبقف فى السوبر ماركت أوقات الفراغ،عشان هو يطلع على كورنيش إسكندريه يرسم صور للبنات والشباب او الاهالى يجمع منهم كم جنيه يساعدونا فى المصاريف،حتى لما إتقدملى جاد وافقت وبابا شرط عليه إنى أكمل دراستى،بس هو أخل بالشرط ده أول ما أتجوزنا،  حاولت أتمرد ووقفت معاه عالطلاق ،بس إتراجعت وقتها ماما كانت بالصدفه كمان او بغلطه بقت حامل فى رائف والمصاريف هتتضاعف على بابا،رضخت ورجعت تانى،إستحملت كتير إستهانة جاد بحالى وإتحملت عذاب من شخص كنت بخاف يقرب منى او يلمسني،عشان عواد يعيش كويس إستحملت كتير إهانات،لكن إنتِ ظروفك كانت أفضل منى كنتِ تقدرى تقولى لأ لأى شئ يقلل منك مهما كان قيمته،محدش بيموت بسبب ضياع حب....لكن فى حب بيكون هو سبب الضياع،وإنتِ إختارتى الضياع وبقى فرض عليكِ القبول .

......ـــــــــــــــــــــــــــــ  

[يتبع] 

للحكايه بقيه.



رواية بحر العشق المالح الحلقة الرابعة والأربعون

#الموجه_الرابعه_والاربعون

#بحرالعشق_المالح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور ثلاث أيام


بالمشفى

ذُهل عواد من قول ضابط الشرطه:

تقرير الفحص الجنائى بيقول إن فرامل العربيه كانت مقطوعه وواضح إنها بفعل فاعل.


على حديث الضابط آتى سالم الى مكانهم وسمع حديثه، أن كان هنالك عبث مُتعمد بسيارة صابرين كذالك إسترجع إخبار فاديه له عن تلف إطارات السياره سابقًا لأكثر من مره دون سبب، لكن يبدو ان ذالك أيضًا لم يكُن محض الصدفه، أخبر سالم ذالك للمُحقق أيضًا تعجب عواد، وظن بل دخل لديه شك أن هنالك من كان يضمُر الآذى لـ صابرين

تذكر أيضًا أنه رأى بُقعة زيت مكان وقوف سيارة صابرين، كذالك قال سالم:

أنا شوقت بُقعة زيت مكان وقوف عربية صابرين قدام بيت جمال أخويا.


طبق الضابط على حديثهم قائلاً:

بكده يبقى مش شك إن كان فى تعمُد، بالذات إن الفحص أثبت إن السير بتاع الفرامل مكنش مقطوع بالكامل وإنه مع حركة العربيه إتقطع.

نظر عواد لـ سالم حائر من يُريد الاذى لـ صابرين

لفعل هذا الشئ

فكر فى زوجة عمه لكن مرضها اصبح قاسى،كذالك فكر فى فادى هو الآخر يعمل بهندسة السيارات وبالتأكيد لديه خلفيه عن التعامل مع السيارات،لكن لما هو حائر بالتأكيد سيصل لمن ضمر ودبر الاذى لها،لكن الاهم الآن هى أن تعود من تلك الغيبوبه التى تسبح فيها منذ أيام…كأنها لا تريد العوده مره أخرى.

…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل جمال التهامى.

قبل صلاة الظهر


خرجت ساميه من المطبخ وجدت جمال وفادى يسيران نحو باب المنزل

رغم أنها تعلم الى أين ذاهبان الآن لكن

تسآلت بتردد:

إنتم رايحين تصلوا الظهر جماعه فى المسجد.


نظرا لها الإثنان وقال جمال:

إسبقنى إنت يا فادى وأنا ثوانى وهحصلك.


أماء له فادى وخرج من المنزل وأغلق خلفه باب المنزل، بينما جمال نظر لـ ساميه قائلاً:

لآخر مره هسألك يا ساميه، لأن لو إتأكدت إن مصطفى فعلاً مش إبنى وإنك كنتِ عارفه وقتها هتبقى نهاية مشوارنا سوا.


إرتبكت ساميه وتلجلجت فى الرد تمُثل البُكاء والتصعُب:

ليه مش عاوز تصدقنى وليه بتزود الآسى فى قلبى على إبنى اللى فقدته شاب.


نظر لها جمال لديه شعور يُكذب تلك الدموع التى تذرفها ساميه، فهو عاشرها لإثنين وثلاثون عام كان يتغاضى عن بعض الصفات السيئه التى لم تكُن تعجبه من أجل إستمرار الحياه بسبب ولديه،ولديه الذى فقد إحدهما بسبب لحظه تمكن الشيطان منه وغواها بالطمع بقطعة أرض حقًا ثمنها ملايين لكن هل تلك الملايين نفعته ولم يقفد إبنه وعاد للحياه وأضاع تلك الحِيره التى تفتك بقلبه،وكذالك هل ستثبت بنوته له وإنهاء ذالك الشك الذى يقترب من اليقين.


للحظه شعرت ساميه برجفه فى قلبها وقالت ببكاء،وتمثيل، تود معرفة سبب إستعجال زواج فادى من تلك الفتاه التى تمقتها لكن الجشع هو من يجعلها تتقبل هذا الزواج:.

فى حاجه أنا خايفه يطلع نتيجة التحليل اللى عملته مع بنت مصطفى سلبى، قلبه هينكسر،شكله بيحب بنت زهران أوى،هو أنا مكتوب عليا أشوف ولادى قلوبهم ببتعذب كده.


نظر لها جمال بتعجب قائلاً:

وليه فادى قلبه هينكسر لو النتيجه طلعت سلبيه.


بنفس التمثيل والدموع ردت:

وقتها مصطفى يبقى أخو بنت زهران من الأم،ناسى إنى رضعته من صدرى يعنى يبقى أخو فادى بالرضاعه،وبكده يبقى جواز فادى من بنت زهران حرام.


ذُهل جمال من تلك الحقيقه التى لم يفكر فيها إذا تاكدت نتيجة التحليل،لكن قال:

هسأل فى النقطة دى،يلا بلاش رغى كتير الضهر أذن وهيقيموا الصلاه.


ترك جمال ساميه التى أغلقت خلفه الباب قائله:

يارب بحق الأذان اللى بيأذن ده إسترها جمال ناقص عقله يطير منه،ويا خوفى ينفذ تهديده اللى قاله.


مازال ذالك التهديد الذى قاله لها يوم عودته من الاسكندريه،يطن بأذنها

“مصطفى زمان كان السبب فى عدم طلاقنا ولو إتأكدت فى لحظه إنك كنت عارفه إن مصطفى مش إبننا هيبقى حقيقة مصطفى هى سبب طلاقنا اللى إتأجل إتنين وتلاتين سنه”

لعنت صابرين داعيه عليها:.

أنا مش عارفه الغبيه دى عرفت السر ده منين،مكنش إتقصف عمرها قبل ما توصل لهنا وتعمل البروباجندا اللى عملتها،ودخلت الشك فى قلب جمال،لا و ولا تحيه الحقيره التانيه اللى بتأكد كمان كلام صابرين،نفسى أعرف عرفت إزاى،غير متأكده فى حاجه بيخفيها جمال هو فادى،إزاى عيلة زهران بعد ما كانوا رافضين،رجعوا قبلوا تانى،فى سر…


تنبه عقل ساميه وشعرت بزهو:.

يمكن بنتهم هى اللى ضغطت عليه،أكيد طبعًا بتحب فادى و هو ده السبب.

…….ـــــــــــ


بعد صلاة الظهر بأحد مساجد القريه

جلس الثلاثى

فهمى، جمال، وفادى مع شيخ الجامع طالبين فتوه بعد أن أدخلت ساميه لعقل جمال الشك بـ حُرمانيه زواج فادى من غيداء قد يكون مُحرم، بسبب إرضاعها لـ مصطفى اصبح أخوه هو غيداء،، وأخبرهم هو بذالك قبل إقامة الصلاه، فإقترح فادى عليهم أخذ فتوه من شيخ الجامع لابد أن لديه فقه بذالك، عليهم معرفه رأى الدين حتى قبل إن يتأكدوا من عدم بنوة مصطفى لهم بالبرهان القاطع بعد ظهور نتيجة تحليل الخلايا الوراثيه الذى قام جمال بإجراؤه مع بنت مصطفى.


بالفعل تحدث جمال:. بص يا حضرة الشيخ إحنا التلاته فى بينا أمر وأثار الجدل بينا بين حلال وحرام وقولنا الفيصل هو شيخ الجامع أكيد عنده عِلم بشرع الله.


رد شيخ الجامع بتواضع:

فوق كل ذى عِلمٍ عليم، وإتفضل قولى الأمر الهام اللى أثار بينكم الجدل.


سرد جمال له عن إحتمال أخوة غيداء من مصطفى،واثر ذالك فى حالة طلب فادى الزواج منها، لكن لم يخبره عن أن الامر يخصهم، بل سمعه من أحد اصدقاؤه المقربين.


تبسم شيخ الجامع قائلاً: رغم إن فعلاً الأمر مُثير للجدل لكن

الموضوع بسيط جدًا، ببساطه هجاوب عليه.

إنت بتقول أنه الشاب التانى أكبر من الشاب اللى هيتجوز من البنت

أمر زواج الشاب من البنت دى حلال جدًا

فى حالة عدم رضاعته هو من ثدى أمها…

كذالك الفتاه لم ترضع من ثدى أم العريس بالمختصر ليست إبنتها كذالك العريس ليس إبن أمها فى الرضاعه،المُحرم فقط هو الأخ الأكبر ،إذن هم ليسوا أخوه ،طالما الإثنين لم يجتمعا على ثدى واحد فزواجهم حلال،والله أعلم.


شعر فادى براحه كبيره فى قلبه الذى لوقت كان بداخله يرتجف بشده خشية أن يتضاعف وز أخطأوه.

….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل الشردى وضع وفيق الهاتف فوق تلك الطاوله يُزفر نفسه بعصبيه، جذب فنجان القهوه الموضوع أمامه وارتشف قطره واحده، ثم وضع الفنجان على الطاوله مره أخرى يشعر بإمتعاض، ثم نادى على ناهد التى دخلت الى الغرفه سريعًا برجفه تشعر أن ساقيها تتخبط فى بعضهما، نظرت نحو وجه وفيق الموجوم بوضوح قائله بصوت مهزوز:

فى أيه بتنادى عليا وإنت متعصب كده؟


نظر لها وفيق قائلاً:

إعمليلى قهوه وخدى دى بردت .


هدأت ناهد كثيرًا وإزدرت ريقها الجاف قائله:

حاضر بس إهدى قولى فى أيه اللى معصبك اوى كده.


نظر لها وفيق للحظه يشعر بندم،وغصات قويه فى قلبهُ،يبدوا أنه يدفع ثمن خسارته لـ فاديه

آه،القلب يآن وهو يُغمض عينيه للحظه رأى رؤيته

لـ فاديه تحمل طفله وجوارها رجل بذالك اليوم بالمشفى الذى ذهب لها صدفه من أجل إستشارة الطبيب عن شئ خاص به لو تأكد منه وقتها سيكون خسر كل شئ بحياته.


فتح عينيه على واقع آخر هو ناهد التى إقتربت منه بدلال أنثوى تحاول تهدئته قائله:

مالك بس أيه اللى مضايقك أوى كده،إحكى لى،أنا مراتك وسرك.


نظر لها بإمتعاض قائلاً بأمر:

قولت روحى إعمليلى قهوه وفين ماما دلوقتي؟


قبل أن ترد ناهد،ردت ماجده التى دخلت للغرفه:

أنا هنا يا وفيق،فى أيه بتزعق كده ليه،أنا صحيت من النوم على صوتك العالى.


نظر وفيق نحو ناهد،كذالك ماجده التى قالت لها:

روحى إعمليلى اللى وفيق قالك عليه…يلا بسرعه وبلاش وقفتك دى.


رمقت ناهد ماجده ببُغض لكن،مثلت الخضوع أمام وفيق قائله:

حاضر يا عمتى.


غادرت ناهد الغرفه،ذهبت خلفها ماجده الى باب الغرفه وتأكدت أنها إبتعدت،فأغلقت باب الغرفه قائله:

قولى فى أيه مالك أيه اللى معصبك أوى كده؟


زفر وفيق نفسه بحسره قائلاً:

معصبنى اللى بيحصل لينا زى ما تكون لعنه وحلت علينا فجأه،مش عارف هلاقيها منين ولا منين؟


شعرت ماجده بالخيبه وقالت بتهوين:

أنا كمان مش عارفه أيه اللى حصل فجأه كده، وحال أختك اللى بقت زى الميته بالحيا مقضيه وقتها كله نوم، مش عارفه إذا كان هى عاوزه كده ولا ده بسبب تأثير العلاج عليها، حتى ولادها جُم مقعدتش معاهم حاجه ونامت وهما من شويه رجعوا بيت زهران.


جلس وفيق على أحد مقاعد الغرفه يُزفر نفسه بإنهاك قائلاً:.

مش بس ده السبب فى عصبيتى.


جلست ماجده على أحد المقاعد قائله بإستفسار:. فى أيه حصل تانى، هى كده المصايب لما بتجى، بتجى مره واحده.


رد وفيق بسأم:

المصنع الجديد اللى إشتريته يعتبر إنتهى بعد الحريق، أنا كنت مستنى تقرير لجنة التأمينات وقولت المبلغ اللى هيجى من التأمينات هيعوض شويه الخساير، لكن تقرير لجنة التأمينات أكد أن الحريق كان مُفتعل وفى الحاله دى شركة التأمينات مش مُلزمه بدفع أى تعويض.


ذُهلت ماجده قائله:

قصدك أيه إن الحريق كان مفتعل، ومين اللى إتسبب فى الحريق ده مش قولت السبب ماس كهربائى فى المصنع.


تنهد وفيق بندم يشعر بقسوة الخساره قائلاً:

فعلاً ده السبب الظاهرى لكن بعد فحص لجنة التأمينات أكدت أن كان فى تعمُد فى الحريق بتعلية معدل الڤولت بتاع المصنع.


إستغربت ماجده قائله:

ومين اللى إتعمد الاذى ده لينا،منه لله،إحنا عمرنا ما آذينا حد فى حياتنا.


نظر وفيق لها ود أن يقول لها أن ما يحدث هو ذنب فاديه التى ظلموها لسنوات،لكن بماذا ينفع الندم الآن،فاديه كانت وجه الخير عليه بمجرد أن دخلت الى حياته إزداد رزقهُ وإزدهر،وكأن حين خرجت من حياته نقُص رزقه وتنغصت حياته بزوجه لا يشعر معها براحه،كذالك ذالك الحمل الذى أصبح يشك في إستمراره،وسيتأكد من ذالك بأقرب وقت.

……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل زهران مساءً

دخل فاروق الى المنزل

وجد أبناؤه الثلاث يجلسون معًا تحت أحد المظلات بالحديقه، جالسون بهدوء دون مُشاحنات مع بعضهم على عكس طبيعتهم السابقه، تعجب وذهب الى مكان جلوسهم…


جلس لجوارهم مُستغربًا صمتهم،شعر بنغصه فى قلبه،قائلاً:

مالكم قاعدين ساكتين على غير العاده مش بتتشاقوا .


نظر له أطفاله الثلاث بتصعيب صامتين… مما جعله يشعر بوخزات قويه فى قلبه، ونهض من مكانه وجلس بالمنتصف بينهم وفتح لهم ذراعيه مُبتسمًا، مما جعل الأطفال هم الآخرون يبتسمون وهم يقتربون منه، وهو يضمهم بحنان… قائلاً:

قولولى بقى مالكم كده ساكتين ومسهمين على غير العاده.


تدمعت أعين إحدى البنتين قائله:

ماما يا بابا روحنا لها النهارده فى بيت خالو وفيق، قعدت معانا حبه صغيرين وسابتنا ونامت، وبعدها تيتا ماجده قالت لينا نرجع لهنا، هى ماما هتفضل هناك لحد أمتى إحنا مبقناش بنحب نروح بيت خالو وفيق من يوم طنط فاديه ما سابت البيت وكمان أتجوز من طنط ناهد اللى مش بتحبنا خالص ومش بتعاملنا كويس غير قدام تيتا وخالو،دى كدابه،طنط فاديه كانت أحسن وأحلى منها وكانت بتحبنا مش زى دى غشاشه.


تنهد فاروق بحسره فى قلبه،بينما قال إبنه:

عارف يا بابا طنط فاديه كانت حنينه أوى،حتى أحن من ماما مكنتش بتزعق لينا وكانت بتفهمنا بالراحه،يلا هو خالو وفيق اساسًا مش بيسمع غير لكلام تيتا ماجده… أوقات كتير كنا بنتمنى إن ماما تعاملنا زى طنط فاديه، أو حتى كانت تبقى هى مامتنا.


تنهد فاروق بآسى يشعر بالندم الشديد ليته كان حارب من البدايه فحتى أطفاله يتمنوها أمً لهم،لكن ليست كل الأمانى نستطيع تحقيقها بأيدينا.


جلس فاروق مع أطفاله لأول مره بحياته بهذا الشكل الودى البسيط القريب منهم يسمع لهم ولاحاديثهم المتفرقه وشعورهم بالوحده واليُتم الظاهر عليهم رغم انهم كانوا يعيشون بينه وبين سحر،لكن يفتقدون للأحتواء،إحتواؤه لهم

هو كان يعيش معهم وبعيد عنهم بنفس الوقت،كل منهم يقول له ماذا يتمنى أن يصبح مستقبلاً،والأمنيه الوحيده المشتركه بينهم أن يشعروا بالأحتواء المفقود،فليس فقط وجود أم وأب مجرد واجهه،بل الأهم هو الموده والحب بين افراد العائله الصغيره،وهذا كان ومازال مفقود لديهم وإزداد بترك سحر للمنزل وبقائها بمنزل والداتها بحجة العلاج،حقًا لم تعُد تصلُح كزوجه تلبى متطلبات زوجها الحثيه،لكن ليس هذا الشئ فقط ما يجمع بين الزوجين،ربما تجمع بينهم موده ورحمه على الأقل من أجل سد إحتياج أطفالهم لهم، حسم أمره سيتحدث مع سحر بهذا الشآن ويصل لطريق تفاهم جديد بينهم،هو لم تعد النساء تشغل عقله بعد أن تأكد من خسارة فاديه نهائيًا،هو يستحق ذالك هو من بدأ بالتخلى والخذلان،وعليه تكيف حياته،ويُنهى ذالك الإستسلام بحياته للندم على ما أضاعه،هنالك فُرص أخرى تُعطيها الحياه،وأكبر فرصه له هى أطفاله اللذين يحتاجون لـ أب سند وحمايه لهم يحتويهم بحنانه رغم فقدانه لذالك الحنان.


…… ــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

أمام الغرفه الموجود بها صابرين

كان يجلس رائف مع عواد،الذى أخبرهُ بتقرير الفحص الجنائى،تعجب رائف مُتسألاً:

يعنى فرامل العربيه كانت مقطوعه عن قصد بقى، طب مين اللي عمل كده وهدفه أيه؟


رد عواد بإستياء:

معرفش، أنا حاسس إنى فى كابوس مش عاوز يخلص، وصابرين زى ما تكون مبسوطه فى الغيبوبه ومش عاوزه ترجع منها.


تنهد رائف قائلاً بموساه:

إهدى بس، دكتور الإفاقه دخل من شويه وأكيد هيطلع يبشرنا إنها فاقت، وكل شىء هيبقى سهل بعد كده.


زفر عواد نفسه بإستهزاء قائلاً:

منين جالك إن اللى جاي هيبقى سهل، أنا كل اللى بتمناه دلوقتي هو صابرين تفوق من الغيبوبه اللى هى فيها، ومش فارق معايا هيحصل أيه بعد كده حتى لو رجعت تانى مشلول.


شعر رائف بالحزن على حال عواد، ولكن قبل أن يتحدث آتى الى مكان جلوسهم سالم.


نهض رائف له كى يجلس مكانه، رغم أن سالم أعجب بذوق رائف لكن وضع يدهُ على كتفه ونظر نحو عواد بترقب قائلاً:

أنا مش جاى أقعد قولولى أيه الأخبار الدكتور خرج من عند صابرين ولا لسه.


صمت عواد كان الرد، لكن بنفس الوقت آتى الى سالم إتصال هاتفى، أخرج الهاتف من جيبه ونظر للشاشه، قائلاً:

دى فاديه أكيد هتسألنى عن صابرين.


خفق قلب فادى حين سمع إسم فاديه وتحدث بهدوء:

رد عليها حضرتك وقول لها لسه دكتور الإفاقه مخرجش من الاوضه ولا حتى مدام شهيره.

إستمع سالم لقول رائف وقام بفتح الخط لكن قبل أن يتحدث، سمع صوت فتح باب غرفة صابرين، فترك سالم الرد عليها،بل أغلق الأتصال بالخطا.

وذهب نحو الطيب الذى خرج من غرفة صابرين مُبتسمًا يقول:

الحمد لله المريضه إستجابت للإفاقه وفاقت، بس ياريت بلاش إزعاج وضغط عليها.


نهض عواد يشعر بسعاده عارمه،كذالك رائف وسالم الذى لم ينتظر ودخل الى الغرفه سريعًا،وخلفه عواد

بينما ظل رائف بخارج الغرفه لكن فكر بدهاء هذه فرصته للحديث مع فاديه وإخبارها،بالخبر السعيد.


بالفعل خرج الى حديقة المشفى وقام بطلب رقم فاديه،إتصل أكثر من مره الى أن ردت فاديه عليه بعصبيه وإندفاع:

أنا كنت بتصل على بابا وبعد ما كان رد عليا قفل الخط وبطلبه تانى قفل فى وشى و مش بيرد.


تبسم رائف قائلاً:.

انا فى المستسفى على فكره وفعلاً والدك كان هيرد عليكِ بس الدكتور خرج من اوضة صابرين.


تلهفت فاديه وتسرعت قائله بتوجس وترقب:

بجد إنت فى المستشفى طب الدكتور خرج وقال أيه.


تبسم رائف قائلاً:

قال إن صابرين فاقت.


بجد!

هكذا كان رد فاديه بصوت يشوبه السعاده البالغه حتى انها أكملت:

طب انا هاجى للمستشفى فورًا.


تبسم رائف بشوق قائلاً بمكر:

وميلا هتجيبها معاكِ.


ردت فاديه ببساطه:

لأ طبعًا،دى طفله صغيره وغلط تجى للمستشفى ممكن تلقط أى عدوى،هسيبها مع صبريه.


شعر رائف بسعاده قائلاً بخباثه:

بس دى بنتى وانا عاوز أشوفها وبصراحه مُحرج أجى لعندكم فى البيت؟


تنهدت فاديه قائله:

بعدين أبقى أشوف مكان كويس تشوف فيه ميلا، كفايه إنها كانت ممكن تتعب يوم ما جبتها حضرتك للمستشفى، إنت أثبت إنك شخص غير مسؤول، يلا بالسلامه.


قالت فاديه هذا ولم تنتظر رد رائف الذى تبسم ببرود قائلاً:

مع السلامه يا فتوش.

….

بينما بغرفة صابرين

دخل سالم مُبتسمًا بانشراح وتوجه مباشرةً الى الفراش التى تنام عليه صابرين، نظر لها راها تفتح عينيها، بتلقائيه منه إنحنى يُقبل رأسها هامسًا بحنو:

أهلاً بعودة الأميره الصغيره.


شعرت صابرين بغصه قويه بقلبها ولم تعطى أى رد فعل… هى حقًا للتو فاقت من غيبوبه لكن تلك الغيبوبه للآسف لم تمحو ذاكرتها،بل رسخت بعقلها قسوة سالم عليها الفتره الماضيه…وأتخذ عقلها رد فعل طبيعى بعد ما تحملته كل تلك الفتره الماضيه من تجاهل منه لها عن قصد،ليبقى التجاهل متبادل إذن.


بينما عواد إقترب من الفراش بخُطى وئيده،لسببان

السبب الاول آلم ساقيه،والسبب التانى الندم على حدث منه وتسبب لها بذالك الحادث…

أصبح امامها مباشرةً بعد أن تنحى سالم عن رأسها وجلس لجوارها على الفراش،وحاول مسك يدها،لكن هى رغم آلم أصابعها،إبعدت يدها عن يد سالم،لكن سالم تمسك بيدها ومسد عليها،فحاولت إدعاء الآنين،مما جعل سالم يترك يدها،وظن أن يدها مازالت تؤلمها،

نظر عواد الى وجه صابرين وشعر بهدوء نفسى حين رأى عينيها مفتوحه،زال عنه ذالك الآلم النفسى،وللغرابه الآلم الجسدى أيضًا، كم أراد أن يخرج سالم وشهيره التى كانت موجوده بالغرفه مع الاطباء أثناء إفاقة صابرين،

يخرحان من الغرفه،كى يتثنى له ان يضمها لصدره ويقول لها لا تُعذبينى هذا العذاب ، ولا تُغمضى عينيك مره أخرى…لكن إحتفظ بكل ذالك الشوق فى قلبه وقال بإختصار:

حمدلله على سلامتك.


حركت صابرين رأسها فقط،بداخلها إستهزأت من قول عواد،هل حقًا يريد لها السلامه،هذه كذبه أخرى من ثالث رجل كسرها وتسبب لها بالضرر،لكن هى عادت رغُم عنها.


لكن همست صابرين:

فاديه،فاديه فين؟


تبسمت شهيره،كذالك سالم الذى قال:

أنا نسيت انا كنت هرد على فاديه بس الدكتور خرج وقفلت فى وشها،وأتصلت بعد كده وانا بالغلط عملت الصوت صامت،زمانها قلقانه ومش بعيد نلاقيها جايه دلوقتي،مش هتصل عليها عشان لما تجى تبقى مفاجأه حلوه ليها.

……..ـــــــــــــــــــــــــــ

ليلاً

بغرفة صابرين

بعد أن أطمئن عليها الجميع وسعدوا بعودتها من تلك الغيبوبه

أمر سالم شهيره بالعوده للمنزل مع فاديه كى تستريح بعد أن كانت مرافقه لها طوال الايام الماضيه،آن الآوان أن تأخذ قسط من الراحه قليلاً بعد أن أطمئنت بعودة صابرين من الغيبوبه،ظل سالم وبرفقته بالغرفه عواد.


شعرت صابرين ببعض الآلم حين حاولت الحركه كى تُعدل الوساده خلف راسها بعد أن إستكبرت الطلب من أحدهما، لو بيدها لكانت قالت لهم أنتما الاثنين لا أريد بقاء أى منكم قريب منى كفى،لكن صمتت بإستهزاء،لكن الآن شعرت بآلم وآنت منه بخفوت قليلاً،مما جعل عواد يسمع ذالك الآنين الخافت،أو ربما لان بصره مُنصب على صابرين لاحظ ذالك ونهض فورًا رغم وجع ساقيه،لكن وقف جوارها قائلاً:

صابرين،حاسه بآلم أتصل على الدكتور.


ردت صابرين بتريقه من رد فعل عواد:

لأ أنا كويسه، أنا بس كنت عاوزه ارفع المخده تحت راسى مش أكتر.


تبسم عواد وإنحنى على رأس صابرين ورفعها قليلاً على صدرهُ،ثم عدل الوساده تحت رأسها،فى ذالك الاثناء شعر بأنفاسها الساخنه تخترق ملابسه كالأعصار تضرب قلبه مباشرةً،كذالك صابرين شعرت بزياده خفقان فى قلبها من إقتراب عواد منها،بعد عدل رأسها على الوساده رفع وجهه ونظر لوجهها يرسم بسمة لم تستطيع تفسير لها عيناه كانت صافيه شعرت بها دفئ اشعل الحراره بجسدها رغم أن الغرفه كانت لحدٍ ما بارده،لحظات كانت العيون تنظر لبعضها فقط شوق وإستفهام

شوق من عواد الذى شعر بإفتقاد لتلك العيون اللتان كان فتحهما بالنسبه له حياه أخرى كذالك نظر لشفاها للحظات كاد يتناسى وجود سالم معهم بالغرفه وإقترب بشفاه وكاد يُقبلها،لولا أن حركت رأسها ليضع القُبله على وجنتها…

فبعد كبوات وليالى مُضنيه عاشها يشعر بآلام نفسيه وجسديه الإثنين معًا، تلاشى أحدهم الآن يشعر بهدوء نفسى جعله يتغاضى عن شعور الآلم الجسدى.

بينما إستفهام من صابرين لا تعرف له جواب،تلك اللهفه التى تراها بعين عواد هل هى حقيقيه أم انها وهم بسبب بعض الادويه التى تناولتها،لكن فسرت انها مجرد وهم،فأغمضت عينبها وحركت رأسها بعيد عن شفتاه،اللتان شعرت بهم على وجنتها،مثل نسيم تلك الغرفه البارده .


رفع عواد رأسه ونظر مره أخرى لـ صابرين التى للحظه إنشعف حين رأى عينيها مُغمضه،لكن سُرعان ما فتحت صابرين عينيها،لترى نظرة عين عواد التى لا تفسير لها لديها،لكن قطع تلك النظرات

سالم الذى كان مُستيقظ ورأى لهفة عواد حين سمع آنين صابرين الخافت،كذالك رأى ذالك الموقف شعر بالخجل منه بالنهايه هما زوجان،ربما الإشتياق يُحركهما،لكن فضل أن يكون عازول بينهم عواد يستحق التأديب،نهض متوجهًا الى الفراش يقول بلهفه:

مالها صابرين.


إستقام عواد واقفًا ينظر لـ سالم بضجر يود طرده من الغرفه وينفرد بصابرين دونه،لكن صابرين ردت بإستهزاء:

أنا كويسه بس المخده اللى تحت راسى مكنتش معدوله،عالعموم هرجع أنام تانى.


قالت صابرين هذا وأغمضت عينيها تاركه هذان الإثنان يود كل منهم طرد الآخر من الغرفه لكن الصمت سيطر عليهما وهما يعودان الى مكان جلوسهم قبل قليل،،مازالت النظرات الحاميه بينهم،لكن هل يظل هذا الصمت كثيرًا.

……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور عشر أيام

بالمشفى صباحً


على باب غرفة صابرين

تصادمت يدي

ماجد ومنال التى سرعان ما سحبت يدها من أسفل يد ماجد الذى شعر بهزه قويه فى جسده كذالك منال التى إنصهر وجهها بحياء، ظلا ثوانى ينظران لبعض بصمت، قطع الصمت ماجد قائلاً:

مدام منال، على ما أفتكر ده إسمك سبق وإتقابلنا فى المطعم وصابرين عرفتنا على بعض، أنا ماجد إبن عم عواد جوز صابرين.


ردت منال بحياء:.آه فاكره حضرتك،أنا جايه من اسكندريه عشان أطمن على صابرين عارفه انى متأخره بس الظروف بقى.


تبسم ماجد قائلاً:

أنا كمان زيك متأخر،يمكن خير ومبسوط إن الصدفه جمعتنا تانى.


شعرت منال بخجل وهربت من الحديث مع ماجد وقامت بالطرق على باب الغرفه ثم دخلت بعد أن سمعت الاذن لها بالدخول.


حين راتها شهيره شعرت بفتور ونظرت نحو صابرين التى تبسمت لها، وهى تقول بإعتذار:.

أنا آسفه يا صابرين إنى إتأخرت فى زيارتك،رينا كانت تعبانه أوى الفتره اللى فاتت ومكنتش هبقى مطمنه وهى بعيده عنى.


تبسمت لها صابرين قائله:

مفيش إعتذار ربنا يشفيها ويخليهالك.


تبسمت شهيره لـ منال بفتور غصبًا،وقالت:

مكنش له لازمه تعبك فى المشوار فاديه قالت انك إتصلتى اكتر من مره،كتر خيرك.


شعرت منال بفتور شهيره وعذرتها،وقبل ان تتحدث دخل ماجد مُبتسمًا يقول:

صباح الخير،حمدلله على سلامتك يا صابرين ربنا يتم شفاكِ بخير.


تبسمت له شهيره بفتور قائله:.آمين.


جلس ماجد ومنال قليلاً مع صابرين، الى أن نهضت منال قائله:

زيارة المريض لازم تكون خفيفه، وكمان لازم ارجع اسكندرية النهارده، هستأذن انا، ومره تانيه حمدلله على سلامتك يا صابرين.


تبسمت لها صابرين، قائله:

متشكره اوى لزيارتك يا منال.


نهض ماجد وهو الآخر قائلاً:

انا كمان هستأذن ومتأسف إن زيارتى جت متأخره عرفت إنك هتخرجى من المستشفى النهارده المسا.


تبسمت صابرين وهى ترى تبادل النظرات بين منال وماجد، بينما قالت شهيره:

لأ أبداً شرفتونا.


توجه الاثنان ومعهم شهيره الى باب الغرفه التى أغلقته خلفهم تتنهد براحه قائله:

مش عارفه قدرت أتحمل وجود منال دى إزاى،وإنتِ بتردى عليها بالبرود ده،الحمد لله لسه مستفزه.


تبسمت صابرين قائله:

وكنتِ عاوزانى اطرد منال هى ذنبها أيه،أنا وهى كنا مخدوعين،يمكن هى كان بمزاجها بس برضوا معذوره كانت بتحب.


نظرت لها شهيره وعادت كلمتها الأخيره بتريقه:

كانت بتحب،ما هو باين خالص مش شايفه النظرات اللى بينها وبين ماجد ولا أيه،ولا الغيبوبه اللى عشتى فيها فتره جابتلك عمى نظر.


ضحكت صابرين فتألمت ضلوعها قائله:

يا ماما الحي أبقى من الميت والحياه بتستمر.

……

بينما بخارج الغرفه تحدث ماجد لـ منال بتردد قائلاً:

انا راجع إسكندريه دلوقتي ولو مش معاكِ عربيه ممكن تتفضلى انا معايا عربيه بسوااق.


فكرت منال فى الرفض،كادت ترفض لولا أن أكمل ماجد حديثه:

كمان معايا بناتى.


فكرت منال وقالت بموافقه:

تمام ممكن أرجع معاك لإسكندريه،على الاقل أوصل بدرى قبل المسا.


إنشرح قلب ماجد وهو يُشير بيدهُ لـ منال للسير أمامه،يشعر الإثنان بذبذبات قويه تُجدد مشاعر مروا بها سابقًا لم يأخذوا منها سوا الآسيه،فهل آن آوان العوض .

…. ـــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

بمنزل زهران

بجناح عواد

بعد أن اصرت صابرين على والداتها أن تعود لمنزل والداها وتتركها هى أصبحت بخير وتستطيع الاعتماد على حالها وإذا إحتاجت لشئ هنالك بالمنزل خدم ستطلب منهم ما تريد، لكن شعرت بالضجر من ملابسها التى عليها جاء الى انفها ان رائحتها مُطهرات من المشفى، فأشمىزت منها وحسمت أمرها أن تُبدلها، وبالفعل، نهضت

وإتجهت ناحيه الدولاب وفتحت إحدى الضلف، وأخرجت لها منامه منزليه من قطعتين وأغلقت الدولاب وتوجهت نحو الفراش وضعت عليه تلك المنامه

حاولت جاهده بيدها السليمه

خلع ملابسها العلويه حتى أصبحت بملابسها الداخليه

جذبت الجزء العلوى من المنامه فتحت جميع أزرارها،أدخلت يدها السليمه بالمنامه اولاً، ثم حاولت

إدخال يدها الآخرى لم تستطيع إدخالها بسبب شعورها بآلم كبير ليس فقط بسبب آلم يدها بل أيضاً بسبب آلم ضلوع صدرها الذى مازال الوجع لم يزول.


حاولت أكثر من مره،لكن حين كانت تشعر بالآلم تتوقف عن المحاوله

فى ذالك الوقت دخل عواد الى الغرفه،لاحظ ذالك الآلم المرسوم على وجه صابرين،إقترب منها وأمسك قطعة المنامه وقربها ليدها محاولاً مساعدتها حتى لا تشعر بآلم، حاولت الرفض فى البدايه، لكن لشعورها بالخجل وهى تقف أمامهُ بملابسها الداخليه، تغاضت عن الرفض وتركته بالفعل ساعدها وأدخلت يدها المُصابه بداخل المنامه،وقالت:

شكرًا لمساعدتك


رد عواد:فين مامتك مباتتش ليه هنا علشان تساعدك لو إحتاجتى لحاجه.


تظاهرت بالقوه وبدأت تحاول تزير أزرار المنامه قائله: مالوش لازمه ماما تبات هنا، أنا بقيت كويسه وأقدر أعتمد على نفسى.


نظر عواد لها مُتعجبًا من محاولتها أن تُظهر أنها قويه وهى بالكاد لم تستطيع حتى إغلاق زر واحد من منامتها…

مد يده وجذب طرفى المنامه عليها وبدأ بإغلاق تلك الأزار واحد يلو الآخر وهو ينظر لوجهها التى تحاول إحادة نظرها عنه حتى إنتهى من جميع الأزرار،أدارت له ظهرها، وإبتعدت لخطوه عنه.


سار عواد تلك الخطوه وإحتوى جسدها بين يديه يضمها من ظهرها الى صدرهُ واضعًا رأسه بين حنايا عُنقها يتنسم من عبقها الذى كاد أن يفتقده بسبب ذالك الحادث التى تعرضت له وكاد يودى بحياتها أقسم وقتها إن غادرت الحياه وتركتهُ كان سيقتص من عائلتيهما دون هواده،كان لمجرد أن تفتح عينيها مره أخرى على الإستعداد إبادة عائلتيهما …

بينما هى آنت بآلم من ضمهُ لها

قائله:أكيد زعلت لما أنا رجعت تانى للحياه كان نفسك حياتى تنتهى وترتاح.


تبسم بسخريه وهو مازال يضع رأسه بعنُقها ربما هذا ما كان يريدهُ سابقًا قبل أن تتعرض لذالك الحادث التى خرجت منه حيه بأعجوبه آلهيه…

غريب هو العشق حقًا متى توغلت تلك العدوه اللدوده الى قلبه وتحكمت بنبضه الذى كاد يتوقف حين سمع صوت صفير جهاز نبضات قلبها.


بينما هى رغم شعورها بآلم من ضمه لها كانت تود أن يظل يضمها بين يديه… تريد نفض ذالك التفكير عن رأسها أنه هو من حاول قتلها، فهو كاد يقتلها مرارًا، لكن الآن بضمه لها يقتلها بأن يُسقيها مياههُ المالحه التى لا تروى العطش،بل تُنشف أوردة القلب والروح .

… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بينما بمنزل سالم التهامى

لام سالم شهيره قائلاً:

مكنش لازم تسيبى صابرين لوحدها فى بيت زهران كان لازم تباتى معاها، انا اللى غلطت من الاول، وسمعت كلامها مكنش لازم ترجع مع عواد لبيته.


نظرت له شهيره قائله:

سالم كفايه لوم، وصابرين هى اللى أختارت ترجع مع عواد.


نظر سالم لها قائلاً بندم:

حتى لو صابرين هى اللى أختارت ترجع مع عواد مكنش لازم اوافق، صابرين آن الآوان أنا وهى لازم نتكلم مع بعض بدون أى حواجز.

…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع…


رواية بحر العشق المالح الحلقة الخامسة والأربعون

#الموجه_الخامسه_والاربعون

#بحرالعشق_المالح

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أسبوعين

إنتصف الصيف، إزدات الحراره وهدأت الأمواج قليلاً…

بمنزل جمال التهامي

كأن جمال إعتزل الحياه،يقضى معظم وقته بغرفته بعدما صُدم بنتيجة ذالك التحليل،صابرين كانت صادقه،فتح ألبوم صور وبدأ يتصفح تلك الصور واحده تلو الأخرى وذكريات تُعاد أمامه يبتسم تاره وتاره تنزل دمعه من عينيه

يقينًا

لم يكُن فلذة كبدهُ لكن الحقيقه لم تغير شى من أحاسيسه، كان ولده، إنشرح قلبه لفرحهُ وإنشطر قلبه بفراقه الذى لم يقل بل زاد صعوبه الآن.

دخل الى الغرفه فادى، وإقترب من مكان جلوسه،رفع وجهه ونظر له وجفف تلك الدمعه قائلاً:

حمدلله عالسلامه يا فادى أمتى وصلت من إسكندريه.

شعر فادى بالآسى قائلاً:

لسه يادوب واصل،هى ماما فين؟

تنهد جمال قائلاً:

أكيد راحت تدعى حبايبها عشان فرحك اللى بعد يومين،قولى رتبت أمورك فى إسكندريه.

تنهد فادى قائلاً:

أيوا عفش الشقه لسه جديد يادوب غيرت فرش أوضة النوم،وكمان اخدت أجازه من مصنع السيارات لمدة عشر أيام ،مقدرتش أخد اكتر من كده بس كويس عشر أيام.

جلس فادى جوار جمال يشعر بوخزات فى قلبه

مد يده يمُسك ذالك الالبوم ينظر الى صور مصطفى شعر هو الآخر بالحزن الكبير وتذكر ضحية الأخوه التى ظلمها بإنتقام واهى شعر بالندم لكن ظن أن هنالك فرصه أخرى ربما يستطيع من خلالها تعويض ما بدر منه من تسرُع وغباء.

تنهد جمال قائلاً:

أنا أتفقت مع فهمى إنك هتفضل هنا فى البلد يومين أو تلاته بعد الجواز.


وضع فادى يدهُ على جبهته يفركها بآنامله قائلاً:

مش هينفع أنا شقتى هنا لسه محتاجه تشطيبات وعامل حسابى على العيشه فى إسكندريه الشقه قريبه من المصنع اللى بشتغل فيه،وأكيد غيداء مش هتبقى مرتاحه لو فضلت مع حضرتك إنت وماما فى نفس الشقه،غير إن ماما مش لازم تعرف إن غيداء حامل،حضرتك عارف ماما.

رد جمال بتوضيح يشعر بغصوص:

شقة مصطفى جاهزه يا فادى.

ذُهل فادى وكاد يرفض لكن

نظر جمال يُكمل حديثه مُتهكمًا : بلاش ترفض، وبعدين

ولما إنت خايف على غيداء كده،ليه عملت الجريمه دى،أنا أكتشفت إنى بعد العمر ده كله معرفتش أربى ولادى وأتشرف بتربيتى لهم،إن كان إنت ولا مصــ…

صمت جمال مُتأثرًا بدموع تترغرغ بمقلتيه،قاسيه عليه إستيعاب حقيقة أن مصطفى لم يكُن من صُلبهُ.

بينما شعر فادى بالخزي واطرق راسه لآسفل مُعترفًا حقًا كان وغد وبلا أخلاق.

بينما اكمل جمال حديثه بذم ولوم:

مصطفى بعد الحب ده كله لـ صابرين نتفاجئ أنه كان متجوز ومخلف، وإنت كمان ياريتك حتى كنت إتجوزت، كان أرحم من إنك تروح لطريق الحرام… وتأذى بنت بريئه.

شعر فادى بالخزى والندم قائلاً بتبرير يُغفل به ضميره: سبق وقولتلك يا بابا إنى متجوز من غيداء.


تهكم جمال قائلاً:

والعقدين العرفى اللى معاك دول جواز حلال يا فادى هتضحك عليا ولا على ربنا اساس الجواز قبول و إشهار قدام الناس كلها مش إستغفال فى الخفا، زى السرقه بالظبط، إنت سرقت فرحة غيداء إنها تبقى زى أى بنت بتبدأ حياتها مع زوج يقدر قيمتها، ومتأكد لسه هتدفع التمن غالى يا فادى،كله الأ اللعب “بالأعراض” عقابه بيقى وخيم ومش بعيد يترد لك فى يوم فى ولادك،أنا زمان وافقت مراون إنه يخطف صبريه ويحط خالى عواد قدام الامر الواقع إن صبريه أختارته وكمان لما أطمعت فى حتة أرض كانت بمثابة “ديه” وأهو أنا دفعت التمن فقدت إبن مكنش إبنى من البدايه وإبنى التانى ساوم وإنتقم” بالعِرض”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بغرفة مكتب عواد، بمنزل زهران

اغلق عواد الحاسوب الخاص به

تعجب رائف الواقف جواره قائلاً بإستغراب:

شريط الفيديو ده بيوضح إن السواق ده هو اللى أكيد قطع سلك الفرامل فى عربية صابرين، بس أيه هدفه من كده،وإزاى مفكرش إن فى كاميرات هنا فى الجنينه،وبالذات مكان وقوف العربيات.

تنهد عواد بتأثُر قائلاً بتفسير:

هو عارف إن فى كاميرات بس هو عطل الكاميرا الرئيسيه،بتاع الجنينه واللى كانت قريبه من مكان وقوف عربية صابرين ومعندوش فكره إن فى كاميرات تانيه مخفيه ولها نظام تحكم تانى خاص بها…


وأكيد فى حد هو اللى أمره،يعمل كده ومتأكد هيكشف نفسه قريب جدًا.

جلس رائف على أحد المقاعد بالمقابل لمكتب عواد قائلاً:

وأنا ليه حاسس إنك عندك شك فى حد معين.

أشعل عواد سيجاره ونفث دخانها قائلاً بيقين:

أنا عندى يقين مش شك بمين اللى كانت هدفها أذية صابرين.

تعجب رائف قائلاً بسؤال:

ومين دى بقى وأيه مصلحتها، فى أذية صابرين توصل إنها تفكر تقتلها.

نفث عواد دخان السيجاره قائلاً بثقه وسخريه:

الأميره فوزيه بنت سيادة السفير.

لم يتعجب رائف وقال:

بس مش عارف إزاى مفكرتش إنها ممكن تنكشف بسهوله تتعاقب.

رد عواد متهكمًا:

وهتخاف ليه وهى معاها الباسبور الامريكانى، بس هى معملتش حساب هى بتأذى مين بالنسبه ليا، صابرين من أى حد بالنسبه ليا.

نظر رائف بإستفسار متسألاً بمكر:.

قصدك أيه،وبعدين لما صابرين غاليه عليك اوى كده ليه بتفكر تنفصل عنها الفتره اللى جايه.

زفر عواد نفسه قائلاً:

مفيش قدامى حل تانى، أنا خلاص حددت ميعاد سفرى لـ لندن بعد تلات أسابيع قبلها هكون إتفقت مع صابرين على إنفصال ودى وكفايه أنا اللى دخلت صابرين لحياتى بالغلط من أولها.


سخر رائف قائلاً بمواجهه:دخلتها لحياتك

عشان بتحبها، أنا مش معاك فى إنك تخفى عنها أمر العمليه اللى هتعملها، وكمان سيب لها حرية الإختيار وقتها مش….

قاطع عواد حديث رائف برفض قائلاً:

لأ مش هقدر أتحمل لو هى فكرت تضحى وتتقبل إنى أعيش معاها مشلول، ولا حتى إنها ترفض من البدايه وتقرر هى وقتها الإنفصال.

نظر رائف لـ عواد بشفقه:

غرورك مانعك تعترف إنك محتاج لدعم صابرين الفتره الجايه يا عواد،زى ما منعك تعترف قبل كده إنك بتحبها سيبتها تروح لغيرك،أنا مقدرش أقولك أكتر من نحى غرورك وإقعد إنت وصابرين وإتكلموا بهدوء وقتها تأكد إنك هتطلع غلطان والغرور هو اللى ضيع فُرصك مع صابرين،وهتندم على ده مع الوقت.

صمت عواد،لكن قطع ذالك الصمت صوت رنين هاتفه… نظر لشاشة الهاتف ثم رد على من يتصل عليه، الى أن أنهى الإتصال قائلاً:

المسا هكون فى إسكندريه.

أغلق الهاتف ووضعه أمامه على المكتب يُزفر نفسه، بينما قال رائف بإستفسار:

إنت مسافر إسكندريه النهارده… ليه؟

نهض عواد واقفًا يجاوب عليه:

أيوه، أمر هام ولازم أكون هناك عشانه بنفسى.

وقف رائف قائلاً:

عارف إنك مش هتقولي أيه هو الأمر ده، عالعموم أنت حر، بس فكر فى كلامى وبلاش تاخد قرار وأتكلم مع صابرين، مش هتخسر حاجه، هروح أنا أتصل على فتوش أتحجج إنى عاوز اشوف بنتى، بنتى اللى نستني كآنى مش موجود، صحيح كل واحد بيدور على اللى بيرتاح معاه وإحنا بندور عاللى تَعب قلبنا هواه.


ضحك عواد قائلاً: إبقى غنى لـ فتوش.

ضحك رائف أيضًا قائلاً بمزح: مش ناقصه تسمع نشاز صوتى عاوزها تطفش من النشاز، هى اساسًا مصدره الوش الجبس، يلا هجرب حظي، يمكن ربنا يفكها عليا وعليك شويه.

…. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بغرفة صابرين

بعد أن سمحت لها دخلت تحيه الى الجناح ترسم بسمه زائفه على شفاها قائله:

صباح الخير يا صابرين، إزى صحتك النهارده.

ردت صابرين ببسمه:

الحمد لله بخير، الدكتور فك جبس إيدى إمبارح، بس قالى افضل كده كم يوم ضماها فى الحامل الطبى على كتفي.

وضعت تحيه يدها على كتف صابرين قائله بتمنى ثم تردُد:

ربنا يتمم شفاكِ يارب،صابرين كان ليا عندك طلب ولو هيسبب لك إحراج….

سبقت صابرين بالحديث قائله:

إطلبى يا طنط اعتقد مبقاش في حاجه تسبب لى إحراج.

شعرت تحيه بحرج مصحوب بغصه قويه وهى تقول:.

مرات المرحوم مصطفى، أنا عارفه إن أكيد فادى دعاها لحضور الفرح، هى لسه متعرفش الحقيقه اللى ظهرت، كنت بقول لو تتصلى عليها وبدل ما تجى وتروح على بيت عمك تجى لهنا.


شعرت صابرين بالآسى على تحيه التى تحملت كثيرًا ومازالت صامده،كل ما تتمناه فقط هو رؤية من تحب سعيد حتى لو كان على حُطام قلبها..

ردت سريعًا:

حاضر يا طنط هتصل عليها دلوقتي وأطلب منها.

تبسمت تحيه تُخفى تلك الدمعه التى بعينيها

بينما صابرين قامت بالإتصال على منال التى ردت عليها

بعد السلام بينهم

تحدثت صابرين:

منال أنا عارفه إن أكيد فادى دعاكِ لحضور فرحه بعد بكره الحنه أكيد هتحضريها،كنت بقول بدل ما تروحى تقعدى فى بيت عمى جمال وهناك هيبقى دوشه أيه رأيك هنا فى بيت زهران فى مضيفه خاصه تقدرى تبقى فيها مع والداتك وبنتك على راحتكم كأنها شقه خاصه بيكم.

شعرت منال بالحرج وردت:

بس أنا كنت كنة عمى جمال والمفروض لما انزل انا وبنتى للبلد يبقى المكان الطبيعى هو بيته.

قاطعتها صابرين قائله:

عارفه اللى هتقوليه، بس إعتبرينى بدعيكِ كضيفه

وكمان هنا هتبقى على راحتك أكتر فى المضيفه، كمان فى موضوع مهم لازم تعرفى بيه، أنا بقول الأفضل ليكِ تكونى هنا ضيفه او بالاصح صاحبة مكان.

تحيرت منال قائله بإستفهام:


وأيه هو الموضوع المهم ده؟

ردت صابرين: الموضوع خاص بـ مصطفى زمش هينفع نتكلم فيه عالموبايل، الموضوع محتاج نكون وش لوش… فبلاش ترفضى طلبى منك، وصدقينى هنا فى بيت زهران هتلاقى إستقبال أفضل هيكون ليكِ مكانة صاحبة المكان.

تحيرت منال أكثر من حديث صابرين هنالك بين طيات الكلمات بعض الإيحاءات تُثير فضولها..

ردت بموافقه:

تمام أنا قبلت طلبك وهجى يوم الحنه الصبح.

تبسمت صابرين قائله:

أوكيه هكون فى إستقبالك انا وطنط تحيه توصلى بالسلامه.

أغلقت صابرين تنظر لـ تحيه التى إنشرحت ملامح وجهها وإقتربت من صابرين وقبلت وجنتيها بشُكر قائله:

حبيبتى،ربنا يحفظك،هسيبك ترتاحى.

خرحت تحيه تاركه صابرين مُبتسمه ليست مُتعجبه من رد فعل تحيه،تلك المرأه قنوعه جدًا…

بنفس الوقت شعرت صابرين بتآكل بيدها التى كانت مُجبرهُ،حكتها بيدها ثم أزالت ذالك الحامل التى ترفعها به ورفعت كُم ملابسها ورأت تلك القشور الجلديه البيضاء قامت بالنفخ بفمها عليها قائله: الجبس كان أرحم من ألقشور دى،اللى بتسبب لى آكلان،ومش طايقه الهدوم عليها،كده كده أنا باقيه فى الجناح والدنيا حر،أقلع البلوزه وأفضل بالتوب بتلت كُم .


قالت صابرين هذا وقامت بخلع الجزء العلوى،وتسطحت على الفراش نصف نائمه وفتحت هاتفها تتصفح به قائله:

الفون الجديد ده فيه مساحه إمكانيات أفضل بكتير من موبايلى القديم،طبعًا المختال الأبرص فلوسه كتير.

تبسم عواد الذى دخل الى الغرفه قائلاً بمرح:

يعنى بدل ما تشكرينى على الموبايل الجديد،بتنقُي عليا.

للحظه إنخضت صابرين وسقط الهاتف من يدها على الفراش،قائله بتهجم:خضيتنى

دخلت للجناح أمتى من غير ما أحس بيك.

ضحك عواد وهو يجلس على الفراش ومد يده وألتقط الهاتف من على الفراش وناوله لها قائلاً:

إنتِ مشغوله فى الموبايل ومحستيش بدخولى على العموم هقولك العفو يا حبيبتى.

أخذت صابرين الهاتف من يد عواد قائله بإستفسار:

العفو على أيه؟

شاغبها عواد قائلاً:

طبعًا إنتِ أكيد كنتِ لسه هتُشكرينى على الموبايل أبو إمكانيات حديثه، اللى أنا جيبته ليكِ بفلوسي الكتير.

نظرت له صابرين بتهكم قائله بإستقلال :

مُختال،وغلطان أنا مكنتش هشكرك على فكره ده موبايل عادى جدًا وبتاعى القديم كان نفس الماركه والطراز تقريبًا مفيش فرق كبير.

ضحك عواد قائلاً:


هو نفس الماركه صحيح بس ده إصدار حديث وأصلى مش تقليد،وعالعموم مفيش بينا شُكر يا حبيبتى.

أنهى عواد قوله وهو ينظر الى صابرين بإعجاب كما ان لفت نظره زيها الذى يصف جسدها من أعلى كذالك جزء كبير من صدرها مكشوف،لكن شعر بغصه من منظر تلك القشور البيضاء التى على يدها.

شعرت صابرين بنظر عواد لها شعرت بالحرج وقبل أن تتحدث تحدث عواد:

ليه منزله إيدك من الحامل الطبى الدكتور قال لازم ترفعيها لفتره.

ردت صابرين:

عادى مبقتش بتوجعنى أوى غير إن الحامل الطبى بيوجع رقبتي فبريحها شويه.

تبسم عواد ونهض من جوار صابرين وذهب نحو خزانة الملابس وفتح المكان المُخصص لملابسه وأخرج له ملابس أخرى ثم بدأ بفتح ازار قميصه وبدأ بتبديل ثيابه،نظرت له صابرين قائله بفضول:

بتغير هدومك دلوقتي ليه.

رد عواد وهو ينظر لوجه صابرين:

أنا مسافر إسكندريه دلوقتي.

تفاجئت صابرين ونهضت من على الفراش تسير نحوه قائله:

طب وفرح أختك اللى بعد يومين مش هتحضره؟

تبسم عواد حين إقتربت صابرين منه قائلاً:

عندى شغل مهم قبل يومين هيكون خلصان يعني هحضر ليلة الدخله.


تركزت عين صابرين بعين عواد قائله بترقُب لرده :

عواد إنت ليه هتسافر إسكندريه…دلوقتى أنا ليه حاشه إن إنت مش موافق على جواز فادى وغيداء.

قالت صابرين هذا وحاولت الإبتعاد بعنيها عن عين عواد،لكن عواد رفع وجهها يضع عينيه بعينيها قائلاً:

لا موافقتى ولا رفضى بقى لهم أهميه،خلاص جواز غيداء من فادى أصبح لازم يكون أمر واقع عشان البيبى اللى فى بطن غيداء مالوش ذنب يتوصم إنه إبن حرام،وغيداء تتحمل لوحدها غلطه الإتنين مسؤلين عنها،أنا هحضر الفرح زيي زى أى شخص مدعى لـ زفاف غير كده أنا مش هدخل عمى موجود وهو المسئول الوحيد عنها.

تلاقت عينيى صابرين مع عيني عواد متفاجئه من رده العقلانى… تشعر أنها أمام شخص آخر غير عواد الذى عاشرته الأشهر الماضيه.

إبتسم عواد على ملامح صابرين المذهوله،وبلا تفكير قطع تلك النظرات يُلثم شفاها بقُبله كانت كفيله بتشتيت قلبها قبل عقلها،

كذالك كفيله برد شوق قلب عواد الذى يشعر كآنه تبدل قلبه الحجرى بقلب آخر أصبح أكثر ليونه،لكن نبه عليه عقله،الى متى يا عواد النهايه محسومه وهى الغرق بعيدًا عن صابرين

بينما ذم قلبه عقله:

مادام النهايه بالنسبه لك محسومه بالغرق بعيد ليه متسيبش نفسك لتيار العشق حتى لو أيام معدوده.

….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بأحد المتنزهات العامه الخاصه بالأطفال

وضعت فاديه ميلا على إحدى الأؤرجات لكن ميلا خافت وتشبثت بـرقبة فاديه،ضحكت فاديه لها قائله:

متخافيش.

لكن ميلا جبانه.

ضحك فادى الذى للتو وصل لذالك المتنزه قائلاً:

ميلا جبانه رغم إنها حابه تركب المورجيحه ،بس أنا عندى إقتراح إنتِ تركبى معاها وأنا اللى ههز لكم المورجيحه.

شعرت فاديه بالكسوف قائله:

لأ خلاص هنروح على لعبة تانيه.

لكن لـ ميلا رغبه أخرى عينيها تلمع على تلك الاؤرجوحه لگن تخشى ان تبقى وحيده حين هزت رأسها بـ لا حين سألتها فاديه:

نروح للعبه تانيه طالما خايفه من دى.

أخفى رائف بسمته لاول مره طفلته تساعده بتشبثها باللهو على تلك الاؤرجوحه،مما جعل فاديه تستلم لأمرها وأعطت ميلا لـ رائف الى أن صعدت على الاؤرجوحه ومدت يدها تحمل ميلا،إتجه رائف خلفهم وبدأ بهز الأؤرجوحه،التى بدلت حال ميلا الجبانه الى ميلا المُستمتعه وتتعالا ضحكاتها بجلجله فى المكان،جعلت كل من يرى هؤلاء الثلاث يعتقد أنهم أسره تستمتع باللهو،حتى ان فاديه هى الأخرى تمنت للحظه ان تبقى تلك اللحظات مستمره طوال عمرها طفله صغيره تمنتها وخابت الأمانى لكن ربما كان القدر كان رائيفًا بها حين ظهرت تلك الطفله،وبدأت هى بتعويض الإحتياج الناقص لديها


هن يستكملن بعضهن،لكن هنالك ذبذبات أخرى بدأت تدخل الى قلبها ناحية رائف،لكن لا لن تترك تلك الذبذبات تتمكن من قلبها،يكفى ما أصابها من خُذلان سابقًا سواء من الحب او الزواح الاثنان مانا تجربتان فاشلتان لا داعى لإعاده لأى منهم.

أمسكت فاديه طرف الأؤرجوحه كى يتوقف رائف عن هزها،بالفعل توقف،متعجبًا حين رأى البسمه إختفت من على وجه فاديه طرف وبررت ذالك قائله:

كفايه أنا دوخت.

إمتثل رائف لها وأخذ ميلا منها الى أن هبطت أرضًا قائله:

أعتقد كده كفايه لازم نرجع الجو بدأ يبقى حر.

مدت فاديه يديها كى تأخذ منه ميلا لكن قال رائف: فاديه ممكن نقعد فى الكافيتريا نتكلم شويه.

هى ليست بفتاه صغيره بمقتبل العمر تفرح بخروجه مع شاب فى مكان عام،هى تشعر بتضاعف عمرها وكذالك خبرتها فى قراءه الوجوه،لكن لا لن تسير عكس التيار مره أخرى وتبتعد عن شط النجاه القريب وهو الفرار من تلك الموجة بالعوده الى الشاطئ دون سباحه تُرهقها.

ردت على طلب رائف الذى قال:

بس نشرب أى عصير.

بسبب ميلا التى لعقت شفاها بلسانها دليل على العطش،وافقت فاديه على مضص قائله:

تمام مش هيضر نشرب عصير.

بعد قليل وضع النادل ثلاث أكواب من العصاىر


إدعت فاديه الإنشغال بـ ميلا وهى تُسقيها العصير، شعر رائف أن فاديه تحاول تجاهله بإدعاء الانشغال مع ميلا غص قلبه،وأراد الحديث لكن نهضت فاديه قائله:

يا خبر إزاى نسيت ميعاد الغدا قرب وبابا كان طلب منى صنف معين ونسيت أقول لماما عليه،وهيضايق ويفكر ماما طنشت طلبه،لازم أرجع للبيت بسرعه يا دوب ألحق أقول لماما تجهزه قبل رجوع بابا من الشغل.

تيقن رائف أن فاديه تريد الفرار،فهمس لنفسه:

مفيش داعى للتسرع يا رائف،تمهل قليلاً،فاديه لم يمضى على طلاقها سوا عدة أشهر وكذالك تلك التجربه الأخرى التى رفضت الزواج من فاروق ربما مازال لهما تأثير عليها.

أماء رائف رأسه بموافقه وأخرج بعض النقود وضعها على الطاوله ثم نهض يُشير لـ فاديه بالسير أمامه الى أن خرجا من ذالك المتنزه،هنالك من رأى خروجهما من المتنزه بتلك الإبتسامات التى يراها على وجوههم كآنهم عائله صغيره كآن عليه أن يتجرع كأس المُر اليوم على دفعه واحده.

…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل سالم التهامي،عصرًا

تهكم سالم وهو يقرأ تلك الدعوه الخاصه بزفاف فادى وغيداء قائلاً:

غريبه دول عاملين حنه كمان.

ردت شهيره:


وفيها أيه، فادى وغيداء لأول مره يتجوزوا.

تهكم سالم قائلاً:

إحنا هنصدق الكدبه ولا أيه.

ردت شهيره:

مش كدبه يا سالم، يمكن الأتنين غلطوا بس فى فرصه تانيه دايمًا والشاطر اللى يستغلها واللى لاحظته كده إن ساميه تقريبًا متعرفش اللى حصل بين فادى وغيداء ومتعرفش إنها حامل،ربنا ستار،يستر على بناتى وكل الولايا…بقولك بلاش تاخد موقف وتقولى مش هحضر الزفاف،عشان خاطر الست تحيه دى مهما كان حمات صابرين والست كتر خيرها والله ذوق وأخلاق وصابرين قالتلى كانت بتهتم بها الفتره اللى فاتت كأنها مامتها،إحنا نروح زينا زى بقية المعازيم نهنى ونبارك.

زفر سالم نفسه قائلاً:

وماله نروح نهنى ونبارك،دول أهل نسيبنا الغالى.

حاولت شهيره كبت بسمتها لكن فلتت منها،مما ضايق سالم قائلاً:

بتضحكِ على أيه.

ابتسمت شهيره دون رد تعلم مدى ضيق سالم من عواد بعد أن إختارت صابرين الذهاب معه الى منزل زهران بعد خروجها من المشفى.

……..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يوم الحناء

صباحً منزل زهران.

إستقبلت كل من صابرين وتحيه منال ومعها طفلتها وأيضًا والدة منال


رحبت بهم تحيه كثيرًا وأخذت الطفله الصغيره من منال تُقبلها بمحبه تتأمل ملامحها التى يومًا ما نسيتها فى رخم الحياه،لكن تذكرتها اليوم بقلب مكلوم تحاول فض ذالك الحزن من قلبها،راضيه بالقدر فربما لولا ما حدث ما كانت إكتشفت أن مصطفى هو إبنها الثانى.

تعجبت والدة منال من تلك الحفاوه لكن نفضت عن رأسها ذالك،كذالك منال.

……ــــــــــــــــــــ

مساءً

بحديقة المنزل الخلفيه.

كان هنالك صوان لإحتفال خاص بالنساء

التى جلست بينهن غيداء تشعر أنها مفضوحه أمامهن ببطنها المُنتفخ،سأم وجهها معظم الوقت رغم إنها أختارت فستان بسيط وواسع كما أن علامات الحمل لم تظهر عليها،لكن تشعر ان النساء أعينهن ثاقبه لها تتمنى أن ينتهى ذالك الحفل التى لم تكن تُريده لكن إصرار ساميه عليه جعلهم يرضخون حتى لا يثيروا شكها بحمل غيداء الذى أخبرها فادى أنها لم تعرف به،لكن الى متى،فوقت الولاده بالتأكيد سيزرع الشك برأس ساميه،لكن ليت تلك الليله تنهتى يكفى هل ستقدر على تحمل ليله أخرى بالغد مثل هذه بقاعة العُرس.

….

بغرفة صابرين

كانت تجلس هى وفاديه اللتان يمرحان باللهو مع ميلا،الى أن نهضت فاديه قائله:


كويس إننا مفضلناش كتير فى الحنه مع النسوان أنا قولت معظمهم يعرفنى وممكن يسألونى عن ميلا كنت هقول لهم أيه.

غمزت صابرين بعينيها قائله:

كنتِ هتقولى لهم،تبقى بنت رائف إبن عمو صادق

اللى عنينه بطلع قلوب أول ما يشوفك.

تبسمت فاديه قائله:

قلوب،قصدك كلبوب،يا شيخه بقولك إنتِ من وقت ما رجعتي من الغيوبه ويظهر الحادثه أثرت على مجال الرؤيه عندك، همشى أنا بقى وأشوفك بكره فى القاعه ولا مش ناويه تحضرى.

تنهدت صابرين:.واالله أنا مكسوفه من طنط تحيه ومعاملتها ليا بعد ما عرفت حقيقة مصطفى وسكوتها وتقبُلها الخقيقه بالسهوله مقطع فى قلبى حاسه انها بتكبت فى قلبها،ربنا يصبرها،دى من وقت ما جت منال وبنتها وهى مرافقه لهم ناقص تشيلهم فوق راسها مش عارفه رد فعل منال هيبقى أيه بعد ما تعرف الحقيقه هى كمان.

إنحنت فاديه تُقبل صابرين قائله بلطافه ومكر:

متفكريش كتير،فكرى فى عواد وبس،وبالمناسبه بلاش تخليه يحلق دقنه بكره…شكلك لسه الحادثه مأثره على عضمك.

تبسمت صابرين،بينما إنحنت فاديه بـ ميلا قائله:

بوسى طنط صابرين يا ميلا وقولى لها عقبال ما تجيبى بنوته حلوه صغنونه زيي كده.

بعد قليل


إنتهى الصخب الذى كان بالمنزل

بينما بقلب صابرين هنالك صخب آخر تشعر به،لا تريد الإعتراف أنها تتشوق لـ عواد

عواد!

الذى حيرها أمره طوال الفتره الماضيه بعد أن عادت من الغيبوبه كان لطيف عكس سابقًا حتى أنه اوقات كثيره كان يهاتفها يُذكرها بمواعيد العلاج رغم أنه غائب من يومين فقط لكن تشعر بإفتقاد له…

ظلت تُفكر بـتصرفات عواد معها التى تغيرت عن سابق، والسؤال التى سألته لنفسها،

هل لو تقابلت هى وعواد بشكل آخر بوقت سابق كانت وقعت بغرامه، وسؤال ينفر العقل من الرد عليه…

بصباح اليوم التالى

فتحت عينيها لا تعلم متى سحبها النوم ولا كيف،

الإ الآن حين إستيقظت على تلك القُبله الناعمه لكن سُرعان ما أغمضت عينيها ظنًا منها أنها تحلّم…

لكن شعرت بأنفاس وقُبلات متفرقه فوق وجنتيها، فتحت عينيها مره أخرى ، ليست بحلم عواد أمامها يبتسم وهو يقول بنبره هادئه:.

صباح الخير.

إستيقظت صابرين تنظر له قائله:

أمتى رجعت من إسكندريه.

تبسم عواد وهو يجلس جوارها على الفراش قائلاً بمشاغبه:

الزوجه من الطبيعى بتقول حمدلله على سلامتك يا حبيبي،لكن طبعًا إنت خارقه للطبيعه،انا لسه يا دوب واصل البيت…حتى ملاحظ كل اللى فى البيت لسه نيام أكيد من سهرة الحنه.


ردت صابرين:

فعلاً الحنه فضلت لوقت طويل إمبارح غير التحضيرات ليها وأكيد طنط تحيه نايمه بعد ما كانت هى اللى كانت بتجامل النسوان فى الحنه لوحدها… والله طنط تحيه دى المفروض تاخد وسام الصبر والشجاعه بعد كل اللى مرت بيه الفتره الاخيره من صدمات.

شعر عواد بوخزات فى قلبه ونهض من جوار صابرين قائلاً:

هروح أخد دوش ياريت تتصلى على اى واحده من الشغالات تجيب فطور انا على لحم بطنى.

علمت صابرين ان عواد يتهرب مثلما يفعل فى الفتره الاخيره هنالك شعور بالندم يُخفيه بقلبه من ناحية تحيه.

……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً بأحد أكبر قاعات الأفراح

كان العُرس لإبنة عائلة زهران الوحيده البعض يرى أن هذا الزواج تم عن قصة حب بسبب العروس التى كان يتمناها الكثيرون من فطاحل البلده بل المحافظه،كيف تتزوج من مهندس بسيط بمقتبل حياته،لكن بالحقيقه العُرس لم يكُن الأ واجهه تُخفى حقيقه أن هذا الزواج هو تصحيح لخطأ فادح

…..

بعد إنتهاء العُرس

بشقة مصطفى بمنزل جمال

فتح فادى باب الشقه


ليصدح صوت أيات قرآنيه تترنح داخل الشقه

رفعت غيداء فستان زفافها ودخلت الى الشقه… خلفها فادى الذى شعر بغصات قويه فى قلبه وهو يتذكر أن تلك الشقه كانت لـ مصطفى قام بتشطيبها من أجل زواجه بـ صابرين، لكن إنتهى الأمر بزواجه هو بالشقه.

نظرت غيداء لـ فادى بإشمىزاز قائله بضيق:

فين أوضة النوم.

أشار لها فادى على مكان غرفة النوم فتوجهت نحوها صامته بينما ظل فادى لدقائق قليله قبل أن يذهب للغرفه خلفها

دخلت غيداء الى غرفة النوم ترفع ذيل فستان عُرسها

وقفت أمام المرآه، رفعت ذالك الوشاح الأبيض عن وجهها ثم

بدأت فى فك حجابها الى أن أنتهت نظرت لنفسها بالمرآه رأت صوره لها مهزومه،لم تنتبه الى من الأ بعد أن تنحنح

نظرت لإنعاكسه هو الآخر بالمرآه،بينما هو نظر لإنعكاسها كم كانت جميله ورقيقه وملائكيه أقترب بخطوات بطيئه الى أن أصبح خلفها مباشرةً،شعرت بأنفاسه على خلفية عُنقها،أغمضت عيناها وفتحتها خانتها دمعه نزلت من عينيها،سرعان ما رفعت يديها تمسحها،شعر فادى بغصه فى قلبه

بتلقائيه،لف يديه على خصرها،تقدمت خطوه ونفضت يديه عن خصرها

قائله بحِده:كفايه إبعد عنى أنا مش طايقه حتى أبص فى وشك،كل ما ببص فى وشك بفتكر قد أيه كنت رخيصه وسهله وقعت فى فخك بكل سذاجه،ياريت تكون حققت إنتقامك بالصوره اللى كان عليها الزفاف الليله،الزفاف اللى كان بيكمل الخدعه اللى عيشتنى فيها وصحيت على سكينه دبحتنى بتلامتها ياريت تكون وصلت هدفك


ورديت القلم لعيلة زهران، بس أحب أريحك أكتر، السبب اللى قبلوا بسببه أنك تتحوزنى خلاص مبقاش موجود.

نظر لها بذهول قائلاً بترقُب: قصدك أيه؟

ردت بقوه وثبات وتشفى:يعنى أنا أجهضت البيبى اللى كان فى بطنى.

قالت هذا ثم ضحكت بسخريه موجعه لقلبها:. إنت ملاحظتش رقصى فى الفرح تفتكر كنت أقدر أرقص وانا حامل، الحمل خلاص أنا نزلته،جوازنا عقاب مُميز لينا إحنا الإتنين يا فادى،لأنى بقيت بكرهك،قد ما حبيتك قد ما بكرهك دلوقتى،بس لازم قدام اهلنا نمثل كويس إننا زوحين.

أمسك فادى غيداء من عضد يدها بقوه يتحدث بهسيس:طالما أجهضتى الجنين،ببقى إعملى حسابك من بكره الصبح هنسافر إسكندريه،الشقه اللى شهدت على غرامنا من البدايه.

حاولت غيداء نفض يد فادي عنها قائله بتحدي:

عاوز تسافر إسكندريه سافر لوحدك،أنا هفضل هنا أستقبل الضيوف اللى هيجوا يهنونى بالزواح الميمون.

لم يترك فادى يديه مازال مُتمسك بعضد غيداء ينظر لها نظرات حارقه،وهو يرى إمرأه أخرى غير تلك الرقيقه التى ذابت بمعسول رسائل ورديه

هاهى الآن أمامه إمرأه أخرى … أعلنت العصيان عليه علانيه.

……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع…

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا







تعليقات

التنقل السريع