رواية حب أجبارى الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون بقلم رشا ابراهيم
رواية حب أجبارى الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون بقلم رشا ابراهيم
حب أجبارى
الفصل الثالت والرابع والثلاثون
هل سبق وشعرت بروحق تسحب منك ...بأنك تموت بالبطئ ... بأن حياتك متوقفة على كلمة من شخص ما ... اما ان يخبرك بعودة قلبك الى الحياة من جديد ...او توقفه عن الخفقان الى الابد.......
ذلك كان شعور احمد وقت وقوع ذلك الحادث ..مازال لا يصدق انه قد مر اسبوعان علي ذلك اليوم .... يوم لن ينساه ابدا ما حيي ....عندما سمع صوت صراخها انتفض واقفا ..وما ان خرج من الغرفة حتي وجدها ملقاه على الارض بعد ان وقعت من اعلى السلم ..كانت فاقدة للوعى والدماء تجرى انهارا على وجها وعلى بعض اجزاء من فستانها..لم يدري بنفسه ..كيف انتشلها من على الارض كالجثة الهامدة ..كيف وصل بها الى المشفى ...كيف وقف بالخارج بينما هي تصارع الموت بالداخل ...دمائها التى كانت تغرق قميصه .. كانت تزيد من خوفه اضعاف..حتى انه لم يبالي بمحاولة الاخرين لتهدئته ...ظل واقفا امام غرفة العمليات ....الى ان خرج الطبيب ..........
...............................................................
افاق من شروده عند رؤيتها ...تستيقظ اخيرا ....
احمد بابتسامة : صباح الخير ...كل ده نوم
سلمى بصوت ناعس : صباح النور ... انا مش عارفة مالي ..بقيت بنام كتير اوووى
احمد بصوت هادئ : معلش ...من الادوية
حاولت سلمى تحريك جسدها ولكنها شعرت بالالم ....سلمى بتأو: اااااه
قام احمد منتفضا من مكانه وجلس بجوارها على الفراش ...
احمد : مالك يا حبيبتى ...فى حاجة بتوجعك
سلمى نافيه برأسها : لا بس انا زهقت من اعدة السرير وعايزة اتحرك
احمد : يا حبيبى الدكتور قال لازم راحة ....واللى انتى عايزاه انا اجيبهولك لغاية عندك
سلمى بتأفف : بس انا فعلا زهقت والدكتور قال اتحركى بس براحة ...وانا على طول فى سرير مش بتحرك
احمد : خلاص طالما عايزه تتحركي ...يبقى تسندي عليا وهنتحرك فى الاوضة هنا وبس
شعرت سلمى بالضيق من اهتمام احمد المبالغ فيه ...كما انها لن تنسي ابدا ما عرفته عنه ...فلولا انها عرفت حقيقته لكانت صدقت انه فعلا يحبها فمعملته الرقيقة وحنيته معنى تدل على حبه ...تسألت سلمى فى نفسها ...كم هو ممثل بارع .....
.................................................................
فى غرفة جليلة وطاهر
نادية : هتفضلي اجده مخصماني ومعيزاش تكلمينى ياعمتى
جليلة بضيق : بعدي عنى يا نادية ..متيجاش اشوفك
نادية : ليه انا عملت ايه بس
جليلة : يعنى مش عارفة عملتي ايه
نادية : مانى لو اعرف مكنتش سجلت
جليلة : انى مكنتش اتصور ابدا ان غلك كرهك يوصلوكى لحد اجده .. بجى عايزة تجتلي .... تضيعى روح بنى ادم
نادية مدعية الاندهاش : انا يا عمتى الله يسامحك ..بجي انى تجولى عليا اجده ... ده انتى مربيانى بيدك .....
جليلة : يا خسارة تربيتى فيكى ....انا لولا انى شوفتك بنفسي مكنتش اصدج واصل
نادية بارتباك : شوفتينى ...شوفتى ايه
جليلة : شوفتك وانتى الكرسى علشان سلمى تتكعبل فيه وتخلصي منيها
نادية بارتباك وضيق واضح وقد سكت قناع الطيبة عنها : يعنى كنتى عايزانى اعمل ايه يعنى .....وبعدين مانتى كان نفسك تخلصي منيها انتى كمان يا عمتى
جليلة : انى منكرش اني مش طيجاها ولساتنى معيزهاش لولدى ....بس مش لدرجة الجتل ....مش لدرجة انى ارتكب كبيرة من الكبائر
نادية بسخرية : والله ...والعمل اللى كنتى عايزة تعمليهولها ديه ..مش كبيرة من الكبائر بردو
جليلة بندم حقيقى : غلط ...شيطانى وكرهي كان عمينى ...والحمدلله ان الموضوع متمش ....انما انتى ...انتى ازاى جلبك طوعك تعملى حاجة زي اجده ...انى لولا عيالك كنت جولت لعمك طاهر وهو بجي يتصرف معاكى
نادية بخوف : عمي ...
جليلة بحزم : ايوة عمك ....وحسك عينك تجربى لسلمى تاني ...احنا منجصينش جتيل تاني ....كفايانا دم عاد ...
نادية بضيق : يعنى ايه
جليلة : يعنى الموضوع ديه انجفل خلاص ...معوزاش حديت فيه تانى ....ويلا غورى
خرجت نادية من غرفة جليلة وهي تتوعد لسلمى ....
.........................................................................
فى مقر شركة arch warld
خالد بعصبية : اللي حصل ده اسمه تسيب واهمال ....حضرتك كنت فين لما المصيبة ديه حصلت
مهندس الموقع بخوف : حضرتك انا اول مأكتشفت المشكلة ديه جيت لحضرتك علي طوووول
خالد بنفس الحدة : وحضرتك كنت فين لما شحنة الاسمنت البايظ دخلت الموقع ...ايه نايم على ودانك
المهندس بارتباك : يا فندم حصل ...احنا الحمدلله اكتشفنا الموضوع ده فى البداية
خالد وقد زاد انفعاله : حصل خير ....تصدق صح ...فعلا حصل خير ايه يعنى شحنة اسمنت بملايين تضيع علينا ....وافرض كنا اشتغلنا بيه والبيوت وقعت على دماغ السكان كنت بردو هتقولى حصل خير
سكت المهندس ولم يتحدث ووضع وجهه فى الارض فهو المسئول الاول والاخير عن موقع العمل ...فأكمل خالد بنفس الحدة ...اتفضل ياباشمهندس....اتفضل اما اشوف حل فى المصيبة ديه ......
خالد فى نفسه : لا الموضوع ده ميتسكتش عليه ابدا ...ده مش اول مرة تحصل مشاكل زى ديه ....احمد لازم يعرف ......
.......................................................................
فى منزل طاهر الدمنهورى
عفاف : حبيبتى ....عاملة ايه دلوقتى
سلمى وهي تحاول التحرك فمنعتها عفاف ....خليكى يا حبيبتى مرتاحة
سلمى : انا الحمدلله بقيت كويسة
عفاف : بسم الله ما شاء الله عليكى يا حبيتى ....ثم نظرت الى احمد وتحدثت .... ازيك يا احمد عامل ايه يا حبيبى
احمد : الحمدلله ...حضرتك عاملة
عفاف : الحمدلله ... طمنى يا احمد الدكتور قالوكو ايه اخر مرة
احمد : الحمدلله طمنى ....الردود اللى فى جسمها كل خف وان شاء الله هتفك الجبس بتاع دراعها كمان اسبوع ...
عفاف : على خير ان شاء الله ....ثم نظرت الى سلمى .....شدة وتزول يا حبيبتى
سلمى : انا مش عارفة انتو مكبرين الموضوع كده ليه ...مانا قدامكو اهو زى القردة
ضحك احمد وعفاف على مزاحها ....وتحدث احمد مازحا .....طب يلا يا قردة علشان تاخدى علاجك
نظرت سلمى له بضيق ....فاكمل ضاحكا ...الله مش انتى اللى قواتى بتزعلى ليه دلوقتى ...
رن هاتفه وهو معهم فأستأذنهم قائلا ....طب عن اذنكو هرد علي التليفون
عفاف : اتفضل يا حبيبى وانا هديها العلاج
احمد وهو متجه الى الخارج : تمام
نظرت سلمى الى احمد الذى خرج يتحدث فى الغرفة الاخرة ولم يتحدث امامهم بشك ...وزفرت بضيق .....
.............................................................
فى الخارج
احمد بعصبية : ازاى كل ده يحصل يا خالد ومتبلغنيش غير دلوقتى
خالد : والله يا احمد انا حاولت احل الموضوع بنفسي من غير ماقولك...انا عارف انك مشغول مع سلمى دلوقتى ومش ناقص ....بس الامور هنا باظت خالص
احمد بحدة : خلاص يا خالد .... واقف كل حاجة على مااجيلك ....انا جاى النهاردة ....مسافة السكة واكون عندك
خالد : خلاص ماشي وانا مستنيك
اغلق الهاتف وزفر بضيق ...فلا ينقصه مشاكل شغله الان ....كيف يفكر فى كل تلك المشاكل معا ...يشعر بأن عقله قد شل ....وسلمى وحدها موال ...لا يقدر على السفر وتركها هنا ...وحالتها لا تسمح بالسفر ايضا .....بعد تفكير حسم قراره ....سيأخذها معه ...سيفعل كل التدابير الازمة كي ترتاح اثناء السفر ....فبعد تلك الحادثة لن يأمن عليها فى اي مكان هو غير موجود به ...........
دخل احمد الى الغرفة ويبدو عليه الضيق الواضح ...وسرعان ما لاحظته سلمى ...وعفاف ايضا ....
سلمى بلهفة : مالك يا احمد ..حصل ايه
احمد : مفيش شوية مشاكل فى الشغل
عفاف : خير كافاالله الشغل
احمد : خير ان شاء الله ....ثم وجهه حديثه الى سلمى قائلا ...يلا يا سلمى جهزى نفسك علشان هنسافر دلوقتى
سلمى بخضة : هو انا هسافر معاك
احمد باستغراب : مالك اتخضيتى كده ليه ...طبيعى انك تكونى معاى
سلمى بانفعال : لا انا مش هسافر معاك ...
احمد بعصبية : يعنى ايه مش هتسافرى معايا
عفاف محاولة تهدئة الموقف : استهدوا بالله يا حبيبي ... ثم اكملت موجهة حديثها لاحمد الذى كان واضح عليه الانفعال ....احمد انت مش شايف ان سلمى وضعها ميسمحش بالسفر دلوقتى
احمد محاولا تهدئة نفسه : متقلقيش ....انا كلمت الدكتور دلوقتى وطمنى انى مفيش اي مشكلة لسفرها المهم تتابع العلاج ...وتبقى تفك الجبس هناك
سلمى بحدة : لا طبعا ان مش مسافرة ....انا هفضل فى بيت عمى لحد ماترجع
احمد بعصبية ونفاذ صبر : سلمى ...انا مش فاضي لدلعك ده دلوقتى ....فاهدى وقومى اجهزى علشان مستعجل
سلمى بحدة : قولت لا ..يعنى لا
كاد احمد ان يتحدث فأوقفته عفاف قائلة : اهدي يا احمد روح يا حبيى جهز نفسك انت وهترجع تلاقيها جاهزة
احمد : طب انا نازل ابلغ الجماعة بسفرنا وهجهز العربية ....ثم اكمل مشيرا لسلمى ....هبعت واحدة من البنات تجهز الشنط
بعد انصراف احمد تحدثت سلمى ببكاء : انطي انا مش عايزة اسافر معاه
عفاف محاولة تهدائها : ازاى يا سلمى بس ...يا حبيبتى الواحدة مكانها جنب جوزها
سلمى وقد ازداد بكائها : بس انا مش عايز اسافر بلييز يا طنط قوليله يسيبنى
عفاف : مينفعش يا سلمى ...استهدى بالله ياحبيبتى ...جوزك بيحبك ...انتى مشوفتيش كان هيتجنن عليكى ازاى ... ده كفاية مرعيته ليكى الفترة اللى فاتت
سكتت سلمى ولم تتحدث ...فشعرت عفاف انها قد اثرت عليها
عفاف : انا عارفة يا حبيبتى ايه اللى مخاوفك ...بس متخافيش احمد معاكى وهيحميكى من اي حد يتعرضلك .... احكيله يا سلمى احكيله ومتخافيش
اومأت سلمى برأسها بدون اقتناع
عفاف : طب يلا يا حبيبتى يلا قومى علشان اساعدك تجهزى
قامت سلمى من على الفراش وتوجهت مع عفاف وهى تنتقى لها ملابس كي ترتديها بنصف زهن حيث كانت تفكر فى حديث عفاف مستنكرة منه....
سلمى فى نفسها ساخرة : يحمينى ..قال يحمينى قال ....لو تعرفي يا انطى ان زيه زيهم ...مش همه غير فلوسي وبس ......
..............................................................
فى فيلا احمد بالقاهرة
وصلا اخيرا الى القاهرة بعد سفر طويل على كلاهما ..فقد مر الوقت بضيق ....منذ ان ودعا اهلهم فى اسيوط وهما لم يتحدثا مطلقا سوي عندما توقف احمد بالسيارة ليزودها بالوقود ..وعاد وقد احضر لها بعض العصائر والمأكولات ...وسألها ان كانت تريد شئ اخر او تشتكى من شئ ولكنه لم تجيبه واكتفت بالنفي بهز رأسها
دلفت سلمى الى الفيلا واخذت تتأملها ...كانت الفيلا رائعة حقا مكونة من طابقين الطابق الاول عبارة عن ريسبشن مفتوح يحتوى على قليل من الاثاث عصري وحديث وبالوان داكنة مزيج من الاسود والابيض والبنفسجى والوان الحوائط يغلب عليها اللون الابيض وتغطي بعض اماكن منها ستائر باللون البنفسجي والاسود والفضي ....ومفتوح على حديقة بالخارج وبسين ومطبخ بجوار السلم ....اما الدور العلوى كان يحتوى غرف النوم وغرفة للمكتب....وفراغ للمعيشة ......
اعجبت سلمى جدا بتصميم الفيلا ولكن ماعكر تأملها هو تفكيرها ....فياترى كم من فتاة قبلها دخلت الى تلك الفيلا ...ويا ترى هذا المكان كان منزله هو وزيزى ام لا
قطع شرودها صوت احمد الذى قام بأدخال الشنط مع البواب
احمد من خلفها بعد ان حاوط خصرها بذراعيه ووضع قبلة خفيفة على وجنتها : ها عجبتك الفيلا
سلمى بتأفف وهى تبتعد عنه : مش بطالة ....بس يا ريت تبطل حركاتك ديه ...احنا لوحدنا محدش شيفنا
زفر احمد بضيق ونادى على سعاد : سعاد ..... دادة سعاد
خرجت الخادمة سعاد ...امراءة كبيرة فى السن يبدو من ملامحها انها قد تجاوزت الخمسين ...ملامحها هادئة ترضي جلباب بيتى وحجاب كبير يغطي جزئها العلوى كاملا
سعاد بوجه بشوش : يا اهلا وسهلا يا الف مرحبة ....نورت بيتكو .....ثم اقتربت من سلمى مقبلة اياها واردفت قائلة ....الف مبرووك يا حبيبتى ...نوتي بيتك ...ثم اشارت لاحمد ماشاء الله عروستك زى القمر يا احمد ...
قرب احمد سلمى اليه وحاوطها بذراعه فهى لا تسمح له بالاقتراب منها الا فى وجود احد وهو اصبح يستغل ذلك كثيرا ....حتى انها اصبح يتجنب جلوسهم بمفردهم ...
احمد : طبعا يا سوسو ....ثم اكمل وهو ينظر اليها بتسبيل ...حبيبتى اجمل بنوته شافتها عنيا
سعاد بسعادة : ربنا يخليكو لبعض يا حبيبى ....ثم اشارت ليد سلمى الموضوعة بالجبس ...الف سلامة عليكى يا حبيبتى ....انا لما احمد قالي كان نفسي اجيلك والله بس لولا السكر وسنينه ...
كانت سلمي تنظر لهم باندهاش فمن الواضح ان احمد والدادة تربتهم علاقة وطيدة ...شعرت سعاد باندهاش سلمى فقطعت عليها حيراتها قائلة ...متستغربيش من علاقتى باحمد ...احمد ده ابنى اللى مخلفتوش انا ربيته من وهو عيل صغير من ايام ما كان متعلق بخاله كامل الله يرحمه ...وعايش معاه معظم الوقت ....
احمد مازحا : لا واضح كده ان الكلام مش هينتهى اسيبكو انا تتعرفو علي بعض ...واروح اشوف الشركة ....ثم وجهه حديثه الى سلمى قائلا ...حبيبى مش هتأخر ...وطبع قبلة على جبينها وانصرف على الفور قبل ان يلمح الرفضفى عينيها.......
سعاد : مع الف سلامة يا حبيبى ....ثم نظرت الى سلمى واكملت مازحة ...بصي بقي يا ستى .... انتى تطلعى معايا دلوقتى اوريكي اوضتكى وتغيرى هدومك وترتاحى شوية على بال محضرلك الغدا ... ده انا هعملك شوية اكل هتحلفى بيهم طول عمرك ...ده انا عليه صنية مكرونة بشاميل انما ايه ....واكملت حديثها مع سلمى وهم يصعدون السلم فمن الواضح انها من النوع البشوش الذي يأخذ على الناس بسرعة ....ومن الواضح ايضا انها ثرثارة قليلا..بل كثيرا
...................................................................
فى مقر شركة arch warld
احمد : ازاى يا خالد ازاى ده كله يصلح ورا بعض كده ...انا هتجنن
خالد : وانا زيك والله يا احمد ....من الواضح كده ان في حد عايز يوقعنا
احمد : اكيد طبعا ....امال كل اللى بيحصل ده صدفة
خالد : اه بس لو اعرفه كنت خلصت عليه
احمد بتفكير : انا بقي عارفه
خالد : تقصد
احمد بحدة : هو في غيره ............الزفت
نهاية الفصل الثالث والثلاثون
حب أجبارى
الفصل الرابع والثلاثون
كثيرا ما نظن اننا سنرتاح بعد اتخاذ القرار ...ولكننا لا نعلم اننا سنعانى معاناة من نوع اخر........
..................................................................
فى منزل احمد بالقاهرة
مر اكثر من اسبوع على وصولهم القاهرة ... احمد منذ وصولهم انشغل عنها متحججا بالعمل فكان يخرج الى العمل صباحا ولا يعود حتي المساء ...هى كانت تدعى الامبالاة وعدم الاهتمام ...ولكن بداخلها كانت تموت اشتياقا له...فذلك الاسبوع قد اثبت لها انها تحب احمد كثيرا ...بل تعشقه ....تعشق كل تفاصيله....عيناها تلتقط كل حركة ..او هفوه منه ......
كانت تنتظر عودته بفارغ الصبر وحين تراه تدعي البرود وكأن الامر لا يعنيها حتى اذا حاول ان يبرر ذلك كانت تقاطعه بحدة ....مش محتاج انك تبرللى انت حر ديه مجرد فترة هنقضيها مع بعض وكل واحد يروح لحاله .....
كان يظفر بضيق فلا ينقصه مشاكل البيت ايضا لذلك كان يتركها.... مؤجلا الحديث فى هذا الموضوع بعد انتهاء مشاكله فى العمل التى لا تنتهى .... ولكنه لم يكن ليتنازل عن نومها بين ذراعيه كل ليلة حتى وان كانت مجبرة على ذلك ...فلقد اعتاد النوم على رائحتها التى تداعب انفاسه ...والاستيقاظ على رؤية ملامحة الجميلة .............................................................
بالرغم من شعورها بالضيق منه الا انها كانت شاكرة لاصراره كل ليلة على نومها بجانبه ...فمنذ وقوع ذاك الحادث وهو يجبرها على النوم بأحضانه كل ليلة ...فى البداية كانت تتمنع وتدعي الضيق ولكن بداخلها كانت فى كل مرة تخشي ان ينصاع لرغبتها ...ويتركها ويرحل ....يتركها ضحية لاحلق كوابيسها ....فهي تنام بأمان فقط بين زراعيه.....لذلك رضخت فى النهاية ....ففى كل ليلة تجده يمد زراعه لها لتقترب منه وتنام على زراعيه ليحيطها بزراعه الاخر ويناما قريري العين.....
كان يستيقظ من نومه مبكرا يتجهز على عجاله محاولا عدم اصدار اي صوت حتى لا يوقظها .... ولكنه لم يعلم قط انها كانت دائما مستيقظه وتدعي النوم ... فبمجرد شعورها بابتعاده عنها كانت تستيقظ على الفور ... تستمتع بمراقبته ....كيف يتحرك بهدوء حتى لا يوقظها ....كيف تفوت على نفسها فرصة رؤيته وهو يتجهز لذهاب الى عمله فهو له تفاصيل خاصة به ...لا ينسي اي جزء صغير منها وكأنها شئ مقدس ....بدأا من ولوجه الى الحمام ثم خروجه عارى الجزع ممسكا بمنشفه يجفف به شعره المبتل وتفوح منه رائحة الشاور المميزة والاسبراي الرجالى .... ثم القائه للمنشفه فى الباسكت الخاص بالاشياء التى تحتاج الى تنضيف ...يقف امام الدولاب لمدة 30 ثانية ينتقي ملابسه بعناية والتى يغلب عليها اللون الاسود ...فهو سيد الاسود ....ثم يرتدى ملابسه بترتيب ..لا يخطئه ...فى اقل من دقيقة ...ثم يقف امام المرأة يصفف شعره بعناية وكأنه يصففه خصلة خصلة ...يدع رشه من عطره المميز ...ينتقي ساعة مناسبه ودبوس يتماشي مع ملبسه ....ثم يقوم بترتيب كل شئ فى مكانه المسبق ...يلقى نظرة سريعة على منضدة الزينة ليتأكد من وجود كل شئ فى مكانه المخصص له من قبله ....ثم نظرة سريعة على مظهره ...ثم يتجه الى الخارج بهدوء وبدون اصدار اى صوت .......
كم تستمع بمراقبته.......تمنع نفسها من الضحك بصعوبة ...كم هو دقيق ومنظم ....بعد خروجه تتنفس الصعداء لآنها قد مر هذا اليوم ايضا دون ان يكتشفها ....ولكنها لا تدري انها اكتشفها بالطبع ومن اليوم الاول ..... ولكنه لم يخبرها ليستمتع بمشاهداتها وهي تراقبه.........
كالعادة قامت من الفراش فور خروجه ..متجه الى الحمام ولكن قبل ان تدلف اليه وقفت عند منضدة الزينة .... وقامت بتغير اماكن كل شئ ثم دلفت الى الحمام وهى تضحك بصوت عالى ... وما ان اغلقت الباب حتى دلف هو مجددا لينظر الى ما فعلته ويبتسم برضا ويخرج ..... واعدا اياها بأنه لن يمل ابدا من اعادة ترتيبهم مرة اخرى كي يستمتع بسماع ضحكاتها التى يفتقدها .............
........................................................................
سلمى : انتى بتهزرى يا داليا يعنى ايه مش هتقدرى تعدي عليا ...انتى مش عارفة انى النهاردة رايحة افك الجبس
داليا : اسفة والله يا لومى ....بس اعمل ايه المدير كلفنى بملف لازم انهيه واسلمى النهاردة ..
سلمى بحزن : خلاص يا داليا مش زعلانة ....ركزى انتى فى شغلك
داليا : بجد ...يعنى مش زعلانة ...ثم اكملت مازحة لو زعلانة اسيب الشغل واجيلك يولع المدير على الشغل بتاعه ...ده حتى طخين وبكرش
سلمى ضاحكة : لا مش زعلانة ...وبعدين عقابا ليكى خليكى مع ابو كرش بتاعك .
داليا ضاحكة : بقي كده ماشي ...ياستى ...مقبولة منك ....شوفى هتعملى ايه وابقى طمنينى
سلمى : ان شاء الله ...سلام
انهت سلمى المحادثة مع داليا وهى تزفر بضيق فاليوم ميعاد فك الجبس وهى لا تريد ان تذهب بمفردها ....هى لم تخرج من المنزل من وقت قدومها ....فهى تخاف الخروج بمفردها ...اكتفت فقط بالجلوس فى حديقة الفيلا كلما شعرت بالضيق .... وكان وجود سعاد هو سلواها الوحيد ... فسعاد نادرا ما تصمت ....فحين تحكلها عن احمد وذكرياتها معه ...وحينا اخر تحكيلها عن زوجها المتوفي وابنائها المسافرين الى الخارج ولا يزرونها الى مرة كل عام ....هي حقا تستغرب حال هذه المراءة فحين تبكى ونزم فى ابناءها وحينن اخرى تدعو لهم وتبرر لهم انشغالهم عنها ...ولكنها دائما لا تستلم للحزن فتعود للضحك والهزار مرة اخرى ....سلمى حقا لا تدري ان لم تكن دادة سعاد موجودة من كان سيهون عليها الايام الماضية ..
ولكنها الان حائرة زراعها يؤلمها وتريد ان تتخلص من تلك الجبيرة المؤلمة ...ولكنها تخشي الخروج بمفردها ....
اخرجها من شرودها مجئ دادة سعاد من المطبخ ...
دادة سعاد : الله ....انتى لسه مجهزتيش ....انتى مش معادك مع الدكتور النهاردة
سلمى تنظر اليها ولا تجيب :.......
دادة سعاد التى فسرت صمت سلمى بصورة خاطئة : معلش يا سلمى ... هو بردو مشغول اووى فى الشغل اليومين دول...والست الشاطرة يا حبيبتى هى اللى تلتمس العزر لجوزها ومتقفلوش على الواحدة ...
نظرت سلمى الى دادة سعاد باندهاش فهذى المراءة لا تنفك تفسر الامور بطريقتها بل وتعطي الحجج والبراهين على اساس تفسيرها ...هي لا تنكر ان اهمال احمد لها ونسيانه لموعدها مع الطبيب قد ضايقها ولكنها ابدا لن تفكر ان يأتى معها او يكون لديها الحق لتحزن لعدم اهتمامه ...فذلك هو رغبتها من البداية ولن تحيد عهنه ابدا
دادة سعادة مناديه اياها : سلمى ...ايه يا حبيبتى روحتى فين
سلمى باستسلام : ابدا يا دادة ..بس انا مش هروح النهاردة
دادة سعاد : ازاى يا بنتى ...انتى مش معادك النهاردة ثم اكملت مازحة لتخفف عنها ...ولا مش عايزة تفكى الجبس علشان مقولكيش ساعدينى فى المطبخ ....متخافيش
سلمى ضاحكة وقد تناست همومها فمع تلك المراءة الحنونة لا تستطيع سوى تناسي همومها والضحك باستمتاع : يا سلام ...ده على اساس انك بتسيبينى اساعدك يعنى ... ده انتى عاملة سلك شائك حوالين المطبخ
دادة سعاد مجارية اياها : لا مانا خلاص شيلته .... واعلنت معاهدة السلام ...
سلمى ضاحكة : يااااه اخيرا .....كفاره يا دادة
سعاد محاولة كتم ضحكاتها : طب خلاص يلا روحي اجهزى وانا هاجى معاكى
سلمى مبتسمة : بجد يا دادة ....طب انا هروح اجهز بسرعة
لم تستطع دادة سعاد الرد عليها حيث وجدا باب الفيلا يفتح ويدلف احمد
احمد وهو ينظر الى ساعته : السلام عليكم ....سورى على التأخير ...ثم رفع نظره من علي ساعته ...مكملا ...ايه ده يا سلمى ...انتى لسه مجهزتيش ....كده هنتأخر على معادك
صمتت سلمى ولم تتحدث فتدخلت سعاد منقزة الموقف : لا ماهي كانت طالعة تجهز اهيه ....ثم اشارت لسلمى مكملة ....يلا يا ينتى اطلعى بسرعة علشان متتأخروش
صعدت سلمى وهى لا تدري كيف تخبر دادة سعاد بأنها لا تريد ان تذهب معه ...ماذا تخبرها ....تخبرها انها تحاول ان تبتعد عنه ...حتى لا تضعف ....ان مجرد وجودها معه فى مكان واحد يجعلها تنسي كل شئ تنسي حتى عقلها ويصبح قلبها هو المهيمن على كل حواسها .....انه لولا زرة الكرامة المتبقية لها لكانت ارطمت بين زراعيه ...مطالبه بالحنان والامان الذي اذاقها اياه وهى عطشة اليه ...ثم تركها وهي اشد عطش ....فلا هو رواها ولا هو تركها بحالها ....ولكنها صعدت راضخة للأمر الواقع ...فقد كتب عليها ان تحيا معذبة طوال عمرها ......................
.................................................................
بعد ان تأكدت سعاد من صعود سلمى نظرت الى احمد تلك النظرة النارية التى يعرفها جيدا......ثم تحدثت معنفة اياه.....ايه اللى الهبل اللى انت بتعمله ده
نظر احمد لها بزهول وتجدث قائلا : هبل ..
سعاد بنفس الحدة : اه هبل ....امال تسمى اللى انت بتعمله ده ايه ....لما تسيب مراتك لوحدها طول الوقت وهي لسه فى شهر العسل ميبقاش هبل ....والله انا لو من البنية كنت سبتك ومعبرتكش ....بس هي بنت اصول ساكته ومبتشتقيش ... بس اعمل حسابك لو فضلت على حالك ده ...هيفيض بيها وهتسيبك ولا تعبرك .....
ضحك احمد على حديثها فهى تعنفه على شئ ليس له ذنب فيه ...فهو لا يعيش حياة زوجية طبيعية كما تظن بل يحيا على اتفاق قد وضعت شروطه سلمى ...ولكنه جاراها قائلا : طب بس بدل ماتسمعك وتسيبني بجد
سعادة بغضب : وكمان ليك نفس تهزر ....بس هأول ايه مكلكو كده يا صنف الرجالة ....مبتقدروش النعمة اللي ربنا بعتهالكو غير لما تروح منكو
احمد محاولا كتم ضحكاته حتي يتجنب غضب سعاد : انا مقدر والله ...ثم اكمل بجدية قائلا ...بس انا اليومين دول عندي ضغط فى الشغل جامد ...اوعدك اول لما اخلص الشغل اللى ورايا هفضلها على طول
سعاد بجدية : طب والبنية الغلبانة ديه هتعمل معاها ايه لغاية متخلص شغلك
احمد فى ضاحكا نفسه : مين اللي غلبانة ...هي بتتكلم على مين ثم اكمل محدثا اياها .....مهو البركة فيكى بقي ...انتى تثبتيها بكلمتين حلويين من بتوعك ...والبركة فيكى بقي....
سعاد بغرور : هحاول ...ثم اكملت معنفة اياه ....بس انت بردو متسوقش فيها ....مهو ان كان حبيبك عسل
احمد مازحا : والله ماعسل الا انتى يا قمر
سعاد ضاحكة : كل بعقلي حلاوة كل ....
احمد رافعا احدى حاجبيه : اكل بعقلك حلاوة ...والله انا معارف سلمى اللى مراتى ولا انتى
سعاد مازحة : انت تطول
احمد : صحيح هو انا اطول اتجوز القمر ده ....
سعاد بخجل : ولد ...اختشي
قطع مزاحهم نزول سلمى .....التى كانت واقفة اعلى السلمى منذ مدة تستمتع بمزاحهم الذيذ .....وقررت ان تشاركهم المزاح
سلمى مازحة : ايه ده يا دادة انتى ناوية تختفي جوزى منى .....ده انا كده اخاف منك
سعاد بضجر : حتى انتى يا سلمى ...هتعومى على عوم جوزك
سلمى مكملة مزاح : الله ....وانا مالى مش انتى اللى بتقولى
سعاد بملل : طب يلا خد مراتك وامشو من قدامى ....انا مش نقصاكو
كان احمد مستمتعا بالحديث الدائر ببن سلمى وسعاد ...فكان يريد ان يسمع حديثهم الشيق حيث يستمع منها لكلمة زوجي التى تقررت امامه كثيرا
رحل احمد وسلمى ومن خلفهم سعاد تدعو لهم بصلاح الحال وابعاد العين الحاسدة عنهم ......
.............................................................
فى منزل سالم السيوفى
سالم : متعرفيش حسن عايزنى فى ايه يا عفاف
عفاف : علمى علمك يا سالم ...اهو ياخبر دلوقتى بفلوس بكرة يبقي بلاش
دخل حسن عليهم الغرفة ....ولكنه لم يتحدث
سالم : خير يا حسن ...عايز ايه
سكت حسن ولم يتكلم
سالم بضيق : متتحدت يا ولد ...عايزنى في ايه
حسن بتلعثم : انا....انا ...انا يا حاج
سالم : انت ايه ....مالك هتلخبط ليه
عفاف مهدئة الموقف : اهدى يا حاج ...وانت يا حسن قول عايز ايه وخلصنا
حسن محاولا استجماع قوته : بص يا حاجة ..انت عارف اني كلها كام شهر وهخلص الجامعة
سالم بتأفف : عارف يا حسن ...خش فى الموضوع وبلاش لف ودوران
حسن : مانا جايلك فى الكلام اهو ....بس يا حاج بصراحة كده...انا عايزة اتجوز
نظر سالم له باندهاش ولم يتحدث ....فى حين تحدثت عفاف بسعادة قائلة : كبرت يا حسن....وعايز تتجوز
حسن : امال ايه يا امه ...هو انى مش راجل ولا ايه
عفاف ضاحكة : لا راجل وسيد الرجالة كمان
سالم مقاطعا : استنى يا عفاف ...لما نعرفهو بس مين العروسة
عفاف : صحيح يا حسن ...مين العروسة ....ثم اكملت غامزة ....حد اعرفه
حسن بخجل : اه يامه ...تعرفيها ...وبتحبيها جوى كومان
عفاف : مين شوقتنى
حسن : فاطمة
عفاف بتفكير : فاطمة ...فاطمة مين ....ثم ما لبست ان تذكرت ...متقولش فاطمة بنت طاهر الدمنهورى ..اخت احمد جوز سلمى
حسن بسعادة : ايوة هي يا امه ...ايه راجيك
عفاف : البت كويسة ومؤدبة ...
حسن بسعادة وهو ينظر اليها ...ثم توجه ببصره الى والده ...الذى كانت تعابير وجهه لا تفسر
عفاف وهي تنظر الى سالم : ايه رأيك يا سالم ...قولت ايه
سالم : هجول ايه ...بص جولى يا حسن ...عايزنى اروج اجول لابوها ايه ...ولدى لسه بيدروس
نظر حسن الى عفاف كي تنقزه من هذا المأزق ...فتحدثت قائلة : ليه بس يا سالم ...قوله ابني كلها كام شهر وهيتخرج .... وبعدين هيشتغل
سالم مقاطعا : وهيشتغل ايه ان شاء الله ....ده حتى شغل ابوه رافض ينزله ومش لادد عليه
عفاف : لا مهو هينزل يشتغل معاك بعد ما يخلص ....هو قالي كده ....ثم نظرت الى حسن واكملت قائلة ....مش كده يا حسن
حسن : ايوة ....انىىخلاص يا ابوى قررت انى انزل معاك الشغل وارعيه ....انى حتى مش هستني لما اخلص وهنزل معاك من بكرة ...ثم اكمل بحماس ...من دلوجتى لو تحب
سالم بخبث : يعنى حبيت الشغل دلوك
عفاف : خلاص بقي يا سالم ...
حسن : ها يا حاج ...هتخطوبهالي امتى
سالم : لما اتوكد منيك الاول ....
حسن : يعنى ايه يا حاج
سالم : يعنى لما تنزل الشغل واشوفك هتشتغل صدج ولا كلام وخلاص
حسن : متجلجش يا حاج ...صج انت فيا بس وانى هشرفك
سالم بجدية : اما نشوف .... يلا بجي روح اسبجنى على الشغل
حسن : عيونى يا ابوى
ابتسم سالم بخبث بعد خروج حسن ....فها قد جأت الفرصة التى سيستطيع من خلالها ترويض ابنه ....
عفاف :ناوى علي ايه يا سالم ...انا عرفاك لما بتضحك الضحكة ديه
سالم ضاحكا : كل خير يا عفاف ...كل خير .....
................................................................
فى صباح اليوم التالي
فى منزل احمد الدمنهورى
داليا : حمدالله على سلامتك يا لومى
سلمى : الله يا سلمك يا دودو ....
داليا : بس يا خسارة ...الجبس اللى كانت كتبالك عليه اترمي
سلمى ضاحكة : لا وديه تيجى ....انا احتفظتلك بيه علشان لما تكسرى ان شاء الله
داليا ضاحكة : بعد الشر عليا
صمتت سلمى ولم تجيب
داليا : مالك يا سلمى .... شكلك مش طبيعى اليومين دول
سلمى : مالي يا داليا ...مانا كويسة اهو
داليا : عليا بردو ..... هو انا مش عارفاكى
سلمى محاولة مداراة الموقف : مفيش حاجة يا بنتى ....قوليلى ايه رأيك فى كيكة الشوكولا اللى انا مش عملاها
داليا : متحاوليش تهربي يا سلمى ...انا كده اتأكدت ان في حاجة وحاجة كبيرة اوووى كمان
لم تستطع سلمى الصمود اكثر من ذلك فانهارت باكية وارتمت فى احضان داليا
داليا وهى تمسح على شعرها لتهدئتها : يااااه ...لدرجادى يا سلمى ....طب اهدى ...اهدي وفهمينى حصل ايه
هدأت سلمى قليلا بعد نوبة بكاء حادة وحكت لداليا كل ما حدث فى يوم الزفاف ما سمعته وما قرأته .....
داليا معاتبة اياها : كل ده حصل يا سلمى ومتقوليليش
سلمى بصوت باكى وبقايا دموع : يعنى كنتى هتعملى ايه بس يا داليا
داليا : لا كنت هعمل كتير اوووى ....اقلها كنت همنعك تعملى الهبل اللى انتى عملتيه ده
سلمى بدهشة : هبل
داليا : ايوة يا سلمى هبل ....وجنان كمان ....هو فى واحدة عاقلة تعمل اللى انتي عملتى ده .....مفكرتيش ثانية ان ممكن البت ديه تكون كدابة
سلمى بتفكير : طب ازاى
داليا : مهو لو كنتى فكرتى شوية سا عتها وقولتيلى ...كنت جبتهالك من شعرها وقررنها لغاية معرفنا ....
سلمى : بس ازاى تكون كدابة ...طب والجواب وعقد الجواز
داليا : عادى جدا ... ممكن العقد يكون مزور ...والجواب اي كلام وخلاص ...
سلمى : طب وهي ليه تعمل كده
داليا ضاحكة : لا بجد ....انتى بتسألى ...سلمى انا مش هضحك عليكى واقولك ان احمد كان شيخ جامع ...احمد شاب وكان عايش لوحده وطبيعي يكون ليه علاقات نسائية كتير ....ممكن تكون ديه واحدة منهم ...وحبة توقع بينكو لما سابها .....
سلمى : ماهو لو كده بردو يبقى احمد خاين
داليا : لا ....انتى مش من حقك تحاسبيه على حياته قبل منك ....ربنا بس اللى يحاسبه ...انتى تحاسبيه من ساعة مادخلتى حياته ...مش ده كلامك ولا نستيه
سلمى : طب وانا ايش ضمنى انه مكنش معاها وهو معايا
داليا : اكيد مكنش معاها ....هو لو كان معاها كانت عملت كده ....وبعدين انتى مشكتيش لما اترجتك متقوليلوش
سلمى بتفكير : تفتكرى .....ثم استنكرت ذلك ...لا ..لا ...حتى لو كده ..هي ليه هتقولى انه طمعان فيا
داليا محاولة اقناعها : عادى يا سلمى بتزود شوية شطة علشان تولعها ....وبعدين معتقدش واحد بشخصية احمد ممكن يفكر بالطريقة ديه ....احمد رفض ان بباه يساعده فى اي حاجة حتى الفلوس اللى اخدها منه فى بداية ما فتح الشركة اعتبرها دين عليه ...وبمجرد ما الشركة وقفت على رجليها ....رد الفلوس كلها لبباه ...يعنى بنى نفسه بنفسه....ده غير سمعته اللى فى السوق اللى مفيش اتنين يختلفو علي جرئته ونزاهته ....معتقدش ان واحد بالاخلاق ديه يفكر بالطريقة القذرة ديه ....ده تفكير شياطين ...كيد نسا زى مابيقوله .....
سلمى : يااااريت يا داليا كلامك يكون صح ياااريت
داليا : هو كده ....ثم فكرت قليلا ...واردفت قائلة ....تحبي تتأكدى
سلمى بلهفة : ياااريت ...بس ازاى
داليا : بسيطة ...هنتأكد من الامضة اللى على عقد الجواز اذا كانت حقيقية ولا مزورة
سلمى : بجد ....ازاى
داليا : مفيش غيره ....عبقرينو هو اللى هيحلها ...يلا اطلعي غيرى هدومك وهاتى ورقة العقد العرفى وتعالي بسرعة
صعدت سلمى بسرعة الى غرفتها وهى تشع امل ...امل فى ان يصبح كل ذلك كذب ....رغبة فى بدأ حياة سعيدة مع من عشقه قلبها ....بدلت ملابسها على عجالة واخذت ورقة العقد العرفى واحدى الاوراق المتعلقة بعمل احمد من مكتبه والتى عليها امضته ونزلت مسرعة حيث تنتظرها داليا ....وانطلقو الى حيث يسكن ذاك العبقرينو ....
.........................................................
داليا بعد نزولهم من منزل عبقرينو : ها ....صدقتي يا ستى
سلمى بسعادة : لوووى يا دودو ...اوووى ....امنى متتصوريش انا كنت تعبانة اليومين اللى فاتو اد ايه ....يا ريتنى قولتلك من ساعتها ....
داليا ضاحكة : يلا عدى الجمايل ...علشان تعرفي انك من غيرى زولحة ...
سلمى ضاحكة : ماشي يا ستى ...يلا بقي روحينى بسرعة ..علشان مودي وحشنى
داليا ضاحكة : مودي مين
سلمى برقة : مودى ....احمد حبيبى
داليا : ياااه ...فينك ياسي احمد دلوقتى تسمع الكلام الحلو ده
سلمى ضاحكة : لا متقلقيش ...انا هسمعهوله كتير بس روحينى بقي ...
داليا : ماشي يا ستى ...يلا بينا
سلمى بعد ان دلفت الي السيارة : الا قوليلى يا داليا ...انتى عرفتى منين موضوع احمد والشركة وبباه
داليا راتباك : ها ..... عادي يا سلمى ...انتى ناسية انى بشتغل فى البنك ...وعارفة معظم رجال الاعمال
سلمى بعدم اقتناع : والله ...وهما رجال الاعمال بتبقي خصوصياتهم معروفة على الملآ كده ....
ارتبكت داليا ولم تتحدث ...فأكملت سلمى لتقطع عليها حيراتها ....
سلمى ضاحكة : داليا ...هاتى من الاخر ...واعترفى ... ايه اللى بينك وبين خالد
داليا بخجل : هو باين عليا اووى
سلمى مقلدة اياها : اه باين عليكى اوووى .....ثم اكملت ضاحكة ...انتى يابنتى مشوفتيش نفسك كنتى عاملة ازاى لما جبنا سيرته .... ثم وضعت اصبعها على رأسها كمحاولة تهديد ....يلا اعترفي
داليا ضاحكة : خلاص خلاص ...هعترف
.................................................................
فى منزل احمد الدمنهورى
وصلت سلمى الى المنزل وهى فى غاية السعادة .....وتدندن بسعادة بالغة ...قابلتها سعاد ....فاستغربت سعادتها
سلمى وهى تحتضن سعاد وتقلبلها : ازيك يا دادة ...وحشتينى اوووى اوووى
سعاد باستغراب : متشوفيش وحش يا حبيبتى ...خير اللى مفرحك كده
سلمى بابتسامة حالمة : خير يا دادة ....خير اوووى
سعاد : ربنا يسعدك يا حبيبتى كمان وكمان ...
سلمى بنفس الابتسامة الحالمة : ياااارب يا دادة يااااارب
سعاد ضاحكة : طب يلا ...اطلعى غيرى هدومك وهاتى احمد وتعالو علشان تتعشو
سلمى بلهفة : ايه ده ....هو احمد جه
سعاد مبتسمة ك ايوة جه من شوية وطلع يغير هدومه
سلمى : وموقفانى ارغي ده كله يا دادة ...انتى كده دايما معطلانى
سعاد بزهول : انا .....ولكنها كانت تكلم الهواء حيث ان سلمى صعدت مسرعة السلم ...اكتازت الممر بخطوتين وفتحة الباب بلهفة ...لرؤية احمد الذي تشعر انها لم تره من يوم العرس ........
ولكنها ما ان دخلت حتى هالها الموقف ..............
نهاية الفصل الرابع والثلاثون
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق