رواية بحر العشق المالح الفصل السادس والاربعون والسابع والأربعون والثامن والاربعون والتاسع والاربعون والخمسون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الفصل السادس والاربعون والسابع والأربعون والثامن والاربعون والتاسع والاربعون والخمسون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الحلقة السادسة والأربعون
﷽
#الموجه_السادسه_والأربعون
#بحر_العشق_المالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرجوع قبل الزفاف بـساعات قليله
..
بمنزل جمال زهران
قام تهذيب ذقنه ثم
تأنق فادى بـ بذه رسميه، فتح عليه جمال باب الغرفه مُبتسمًا، رغم ما يمُر به بالفتره الأخيره من صدمات إكتشافات قاسيه تغص قلبه،لكن لن يدع ذالك يُفسد اليوم على فادى،فالليله عُرسه،حقًا أخطأ كثيرًا حتى وصل الى هذه الليله لكن هنالك دائمًا غفران.
تبسم فادى له فى البدايه لكن سآم وجهه حين قال جمال بتريقه أبويه:
مبروك يا عريس كان نفسى أهزر معاك وأقولك هتطول رقابتنا الليله ولا، بس للآسف هيبقى هزار تقيل.
شعر فادى بوخزات فى قلبه وقطب حاجبيه قائلاً:
مالوش لازمه تفكرني يا بابا لآنى مش ناسي وبعترف آنى كنت غلطان،فى النهايه اللى حصل كان نصيب، وأنا أهو بصحح غلطى، وهتجوز من غيداء.
تهكم جمال وعقد ذراعيه امامه قائلاً بإستهزاء:
ما بني على باطل فهو باطل يا فادى، ومعتقدش غيداء فى يوم هتنسى اللى عملته فيها، أنا بنصحك يا فادى حاول تكون صبور مع غيداء لآنها مجروحه منك وصعب تداوى الجرح ده بسهوله، مش سهل إن الإنسان يفوق من سكرة العشق على ملوحة الكدب والخداع… إنت أختارت أضعف منطقه فى المركب ودقيت فيها مسمار، مفكرتش إن ممكن تتسرب الميه فى قلب المرگب وتغرقه وتغرق إنت كمان.
شعر فادى بالخزي وتنهد يشعر بالندم لكن برأيه لم يفُت الوقت، غيداء بالنهايه أصبحت زوجته شرعًا وقانونًا والآتى قد يكون سهل إعتذار منه سيُرضى غيداء تلك الورده الرقيقه.
……… ــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً، أمام عيادة إحدى الطبيبات الخاصه بالنساء
تفاجئت ناهد حين ترجل وفيق من السياره بهذا المكان، رغم تركهُ لباب السياره مفتوح لكن أشار لها أن تترجل هى الأخرى من السياره
نزلت من السياره بإستغراب وتوجهت نحوه قائله بإستفسار:
أنا مش عارفه إنت قولتلى رايحين مشوار سوا
بس ليه جايبنا هنا فى المكان ده.
إنحنى وفيق بجذعه داخل السياره وفتح تابلوه السياره وأخذ منه مظروف ورقى كبير،ثم إستقام واقفًا،رأت ناهد ذالك الشعار المدموغ بإسم أحد معامل التحليل الطبيبه على المظروف،شعرت بهزه ورجفه قويه بجسدها،وتحدثت بتوجس:
أيه الظرف اللى معاك ده؟.
تهكم وفيق تشُق بسمة سخريه موجعه لقلبه على شفتيه قائلاً:
دلوقتي هتعرفى خلينا ندخل لعيادة الدكتوره.
إرتجفت ناهد تشعر برعب جعلتها تلك المفاجأه تكاد تقفد النطُق،حين حاولت التحدث خرج صوتها مُذبذبًا بالكاد سمعه وفيق الذى نظر لملامح وجهها التى سأمت بوضوح،ليزداد الشك بداخله.
بعد قليل،
بداخل عيادة الطبيبه،أشار وفيق لـ ناهد بالجلوس على أحد المقاعد الموجوده بالعياده قائلاً:
أقعدى إرتاحى،وأنا هقول للتمرجيه إننا حاجزين ميعاد سابق،لم تُجادلهُ ناهد فـ المفاجاه ألجمت تتفكيرها جلست تنظر نحو باب العياده تشعر أنها مثل الذى ينتظر الرآفه،حتى أنها فكرت للحظات أن تنهض وتركُض خارج العياده،لكن منعها جلوس وفيق جوارها قائلاً:
التمرجيه قالت إن دورنا بعد الكشف اللى جوه مع الدكتوره.
إزدرت ناهد ريقها بصعوبه تشعر كأن بحلقها حمره ،بينما مازالت نظرات وفيق لها مستمره يزداد اليقين لديه أن ناهد تُخفى حقيقه لديها شبه يقين بها…بعد دقائق
آتت المساعده للطبيبه الى مكان جلوسهم قائله:
إتفضلوا ده دوركم.
نهض وفيق،لكن ناهد شعرت أن جسدها تسمر بمكانها وليست قادره على الوقوف،تهكم وفيق على ملامحها ومد يدهُ لها قائلاً:. هاتى إيدك
ويلا قومى خلينا نطمن عالجنين اللى فى بطنك… أيه مش عاوزه تطمنى عليه.
رفعت ناهد يدها بصعوبه وبالكاد وضعتها بيد وفيق، الذى تهكم من برودة يدها قائلاً:
مال إيدك ساقعه كده ليه، مع إن الجو حر فى العياده، خلينا ندخل بلاش نعطل الدكتوره.
بخطوات وئيده سارت ناهد جوار وفيق الى أن دخلا الى غرفة الطبيبه التى تبسمت لهم قائله:
إتفضلى يا مدام ممدى جسمك سرير الكشف وراء الستاره .
بالفعل تمددت ناهد فوق فراش الكشف، تنتظر فضح كذبتها بعد لحظات،بعد أن طلت الطبيبه من خلف الستاره وقامت بالطلب منها بكشف ملابسها من فوق بطنها وقامت بوضع أحد أنواع المراهم الطبيه وآتت بجهاز طبى صغير ووضعته فوق بطنها تُحركه برويه،ثم اعطت لها محارم ورقيه قائله:
إتفضلى يا مدام.
ثم خرجت من خلف الستاره وذهب تجلس على مقعد خلف مكتبها،قائله:
واضح إن المدام حامل من مده قريبه.
ذُهل عقل ناهد حين سمعت قول الطبيبه لكن فجأه شعرت بعودة الروح لها،يبدوا أن الله إستجاب لمُناجاتها،بينما تسآل وفيق:
قصدك أيه يا دكتوره بإن المدام حامل من مده قريبه.
ردت الطبيه يعنى من حوالى شهر بالكتير بس مش ده المهم،فى شئ تانى ظهر.
تيقن وفيق من كذب ناهد بتاكيد الطبيبه أن مدة الحمل لا تتعدى شهر بينما بالحقيقه ناهد كان لابد أن تكون حامل لاكثر من شهرين ونصف،لكن أرجأ ذالك الى معرفة ما تقصده الطبيبه بظهور شئ آخر.
أما ناهد رغم ان الطبيبه قالت أنها حامل بشهر فقط لكن ذالك أفضل لها المهم أنها حامل فهذا قد يجعل وفيق يشفع ويتغاضى،لكن شعرت برجفه فى جسدها من قول الطبيبه وخشيت أنها يكون شىء خطير لها،وتسألت:
وأيه هو الشى ده يا دكتوره.
تنهدت الطبيبه بآسف قائله:
للآسف الحمل ده مش هيكمل لآنه حمل خارج غشاء الرحم…ولازم ينزل بأقرب وقت…لأنه ممكن يأثر على صحة المدام.
صُعق الإثنين، كل منهم يشعر بخيبة أمل ضائع.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زهران
بـ غرفة غيداء
تشعر أنها مفضوحه بذالك البطن المنتفخ ترى بأعين تلك الفتيات اللذين أتوا أحد صالونات التجميل من أجل تهيئتها كعروس أنهن يتغامزن معًا علي كِبر حجم بطنها، دخلت تحيه الى الغرفه تحمل تلك الصغيره رغم تلك الغصه بقلبها لكن ترسم بسمه لهن، تمدح فى جمال العروس البرئ، الى أن خرجن تلك الفتيات، نظرت تحيه لـ غيداء عبر إنعكاسهن بالمرأه قائله:
مبروك من الليله هتبقى مسؤوله عن حياتك مع فادى، حياه أنتم الإتنين بس القادرين على نجاحها،ياريت تخلي اللى حصل يكون درس ليكِ وبلاش تضعفى مره تانيه وتقولى ده قدرى،إنتِ اللى إختارتى من البدايه حياه ورديه مكنتش حقيقه غير فى خيالك،وكمان بلاش تتوهمى كتير، وإتعاملى عادى وطبيعى زى أى عروسه، وبلاش تحطى أيدك كل شويه على بطنك،بلاش تلفتى النظر ليها،بطنك مش باينه لسه.
شعرت غيداء بالخزى من حديث تحيه المُبطن بين طياتهُ الذم، وظلت صامته تترغرغ دمعه بعينيها، كذالك تحيه لكن أخفت تلك الدمعه ونظرت الى تلك الصغيره التى لمعت عينيها على إحدى أدوات التجميل الامعه و ودت أن تلعب بها حين ارادت النزول من على يد تحيه،التى بالفعل أنزلتها لتسيىر تلك الصغيره بخطوات مُتعثره الى أن وصلت لضالتها… تبسمت تحيه لها وهى تحاول أن تشب على ساقيها كى تنال ما تبغى، لكن خشيت أن تبعثر تلك الاشياء، فضحكت وذهبت نحوها سريعًا تحملها مما جعل الصغيره تتذمر وتحاول النزول مره أخرى وحين يأست من المحاوله بكت.
هدهدتها تحيه وأتت ببعض ذالك الامع ووضعته لها على وجهها قائله:
ده مش للعب يا’رينا’
سكتت الصغيره وهى تشعر أنها فازت بما ارادته.
…… ـــــــــــــــــــــــــــ
بحفل الزفاف
قبل دخول العروسين الى قاعة الحفل
كان المدعوين يجلسون على مقاعدهم فى إنتظار دخول العروسين،
حتى منال التى كانت تجلس جوار والداتها على إحدى الطاولات تحمل صغيرتها التى نالتها أخيرًا فمنذ وصولهم الى منزل زهران كـ ضيوف لم تُفارهن تحيه حتى إن فارقتهن كانت تاخذ “رينا”معاها فقط مسافة الليل،لكن تركزت الكاميرات على دخول فاديه وهى تحمل”ميلا”
للحظه تشتت إنتباه منال،لكن سُرعان ما نظرت الى شاشة عرض قريبه منها بتمعن،ثم أغمضت عينيها هى بالتأكيد تتوهم فهذا ليس حقيقى بالمره…فتخت عينيها مره أخرى كانت إختفت فاديه من على الشاشه،تنهدت منال بإرتياح،لكن لم يدوم كثيرًا حين
جلست فاديه بطاوله قريبه ومقابله لها،ذُهلت منال من هذا الشبه الكبير بين طفلتها وتلك الطفله التى تحملها فاديه،من يراها يقول انها تؤام طفلتها،ما سر هذا التقارب بالشبه بين هاتان الطفلتان،أجاب عقلها
ربما يخلق من الشبه آربعين،لكن دخل شك آخر بقلبها حين شعرت بيد تأخذ منها صغيرتها،رفعت نظرها نحوها ثم تبسمت لها وتركت لها الصغيره التى للغرابه رحبت بمن حملتها رغم أنها قليلاً ما تترك والداتها لأحد لا تعرفه سوا من يوم ونصف تقريبًا،عادت بنظرها نحو فاديه وتلك الطفله،إزداد الشك بقلبها حين جلست تحيه جوار فاديه بطفلتها،لترى مدى التقارب بالشبه الواضح بينهن،هنالك سر خفي،من معاملة تحيه لها بهذا الشكل المضياف أكثر من الازم،وبالأكثر بطفلتها التى ظهرت لها شبيه،أخبرها فضولها أن هذا الشبه ليس صدفه مثلما تعتقد وهى توجه نظر والداتها نحو مكان جلوس تحيه بطفلتها،لتندهش والداتها هى الأخرى مما تراه.
…..
على منصة العُرس،كانت الرقصه الاولى للعروسين التى كانت بمثابة رقصة المذبوحه بالنسبه لـ غيداء التى تشعر بيدي فادى تُعانق جسدها مثل موج ساخن بظهيرة يوم صيفى حار،تشعر بنفور منه ومن نفسها،تشعر أنها مثل الدُميه التى توضع بالڤتارين للعرض،يراها كل من يمُر وهى جماد لا تستطيع منع تلك العيون عنها،بينما فادى بداخله تتضارب المشاعر بين الندم وعدم الاعتراف بالخطأ الذى إرتكبه بحق تلك الجميله التى بين يديه
ندم..حين إفتضح أمر خطيئتهم أمام أهلها وجعلها تشعر بالدونيه وتنعت نفسها بلفظ دوني،
لكن هدأ ذالك الندم بإعتراف أنه صحح تلك الخطيئه حين لم يتخلى عن غيداء وطلبها للزواج،لولا رفض عواد له بتلك الطريقه الفجه ما كان فعل ذالك،إذن هو ليس مُخطئ بشئ وعليه الإستمتاع اليوم بزفافه…لكن بمجرد أن إنتهت تلك الرقصه،وسمع تصفيق الحضور،إتجه نحو مقعدي العروسين،وساعد غيداء بالجلوس غيداء التى تحيد بصرها عن رؤيته،من يراها يظن أنه خجل بينما هو بالحقيقه نفور وتقزُز منها،لم تستطع الجلوس جواره كثيرًا
سُرعان ما نهضت حين آتت لها إحدى الراقصات تمد لها يدها أن تنهض تشاركها الرقص نهضت بالفعل وقفت جوار الراقصه ترسم بسمه كذابه تتمايل بهدوء بحركات ليست ملتويه،مثلت دور العروس جيدًا هكذا ظنت وهى تحاول إخفاء تلك الخطيئه التى ببطنها عن الاعين التى تبتسم وتدعم العروس الجميله الرقيقه ورشيقه الحركات البسيطه…بينما فادى يشعر بعيون تلتهم جمال وخفة العروس،هى واحده أخرى غير تلك الخجوله التى بسهوله وقعت بين براثن كذبهُ،رحج ذالك أنها تفعل هذا فقط كنوع من التعبير عن فرحتها بالزواج،لكن بداخله يعلم أن هذا ما يصوره فقط خيالهُ.
بعد وقت،شعرت صابرين ببعض الآلم بجسدها مازال هنالك تأثير للحادثة على عظامها التى لم تُشفى بشكل كامل…كذالك عواد يشعر بآلم قوى بظهره يتغلب عليه ببعض المُسكنات،لكن جلوسه بمكان لا يشعر فيه بالراحه أضعف او أفسد مفعول تلك المُسكنات.
إزداد شعوره بالآلم حين رأى جلوس سالم وشهيره معهم خلف نفس الطاوله
شعر بفضول حين رأى بسمة صابرين بعد أن إنحنت عليها شهيره وقبلت وجنتها وهمست لها بشئ جعلها تبتسم.
بينما سالم عينينه لم تحيد عن صابرين يشعر بغصه وهى تُحيد بصرها عنه حين تتلاقى أعينهم بالصدفه
تذكر يوم خروجها من المشفى بعد أن تحسنت قليلاً.
[فلاشــــــــــــ/بــاك]
بغرفه صابرين
ساعدتها شهيره فى إرتداء ملابسها كذالك قامت بلف وشاح رأسها، دخلت عليهن الغرفه تحيه مُبتسمه تقول:
فرحت لما كلمت شهيره الصبح وقالتلى إنك هتخرجي النهارده من المستشفى، أمال فين عواد.
ردت شهيره: عواد راح يخلص إجراءات خروج صابرين.
تبسمت تحيه لهن قائله بتمنى:
ربنا يكمل شفاكِ بخير يا حبيبتى.
آمنت شهيره على قولها.
بينما بأحد أروقة المشفى تقابل بمعنى أصح تصادم عواد مع سالم الذى وصل للتو للمشفى
إقترب سالم منه قائلاً:
خلصت إجراءات خروج صابرين.
أماء عواد برأسه بـ نعم.
زفر سالم نفسه قائلاً:
تمام، صابرين لسه حالتها محتاجه رعايه انا هاخدها عندى فى البيت.
صمت عواد لا يود الجدال معه في ذالك، يكفيه ذالك الآلم الذى يشعر به سواء جسديًا أو نفسيًا وروحيًا.
بعد لحظات دخل الى غرفة صابرين سالم وخلفه عواد… تحدث سالم بلهفه حين رأى وقوف صابرين على ساقيها قائلاً:
صابرين واقفه ليه على رجليكِ، الدكتور قال لازمك راحه، وأنا عشان كده قررت إنك تجى لبيتى،عشان تبقى تحت رعاتنا أنا وشهيره وفاديه وكمان هيثم.
تهكمت صابرين حين سمعت قول سالم بداخلها،
الآن ذكرت نفسك مع من كانوا لى سند بوقت كنت أحتاجك أنت فقط، لكن لا.
كادت تحيه ان تتحدث لكن صابرين سبقت بالقول:
لأ أنا هرجع لبيت زهران، مع عواد جوزي…وأكيد هناك هلاقى الرعايه اللى محتاجه ليها،وزياده كمان.
لا ينكر عواد أنه صُدم من قرار صابرين لكن بداخله إنشرح قلبه وهو يعلم أن صابرين قالت ذالك بعناد
لـ سالم.
بينما سالم صُعق فى قلبه من رد صابرين الذى لم يكن يتوقعه،لكن بداخله يقين أن صابرين تُعاند،لكن لن يدعها بهذه الحاله،لو وصل الآمر سيجبرها حين قال:
لأ هتجى معايا لبيتنا وماما هى اللى هتراعكِ.
تنهدت صابرين تشعر بآلم:
قولت مفيش داعى،بيت جوزي أولى بيا وأكيد ماما تقدر تفضل معايا هناك…وكفايه أنا حاسه لو فضلت هنا فى المستشفى أكتر من كده هدخل لغيبوبه تانى، أنا هرجع لبيت جوزي.
تحدثت شهيره بتسرُع ولهفه:
بعيد الشر.
كذالك تحيه بنفس التسرع:بعيد الشر،ربنا يكمل شفاكِ بخير،وخلاص يا أستاذ سالم،بيت حضرتك او بيت عواد،الإتنين واحد وصابرين هتبقى فى عنيا،غير شهيره هتفضل معاها كمان.
نظر سالم لـ صابرين ود أن يقول لها سأخذك غصب،لكن آنت بآلم طفيف وجلست على أحد المقاعد.
للحظه إنخض عواد وذهب نحوها قائلاً:
صابرين إنى كنت لسه حاسه بآلم نقدر نفضل هنا فى المستشفى.
كذالك سالم توجه لمكانها سريعًا بخضه وأمسك يدها، رفعت صابرين وجهها ونظرت لـ سالم تدمعت عينيها للحظات تنظر له بعتاب لكن سُرعان ما وجهت نظرها نحو عواد وذالك الشحوب الظاهر بوضوح على وجهه وتلك اللهفه، أيُعقل أن عواد يخاف عليها، لم تفكر كثيرًا حين تلهفتا شهيره وتحيه هن الآخرين، فقالت:
أنا بخير وكويسه، بس يمكن ده ضعف بسبب وقوفى على رجليا بعد فتره كنت معظم الوقت نايمه يا قاعده، حتى أقدر أقف على رجلى أهو.
قالت صابرين هذا وسحبت يدها من يد سالم بينما مازالت يدها بيد عواد حتى أنها ربما أستقوت بها حين نهضت واقفه.
تحدثت تحيه:
فى فى الاوضه كرسى متحرك أهو، كان هنا إحتياطى،رأيي صابرين تقعد عليه.
نظرت صابرين نحو المقعد ثم قالت دون إنتباه منها:
لأ، أنا مش مشلوله عشان أقعد عالكرسى المتخرك أنا أقدر أمشى على رجلى، خلى الكرسى لحد محتاجه.
رغم أن عواد يعلم أن صابرين قالت ذالك بتلقائيه دون قصد لكن قولها ضرب قلب عواد مباشرةً ضربه قويه..
بعد جدال حُسم بإختيار صابرين للعوده مع عواد لمنزل زهران، ها هى صابرين عادت مره أخرى الى الجناح الخاص بها مع عواد.
[عوده]
عاد سالم ينظر ناحية صابرين التى مالت على عواد، الذى هز رأسه لها بموافقه ونهض واقفًا وهى خلفه… تعجبت شهيره قائله:
في أيه.
ردت صابرين:
حاسه بشوية تعب بسيط ومش هقدر أكمل قاعده بقية الفرح.
تبسمت لها شهيره تشعر بتصعُب قائله:
اكيد لسه عضمك بيوجعك، انا كنت هقولك بلاش تحضرى الفرح، عشان متحسيش بوجع، متفكريش عشان فكيتى الجبس من إيديك تبقى خفيتى خلاص، هبقى أتصل أطمن عليكِ لما نروح من الفرح.
تبسمت صابرين قائله:
تمام يا ماما، يلا سلام.
غادرت صابرين مع عواد، نهض سالم من مكان جلوسه جوار فاديه وجلس جوار شهيره قائلاً بإستفسار:فى أيه صابرين راحت فين مع عواد.
ردت شهيره:
حست بشويه وجع فى عضمها هى مكنش لازم تحضر أصلاً، ناسى إن ضلوع صدرها كانت فيها رضوض، وأللى كان بيسكن الآلم الفتره اللى فاتت العلاج، ولازم يكون له تأثير جانبى بعد ما منعته.
تنهد سالم يشعر بآلم هو الآخر كآن آلم صابرين إنتقل لجسده.
….
بالعُرس على طاوله أخرى، كانت تجلس فاديه جوار صادق الذى يشعر معها بأُلفه قويه كذالك كان معهم رائف المذموم فى الحديث مع فاديه، فـ صادق كان يحكي مع فاديه بمرح وهى تتقبل منه وترد عليه برخابه عكس إذا تحدث رائف كان يجد التجاهل منهم، فأمتثل للأمر وجلس صامتًا يكفيه أن فاديه أمام عينيه تبتسم وتمرح مع صغيرته ووالده الذى يشعر بمشاعره إتجاه فاديه ويتمنى أن تصير بالمستقبل القريب من نصيبه،ويصير الأربعه عائله صغيره وسعيده.
تبسمت فاديه بمحبه لهؤلاء الأطفال الثلاث اللذين إقتربوا منها يشعرون بإفتقاد لها قائلين:
طنط فاديه وحشتينا ليه بطلتى تسألى علينا.
تبسمت لهم قائله:
إنتم وحشتونى اكتر،كنت مشغوله شويه قولولى أخباركم أيه؟
تحدث أحدى الفتاتين بشعور النقص:
إحنا بخير،بس ماما قاعده عند تيتا ماجده وأحنا بنروح نزورها كل يوم،بس طنط ناهد مش بتحبنا زيك،وبتشخط فينا،هو إنت مش هترجعى لبيت خالو من تانى.
ردت فاديه:
لأ يا حبيبتى،بس مش معنى كده إنى مش هسأل عليكم،وبعدين مش معاكم رقم موبايلى إبقوا إتصلوا عليا فى أى وقت.
تبسم لها الأطفال بحبور وجلسوا جوارها يمرحون وكذالك صادق بينما رائف شعر بالغِيره من حديث هؤلاء الاطفال سواء عن والدهم أو خالهم هذان الرجُلان اللذان شغلا قلب تلك الحنون التى جنت بالماضى الخذلان،يتمنى فقط أن تُعطيه فرصة الحصول على جزء ولو صغير بقلبها… ولن يخذلها.
…….
بينما هنالك آخر مازال يشعر بالخساره وهو يرى فاديه يلتف حولها أطفاله الثلاث،فاديه أقصته من حياتها،خرج من قاعة العُرس يشعر بصدع فى قلبه
دون إنتباه منه تصادم مع إحدى النساء التى كانت تسير هى الأخرى تبحث عن أحد الأماكن بالمكان، وبإحدى يديها حقيبة ملابس تجرها خلفها والاخرى حقيبة يدها، إثر التصادم سقطت منها حقيبة يدها،إنحنى فاروق وجذب تلك الحقيبه وأعطاها له بإعتذار قائلاً:
متأسف.
مدت يدها تأخذ حقيبتها قائله:
لأ محصلش حاجه،أنا كمان ماشيه من غير ما أخد بالى عالطريق بصراحه أنا مش من هنا وشكلى توهت عن المكان اللى كنت عاوزه أوصله.
تبسم فاروق قائلاً:
ممكن تقوليلى إسم المكان يمكن أعرفه.
شعرت بالحياء قائله:
دى كافيتريا اللى قالى على مكانها قالى إنها قريبه من هنا بس مش عارفه اوصل لها.
تسأل فاروق:
وإسم الكافتريا دى أيه؟
ردت عليه ببساطه:
إسمها “چوري”.
تبسم فاروق قائلاً:
أنا عارف الكافتريا دى وهى مش فى الشارع ده بس قريبه من هنا إنتِ تقريبًا غلطى فى الشارع.
تبسمت له قائله:
شكلى كده،عالعموم ممكن تدلينى على بداية الطريق الصح.
وصف فاروق لها الطريق.
تبسمت له قائله:
شكرًا،عن إذنك.
توجهت المرأه نحو ذالك الطريق الذى وصفه لها فاروق،بينما فاروق لا يعلم لما دخل اليه شعور بالفضول نحو تلك المرأه وسار خلفها.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
دخلت صابرين الى الجناح وخلفها عواد الذى جلس على الأريكه بصالون الجناح بإرهاق بالأصح بسبب آلم ساقيه
نظرت صابرين خلفها إستغربت جلوس عواد قائله:
قعدت ليه هنا مش كنت بتقول مُرهق وعاوز تنام.
تبسم عواد وفكر بمكر قائلاً:
مش بتقولى عضمك لسه بيوجعك.
تهكمت صابرين بعدم فهم قائله:
وأيه دخل عضمى اللى بيوجعنى، بنومك.
لكن سُرعان ما فهمت قصد عواد الوقح من نظرات عينيه لها وإقتربت من مكان جلوسه على الآريكه وقامت بضربه بوساده صغيره بكتفه قائله بإستهجان:
هتفضل وغد وعمرك ما هتتغير، وبتمعن الكلام على هواك، وتفكيرك كله غلط.
ضحك عواد وقام بجذب صابرين من يدها السليمه ليختل توازنها وتقع على ساقيه، سُرعان ما أحكم يديه حول جسدها، آنت بآلم قائله:
أوعى سيبني،وخليك فى تفكيرك اللى على مزاجك.
ضحك عواد ومازال مُحكم يديه حولها،لكن خفف ذالك الحصار حين آنت بآلم قائله:
إيدى بتوجعنى يا عواد.
خفف من قبضة يديه على جسدها قليلاً ثم رفع إحدى يديه وقام بفك وشاح رأسها ثم مد يدهُ على سحاب فستانها، لكن تحدثت صابرين بتحذير:
عواد.
نظر عواد لوجهها مُبتسمًا رغم الآلم الذى بدأ يشتد بجسده لكن مع إقتراب صابرين منه يشعر كآن ذالك الآلم خف قليلاً، إقترب بشفاه من وجنتها طابعًا قُبله رقيقه، رفعت صابرين وجهها ونظرت له تشعر بزلزله بكيانها، لكن تمالكت نفسها وكادت تنهض من على ساقيه، لكن تمسك بها عواد لتظل جالسه فوق ساقيه ووضع رأسه على كتفها السليم وهمس قائلًا:
صابرين إنتِ ليه يوم خروجك من المستشفى رفضتى إنك تروحى لبيت باباكِ.
شعرت صابرين بغصه قويه فى قلبها وصمتت ولم ترد عليه.
تأكد عواد من صمت صابرين أنها لا تريد الحديث بهذا الشآن، حتى أنه ذم نفسه على هذا الإستفسار بماذا كان يُريد أن تجاوبه،أنها عادت من أجل أن تبقى معه لأنها تُريده،ربما لو كانت قالت أى شئ كان صارحها بأنه قد يعود مره أخرى قعيد، وعلم رد فعلها…لكن بصمتها صمت هو الآخر…
قطع الصمت صدوح رنين هاتف عواد برساله كادت صابرين أن تنهض من فوق ساقيه لكن منعها عواد محاصرًا جسدها، وهو يخرج الهاتف من جيبهُ،ثم نظر الى شاشة الهاتف قائلاً:
دى رساله من رائف أكيد هيسألنى ليه مشيت وسيبت بقية الفرح.
رأت صابرين إسم رائف هى الاخرى وقالت:
طب مش تفتح الموبايل وتشوف الرساله وترد عليه.
نظر عواد بخباثه لـ صابرين قائلاً:
يعنى أقولك،سيبنا الفرح أنا وصابرين عشان هى مش قادره تستحمل وعضمها وجعها ومحتاجه مساچ خاص.
عقدت صابرين حاجبيها بغيظ وقامت بوكزه بكتفه قائله:
بطل وقاحتك دى،وأوعى إيديك كده خلينى أقوم.
ضحك عواد وزاد فى ضم جسد صابرين.
بينما صابرين عاودت الحديث:
عواد إنت ليه وإحنا جايين طلبت من السواق يوصلنا،كنت ممكن تسوق العربيه بنفسك…والسواق يفضل هناك عشان طنط تحيه والضيوف اللى معاها، ولا هو نظام فشخره فارغه،عربيه ماركه وأحدث موديل وكمان سواق.
ضحك عواد قائلاً:
نظام فشخره فارغه،بس أعتبر ده قر منك بقى.
تهكمت صابرين قائله:
وهقُر عليك ليه،ما أنا…
صمتت صابرين للحظه ثم قالت:
ما انا كان عندى عربيه صحيح بقت مرحومه،بس عربيه ماركه زى عربيه عاديه الاتنين بيقضوا نفس الهدف…أهى عربيتى كانت بترحمنى من قرف الموصلات كمان مكنتش بحمل هم وجودى فى أى مكان.
ضحك عواد قائلاً:
أعتبر ده نظام لف ودوران أنى أرأف بحالتك وأفكر أجيبلك عربيه،على العموم أنا موافق بس بشرط تكون نفس نوع وموديل وماركة عربيتك المرحومه عشان متحسيش بتغيير.
نظرت له صابرين بغيظ قائله:
بطل تتريق عليا،طب تصدق انا حاسه إنك إنت اللى ضربت عربيتى عين بسببها بقت شبه خرده،وهقولم شكرًا وفر فلوسك أنا هشوف اى ورشة تصليح سيارات لو لزم الامر فادى إبن عمى بيشتغل فى شركة تصنيع سيارات يمكن يعرف يصلحها.
شعر عواد بالضيق حين ذكرت إسم فادى وأنها ستطلب مساعدته فقال:
وليه تكلفى نفسك عالفاضى أنا الفتره الجايه هسافر،ممكن تاخدى عربيتى.
نظرت صابرين له قائله بإستفسار:
هتسافر!،هتسافر فين؟
تبادل عواد النظر لها وجاوب،يستشف من ملامحها رد الفعل:
هسافر لندن.
تهكمت صابرين قائله:
يعنى هتسافر كم يوم، وترجع، أسبوع، عشر أيام بالكتير؟
مازالا يتبادلان النظرات،لكن تبدلت ملامح صابرين الى شحوب قليلاً حين قال عواد بتبرير نصف حقيقى:
لأ هقعد فتره طويله شويه فى لندن، هفتح خط إنتاج جديد وأكيد هياخد منى وقت طويل.
شعرت صابرين برجفه قويه بقلبها وإزدرت ريقها، وكادت تسأله وأنا هل ستتركنى بعيد عند طويلاً، لكن منعها التحفظ وخشيت التسرع بالسؤال.
كذالك عواد ود أن يحكي لها عن السبب الحقيقي الاول خلف سفره، لكن لا يود أن يرى بعينيها الشفقه.
ظلت النظرات بينهم للحظات قبل أن يقطع تلك النظرات صوت هاتف عواد، نظر الى الشاشه رأى إسم “أوليڤيا”، أغلق الرنين سريعًا قبل أن تنظر صابرين للهاتف كما فعلت قبل قليل، نظرت له صابرين قائله بفضول:
ليه قفلت الموبايل ومردتش على اللى بيتصل عليك.
رد عواد بهدوء ومكر:
إتصال مش مهم… بس أيه إنت عجبك قعدتك كده على رجلى ولا أيه.
شعرت صابرين بالخزى ودفعت يدى عواد عنها قائله بإستهجان:.إنت اللى مكلبش إيديك حوليا.
ضحك عواد وبعد يديه عن جسدها، نهضت صابرين من على ساقيه توجهت نحو دولاب الملابس وأخذت لها منامه صيفيه من الخرير بنصف كم،بينما ظل جالسًا يشعر بخدر فى ساقيه،خشى أن ينهض وترى صابرين مدى ضعفه،لكن نظرت له صابرين قائله:
هروح أغير هدومى فى الحمام.
رد عواد:وأنا هغير هدومى هنا وبعدها هنام…بصراحه حاسس بشوية إرهاق.
نظرت له صابرين قائله:
طالما حاسس بإرهاق خدلك شاور دافى وبعدها نام هتحس براحه أكتر.
تبسم عواد بمكر وتلميح صريح قائلاً:
هى فكرة الشاور دلوقتي حلوه جدًا،بس معتقدش وجع عضمك هيستحمل الميه السخنه.
فهمت صابرين فخوى حديث عواد وقامت بقذفه بوساده قائله: وغد وقح، بتفسر على هواك، أنا هروح أغير هدومى فى الحمام، وإنت ان شاله تنام بهدومك.
ضحك عواد على غيظ صابرين رغم آلمه الذى بالكاد تحامل عليه ونهض واقفًا.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عوده للوقت الحالى
شقة العروسين
خرج فادى من غرفة النوم يحاول أن يُلجم غضبه بعد ما قالته غيداء له، لا يصدق أنها فعلت تلك الجريمه الشنعاء وأجهضت ذالك الجنين،
إنهار بجسده على إحدى الآرئك بالردهه يشعر بإختناق، فك رابطة عُنقه قليلاً ثم أخرجها من راسه والقاها أرضًا، ثم فتح أزرار قميصه حتى منتصف صدره، يحاول تهدئة نفسه حتى لا يؤذى غيداء
بينما غيداء شعرت بزهو قليلاً بعد ان جعلته يشعر بالخساره مثلما جعلها تشعر بالدونيه أمام أهلها، وأضاع عليها زهوة أن تفرح مثل أى عروس، زواجهما عقاب لهما الإثنين، لكن سُرعان ما بكت دون سبب تشعر بضياع، وضعت يدها على بطنها تشعر بآسى على ذالك الجنين ومصيره فى المستقبل زواجها من فادى فقط تصحيح خطأ قد لا يدوم…
شعرت بأن ثوب الزفاف مثل الشوك ينغرس بجسدها، فتحت سحاب الفستان الخلفى وتوجهت نحو دولاب الملابس، أخرجت لها منامه زهريه من قطعتين ، وخلعت ثوب الزفاف وقامت بإرتداء البنطلون ثم الجزء العلوى لكن قبل أن تُكمل غلق ازراره، سمعت صوت طرق عالى على باب الشقه، فخرجت مُسرعه من الغرفه
رأت فادى يفتح الباب، وتعجبت حين دخلت الى الشقه ساميه تبكى بهستريا،
كذالك فادى الذى إنخض من منظرها المُنهار قائلاً:
فى أيه يا ماما، بابا بخير؟
نوحت ساميه قائله:
لأ باباك إتجنن خلاص، وطلقنى بعد عِشرة إتنين وتلاتين سنه.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زهران
بجناح عواد
على الفراش، رغم أن الوقت تأخر لكن
تسطحت صابرين على ظهرها تشعر بعدم النوم،لا تعرف السبب أرجحت ذالك بسبب التأثير الجانبى لتلك المُسكنات العلاجيه التى توقفت عن تناولها…
، كذالك عواد كان غير نائم رغم أنه كان يُغمض عينيه
يُفكر فى صابرين،تلك اللؤلؤه الهشه الرقيقه الموضوعه بصدفه مغروسه بقاع البحر التى تجذبه نحو ذالك القاع، وهو أصبح على إستعداد أن يستسلم للغرق من يظفر بها لكن يمنعه ذالك الآلم الذى يُجبره على ترك تلك اللؤلوه ويتخذ قرار الرحيل بعيدًا عنها.
مالت صابرين برأسها تنظر نحوه قليلاً، تتأمل ملامحه المُنمشه على ضوء خافت، تبسمت بإنجذاب واعجاب، شعور جديد عليها، عواد تغير كثيرًا أصبح ودود، إختفت تلك النظرات المُتعاليه التى كانت تراها بعينيه سابقًا، منذ خروجها من المشفى تشعر بأنه شخص آخر، تشعر معه بمشاعر حب،
لا هى أضحت تغرق وحدها فى بحر عشقهُ.
…….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:0
يتبع…
رواية بحر العشق المالح الحلقة السابعة والأربعون
﷽
#الموجه_السابعه_والأربعون_الأخيره1
#بحر_العشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم أن ليالى الصيف قصيره، لكن هذه الليله كانت طويل
بمنزل زهران.
بجناح عواد
إعتدل نائمًا على ظهره ورفع إحدى يديه وضعها فوق رأسه ثم مال جانبًا برأسه يتمعن بالنظر لتلك النائمه جواره التى كان يشعر أنها كانت مُستيقظه قبل قليل لكن يبدوا أنه مازال للأدويه المُسكنه التى كانت تتناولها تآثير رغم توقفها عن تناولها،لكن خطفتها سَكرة النوم،تنهد يشعر بحِيره،للحظات لام نفسه
متسألًا،لما أدخلتها الى حياتك هى كانت القريبه للقلب البعيده عن العقل، لما تركت لجام عقلك يفلت ليتحكم قلبك، لما أدخلتها الى عتمة قلبك،
لما، ولما، ولما، أسئله جوابها الوحيد هو…..
أنك كنت تعشقها وإزداد عشقك لها… لما لم تتركها على شط النجاه بعيدًا عنك.. لما سحبتها معك الى جوف أمواج قلبك المالحه…لو ظل ينظر لوجهها كثيرًا سيضعف ويُقظها ويُخبرها كم آلامهِ كثيره وأنها كانت ومازالت وستظل الجزء المُحفز له على تجرُع علاج مُضني لفؤادهُ وجسدهُ،لكن هو غير قادر على تحمُل إختيارها،حتى لو ضحت وقبلت به مع إحتمال أن يعود جليس مقعد متحرك مره أخرى، كان دائمًا يختار السباحه ضد التيار ويُعانده،ربما آن الآوان أن يترك نفسه وحيدًا لجرفة التيار.
نحى غطاء الفراش عن جسده ونهض من على الفراش يشعر بآلم،جذب علبة السجائر والقداحه وأخذ مئزر له وإرتداه وزم طرفيه عليه بعشوائيه،ثم فتح باب الشُرفه بهدوء ثم أغلقهُ خلفه وذهب نحو إحدى المقاعد الموجوده بالشُرفه وجلس عليها،أشعل إحدى السجائر نفث دخانها ينظر أمامه الى أضوية المنازل المُحيطه،كان من ضمن تلك الأضويه ضوء يظهر من مكان منزل والد صابرين
ذالك المنزل الذى يومًا ضاعت أمامهُ أحلام فتى صغير كان يرى المستقبل مُزهر يتمنى فقط أن يأتى يومًا ما ويضمهُ والده الى حضنه يمدحه أنه أصبح مثلما أراد سباح عالمى،وكذالك طبيب مشهور
لكن شاء القدر له أن تنتهى تلك الأمال باكرًا
أضحت أمانى ضائعه
عاد بذاكرته الى قبل أيام قليله
حين جلست لجواره صبريه بحديقة المشفى
[فلاشــــــــــــــــ/بـــــــــــاك]
ترك رائف عواد مع صبريه التى جلست جواره على ذالك المقعد الرُخامى
بتردد منها وضعت يدها على يد عواد الذى كان يضعها فوق المقعد،
إستدار عواد بوجهه ينظر ليد صبريه التى وضعتها فوق يدهُ،كاد يسحب يده من أسفل يدها لكن هى تمسكت بيده،تنظر لوجهه،تلاقت العيون تحكى وتبيح لبعضها بآلم وآنين مكبوت من سنوات بالقلب،آن الآوان أن يُفصح عنه ربما يجد هذا الآلم الدواء،وينتهى الآنين.
دمعه فرت من عين صبريه،تعجب عواد لتلك الدمعه،لكن تحدثت بحقيقه هى تعلمها جيدًا عن فتى كانت هى بمثابة صديقته الوحيده،وكان هو خازن أسرارها،كذالك هنالك شئ آخر قد يكون نسيهُ وسط تلك الآلام القسوه الذى شب عليها:
إنت قلبك مش زيهم يا عواد.
نظر لها عواد بعدم فهم،فأكملت توضيح حديثها: إنت اللى كنت على درايه بقصتى أنا مروان حبيبي لإنك كنت
(مِرسال الغرام)بينا،ولا نسيت دى كمان…
إنت قلبك مش قاسى زى جاد،ولا أبويا …إنت قلبك كان مُشتاق دايمًا للحب والحنان،كلمة مدح كانت بترضى قلبك،زى دلوقتي كده كل أملك صابرين تفتح عنيها،أنا عرفت حقيقة مصطفى من جمال التهامى،حاسه بقلبك إنت جواك إعصار بيدمر قلبك،زيي زمان أنت كنت فى نفس وضعك فى يوم من الأيام
لما كنت بلوم نفسى إن بسبب آنانيتى إتسببت فى قتل أخويا،أخويا اللى فى يوم نعتنى بأبشع الألفاظ الدنيئه..
عشان أختارت أمشي وراء قلبى وبدل ما أتجوز من شخص كل مميزاته أنه مش “مروان التهامى” إبن’صابرين زهران’، أخت جدك بعد ما جوزها رفض بيع حتة أرض لجدك بسبب طمعهُ إن الأرض على سكه رئيسيه للبلد جوز عمتى كان رافض يبيعها عشان مروان هيعمل فيها مشتل خاص بيه، لكن جدك كان عاوزها طمع فى تمنها اللى السهم فيها بمبلغ يغوي، بس طبعًا جبروت جدك ساوم على قلب عاشق، ساوم مروان وقتها وقاله الأرض،يأما أنا هجوز بنتى بعد يومين بالظبط، وحتى لما مراون أقنع جوز عمتى و وافق على بيع الارض له رفض وقاله صبريه مستحيل هتتجوز مروان والأرض كمان هاخدها بأى شكل هى كانت أرض زهران من البدايه وهترجع لهم حتى لو على جثث ولاد عيلة التهامى،وفعلاً كان هينفذ وعده وطلب من واحد من العمال اللى كانوا شغالين عنده أنه يتجوزنى خلال يومين،وحبسنى وقتها فى اوضتى ومنع أى حد حتى يقف قدام باب اوضتى يسمع آنيني يمكن قلبه يحن عليا حتى إنت وقتها سفرك عند جدك فى إسكندريه عشان إنت الوحيد اللى مكنتش هتسمع كلامه، بس للآسف رجعت يوم ما أحلام إنتهزت فرصة إن مفيش غيرى انا وهى فى البيت، وفتحتلى الباب وقالتلى إهربى،
أفضل الهدايا لأحبائكم
عارفه هتستغرب إن أحلام تعمل خير، هى فى الحقيقه مكنش غرضها الخير، هى كانت عاوزه يحصل فضيحه كبيره وزى ما قال عليا جاد ووصمنى وقتها إنى نجسه،مروان أقسم وقتها أنى شريفه بس جاد طبعًا كان جاى وناوى عالشر الطمع كان مالى قلبهُ إنت وصلت على آلاخر جاد إستفز مروان بما فيه الكفايه سواء نعتى أنا وهو بأبشع الألفاظ والإتهامات، مروان كان بيحاول يضبط نفسه لأقصى حد لكن اللى رفع السلاح الأول كان جاد وكان غرضه قتلى أنا مش قتل مروان،الرصاصه اللى ضربها وقتها مروان كانت دافاع عنى، قارن يا عواد نفس اللى حصل مع مصطفى هو اللى حصل فى الماضى،إن اللى جاي وفى غرضهُ الشر هو اللى بيدفع التمن.
نظر عواد لـ صبريه يرى بعينيها الصدق،هو كان أعمى،أو بالأصح إستعمى بإرادتهُ وقتها بسبب شعور الفقدان والإحتياج اللذان كان ومازال يشعر بهم،كيف نسي يومًا حين كان يأخد تلك المراسيل الكتابيه من صبريه ويذهب بها الى مروان،كذالك العكس مراسيل مروان لـ صبريه،كان ذالك إحساس خاص بقلبه،تمنى وقتها أن يعيش قصة مثيله لهم مع حبيبته يومً ما،وتذكر أيضًا ذكرى طفله كانت تلعب مع إثنين من الصبيه، شعر بالغِيره منهم كان يتمنى عائله بها أخ أو أخت يستطيع اللعب معهم،رأى سذاجة تلك الطفله التى كسعها أحد الطفلين لتقع أرضًا ويتلوث فستانها الوردى بالتراب ويأتى أحد الطفلين يساعدها على النهوض وينفض ذالك التراب عن فستانها،وهى تترغرغ الدموع تضع يدها فوق معصم يدها الأخرى تنظر الى ذالك الجرح الصغير،ثم نظرت بعينيها الى الذى كسعها بمجرد أن تبسم لها إختفت تلك الدموع وعادت سريعًا تلعب معه كآن آلم ذالك الجرح الذى بمعصم يدها إختفى،وما كانت تلك الطفله الإ صابرين والطفلين كانا فادى ومصطفى الذى كسعها وسامحته بمجرد إبتسامه منه لها.
عاد من ذالك الشرود على لسعة عُقب السيجاره لإصبعه التى سُرعان ما ألقاه من يدهُ ينفخ مكان اللسعه الذى إختفى آلمها بسهوله،لكن هنالك بعض الآلام لا يختفى آلامها تترك ندوب واضحه،
زفر نفسه بغصات قويه تضرب بقلبه صابرين وهى بالغيبوبه الأسم الوحيد التى همست به كان مصطفى،هل مازالت تكن له بقلبها مشاعر؟
جاوب عقلهُ…بالتأكيد هى تزوجت بك فقط بلحظة إندفاع منها من أجل هدف إثبات أنها مازالت طاهره
لكن فيما بعد يبدو أنها ندمت على ذالك الإندفاع.
وسط تلك الامواج العاتيه بعقل عواد،رأى دخول بعض السيارات الى فناء المنزل،علم أن الزفاف إنتهى وأنهم عادوا للمنزل من الجيد أنه يجلس بمكان مُظلم لن يراه أحد لكن كان هذا فقط ما صوره له عقله فهنالك من رأتهُ وتعذب قلبها على شعور الآسة الذى يختلج قلبها بقوه على أبنائها
الثلاث أولهم عواد ثم غيداء،وبالآخر مصطفى الذى فقدته مرتين…
على ذكر مصطفى،إقتربت منال تأخذ طفلتها من تحيه التى تحملها،لكن قالت تحيه بحنان:
دى نايمه خلينى اوصلها للسرير عشان متقلقش وتصحى.
وافقت منال فهنالك إستفسار بعقلها لابد له من تفسير منطقى.
بالفعل دخلت منال ووالداتها خلف تحيه التى وضعت الطفله على الفراش ودثرتها بالغطاء ثم قبلت رأسها وخرجت من الغرفه رأت منال ووالداتها على وجوههن أسئله هى تعلم جيدًا إجابتها،لكن يبدوا أن تلك الإجابه ليس وقتها الآن حين آتت إحدى الخادمات الى الإستراحه بلهفه تقول:
ست تحيه،الست أحلام معرفش جرالها أيه بتتآلم بصوت جامد.
اسرعت تحيه بالخروج خلف الخادمه وذهبت الى غرفة أحلام التى تتأوه بآلم ساحق،كذالك دخل فهمى الى الغرفه ورأى أحلام التى بعد أن كانت لا تستطيع الحركه تفرك جسدها بالفراش تتأوه
تهزى بندب على حالها تهبش بيديها بملآه الفراش كآنها تُصارعه،رأى أفعال أحلام هذه كل من بالمنزل،سالت دموع البعض والبعض حاجد القلب مثلها لا يتعظ
سريعًا تمالكت تحيه نفسها من تلك الحاله التى علمت أنها صراع خروج الروح من الجسد وقسوته جففت دموعها بخشوع وخشية ذالك الآلم الذى لا يُقارن بأى آلم مهما كان قسوته قائله بحزم:
الكل يطلع بره،وإتصل عالدكتور يا فهمى يجى فورًا.
بعدقليل
خرج الطبيب من غرفة أحلام قائلاً بإنهزام:
للآسف دى بتحتضر، مفيش أيدينا غير الدعاء لها ربنا يرفق بها.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل سالم التهامى
فتحت شهيره باب المنزل، دخلت فاديه تحمل ميلا، نظرت خلفها لوالداها قائله:
أنا مصدعه من دوشة القاعه و السهر هدخل أنيم ميلا وأنام جنبها انا كمان تصبحوا على خير.
رد سالم وشهيره بنفس الوقت:
وإنتِ من أهل الخير.
بعد لحظات بغرفة سالم وشهيره وقف سالم يتخفف من ثيابه تساعده شهيره التى تبسمت قائله:
تعرف اللى أسمه رائف ده شخص لطيف وظريف ويدخل للقلب.
تنهد سالم قائلاً:
فعلاً،هو ووالده كمان إنسان عِشري.
أخذت شهيره الحديث من سالم:
عِشري فعلاً وحاسه إن فى توافق بينه وبين فاديه وأن لها معزه خاصه عنده،بس عندى يقين إن السبب فى ده هو رائف مشوفتش نظراته لـ فاديه
ده عينيه متشالتش عنها طول الفرح.
تنهد سالم قائلاً: قصدك أيه.
تبسمت شهيره: قلبى حاسس إن رائف عنده مشاعر لـ فاديه، والا ليه سايب بنته معاها بقالها مده… لو معندوش مشاعر وثيقه لـ فاديه كان هيبقى مطمن على بنته معاها غير بسمعه تقريبًا بيتصل عليها يوميًا.
تبسم سالم قائلاً:
إنت بتتصنتى على فاديه.
ردت شهيره بنفي: لأ والله دى بتيحي صُدف،حتى حاسه كمان إن فاديه عندها يمكن مشاعر هى كمان بس متشتته بين قلبها وعقلها،الإتنين خذلوها قبل كده يمكن ده مسبب ليها خوف إنها تدخل تجربه جديده وتقابل نفس الفشل.
تنهد سالم وهو يجلس على الفراش يشعر بصدع فى قلبه قائلاً:
فعلاً كان فى صديق ليا،إبنه أرمل ولما عرف إن فاديه إتطلقت طلبها منى لأبنه وأنا قولت أقولها من باب المعرفه،إتفاجئت إنها رافضه موضوع الجواز مره تانيه،حتى لما قولت لها مش هتخسر حاجه لما تقابله يمكن يحصل وفق،قالتلى لأ هى خلاص جربت حظها.
جلست شهيره جوار سالم على الفراش تدمع عينيها قائله:
مش معنى إن حظها كان مع إتنين أسوء من بعض إنها تؤد شبابها وتحرم نفسها أنها تكون أم،هى لسه تقدر تخلف ويبقى لها ذُريه من صُلبها.
تنهد سالم قائلاً:
ده اللى قولته لها،بس هى برضوا رفضت الموضوع.
تنهدت شهيره قائله بتفكير:
تفتكر يكون عندها مشاعر،لـ رائف وده سبب رفضها.
رد سالم:
معتقدش،حتى لو عندها مشاعر هى زى ما قولتلك خايفه تخوض تجربه جديده جواها خوف مش بس من فشلها،هى خايفه من أثار التجربه الاولى اللى عاشتها لسنين فى خضوع تعطى وتقدم وفى الآخر تجني النُكران.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل جمال التهامى،بشقة فادى
جلس فادى على ساقيه يُمسك يدي ساميه المنهاره بالبكاء والنواح على سنوات من العمر قضتها زوجه تفعل أى شئ لنجاح عائلتها، وقوبل ذالك فى النهايه بالطلاق يشعر أنه يكاد يقفد عقلهُ، كمن يمُر بمنعطف ضيق يقبض على نفسه.
بينما للحظة توقفت ساميه عن البكاء بنواح ونظرت الى فادى،ورأت صدرهُ العاري الذى يظهر من أسفل قميصهُ المفتوح،تعلم أنها صعدت له بوقت حرج،لكن تغاضت عن ذالك مُبرره أنها ليس لها سواه الآن
عادت للنواح مره أخرى حين عادت غيداء وبيدها كآس ماء وأقتربت منها بشفقه قائله:
إهدى يا طنط خدى إشربى،أكيد فى سوء تفاهم،وفادى دلوقتي هينزل عند عمى ويهديه.
قالت غيداء هذا ونظرت لـ فادى وتشير له برأسها أن يحاول تهدئة والداته،تعجب كثيرًا،أليست تلك التى أخبرته قبل قليل أنها أجهضت جنينهم بدم بارد…هل ما تفعله من مواساه لوالدته شفقه أم شماته،يشعر أنه أمامه مثل العاري بليالى الشتاء القاسية البروده،بينما غيداء بداخلها شعور بالشفقه،لكن شمت بـ فادى وهى تراه يحسد بصره ان تتلاقى عينيه مع عينيها،هو أفسد فرحتها بأبسط الأشياء حتى بعقد القران الذى تم بالمنزل بعد أن أخبروا المأذون عن زواج عرفى سابق بينهم،فتمم الزواج على أنها”ثيب”(سبق لها الزواح) رغم ذالك كان وكيلها فهمى المخذول فعقد القران ما هو الا تصحيح مسار لزواج عُرفى تم بالفعل بينهم…عُقد قرانها بالمنزل فقط وأشهر زواجهم بحفل حناء بعد عقد القران بالمنزل دون مظاهر،كانت الحجه هى
مرض زوجة والداها.
إرتجفت يد ساميه وهى تأخذ الكأس من يد غيداء وكادت تسكُب المياه لكن غيداء تبتت يدها على الكأس وقربته من شفاها حتى تحتسى بعض القطرات، رفع فادى عينيه بنظره الى غيداء، التى حادت بصرها عنه وإدعت النظر لـ ساميه.
شعر فادى بضنين،وهو ينهض من أمام والداته واقفًا يُزفر نفسه بضيق قائلاً:
أنا نازل لـ بابا.
ترك فادى ساميه مع غيداء التى جلست جوارها صامته لا تعرف ماذا تقول لها وتواسيها، بينما نظرت لها ساميه بإستخفاف، وقامت بالتمثيل عليها وعاودت البكاء الحار والندب على إستغلال جمال لضعفها بعد كل تلك السنوات حتى أنه لم يرفق بقلبها وأعطها فرصه تسعد بزواج إبنها الوحيد بعد ذالك الإكتشاف الذى كسر قلبها لأكثر من مره، وقعت غيداء بطيبتها وسذاجتها بكذب وإدعاء ساميه، دخل لها شك ان فادى بالتأكيد يُشبه والده ذالك القاسى الذى لم يرآف بضعف زوجته.
بينما الحقيقه كانت بالطابق الأسفل
فتح فادى باب الشقه ودخل إليها، تفاجئ بوالده يجلس محنى الظهر على أحد مقاعد الردهه، نطق:
بابا!.
رفع جمال وجهه قليلاً ونظر نحو فادى يقول بتبرير دامع العين:
سامحنى
مقدرتش أتحمل كذبها أكتر من كده. .. أنا سبق وقولت لها لو كنتِ تعرفي حقيقة مصطفى قبل كده قوليلى بلاش أتفاجئ، بس هى ضيعت الفرصه وفضلت مستمره فى كدبتها، ولو مش الصدفه هى اللى كشفتها كنت فضلت مخدوع، وياريتنى فضلت مخدوع، نفسى كل اللى حصل يطلع كابوس وأفوق منه الاقى مصطفى عايش، وانه إبنى من صُلبى مش طفل إتبدل بالمستشفى يوم ولادته، مش عارف إزاى قدر يعيش بدون ما يعذبه ضميره وهو بيخفي حقيقة طفل قلب أمه إتقهر عليه حتى ملحقتش تشوفه.
جلس فادى على ساقيه أمام والده يشعر بتهتك فى قلبهُ، لاول مره يرى والده بهذا الضعف يبكى أمامه
اليوم كان من المفترض ان يسعد بزفافه لكن كانت نهاية اليوم قاسيه بدايتًا من إخبار غيداء له انها أجهضت الجنين وان زواجهم عقاب لهما الأثتين، ثم صدمة طلاق والدايه…. وتلك الصوره الباهته التى رأها لهما الأثنين كذالك فحوى حديث والده الذى يبرهن أن والداته كانت تعلم أن مصطفى ليس إبنها، لكن من ذالك الشخص القاسى القلب الذى تحدث عنه والده،تسأل فادى:
قصدك مين يا بابا وأيه حكاية تبديل المستشفى.
سرد جمال لـ فادى عن سماعه صدفه قبل قليل لحديث ساميه مع أخيها عن حقيقة مصطفى وأنها علمت أنه إبن عائلة زهران،تفاجئ أخيها وقتها ليس فقط من ذالك،ولكن كانت المفاجأه الكبرى هى سماع جمال لها،
جمال الذى نظر لهم بإزدراء،تفاجئت ساميه من وحود جمال،هى ظنت أنه لم يصل بعد من الزفاف،لكن ربما مجيئه الآن أظهر الحقيقه المُره وزاد من مرارتها علقمًا تجرعه على مرات كل مره يزداد العلقم بحلقهُ،أيقن فادى أن هذا كله عقاب له أنه يومً ظن أن يأخذ القصاص من تلك الضعيفه البريئه التى قضى على برائتها وشهر بها ظنًا أنه أخذ بالثأر بنفس السيف البطار الذى شطر قلبه هو الآخر.
……….ــــــــــــــــــــــ
ليله طويله إنتهت ومعها أحلام وعشق مازالت تائهه بين الأمواج،بين شد وجذب.
بمنزل زهران
مازالت هنالك من تُصارع بضنين خروج روحها تتعذب تهزي كآنها تطلب وتناجى الموت أن يُريحها سريعًا،لكن خروج الروح ليس سهلًا على الأخيار ما بالك الأشرار.
بعد المغرب
طلبت تحيه من عواد الذهاب الى غيداء وتهنئتها حتى لا تشعر أنها منبوذه أكثر من ذالك كما طلبت منه أن يصطحب صابرين معه…على مضض وافق عواد
بعد قليل بمنزل جمال زهران
بشقة فادى
فتحت غيداء باب الشقه تفاجئت بعواد واقفًا خلف تلك الخادمه التى تحمل بعض الاغراض،أفسحت غيداء الخادمه كى تدخل الى الشقه وخلفها عواد ،بينما ظلت نظرات تتبادل بين عواد وغيداء،
إنقطعت تلك النظرات حين تنحنحت صابرين الواقفه على باب الشقه،بلا تفكير من غيداء ألقت بنفسها تُعانق عواد تسيل دموعها زخات،وهى تقول بندم:
أكيد بابا وماما مصدقوا إنى إتجوزت وهيعقبونى على غلطى الكبير.
ضمها عواد بأخوه هامسًا:
بلاش تفسرى على هواكِ الموضوع مختلف،حتى ماما هى اللى طلبت منى أجى وأصبح عليكِ وعلى التنين اللى إتجوزتيه،أنا عمرى ما شوفت يمامه إتجوزت غراب ولا حدايه.
2
رغم عنها تبسمت غيداء،بينما تأثرت صابرين بذالك وكادت تدمع عينيها لكن أكتشفت شئ جديد بعواد،لديه قُدره على الأحتواء والمزح أيضًا الذى إزداد حين آتى فادى الى مكان وقوفهم بمدخل الشقه،همس عواد بصوت شبه مسموع:
لأ ده مش غراب ولا حدايه ده طائر الرُخ الأسود.
رغم أن فادى تسمع على حديثهم وسمع همس عواد لكن رحب بهم،ربما يسير بمبدأ أكرم عدوك بمنزلك،أو هنالك تفسير آخر هى غيداء الذى يود بدأ صفحه أخرى معها.
بعد قليل جلس عواد مع فادى وحدهم كان الصمت سيد الموقف،بينما صابرين ذهبت مع غيداء الى المطبخ بحجة مساعدتها،وقفت على باب المطبخ تشعر بتهكم هذه الشقه يومً ما جُهزت من أجلها لم تكن تختار أى شئ كل شى كان إختيار ساميه،لا تعرف سبب لذالك الشعور الذى تشعر به الآن هو الامبالاه،دخلت أكثر من مره لتلك الشقه للغرابه كانت تشعر بإفتقار للمشاعر الآن عكس سابقًا كانت تشعر ببروده وصقيع بها،أيقنت ان ذالك الشعور كان لسبب أن هنا لم يكُن لها مكان،مكانها كان بعيد عن هنا،قدر رُسمت فصولهُ بترتيب إلهي.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بمنزل زهران
فاضت روح الى بارئها إنتهت رحلة العذاب
تحول المنزل الذى بالأمس كان به عُرس اليوم به مآتم، هكذا هى الحقيقه
لا شئ يدوم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر تقريبًا.
بمنزل زهران
بجناح عواد
تسآل بإستخبار:
كنتِ بتحبيه؟
رغم أن صابرين تفهم مقصده لكن ادعت البلاهه قائله:كنت بحب مين؟
رد عواد وهو ينظر لشفاها يتمنى أن يكون الرد بالنفى:
مصطفى إبن عمك.
ركزت فى النظر لعيناها تنتظر ردة فعله بعد جاوبها:
أكيد كنت بحبه،مش كان جوزى.
شعر بغيره قاتله لكن إدعى البرود ونظر لشفاها وقرب جسدها منه وأعتلاها قائلاً بتملُك:
أنا بس اللى جوزك.
قال هذا وأنقض على شفاها بالقبلات ويديه تسير على جسدها بتملك يدمغ جسدها ببصماته،يثبت لها أنه هو الوحيد من كان ومازال جسدها قولًا وفعلاً…تجاوبت معه هى الاخرى تشعر بنشوه سعيده بتلك القبلات واللمسات.
بعد قليل تنحى عنها نائمًا جوارها مازالت هناك بينهم نظرات العيون هى من تتحدث فقط كل منهم يُفسرها على هواه فـ بعد الليله ستكون هنالك نهايه واحده “الفُراق”
اللذان إتفقا عليه.
سحبهم غفوة النوم
فى الصباح الباكر أستيقظ عواد نظر الى وجه صابرين
كم ملامحها هادئه ورقيقه إقترب منها يستنشق من أنفاسها،لكن بسبب إنارة شاشة هاتفه عاد لرُشده،لكن قبل أن ينهض من جوارها وقع بصره على يدها اليسرى، رأى ذالك الخاتم الذى ألبسهُ لها ليلة زفافهم، رفع يدها بهدوء وسلت ذالك الخاتم من بنصرها بهدوء حتى لا تشعر به وتسيقظ بالفعل سلته من إصباعها، نهض بعدها ذهب الى الحمام بعد قليل خرج وبدل ثيابه وكتب تلك الرساله الصغيره ثم وضعها أسفل هاتفها الموضوع على طاوله جوار الفراش وقف لثوانى ينظر لها ثم غادر بهدوء.
بعد قليل إستيقظت صابرين نظرت لجوارها الفراش فارغ
ما الوقت، لابد أن النهار قد سطع، نهضت سريعًا حين تذكرت أن عواد لديه رحلة سفر ربما مازال الوقت لابد أن تُخبرهُ أن ما قالته بليلة امس ما كان سوا إغاظه منها له هى لم تشعر بأى مشاعر نحو مصطفى
توجهت نحو مكان هاتفها،رأت تلك الورقه الموضوعه أسفله،فتحت الورقه وقرأتها
“لسه عند وعدى ليكِ بمجرد ما هرجع من السفر هينتهى جوازنا،أو يمكن تحصل حاجه تانيه تنهى جوازنا وتكونى إنتِ الوحيده اللى إستفادت من جوازنا”
كانت هى تلك الرساله المختصره،بلا مقدمه وبلا نهايه.
……….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
رواية بحر العشق المالح الحلقة الثامنة والأربعون
﷽
#الموجه_الثامنه_والأربعون_الاخيره2
#بحرالعشق_المالح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع.
صباحً
بالأسكندريه
بشقة فادى
خرجت غيداء من غرفة النوم الأخرى ترتدى ثياب خروج،لكن قبلها وضعت يدها على بطنها ببسمه هى جائعه،سابقًا كانت قليلًا ما تتناول وجبة الفطور لكن أصبحت بشهيه شرهه فى الآونه الآخيره،توجهت ناحية المطبخ،لم تتفاجئ حين رأت فادى الذى مازال بملابس منزليه عباره عن سروال قصير وفوقه تيشيرت دون أكمام،تلك الملابس تُبرز قوامه الضخم المتناسق ،لامت نفسها على هذا الشعور بالأعجاب،بينما فادى كان يقوم بتحضير الفطور لنفسه كعادته كل صباح منذ أن عادا الى الأسكندريه بعد ثلاث ليالى فقط قضوها بالبلده،إختارت غيداء الإنزواء عنه بغرفه أخرى،بسبب ذالك الحديث بينهم مُقتضب ومُختصر رغم ذالك يحاول فادى أن يتمالك أعصابه ومضطرًا يُعطيها عُذرًا،هو من بدأ بلعبة إنتقام خسر فيها هو الآخر، بل هو بالأكثر ويبدوا أنه يجني هجر مقابل الغدر.
بينما غيداء بالحقيقه تُعاقب نفسها مثلهُ تمامً هى الأخرى أخطأت ولكل خطأ ثمن يساوى فداحته،كذبه تفرضها عليه حقيقتها برحِمها جنين يتكون لاتعلم كيف ستواجه معه الحياه فيما بعد ربما تكون وحدها زواجها من فادى مجرد واجهه لتصحيح صورتها هى فى أعين الناس،كذالك حتى لا يوصم طفلها بإبن الخطيئه،هى على يقين أنه كذالك بالفعل،لكن هو لا ذنب له أن يحمل على عاتقه خطيئة غيرهُ فعلها بلحظة ضعف وإنسياق خلف موجه عاليه ،وجب أن يآتى بغطاء زواج شرعي مُعلن،حتى لو لم يدوم هذا الزواح سوا وقت قصير .
رعم ان فادى يقف أمام الموقد يعد بعض الطعام، لكن شعر بوقوف غيداء على عتبة المطبخ رغم أنه يُعطيها ظهره، لكن قال بود:
صباح الخير، تحبي أجهزلك فطور معايا، ولا هتقولى زى كل يوم مش جعانه، ويادوب أخرج من المطبخ وتدخلى تاكلي، أنا بقول خلينا نفطر مع بعض زى أى إتنين متجوزين، مفاتش على جوازهم أربعين يوم، يعنى المفروض لسه فى شهر العسل.
تهكمت غيداء بمراره قائله: عسل، لأ أنا مش جعانه.
قالت غيداء هذا وإستدارت بوجها وكادت تبتعد عن المطبخ لكن فادى ترك ما بيده وسريعًا قطع تلك الخطوات القليله وقبض بيده على عضد إحدى يديها قائلاً بنبرة رجاء:
غيداء، بلاش طريقتك دى وخلينا نقعد نفطر سوا زى أى زوجين.
مازالت نبرة التهكم المُره هى ردة فعلها لكن زاد دمعه توقفت بين أهدابها، لاحظها فادى الذى غص قلبه الا يكفيه هذا العقاب القاسى الذى ناله بطلاق والدايه ليلة زواجهُ… كذالك مصطفى الذى كان بمثابة أكثر من أخ له يفوق على حقيقه قاسيه أنه لم يجمعهم أخوة دم واحد،فاق من غفلة الإنتقام على قسوة الحقائق الذى أضاعت منه حب غيداء البرئ
لكن ربما تعطى الحياه فُرص أخرى والشخص الذكى هو الذى يستغلها وهو رغم فداحة ما فعلته غيداء حين أجهضت ذالك الجنين،لكن إعترف أن هذا من ضمن الجزاء الذى فعله معها،حقًا قُهر فى قلبه،لكن هو من بدأ بالخطأ بحقها حين فضحها أمام عائلتها كان يستطيع إخفاء تلك الخطيئه بينهما الأثنين فقط لكن هو توغل الحقد فى قلبه لدرجة أنه لم يستوعب أنه لم يكتسب من ذالك سوا ظهور حقيقة مصطفى الذى لم يتفرق الأخوه فقط بالموت بل تفرقا أيضًا فى النسب كلُ منهم ينتسب لدم آخر.أفضل الهدايا لأحبائكم
عاد قوله برجاء:
غيداء أرجوكِ خلينا نفطر سوا،دى الوجبه الوحيده اللى باكلها فى الشقه واللى بفضل علبها تقريبًا طول اليوم.
تهكمت غيداء وهى تنظر بتمعن لجسد فادى الضخم.
تبسم فادى قائلاً بمزاح:
عارف مش هتصدقى،طبعًا من شكل جسمى يقول عليا إنى مصعور وباكل ست سبع مرات فى اليوم،بس الحقيقه إنى هما وجبتين بس اللى باكلهم فى اليوم،فطور وعشا،أنا بُنيان جسمى ضخم من الأساس يمكن وراثه قالولى إن جدى لـ ماما كان جسمه ضخم.
ضحكت غيداء بخفوت،كم شرحت تلك الضحكه قلب فادى،وجذبها من عضد يدها تسير معه الى تلك الطاوله الصغيره الموضوعه بالمطبخ،وجذب احد المقاعد،إستجابت غيداء وجلست على ذالك المقعد،بينما فادى عاود الوقوف أمام الموقد ثم بدأ فى وضع بعض الاطباق على الطاوله،لا تنكر غيداء شعورها بالجوع ومدت يدها وبدأت تستلذ بالطعام ذو المذاق الجيد.
إنشرح قلب فادى وهو يرى غيداء تتناول الطعام حقًا كانت تأكل صامته لكن هو قطع ذالك الصمت حين أخرج من جيب سرواله،رزمه ماليه ووضعها أمام إحدى يدي غيداء التى توقفت عن الطعام ونظرت للمال قائله بإستفسار:
أيه الفلوس دى.
رد فادى:
دى فلوس المرتب بتاع الشهر ده.
إستغربت غيداء قائله:
طب وحاططها قدامى ليه؟
مسك فادى يد غيداء قائلاً:
غيداء أنا عارف إنك كنتِ عايشه بمستوى أفضل قبل كده،وإن المرتب اللى قدامك ده ممكن يكون بالنسبه ليكِ مبلغ تافه.
سحبت غيداء يدها من يد فادى بغضب قائله بضجر:.غلطان فعلاً أنا بنت عيلة زهران بس أنا ماما ربتنى على القناعه وإنى مش لازم دايمًا أتصرف ببذخ،عارف ليه،لانها مره لما سألتها قالتلى محدش عارف النصيب فيه أيه ولازم تكونى جاهزه وعندك قناعه باللى ربنا عطاه ليكِ،يمكن إنتِ أفضل من غيرك،ولو كنت فكرت من البدايه لو فاكر كان عندى عربيه خاصه بسواق عشان توصلنى للجامعه أو أى مكان،بس أنا حبيت الموتوسيكل بتاعك اللى ميجيش تمن فردة كاوتش واحده للعربيه،كنت بحس بحريه وراحه وأنا راكبه عليه وراك،لكن إنت إزاي تحس بكده وإنت كنت واخدنى لعبه تنتقم بها.
قالت غيداء هذا ونهضت من خلف طاولة الطعام وتركت فادى وحده بالمطبخ يلعن غباؤه المستمر حديثها كان حقًا،غيداء كان دائماً يرى منها البساطه فى كل شئ،زفر نفسه بغضب لا يعلم لما كلما جائت فرصه للتفاهم بينهم يُضيعها بغباء منه.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بڤيلا زهران
بغرفة صابرين
وقفت أمام المرآه تُعدل هندام ثيابها، زفرت نفسها بسأم تشعر بفتور يزداد مع الوقت هى فقط تُريد أن يمضى الوقت ويآتى المساء حتى تمتثل للنوم بعد سُهد تغفو لأوقات قليله تشعر بآرق ، تحاول إضاعة وقتها تذهب الى العمل بفتور ليس كالسابق،تشعر أن كل شئ فقد مذاقه منذ سفر عواد،ذالك الوغد الذى منذ أسبوع لم يُرسل لها حتى رساله فارغه، نظرت ليدها اليسرى الى بنصرها الخالى من خاتم الزواج التى أصبحت على يقين أن عواد هو من سلته من إصبعها، ذالك الوغد المُختال ماذا يظن نفسه أنها ستفرض نفسها عليه غصبًا، قبل أيام كانت تود البوح له بأنها أصبحت تنجرف ببحر عشقهُ، لكن مع الوقت أصبحت تتيقن أن مشاعرها من إتجاه واحد، حين خيرها عواد بالطلاق قبل أن يُغادر الى لندن
تذكرت حديثه تشعر بمرارة هو وضعها أمام إختيار صعب أن لا تختار الأ كبريائها الذى كان مهدور دائمًا.
[فلاشـــــــــــــــــ/بــــــــــاك]
بداية ليلة سفر عواد
بغرفة مكتبه
كان هنالك إجتماع رُباعي مع
رائف،ماجد والمحامى الخاص به.
وضع توقيعه على بعض الأوراق الموضوعه بملف ثم رفع يدهُ بالملف ناحية المحامى قائلاً:
ده تنازل منى عن نص أملاكى لـ….
صمت قليلاً يشعر بوخز فى قلبه مازال داخله يشعر بالندم وعدم تقبُل تلك الحقيقه المؤسفه بالنسبه التى تأكدت بالبرهان القاطع إبتلع ريقه ثم أكمل:
لـ بنت مصطفى،وكمان تنازل منى الجزء الباقى من أملاكِ فى مصر،لـ صابرين مراتى.
تفاجئ رائف وبالاكثر ماجد وكاد يتسأل لكن سبقه عواد قائلاً:الشهود رائف وماجد.
مازال ماجد مُستغربًا لكن صمت أمام المحامى الذى وجه لهم الملف للعوقيع عليع رغم إستغراب ماجد وتفاجو رائف لكن قاما بالتوقيع كشاهدين.
بمجرد أن وقع رائف وماجد نهض المحامى قائلاً:
حكم نسب طفلة مصطفى إن شاء الله سهل، بعد ما قدمنا نتيجة تحليل البصمه الوراثيه، غير شهادة السيد /جمال زهران سهلت علينا الموضوع وبقى حكم المحكمه مضمون هى مسألة وقت فقط، بس للآسف الشخص اللى قام بتبديل الطفلين قبل كده نفد من عقاب المحكمه بسبب تقادم
إن شاء بمجرد ما المحكمه تحكُم بنسب طفلة مصطفى لـ فرد من عيلة زهران،هبدأ تحويل كل الاملاك دى بإسمها،وكمان هوضع السيد/ فهمى زهران كوصي عليها بناءً على رغبتك عدم ولاية الوصايه عليها.
لم ينهض عواد للمحامى فقط أماء له برأسه، بينما نهض ماجد وصاحب المحامى الى ان خرج من المنزل، بينما ظل رائف مع عواد… ينظر لعواد الذى إستشف الفضول فى معرفة لما فعل ذالك من نظرات رائف لكن إدعى عدم الإنتباه،الى أن تحدث رائف بإستفسار:
ليه كتبت بقية أملاكك لـ صابرين،عواد أنا ليه حاسس إنك يآس.
فسر عواد ذالك قائلاً:
مش حكاية يآس تقدر تقول تحسُبًا محدش عارف أيه اللى هيحصل بكره مش يمكن مطلعش من أوضة العمليات،مش كل مره أنا اللى هفوز بتحدى القدر.
نظر رائف له قائلاً:تفائلوا بالخير تجدوه وبعدين إنت مش ناوى تفاتح صابرين فى سبب سفرك الحقيقي
لـ لندن بكره.
جذب عواد علپة السجائر والقداحه وأشعل إحدى تلك السجائر ونفث دخانها قائلاً بآلم فى قلبه صامتًا
بينما تنهد رائف بتحفيز قائلاً:متأكد أن رد فعل صابرين هيكون مُخالف لتوقعه ومش هتخسر حاجه حتى لو كان لها رد فعل مش لصالحك وقتها حتى يبقى ضميرك مرتاح.
نفث عواد دخان السيجاره قائلاً:
فعلاً لازم ضميرى يرتاح من ناحيه صابرين وده اللى أنا هعمله قبل ما أسافر.
فجأه صمت عواد حين دخل الى المكتب ماجد عائدًا يقول بإستخبار:
أيه اللى لازم تعمله قبل ما تسافر،أنا مش فاهم حاجه،إزاى تكتب كل أملاكك بإسم صابرين،إنت ايه اللى فى دماغى من سفرية لندن، إنت قولت هتفتح خط إنتاج هناك وهتفضل مده هناك، وأكيد بعد ما المشروه يقف على أرض ثابته هترجع يعنى مسألة كم شهر سنه بالكتير، لكن إنك تتنازل عن أملاكك
لـ صابرين أكيد فى سر.
نظر رائف نحو عواد الذى نهض واقفًا يقول:
لا سر ولا حاجه صابرين مراتى يعنى مش غريبه أكتب لها أملاكي،والموضوع ده بالنسبه لى مُنتهى وماليش مزاج أستفيض فيه،أنا عندى طياره بكره الصبح بدرى هطلع أنام كم ساعه قبل السفر،يلا تصبحوا على خير.
خرج عواد وترك رائف وماجد الذى نظر لـ رائف قائلاً:
قلبى حاسس إن فى سر ويمكن إنت الوحيد اللى تعرفه، حكايه مش طبيعيه إن عواد يوقع تنازل سواء عن حق بنت مصطفى قبل ما المحكمه تثبت نسبها، وكمان بقية أملاكه اللى اتنازل عنها لـ صابرين.
تهرب رائف من الجواب قائلاً:
أنا زيي زيك، أنا اللى هوصل عواد للمطار الصبح، هطلع أنام ساعتين عشان أبقى فايق، تصبح على خير.
هرب رائف من جواب مُقنع لـ ماجد، تركه يشعر بغرابة الموقف لكن نفض ذالك عن رأسه، بالنهايه عواد حُر فى التصرف بأملاكه.
…….
حين خرج عواد من غرفة المكتب رأى صابرين تدخل من باب الڤيلا، إنتظر الى أن إقتربت منه ونظر بساعة يدهُ، ثم نظر لها قائلاً:
غريبه الساعه لسه مجتش حداشر، إنتهت السهره بدرى ولا أيه.
تثأبت صابرين وهى تعلم أن عواد يتهكم عليها ثم قالت:
خلاص الوقت دخل وبقينا فى الخريف، غير كمان الأجازه الصيفيه خلصت والمدارس رجعت من تانى وفاديه عندها مدرسه بكره الصبح.
تبسم عواد وأشار بيده لـ صابرين أن تصعد أمامه الى غرفتهم.
لكن صابرين لفت إنتباهها خروج رائف وخلفه ماجد من غرفة المكتب القريبه… فقالت بتريقه:.
إيه ده إنت كنت عامل إجتماع مُباحثات ومشاورات عائليه.
تبسم عواد يعلم أنها تتريق فـ رد:
أيوا كنا فى إجتماع عائلى عشان تقسيم الميراث بينى وبين بنت مصطفى.
إلتفتت صابرين تنظر لـ عواد بذهول.
ضحك عواد على ملامح صابرين المذهوله.
بينما تسألت صابرين:
طب وليه مش إستنيت لما المحكمه تقر بنسب بنت مصطفى ومش غريبه إنك تفرط كده فى جزء كبير من أملاكك لها،كده هتبقى صاحب أصغر نسبه فى أملاك عيلة زهران.
ضحك عواد قائلاً:
وماله أنا لو عاوز أكبر نسبتى،مش هلاقى صعوبه،ده شئ سهل جدًا.
مُختال،…وطبعًا تقدر بالغش والتدليس بتوعك.
كان هذا جواب صابرين الذى ضحك عليه عواد قائلاً:
بلاش نوقف عالسلم كده،أنا عندى سفر بكره الصبح بدرى وبصراحه كده عاوز أستغل الوقت اللى فاضل مع مراتى حبيبتى .
قال عواد هذا وغمز بعينيه،مما أربك صابرين ونظرت له بحُنق ثم صعدت أمامه.
فتح عواد باب الغرفه،دخلت صابرين ثم هو خلفها،إستدارت بجسدها فجأه تفاجئت أن عواد خلفها مباشرةً،كاد يختل توازنها من المفاجئه لكن عواد وضع يديه حول خصرها وقربها أكثر منه بحميميه إهتزت لها صابرين، التى أصبحت تشعر بمشاعر أخرى حين يقترب منها عواد،لم تدفع عواد أن يبتعد عنها وأيضًا لم تتذمر مثل عاداتها السابقه
إمتثلت لذالك الطوفان العاصف برأسها وقلبها الذى أصبح يهوى إقتراب عواد منها،حتى إن كانت تتظاهر بعكس ذالك لكن الحقيقة أصبحت واضحه هى تهوى مُشاغبة عواد لها ، رفعت عينيها لكن لم تنظر الى عيني عواد بل نظرت الى شفاه، للحظه شعرت بالخجل وأطبقت شفتيها تضغط عليهم، لكن عواد هو الآخر يسري بقلبه إعصار يعصر قلبه بآلم غير ذالك الآلم الجسدى الذى إتخذ القرار الأخير بشآنه غدًا ستبدأ رحلة علاج مُكرره أصبح فرض عليه خوضها لثاني مره بحياته، لا يعلم متى سيعود منها او ربما هنالك إحتمال آخر قد لا يعود، لا شئ مضمون.
إمتثل لذالك الشوق يجرفه وأحنى رأسهُ يُقبل شفاه صابرين المُشتاقه هى الآخرى لتلك القُبلات الممزوجه بلذه أخرى لم تشعر بها سابقًا، كل ما
تشعر به يديه التى تُجردها من ثيابها دون إعتراض منها، وأنفاسه المسلوبه على عُنقها وصدرها،وهو يعتلها لم تُدرك متى أتى بها على الفراش،ولا متى تجرد هو الآخر من ثيابهُ، هى ليست تائهة العقل لكن غفى عقلها للحظات ولم تُدرك ما حدث بتلك اللحظات السابقه،لكن من الجيد أن عقلها غفى وترك الزمام لقلبها يغرق دون التفكير بما حدث سابقًا وظنونها بكل ما حدث قبل هذه اللحظات الجارفه تأخذها الى أين لا تود التفكير سلمت الدفه لرايه العشق بينما هو الآخر تعجب فى البدايه من إمتثال صابرين وهدوئها وتجرأت يديه تعانق جسدها بحميميه، عليه الأكتفاء بها الآن
هى فقط من يُريد أن يُبحر معها بأمواج بلا شواطئ
غرق لذيذ سقط به الإثنين برحله هائجه هدأت بأنفاس مُنتشيه وهما يتسطحان بظهورهم على الفراش، ومازالت بينهم النظرات التى تفسيرها الوحيد بعقل كل منهما أنه غرق ببحر عشق الآخر
لكن لم يحِن وقت الأعتراف بذالك.
قطع تلك النظرات هو ضحك صابرين، إستغرب عواد تلك الضحكات التى تزداد، نهض مُتكئًا يضع رأسهُ على إحدى رسغيه وهو مازال على الفراش يقاوم ذالك الآلم بظهره ينظر الى صابرين التى مازالت مُسطحه بظهرها على الفراش تضحك بلا إنقطاع، تسأل بإستغراب مازح:
إهدى شويه، وشك إحمر من الضحك.
مازالت صابرين تضحك وهى تجاوبه:
أصلى أفتكرت قبل ما أرجع للڤيلا وأنا عند فاديه فى الشقه….
توقفت صابرين عن الحديث تضحك… بينما عواد زاد فضوله على معرفة ما الذى أفتكرته جعلها تضحك بهذا الشكل حثها على جوابه:
ويا ترى أيه بقى اللى أفتكرتيه بيضحكك كده قوليلى يمكن أضحك زيك.
جذبت صابرين غطاء الفراش على جسدها وأعتدلت جالسة تُفسر سبب ضحكها:
أصل قبل ما أرجع لهنا أنا وفاديه كنا بنسمع فيلم “كشف المستور”
بتاع نبيله عبيد وجه فى دماغى مشهد وهى بتقول لجوزها فى العاده الطلاق بيتم بيكون الزوجين مقطعين هدوم بعض من الخناق إنما إحنا مُختلفين، إحنا مقطعين هدوم بعض صحيح بس مش من الخناق من الحب ده أحلى وألذ فُراق بعد الليله المميزه دى.
كانت مازالت ضحكات صابرين مستمره لكن فجأه تسمرت تلك الضحكات وسهمت صابرين بعد إستيعاب ما سمعته من عواد:
عندى ليكِ عرض لو قبلتيه أوعدك إحنا كمان تكون الليله ليلة فُراق مميزه.
عبس وجه صابرين فى البدايه ظنت أن عواد يستهزئ ويمزح، لكن ملامحهُ تبدوا جاده بوضوح، تعلثمت قائله: قصدك أيه؟
قسوة الآلم الذى يشعر به عواد ينخر جسده مع تذكُره لهمس صابرين سابقًا بإسم مصطفى وإخفائها معرفتها بأنهم أخوه والذى الى الآن عقله لم يستوعب هذا الأمر القاسى حتى إن لم يكُن هو السبب المباشر فى قتله،لكن تذكر أنه أطلق عليه الرصاص حتى يمنعه من قتل صابرين ذالك اليوم،صابرين بلا ذنب منها كانت السبب فى أن أخوة الدم الواحد والمتباعدين يرفع كل منهم السلاح على الآخر…إذن ليعطى لها الإختيار بالتحرُر من هذا الإثم التى لم يكن لها ذنب به.
رفعت صابرين وجهها تنظر لوجه عواد الذى يحاول أن يحيد بصرهُ عن عينيها حتى لا تتلاقى مع عيناه فيضعف، ويتراجع ويبوح له بحقيقة ما يشعر به نحوها،يحتاج دعمها فى تلك المرحله المُقبل عليها إضطراريًا، لكن لديه هاجس وغروره يمنعه آخر من يريد أن يرى بعينيها نظرة شفقه له… إستجمع شتات عقله قائلاً:
أنتِ عارفه إنى مسافر بكره الصبح لندن وهغيب لفتره قد أيه الله أعلم، فبقترح بما إننا هنبقى شبه منفصلين الفتره دى، إننا ننهى جوازنا.
صاعقه ضربت قلب صابرين، رفعت عينيها نظرت لعواد الذى يُظهر الأ مبالاه كآنه لا يُخيرها، بل هو قرر بالفعل ما يُريده، ذالك الوغد المُختال دائمًا هو ما يتخذ القرار، لكن لا هذه المره لن تُعطيه فرصة الإختيار، إذا كان يُخيرها وينتظر أن تقول له… لا
فهو مُخطئ يكفى إنجراف نحو هاويه فارغه تلك المشاعر لابد لها من لجام، ثوانى كانت تنظر لوجه عواد علهُ يقول كنت أمزح، لكن هى الحقيقه إذن يتحكم الكبرياء المهدور، لا خساره أكثر مما خسرته سابقًا،وافقت بلا أخذ وقت تفكير:
موافقه عالإنفصال،بس هيتم أمتى،ياريت يكون فى أقرب وقت.
تبسم عواد رغم انه يشعر بتهتُك فى قلبه لكن ربما هذا أفضل قرار لـ صابرين،حاول رسم الجمود قائلاً:
تمام قدامك فرصه لحد ما أرجع من السفر من لندن وبعدها هيتم الانفصال فورًا.
رغم ما تشعر به صابرين من آلم بقلبها،لكن قالت له بإدعاء علهُ يقول لها أنه كان يمزح:
وليه مش يتم الطلاق دلوقتي ليه ننتظر.
رد صابرين هكذا جعل عواد يتيقن أن هذا الفُراق ليس سهلاً عليه، لكن ماذا توقع أن تقول غير ذالك.
رد بهدوء وتبرير يعلم أنه كاذب:
بصراحه لو إنفصلت دلوقتي عنك ممكن غيداء تتآثر هى كمان وتطلق من فادى بعد مده قصيره من جوازها،إنما لو فضلنا كم شهر مش هيضر حد طلاقنا،لأن وقتها هيكون مر وقت طويل على جواز فادى وغيداء،يعنى حتى لو حصل بينهم وقتها طلاق محدش يشُك فى طريقة جواز فادى وغيداء اللى تم فى وقت قصير.
رغم أن صابرين لم تقتنع بتبرير عواد الواهى بنظرها،لكن بداخلها شئ أراد الأستمرار لوقت آخر عسى مع طول الوقت هذا الوغد المُختال هو من يطلب منها بقاء هذا الزاوج
[عوده]
عادت صابرين من ذكرى تلك الليله على صوت تنبيه هاتفها
ذهبت الى مكان وجوده سريعًا ظنًا أو املًا أن تكون تلك الرساله من عواد، لكن بالنهايه خاب أملها، فكانت الرساله مُرسله من فاديه تستعجلها.
…. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصرًا
مطعم رائف
كعادة الأيام السابقه تخرج فاديه من عملها بإحدى المدارس وتذهب الى مصعم رائف كى يتسنى له البقاء قليلاً مع طفلته، الذى يتحجج بها من أجل التقرُب من فاديه صعبة المراس الذى لمح لها كثيرًا بمشاعرهُ لكن هى تدعى عدم الإنتباه ظنًا منها أن يخيب إختيارها مره أخرى، لن تتحمل فشل آخر بحياتها، كانت صابرين أيضًا تجلس معهم على نفس الطاوله،لكن آتى لـ رائف إتصال هاتفى،أخرج الهاتف من جيبه ونظر الى صابرين ثم نهض مستئذنًا للرد.
إبتعد قليلاً رائف عن مكان جلوسهم،لكن فى نفس الوقت سلط كاميرا الهاتف بإتجاه جلوس صابرين لدقيقه،كانت تبدوا شارده فقط تبتسم على حديث فاديه مع ميلا
أغلق رائف كاميرا الهاتف ثم دخل الى غرفة الإداره قائلاً:
عواد فكر قبل ما تخسر صابرين أكتر من كده،صابرين من يوم ما أنت سافرت وهى زى اللى حاسه بنقص.
زفر عواد نفسه قائلاً:
رائف انا مش متصل عليك عشان تآنبنى،كفايه العمليه خلاص إتحدد ميعادها أول الاسبوع الجاي.
تنهد رائف بقلة حيله قائلاً:
وهتدخل العمليه وإنت حاسس إنك مفيش حد جانبك.
نفث عواد دخان سيجارته قائلاً:
وقبل كده كان بيبقى جانبى حد أنا متعود على كده،وبعدين أنا متصل عليك عشان أقولك إن أوليڤيا عاوزاك فى شغل بس مش شغل مطاعم فى محور دراستك كمهندس برمجيات واللى عندى شك إن بتفهم فيها…بس أوليڤيا مفكراك بل جيتس.
ضحك رائف قائلاً:
الكل معترف بعبقريتى ماعداك،إنت وفتوش،مش فاكر الصوره اللى بسببها إتجوزت صابرين وبدل ما تشكرنى دايمًا بتحبطنى،هبقى أتصل على أوليڤيا أشوفها عاوزانى فى أيه،يمكن عاوزانى أمنتچ ليها صورتين هى ومع عم الحاج’والتر’وهو شباب،ياعم ده عايش من قبل الملكه فيكتوريا .
ضحك عواد قائلاً:
آه لو سمعت منك الكلمتين دول كانت شرحت وشك وقالتلك أيها المعتوه المصرى الذى تُشبه القرد،لا أعرف ماذا عجب إبنة صديقتى بك كانت حمقاء.
ضحك رائف قائلاً:
طيب سلام بقى هبقى أتصل عليك تانى بالليل،بس دلوقتي وقت فتوش ممكن تزهق وتمشى،يلا بالسلامه غور.
ضحك عواد قائلاً:.
طبعًا هى فتوش اللى هتخليك تعقل.
ضحك رائف قائلاً:
وحياتك على ما تفهم تلميحاتى هكون سلمت نمر وطلعت معاش،دى مصدره لى الطرشه،مش عارف إستغباء ولا هى فعلاً مش فاهمه تلميحاتى عارف فى مره هقول لها مباشر كده أنا بحبك يا فتوش أتجوزينى ينوبك ثواب في واحد أبوه بيعامله على انه لقيط وإبن أخته بدل ما يشيد بذكاؤه بيحبطه
مع السلامه.
بعد لحظات خرج رائف من غرفة المكتب تفاجئ بعدم وجود صابرين…جلس على مقعده قائلاً بإستفسار:
أمال صابرين فين؟
شعرت فاديه بآسى قائله:
صابرين قالت عندها صُداع ومشيت،أنا كنت همشى معاها بس ميلا لسه مش خلصت أكلها،بقالك ساعه كنت بتكلم مين الوقت ده كله.
نظر رائف بهيام لـ فاديه قائلاً:
والله مكنتش بكلم بنات انا محترم على فكره،آه والله وفى أوى أوى بس إياكش اللى فى بالى تحس،دى عامله من بنها.
شعرت فاديه بالخجل من سؤالها وإدعت الإنشغال مع ميلا.
بينما حاول رائف مشاغبة ميلا لفتًا لنظر فاديه،لكن ميلا تبدوا أن عشرتها الفتره الماضيه مع فاديه إكتسبت من طباعها الجاده وحاولت عض رائف حين حاول إبداء إعجابه بفورمة شعرها المعقود
بـ أستيك ملون،ظنت انه يتهكم عليها.
لكن رائف سحب يده سريعًا يقول بدون قصد:
ياعضاضه،فكرتينى بعواد،كنت بعضه وأحنا صغيرين،ولما كبرنا هو بقى يشد فى شعري،يلا ربنا يشفيه يرجعه بالسلاااااامــــــــــه
تعلثم رائف بكلمة “السلامه”
لكن لفتت تلك الكلمه سمع فاديه بوضوح وقالت بإستفسار:
قصدك أيه،بـ ربنا يشفيه ويرجعه بالسلامه.
حاول رائف التتويه، كثيرًا بمبرر انها مجرد دعوه، لكن جمله واحده من فاديه بخشونه:
رائف،بلاش لف ودوران.
مازال رائف يحاول التتويه،لكن قالت فاديه بخشونه أقوى وشخط:
رائف.
إعترف رائف لها قائلاً:
بصراحه سفر عواد لـ لندن عشان يتعالج.
إستغربت فاديه قائله:
يتعالج من أيه،وليه مقالش لـ صابرين؟
سرد رائف لها حالة عواد بالتفصيل.
نهضت فاديه قائله بوعيد: أنا لازم أمشى دلوقتي، بس
حسابك معايا بعدين يا رائف إزاى تطاوع عواد فى موضوع زى ده .
تفاجئ رائف ووقف هو الآخر مُبررًا موقفه:
وانا مالى هو اللى عاوز الموضوع مخفى، هتاخدينى بذنب غيرى ليه، وبعدين لسه بدري ، لسه مشبعتش من بنتِ.
نظرت له بغيظ قائله:
بس أنا بقى مليت منك، ومن غير سلااااامـــــــ.
3
غادرت فاديه بينما جلس رائف قائلاً:
عواد لو عرف إنى فتنت لـ فاديه مش بعيد يرسل الحمله الصليبيه تخلص عليا، يا خسارة شبابك اللى هيضيع يا رائف ، عواد هيقتلك قبل ما تقول لـ فتوش بحبك.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــ
مساءً،
بمنزل زهران
شعرت صابرين بالضجر والسُهاد، تتقلب بالفراش تجذب تلك الوساده التى كان يضع عواد رأسه عليها تدفس وجهها بها، لكن شعرت كآن رائحة عواد إختفت منها، تركت الوساده ونهضت من على الفراش، إرتدت مىزر طويل ووشاح صغير فوق راسها، وذهبت نحو شُرفة الغرفه وخرجت إليها، تستنشق ذالك الهواء الخريفى، رفعت رأسها تنظر نحو السماء رأت تلك النجوم التى تسير بالسماء تختفى خلف بعض السُحب السوداء التى أصبحت تتكون بالسماء فمثل هذا الوقت،شعرت بنسمة هواء بارده زمت طرفي مئزرها وجلست على أحد المقاعد
لا تعرف كيف سحبها النوم بالشُرفه،إستيقظت حين تسلط ضوء النهار على وجهها، نهضت تشعر بآلم فى عُنقها وظهرها،عادت الى الغرفه،توجهت نحو الحمام بعد قليل خرجت لكن سمعت صوت طرق على باب غرفتها،ذهبت نحو الباب وفتحته لتجد خادمه تقول لها:
صبـاح الخير يا دكتوره فى ضيف تحت مستنى حضرتك فى اوضة الصالون.
كادت صابرين أن تتسأل من ذالك الضيف لكن الخادمه غادرت،كذالك ثوبها غير مؤلائم،دخلت سريعًا تبدل ثيابها حتى يتثنى لها معرفة ذالك الضيف.
……….ـــــــــــــــــــــــــــ
بشقة فادى
فتح فادى باب الشقه
تفاجئ بـ ساميه أمامه تدمعت عينيها سريعًا وحضنته قائله:
فادى حبيبى.
ضمها فادى بحنان،بينما بنفس اللحظه آتت غيداء الى مكان وقوفهم،تفاجئت هى الآخرى بمجئ ساميه دون إخبار سابق،لكن ساميه،قالت:.عارفه إنى جيت من غير إنذار،أنا قولت أجى بدرى قبل ما فادى يروح المصنع، بصراحه حاسه أن كفايه أتقل فى العيشه فى بيت أخويا، وقولت إبنى اولى بيا.
تفاجئ فادى وصمت، بينما قالت غيداء بطيبه:
أهلاً بيكِ يا طنط وأكيد فادى أولى بيك نورتينا.
تفاجئ فادى بترحيب غيداء بوالداته،لكن لا يعلم لما لديه شعور غير مُريح.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زهران
دخلت صابرين الى غرفة الصالون تفاجئت بذالك الضيف وقالت بخفوت:
بابا.
نهض سالم واقفًا يقول:
أيوا بابا يا صابرين،أيه مش هترحبى بيا.
إقتربت صابرين بخطوات بطيئه تقول:
أهلاً يا بابا،نورت،خير ماما فين مجتش معاك ليه هى كويسه.
شعر سالم بغصه من محاولة صابرين إخفاء مشاعرها نحوه،لكن قال:
ماما كويسه،أنا جاي عشانك فى موضوع مهم لازم تعرفى بيه.
إبتلعت صابرين حلقها وقالت:
أيه هو الموضوع المهم ده.
عواد!
هكذا قال سالم بإختصار،مما جعل وجه صابرين يخفُت قليلاً،ان يكون عواد أخبر والداها بأمر إتفاقهم على الإنفصال حين عودته من لندن،لكن رأف بها سالم حين قال:
عواد سافر لـ لندن عشان مريض يا صابرين.
تفاجئت صابرين،وقالت بخفوت:.قصدك أيه بـ عواد مريض.
سرد سالم لها ما قاله رائف بالامس لـ فاديه.
لم تستطيع صابرين إستيعاب ما أخبرها سالم به عن سوء حالة عواد بالفتره الاخيره قبل سفره لـ لندن
جلست على أحد المقاعد تشعر بإنسحاب فى قلبها وقالت بخفوت:
بس أنا من يوم ما أتجوزت عواد مشفتوش مره إتآلم.
تهكم سالم من براءة صابرين التى تظن أن هنالك أشخاص يستطيع إخفاء ما يؤلمها ولا تبوح به حتى أمام أقرب الاشخاص لها قائلاً:
فى نوعيه بتقدر تخفى آلمها كويس حتى عن أقرب الناس ليها يا صابرين،وعواد من النوعيه دى.
جلست صابرين للحظات تشعر بإختناق ثم نهضت واقفه فجأه،تنظر الى سالم بحِيره قائله:
وأنا…هو..ليه أخفى عليا الأمر ده والمفروض أعمل ايه دلوقتي؟
رد سالم:
لو بتحبيه هتسافري له،وتذكرة السفر أهى وعليها كمان تآشيرة لندن.
نظرت صابرين لـ سالم بتفاجؤ تتسأل بدمع عينيها مستغربه:
أتقصد!؟
أماء لها سالم رأسه بموافقه،ذُهلت منها صابرين والداها التى كانت تعتقد أنه تخلى عنها سابقًا بسبب عواد هو الآن من يحثها على السفر إليه.
تفاجئت أكثر حين فتح سالم ذراعيه لها، لم تستطيع الصمود وهرولت بخطوات سريعه والقت بنفسها بين ذراعي سالم تعانقهُ بقوه وهى تبكى قائله:
أنا بحبك أوى يا بابا.
زاد سالم فى ضم صابرين وبكى هو الآخر بندم قائلاً:
وأنا بحبك أكتر يا حته من روحى.
…….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…رواية بحر العشق المالح الحلقة التاسعة والأربعون
#الموجه_التاسعه_والاربعون_الاخيره3
#بحر_العشق_المالح
ـــــــــــــــــــــــ
منزل الشردى
كان وفيق يجلس مع ناهد وماجده على طاوله الفطور، كان الصمت يسود الى أن دخلت عليهم سحر
إبتسمت ماجده قائله:
صباح الخير يا سحر، لقيتك نايمه مرضتش اقلقك وأصحيكِ قولت إن ما تقوم تفطر،خليها طالمه نايمه.
أخذت ناهد دفة الحديث تتحدث برياء:
انا كمان قولت خليها نايمه طالما مرتاحه شكلك كان مضايق ومُرهق ليلة إمبارح بعد فاروق ما مشي من هنا شكله قالك حاجه ضايقتك.
نظرت سحر لها بسخريه من ذالك الرياء قائله بتهكم:
لأ فاروق مقالش حاجه تضايقنى بالعكس هو لسه باقى عليا،بس أنا بقى اللى قولت له أنا عاوزه أطلق.
إنصدم الثلاث،ونظرت لها ماجده بلوم قائله:
طب طالما هو لسه شاريكِ ليه طلبتى الطلاق…حتى عشان خاطر ولادك.
تهكمت سحر لها ساخره دون رد، تشعر أنها اصبحت مثل الأرض البور لا هى أصبحت ذالك بالفعل
وتذكرت ليلة أمس
[فلاشـــــــــــــ/بــــــــاك]
إستقبلت ماجده فاروق بغرفة الصالون الى أن آتت سحر
وقف فاروق ثم إنسحبت ماجده على أمل تتمنى إستمرار زواج سحر وفاروق حتى لو ظاهريًا خشية شماتت البعض فيها،بينما جلست سحر بلا ترحيب
بـ فاروق الذى جلس هو الآخر للحظات صامتًا فقط ينظر لـ سحر التى أصبحت صوره باهته ليست مثل سابق عهدها كانت تهتم بنضارة وجهها لكن تلك حقًا تضع بعضً من مساحيق التجميل لكن وجهها مطفى.
تنحنح أكثر من مره قبل ان يقول:
أزيك يا سحر واضح إن حالتك إتحسنت عن آخر مره شوفتك فيها.
نظرت سحر لـ فاروق تشعر ناحيته بخواء و لا مشاعر تشعر بها إتجاهه لا حُب لم يشعر به يومً ناحيتها ولا كُره كرهته له يوم أخبرها أنه سيتزوج بأخرى كان ومازال يُحبها وما كانت غير “فاديه” التى دائمًا رغم أنها أخذت حظ أكثر منها بدل أن تحمد الله على هِباتهُ لها التى حُرمت فاديه منها كانت تحض منها دون سبب أو ربما كان شعور داخلى لديها، مشاعر خاويه تشعر بها الآن مثلما أصبحت أنثى خاويه بالإسم والهيئه فقط أنثى لكن بالحقيقه فقدت كل الأنوثه.
إزدرد فاروق حلقه أكثر من مره ولم يتفاجئ من عدم رد سحر عليه فى البدايه الى أن قالت:
قول يا فاروق جاي الليله ليه؟متخافش مش هنصدم أكتر من الصدمات اللى أخدتها الفتره اللى فاتت.
إزدرد فاروق ريقه لمره أخرى قائلاً:
سحر أنا جاي الليله عشان أتكلم معاكِ بهدوء عشان نوصل لبداية طريق عشان ولادنا،اللى لازم نفكر في مصلحتهم ومستقبلهم،ومصلحتهم ومستقبلهم يكونوا بين أب وأم عالاقل بينهم تفاهم.
تهكمت سحر قائله:
تفاهم!
أحنا عمر ما كان بينا تفاهم يا فاروق،إحنا التفاهم اللى كان بينا كان بيبقى عالسرير لوقت صغير،حتى ده كمان كنت بحس إنك لو بتقضى وقت زى ده مع عاهره كنت هتبقى مستمتع أكتر، إنت كنت دايمًا شارد بعيد عنى ، وأنا كمان بدل ما كنت أفكر إزاى أجذبك ليا كنت بساعدك تشرُد بعيد عنى،فى البدايه فكرت إنى لما أخلف منك ويكون بينا أولاد هيقربوا مننا بس حتى دول أنا أستغلتهم غلط كان إهتمامي بهم طفيف فى البدايه الخدمات وبعد ما كبروا شويه إتعلقوا بـ….
أفضل الهدايا لأحبائكم
توقفت سحر تبتلع تلك المراره وهى تكمل حديثها:
إتعلقوا بـ فاديه،اللى كانت ممكن فى يوم تكون مامتهم،أنا مش هفتح فى الماضى لأنه خلاص إنتهى،إنت كنت غلطان انا كنت آنانيه كل ده إنتهى،وفعلاً أصبح ما يهمنيش غير ولادى لأنهم هما اللى علاقتى بهم عمرها ما تنتهى،والحل الوحيد اللى فى مصلحتهم هو…
صمتت سحر قليلاً تحاول الضغط على عينيها كى لا تسمح لتلك الدمعه التى تعلقت بين أهدابها،كذالك ذالك الشعور المميت التى تشعر به لكن بالنهايه قالت:
الطلاق.
تفاجئ فاروق من ذالك وفتح عينيه بإتساع ينظر لها بذهول…ثم حاول الهدوء قائلاً:
سحر بلاش إندفاع،أنا قولت لك ميهمنيش غير مصلحة ولادى والعلاقه اللى فى دماغك دى مبقتش خلاص بفكر فيها.
تهكمت سحر قائله:
يعنى رضيت بالنصيب،طب ليه مرضتش بنصيبك معايا من البدايه،يمكن كنت إتغيرت.
قاطع حديثها فاروق:
سحر بلاش طريقة كلامك دى،إحنا الإتنين غلطنا بس فى بينا أولاد وأظن مصلحتهم أبدى شئ عندنا…وعشانهم بقولك المفروض ترجعى بيت زهران وتتولى رعايتهم زى أى أم.
تهكمت سحر:
أنا مكنتش أم لهم يا فاروق كانوا بالنسبه ليا غايه قدام الناس معايا البنين والبنات وزوج من أكبر عيله فى البلد كنت بتباهى بيهم فقط،بس كل ده طلع فى الآخر جحود منى،فاروق أنا عشان مصلحة ولادى
بطلب منك الطلاق،لآنى لو رجعت تانى لـ بيت زهران هرجع نفس سحر الآنانيه اللى بتحب المنظره،ولادنا أصغرهم عنده سبع سنين يعنى تقريبًا إتربى ويقدر يفهم كويس،إن إنفصالنا فى صالحهم زى زمان كانوا بيقضوا معظم يومهم هنا عشان يبقوا قريبين من فاديه اللى كانت بتعوض الناقص لهم عندى،الولاد هيكونوا بينا وصدقنى ده الأفضل لهم عالاقل فى الوقت الحالي على ما أقدر أتخطى فترة علاجي.
نظر فاروق لـ سحر قائلاً:
سحر بلاش تاخدى قرار فردى وخلينا نجرب ونبدأ من جديد دلوقتي هدفنا واحد هو مصلحة ومستقبل ولادنا…
قاطعته سحر بحِده:
مصلحة ولادنا فى إنفصالنا،قبل كده كنا مع بعض فى نفس البيت والاوضه ومكنوش حاسين بالهدوء ولا بالراحه كنت بطلع فيهم عصبيتى بدون مُبرر…فاروق طريقنا إنتهى كده،بس ولادنا هما اللى هيفضلوا أصحاب الاهميه عندنا…وده قرارى النهائى
الطلاق.
حاول فاروق إرجاء سحر عن ذالك الإنفصال لكن هى أصرت مما جعله يستسلم ونهض واقفًا يقول:
طالما دى رغبتك يا سحر يبقى تمام.
نهضت سحر هى الأخرى تشعر بإنهيار لكن مازالت مًتماسكه أمام فاروق وقالت له:
نسيت أطلب منك يا فاروق تقول لـ صابرين تسامحنى ربنا خلص منى ذنبها.
نظر فاروق لـ سحر بحِيره وإستفهام قائلاً:
صابرين!
تسامحك على أيه.
شعرت بثُقل فى لسانها وهى تعترف بخطأها:
أنا كنت السبب إن صابرين أجهضت.
ذُهل فاروق من قول سحر وتسآل بتعجب يستفسر:
إزاى كنتِ إنت السبب.
أخفضت سحر وجهها وقالت بخفوت: أنا كنت حطيت لها فى النعناع دوا يسبب نزيف وإجهاض.
نظر لها فاروق مذهول لما أرادت آذية صابرين بهذا الشكل وهى لم تضرها يومً لكن السبب واضح، إنها الغِيره التى كانت واضحه عليها منذ زواج عواد وصابرين.
[عوده]
عادت سحر من تذكُر ليلة أمس على حديث ناهد بنفاق حين قالت:فعلاً كان لازم تفكرى فى ولادك، دلوقتي إنتى سهلتى الطريق على فاروق إنه يدور على راحته ويتجوز ويجيب لولادك مرات أب الله أعلم هتعاملهم إزاى.
إنفرجت شفاه سحر وهى تنظر لـ ناهد ببسمة سخريه وتهكم من تتحدث الأ تفعل هى ذالك سابقًا،وردت بتريقه:
” هوالجمل مبيشوفش قمصُه ولا أيه”وإنت مش رميتى ولادك قبل كده لطليقك مع مرات أب برضوا ودورتى على مصلحتك،إنتِ آخر واحده تتكلمي.
إنزعجت ناهد وتضايقت من رد سحر التى عايرتها بطريقه مباشره أنها بحثت عن مصلحتها بعيدًا عن ابنائها،شعرت بالندم ليتها ما طاوعت طمعها فى ثروة وفيق وظلت مع طفليها،ربما مع الوقت قد إستطاعت العوده لـ طليقها وأستكملت حياتها معهم بعيد عن وفيق ذالك الشخص السلبي والذى إزدادت سلبيته بعد معرفته بأنها أجهضت ولم تُخبر أحد مُبرره ذالك بأنها خافت على مشاعرهم من ناحيه ومن ناحيه خشية شماتة فاديه بهم، لكن هذا التبرير لم يشفع لها عندهُ، وكذالك أجهاضها جنين آخر والآن رحِمها أصبح خاوي،وظهرت لها الوشوش على حقيقتها،عمتها التى قبل أيام ضبطتها بداخل غرفتها.
[فلاشـــ/بـــاك]
إنتهزت ناهد ذهاب سحر وماجده لمعاينة الطبيبه
لـ سحر، إنتظرت بعض الوقت وتسحبت دون أن تراها الخادمه ودخلت الى غرفة ماجده مباشرةً نحو تلك الضلفه من الدولاب، وفتحت ذاك الدُرج لمعت عينيها و تبسمت بظفر حين رأت صندوق الذهب مازال بمكانه، لكن هنالك قفل آخر عليه، زفرت نفسها قائله:
وليه حيزبون.
ثم فكرت قائله:
بس يا ترى ليه مسألتش على الإنسيال ولا قالت إن فى حاجه ضاعت.
جاوب عقلها الشيطاني:
أكيد خافت من وفيق لا يعرف بكدبتها إن فاديه خرجت من الدار حتى من غير شنطة هدومها،طب أيه بقى طالما كده يبقى الموضوع ده فى صالحي لو أخدت حتة صيغه تانيه،أكيد ماجده برضوا هتتخرس مش هتتكلم…تخاف من رد فعل وفيق الغبى الدلدول بتاعه تنكشف قدامه إنها كدابه مش الملاك اللى ناقص عليه يعبُدها.
بعُنف فتحت صندوق الذهب وقفت تزوغ عينيها على كل مافى الصندوق وضعت إحدى السلاسل حول عُنقها وسوار حول معصم يدها ،لكن تملك وإزداد الجشع بداخلها للحظه فكرت فى الإستحواز على ما يحتويه من مصوغات كانت تراها على صدر ويدي فاديه كانت تحسدها عليها الآن تلك المصوغات أمامها وزين لها شيطانها أنها لن يراها أحد،كذالك ماجده ستصمت مثل المره السابقه.
لكن
بلحظه إنفتح باب الغرفه…
إنخضت ناهد حين سمعت فتح باب الغرفه وبتلقائيه نظرت نحو باب الغرفه كادت مُقلتيها تخرج من حدقيهم وهى ترى دخول ماجده الى الغرفه تنظر لها بغلول واضح قائله:
كنت متأكده إنك هتستغلى غيابى وتدخلى أوضتى وترجعى تسرقى تانى،مخابش توقعى المره دى.
إرتجفت أوصال ناهد وقالت بتبرير كاذب بتعلثم:
خضتينى يا عمتى،أسرق،أسرق أيه انا قولت أدخل الاوضه أنضفها.
لم يخيل تبرير ناهد الكاذب على ماجده فهن شبيهات بعضهن،تهكمت ماجده قائله:
من إمتى والنضافه واخده معاكِ حقها، إنتِ بتأمرى الشغاله تنضف اوضتك وإنت قاعده تلعبى عالموبايل ليل ونهار.
إقتربت ماجده من مكان وقوف ناهد بخطوات مُتهاديه تنظر لها بترقُب وتهكم.
بينما ناهد مفاجأة عودة ماجده بهذه السرعه أربكتها،لكن هى تمتلك جزء من بجاحة ماجده،وأبتعدت عن تلك الضلفه من الدولاب تنظر
لـ ماجده بتوجس قليل،لكن تفاجئت حين عدتها ماجده ووقفت أمام ضلفة الدولاب وفتحتها ونظرت بداخلها ورأت صندوق الذهب مفتوح،كما أن هنالك دليلين آخرين يدينان ناهد بالسرقه…
الدليل الاول هو ذالك السلسال الذى مازال على عُنقها والسوار الذى بمعصمها،وهنالك دليل ثالث لكم تكشفهُ ماجده الذى قامت بصفع ناهد صفعه إرتج جسد ناهد منها وعادت خطوه للخلف من قوتها.
وضعت ناهد يدها على وجنتها مكان الصفعه تنظر
لـ ماجده بغِل وحقد وكادت ترد لها الصفعه لكن قول ماجده أخافها:
أوعى يا بت تفكرى إنى معرفتش إنك دخلتى أوضتى قبل كده وسرقتى إنسيال دهب من الصندوق ده،أنا فوتها بمزاجي قبل كده لكن…
بجبروت نظرت لها ناهد وقاطعت بقية حديثها المتوعد:
لكن أيه يا عمتى،هتقولى لـ وفيق إنى حراميه،طب هتقولى له إنى سرقت أيه،ها؟
فى البدايه تهكمت ماجده ونظرت لها وتبسمت بلا مبالاه لكن خفتت تلك البسمه حين أكملت ناهد:
هتقولى له إنى سرقت حتة دهب من صندوق دهب مخبياه فى دولابك وقافله عليه،عشان هو ميشوفوش وينصدم بكدبتك عليه إن فاديه خرجت من البيت ده بهدومها اللى كانت عليها وإنك اخدتى حتى شنطة هدومها.
نظرت ماجده لـ ناهد بحقد وغِل وقالت بتكذيب:
كدابه مين اللى قالك كده،اكيد بتخرفي،و وفيق عمره ما هيصدقك كلمه منى أقدر أخليه يطلقك ويرمى لك مؤخرك وراكِ.
ضحكت ناهد بإستهزاء وحُنق قائله:
عشان فاديه تشمت وتتشفى أكتر فيه وقتها وتقول حقي رجعلي،ياعمتى.
شعرت ماجده بالغيظ الشديد وتهكمت على ناهد:
فاديه متجوزتش لغاية دلوقتي،تتمنى إشاره
من وفيق وترجعله.
تهكمت ناهد ولوت شفتاه بحركة سخريه قائله:.دى ماصدقت تخلص والدليل اللى عملته الليله إياها لما كانت هتتجوز من فاروق جوز بنتك ورفضته قدامنا كلنا وفتشت عيب المحروس وفيق وأهو كلامها طلع صحيح بقيت حبله مرتين وفى المرتين الجنين يسقط بعد مده قصيره،أنا بقول نلم الدور يا عمتى ونعمل صفقه مع بعض أنا هعمل نفسى مشوفتش صندوق الصيغه ده وإنتِ كمان إعتبرينى زى ما قولت قبل كده،كنت بنضف الأوضه…ها أيه رأيك.
صمتت ماجده وهى تنظر لـ ناهد نظرات مُلهبه تود حرقها لكن مضطره على الموافقه مؤقتًا.
تهكمت ناهد من صمت ماجده وقالت:
هعتبر السكوت علامة الرضا،عن إذنك يا عمتى هنزل أشوف الشغاله تعملى فنجان قهوه راسى مصدعه.
غادرت ناهد الغرفه ووقفت على حائط جوار الغرفه تضع يدها على صدرها تلتقط أنفاسها،لكن سُرعان ما تبسمت وهى تظن أنها أرهبت ماجده…
لكن الحقيقه ماجده فقط لايمت الأمر مؤقتًا حتى يتثنى لها التخلص من تلك المجوهرات وقتها ستُخرج ذالك الدليل الذى يدين ناهد بسرقه من غرفتها،فتحت هاتفها على فيديو مُصغر يُثبت سرقة ناهد من غرفتها تلك الحمقاء ظنت أنها ساذجه هنالك كاميرا سريه بغرفة ماجده هى فقط من تعرف مكانها بالغرفه وتقوم بتشغيلها حين تخرج من المنزل،رأت ذالك فى أحد الافلام وأعجبتها الفكره ونفذتها دون دراية أحد غيرها.
[عوده]
عادت ناهد تنظر الى وجه ماجده التى تنظر لها بسخريه،بادلتها ناهد نفس النظره كل واحده منهن تظن أنها تمسك برهان على الأخرى لو رأه وفيق سينحاز الى صفها
بينما وفيق
يجلس بينهم يشعر انه مثل الذى أصبحت تغرق مركبهُ فى وسط موج هائج عليه الإستسلام لتلك الحياه التى أصبحت رتيبه لا روح فيها يُريد أن يمضى اليوم فقط بعد أن أخبره الطبيب بضرورة خضوعه لعلاج طبى مُكثف لأن أصبحت فرص إكتمال حمل زوجته صعبه بسبب تأخره فى أخذ العلاج المناسب.
…. ـــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا زهران
تدمعت ببسمه عين فاديه التى دخلت الى غرفة الصالون ورأت عِناق صابرين لوالدها…
لكن بنفس اللحظه دخل الى الغرفه ماجد وتنحنح بحرج.
فكت صابرين عناق سالم لكن سالم لم يبتعد عنها ضم جسد صابرين أسفل إحدى يديه يديه
تنحنح ماجد قائلاً:
كويس إنى لحقتك قبل ما تروحى لشغلك يا صابرين كنت محتاج منك توقيع على أوراق مهمه.
تعجب سالم قبل صابرين قائلاً:
وأيه هى الأوراق دى اللى محتاجه توقيع من صابرين.
رد ماجد بتوضيح:
دى إتفاقيات ومعاملات بنكيه جديده هندخل فيها.
تعجبت صابرين قائله:
طب وانا مالى بالإتفافيات والمعاملات البنكيه دى؟
وضح ماجد أكثر:
عواد قبل ما يسافر لندن قسم كل أملاكهُ وكتبلك الجزء الثاني بعد ما حسب قيمة ميراث بنت مصطفى.
لم تتفاجئ صابرين فقط من هذا كذالك والداها وفاديه أيضًا،وقفوا مذهولين لما فعل عواد هذا،لكن تذكرت صابرين آخر سطر بتلك الرساله التى تركها عواد أسفل هاتفها يوم سفره”ربما يحدث شئ وتكونين إنت الوحيده التى إستفادت من زواجنا”
همست صابرين بإستيعاب لذالك السطر الآن قائله:
المختال الوغد….مفكر أن ده تعويض منه ليا بس انا مش هسيب له فرصه،أنا هسافر وأكتم على نفسه.
لم يفهم ماجد مغزى همس صابرين الذى سمع جزء منها
لكن تبسم سالم وفاديه بتوافق معها…
بينما فى نفس الوقت دخلت تحيه الى غرفة الصالون بلهفه قائله بإستجداء ولوعة أم:.
صابرين،عواد مريض… أرجوكِ إنت الوحيده اللى تقدرى تآثري عليه وتساعديه يعدى المِحنه دى.
تعجبت صابرين من قول تحيه واين علمت إقتربت منها بهدوء قائله:.إهدى يا طنط وخدى نفسك وقوليلى عرفتى منين إن عواد مريض.
تنفست تحيه تحاول الهدوء للحظات ثم أخرجت من حقيبة يدها مظروف عليه إسم احد مراكز الآشعه الطبيه و قالت:
الظرف ده أنا لقاه فهمى بالصدفه فى درج مكتب عواد كان ببدور على ملف خاص بالشغل،كان هيدارى الظرف عليا بس انا خدت بالى واخدت الظرف وروحت للمركز الآشعه وسألته وقالى على الحقيقه اللى عواد كان بيخفيها.
أنهت تحيه قولها وهى تمسك يد صابرين بين يديها تقول برجاء أُم:
سافري له يا صابرين خليكِ جنبه،عواد قبل كده واجه لوحده كان غصب عنى لو بإيدى مكنتش سيبته لحظه واحده،بس متأكده هو النهارده مش محتاج لى هو محتاجك إنتِ جنبه.
شعرت صابرين بالآسى على تحيه وضمت يديها قائله:
إطمنى هسافر له يا طنط وهكتم على نفسه الوغد المختال مفكر إنى هسيبهُ بالساهل يبقى غلطان وميعرفش مين صابرين سالم التهامى الإستفزازيه.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصرًا بشقة فادى
إنتهزت ساميه ذهاب غيداء الى والداتها التى هاتفتها وأخبرتها أنها بالاسكندريه، كادت غيداء ترفض الذهاب الى والداتها وأرادت البقاء مع ساميه لكن ساميه مثلت عليها جيدًا وأخبرتها أنها مُرهقه من الطريق وستخلُد للنوم بضع ساعات كى يستريخ جسدها وغيداء بطيبتها وافقت على ان لا تغيب وتعود سريعًا.
بدأت ساميه بالتفتيش فى الغرف براحه لم تسلم غرفة من التفتيش حتى المطبخ أستكترت وجود بعض الاغراض،حتى وصلت الى غرفة النوم وفتحت الدولاب تفاجئت بعدم وجود ملابس لغيداء به،ذهبت الى غرفة النوم الأخرى وفتشتها وجدت ملابس غيداء حتى بعض الملابس مُعلقه على شماعه جوار الدولاب،تسألت ماذا يعنى هذا،وقالت بتهكم:
عاملين فيها ازواج مودرن وكل واخد ينام فى اوضه خاصه بيه، لأ أنا جيت بس لو سألتهم بسرعه كده ممكن يقولوا إنى فتشت الشقه فى غيابهم.
ارجئت ساميه ذالك لوقت آخر وخرجت من الغرفه وذهبت الى المطبخ تقوم بإعداد بعض الطعام من تلك الأغراض…وأكلت بشهيه
بعد وقت قليل دخل فادى الى الشقه يحمل بعض الاغراض يُنادى على غيداء،لكن خرجت ساميه من المطبخ وحين وقع بصرها على تلك الاغراض التى بيدي فادى لوت شفاها ساخره تهمس لنفسها:
هى ساحره لك ولا ايه حتى طلبات البيت إنت اللى بتشتريها…وماله يا إبن جمال التهامى اللى عمرهُ ما أشترى علبة جبنه وهو جاي من بره .
لكن تبسمت له قائله:.غيداء مش هنا خرجت.
إستغرب فادى قائلاً بإستفسار:
خرجت راحت فين قبل ما أنزل للمصنع قالت هتقعد معاكِ حتى مش هتروح الجامعه.
لوت ساميه شفاها بإمتعاض وآسى مصطنع:
أبدًا مامتها إتصلت عليها وقالت لها إنها هنا فى إسكندريه،فى مفيش لقيتها لبست وقالت هتروح لها،حتى مقالتش أقعد معاكِ شويه، معذوره برضوا مامتها واكيد وحشاها.
تعجب فادى من رد ساميه فقبل أن يذهب لعمله كانت غيداء تجلس مع والداته بود وترحيب بها،زاد تعجبه حين قالت ساميه:
حتى قبل ما تنزل مقالتش ليا إن مفيش طبيخ فى الشقه،لما جوعت دخلت المطبخ وانا اللى طبخت من الخير الكتير اللى فى المطبخ،بس فيها أيه الاكياس اللى معاك دى؟
رد فادى عليها بمحتويات الاكياس أنها بعض الاطعمه النصف مُجهزه والمُثلجه.
تهكمت ساميه قائله:
وليه الإسراف ده كله،النوعيات دة بتبقى غاليه هى غيداء مش بتعرف تطبخ،آه أكيد دلوعه بقى وإيديها نضيفه،عالعموم انا قاعده هنا فتره أهو أعلمها شويه حتى تخف المصاريف شويه…مش كفايه مصاريف جامعتها.
نظر فادى لـ ساميه شعر أن سيكون هنالك إحتمال مُشاحنات مع غيداء لو مارست ساميه تسلُطها عليها،وهو يود حياه هادئه يكفي ما مر به الاشهر المنصرمه.
……… ـــــــــــــــــــــــــــ
لندن مساءً
على أريكه بردهة الشقه التى يعيش بها عواد، ألقى بجسده وتمدد عليها ينظر الى السماء عبر ذالك الشباك الزُجاجى الذى خلف الاريكه مباشرةً، رأى تكون الضباب الأسود بالسماء رغم أنه بالكاد الشمس غابت، تهكم حياته تُشبه هذا البلده سريعًا ما يتكون الضباب بحياته، لكن قطع عليه التآمل صوت رنين هاتفه.
فتح الهاتف ورد:
أهلاً يا عمى فاروق ، متآسف لما إتصلت عليا الصبح كنت مشغول شويه، وقولت هكلمك المسا ويادوب لسه داخل للشقه وكنت هكلمك، واضح إن الموضوع اللى عاوزنى فيه مهم أوي خير أيه الموضوع ده .
رد فاروق:
خير يا عواد، الموضوع خاص بـ صابرين.
رجف قلب عواد حين سمع إسم صابرين وقال بترقُب:
أيه هو الموضوع ده بقى؟
بشعور سئ قال فاروق:
سحر هى السبب فى إجهاض صابرين.
إعتدل عواد جالسًا يقول بإستفسار:
قصدك أيه يا عمى، وسحر أيه دخلها بإجهاض صابرين.
سرد فاروق لـ عواد ما أخبرته به سحر سابقًا وندمها وطلبها للصفح من صابرين.
شعر عواد بإختناق بعد ان أنهى الاتصال مع فاروق وضع الهاتف على طاوله امامه، يذم نفسه كيف تسرع وإتهم صابرين، بل وكاد يخنقها وترك لها ذكرى وعاتبها على خطأ لم يكن بيدها، بل كادت تدفع حياتها ثمن ذالك، صابرين أخذت جُرعه مزدوجه من ذالك الدواء لولا نهضها بالوقت المناسب لكانت….
صمت لسان عواد عن نُطق الكلمه، يلوم نفسه ويجلدها أنت تستحق ذالك العذاب الذى تشعر به وحيدًا بدل ان تكون سند لها وقتها إبتعدت عنها ظنًا منك أنها من فعلت ذالك دون تفكير منك، أنت تستحق هذه الوحده الذى تشعر بها تملأ حياتك وآخر لوم… أنت لم تفعل شئ تحُبك به صابرين، بل كنت مُتسرع دائمًا فى رد الفعل الخاطئ.
……. ــــــــــــــــــــــــ
بالطائره
أعلن المذياع عن بعض الإرشادات للركاب بسبب هبوط الطائره.
بعد قليل خرجت صابرين من المطار بإحدى سيارات الأجره، وأعطت السائق مكان الشقه التى يقطن بها عواد الذى أخبرها به رائف ودونته على هاتفها،
كانت مع كل خطوه تقترب من الوصول تتوعد بداخلها لذالك المختال.
بينما عواد إستيقظ من تلك الغفوه على صوت هاتفه، جذب الهاتف ونظر الى شاشته، فتح الهاتف للرد
لكن
بمجرد أن رد على الهاتف سمع رنين جرس الباب،
توجه سيرًا نحو الباب وهو يستمع لمن يُحدثه على الهاتف الى أن
فتح الباب انزل يده بالهاتف من على أذنه
ثم وقف للحظه صامتًا مذهول، ما يراه ليس حقيقه، أغمض عينيه هو أكيد يتخيل ان صابرين من تقف أمامه من كثرة شوقه إليها.
لكن فتح عينيه حين سمع صوتها تقول بتهكم وأمر:
إفتح عنيك أنا حقيقه مش خيال يا عواد يا زهران.
فتح عواد عيناه ينظر الى عيني صابرين هل ما يراه حقيقه وتلك النظره التى يراها بعينى صابرين حقيقيه
كانت نظرة عتاب ثم بعدها صفعه قويه ثم أخرى ثم صفعه ثالثه من صابرين على وجهه
وهى تقول بإستهجان مع كل صفعه:
جبان.
مفكرنى معنديش أخلاق.
وهشمت فى مرضك.
كادت تكمل بصفعات أخرى لولا أن أمسك عواد يدها
نظر لها لوهله يرى بعينيها ترقُب لرد فعله بعد تلك الصفعات… رأى لمعة تلك الدموع التى بعينيها
بتلقائيه منه جذبها الى حضنه يضمها بقوه يكاد يسحق ضلوعها بين يديه يود أن تلتحم بجسدهُ،خفف من قوة ضمهُ لها حين آنت للحظه قبل أن تضمهُ هى الأخرى بقوه، أرجع رأسه للخلف ينظر الى تلك الدمعه التى يراها بعينيها لأول مره كانت دمعة عتاب منها له ، نظر الى شفاها قبل أن تُكمل لومها كان ينقض على شفاها بالقُبلات العاشقه مستمتعًا بإستجابتها لقُبلاتهُ، ترك شفاها ثم إحتضنها بقوه مره أخرى، يشعر بأنفاسها الهادره يسمع همسها:
بحبك يا عواد.
ضم عواد جسدها أقوى ناسيًا حتى آلم جسدهُ.
لكن قطع ذالك العناق صوت عبر الهاتف يقول بمزح: طبعًا قالتلك بحبك يا عواد فنسيت الطرقعه،بس يا ترى
الأقلام اللى سمعتها بتطرقع دى هتخيل إنها طرقعت عالحيطه، يا خساره سمعت الطرقعه مشوفتهاش كنت سجلتها للتاريخ والأجيال القادمه…عواد زهرااان ساكت وهو بيتطرقع له على…….
ضغط عواد على إغلاق الهاتف ثم نظر لوجه صابرين المُبتسم وهى ترفع يدها مره أخرى توهمه أنها ستصفعه لكن عواد أمسك يدها وقبلها قائلاً:
لأ بلاش كفايه شماتة رائف فيا،وبلاش تفكرى سكوتى عالتلات أقلام إن مفيش قصادهم تمن هتدفعيه مضاعف فى ميه ودلوقتي.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
ب﷽
#الموجه_الخمسون_الأخيره 4
#بحر_العشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمطعم رائف
فتحت فاديه باب غرفة المكتب الخاص به دون إنتظار إذن فقط طرقت على الباب طرقتين ثم فتحت ودخلت،سمعت آخر كلمه له كانت:عواد.
نظرت لضحكته وهو يُغلق الهاتف ويضعه على المكتب أمامه بإستهجان قائله:
كنت متأكده إنك هتتصل على عواد تقوله إن صابرين سافرت له وأهو مخابش ظني.
وضع رائف الهاتف على المكتب ثم نهض مُبتسمًا يُرحب بها متسألاً:.
ظن أيه؟
ردت فاديه بإتهام:
زي ما فتنت لي على مرض عواد أكيد إتصلت عليه وقولت له إننا صابرين عرفت حقيقة سفرهُ وسافرت له.
تبسم رائف يتحدث وهو يقترب من مكان وقوف فاديه خلف الباب:
أنا عمري ما كنت فتان يا فاديه،بدليل إني عارف حقيقة مرض عواد من قبل صابرين ما تعمل الحادثه وكنت منتظر عواد مع الوقت هو اللى يقول لـ صابرين على حقيقة سفره بس هو عواد طبعهُ كده مش بيحب يطلب عطف حد حتى لو كان الحد ده هى صابرين أغلى شئ عنده هو كان مُعتقد إن اللى حصل قبل كده وطريقة جوازهم إنها معندهاش مشاعر له خاف من نظرة الشفقه، عواد بيكره الضعف طول عمره، الضعف ده اللى خلاه فى يوم يقاوم العجز وقدر يقف على رِجليه من تانى، بس هو فعلاً ضعيف بس مش محتاج لـ شفقه هو محتاج لدعم قوي يساعده يواجه إحتمال إنه يرجع مشلول تانى حتى لو لفتره مؤقته هو عنده ظن إنه يقدر يقاوم ويقف لوحده تاني زى ما حصل قبل كده، بس هو غلطان هو محتاج دعم صابرين له بس زى ما قولتلك قبل كده عواد عنده كِبر إنه يطلب من صابرين تكون معاه المرحله الجايه وتشوف أوقات ضعفهُ، تفتكري لو مكنتش قاصد إن صابرين تعرف بإن عواد مريض إدعيت ذلة لسان وقولتلك بقصد،أنا كنت قاصد إنك تعرفى يا فاديه عشان عارف إنك شايفه حالة صابرين اللى شبه مُنعزله بعد سفر عواد،رغم إنها كانت بتستفزه دايمًا كنت بشوف غيظه لما تتأخر فى الرجوع،بقت مش عاوزه تخرج تقريبًا،حتى هنا فى المطعم بتتحجج بأى شئ وترجع للـ ڤيلا تعزل نفسها،معرفش صابرين قالتلك ولا لأ،إن يمكن عواد عرض عليها الإنفصال هو أكدلى إن قبل سفرهُ هيقولها.
ذُهلت فاديه من قول رائف قائله:
لأ صابرين مقالتش ليا على إنفصالها عن عواد بس دلوقتي فهمت هى ليه كانت مخبيه عليا وبتحاول إنها تتهرب منى ومتفضلش معايا وقت عشان متقوليش حتى لو بالغلط منها، عواد صحيح زى ما هى بتقول عليه مُختال ووغد كمان.
صمتت فاديه قليلاً تنظر لضحك رائف ثم قالت بغيظ وتهجُم:
وإنت كمان شخص سلبي،إزاي تطاوعه وتفضل ساكت.
ضحك رائف قائلاً:
على فكره حاولت أقنعه بس عواد رأية من دماغه صعب يرجع فيه،وعشان تعرفى إنك ظلمتينى وتحسى بتآنيب الضمير أنا مكنتش أعرف إن صابرين عرفت بمرض عواد وإنها سافرت له غير من دقيقه قبل ما توصلى كنت بتصل عليه وسمعت....
صمت رائف يحاول كتم بسمتهُ،لكن حثته فاديه على إستكمال حديثه قائله بإستفسار:
سكت ليه؟
سمعت أيه؟.
حاول رائف كتم بسمته قائلاً:
سمعت صوت صابرين وانا بكلمه فعرفت إنها سافرت له،يلا حلال عليه.
أنهى رائف جوابه بضحكه.
فتسألت فاديه بفضول:
حلال عليه أيه؟
توه رائف ماذا يقول لها أنه سمع صوت صفعات يليها صوت صابرين تتحدث بهجوم،وحين أفصح أنه على الهاتف أغُلق عواد بوجهه الهاتف لكن قال:
حلال عليه صابرين يعنى إنها سافرت له،ربنا معاهم.
شعرت فاديه أنها تسرعت فى رد فعلها كذالك شعرت بخزي وهى تقول:
تمام، انا بعتذر إنى إتسرعت ظنيت بيك السوء، همشى انا بقى.
كادت فاديه تُغادر، لكن قبل أن تخرج من الغرفه قبض رائف على يدها التى وضعتها فوق مقبض الباب، ونظر لها للحظات عم الصمت، فاديه تشعر أنها عادت مُراهقه كآن اول مره رجُل يلمس يدها رجفه تسري بجسدها بأكمله ، بينما رائف شعر بزلزله مركزها قلبه لأول مره بالفعل يغوص فى بحر العشق ليس له تجارب سابقه، حتى بزواجه الأول لم يكُن مُغرم كان زواج نابع من العقل بلا مشاعر سابقه أو حتى وقت الزواج، فاديه هى صاحبة أول دقة قلب حين رأها من المره الأولى أثارت شئ بداخله من وقتها حتى انه شعر بوخزات تغص قلبه من ذالك الحُزن الذى كان بعينيها وقتها،تمنى أن يُقابلها مره أخرى لكن حين علم من تكون وأنها متزوجه أعتقد أن ذالك الشعور كان فضول لا أكثر،لكن المشاعر الحقيقيه ظهرت حين تقاطعت طُرقهم معًا بعدة لقاءات حتى إبنته التى بالكاد إقتربت من عام شعرت معها بأُلفه.
ظلت النظرات بينهم لثوانى تنحى عقل فاديه التى تفرض على قلبها لِجام لكن هل إنسلت اللِجام من يدها... لاااا
هكذا نبه عقلها... أفيقى من تلك الغفوه الناعمه.
بالفعل سحبت يدها سريعًا من أسفل يد رائف الذى شعر بوخز وبرر ذالك بحرج:
آسف، أنا كنت هسألك على ميلا بنتي.
برجفه تضرب قلبها حاولت تلملم شتات نفسها وجاوبت بهدوء مصطنع:
ميلا فى ڤيلا زهران مع طنط تحيه.
تعجب رائف قائلاً: وتحيه كمان هنا، أكيد عرفت باللى عواد كان مخبيه، بس عرفت منين.
إبتسمت فاديه قائله: فعلاً هى عرفت بالصدفه وكمان مش إتفاجئت إنك عارف وكنت مداري عليها ومستحلفه لك.
تنهد رائف بتمثيل الخوف قائلاً:
طب وأنا مالى أنا دايمًا كده مظلوم.
ضحكت فاديه قائله بتريقه:
برئ زى الأطفال، تستاهل، أنا همشى بقى...
قطع رائف بقية حديثها:
ميلا أكيد زمانها مبسوطه مع تحيه، خلينا نشرب قهوه.
فكرت فاديه قليلاً وكادت ترفض لكن رائف قال برجاء:
فنجان قهوه مش هياخد وقت طويل كمان عاوز أتكلم معاكِ بخصوص ميلا.
إرتبكت فاديه وشعرت لوهله بتوجس خشية أن يطلب منها أخذ ميلا، وهى تعودت على وجودها معها تشعر بغريزة الأمومه التى كانت مفقوده لديها، وافقت على مضض وخشيه منها.
بعد قليل وضع النادل فنجانين من القهوه وكأسان مياه وتركهم سويًا.
للحظه شعرت فاديه بالتوجس قبل أن يخرج رائف ورقه صغيره من جيبه ومد يدهُ بها قائلاً بهدوء:
ده شيك بمصاريف ميلا الفتره اللى فاتت.
نظرت له فاديه بغضب قائله:قصدك أيه،إنت بتدينى مُقابل قصاد رعاية ميلا.
برر رائف موقفه سريعًا:
لأ والله ده مصاريف ميلا الشخصيه،أنا عارف إنها طفله بس طبعًا يلزمها إحتياجات وهى بنتى وملزومه مصاريفها منى.
عقلت فاديه حديث رائف قائله:
بس تمن المستلزمات اللى هى إحتاجت ليها الفتره اللى فاتت متجيش نص الرقم اللى فى الشيك ده،وفر فلوسك مستلزمات ميلا مش كتير.
حاول رائف مُناهدة فاديه يود الإستمتاع معها بقضاء وقت أكثر،لكن قطع ذالك صوت إمرأه تقول بطريقه لحدٍ ما سوقيه:
"رؤوفه" مش معقول الصدف إيه ده من زمان متقابلناش.
نظرا رائف وفاديه الى صوت تلك المرأه التى إقتربت من مكان الطاوله اللذان يجلسان خلفها، ومالت قليلاً مُبتسمه.
إرتبك رائف وظل صامتًا
بينما قالت المرأه: أوعى تكون نسيتنى،أنا ناريمان أختى ليلى كانت ساكنه جاركم قبل ما تروح تعيش مع إبنها فى القاهره ، أزعل منك عمو صادق كان بيعاملنا زى بناته ، بس مين الحلوه اللى قاعده معاك دى، أكيد مراتك...إزيك يا مدام،أزي عمو صادق،أوعى تنسى تقوله ناريمان بتسلم عليك،أوعى أكون قاطعه عليك،ومراتك تزعل إنى بكلمك،لأ يا حلوه رائف غالى عندى هو زى أخويا...بس عرفت تنقى عروسه حلوه أكيده ده مش ذوقك ذوق عمو صادق،إنت كان ذوقك فى البنات مش أوى بنتى ضاعت من إيديك أهى دلوقتي متجوزه من تاجر فى سوق السمك، وزاد رزقه مالكش فى الطيب، أوعى تزعلى يا حلوه ده كان زمان هو سلوى بنتِ موعدين لبعض بس النصيب وعلى فكره جوز سلوى هو اللى عازمنى هنا فى المطعم الشيك ده وحالاً هيجى هو وسلوى انا قولت أسبقهم أشوف مستوى المطعم عشان لو معحبنيش، بس لأ المطعم حلو وشيك... متحاسبوش جوز بنتِ هيدفع حسابكم هسيبكم بقى وأروح أستنى سلوى وجوزها عالطرابيزه القريبه منكم، أوعى تحاسب يا رائف خلاص الحساب عند جوز بنتِ.
غادرت المرأة نظرت فاديه لـ رائف الذى يبتسم بلا مبالاه قائله بنبرة غِيره غير ملحوظه:
مين الست دى، ومن سلوى بنتها اللى كنت موعود بها دى كمان.
مازالت البسمه التى تستفز فاديه دون درايه من رائف قائلاً: دى أم سلوى البلوه وتبقى أخت ست كانت جارتنا وزى ما قالت كده عزلت.
تهكمت فاديه قائله:
عزلت بس هى لسه فكراك يا عيني يظهر إنك كنت غالى عندها أوي.
أخفى رائف بسمته وشعر للحظه بنبرة غِيره من فاديه أو هكذا يتمنى، وحاول التلاعُب بها قائلاً:
مش حكاية غالى عندها فى ناس كده بتفضل دايمًا فى الذاكره مهما طال الوقت بعيد عنهم، يمكن ده قبول من ربنا.
بتهكم ضيقت فاديه عينيها وصقت على أسنانها قائله بإستهجان:
قبول من ربنا، وماله هقــــ
لم تُكمل فاديه قولها حين إقتربت منهم إمرأه متوسطة الحجم ترتدى زي أنيق لكن أفسد أناقته مصوغات ذهبيه بشكل زائد مثل والداتها وقالت:
رائف، يااااه من زمان مشوفتكش مصدقتش ماما لما إتصلت عليا دلوقتي وقالتى تعالى بسرعه رائف هنا فى المطعم، سيبت جوزى يروح يركن العربيه وجيت بسرعه، إزى أحوالك عامل أيه، آخر مره شوفتك قبل ما كنت تسافر بره مصر، الحلوه دى تبقى مراتك، إزيك يا مدام أوعى تاخدى عنى فكره مش كويسه، رائف غالى عندى زى أخويا وأكتر.
رسمت فاديه بسمة غيظ دون رد...
بينما رائف يود أن يآتى طوفان يُغرق تلك البلوه هى وأمها كما كان يطلق عليها سابقًا، بالأخص حين رأى ملامح فاديه التى تهجمت بوضوح، لكن جاؤه نجده آلاهيه حين إقترب زوج سلوى من مكان وقوفهم بإستفسار زال حين عرفته سلوى قائله:
أبو رائف،وده المهندس رائف إبن جار خالتى فاكر لمت قولتلى نسمى إبننا أيه قولتلك رائف عشان يبقى مهندس.
أماء زوج سلوى براسه تلمع عينيه ببسمه.
إزداد شعور الغِيره لدى فاديه وهى تنظر الى بسمة رائف السمجه،كادت تنهض لكن قال زوج سلوى:
تشرفنا يا بشمهندس،هنستأذن إحنا ونسيبك مع المدام عشان منبقاش عوازل.
قول زوج سلوى، نجدة آتت لـ رائف بوقتها..
لكن
نظرت فاديه لـ رائف بإمتعاض قائله:
هو الراجل ده جلنف معندوش نخوه ولا أيه،بس العيب مش عليه العيب على قاعد يتساير معاهم.
قالت فاديه هذا ونهضت،نهض رائف سريعًا يقول:
فاديه مشربتيش القهوه.
نظرت فاديه لـ فنجان القهوه ولم تُفكر كثيرًا وقامت بسكبه على صدر رائف قائله بتشفى وتريقه:
أهو فنجان القهوه،ومتزعلش أبو رائف الجلنف هو اللى هيدفع الحسا، وهات الشيك ده أشترى بيه
لـ ميلا كم فستان تدلع بهم.
قالت فاديه هذا وغادرت دون حتى سلام،بينما رائف شعر بسخونه فى صدره ليست فقط بسبب سخونه تلك القهوه،لكن على رد فعل فاديه الذى لا تفسير له غير الغِيره،ولما تغار عليه إن لم تكُن تكِن له مشاعر،شعر بسعاده...
لكن هنالك ثآر سيأخذه الآن من هؤلاء الحمقى الثلاث اللذين تسببوا فى مُغادرة فاديه وأفسدوا ما كان يُخطط له أن تظل معه لأطول وقت.
شاور الى أحد العمال بالمطعم،الذى آتى له سريعًا ثم قال له بهمس:
شايف الراجل الجلنف اللى قاعد وسط رايه وسكينه دول.
أماء له النادل مُبتسمًا بموافقه.
فأكمل رائف:
عاوزك تظبط له فاتوره تُقطم وسطهم تمنعهم يعدوا بس من قدام شارع المطعم،ولو عملوا شغب إطلب لهم بوليس وقول رايه وسكينه ومعاهم عبعال،مفهوم أنا ماشى،آه وضيف حساب القهوه دى كمان عليهم وكمان حق أنبوبة مرهم تسلخات،بص ظبطهم من الآخر،يلا ربنا يعينك على فعل الخير،سلام.
...........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد الكافيهات بالبِحيره
أخرج فاروق سيجاره وكاد يُشعلها بالقداحه لولا أن سمع ما تمنعه بحزم قائله:
التدخين ممنوع فى الكافيه يا سيد.
وضع فاروق السيجاره والقداحه على الطاوله ونظر الى من تُحدثه مُبتسمًا،
ردت عليه بنفس الإبتسامة قائله:
كويس إن جت صدفه تانيه عشان أقدر أشكرك إنك ساعدتنى للوصول لهنا، وقت ما كنت تايهه... بس واضح إنك مش زبون هنا والأ كنت عرفت إن ممنوع التدخين فى الكافيه.
نهض فاروق واقفًا يقول:
فعلاً دى أول مره أدخل الكافيه ده،حتى انا مش من هواة الكافيهات،بس شئ غريب هو اللى جابنى هنا يمكن الحظ أو الصدفه زى ما قولتى.
إبتسمت برقه قائله:
عالعموم أهلاً بيك فى الكافيه بتاعى وطالما دى اول مره تشرفنا فطلباتك هتكون على حساب الكافيه واتمنى خدمتنا تعجبك ونول شرف إنك تكون زبون عندنا... بس هى اول مره بس اللى مجاني.
إبتسم فاروق قائلاً:
أعتبر ده جر رِجل بقى بس مش نتعرف الأول،أنا فاروق زهران.
تبسمت برقه قائله:چوري
وفعلاً ده جر رِجل.
ضحك فاروق قائلاً:
طب طالما بقى طلباتى النهارده كلها على حساب الكافيه فهتشجع بقى وأطلب براحتى يا أستاذه چوري.
تبسمت تهز راسها بموافقه ثم قالت:
بلاش أستاذه چوري،چوري كفايه.
تبسم فاروق قائلاً بـ حريه:
أنا بطلب أعزمك على فنجان قهوه.
إبتسمت بموافقه قائله: للآسف مش من هواة شُرب القهوه أنا بفضل الشاى أكتر، بس معنديش مانع نشرب قهوه.
تبسم فاروق لها وجذب لها مقعد جلست عليه ثم جلس هو الآخر يتسامر معها ببعض الموضوعات الغير مُرتبه
داخله يتسآل لما يشعر بأُلفه لتلك المرأه التى تثير بداخله شعور مفقود،لا يعلم سبب لذالك الإنجذاب الذى يشعر به نحوها...لكن قال له عقلهُ تمهل قد تكون فقط مشاعر عابره.
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل الشردى
فتح وفيق باب غرفة النوم فجأه،مما جعل ناهد تضطرب وأغلقت هاتفها سريعًا،لاحظ وفيق ذالك قائلاً بسؤال:
مالك وشك إصفر كده ليه لما دخلت ألاوضه وكنتِ بتكلمى مين دلوقتي على الموبايل.
تهتهت ناهد بتعلثم قائله:
ها مكنتش بكلم حد أنا بس إتخضيت من دخلتك للأوضه.
تهكم وفيق قائلاً:
إتخضيتى!
إتخضيتى ليه شوفتى عفريت.
قال وفيق هذا وجذب الهاتف من يد ناهد وضغط على ذر الإتصال بآخر رقم مدون على الهاتف فى قائمة الإتصالات،وإنتظر رد الآخر عليه،والذى لم ينتظر كثيرًا حين سمعه بعد أن فتح مُكبر صوت الهاتف :
أيه يا بيبى اللى زعلك وخلاكِ تقفلى الخط فى وشى،هى إزازة البرفان غاليه صحيح،بس متغلاش عليك.
إرتجفت ناهد وشعرت بأن جسدها أصبح خالى من الدماء وبلا وعى منها خطفت الهاتف من يد وفيق وأغلقته سريعًا،بينما وفيق امسكها من عضدي يديها بقوه ساحقه يحاول ضبط نفسه يقول:
مين ده اللى بيكلمك بالطريقه دى كآنه يعرفك قبل كده.
تعلثمت ناهد برعُب وهى ترى لون عين وفيق الذى تبدل وأصبح باللون الاحمر قائله بآرتعاش و بتبرير كاذب:
ده صاحب محل برفانات هنا فى البلد وأنا كنت طلبت منه نوع برفان شوفت إعلانه على قناه فضائيه ولما سألته عليه قالى ده غالى وتقريبًا مش موجود فى مصر،ورجع تانى قالى إنه لقى منه فى محل برڤانات فى إسكندريه وهيجيب لى إزازه معاه بس بيقول إنها هتبقى غاليه شويه.
دفعها وفيق قويًا جثت أرضًا بسبب تلك الدفعه وجلس على مستوى منها قائلاً:
وصاحب المحل جاب رقم موبايلك منين وشكله واخد عليكِ أوى كده،لدرجة إنه بيقولك با "بيبي".
إرتعشت ناهد قائله:
أنا....أنا سيبت له رقمى عشان لما يلاقى البرفان يتصل عليا ويقولى، وكلمة" بيبى"
دى زى ما تكون لازمه عنده فى الكلام سمعته وانا فى المحل كل ما يكلم حد يقوله يا بيبى.
لم يدخل على وفيق كذب ناهد لكن حاول ضبط نفسه يكفيه ما خسرهُ فى الفتره السابقه،حتى تآتى تلك القذره وتكون عقاب له على تبطرهُ على فاديه،لكن ليتمهل قليلاً حتى لا يخسر أكثر وإن كانت أى خساره لا تُعادل خسارته لـ فاديه التى لا تعوض.
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة فادى
بغرفة النوم
كانت غيداء تشعر بإختناق، هذه أول ليله تنام بغرفه واحده مع فادي بعد زواجهم، عقلها يُعيد ما حدث سابقًا هنا كانت صرخة آلم خلفت خلفها ضياع شعرت به، تذكرت حديث والداتها لها اليوم حين سألتها هن حالها مع رائف، فصمتت إستشفت والداتها انها تعيش بضياع فقامت بنصيختها أن تحاول البدء من جديد مع فادى بـ بناء حياه مُستقره فليس هو المخطئ الوحيد لو أحد غيره كان عايرها وقال لها أنه لم يغصبها على شئ وأن ما حدث بينهم كان بإرادتها هى من آتت له بالنهايه هو شاب وضعف فتاه جميله وذهبت إلي شقته بإرادتها وهى تعلم أنه يعيش وحده، حتى لو كان هدفه الإنتقام هى من سهلت عليه الطريق السذاجه ليست مُبرر للخطيئه،الغرفه شبه مُظلمه شعرت ببعض من التوحش والخوف دائمًا ما كانت تنام والغرفه بها ضوء خافت،لكن لم تُبدى إعتراض حين أطفئ فادى الضوء بأكمله،تسحبت بهدوء من جوار فادى ونهضت من على الفراش لكن لم تسير سوا بضع خطوات حتى إصتطدمت بشى فى الغرفه فعل ضجه صغيره كذالك هى تآلمت بصوت جعل فادى يستيقظ ونهض من على الفراش سىريعًا وأشعل ضوء الغرفه رأى بعض أغراض التسريحه واقعه على الأرض كذالك غيداء تجثو على ساقيها تضع يدها على بطنها تتآلم،إقترب منها سريعًا،وجثى لجوارها رأى بعينيها دمعه تقف بين أهدابها،شعر بوخز فى قلبه وأخفض وجهه لكن وقع بصره على نقاط دم جوارها.
....... ــــــــــــــــــ.......
لندن
لم يگن رده على تلك الصفعات فقط قُبلاته بل لمساته حين أخذها للفراش وإعتلى جسدها، سَحَب إحدى يديه فوق يدها يضم أصابع يدها بين أصابع يدهُ، شعر بحضن أصابع يدها لأصابعهُ، نظر لعينيها رأى بهم شغف، وضع إبهام يدهُ الاخرى فوق شفاها قائلاًبندم:
أنا بحبك يا صابرين،
مكنش لازم أدخلك لحياتى،فكرى لسه قدامك فرصه، أنا معرفش أيه اللى هيحصل الفتره الجايه مؤكد هرجع مشلول تانى لفتره قد أيه الله أعلم.
لمعت عين صابرين ببسمه وجذبت جسد عواد عليها بيدها قائله:
أنا كمان محدش إخترق قلبى غيرك يا عواد،متعودتش تكون ضعيف أو مستسلم،مش بتقول إنى الوحيده اللى أخترقت قلب عواد زهران المختال اللى على قد ما كرهته النهارده بقولك هفضل على قلبك وحتى لو رجعت مشلول هفضل معاك عكاز يساعدك تقف من تانى على رِجليك.
لمعت عين عواد بسعاده لا توصف سارت أنامله على وجنتي صابرين ينظر لها بعشق حتى تلاقت عيناهم تبوح بعشق كان مالحًا لكن إمتزجت بملوحته بعض قطرات الندى العذبه قد لا تُزيل من ملوحتها لكن بإمتزاجها تندمج تتأقلم وتتكيف مع الوقت.
لكن
قطع تلك النظرات صوت هاتف عواد،نظرا الإثنان نحو الهاتف بنفس اللحظه،همست صابرين بسوال:
مين اللى بيتصل عليك.
رد عواد:
معرفش هـ
ضمت صابرين جسد عواد عليها قائله:
لأ بلاش ترد،ولو حاجه مهمه أكيد هيتصل تاني.
إنشرح قلب عواد مُبتسمًا وغمز بعينيه بمكر وعبث،خجلت منهم صابرين وتحاشت بعينيها بعيد عن النظر لعواد بينما إنتهى رنين الهاتف ولم يصدح مره أخرى.
تنهدت صابرين قائله:
مش قولتلك لو حاجه مهمه كان إتصل مره تانيه.
وافقها عواد قائلاً:
فعلاً وكويس إنى مردتش وهقفل الموبايل خالص عشان مش عاوز جاحه تزعجني وانا معاكِ.
إبتسمت صابرين بخجل،بينما رفع عواد ذقنها ونظر لملامح وجهها الذى إفتقدها الأيام والليالى الماضيه الذى كان يقضى معظمها ساهدًا يتشارك مع الليل آلامه المُضنيه التى يشعر كآن تلك الآلام زالت الآن،كل ما يشعر به هو شفاه عذبه نَديه يتذوقها وسط أمواج حاره...
كذالك صابرين تشعر بأنها تطفو وسط موجه حاره تُداعب مشاعرها لتسبح بها
إستسلم الإثنين لتلك الموجه ترفعهم تارة العشق.
بعد وقت هدأت حرارة تلك الموجه،تنحى عواد بجسده عن صابرين نائمًا على ظهره ينظر لها لأول مره منذ زواجهم،بعد إنتهاء العلاقه بينهم يجذب عواد صابرين لتقترب منه، رحبت صابرين بذالك ووضعت رأسها فوق صدره تسمع دقات قلبه الصاخبه،كذالك وضعت كف يدها فوق عُنقهُ كآنها تود الإلتحام به،ذهب الإثنين الى غفوه.
بعد وقت قليل إستيقظت صابرين تنهدت بعشق وهى تشعر بيدي عواد تُعانق جسدها رفعت وجهها تنظر الى ملامح وجه عواد لم تنكر وسامته سابقًا لكن الليله لا تراها وسامه تراها ملامح حُفرت بقلبها،لكن للحظه تذكرت كل ما مر معه منذ بداية زواجهم حتى لحظة أن فاقت من الغيبوبه،تلك الغيبوبه التى كانت بمثابة حياه أخرى نشأت لها بعدأن كانت قبلها تشعر بالغرق،لطن تلك الغيبوبه كانت مثل العثور على شط نجاه شعرت بعدها براحه نفسيه كان السبب الرئيسى فيها عواد رأتهُ بشكل آخر بعد أن علمت أن ليس هو من زور تقرير العذريه،حقًا أخطأ بحقها وكاد يخنقها بعد إجهاضها لكن فكرت حاولت تتغاضى عن ذالك فى المقابل وجدت شخص يحاول إحتوئها،عواد لديه جانب يحاول طمسهُ دائمًا خلف إختياله،جانب يخشى ظهوره ويحصد من خلفه نُكران لمشاعرهُ،هكذا تعامل معها حين أخفى مرضه عنها،لكن...ماذا فكرت بمكر،لما لا،لا مانع من بعض الشغب مع عواد، سلتت يدي عواد عنها وقامت بصفعه على صدره قائله بإستهجان:
قوم يا وغد قولى ليه كتبت بقية أملاكك بإسمى آه تعويض وكان قصدك أيه بإننا نفصل أول ما ترجع طبعًا كنت عارف إنك هطول هنا وانا مركونه فى مصر مستنيه سيادتك ترجع يا وغد .
إستيقظ عواد وفتح عينيه بفزع للحظه ثم ذُهل من قول صابرين،كيف تبدلت بهذا الشكل حتى أنها كادت تصفعه على صدره مره أخرى لكن نهض عواد سريعًا ولجم يديها وبحركه منه أصبح يعتليها ينظر لها بغيظ قائلاً بتوعد:
واضح إن عقاب التلات اقلام مكنش مناسب ولازمك عقاب تانى أقوى عشان تحرمى بس تفكرى تمدى إيدك عليا.
بادلته صابرين النظر بتهكم وبإستبياع قائله:
إنت مش تستحق تلات أقلام بس تستحق ألف قلم وأيه حكاية عقاب دى كمان مفكرنى تلميذه قدامك وأنت الأستاذ وغلطت وهتزنبنى طول الحصه على رِجل واحده...وبعدين مكلبش فيا كده ليه مش عارفه أخد راحتى وأنا نايمه عالسرير،أقولك قوم روح نام عالكنبه وسيبنى أنام لوحدى عالسرير.
مازالت نفس نظرة المكر والتوعد تزداد من عواد يُفكر بعقاب مُميز يشفى به غيظه من صفعاتها التى كاد يتغاضى عنها لولا أن أيقظته بهذا الشكل الفج منها...لتتحمل هى من بدأت...للحظه وهمها وفك حِصار يديه عنها ونهض من عليها تنهدت صابرين تنفخ بشفاها،كآنها أزاحت ثُقلاً من عليها
لكن سريعًا بعد نهوضه وبلحظة غفله منها حملها بين يديه،أربكت الفعله صابرين وإنخضت وبتلقائيه منها لفت يديها حول عُنقهُ قائله بخفوت:
عواد نزلني.
صمت عواد ينظر للخضه الواضحه على ملامحها ببسمةتسليه،بينما صابرين تحاول الحركه كى ينزلها،لكن عواد دخل بها الى الحمام وأنزلها أرضًا،تنهدت براحه للحظات حتى أنها كادت تخرج من الحمام لكن جذبها سريعًا ودخلا الى كابينة الأستحمام قائلاً بتهكم:
على فين يا حبيبتي إنت جايه من سفر ولازمك دُش يفوقك ويزيل عنك ارهاق السفر و...
صمت عواد غامزًا بعينيه،لكن تضايقت صابرين منه وحاولت دفعه والخروج من كابينة الأستحمام قائله بتهجم:
لأ أنا فايقه ومش حاسه بأى إرهاق واوعى وسع خليني أطلع وخدلك دُش لوحدك.
ضحك عواد وهو يحاول السيطره عليها دون رد مما زاد فى غيظ صابرين التى تفاجئت بسيلان مياه شبه بارده فوق رأسها،إرتعشت قائله:
عواد الميه ساقعه أوي.
تخابث عواد قائلاً:
معليشى يا حبيبتى دلوقتي تسخن.
بالفعل بدأت تشعر بسخونة المياه تدريجيًا الى ان أصبحت ساخنه بدرجه عاليه جدًا لم تستمر سوا لحظات،لكن كانت كفيله بترك إحمرار مع بعض الآلم.
إمتثل عواد لدفع صابرين له وتركها تخرج من الكابينه وأغلق المياه وخرج خلفها مُبتسمًا يقول بتشفي:
أكيد بعد الدُش ده هترتاحى من الارهاق.
نظرت له صابرين بغيظ صامته وجذبت إحدى المناشف ولفتها حول جسدها.
ضحك عواد وذهب نحو خزنه طبيه صغيره بالحمام وآتى بمرهم مُرطب وخرج خلفها وجدها تلتفت حول نفسها،وهى تفرك كتفيها بيديها تتذمر بآلم،شعر عواد بالندم وإقترب منها وحاول ضمها،لكن دفعته صابرين عنها.
جذبها عواد وإحتضنها قائلاً :
أنا آسف بس إنتِ اللى إستفزتينى مفيش راجل يقبل إن مراته تضربه ويسكُت أو يعديها بالساهل...عارف دلوقتي هتندمى إنك جيتى لهنا...وبتقولى عواد ميستحقش....
وكزته صابرين بقوه فى كتفه قائله بضيق:
إنت اللى بتحجج وعاوز تطفشني،بس ده شيله من دماغك أنا هفضل هنا كاتمه على نفسك مش هرجع مصر غير وإنت معايا،زى ما بيقولوا رِجلى على رِجلك.
شعر عواد بندم أكثر ورفع وجهها نظر لبعض الإحمرار الذى يكسو ليس فقط وجهها بل صدرها وكتفيها العاريين،فك عِناقهُ لها وفتح ذالك الأنبوب الصغير وضغط عليه وبدأ يضعهُ من محتواه على وجهها من ثم صدرها وكتفيها ثم أزاح المنشفه عن جسدها وأكمل وضع ذالك المُرطب على باقى جسدها يشعر بحراره خاصه تغزو جسده كذالك صابرين شعرت بخجل مصحوب بشعور آخر من لمسات عواد تسري حراره خاصه بجسدها لكن قاومت ذالك وأخذت ذالك الأنبوب من يد عواد قائله بتوتر:
هات أنبوبة المرطب دى عقاب ليك نام بقى وخلى جلدك يحرقك للصبح...ده إن عرفت تنام أصلاً عشان بعد كده تحرم.
تبسم عواد وإدعى عدم الشعور بحرق فى جلده قائلاً:
عادى أنا متعود على الميه السخنه بدرجة الغليان ناسيه إنى جزار ولا أيه.
نظرت له صابرين بغيظ وقالت بحنق:
كده طيب يا معلم الجزاره نام بقى والصبح جلدك اللى إحمر ده إن شاء الله هيقلب بنفسجى.
أخذت صابرين الأنبوب وتوجهت نحو الفراش،تبسم عواد وإدعى عدم الاهتمام،وذهب هو الآخر الناحية الاخرى للفراش وتستطح عليه لكن زاد حرقان جسده وشعر كآن الفراش من خيش خشن،وبدأ يتقلب على الفراش شعرت به صابرين ونهضت جالسه تدعى الضيق قائله:
مالك عمال تتقلب شمال ويمين وتهز السرير أنا مُرهقه وعاوزه أنام.
انهت صابرين قولها ببسمه لم تستطيع إخفائها.
نهض عواد جالسًا هو الآخر يقول:أكيد فى أنبوبة مُرطب تانيه فى الحمام.
قال عواد هذا وكاد ينهض من على الفراش لكن جذبت يده صابرين قائله:
عشان تعرف بس إن قلبى رقيق مش زى قلبك اللى زى البحر المالح،خلينى أدهنلك جسمك من المرطب.
تبسم عواد لـ صابرين التى بدأت تضع ذالك المرهم على جسد عواد،الذى سار بجسده حراره أقوى من ذالك الحرقان،بينما صابرين إنتهت من وضع ذالك المُرطب قائله:
دلوقتى جلدك يهدى وتعرف تنام وانام أنا كمان انا حاسه بإرهاق.
إستدار لها عواد قائلاً:
إرهاق من أيه،واضح كده ليلتنا لسه هطول،والمُرطب ده له مفعول سحري.
إنهى عواد قوله ودفع بقية جسد صابرين لتتسطح على الفراش وسريعًا كان يعتليها،تفاجئت بما فعل وإبتسمت بتمنُع مصطنع قائله:
وبتقول إنك إحتمال ترجع مشلول،دا انا اللى هتشل بسببك.
تبسم عواد قائلاً:
المساواه فى العشق عدل يا حبيبتى وإفتكرى إن إنتِ اللى أعترفتى بانك بتحبينى أولاً.
تبسمت صابرين له وكادت تتحدث لكن صمت اللسان والمشاعر هى من تتحدث،ونتيجة الليله
تعادل... والفائز هو العشق.
....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق