رواية فراشة في سك العقرب الجزء الثاني (حب أعمى)الفصل العشرون 20بقلم ناهد خالد حصريه
رواية فراشة في سك العقرب الجزء الثاني (حب أعمى)الفصل العشرون 20بقلم ناهد خالد حصريه
الفصل العشرون من الجزء الثاني
الفصل العشرون من الجزء الثاني
فراشة في سكّ العقرب
حب أعمى
ناهد خالد
"ليتك أرحت قلبي بالصراخ والغضب، ولم تصمت هكذا، فصمتك شتتني وأقلق قلبي، وقوع البلاء دائمًا أفضل من انتظاره، لكنك حرمتني من الراحة، وجعلتني انتظر.. انتظر متى سيكون عقابك لي، وكيف سيكون؟ وهل سأتحمله أم سيكون جحيم جديد لن يتركني سوا رمادًا، بوحت بالحقيقة لأريح عقلي وصمت أنتَ لتعذبه! لطالما كنت غامضًا، مريبًا، ولكني تمنيت لو أنك في هذه اللحظة فقط كنتُ إنسان طبيعي سمعَ فانفعل، وغضب فثار، ولم يتخذ الصمت المكروه ردًا"
انهت حديثها منذُ ثواني وهي الآن فقط تنظر له بتمعن، بنفس تمعن وكأنها تنتظره أن يطير! رأت في عينيهِ الغضب، والشر، والجمود، والآن لا ترى شيء! نظرات طبيعية جعلتها تشك أنها أوشت بالحقيقة بهمس لم يسمعه! أو بداخلها!
وحين نطق قال بنبرة هادئة تمامًا:
_كويس إنك بقيتي بخير، مبحبش حد يتأذي بسببي.. مرتاحة كده ولا اعدلك المخدة؟
_ها!
قالتها بتلقائية وهي تنظر له بأعين متسعة، وفاه فاغر كالبلهاء، لينهض مقتربًا منها يمد كفه خلفها ليرفع وسادتها قليلاً في وضع رأه سيكون مريح أكثر لها، فاقت من ذهولها على اقترابه المبالغ منها، ورائحة عطره التي ضربت أنفها بشدة هي من أيقظت مراكز الحس لديها، فتجمد جسدها وخفتت انفاسها من قربه، وبغباء كانت تمنع نفسها من التنفس من كثرة توترها، عدَل وسادتها وكان وجهه قريبًا منها جدًا فنظر لها وقد أصبحت عيناه قاسية وقال بابتسامة ليست في محلها ابدًا ولا تتلائم مع نظراته:
_مبعاقبش حد ضعيف، وانتِ دلوقتي في اضعف حالاتك، هعتبر نفسي مسمعتش حاجة لحد ما تقفي على رجلك.. وبعدها..
وترك جملته معلقة، تبًا، إنه يتلاعب بأعصابها، ومنعها للتنفس هذه المدة مع مرضها، جعلها تنفجر مرة واحدة في سُعال قوي أوجع مكان إصابتها.
سارع في جذب قناع الأكسجين يضعه فوق أنفها وفمها، وقد اربكته حالتها، وضعت كفها فوق صدرها موضع الإصابة وهي تشعر بألم غاشم بهِ، محاولة أن تلتقط انفاسها تحت القناع.
_اهدي... خدي نفس براحة.. اهدي.
ظل يردد كلماته لها وهي تلهث وكأنها خرجت من سباق للتو، أغمضت عيناها وسقطت دموعها بوجع لم تتحمله، وكل شيء يضغط عليها.. كل شيء.
قطب ما بين حاجبيهِ بضيق وهو يرى دموعها تجري فوق وجنتيها، فسألها بلهفة حقيقية:
_في ألم؟
ووضع كفه فوق كفها المسنود على صدرها يحدد موضع الألم، لم ترد، فقط اومأت برأسها، وانفجرت في بكاء لم تتحكم بهِ، أسرع في ضغط زِر الاغاثة، وحدثها بقلق وانفعال:
_بطلي عياط طيب.. انتِ كده بتوجعي نفسك اكتر وبتزودي الألم، اهدي وخدي نفسك..
لكنه كان يحدث ذاته، لم تستجيب لأي محاولات لتهدئتها، وكأنها كانت تنتظر هذه الفرصة لتبكي..
فُتح الباب لتدلف إحدى الممرضات تتسائل:
_خير في حاجة؟
نظر لها "شاهين" يخبرها:
_عاوزين دكتور هنا بسرعة، الجرح شادد عليها ومش متحملة الوجع.
_حاضر.
قالتها وانصرفت الممرضة فورًا تستدعي الطبيب، أعاد النظر لها بملامح مرتبكة، وهو يجهل تهدئتها، وسألها:
_انتِ بتعيطي ليه!؟ مش معقول كل العياط ده من الوجع!
لم تستطيع الرد عليهِ، ورُبما حتى وإن استطعت لن تجيب.
_فتحي عينك وبصيلي يا فيروز.
أمرها بنبرة صارمة، ففعلت! وجد مقلتيها عبارة عن تجمع دموي، وهذا يدل على أنها تبكي من قلبها، قطب ما بين حاجبيهِ مستغربًا وقال:
_هو إيه اللي حصل لده كله؟ ده انا حتى معملتلكيش حاجه!
حاولت إزاحة القناع بعد أن هدأت قليلاً لتتحدث، لكنه رفض ممسكًا بكفها وقال:
_متشليهوش، اصبري على نفسك لسه نفَسك مستقرش، الكلام مش هيطير.
دقة بسيطة تبعها دلوف الطبيب الذي قام بفحصها وبعدها قال:
_العياط مش من الوجع واضح أنها تحت ضغط نفسي بسبب اللي حصل، واكيد اجهدت نفسها في الكلام، لأن المحلول اصلاً فيه مسكن للجرح، ومينفعش تاخد مسكن تاني، لازم ترتاح وتبطل كلام ومتحاولش تشيل الأكسجين لحد ما حنا نقرر، أنا بلغت حضرتك إن كان في نزيف في القصبة الهوائية، وده هيخلي تنفسها الطبيعي صعب شوية.
_تمام، انا مكنتش اعرف ان ممنوع تشيل الماسك، بس خلاص مش هتشيله لحد ما نفسها يظبط.
_حضرتك انا سمحت بدخولك لها ووجودك معاها رغم أنه ممنوع، بس الخدمة اللي عملتها معايا الصبح تخليني استثنيك من الممنوع، بس يا ريت ده ميأثرش على حالتها ويخليها تتدهور لأنها مسؤوليتي.
هز "شاهين" رأسه متفهمًا وقال:
_اكيد هحرص على راحتها، لأنها تهمني..
وكأنه يبلغه رسالة واضحة، إن حرص على بقائها بخير هذا لأنها تهمه وليس لأنها مسؤولية الطبيب وسيُضر فيها، ولو كان "شاهين" في موقف غير الموقف، ولو كان عقله صافيًا، لأخبره بتبجحه أن يذهب هو ومسؤوليته وعمله للجحيم، فهذا آخر شيء قد يهمه، فلا يهمه سوى أن تكون بخير.
_حمد الله على سلامتك يا أنسه، ويا ريت تساعدينا إنك تكوني كويسة وتتعافي، وتلتزمي بالتعليمات اللي بنبهك ليها.
اومأت بأهدابها موافقة، لينسحب الطبيب من الغرفة بعدما أنهى عمله.
جلس على الكرسي مرة أخرى وغمغم:
_مش هتكلم معاكي لحد ما تكوني كويسة، لأن واضح ان كلامي بيقلقك، هفضل معاكي لحد...
قاطعته وهي تزيل القناع على غفلة منه، وقالت بصوت متبع:
_متعطلش نفسك.. انا مش محتاجة حد معايا، ولو مُصر، ممكن تجيب مستكة اللي شغالة عندك في البيت عشان تساعدني لو احتاجت حاجة.
مال بجسده عليها يلتقط القناع من كفها يعيد وضعه لها، وقال:
_هبعت اجبها عشان عارف إن في حاجات لازم هي اللي تساعدك فيها، لكن وجودي هنا من عدمه ملكيش فيه، اكيد مش عاوز امشي ومكسوف منك.
طاقتها أُنهكت، وهي من الأساس تشعر بحالها مازالت في صدمة مما حدث، كيف أصابتها الرصاصة! هي لم تكن تفديه بحياتها؟ هي ليست من هؤلاء الحمقى الذين يخسرون حياتهم لإنقاذ الآخرين، ولكن القدر لعب لعبته معها، رُبما تكن في صفها، لكنها رغمًا عنها، وإن كان الأمر باختيارها، وإن كانت تعلم أنها إن حاولت إنقاذه ستصيبها الرصاصة، ما كانت لتفعل ابدًا، كانت ستكتفي بمناداته وتنبيهه.. فقط.
--------------
اغلق "رأفت" المكالمة ليقول لنصر الجالس أمامه:
_لسه رجالته بتنبش، مش هيهدى غير لما يوصل للي عملها.
_بيوصلوا لحاجة؟
نفى برأسه مطمئنًا:
_لأ سادين كل الطرق في وشهم، بس عرفت حاجه حصلت غريبة بالنسبالي.
سأله "نصر" مستغربًا:
_حاجة إيه؟
_عرفت إن مازن عمران راح لشاهين بيه البيت ورفع مسدسه في وشه، وادخل حارس من حرس شاهين بيه بيحاول يصيب مازن بس شاهين بيه ضربه بالرصاص قبل ما يلحق، كان بيدافع عن أخوه اللي واقف رافع سلاحه عليه.
انتفض "نصر" من مجلسه يضرب المكتب بقبضته في غضب وقال:
_انا مش عارف هو ازاي ساكت لزفت ده، ازاي سايبه طايح فيه وكل مدى بيعك الدنيا وساكت! وانا لولا إنه رافض تدخلي والله كنت خليته يقعد في البيت زي الحريم ولا له لازمه.
_لو عاوز نقرص ودنه نعملها، وبردو شاهين بيه مش هيعرف خبر بيها.
صمت "نصر" يفكر حتى قال بعدما احتدت ملامحه:
_اعمله.. مانا مش هسيبه طايح في ابني كده لحد ما يأذيه.
_عُلم وينفذ يا باشا.
قالها "رأفت" بابتسامة ماكرة، يبدو أنه لا ينوي خيرًا! والصفعة ستكون شديدة!
--------------
_نورهان!
قالها "معاذ" الواقف أمام باب المستشفى وقد وصل للتو، ليراها تصعد درجات السلم الخارجي بجواره، نظرت له متوقفة، وابتسمت بخجل يلازمها فور رؤيته وقالت:
_انتَ كمان جيت!
ابتسم بنظرات لامعة وأجاب:
_ايوه، في شوية ورق لازم إمضة شاهين، جبتهم عشان يمضيهم.
_مبهدلك معاه شاهين.
قالتها بحرج، ليرد فورًا:
_ده اخويا، يعني مش علاقة صاحب شغل واللي شغال عنده.
عقبت بصدق:
_عمرك ما كنت حد شغال مع شاهين، حتى هو عمره ما قال كده عنك، هو بيعتبرك شريك نجاح، وصاحب عمره، الوحيد اللي فضلت معاه بعد ما الكل اتخلوا عنه، ودايمًا كنت بسأل نفسي ليه فضلت معاه كل السنين دي؟ ليه قاطعت مازن وغسان صحابك عشانه؟
ابتسم يجيبها:
_عشان انا الوحيد اللي شايف الصورة من بره، انا لا مازن ولا غسان، ولا عيشت موقف العداء اللي وصلهم لكده، انا شوفت الصورة من بعيد، فقدرت احدد كويس مين مظلوم ومين ظالم، وعشان كده فضلت مع شاهين.
لمعت عيناها تسأله بلهفة:
_يعني شاهين مظلوم منهم صح؟
_شاهين مأذاش حد فيهم، ولا هو بالصورة البشعة اللي هم شايفينه بيها... غِلط ولا لأ دي مش النقطة، النقطة في طريقة مواجهتهم له، محدش مبيغلطش، لكن مش من حقنا نعلق المشانق لبعض، شاهين معملش معاهم كده عشان هم كمان ينصبوله محكمة، ومازن واخد الموضوع على صدره اوي، ومتمادي، وعمال يعك، ولو واحد غير شاهين مش هامه الأخوة والله كان علمه الأدب، وردله القلم عشرة.
لاحظ تغير ملامحها فقال مسرعًا:
_انا اسف لو كلامي عنه ضايقك.. انا نسيت انه اخوكي وتزعلي عليه بردو..
تنهدت بحزن وقالت:
_ الاتنين خواتي يا معاذ، وكنت فاكره إن بعد موت بابا وماما هنكون عيله ضهرها في ضهر بعض، نسند بعض ونكون عزوه، لكن اللي حصل غير كده خالص، زي ما انتَ شايف فضلوا على نفس الوضع اللي كانوا عليه قبل ما يموتوا، وموتهم مغيرش أي حاجه.
زفر "معاذ" أنفاسه وقال:
_ ربنا يهدي.
_ يا رب.
أمنت على الدعاء مرة، وقلبها أمن ألف مرة، فلا تتمنى شيء في الحياه أكثر من امنيتها في أن يعود اخويها كما كانا، يعودان لسابق عهدهما، متحبان، وداعمان لبعضهما، تتمنى لو تغمض جفنيها وتفتحهما لتجد هذا الكابوس قد انتهى.
_ مش ناويه تتجوزي؟
سألها بسؤاله هكذا دون أي مقدمات وبطريقه فاجأتها، فنظرت له مبتسمه في ذهول واجابت:
_ هو حد يسأل السؤال ده فجأه كده وبالطريقه دي!؟
ابتسم في حرج وهو يتململ في وقفته وقال:
_ معاكي حق، بس هو سؤال شاغلني بقاله فترة يعني، وجه على بالي دلوقتي فقلت اسأله.
_وشاغلك ليه؟
رد بارتباك واضح:
_اا... ابدًا، بس يعني طبيعي استغرب واحده زيك ما شاء الله حلوه، ومن عيلة كويسه واخلاقها لا غبار عليها، يعني فيكي كل المقاومات اللي تخلي أي شاب يتجوزك، فاعتقد حاجه غريبه إنك تكوني لحد دلوقتي ما اخدتيش الخطوة دي إلا بقى لو متعقدة.
ضحكت بخفة مجيبة:
_ لا مش متعقدة ولا حاجه، بس الجواز مش كده، يعني احنا مش بنتجوز علشان بقينا في السن اللي لازم نتجوز فيه! احنا بنتجوز لما بنلاقي الشخص المناسب اللي حاسين إن هو ده اللي هينفع نكمل معاه حياتنا! وأنا لحد الآن ما لقيتش الشخص ده عشان كده لسه ما اخدتش الخطوة دي الإجابه بسيطة.
_مش يمكن يكون قريب منك وانتِ مش واخده بالك!؟
قالها بتلقائيه فور أن انتهت من حديثها، وما إن حاول تعديل جملته بعدما أدرك ما تفوه بهِ كانت هي تقاطعه قائله بابتسامه عابثة:
_ والله انا مش هاخد بالي مني لنفسي، يعني المفروض الشخص ده يتلحلح يشاور... ينادي.. يعمل أي منظر.
وانهت حديثها متحركه من أمامه فورًا، وهو ما زال يحاول استيعاب جملتها الأخيرة! ما بهِ أصبح غبيًا، بطيء الفهم في الفترة الأخيرة؟
------------
_شاهين متزعلش مني، انا والله ماقصدتش اضايقك بكلامي بس...
قاطعها وهو واقفًا معها أمام غرفة "فيروز" وقال وهو يربط بكفه على وجنتها:
_ بس يا عبيطه ازعل منك إيه! بالعكس كلامك زعلني من نفسي، وضحلي إني للأسف مش عارف اوفرلك الأمان والحياة اللي انتِ عاوزاها ومحتاجاها، بس انتِ أكيد شايفه وعارفه إن غصب عني، يعني لو انا اتغاضيت عن اللي اخوكِ عملوا زمان وسامحته عشانك هو مش هيعمل كده، وهنفضل في الحرب دي طول ما هو متمسك بافكاره ومُصر عليها.
احتضنت كفه تقول:
_ ما تقولش كده انتَ بتعمل كل اللي تقدر عليه عشان ما تزعلنيش وتكون جنبي، ما تلومش نفسك على حاجه يا شاهين، ما حدش بيقدر يعدل الكون لوحده، وأي علاقه علشان تتصلح لازم يكون الطرف التاني عاوز كده، انا قلت اجيلك النهارده عشان مقدرتش استنى لحد ما تيجي البيت خوفت تكون زعلان مني.
احتضن رأسها لكتفه فضمت جسدها لحضنه ومسد على ظهرها بحنانه المعهود عليها، وقال بلطف:
_قولتلك انتِ الوحيدة اللي عمري مقدر ازعل منها.
_ربنا يديمك ليا يا حبيبي.
غمغمت بها قبل أن تبتعد عنه وهي تسأله:
_ طمني فيروز عامله ايه النهارده؟
_ كويسه متقلقيش، كان بس في شوية تعب في أول اليوم بس دلوقتي الدنيا تمام، وكلمت مرسي هيبعت مستكة هتقعد معاها عشان لو احتاجت حاجه تعملهالها.
قالت بتقدير:
_ اللي عملته فيروز لو قعدت عمري كله اشكرها عليه مش هيكفي، انا مش قادره اتخيل إن كان ممكن يجرالك حاجة بعد الشر، شاهين هو مازن ملوش علاقة بالموضوع صح؟
قالت جملتها الأخيره بقلق واضح تخشى أن يكون شقيقها متورط في هذا الأمر، الذي لن تتقبله ابدًا، لكن هدأت حين قال "شاهين" نافيًا بجدية:
_ اكيد لأ يا نورهان، إيه اللي انتِ بتقوليه ده!؟ الموضوع مش هيوصل للدرجادي يعني، وبعدين حتى تهويشه عليا في البيت انتِ نفسك قلتي أنه مكانش هيعمل حاجه.
_ اه قلت كده، بس ساعات بخاف، مازن بقى شخص غريب عني حاسه انه مش اخويا اللي عشت معاه سنين عمري، بخاف شيطانه يلعب بيه ويخليه يعمل حاجه هو نفسه يرجع بعد كده يندم عليها العمر كله.
_ متقلقيش مش هتوصل بيه للدرجادي.
_ ربنا يستر، طب انا ممكن افضل مع فيروز ما فيش داعي تبعت تجيب مستكه.
صمت لثواني حائرًا ثم قال:
_ مش عارف بس حاسس أنها هتكون مرتاحه أكتر لو بعت جبتلها البنت دي، يعني هي ممكن تتحرج مِنك أو تستتقل إنك تفضلي قاعده معاها، خليني ابعت اجيبها لها أحسن واصلاً الدكتور بيقول يومين وهتقدر تخرج.
اومأت قائلة:
_خلاص اللي تشوفه.. وعلى فكرة الفستان وصل الصبح قبل ما جي.
تغيرت ملامحه فور أن ذكرته بفستان عقد القران الذي اختاره لها عبر الموقع وقد وصل في موعده، فالمفترض أن اليوم هو يوم عقد القران، لكنه رُبما لم يكن عليهِ الوصول ابدًا!!
_ ان شاء الله أول ما تقوم بالسلامة تكتبوا الكتاب، أنا خليت صفاء تطلعه دولابها.
اومأ برأسه دون تعليق حتى رأى "معاذ" يقبل عليهِ من بعيد.
-----------
"شاهين بعت ياخدني المستشفى بيقول إني هقعد مع فُلة واعتني بيها، مفيش داعي تعمل حاجه"
رسالة بعثت بها ل "مازن"، وقد شعرت بالراحة لأن ما ارادته أتى لها على طبق من ذهب، شاكرة "فيروز" في سرها، فبالتأكيد هي من اقترحت فكرة ذهابها لها.
طلبت رقم "مجد" ليأتيها الرد بعد قليل..
_عاملة إيه؟
_الحمد لله، انتَ خلصت شغلك؟
_ايوه خلصت ورايح البيت، انتِ فين كده في صوت عربيات حواليكي؟
نظرت من نافذة السيارة التابعة لسيارات شاهين و التي توصلها للمستشفى، وقالت:
_الناس اللي بشتغل عندهم بنتهم تعبت وراحت المستشفى، وطلباني بالأسم اقعد معاها لتحتاج حاجه.
_بس ده مش من شغلك!
قالها رافضًا الفكرة فقالت:
_ أنا عارفه إن ده مش شغلي، بس أصل أنا بعزها وعمرها ما عاملتني إني واحده شغاله عندها، فأنا بصراحه من نفسي ومن غير هي ماتطلب مش عايزه اسيبها في محنة زي دي، قلت اروح اقعد معاها، وبيقولوا انها ممكن تخرج بكره أو بعده بالكتير.
_ يعني انتِ هتقعدي معاها يومين في المستشفى؟
سألها مستنكرًا، فأجابت:
_ايوه، مهو مش جدعنه بردو اسيبها في موقف زي ده، وهي يا عيني ابوها وامها ميتين وعايشه هي واخوها لوحدهم في البيت، واكيد اخوها الراجل مش هيسيب شغله ويقعد معاها، ومش هيعرف يعملها اللي هي عاوزه هتتحرج منه، لكن احنا بنات زي بعض.
استمعت لزفره أتت منه ثم قال:
_ تمام اللي انتِ شايفاه، في الآخر أنا لسه ما ليش كلمة عليكِ.
_ يعني لو لك كلمة عليا كنت هتقولي ما اروحش؟ وبعدين أنا مكلماك عشان أعرفك الأول، يعني تهمني كلمتك، ولو قلتلي ما تروحيش مش هروح، أنا عمري ما هعمل حاجه انتَ مش عاوزها.
يبدو أن حديثها جعله يهدأ، فصمت قليلاً وبعدها قال:
_ لا مش هقولك ما تروحيش مدام زي ما انتِ بتقولي البنت لوحدها، بس خلي بالك من نفسك ولو أي حاجه حصلت تكلميني.
وهل يطير الإنسان فرحًا ببضع كلمات! قلبها يدق صخبًا وهي تشعر باهتمامه، وابتسامتها ارتسمت وهي تلتمس نبرته الهادئة، فقالت بهيام:
_ابقى طُل على ابويا لو مش هتعبك، وكُل كويس لحد ما ارجع اعملك صينية الفطار المتين.
_متقلقيش عليه هروحله كل شوية وهخلي ابويا يروح يقعد معاه اليومين دول لاحسن يتعب فجأه وهو لوحده، هستنى صنيتك لما ترجعي، بيبقى طعمها غير.
وأغلقت المكالمة بأعين لامعة، ووجه متورد، وقلب ينبض راحة وفرحًا، وكأنه أخبرها أنه يحبها!
_________
_مستكة!
ركضت تجاهها مستغله فراغ الغرفة من الزائرين، حتى وصلت لها فالتقطت كفها تربط عليه بقلق واضح وهي تقول:
_ طمنيني عليكِ انتِ كويسه؟
_ انا كويسه.
عاتبتها تقول بهمس:
_ حرام عليكِ وقعتِ قلبي يا شيخة، انتِ إيه اللي هبلك وخلاكِ تقفي قدام الرصاصة أنا سمعت منهم إنك فاديتيه، هو انتِ عايشه في فيلم الطريق الى ايلات بروح امك! فاكره نفسك بتضحي عشان الوطن.
ضحكت "فيروز" ضحكة صغيرة على جملتها وقالت متغاضية حديثها:
_ أنا قلت لشاهين على كل حاجه، هو دلوقتي عارف الحقيقة، حقيقة فيروز بياعة الفل.
جحظت عيني "مستكة" حتى كادت تخرج من مقلتيها غير مصدقة أنها صارحته بالفعل!
___________
رنين هاتفه هو ما جعله يخرج من الغرفه ليجيب المكالمة، ضغط زر الإجابه رافعًا الهاتف على أذنه يقول بنبرة جامدة:
_ خير دي تاني مرة تتصلي.
أتاه الصوت على الجهة الأخرى يقول:
_ مجيتش الشركه النهارده وما اعرفش عنك حاجه من امبارح وقلقت، سألت عليك معاذ مرضيش يقول حاجه، كل اللي قاله إن فيه حد من طرفك تعبان وانتَ معاه في المستشفى.
_ ما معاذ قام بالواجب ورد عليكِ اهو، اومال بتتصلي ليه؟
اجابته في غيظ:
_ عشان عاوزه اطمن عليك وعاوزه اعرف مين اللي في المستشفى؟
_ وتعرفي ليه هتيجي تزوريه؟
قالها بسخرية فأجابته بتحدي:
_ وإيه المانع لما اجي ازوره؟ لو حد يهمك فعلاً مجيش ليه؟
سألها ساخرًا:
_ وهتيجي بقى بصفتك إيه؟
اجابته في ثبات:
_ بصفتي مراتك يا شاهين!!
يتبع.....
بوم....
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات
إرسال تعليق