القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حب أجبارى الفصل الثانى وخمسون والثالث وخمسون والرابع وخمسون بقلم رشا ابراهيم

 رواية حب أجبارى الفصل الثانى وخمسون والثالث وخمسون والرابع وخمسون بقلم رشا ابراهيم








رواية حب أجبارى الفصل الثانى وخمسون والثالث وخمسون والرابع وخمسون بقلم رشا ابراهيم



حب اجبارى

الفصل الثانى والخمسون 

حين يقسو علينا اقرب الناس الينا ......تهون الحياة علينا ......نشعر بالضياع ......ونأبى الاستمرار ....وننسي ان لنا رب يرعانا ........فهل نفوق من غيبتنا ونعود الى خالقنا .....ام نتوه فى دوامتنا حتى النهاية ؟؟؟...................................................

...........................................................................................

فى منزل داليا عبدالرحمن 

خرجت من الغرفة اخيرا .....بعد غياب اسبوع كامل ...فنذ ان ولجت اليها لم تخرج منها ....لم تكن لديها رغبة فى الخروج منها حية ......ارادت الموت ....نعم الموت .....هى اساسا ميتة .....جسد بدون روح ......لقد ذبحو روحها .....واراقو دمائها بدم بارد ......حتى من كانت انها حبيها .... انها خلاصها من معاناتها ....لم يكن سوى جلاد اخر .....اتى ليكمل ماتبقى من روحها .......ولكنه كان اشدهم قسوة واكثرهم شر ....سحرها فى البدايةبجمال الحياة معه ....ادخلها الجنة وبعد ان اراها اياها ....لفذها منها بكل قسوة ......

اسبوع !! ....اسبوع كامل كانت تفكر وتفكر .....تحاول ان تخلق له مبرر لفعلته تلك .....ولكن اى مبرر للجلاد ......ما هو مبرر القتل ......لقد قتلها بدون رحمة ........ 

لكن لا اليوم ستضع حدا لتلك الحياة البائسة ......كفى عذابا .....اليوم ستذهب لشخص الوحيد الذى احبها بصدق !!!....................................

...................................................................................

تهلل وجها بمجرد رؤيتها واقفة امامها وتحركت مندفعة فى اتجاهها ......

ناهد بلهفة : سلمى ..... كويس انك خرجتى من الاوضة ....تعالى يا قلبى تعالى 

سلمى بصوت ضعيف : لا انا ....خارجة ....عن اذنك يا طنط 

ناهد باستغراب : خارجة ...... خارجة ازاى بحالتك ديه ....ده انتى يابنتى مش قادرة تصلبى طولك 

سلمى مطمئنة اياها : لا متقلقيش انا كويسة ..... بس محتاجة اتمشي شوية 

ناهد : طب استنى لما داليا ترجع من الشغل وتنزل معاكى 

سلمى : لا .....انا هنزل دلوقتى ومش هتأخر 

ناهد : طب خلاص .....استنى وانا هنزل معاكى .....ثم اكملت مازحة .....على الاقل نرغي شوية بدل مانا قربت اكلم الحيطان 

سلمى نافية : لا يا طنط متتعبيش نفسك .....انا بعد اذنك محتاجة اكون لوحدى 

ناهد بقلة حيلة : ماشي يا بنتى ....بس خلى موبايلك مفتوح علشان منقلق عليكى ..... ومتتأخريش ....

نظرت سلمى لها نظرة مطولة .... نظرة لم تفهمها ناهد ....نظرة وكأنها تودعها ..... او بالأصح تودع الحياة بكاملها .......استغفرت ربها  من ظنونها تلك .....ولكنها لم تستطع انهاء القلق بداخلها ..........................

.......................................................................................

فى مقر شركة  AW للمقاولات 

فى مكتب خالد صلاح 

رن هاتفه بينما كان مشغول بمراجعة احدى التصميمات على برنامج الاتوكاد ........ نظر الى الهاتف بطرف عينيه وقبل ان يعاود النظر الى الكمبيوتر امامه .....نظر مرة اخرى الى الهاتف فقام بالرد فورا نظرا لاهميته ......

خالد : الو ...ايه الاخبار

المتصل : .................................

خالد : بجد : طب كويس اوووى ...... خليك متابع معايا ....... عايز المعاد المحدد للعملية 

المتصل :.......................................................................

خالد : طبعا طبعا ....مش محتاج تأكد ..... انت ان شاء الله شاهد ملك 

.....................................................................................

دلفت الى الشركة بكل عنجهيتها المعودة بدائا من ملابسها المثيرة التى تظهر اكثر مما تخفى الى شعرها الكرلى ومكياجها الزائد عن الحد بلون الروج الاحمر الصارخ .......

وصلت الى مكتب السكرتارية وبكل غرور تحدثت قائلة : هاى 

رفعت هايدى نظرها اليها وهى تتأفف بضيق : افندم 

زيزى : احمد جوا 

هايدى : جوا بس مش فاضي 

زيزى ببجاحة : حتى لو مش فاضي ...... ثم اكملت وهى متجهه الى باب مكتبه .....يفضالي ...... وبدون استأذان قامت بفتح الباب ودلفت الى مكتبه 

هايدى من خلفها بضيق : لااااا ......الكلام ده ميتسكتش عليه انا لازم ابلغ سلمى .....ثم اكملت متسألة بحيرة ....بس ازاى .......

................................................................................................

كان احمد مازال شاردا فى سلمى عندما اقتحمت زيزى مكتبه .......للوهلة الاولى لم يستوعب وجودها فى مكتبه ..... ولكن بمجرد ان تأكد من وجودها ......اظلمت معالم وجهه وتحدث بصوت اسود : انتى ايه اللى جابك هنا 

تخطت زيزى مكتبه وجلست امام كرسيه وانحنت بجسدها للأمام لتظهر مفاتنها التى لا تحتاج لتلك الحركة لتبرز فهى من الاساس بارزة الى حد زائد ومقيت ...... ثم تلمست طرف ياقته بدلع وهمست امام شفتيه قائلة : وحشتنى ..... وحشتنى اوووى يا بيبى ..

نظر لها بشمئزاز واضح وبحركة واحدة تحرك مبتعدا عنها .....ووقف يشرف عليها بطوله الفاره .....ثم تحدث بنزق : زيزى انا مش فاضيلك فياريت تورينى عرض اكتافك 

قامت من مكانها ووقفت امامه وبنفس حركات الدلع اقتربت منه ..... وتحدثت مدعية البراءة : لسه بردو زعلان منى .....حتى بعد ما شلت الغشاوة من علي عينيك وعرفتك حقيقة مراتك .....

ابتعد عنها مرة اخرى ولكن بدون ان يتحدث فمرارة الذكرى مازال اثارها موجود وكأنها تحدث الان ........

انتهزت فرصة توتره وضايعه الحالى البادى على قسمات وجهه .....واقتربت اكثر ملصقة جسدها بظهره ويداها تحتضنان خصره ......وبنبرة تملأها الرغبة تحدثت قائلة : احمد انا بحبك انت ليه مش حاسس بنار اللى جوايا ......

امسك يدها المحيطة بخصره وابعدها عنه ......ولكنها لم تستسلم فستدارت .....واصبحت فى مقابلته ......ثم بجرأة التصقت بها طابعة شفاها على شفاه ........

..............................................................................................

فى مكان معزول عند كورنيش النيل 

تقف شاردة فى المنظر امامها .....تنساب دموعها بصمت تغرق وجنتيها .......وهى تنظر الى صفحة المياه وكأنها شاشة عرض كبيرة .......تعرض امامها مشاهد متقطعة من مراحل حياتها ......على وجهه الدقة .....مشاهد ازلالها ......اهانتها على يد كل من احبتهم ......وفى المقابل تظهر صور مهزوزة لها مع والدها .....ذكريات طفولتها ....طفولتها السعيدة .....اباها الحنون .......العطوف ...... فراغ كبير خلفه بداخله ......فراغ اتسع واتسع حتى بلع كل شئ ......تلمست بيدها قلادتها التى لم تخلعها طوال خمسة عشر عاما كاملا .....قلادة على هيئة قلب من الدهب ويحيطه فصوص صغيرة من الماس ...وبداخل القلب توجد صورة لوالدها .....كانت تحرص دائما على ارتدائها .....فهى تشعرها بالامان حتى فى احلك الظروف ...........

مشهد واحد من ضمن المشاهد الذى يتكرر وتكرر ....مشهد تكره .....تمقته ....مشهد اخر انكسار لها على يد اخر انسان كانت تتوقع ان تأتى منه الطعنة ........على يد حبيبها .....يااااه كم تشعر بمرارة تلك الكلمة الان .....كم تتمنى ان لم تشعر بها يوما .......

صورة والدها اتسعت واتسعت حتى غطت على كل الصور الاخرى .....صورة تعلقة بها عيناها الحزينتين ......وشعرت انها تنجذب اليها دون شعور منها بذلك ................

...............................................................................................

فى شركة  AW   للمقاولات 

كان فى طريقه الى مكتب احمد ليبلغه بأخر التطورات ....عندما لمح زيزى خارجة من مكتب احمد ......تسأل خالد بضيق : زيزى .....وديه بتعمل ايه هنا .....ثم اكمل بقلق .....يا ترى نواى علي ايه يا احمد ......تصرفاتك اليومين اللى فاتو مش مريحانى 

................................................

دلف الى مكتب صديقه بعد ان مر على هايدى ملقيا عليها التحية ولكنها كان يبدو عليها الضيق البالغ حتى انه لم تبادله مزاحه ....مما زاد شعور القلق بداخله ..........

خالد : احمد .....زيزى كانت بتعمل ايه هنا 

تأفف احمد بضيق : موضوع مش مهم .....ثم اردف منهيا الحوار ......كانت جاى ليه 

لاحظ خالد رغبة احمد فى عدم التحدث بالامر فانصاع لرغبته تلك مؤجلا الموضوع لوقت اخر ......قهناك الاهم الان ....

خالد : العين بتاعتنا عند جلال لسه قافل معايا .......معاد العملية اتحدد ......وهيبقى يبلغنى بالمكان والزمان بالتحديد ......وانا بلغت الرائد حازم بالتطورات ديه 

احمد : كويس  

خالد : مالك يا احمد ..... انا افتكرتك هتفرح بالخبر ده ...... انت اكثر واحد كان نفسه يشوف جلال فى السجن 

احمد : لا انا مش عايزه فى السجن .....انا عايزه ميت 

خالد : مهو ان شاء الله هياخد اعدام لما يتقبض عليه 

احمد فى نفسه : بس انا مش مرتاح غير لما اقتله بأيدى واحرق قلبها عليه .....

خالد : مالك يا احمد ....سكت ليه 

انتبه احمد الى صديقه : هاه ....لا مفيش ....

خالد بعد تصديق : بردو ...ماشي .... مش هتقولى بقى زيزى كانت بتعمل ايه هنا 

انتفض احمد من مكانه بغضب ثم اردف قائلا : يوووه .....انت مبتزهأش .....انا ماشي 

ثم انطلق خارجا من المكتب بأكمله .......

نادى خالد عليه عدة مرات ولكنه كان يتحدث مع الهواء ....فاحمد كان انصرف وانتهى الامر 

خالد : لا بقى .....ده واضح ان الموضوع كبير .....وكبير اوووى كمان 

..........................................................................................

فى مكان معزول عند كورنيش النيل 

استسلمت سلمى لصورة والدها وصوته الحنون الذى ينادى عليها ....مدت يدها اليها وكأنها ستلمسه ....واقتربت من الهاوية ........

....................................................................................

فى بنك .................

داليا بتعب : يوووه ....انا تعبت  ....ديه رابع مرة اعيد الشغل خالص ......مش قادرة اركز .......ثم تسألت فى نفسها ....يا ترى سلمى عاملة ايه دلوقتى ......

قاطع شرودها صوت دقات الباب ....فأذنت لطارق بالدخول .....والذى لم يكن سوى زياد ........شعرت بالارتباك من وجوده فهى لا زالت ......تشعر بالخجل منه بسبب ما حدث بينهم على الرغم من كونه اصبح يعاملها بجديى وفقط فى حدود العمل .....هو انسان مراعى جدا ...... وهى شاكرة له ذلك .......

زياد متحدثا بجدية : انسة داليا .....خلصتى الملف اللى طلبته منك 

داليا بارهاق واضح : لسه يا فندم ..... انا اسفة ....بس مش مركزة النهاردة خالص 

زياد بمراعاة : خير ....ايه اللى شاغل تركيزك 

داليا باحراج : لا ابدا .....شوية مشاكل فى البيت 

زياد بعملية : طب انشاء الله تتحل .......تقدرى تاخدى باقى اليوم اجازة 

داليا قاطعة : لا لا  يا فندم ....مش هينفع 

زياد منهيا النقاش : مفيش اعتراض ده امر مش طلب ..... ثم اكمل مازحا ...... مش بدل مالشغل يبوظ .......وتتهمينى ان انا اللى بشغلك فوق طاقتك .....وبدون كلمة اخرى خرج من مكتبها 

اندهشت داليا من قدرته على التعامل مع الموقف بتلك العملية وبررت ذلك لبقائه فى الخارج لفترة من الزمن ......فهو بالتأكيد تأثر بحياتهم كثيرا وكم هم جديين فى عملهم ويفصلو بين حياتهم الشخصية والعملية .....لم تستغرق نفسها كثيرا فى التفكير ......فحمدلله انتهى يوم عملها مبكرا والفضل يعود لها ......ستعود الان الى المنزل ولن تترك سلمى الا بعد ان تفهم منها كل ما حدث ..... وان اثرت على موقفها .....  فستضرب بوعدها عرض الحائط وتتحدث الى احمد .......................

................................................................................................

عند كورنيش النيل 

كانت على وشك السقوط فى المياه ....عندما اقتربت منها سيدة فى اواخر العشرينات .....ومنعتها عن السقوط بعفوية .... عندما تحدثت قائلة : معلش ممكن تمسكى الولد ده شوية لغاية ماشوف اللى مغلبنى التانى 

نظرة سلمى لها بعدم فهم فى البداية وكأنها كأن غريب عنها وتتحدث لغة اغرب 

اكملت السيدة بحرج : انا اسفة ......بس الولد بيعيط واخوه على ايدى ومش عارفة اعمل حاجة 

فهمت سلمى من كلامها انها كانت تطلب منها ان تحمل رضيعها ......فمدت لها يدها وحملت الطفل عنها .........نظرت لطفل بنظرات زائغة ......وشعور غريب بداخلها .....مزيج من الخوف والفرحة ....فرحة فى حالتها تلك ...... نعم فرحة .....فلا يوجد افضل من النظر الى وجهه طفل برئ ....ليبث فى نفسك راحة وطمأنينة .......لا تدرى لها سبب ....ولكنك تشعر بها .........

وكأن الطفل شعر باظطراب افكارها ....فابتسم لها ابتسامته الملائكية التى اذابت قلبها ورسمت ابتسامة عفويةعلى وجهها ................

نظرت السيدة الى طفلها الاخر بضيق والذى كان يبكى منذ قليل وتحدثت قائلة : ها خدت لعبتك وارتحت .......

نظر الطفل لها ببكايه دموعه وهى يضحك ويحرك رأسه بصورة عشوائية ....مما جعلها تبتسم بعاطفة امومية خالصة .......ثم رفعت نظرها الى سلمى الممسكة برضيعها وتبتسم له بطريقة رائعة مما جعلها تتأكد ان هذه الفتاة ستكون ام رائعة فعينيها تفيض بالحنان 

السيدة : ايه ده ....واضح ان اياد حبك ...

نظرت سلمى لها متسألة ولم تختفى ابتسامتها 

فأكملت : البيبى اسمه اياد ....ثم اشارت الى طفلها الاخر واكملت تعريفه : وده بقي يا ستى زياد 4 سنين بس مجننى زى مانتى شايفة .....ثم تحدثت على نفسها : وانا بقى ...ريهام 

سلمى مبتسمة : تشرفنا ....انا سلمى ....ثم اكملت وهى تداعب شعر زياد الصغير ....ازيك يا زيزو ......

نظر لها الطفل زياد ببرأة وتحدث بلغة متلعثمة : انا زياد .....مس سيزو 

نهرت ريهام طفلها على لماضته قائلة : ولد عيب 

قاطعتها سلمى قائلة : سيبه ....ده عسول خالص ....ربنا يخيهوملك 

ريهام مبتسة بأمل : يااارب ....ثم املت بصوت يفيض حنان .....ميغركيش زهقى دلوقتى .... دول نور عنيا .......ثم اكملت باسترسال وكأنها  تعرفها منذ زمن ....انتى عارفة قبل ماخلفهم كنت بقول انى عمرى مهعرف ابقى ام .....بس دلوقتى بس حاسة انى اتخلقت علشان اكون ام .....سبحان الله .....الامومة فعلا غريزة فطرية فى اى ام ......تحسي ان ابنك او بنتك هما دنيتك كلها ...........

كانت سلمى تستمع اليها باندهاش فكلماتها رغم كونها بسيطة وعفوية الى انها لمست مشاعرها بصدق وبدون وعى منها تلمست بيدها بطنها ....مكان جنينها .....

حملت ريهام اياد من سلمى وارفت قائلة : سورى صدعتك معايا 

سلمى مبتسمة : لا ابدا .....ده انتى جيتى فى وقتك 

نظرت لها ريهام متسألة ..... ولكن لم تعقب عندما لاحظت صمتها فتخططت الامر وتحدثت قائلة : على العموم فرصة سعيدة يا سلمى ......باى 

اقتربت سلمى منها ومسكت يدها بامتنان واضح ثم مالت على الرضيع اياد وداعبته قليلا ثم قبلته وهو مبتسم لها بسعادة ....ثم انحنت لتكون فى مستوى زياد وقبلته هو الاخر وارفت قائلة : مع السلامة يا زياد .....اسمك جميل زيك ....

زياد ببتسامة واسعة : وانتى جيلة اووى يا سلمى 

سلمة ضاحكة : ميرسى يا زياد .......خلى بالك من ماما 

ثم نهضت من كانها مودعة تلك الاسرة الصغيرة التى لا تعلم من اين خرجت لها 

ظلت تلوح لهم والطفل زياد يلوح لها بيده الحرة ختى اختفو عن انظارها 

نظرت سلمى فى اعقابهم وتلسمت بيدها جنينها ....وبصمت انسابت دموعها على وجنتيها 

دموع ندم .....دموع توبة .....كيف فكرت بأنهاء حياتها ....كيف فكرت بخسارة اخرتها ....الا يكفيها خسارة دنيتها لتخسر اخرتها ايضا ......لا ولم تكن ستنهى حياتها .....بل ستنهى حياة جنينها معها ....جنينها الذى كل ذنبها انه فى رحمها هى!!! ............

......................................................................................

نهاية الفصل الثانى والخمسون



عندما نشعر بثقل ذنوبنا علينا العودة الى خالقنا والتوبة النصوحة ....فالأكثر اثما من الذنب هو الاستمرار فيه !!!......................

................................................................................

كان الحارس الخاص بجلال يراقب سلمى من بعيد كما امره رب عمله .....ظفر بضيق عندما اتهى رنين الهاتف للمرة التى لا يعرف عددها ولا يوجد رد من رب عمله ......شعر بالخطر فهو يعلم  ان جلال قد شدد عليه ان يخبره بخروج سلمى من العمارة فور رؤيتها .....سعر بالخوف عندما تبعها الى ذلك المكان الذى يكاد يكون خالى من الناس ماعدا السيارات المتحركة بسرعة من حوله ..........

شاهد سلمى وهى تميل فى اتجاه المياه بصورة مربكة .....وبخبره ممارسته لعمله ...فلقد شعر من هيئتها وغرابة تصرفاتها ....اقبالها على الانتحار ........

تناقض غريب من المشاعر صارت بداخله .....فمن ناحية هو خائف يقترب منها فينهره رب عمله الذى حذره من الاقتراب منها اةاشعارها بمراقبته لها .... فهو الى الان لا يعرف ما يريده منها ......ومن ناحية اخرى ...بقايا انسانيته التى تؤنبه على طرق انسانة تبدو حاجتها الماسة الى المساعدة ......

انتفض قلبه من مكانه عندما احس بسقوط سلمى الوشيك فى المياه ......فحسم امره وتحرك مسرعا فى اتجاها بخطوات اشبه للركض ..... مرددا داخله فل يذهب العمل للجحيم ....انها حياة انسانة على المحك .......

تسمر مكانه عندما وجد تلك المرأة الغريبة تقترب منها وتتحدث معها .......

فى نفس التوقيت رن هاتف الجارد مسعود .......معلنا اتصال رب عمله ..............

....................................................................................

فى احدى المطاعم الفاخرة 

كان فى غداء عمل مع بعض الرجال ....فقام بوضع هاتفه على الوضع صامت .....كي لا يزعحه احد فقد تحدد ميعاد العملية .......ويجب ان يتم الاتفاق على كل خطوة بدقة حتى تتم العملية بنجاح ........

بعد الانتهاء من الموعد .....تمطع جلال فى مكانه وقام بتحريك رقبته فى جميع الاتجاهات ....لتقليل تيبسها بسبب ثبوتها على وضعية واحدة لفترة طويلة .......قام بأخراج هاتفه لتفقد اتصالته التىحدثت اثناء اجتماعه ....انتفض واقفا عندما وجد ذالك العدد من الاتصالات الاتية من شخص واحد .....الجارد مسعود ......فقام من فوره بايعادة الاتصال به ...... وبمجرد سماعه لصوت مسعود تحدث بلهفة لم يستطع اخفائها : ها خرجت 

الجارد : ايوة سيادتك ...... احنا دلوقتى موجودين فى .......................

جلال : تمام ....انا جاى لعندكو ولو اتحركت لمكان تانى تبلغنى ....انت فاهم 

الجارد : اوامر معليك 

..........................................................................................

فى مركز دكتور كمال الشربينى 

كانت سلمى تنتظر دورها التى حجزته فى اخر مرة كانت لها هنا فهى كانت قد قررت المتابعة مع دكتور كمال ....وبعد قرارها الاخير بالاحتفاظ بجنينها مهما كانت العواقب ...... توجهت الى المركز كى تطمئن على جنينها ..........

قامت الممرضة الموجودة فى الريسبشن بالنداء عليها عندما حان دورها 

الممرضة : مداد سلمى سليم .....قامت بالنداء مرة اخرى ....مدام سلمى 

انتبهت سلمى لاسمها فوقفت واتجهت الى الممرضة وتحدثت بنبرة متلعثمة : ايوة انا سلمى 

الممرضة مشيرة لاتجاه غرفة الكشف : اتفضلي حضرتك 

دلفت سلمى الى داخل الغرفة حيث رحب دكتور كمال بها فهو يعرفه جيدا منذ ان كانت تأتى مع سلوى باستمرار خصوصا بعد علمه بأن سلمى هى ابنة سليم السيوفى ....صديقه المتوفى 

بعد ان انتهى الدكتور كمال من الكشف عليها .....اتجه الى مكتبه وتبعته سلمى 

جلست بوهن وتحدثت بنبرة قلقة  عندما لاحظت اضطراب نظرات الطبيب : خير يا انكل كمال .....طمنى 

كمال بأسى :للاسف يا بنتى ....الوضع مش مطمئن 

سلمى بزعر : يهنى ايه ....ابنى جراله ايه 

كمال محاولا طمئنتها : لغاية دلوقتى مجرالوش حاجة .....بس حالة الضعف العام ونقص الحديد اللى عندك ممكن تضر بالجنين ........ كمان من الواضح انك بتمرى بأزمة نفسية شديدة اليومين وده ازى الجنين جدا 

سلمى بصوت باكى : طب والحل يا انكل 

كمال : انا هكتبلك على ادوية تثبيت للحمل ....كمان هكتبلك فيتامينات وحديد علشان صحتك والباقي عليكى ......تاخدى الدوا فى مواعيده وكمان تتغذى كويس وتبعدى عن اى ضغط نفسي .......وان شاء الله انا هفضل متابع معاكى لغاية معاد الولادة بأذن الله ......بس لازم تحرصى على مواعيد الكشف ومتفوتيهاش 

سلمى مومأة برأسها : حاضر يا انكل حاضر .....ثم استأذنت منصرفة من عند الطبيب وهى تشعر بالخوف الشديد على جنينها ......فهو لم يرى النور بعد ويعيش معها كل الامها ...................................................................................

داخل سيارة جلال 

امر جلال سائقه بتغير اتجاهه الى المكان حيث ابلغه حارسه بوجود سلمى .....شعر بالقلق لوجودها فى مثل هذا المكان .....وخفق قلبه بخوف من احتمال حملها ......فوجود طفل فى هذا الوقت من الممكن ان يدمر كل شئ ......

كما انه  لن يسمح لها بحمل طفل غيره .......... حتى لو اضطر لقتله بيده فى حال تأكده من وجوده !!!.................................

..................................................................................

فى منزل داليا عبدالحمن 

كادت داليا ان تفقد عقلها فهى تهاتف سلمى  منذ ان وصلت واخبرتها امها بنزول سلمى صباحا للتمشية وعدم عودتها حتى الان ......

داليا بزعر : بردو مغلق .....لا الموضوع كده ميطمنش .....

ناهد مهدئة ابنتها : اهدى يا داليا يا حبيتى 

داليا : اهدى ازاى بس يا ماما ........ سلمى تليفونه مقفول ولغاية دلوقتى مرجعتش هتكون راحة فين بس 

ناهد : يا بنتى الغايب حجته معاه .....مش يمكن تليفونها فصل شحن 

داليا : بس اتاخرت اووى يا ماما ....اوووى 

ناهد : طب استنى شوية ولو مرجعتش نبقي نتصرف 

داليا : ربنا يسترها معاكى يا سلمى .....................

.....................................................................................................

وصل بسيارته  الى عنوان المركز .....حين رأه الحارس مسعود ذهب فى اتجاهه مسرعا وقام بفتح باب السيارة له .....ترجل جلال من السيارة وبلهجة غامضة تحدث : نزلت 

الحارس مسعود : لسه يا فندم من ساعة مادخلت مخرجتش 

لم يكد جلال يرد عليه حتى رأها تخرج من المركز وترتسم على وجهها علامات الحزن والاجهاد الواضح ........................

تحرك جلال مم مكانه متجها اليها تاركا مسعود خلفه مندهشا من رد فعل رب عمله 

اقترب منها وتحدث بصوت ظهرت لهفته : سلمى 

كانت خارجة من المركز وهى شاردة فى طفلها الذى لم يأتى بعد ..... وقد اقسمت بداخلها على الحفاظ عليه حتى ولو المقابل روحها وحياتها ...........

تسمرت فى مكانها عندما رأت اكثر وجهه تمقته فى الحياة ......نظرت له بشمئزاز عندما سمعت اسمها يخرج من بين شفتيه بتلك الطريقة المقززة ......وبدون ان تنطق بحرف تحخطته مكملة طريقها ......

قطع طريقها مرة اخرى وتحدث مدعيا الندم : سلمى ارجوكى اسمعينى ....... انا اسف ......انا مكنتش اقصد 

قاطعته بحدة وبكل غل تحدثت قائلة : مكنش قصدك .....دمرت حياتى مرتين وتقولى مكنش قصدك .....دمرتنى وقضيت على كل حاجة حلوة جوايا وتقولى مكنش قصدك .....ثم اكملت بمرارة ...انا برد عليك ليه ......الى زيك خسارة فيه حتى الكلام ثم تركته وذهبت .....

جلال من خلفها : انا عملت كل ده علشان بحبك .....وعندما تابعت طريقها .....اردف قائلا ............ كل ده علشانه .....علشان راجل مقدرش حبك ليه ورماكى بطول دراعه 

ثم اردف بكره بائن ......يستاهل 

التفتت سلمى اليه ثم اردفت بحدة : اه يستاهل ......يستاهل عمرى كله .كمان ....لا تدرى لما قالت ذلك .....ولكن شعور بالنفور بداخلها  ....فبمجرد ذكر جلال له بالسوء .....اغلى الدماء  بعروقها ....فاحمد مهما كان هو والد طفلها ....هكذا بررت لنفسها دفاعها عنه 

بمجرد سماعه لجملتها الاخيرة سيطر عليه غضب اسود .....فهب من مكانه وبخطوة واحدة قد قطع المسافة الفاصلة بينهم وبكل قسوة امسك برسغها بقوة ........ مانعا اياها من التحرك .....ثم اشار بيده الحرة الى حراسه وسيارته التى اقتربت منه فور اشارته لهم .....كمم فمها بيده حتى يكتم صراخها وبقوة سحبها الى سيارته وامر سائقة بالانظلاق فورا وحراسه يتبعونه بطاعة عمياء ......................................

حاولت سلمى التخلص من قبضته القوية الممسكة بها ولكن امام قوته الجسدية مقارنتا بجسدها الضعيف وهى فى اضعف حالاتها ايضا ....كانت كالنملة التى تحاول ازاحة حائط 

اصابها الوهن من كثرة تخبطها ولكنها لم تستلم حاولة وحاولة ....الى ان قام جلال بضربها على رأسها فسقطت مغشية عليها فى سيارته ......... 

فقدت وعيها بين زراعيه .......فقام بتحرير يديها من يديه وقم باحاطتها بزراعه وظل يتأمل سكونها طوال الطريق 

جلال فى نفسه : مسبتليش حل تانى يا سلمى غير ده ........انتى ليا انا برضاكى او غصب عنك ليا انا وبس !!!!...........................................

نهاية الفصل الثالث والخمسون


حب اجبارى 

فى منزل داليا عبدالرحمن  

هبت من مكانها فهى لم تعد تستطيع الانتظار اكثر من ذلك .......لقد حل المساء وسلمى لم تعد حتى الان .....

قررت داليا الاتصال بخالد بعد ان انهكها التفكير وضاقت بها الطرق ......

..............................................................................................

فى منزل احمد الدمنهورى 

كان يجلس فى مكتبه مدعيا الانهماك فى العمل الذى كان هو ابعد ما يكون عنه 

عاد بتفكيره الى ما حدث صباح اليوم مع زيزى 

Flash back                                                                                 

انتهزت فرصة توتره وضايعه الحالى البادى على قسمات وجهه .....واقتربت اكثر ملصقة جسدها بظهره ويداها تحتضنان خصره ......وبنبرة تملأها الرغبة تحدثت قائلة : احمد انا بحبك انت ليه مش حاسس بنار اللى جوايا ......

امسك يدها المحيطة بخصره وابعدها عنه ......ولكنها لم تستسلم فستدارت .....واصبحت فى مقابلته ......ثم بجرأة التصقت بها طابعة شفاها على شفاه ........

كاد احمد ان يضعف امام اغرائها الملح ....مبررا لنفسه ان ذلك هو اكبر دليل على عدم تأثره بسلمى الى هذا الحد .......قربها منه بقسوة  محاولا مجراتها .....وعندما كاد ان تطبق شفاه على شفاها ......فجأة ابعدها عنه بحدة وارف قائلا .....اطلعى بره ....بره .....مش عايز اشوف خلقتك تانى .......حاولة زيزى التحدث عندما قاطعها بحدة .....ولا كلمة زيادة ......بره يا زيزى ....واياكى اشوف وشك تانى همحيكى من على وش الارض .....انتى فاهمة .......

خرجت زيزى مسرعة من مكتبه وهى تسبه بالفاظ مقيته مثلها ........

بينما وقف هو فى مكتبه يضغط بانامله على شعره بقوة .......لعنة اخرى اصابته سلمى بها ......فهو حتى لم يعد يرغب بأى امراءة اخرى من بعدها .......فلن يستطيع العودة على 

ما كانه قبلها ..... فهى اصابت قلبه بجرح غائر سيترك ندبته عليه طوال عمره...............

Back                                                                                         

                                                                                  

دخلت سعاد عليه غرفة المكتب لتعطيه قهوته 

سعاد بضيق : بردو مش ناوى تقولى سلمى راحت فين 

احمد بضيق : دادة قولتلك متجبيش سيرتها تانى فى البيت ده 

سعاد بغضب : لا بقى .....مانا لازم افهم ....عملتلك ايه المسكينة علشان تتكلم عنها كده 

احمد بسخرية مريرة : مسكينة .....اسمتى يا دادة انتى متعرفيش هى عملت ايه 

سعاد : طب عرفنى ....علشان افهم 

قاطعهم صوت جرس الباب الذى يضرب بعنف فتوجه احمد مسرعا ليرى من المزعج الذى يأتيهم الان .....وتتبعه سعاد ........

قام احمد بفتح الباب لطارق الذى لم يكن سوا خالد ............. وبمخرد ان فتح الباب حتى هب خالد كالعاصفة .....

خالد بغضب : احمد صحيح اللى انا سمعته .....سلمى مش فى البيت بقالها اسبوع 

سعاد مسرعة بلهفة ردا على سؤاله : ايوة يا خالد يا بنى ....

خالد : طب ليه يا احمد ...... ايه اللى حصل خلاها تسيب البيت .....ماترد ساكت ليه 

لم يرد احمد على تسألات اى منهما فهو لا يريد الحديث عنها حتى .....

اكمل خالد بضيق : سلمى كانت عند داليا طول الفترة اللى فاتت ....لغاية النهاردة الصبح ....خرجت ومرجعتش وتليفونها مقفول ....... اكمل بضيق عندما لم يجد اى رد من الصنم الواقف امامه ........ انت ساكت ليه ....متنطق يا اخى 

استمع له للنهاية ......لن يستطيع ان يخفى شعور الراحة الذى ساوره ....عندما علم ببقائها عند صديقتها .....ولكن خيبة اصابتها عندما على برحيلها فلابد انها قد قررت الذهاب لعشيقها .....ولكن لا يشعر لما يساوره القلق .....

كاد خالد يجن من صمت احمد ....فلكزه فى صدره بعنف واردف قائلا : متنطق يا اخى مراتك فين .....

عند هذا الحد نطق الصنم عندما تحدث بصوت شيطانى لا يا بت لاحمد بصلة : مش مراتى 

نظر خالد وسعاد الى احمد باندهاش عقب جملته التى اطلقها فى وجوههم ......

تابع احمد : اناطلقتها خلاص ............................

..................................................................................... 

فى منزل زيزى 

كانت مستلقية على اريكتها المريحة وبيدها احدى كؤؤس الخمر وامامها تقبع زجاجة على وشك الانتهاء .....تنهدت بملل عندما رأت وشك الزجاجة على الانتهاء كما حياتها الفارغة اصبحت الزجاجة فارغة ..........

كانت تشعر بكره تجاه كل من حولها ....فهى خسرت كل شئ ......بعد كل ما فعلته خسرت........ولكنها اكتشفت انها بحياتها لم تفز بشئ من الاساس ...فلما الحزن الان ....ضحكت بثملان على افكارها .....نعم هى لم تكسب شئ بحياتها .....هى خسرت كل شئ .....خسرت عائلتها .....خسرت اصدقائها بغرورها وتكبرها عليهم ........ خسرت الرجل الذى ظنت انها احببته بصدق ......والاهم خسرت نفسها .....

اذا فلتشرب نخب الخسارة .....نعم عليها ان تهنئ كارهيها .....فاليوم اعترفت بخسارتها .....

رن جرس الباب عدة مرات ....تأففت بضيق ولم تجب .....لعل الطارق يمل زيذهب فهى ليست فى مود يسمح لها بالزيارات الان ......ولكن الطرق استمر الى ان احست بالصداع يجتاح كل ذرة برأسها .....فقامت مستسلمة لتفتح الباب 

دلفت شاهى والتى كانت هى الطارقة الى الشقة .....بمجرد ان رأتها زيزى تركت اياها وعادت للاستلقاء على اريكتها وامسكت كأسها لتكمله .......ثم نظرت تجاهها بازدراء واردفت قائلة : ايه اللى جابك يا شاهى 

شاهى بغل وعينيها تنطق بالشر : جايا اخد حقى يا زيزى 

ضحكت زيزى بميوعة ثم تحدثت قائلة : حق .....حق ايه ان شاء الله .... هو انتى ليكى عندى حقوق 

شاهى : ايوة .....جلال ....ليا عندك جلال 

زيزى بتسأل: جلال 

شاهى : ايوة جلال ....جلال ده كان حقى انا وانتى لهفتيه منى 

زيزى : انا ملهفتش حاجة .....اهو عندك اشبعى بيه 

شاهى : بعد ايه .....بعد ماقلب عليا  ورمانى رمية الكلاب 

زيزى بضيق : طب وانا مالى .....جايالى انا ليه دلوقتى

شاهى : مانا قولتلك جايا اخد حقى 

زيزى بسخرية : وايه هو بقى حقك ده 

شاهى : مليون جنيه 

وقفت زيزى فجأة وتحدثت بسخرية : مليون ايه ....انتى اكيد اتجننتى 

شاهى : لا يا زيزى انا لسه متجننتش......فمطلعيش انتى جنانى ....وتخلينى اعمل اللى هتندمى عليه 

زيزى بغضب مشيرة تجاهها بتعالى : انتى تندمينى انا 

شاهى : ايوة انا .....كل صورك وفضيحك عندى ولو المليون جنيه مجوشفى ظرف 48 ساعة كل حاجة هتروح لابوكى وامك وهما يتصرفو معاكى 

ضحكت زيزى عقب جملتها الاخيرة بمرارة ثم اردفت قائلة : يتصرف معايا ......العبى بعيد يا شاطرة .....ويعلمك بقى اهلى عارفين كل حاجة عنى ..... بس عاملين نفسهم مش واخدين بالهم 

شاهى بغضب : بردو المليون جنيه يجولى يأما صورك وفضاحيك هتنزل بكرة فى الجرايد والسوشيال ميديا .....

هجمت عليها زيزى بغضب وتحدثت من بين اسنانها : بقى انتى يالمامة بتهددينى ......انتى نسيتى نفسك ولا ايه ده انا افعسك بأيديا 

حاولت شاهى التملص من ضبضتها عليها ثم انحنت على الطاولة حاملة للزجاجة الخمر الشبه فارغة واردفت وهى تهوى بالزجاجة على رأس زيزى : مش قبل مافعصك انا الاول .....

انفجر الدم بغزارة من رأسها بمجرد سقوط الزجاجة عليها ...... ووقعت على بقايا الزجاج المحطم جارحا معظم انحاء جسدها بجروح بالغة ولكنها لم تشعر بها ....فقد فارقتها الحياة وانتقلت من عالم الاحياء الى عالم الاموات ......

نظرت شاهى بهلع تجاه زيزى المسجية على الارض جاحظة العينين والدماء تسيل من كل انحاء جسدها .....اصابها الرعب الشديد ......واحست بفظاعة ما ارتكبته يداها ..........

..................................................................................................


ماتت زيزى .....ماتت على معصية الله ....ماتت بدون توبة .....ذهبت الى خالقها مثقلة بذنوبها .....فهل استحقت حياتها ذلك ......... هل حياة المجون واللهو استحقت معصية الرحمن ....لقد ضاعت حياة فتتاتان الان ....احدهما قد ماتت بالفعل والاخرى على وشك الموت عند الحكم عليها بالاعدام ......فعلى من يقع اللوم............ عليهم فقط ....ام على مقطمعهم ...اما على اهلهم الذين ابتعدوا عنهم سامحين لهم بارتكاب كل ما حرمه الله ...... مهملين دورهم فى اخراج ابناء اسوياء للمجتمع ........

........................................................................................

فى منزل احمد الدمنهورى 

لطمت سعاد على وجسهها عقب ما سمعته من احمد .....

خالد بصدمة : ايه ..... طلقتها ......انت اتجننت 

احمد بانفعال : خالد .....

خالد  مشيحا بيده : بلا خالد بلا زفت .....انت خليت فيا دماغ ......بقى مراتك اللى بتعشقها تفرط فيها بالسهولة ديه .....وكمان مش همك اختفائها 

احمد وقد كسي الحزن والالم ملامحه : انت متعرفش حاجة 

خالد : ومش عايز اعرف ..... علشان انت اكيد اتجننت ..... 

اطرق احمد رأسه بأسى ولم يعقب على قول صديقه .....فتابع خالد بحنق : انت دلوقتى حالا تروح تجهز علشان نروح ندور على مراتك .....ثم اكمل بصرامة لا يدرى من اين اكتسبها .....من الممكن انه اكتسبها من حالة صديقه الغريبة التى ولاول مرة يراه هكذا حتى فى ازمة خيانة  (هاجر) صديقته من الجامعة له والتى كانت سبب فى عدم ثقته فى كل النساء لم تؤثر عليه هكذا .......... فالذى يقف امامه  ليس احمد ....انما انسان مهزوز ومظطرب .....ينتظر من يوجهه لطريق الثواب ......وهو سيكون هذا الشخص ......

..............................................................................................

فى احدى الاماكن النائية 

حيث  المكان شبه خال من البشر .....يوجد مبنى وحيد وسط مجموعة مبانى متهدمة .....وبداخل ذلك المبنى المكون من صالة كبيرة ويحيط بها عدة غرف ....وحالتهم متهدمة ايضا .....

خرج جلال من احدى هذه الغرف بعد ان ادخل سلمى الغائبة عن الوعى اليها .....فلقد منع اى احد من حملها غيره ..........

جلال محزرا الجارد مسعود ومن معه : تخلى بالك منها كويسة ....حسك عينك يجرالها حاجة او تغيب عن نظرك ...

مسعود بعدم رضى : اوامر معاليك 

جلال : انا ماشي دلوقتى ....ولو حصل اى حاجة تبلغنى على طول 

مسعود : اوامرك 

خرج جلال من ذلك المكان واستقل سيارته الى مكان شركته فلازالت بعد الاعمال عالقة وينبغى ان ينهيها فلا يوجد وقت كبير على معاد استلام الشحنة ........

................................................................................................


فى منزل سالم السيوفى 

اضطرب سالم فجأة وهو جالس مع زوجته وابنه حتى كاد فنجان القهوة يقع من يده 

عفاف بلهفة : بسم الله الرحمن الرحيم .....خير يا سالم ....

سالم بخضة : مخابرش ....جلبى انجبض فجأة 

عفاف : خير كفالله الشر 

سالم : سلمى انى جلجان عليها .....جلبى وكلنى 

عفاف : ليه بس ..... مانا وانت لسه مكلمنها امبارح وكانت الحمدلله بخير 

سالم : لا .....صوتها مريحنيش 

عفاف : مانا بردو ...... بس هى قالت انها مزكمة 

سالم : لا جلبى بيجولى ان في حاجة عفشة حوصلت 

عفاف  مطمئنة اياه : لا عفشة ولا حاجة .......متفولش عليها بس .....سلمى زى الفل وجوزها بيحبها وحططها فى عينيه ......

قاطع حديثهم دخولى حسن الذى دخل بمرحه المعتاد 

حسن : السلام والرحمة 

عفاف : وعليكو السلام 

جلس حسن بارهاق بجوار والدته وضمها اليه بمرح بعد ان قبل يد والده .....وتحدث مداعبا اياها : ايه الحلوةة ديه يا فوفة .....انتى كل يوم بتحلوى عن جبل سابج

سالم : اتحشم يا ولا .....هتعاكسها جدامى ياك 

حسن مدعيا الحزن وهو ينظر الى والده : ولا .....بجى كل ده وولا ......ايه يا حاج هو انت مش شيفنى انا بجيت كيف ولا ايه .....ده انى كبرت من زمان على ولا ديه......وجربت اتجوز  كومان 

فهم سالم تلميح ابنه ....فهو يريد منه ان يفى بوعده له ويخطب له فاطمة بعد ان اتم هو الجزء المطلوب منه .....ورغم انه زهنه مشغول الان بسلمى وما يحدث لها ولا يعلمه ....طمئنه قائلا : انى منسيككش يا سى حسن ..... انى خلاص كلمت عمك طاهر على موضوعك والراجل مرحب بالموضوع ......وان شاء الله هنحددو يوم ونرحوله ...

ما ان سمع حسن هذا الكلام من والده حتى هب واقفا بسعادة جالية واحتضن والده وقبله بسعادة واردف قائلا : بجد يا بوى .....يعنى انى خلاص هتجوز فاطمة 

عفاف ضاحكة : يا بنى اطقل شوية .....متبقاش مدلوك كده 

حسن وهو متجه الى الاعلى وتعلو وجهه السعادة ....خلاص مبجتش فارجة مدام هاخد اللى جلبى رايدها .......ثم اتجه الى الاعلى كى يفرح حبيبته بهذا الخبر السعيد ......

ضحك والديه فى اعقابه ودعو له باتمام فرحته على خير ................

............................................................................................

فى مخفر الشرطة 

وصل خالد واحمد الى مخفر الشرطة .....بعد ان اتصل خالد بداليا وعرف منها ان سلمى لم تعد بعد ......طمأنها عليها ومن ثم اتجهو سويا الى مخفر الشرطة .....

الظابط حازم : اهلا ....اهلا وسهلا ....سلم احمد وخالد على الضابط ومن ثم بدأو حديثهم 

حازم الهلالى ....ضابط شرطة وصديق لخالد .....تعاون احمد وخالد معه منذ معرفتهم بحقيقة جلال القذرة ...... وبدأو التعاون مع بعضه البعض للايقاع بجلال 

حازم : اكيد سمعتو اخر الاخبار وجيتو تطمنو 

احمد باستغراب : اخبار ايه 

حازم : الشحنة هتتسلم بكرة ...... جلال قدم الوقت ....بس منعرفش ايه السبب .....بس لما انتو متعرفوش ...جيين ليه 

خالد : بصراحة ....مرات احمد اختفت من الصبح ومنعرفش طريقها .....وتليفونها كمان مقفول 

حازم بتفكير : امممم ..... شكين فى حد ممكن يخطفها ......جلال مثلا 

خالد : منعرفش ..... احنا جاينلك هنا علشان نعرف منك 

حازم : تمام .....هنفتح محضر بالواقعة ....... وهنبدأ بالبحث عنها فورا ....بس ياريت تديولنا بياناتها بالكامل ووصف دقيق ليها ......من الطبيعى اننا لازم نستنى 24 ساعة علشان نعمل المحضر ونتخذ اجرأتنا بس انتو ليكو معاملة خاصة 

خالد : متشكر يا حازم .....ده العشم بردو .....

نظر حازم تجاه احمد والذى كان يبدو عليه الوجوم : متقلقش ياحمد ان شاء الله مراتك هتبقى بخير 

نظر له احمد بشك واردف قائلا : ان شاء الله

اخذ حازم كل بيانات المتعلقة بسلمى واخبرهم انه سيتم البحث عنها فى كل مكان ...... كما طمأنهم انه اذا تم فتح الهاتف سوف يمكنهم ذلك من تحديد موقعها ..... كما اكد عليهم عدم التدخل فى عملية تسليم الشحنة غدا ورفض اخبارهم بالموعد او  مكان التسليم نظرا لسرية وخطورة الموضوع ......

..........................................................................................

خرج خالد من المخفر وهو يشعر ببعض الا رتياح .....نظر الى احمد الذى كان وجهه لا يفسر ...واردف قائلا : خلاص كلها بكرة وهنتخلص من اللى اسمه جلال ده ...... وان شاء الله هنلاقي سلمى ......ثم نظر له بتسأل ......تفتكر ممكن تكون سافرة عند عمها ....

نظر لها احمد باستغراب فهو لم يستمع الى معظم ما قاله .....فقد كان يفكر طول الوقت .......يبدو ان الغشاوة التى على عينيه قد بدأت تنزاح والامور تتضح امامه رويدا رويدا 

....... فكر احمد ...... اين اختفت سلمى .......ولما لا ترد علي اتصالات داليا وهى تعلم انها ستكون قلقة عليها ....... وان كانت قد ذهبت لجلال ......لما لم تخبر داليا بذلك .....فمن الواضح ان داليا لا تعلم بخبر طلاقهم ..........كان عقله تدور به عدة اسئلة لا يجد لها اجابة ....... هداه عقله الى نتيجة خشي ان تكون حقيقة ........ وفى نفس الوقت تمنى صحتها .......... فمن الممكن ان تكون سلمى بريئة ولم تفعل شئ ....... وان كانت كذلك فأين هى الان ...... والسؤال الاهم .....هل ستسامحه ان كانت حقا مظلومة بعد ما فعله بها !!!!................................................................

نهاية الفصل الرابع والخمسون


تكملة الرواية من هناااااا

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا



تعليقات

التنقل السريع
    close