القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية فراشة في سك العقرب الجزء الثاني (حب أعمى)الفصل الرابع وعشرون 24بقلم ناهد خالد حصريه

رواية فراشة في سك العقرب الجزء الثاني (حب أعمى)الفصل الرابع وعشرون 24بقلم ناهد خالد حصريه





رواية فراشة في سك العقرب الجزء الثاني (حب أعمى)الفصل الرابع وعشرون 24بقلم ناهد خالد حصريه



 الفصل الرابع والعشرين من الجزء الثاني

فراشة في سكّ العقرب

حب أعمى 

ناهد خالد


"لا تغرك ضحكة أو صرخة

لا يغرك صمود أو انهيار

لا تنخدع ببكاء ولا تُغر في عويل 

أحيانُا ما يظهر لا يكن واقع مشاعرنا

يكن مجرد زيف.. 

فلا تحكم على أحد بما تراه بعينيك.. 

فلا أحد يعلم ما في داخل الانسان سوى... ربه"


اجتمع كل ما في الفيلا على صرخة "فيروز" وهدر "مازن" باسمه، اقترب الأخير منه يرفع رأسه النازفة يناديه لعلّه ينتبه له، لكن خرج صوت" الجد" يقول بقلق على حفيده:


_حد يكلم الإسعاف. 


أسرعت" شدوى" تطلب الإسعاف من هاتفها، وقالت" فيروز " بخوف:


_متحركش راسه.. يمكن يكون غلط. 


أردف وهو يحاول رفعه:


_مش هنستنى الإسعاف تيجي... نادي مرسي من بره بسرعة. 


قال جملته الأخيرة ل "صفاء" التي هرولت تستدعيه، وبعض ثواني كان موجود ورفعه هو و "مازن" حتى وصلا لسيارة الأخير فوضعاه فيها وأسرع الجد في مجاورة "مازن" ولم تجد "فيروز" لنفسها مكان بالخلف فسمعت صوت عمته تخبرها:


_تعالي نركب مع مرسي.. 


وذهبا وثالثتهما "شدوى" يتبعان سيارة "مازن" والقلق سيد الموقف. 


----------------------


في المستشفى... 


توقفت السيارة أمام الباب وأسرع "مازن" في النزول واستدعى ممرضين الطوارئ بالداخل ليسرعوا لنجدته. 


ومن غرفة الطوارئ لغرفة العمليات، وها هم جميعًا يرابضون أمامها منذُ ساعة، و" مازن" تضاعف الشعور بالذنب لديهِ، فبالطبع سقوط "شاهين" هكذا كان بسببه وبسبب حديثه معه، هو لم يكن يريد فتح مواضيع أُغلقت منذُ زمن لكنه هو من أصر، لم يكن عليهِ أن يوصفه بذو الشعور المتبلد كما فعل، لم يكن عليهِ أن يضغط في الحديث بتلك الطريقة، فها هو يجني ذنب سقوطه. 


خرج الطبيب من الغرفة فركض الجميع له وبادر الجد يسأله:


_طمني يا دكتور، شاهين بخير؟ 


هدأ الطبيب من روعه يقول:


_متقلقش هو دلوقتي كويس. 


_هو إيه اللي حصله؟ 


سأله "مازن" مستفهمًا لتتسع عيناه بقلق حين أجاب الطبيب:


_ذبحة صدرية.. بس الحمد لله كانت في الأول ولحقناها والأدوية دوبتها بسرعة، بس طبعًا محتاج راحة ونفسيته تكون كويسة الفترة دي عشان ما تحصلوش مضاعفات أو ترد تاني، ولو فيه حاجة مضيقاه ابعدوه عنها، وعن أي ضغط سواء بدني او نفسي. 


سألت "شدوى" في لهفة:


_نقدر نشوفه امتى؟ 


_ساعتين بس وتقدروا تاخدوه وتروحوا كمان. 


وانصرف الطبيب ليقول الجد على الفور:


_هيسافر معايا البحيرة.. لازم يبعد عن أي حاجة حصلتله في القاهرة وطول ما هو هنا مش هيعرف يفصل والحزن هيفضل محاوطه. 


ولم يعارضه أحد وقد كان اقتراح جيد لتعافيه، فقالت "شدوى" بابتسامة مخفية تفعم بالسعادة:


_وانا هجيب تيم ونيجي معاكوا.. اكيد وجوده هيساعده يخرج من المود. 


ابتلعت "فيروز" ريقها بحرج وقد شعرت بأن وجودها ليس له أي داعي، ولكنها رددت بداخلها أنها وعلى أي حال ستذهب غدًا وستعود لحياتها فور سفره، ولكن غصة سيئة انتابتها وحقًا لم تفهم لِمَ... 


نظر الجد ل "شدوى" بنظرة متهكمة، قوية وقال:


_لأ... خليكي في القاهرة اللي اختارتيها وهربتي مني فيها... مش هتخطي عتبة بيتي برجلك لحد مانا أأذن. 


أحمر وجهها حرجًا وغيظًا وهي تنظر له بضيق بالغ، وما كادت تتحدث معترضة بالطبع حتى قاطعها يقول:


_خلِص الكلام... 


والتف ل"مازن" يقول له:


_كلم رجالة شاهين بلغهم ياخدوا بالهم من بيته في غيابه، وكلم صاحبه بتاع الشركة اللي اسمه معاذ يكون مكانه في الشركة.. ولو انتَ بتروح مشي الدنيا لحد ما يرجع. 


والحقيقة أن الجد لم يكن يعرف بكل ما يحدث بين "مازن" و "شاهين" ما يعرفه أن هناك بعض الخلافات التي قد تكون بين الأشقاء في طبيعة الحال، وهذا ما جعله لا يغير معاملته معه ولم يحمل أي ضغينه تجاهه لا هو ولا شقيقته الراحلة.


اتجه ببصره ل "فيروز" وهو يكمل حديثه ل "مازن" :


_ويا ريت لو تروح على فيلة شاهين وتاخد فيروز معاك تحضرله شنطة صغيرة باللي هيحتاجه في السفر.. واعملي حسابك أنه قاعد اسبوع معايا هناك. 


تدخلت "شدوى" تقول بغضب خفي:


_انا ممكن اجهزله شنطته، انا اعرف حاجته اكتر منها اكيد. 


نظرت لها "فيروز" وهي تتخيل أنها تطبق على عنقها في الحال ولا تتركه حتى تلفظ الأخيرة آخر انفاسها، لكنها فاقت من تخيلها على صوت الجد يقول:


_وخد معاك شدوى وصلها لبيتها عشان ابنها.. وجودها ملوش داعي. 


ابتسمت "فيروز" بشماتة وهي تنظر لانفعالها الواضح، لكن تجمدت بسمتها حين سمعت الجد يكمل:


_واعملي حسابك يا بنتي إنك جايه معانا، فجهزي شنطتك انتِ كمان. 


نظرت له بفاه فاغر وعيناها متسعة كأنها تسأله "انا؟!" ولكنه كان بالفعل يعنيها، ماذا عليها أن تفعل الآن؟ حاولت الاعتذار تقول:


_بس.. انا وشاهين كنا متفقين إني بكره هسافر لبابا عش.... 


قاطعها يقول:


_يعني انتِ هتسافري وتسبيه في حالته دي؟ 


أحرجها ووضعها في خانة اليك، نظرت له تارة ول "مازن" الذي ينظر لها بهدوء تارة أخرى، ولم تجد مفر سوى أن قالت باستسلام:


_اكيد لأ... حاضر. 


وتدعو الله أن يرفض شاهين ذهابها معه... وهل تدعوه بصدق؟ أم دعوة لم تخرج من قلبها!؟ 


----------------


وتم الترتيب للسفر من قبل "مازن" و استشارة الطبيب في أمر سفره فأتاح لهم الأمر بشرط أن يحصل على الراحة بعد وصوله والالتزام ببعض الأدوية التي سيكتبها له. 


وفي فيلته....

وتحديدًا غرفة نومه التي تدلفها للمرة الأولى.. 

اغلقت "فيروز" الباب خلفها لتنظر للغرفة بصدمة من مدى اتساعها، فلقد ظنت أن الغرفة الماكثة بها هي أكبر حجم من احجام الغرف، لكنها الآن اكتشفت أنها تقريبًا لا تأتي نصف غرفته، فبداية دخولها من الباب وجدت غرفة معيشة كبيرة وأنيقة، يغلب عليها اللونين البني الفاتح والأبيض، وبعدها باب لغرفة النوم، وحين فتحتها وجدتها غرفة واسعة يغلب عليها اللون الرمادي والأثاث الخشبي الأصيل، صعدت درجتين في منتصفها لتصل لردهة قصيرة على جوانبها خزانة الملابس وفي آخرها باب يبدو أنه الحمام، مشطت ببصرها الخزانة الزجاجية المضيئة لتجد حقائب سفر عديدة وُضعوا في مكان مخصص لهم، اختارت منهم أصغرهم حجمًا وخرجت تضعها على الفراش الوثير وفتحتها لتبدأ في تجهيزها، كانت أول مرة كذلك ترى خزانته وكم الأشياء التي يمتلكها من ملابس وأحذية وما الى ذلك جعلها تشعر بأنها داخل محل تجاري، غمغمت وهي تنظر للخزانتين:


_ده لو كل يوم بيلبس طقم مش هيلحق يخلصهم في السنة! 


وكذلك لاحظت أن معظم ثيابه الخارجية تتمثل في البدل الرسمية، والتي امتلك عدد وفير منها، تنهدت وهي تحاول جمع ما قد يحتاج إليهِ والآن شعرت نفسها في مأزق حقيقي، فلا تعرف ما سيناسبه، ولا ما سيحتاجه، ورغم عدم وجوده أو وجود أحد لكنها شعرت بأنه لشيء مُخجل أن تري ثيابه بأكملها ومتعلقاته الشخصية، بدأت بالبحث في الملابس العلوية الداخلية، وانتقت بعضهم بما وصل للعشر، وبعدها اتجهت لل "تيشرتات" ذات النصف أكمام تجمع البعض منها، وما إن انتهت واتجهت لتضعهم في الحقيبة حتى سمعت دقة فوق الباب تبعها دلوف "صفاء" قبل أن تسمع الأذن، نظرت لها باستغراب فباشرت الأولى توضح:


_فيروز هانم حضرتك بتعملي إيه هنا!؟ 


رفعت "فيروز" حاجبها باستنكار تسألها:


_نعم؟ يعني إيه بعمل إيه هنا؟ 


_يا هانم شاهين باشا رافض تمامًا حد يدخل جناحه، وبما انه مش موجود فاعذريني مينفعش وجودك هنا. 


احتدت في نبرتها وملامحها وهي تقول:


_انتِ عارفة انتِ بتقولي إيه؟؟ بتطرديني يعني! 


نفت برأسها باحترام تقول:


_العفو يا هانم، اكيد مقصدش، بس شاهين باشا محملني المسؤولية دي، حتى لما كانت شدوى هانم هنا وكانت مراته مكانش بيسمح لها ابدًا تدخل الجناح في غيابه، حتى تنضيف الجناح مسؤوليتي انا وكل حاجه فيه لأن ممنوع دخول أي حد من الخدم. 


اشاحت بكفها باستنكار واضح:


_إيه كل ده؟! ليه هو جناح الملك رمسيس! 


_والله ياهانم تقدري تبقي تتناقشي في الموضوع ده مع شاهين بيه لما يرجع. 


عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تسألها بضيق:


_طب دلوقتي لازم شنطته تجهز عشان هيسافر البحيرة كام يوم، هتجهزيها انتِ ولا إيه نظامك؟ 


_بس انا مش من صلاحيتي اجهز شنطته، لأنه هو اللي كان بيقوم بده. 


تهكمت برفعة حاجب:


_يعني نروح نقومه من المستشفى نقوله معلش تعالى جهز شنطتك وارجع اتعب تاني!! 


تحلت "صفاء" بالصبر تحت سخريتها وتهكمها من حديثها، وقالت:


_لا طبعًا.. حاضر يا هانم هجزها أنا. 


فكت ذراعيها وانسحبت وهي تقول:


_انا في اوضتي لما تخلصي عرفيني. 


واكملت قبل أن تخرج وهي ممسكة بمقبض الباب:


-ولما شاهين يرجع ليا كلام تاني معاه.. 


وكانت جملتها رد لماء وجهها ليس إلا، فهي تعلم أنه حتمًا لن يسمح لها بدخول غرفته إن كان كما قالت لم يسمح ل "شدوى" وهي زوجته! 


--------------


_المريض فاق تقدروا تدخلوا تشوفوه. 


قالها الممرض فأسرع الواقفين بالدخول، وكان أول من اقترب منه الجد وهو يقول معاتبًا:


_وقعت قلبي عليك يا شاهين، جدك مش حِمل الخضة دي يا بني! 


التقط "شاهين" كفه وهو جالسًا نصف جلسه وقال:


_حقك عليا، انا مش عارف إيه اللي حصل فجأة. 


أردفت العمة تقول:


_مش مهم، المهم إنك بخير دلوقتي والحمد لله على كل حال. 


و "مازن" ملتزم الصمت التام، يقف بعيدًا يراقب ما يحدث ويستمع دون أن يتفوه بشيء. 


_هخرج امتى؟ 


تسائل بها فقال الجد معلقًا:


_مستعجل الخروج ليه؟ مش هتخرج من هنا غير لما الدكتور يطمن عليك. 


_جدي انا مش متعود على رقدة المستشفى، وبعدين الواد معاذ كان مختفي من وقت اللي حصل وعاوز اشوفه فين. 


_انسى.. مش هتروح في أي حته، واعمل حسابك هتطلع من المستشفى على البحيرة، انا سألت الدكتور وقالي عادي تسافر. 


ظهر الرفض الواضح على ملامحه وهو يقول:


_اروح البحيرة اعمل إيه؟ ده انا مروحتهاش بقالي اكتر من سنة. 


_هتروح تغير جو، تيجي معايا تفصل شوية عن اللي حصل وعن شغلك وعن أي ضغط، كام يوم وارجع. 


_لا يا جدي مش هينفع، انا مش... 


قاطعه بصرامة وهو يعرف جيدًا كيف يضغط عليه:


_والله يا شاهين لو ما جيت معايا يحرم عليا بيتك ما ادخله تاني طول عمري، ولأول مرة هغضب عليك وقلبي هيشيل منك.


بدى الذهول على الآخر وهو يسأله مستنكرًا:


_ليه كل ده؟ 


أجابه في حدة واضحة:


_عشان انتِ مُستهتر، ومش هامك نفسك، وطول مانتَ هنا مش هترتاح ولا هتبقى كويس، وانا مش هسيبك كده لحد ما تهد حياتك وصحتك بايدك. 


_يعني انتَ فاكر إني لما ابعد هرتاح؟ من امتى الوجع مرتبط بمكان يا جدي؟ طب ده انتَ من يوم ابويا ما مات وانتَ عايش بوجعه سواء هنا او هناك، قولي بقى كان بيفارقك لما بتروح مكان جديد؟ 


احنى رأسه صامتًا لوقت، وقد أعاد له "شاهين" اوجاعه التي لا تندثر، ثم رفعها وقال:


_معاك حق، بس انا مش هرتاح إلا لو جيت معايا، سبني اعمل اللي ممكن يريحك ولو ١ في المية. 


وافق مرغمًا فقال على مضض:


_ماشي بس هم يومين بس. 


ابتسم له الجد يقول في رجاء خفي:


_خليهم ٤ عشان خاطر جدك. 


وقد كان يعلم جيدًا أنه لن يوافق بأكثر من هذا، فهز رأسه له موافقًا في استسلام، ورفع كفه يتحسس جرح رأسه الملفوف بضمادة طبية، فعلق الجد:


_خدت ٦ غرز، الحمد لله الجرح مكانش كبير. 


_حمداً الله على سلامتك. 


خرج صوت "مازن" اخيرًا، فنظر له "شاهين" يرد في فتور:


_الله يسلمك. 


عاد بنظره لجده يريد النطق بالسؤال الذي يلح في رأسه ولكنه لم يستطع النطق مباشرًة فقط قال:


_اومال الباقي فين؟ في البيت؟ 


اخفى الجد ابتسامته وهو يفهم مغزى سؤاله لكنه قال في مراوغاة:


_سيف ومراته جم اطمنوا عليك ومشيوا، وشدوى كانت هنا ومازن كان رايح الفيلا فوصلها معاه، وعمك مختار اتصل عليا يطمن عليك. 


هز رأسه بغيظ وهو يفهم ما يفعله جده جيدًا، وعندَ فقرر أنه لن يسأله عن شيء آخر. 


-----------------------

وصلت للمستشفى بعد وقت طويل، فقابلت "مازن" في أحد الطرقات والذي قال فور رؤيتها:


_شاهين بيجهز عشان يخرج، انا رايح اخلص ورق خروجه، متأكدة إنك عايزة تسافري معاه؟ 


تنهدت وهي تنظر له بحيرة صامتة، فأكمل:


_بما إنك قولتي إن شاهين اداكي حرية إنك تمشي، فلو مش عايزة تسافري معاه قولي وانا هتصرف مع جده. 


اجابته في تلعثم وتردد واضحين:


_انا... يعني حاسة أنها بايخة لما امشي في ظروف زي دي، وخصوصًا أن الناس دي فاكرة إني خطيبته، فإني اختفي فجأة كده او... 


_انت حابة وجودك مع شاهين يا فيروز؟ 


اتسعت عيناها  و "مازن" يلقي في وجهها شكه حيالها، وجف ريقها لا تعلم من التوتر أم من الحرج أم من كلاهما، رمشت بأهدابها وهي تقول:


_ليه بتقول كده؟ 


ابتسم ابتسامة صغيرة واجابها:


_عشان اي واحدة مكانك كانت ما هتصدق شاهين يديها حريتها وتجري، لكن انتِ بتماطلي، زي ما قولتيلي في العربية وانا بوصلك للفيلا أنه قايلك قراره ده من يومين او ٣، إيه يخليكِ تماطلي كده، ممشتيش من يومها ليه! وسيبك بقى من اصل مكنتش عاوزه امى تشوفني تعبانة، اصل دلوقتي مينفعش امشي واسيبه في ظرف زي ده، كل ده كلام فارغ، محدش هيلومك لو مشيتي، محدش منهم هيشوفك تاني عشان تهتمي بكلامه! نصيحتي بلاش تلفي وتدوري على الأقل على نفسك.. 


ابتسم جانب فمه ساخرًا وقال:


_لو قولتلك أن اللحظة دي اللي كنت قلقان منها من اول ما اتفقت معاكي على الموضوع ده مش هتصدقي صح؟ 


ابتلعت ريقها وسألته بنبرة خافتة:


_لحظة إيه؟ 


_محدش دخل حياة شاهين وطلع منها بسهولة، مش فاهم بصراحة إيه سر انجذاب الستات له بالشكل ده، بس كنت حاسس إنك برضو هتحسي بانجذاب له، والحقيقة كويس إني نهيت الحكاية دي لأني وقتها مكنتش هتقبل أن حاجه زي دي تحصل وتبوظ خططي. 


قطبت ما بين حاجبيها تسأله في استفسار::


_هو انتَ ازاي واخد الموضوع عادي كده؟ مش المفروض انك كنت بتحبني!؟ 


حرك رأسه يائسًا وقال:


_اهو كلنا بنضحك على نفسنا، انا كنت بضحك على نفسي لما قولت اني حاسس بمشاعر ليكي، وكنت بضحك على نفسي لما فكرت إني نسيت حبي القديم أو على الأقل خرجته من قلبي. 


_حبك القديم؟؟! 


رددتها بأعين ضيقة تحاول الوصول لأي كلمة أخرى توضح لها الأمر، لكنه تجاهله يقول:


_بصي انتِ عارفه مين هو شاهين، يعني مش هتتخدعي فيه، وعيشتي معاه فترة واكيد فهمتي عنه حاجات كتير، انا بقولك الكلام ده عشان لو حبيتي تفضلي في حياته وتكملوا سوا يبقى أي حاجة هتحصل بعدين انا خالي مسؤوليتي منها، ومحسش إني شايل ذنبك. 


رفرفت بأهدابها وهي تقول متوترة:


_هو انتَ ليه بتتكلم كأني بقولك إني بحبه ومش هسيبه! انا مقولتش كده ولا.. 


قاطعها بابتسامة بالكاد تظهر من بين أحزانه:


_ توترك ده لوحده بيقول ان فيه حاجه، وصدقيني ميهمنيش اعرف انا بس قولتلك اللي يريح ضميري. 


كان قد خرج مع جده وعمته يسيران في طرقات المستشفى للخروج، وقد امتنع عن سؤال جده عنها طوال جلستهم، لا من قريب ولا من بعيد، توقف حين ابصرها تقف على قرب منه و"مازن" يعطيه ظهره يقف أمامها ويبدو أن وقفتهما منذُ مُدة! 


مرر لسانه بداخل فمه في حركة يفعلها تلقائيًا حينما يشعر بالضيق، وهتف مناديًا:


_فيروز! 


حولت بصرها من الواقف أمامها للذي خلفه وتخطت "مازن" ذاهبة إليهِ، حتى وقفت أمامه فقالت بارتباك لحظي:


_ حمد لله على سلامتك. 


_جهزتي شنطته يا بنتي. 


قالها الجد، فردت بإيجاب:


_ايوه، ومرسي جابها تحت في العربية. 


_تمام، يلا. 


قالها "شاهين" باقتضاب وأكمل موجهًا حديثه ل "مازن" :


_خلصت الورق؟ 


رد بما توقعه:


_لأ لسه هروح. 


رفع جانب فمه متهكمًا وقال:


_اه مانا عارف. 


-------------------


وقف "شاهين" أمام باب سيارته يقول لجده:


_هركب مع مرسي عشان هعدي على الفيلا اظبط كام حاجه. 


_ماشي انا كمان هكون وراك بعربيتي وكده كده مرسي هييجي معانا بالعربية عشان يوصلكوا. 


قطب "شاهين" ما بين حاجبيهِ مغمغمًا بعدم فهم:


_يوصل مين؟.. 


ابتسم الجد في خبث يقول قبل أن يتجه لسيارته:


_مانا قولت لخطيبتك تيجي معانا. 


التف ينظر ل "فيروز" الواقفة بالقرب منه فقالت بتبرير:


_أنا حاولت اقنعه ان مش هينفع بس هو احرجني وخلاني مش عارفه ارفض تاني. 


لم يعقب على حديثها ونظر لها صامتًا فأكملت:


_مش هعرف اتكلم معاه اكتر من كده، قوله انتَ حجة من عندك لو مش عاوزني اسافر معاك. 


توترت تحت نظراته المُسلطة عليها، فنظرت له باستفهام وبعدها سمعته يقول:


_هو كان بيكلم معاكِ في إيه؟ 


رفعت حاجبيها دهشًة وسألته بجهل مقصود:


_مين؟ 


احتدت ملامحه وغمغم في ضيق واستنكار:


_هو انتِ وقفتي مع كتير النهاردة! 


انقلب وجهها متغاضية عن تلميحه السخيف، وردت باقتضاب:


_كان بيسألني إن كنت عاوزه اسافر معاك ولا لأ، عشان لو الموضوع محرج بالنسبالي في الرفض يكلم هو جدك.


_امم لا كتر خيره. 


_هو في إيه؟ 


سألته بضيق وهي تسمع نبرته الساخرة، فنظر لها شرازًا دون رد، فعادت لجملتها الأولى تقول:


_انا قولتله إني مش هعرف اسافر معاك، بس هو... 


_بس انا عاوزك معايا. 


قالها فجأةً فنظرت له بأعين متسعة وطنت أنها لم تسمع الجملة جيدًا... 

وإن سمعتها فما معناها؟؟؟ 


#يتبع

تكملة الرواية من هناااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع
    close