رواية رد الأذى الفصل الرابع 4الاخير بقلم ناهد خالد حصريه
رواية رد الأذى الفصل الرابع 4الاخير بقلم ناهد خالد حصريه
الأخير...
هي ساعه واحده هنكون فيها سوا مقابل اني اعملك العمل اللي يخليه يحبك, ويتجوزك وما يشوفش غيرك كمان.
هزت راسها كذا مرة وكأنها مش مستوعبه كلامه, هي اه فعلا كانت بتسمع ساعات عن حاجات شبه كده بتحصل في الاماكن دي, بس على الاغلب كانت بتحصل والضحيه مش في وعيها, مش بيتطلب منها بكل بجاحه كده! وسألت نفسها سؤال يا ترى كل الناس اللي بيشكروا فيه وبيقولوا فيه اشعار بيقبلوا بكده؟ وهو اصلاً بيطلب منهم ولا هو بيعمل معاها كده هي بس؟
- وانتَ كل اللي بيجيلك بتساومهم على كده؟
رد بكل برود وكأنها بتسأله عن حاله:
- اكيد مش كله انا مبرمرمش, بس اللي بتعجبني ما بتقولش لا, عشان عارفه كويس ان لأ دي مش بس هتخليني معملش لها اللي هي عاوزاه ده كمان هتخليني اؤذيها.
بصيت له بعينين واسعه من الرعب اللي فعلاً اتمكن منها في اللحظة دي وسألته وقلبها بيدق زي الطبلة خايفة من الإجابه اللي هي اصلاً متوقعاها:
- يعني إيه؟ يعني انا لو رفضت مش بس مش هتعملي اللي انا عاوزاه! خلاص انا مش عاوزه اعمل حاجه, و وانسى اني جيتلك هنا اصلاً, اقولك حاجه لو عاوز تفك العمل اللي انتَ عملته الأولاني فكه, انا مش فارق معايا حاجه غير انك تشيلني من دماغك خالص وانا عمري ما هفكر اجي هنا تاني.
ضحكة سخيفة خرجت منه قبل ما يقول بملامح كلها شر:
- انتِ من ساعه ما جيتي وانتِ مش واثقه فيا, ومش مصدقه اني ممكن اقدر اعمل حاجه, هعذرك عشان انتِ ما تعرفيش انا واصل لحد فين, ومسخر مين عشان يساعدهم, بس لازم تعرفيه وتكوني متأكده منه اني ما بحبش حد يقولي على حاجه لأ, بزعل ولما بزعل ببقى وحش قوي.
وخرجت عن شعورها من كتر الضغط اللي حاسه بيه وهي بتصرخ فيه:
- انتَ انسان حقير وقليل الأدب وانتَ لو ما بعدتش عني هوديك في ستين داهيه, هبلغ عنك وهخليهم يحبسوك, ودي حاجه مش صعبه الحكومه ما بتصدق تشم خبر عن الدجل والقرف اللي انتم بتعملوه ده, حتى لو عرفت تخفي نفسك هيفضلوا يدوروا وراك لحد ما يجبوك ما دام عرفوا اسمك ومكانك.
واخدت نفسها وخرجت من عنده وهي مش طايقه تكلم حد ولا ترد حتى على امها اللي قعدت تسألها هي رايحه فين؟
وقبل أمها ما تخرج كانت الست اللي هناك بتقولها ان الدجال عاوزها ضروري
فاضطرت تدخله تاني عشان بعد شويه يناولها حاجه صغيره وشكلها غريب ويقولها:
- دي تحطيها في هدوم بنتك بس من غير ما هي تاخد بالها, شرط العمل ده عشان يتم وما يفسدش ان ما حدش يعرف اي حاجه عنه حتى بنتك نفسها ويفضل ما بيني وما بينك بس.
- وهو ده عشان إيه؟
- عشان مصطفى يشوف بنتك ويحبها وما يشوفش ست غيرها.
- امال لما انتَ اديتني ده امال اديتي بنتي إيه؟
ابتسم ابتسامه فيها كل الخبث:
- ما اديتهاش حاجه لان زي ما قلتلك العمل ده بالذات ما ينفعش الطرفين يعرفوا حاجه عنه لا بنتك ولا هو.
وصدقته وفعلا قدرت انها تحط الشيء ده في هدوم بنتها من غير ما هي تعرف.
والمشكلة الأكبر إنها لما حبت تسألها ليه خرجت جري من عنده, صرخت فيها وقالتلها انها متجبش سيرته تاني وسكتت!
—-----------
سبع ايام تانيين عدوا وبعدهم اتشقلب الحال تماما….
صريخ وتعب ووجع وحاله غريبه كانت ساره فيها, محدش فاهم لها تفسير, شهر كامل على الحالة دي وما بين دكاترة ومستشفيات مكنش في أي حد عارف يفسر فين مصدر تعبها اللي خلاها مش عارفه تنام... مش قادره تاكل.. حتى الكلام بقى تقيل على لسانها والحركة بقت ضعيفة..!
والبيت كله في حاله ذهول من اللي بيحصل معاها, وحزن عليها انهم مش عارفين يلاقوا ليها حل.
وبعد الشهر بتدخل في غيبوبة مفاجئة بتزود من حيرة الدكاترة اللي بيتابعوا حالتها واللي بيقرروا يحجزوها في العناية المركزة.
عشان تقعد على الحال ده اربع شهور كاملين حيويًا مفيش أي سبب للغيبوبة! وفي نفس الوقت مفيش أي مبشرات للإفاقة منها...
لحد في يوم بيقترح راجل قريبهم انهم يجيبوا شيخ معروف يحاول يرقيها ويقرأ عليها شوية قران, يمكن يساعد في حالتها شويه والشخص ده قالهم ان الشيخ ده كمان بيعرف اذا كان الوضع اللي هي فيه ده بسبب عمل أو مس ولا لا..
وفعلا بيجي الشيخ كل يوم لمده أسبوع كامل يفضل معاها ساعة كاملة في اليوم يقرأ قرأن وحاجات تانيه هو عارفها, عشان بعد الأسبوع ده تبدأ هي تفوق من الغيبوبة وبعد افاقتها من الغيبوبه بيوم واحد بس بترجع طبيعيه تماما!!! وكأنها مكانش فيها أي تعب!!!
ودي حالة كانت مسببه صدمه لكل الدكاترة اللي موجودين في المستشفى اللي فهموا بعد كده واللي سمعوه من الشيخ ان كان الحالة اللي هي فيها بسبب سحر أسود!! اتعمل لها, وهو قدر انه يفكه في خلال الاسبوع اللي قعدوا معاها.
يومين وكانت اتعافت تمامًا ورجعت البيت وبقت كويسه جسديًا لكن نفسيًا متدمره لأقصى درجة, اللي عدت بيه مكانش سهل ابدا انها تنساه او حتى تتقبله.
وفي يوم طلبت من مصطفى انها تتكلم معاه عشان تفاجئه بأنها صارحته بكل الحقيقة, وانها كانت السبب في انه يسيب ندى قبل الفرح...
- انتِ!!! مش مصدق اللي بسمعه منك, انتِ تعملي كده يا ساره؟ بعيد عن انك واحده متعلمه المفروض اصلاً متلجأش للأساليب الرخيصة دي, ازاي اصلًا جه في بالك انك تاذيني للدرجه دي؟ يعني انتِ مفكرتيش للحظه ان ممكن العمل اللي انتِ عاملاه ده يتقلب بحاجه اسوأ وتأذيني فعلاً؟ طب مجاش في بالك اني عاوز البني ادمه دي واخترتها وانك باللي بتعمليه ده بتوجعي قلبي وبرضو بتأذيني! ازاي قدرتي تعملي كده وازاي عمتي طاوعتك في الموضوع ده؟؟؟ انا دماغي مش مستوعبه ابدا اللي بسمعه منك, كنت حاسس بنفسي حاسس ان في حاجه غلط بس مش قادره اوصل لها, حتى لو كنت وصلت لها عمري ما كنت هتخيل انها تيجي منك انتِ.
ومن وسط عياطها كانت بتقول بندم حقيقي:
- اسفه يا مصطفى, وعارفه ان كلمه اسفه مش هتعملك حاجه بس يا ريت نقدر ارجع بالزمن ومعملش اللي عملته... والله العظيم انا ما كنت عاوزه اعمل كده وعمري مكان هيجي الموضوع ده في بالي, بس ماما الله يسامحها هي اللي دخلت الفكره في راسي, وانا كان كل همي انك ما تضيعش مني, عارفه ان كل اللي بقوله ده مش مبرر وكلام فاضي بس انا مش في ايدي حاجه اعملها دلوقتي, انا بس قلتلك لسببين, اول حاجه انا عاوزه اريح ضميري من ناحيتك بان انا على الاقل عرفتك الحقيقه وما سبتكش في الأذى طول عمرك, تاني حاجه عشان تشوف الشيخ اللي جابوه ليا وتخليه يفكلك العمل ده يمكن يكون ليك فرصه مع ندى وترجعوا لبعض, وانا مستعده اروح لها واحكي لها على كل حاجه, انا عندي استعداد اعمل اي حاجه بس تسامحني, انتَ مش متخيل اللي انا فيه, تخيل الأذى النفسي اللي جوايا, مبقتش عاوزه منك حاجه يا مصطفى ولا من أي حد غيرك, الفترة اللي انا عديت بيها كفيله تخليني مش عاوزه أي حاجه من الدنيا كلها, ولا هقدر ادخل أي تجربه دلوقتي ولا بعدين, فانا اسفه, وان كان كلمه اسفه مش هتشفي غليلك فيا, فاعتقد ان اللي حصلي طول الخمس شهور اللي فاتوا ممكن يحسسك ان ربنا جاب حقك وخلصه مني.
—--------------
وفعلا قدر الشيخ انه يفك العمل اللي كان الدجال عمله لمصطفى, وراحت ساره لندى وحكت لها على كل حاجه, ورغم ان ندى مش من الناس اللي بتصدق قوي في موضوع الأعمال و مش بتثق في النقطه دي بالذات, لكنها مؤمنه ان العالم ده موجود, وان فعلا في ناس كتير قوي بتتأذي منه, وعشان كده قررت تدي مصطفى فرصه تانيه…
بعد سنه….
كان يوم فرحهم وندى ومصطفى قاعدين في الكوشه فسألته بفضول ما قدرتش تمنعه:
- هي عمتك وبنتها ما جوش؟
رد عليها بهدوء:
- لا, انتِ عارفه ان بابا واخد منها موقف جامد من وقت اللي حصل والعلاقه ما بينا وما بينهم بقت يدوب على الهامش, وعشان كده بابا اخد لهم شقه بعيد عن بيت العيلة, لأن التعامل على أي حال كان هيكون صعب انا مش قادر انسى اللي هم عملوه, وبابا برضو جواه حته متضايقه ومش صافيه للي حصل.
سكتت وسكت شويه وبعدين بص لها بابتسامه وقال:
- إنما ايه القمر ده, لا بس الصرف باين ما شاء الله.
بصيت له بعين واسعه من صدمة كلمته ورددت:
- صرف؟ يعني الحلاوة اللي انا فيها دلوقتي من الصرف مش عشان انا حلوه!
ضحك ضحكه صغيره وهو بيقول:
- لا طبعا حلاوتك مغطيه يا عم.
-عم! مصطفى اسكت خالص لحد اخر الفرح, لاما هتكون تاني مره الفرح يتفشكل والمرة دي هتكون بسببك انتَ.
ضحك وبعد شويه لقت نفسها بتضحك معاه وبصوا لبعض وكأنهم مش مصدقين إن بعد اللي عدوا بيه قاعدين جنب بعض في اللحظه دي في مكان بيشهد على بدايه جديده وحياه جديده ليهم.
لكن على أي حال قدر الله غالب! والنصيب محدش يقدر يمنعه! والبشر كلهم لو اجتمعوا انهم يؤذوك بحاجه ربنا مش أذن انها تأذيك, مش هيقدروا يعملوا حاجه, ولو اجتمعوا انهم يؤذوك وفعلا قدروا يعملوا ده فده بيكون اختبار من ربنا... له حكمه فيه ودرس لازم نتعلمه حتى وان كانت الحكمة مش ظاهره, ومقدرتش تفهمها لكن مليون في الميه هتقدر تفهم الدرس.
وإيه هي الحياة غير شوية اختبارات... بننجح ....ونسقط ...والحياة مستمرة!!!!
انتهت......
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق