القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل العاشر 10بقلم الكاتبة شهد الشورى

 


رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل العاشر 10بقلم الكاتبة شهد الشورى





رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل العاشر 10بقلم الكاتبة شهد الشورى






#الفصل_العاشر

#رواية_ما_ذنب_الحب

#الجزء_الثاني_لرواية_ضحايا_الماضي

#الكاتبة_شهد_الشورى

كانت الغرفة يغمرها صمتٌ ثقيل، وقف بدر بجوار الفراش، عيناه معلقة بـحياة وهي ما تزال فاقدة الوعي، بينما الطبيبة تفحصها بعناية !!!


أنهت الطبيبة الكشف، ثم التفتت إليه قائلة بهدوء وهي تخرج من الغرفة :

المدام عندها انهيار عصبي، لازم ترتاح تمامًا وتبعد عن أي ضغطٍ نفسي الفترة دي، ويستحسن كمان تغير جو 


أومأ بدر بجدية دون حديث، وفي عينيه مزيج من القلق والعتاب، نظر إلى ابنائه بغضب مشتعل 


كان يوسف يقف مطأطئ الرأس، ومروان يحدق في الأرض صامتًا، ارتسم على وجه بدر ملامح القرف والغضب


تحرك بخطواتٍ ثابتة نحو الغرفة المجاورة، حيث كانت غنوة، والطبيبة الثانية تُجري اللازم بمساعدة طاقمٍ من الممرضات


بعد دقائق، خرجت الطبيبة وقالت بهدوء :

الحمد لله الجرح ماكانش عميق، رغم إنه في منطقة حساسة جدًا، احنا وقفنا النزيف وخيطناه، وعملنا اللازم،

بس البنت تغذيتها ضعيفة جدًا، وجسمها مرهق، وده مش كويس مع الجرح، لازم تهتموا بأكلها وراحتها، وتفضل في السرير كام يوم عشان مش هتقدر تقوم لوحدها، الجرح هيسبب ليها اغماء اول كام يوم،

هنبعث ممرضة كل يوم تغير لها على الجرح إن شاء الله


أومأ بدر شاكرًا، وصوته بالكاد خرج :

شكرًا يا دكتورة


ثم أمر من الحارس ان يوصل الطبيبة، ويأتي لالأدوية التي طلبتها، ثم التفت لأولاده الواقفين في الممر بخزى مما فعلوا


نظر بدر إليهم بنظرة، كانت كفيلة ان تبث الخوف في قلوبهما

خطا بخطوةٍ للأمام، ثم فجأة ارتفع صوت صفعتين عنيفتين، نزلتا على صدغي يوسف.......ومروان !!


صارخًا عليهم بغضب :

أمكم ربيتكم وكبرتكم عشان توصلوها لكده؟!

عايزين تضيعوا أمكم، وانت يا كبير، ناوي تعمل فيها إيه تاني، بأنانيتك وغباوتك، والبنت المسكينة اللي جوه دي، كانت هتروح فيها بسببكم، أنا لأول مرة في حياتي أقولها، أنا معرفتش أربيكم !!!


قالها بصوتٍ مكسور، وملامحه مزيج من الغضب والحسرة، ثم استدار ودخل غرفة حياة، مغلقًا الباب خلفه بقوة


بقي الأبناء واقفين مكانهم، يحدق كلاً منهم في الفراغ، لكن في الأخير دخلت عشق برفقة مروان، وعاصم، إلى غرفة غنوة ليطمئنوا عليها، وتركوا يوسف وحيدًا، يحدق في أرجاء المكان بعينين غارقتين في الندم، وأنفاسٍ تختنق داخل صدره، لم يعد يدري إلى أين يذهب أو من يمكنه أن يبوح له بما يثقل قلبه

شعورٌ خانق يلتف حوله، وهمومه تتكدس يومًا بعد يوم تكاد تخنقه !!


تحركت قدماه دون وعي، ساقاه تقودانه إلى مكانٍ ما لم يتخيل يومًا أن يذهب إليه في مثل هذه الظروف، لكن قلبه كان يلح عليه بأن راحته هناك !!!


في الغرفة المقابلة، كانت غنوة ما تزال فاقدة الوعي،

خرج عاصم وعشق بصمتٍ ثقيل، بينما تظاهر مروان بأنه يغادر أيضًا، ثم توقف عند الباب، وعاد بخطواتٍ مترددة نحوها


جلس إلى جوارها، يحدق في ملامحها الشاحبة، هامسًا بندم :

أنا آسف


ظل يتأملها للحظاتٍ طويلة، ثم نهض ببطء، وخرج بخطواتٍ مثقلة بالحزن، يتساءل متى ينتهي كل ذلك الحزن، متى يعود كل شيء كالسابق !!!!!

............

كانت شدوى جالسة بجانب سرير فيروز في غرفة المستشفى، تنظر إليها بعينين ملؤهما الحنان والندن، وهي تعلم حقيقةً واحدةً لا يعرفها الآخرون أنها لم تخن شقيقتها مع خطيبها 

بل كانت التهمة ملفّقة منذ زمنٍ طويل، ليتها تعلم انها فعلت ذلك لتحميها، ولا لتجرحها !!!


كان سليم واقفًا على مقربة، يضع يده في جيب سرواله نظراته شاردة بشدوى، وفيروز...... وبالأخص فيروز !!!


التفتت شدوى إليه وقد علت عيونها الدموع وهي تقول :

كتر خيرك يا باشا، بلاش تتعب نفسك، روح أنت، أنا هقوم بالباقي


لم يرد عليها سليم، ثم جلس بهدوء على الكرسي المقابل، زفرت شدوى بغيظٍ  لو لم  يساعدها منذ قليل، لكانت فقدت أعصابها عليه، جلست على الأريكة حتى غلبها النعاس من التعب، أما سليم، فبقي سهرانًا، أطفأ الأنوار عدا ضوءٍ جانبي خافت، وعيونه لا تفارق فيروز التي بدا لها وجهها في ضوء المصباح أجمل وأغرب، وشعرها الأسود كالليل منبسطٌ على الوسادة بنعومة !!


لم يعرف لماذا بقي ولم يذهب، ولكن قناعته كانت أن الواجب يقتضي أن يبقى بجوار زوجته حتى لو كان زواجًا عرفيًّا


نام على الأريكة الأخرى مستغربًا من نفسه، واستيقظ لاحقًا على همسٍ من فيروز :

عطشانة.....عطشانة


نهض برفقٍ وصب لها كوب ماء، وقربه إلى شفتيها، شربت ببطء، ثم تحسس سليم جبينها ليطمئن أن الحمى أخفت قليلًا عما كانت عليه البارحة


في تلك اللحظة فتحت فيروز عينيها، لمحت رجلاً قريبًا يضع كفه على وجهها بطريقةٍ أثارت ذعرها، صرخت بعلو صوتها، فهرعت نحوها شدوى من نومها تسألها بقلق :

مالك يا فيروز، حاسة بأيه، لسه تعبانة !!!


تحسست فيروز شعرها بقلقٍ وقالت بحدة :

فين حجابي، إزاي تسيبيني قعدة في أوضة واحدة مع واحد زي ده ومن غير طرحه كمان نسيتي اني محجبة


ردت عليها شدوى بضيقٍ ونفاذ صبر :

احنا كنا في اي ولا في اي، انتي كنتي بتفرفري امبارح مننا


نظرت اليها فيروز بغيظ وقالت بقرف :

هستنى إيه منك يا بنت كريمة


ثم التفتت إلى سليم بغيظٍ لا يخفى وقالت :

صاحبك الواطي، صحيت ولقيته حاطط إيده على وشي، طلعيه بره، واطلعي انتي كمان معاه هاتي حاجة استر بيها نفسي، بس الأول قوليلي أنا فيا ايه.....؟!


جزت شدوى أسنانها وأجابت بلهجةٍ حادة :

يا ريتني كنت سيبتك تولعي، لسانك طويل، يا بت قولي شكراً ولا حتى كلمة عدلة، طول عمرك لسانك متبري منك زي أبوكي


ردت عليها فيروز بغصبٍ متصاعد :

أبويا برده، على العموم بلاش نفتح في الكلام هنا، لينا بيت يلمنا 


ثم التفتت لسليم بنبرة اتهامٍ ساخطة :

شكلك ناسي اللي عملته فيك آخر مرة، بقى يا سافل يا اللي مترتبش ماطولتش اختي، فبتتحرش بيا، وأنا نايمة


نظرةُ سليم كانت هادئةً بجمودٍ استفز فيروز، واقترب منها بخطوات ثابتة، ملاصقًا لوجهها وهو يقول بصوتٍ منخفض لكنه مليء بالوعيد :

الحساب بينا لسه ما خلصش، قومي كده وشدي حيلك، يا قطة، هنتحاسب على رواق لما تطلعي، أنا ما بحبش آخد حقي من الضعيف، عايزك بكل قوتك، زي لما ضربتيني المرة اللي فاتت


تركها ومشى، تاركًا أثرًا من الاشمئزاز والذعر في صدري الفتاتين، زفرت شدوى بغيظٍ ونظرت إلى فيروز قائلة بحدة :

حلال فيكم اللى بتعملوه في بعض، مستفزين، وأنا اللي في النص بينكم الله يعيني


نظرت إليها فيروز بامتعاض واحتقانا، ثم خرجت شدوى من الغرفة تنادي الطبيب، متجاهلة رسائل نوح التي انهالت عليها منذ الصباح، عليها ان تنفذ ما طلبه منها خلال يومين، وإلا سينشر تلك الفيديوهات، ويرسلها لعائلتها بالصعيد حينها فقط ستكون في عداد الأموات !!!

...........

كان يونس يسير بخطواتٍ حذرة في أرجاء النادي، وقد أخفى ملامحه تمامًا تحت غطاء "هودي" أسود، لا يُرى منه سوى بريق عينيه القلقتين الهواء كان عليلًا، يحرك أوراق الأشجار التي تحيط بالممر الطويل، فيما كان عقله يدور في دوامة من الأسئلة والشكوك


اتصلت به امرأة منذ قليل، قالت له بصوتٍ غامض إنها تحمل ما يبحث عنه......عقد زواج قمر ونوح العرفي


ولم يكد يونس يلتقط أنفاسه حتى لمح من بعيد امرأة مسنة تمشي بخطواتٍ ثابتة، وبجوارها فتاة شابة

لكن ما إن اقترب منهما حتى تجمد مكانه، من صدمته

الفتاة كانت بسمة، أخت نــوح !!!


اقتربت بسمة ببطء، وسارت إلى جانبه دون أن تنطق بكلمة، بينما سبقتها السيدة المسنة بالكلام"سهير" وهي تحدثه بنبرةٍ جادة وعجلة :

ده ورق الجواز العرفي اللي كان مع نوح باشا، إياك تجيب سيرتنا، ولا حتى تقول إن الأنسة بسمة هي اللي سلمتك الورق، خد بالك لازم تلحق تتصرف بسرعة، عشان نوح باشا سافر وهيرجع بعد شهر، وأول ما يرجع ناوي يروح لأدهم الجارحي ويفضح بنته


قالتها السيدة سهير ومضت هي وبسمة دون التفات،

أما يونس، فوقف في منتصف الممر، يحدق في الورق الذي بين يديه بعينين مثقلتين بالضيق والتفكير......

النسيم مر على وجهه كأنه يوقظه من شروده، لكنه لم يتحرك

كل ما يدور في ذهنه الآن هو أن الورق صار بين يديه، لكن ماذا بعد، الأمر لم ينتهي هنا فقط !!!!


على الجهة الأخرى، كانت بسمة تمشي بجوار سهير بصمتٍ ثقيل، بينما عقلها يعيد المشهد مرارًا

لم تصدق أنّها استطاعت أن تُقنع أخاها بالخروج من جدران الفيلا الخانقة

نوح كان قد شدد على المربية ألا تدعها تخرج مطلقًا، وألا تتركها وحدها لحظة واحدة، لكنها اليوم خرجت، مضطرة

لو لم تفعل، لما خرجت سهير من البيت أصلًا


تنهدت بخفوتٍ وهي تراقب الطريق، تشعر بشيءٍ من الراحة لأنها فعلت ما تعتقد أنه الصواب

شقيقها يجب أن يفيق، أن يعرف الحقيقة، أن يرى كم أخطأ

لكن ما يعذبها أكثر من كل شيء، أنها لا تستطيع الكلام،

كم كانت تتمنى لو تستطيع أن تشرح له، أن تبرر، أن تصرخ في وجهه لتقول له ما يعجز صوتها عن النطق به !!!!

..........

كانت صافي تقف من بعيد، تختبئ خلف أحد الأشجار في حديقة الفيلا، تراقب إياد ووالده الجالسين مع أبيها آدم، واعمامها أوس، ريان، وأمير


عيناها كانت مليئتين بالقلق، تخاف أن يتفوه إياد بكلمةٍ خاطئة، أو أن يقول سببًا آخر لقدومه ذاك اليوم، فقد نسيت تمامًا أن تخبره بما حدث

كانت تخشى أن يكذب كذبةً توقعهما معًا في مأزق، والأدهى من ذلك أن أباها لو علم الحقيقة لن يغفر لها أبدًا


أما في الجلسة، فقد بدأ آدم الحديث بهدوءٍ يخفي وراءه الكثير :

احكيلي يا إياد، إيه اللي حصل بالظبط يومها؟


رد عليه إياد بثبات :

انا معرفش أي حاجة، كنت في مكتبي، وسمعت صوت الموظفين، خرجت لقيتها واقعة على الأرض، شيلتها، واخدتها المستشفى، غير كده معرفش حاجة !!


ظل آدم صامتًا يستمع له، حتى أنهى إياد كلامه، ثم قال ببرودٍ مقصود :

كل اللي حصل صدفة مش اكتر 


رفع آدم نظره إليه بصرامةٍ ونبرةٍ تحمل معنىً خفيًا فهمه اياد على الفور :

تمام، بس أتمنى الصدف دي ما تتكررش تاني


تدخل جلال، والد إياد، قائلاً بضيـق واضح :

قصدك إيه يا آدم؟


رد عليه آدم بهدوءٍ وغموضٍ أثار التوتر في نفوس الجميع :

ابنك عارف أنا قصدي إيه كويس يا جلال


نطق إياد بعدها بثقةٍ ظاهرة تخفي ارتباكه  من ادم :

وعشان أنا عارف.....بطلب بنت حضرتك للجواز


ساد الصمت التام !!!

لكن آدم لم يُبدي أي انفعال، واكتفى بنظرةٍ هادئةٍ نحو إياد، بينما جلال قال بفرحةٍ خافتة ان ابنه اختار فتاة مثل صافي ليتزوجها بعيدًا عن المستنقع الذي كان به :

إيه رأيك يا آدم؟ 


رد عليه آدم بنبرةٍ صارمة وعيناه لا تفارقان إياد :

معنديش بنات للجواز


عبس وجه جلال وقال بغضب :

جرى إيه يا آدم، من ساعة ما دخلنا وانت بتتكلم بأسلوب غريب، ونظراتك غريبة، كأنك بتحقق مع ابني

ابني لو كان غلط في بنتك ما كانش أنقذها بنفسه ووداها المستشفى، واظن تقدر تسأل بنتك، وهي تقولك الحقيقة، ابني جالك بكل أدب وطلبها، وانت حتى ماقولتش إنك هتفكر أو هتاخد رأيها، أنا مش فاهم في اي الصراحة


تدخل ريان محاولًا تهدئة الموقف :

اهدى يا جلال، آدم ميقصدش، هو بس متوتر من اللي حصل لصافي، وحقه يقلق عليها 


لكن جلال لم يهدأ، وصاح بعصبية :

وحقي أنا كمان أدافع عن ابني، وما أقبلش كلمة عليه، لأنه ما غلطش


رفع إياد نظره إلى آدم وقال بجدية، ونبرة متماسكة :

انا بكرر طلبي تاني، انا عاوز أتجوز بنتك......ليه ترفضني


أجابه آدم بنبرةٍ حادة، صارمة :

وليه أقبل بيك؟ أجوز بنتي لواحد عاش حياته ما سبش حاجة حرام إلا وعملها ليه، زنى، لعب قمار، والكاس دايمًا في إيده، حتى شغل ما بيشتغلش، عايش على فلوس أبوه

ليه أسلم بنتي اللي تستاهل زينة الشباب، لواحد زيك؟ بنتي تستاهل واحد يعرف ربنا، ويتقي الله فيها 


صمت إياد للحظة، الحسرة تنهش قلبه، وبعينٍ مكسورة نظر لأبيه الذي أدرك الوجع لكنه لم يجد ما يقوله

رفع إياد رأسه بعدها وقال بهدوءٍ غريب، يخفي به نارًا متأججة :

عندك حق، أنا لو مكانك كنت قولت نفس الكلام، ويمكن أكتر، بس اللوم لا عليا، ولا عليك.......


أنهى كلماته وذهب، بينما على مقربة منهم، كانت صافي تقف تستمع لكل ما قيل دون أن يشعر بها أحد، وبجانبها جوان

انهمرت دمعة من عينيها بتأثرٍ وهي تراه يبتعد، ودمعة أخرى نزلت من عينه هو قبل أن يمسحها سريعًا !!!!


كانت صافي مقتنعة في عقلها بكل كلمةٍ قالها والدها،

لكن قلبها.....

كان يتمزق وجعًا عليه

إياد دخل حياتها وأربك كل موازينها

لأول مرة تشعر بغرابةٍ تجاه نفسها،

ولأول مرة تحب الخطأ، وتخاف أن تصححه

كانت تعرف أن الوقوع في حب رجلٍ مثل إياد أكبر خطأ

لكنها ببساطة.....أحبت هذا الخطأ !!!

...........

كانت عشق في غرفتها، تجلس على حافة السرير، ويديها على وجنتيها تتحسسهما بخجل، بينما كانت دقات قلبها كانت تقرع كالطبول، ما زالت تتذكر ما فعله مالك حين زارهم، والموقف الذي تلاه.....

مشهدٌ ما زال يثير في داخلها مزيجًا من الحياء والارتباك


عودة بالوقت إلى اخر لقاء بينهما.......


كانت عشق جالسة في غرفة المعيشة، تتابع فيلمها المفضل "حب البنات" ذاك الفيلم الذي لم تمل يومًا من مشاهدته كانت تبتسم كالمراهقة وهي تتابع بهيام مشهدًا فيه البطل يغني للبطلة برومانسيةٍ طاغية، وعيناها تلمعان بلمحة حب


في تلك اللحظة، انفتح الباب بهدوء، ودخل مالك الذي ما إن لمحها حتى ابتسم واقترب بخطواتٍ واثقة وجلس إلى جوارها، فانتفضت عشق من مكانها بفزع وقالت :

مش تقول السلام عليكم ولا مساء الخير، حد يخض حد كده


رد عليها مالك وهو ينظر إليها بنظرة هيام :

وهو في حد يخطف قلب حد كده


احمر وجهها، وارتسمت على شفتيها ابتسامة خجولة حاولت إخفاءها فقالت بحدةٍ خفيفة :

ماما بره في الجنينية


ابتسم مالك بمشاكسة وقال :

لا، أنا جاي لبنتها


ردت عليه عشق وهي تُرجع خصلةً من شعرها خلف أذنها، لكنها انسابت بنعومة على وجهها من جديد :

خير يا مالك؟ عاوز إيه؟


أجابها مالك وهو يتكئ للأمام واضعًا يديه أسفل رأسه، وما زال يحدق بعينيها :

عاوز قلبك يحن عليا بقى


ارتجفت شفتاها ولم تعرف بماذا ترد، وقفت لتذهب من امامه، لكن مالك سبقها، وقف سريعًا وجذبها لتقف أمامه وقال برجاءٍ صادق '

ايه اللي مخليكي بتهربي مني كده، يعني يوم ما أقدر أتكلم وأقول اللي في قلبي، تهربي مني، قوليلي إنك بتحبيني زي ما بحبك يا عشق، ليه كل اللف والدوران ده


ردت عليه عشق بصوتٍ مترددٍ يقطعه الوجع، تتوارى خلف صمتها، كانت تهرب منه، لا منه وحده، بل من كل ما يُربك نبضها ويعصف باتزانها


رغم كل ما قالته لحمزة، وكل ما حاولت أن توهم به نفسها من حزمٍ وقرار، إلا أن قلبها ظل عالقًا بين حقيقةٍ تخشاها ورجلٍ لا تستطيع الفكاك منه


تعرف تمامًا أن مالك لو علم بما أخفته عنه، فلن يغفر لها، وأن لحظة اعترافٍ واحدة قد تكتب نهاية كل شيء


حيرتها كانت أعمق من أن تُروى، وصمتها كان ملاذها الوحيد من طوفان الأسئلة


خالها لم يقصر، وهي تعذره، تعلم أن أعباءه أكبر من أن تُحمل

أما والديها، فهما بهما جرحٌ لا يندمل، أرهقهما الحزن حتى انحنى بهما الضعف، يكفيهما ما خلفه يوسف من وجعٍ نازفٍ في الروح، ولأنها لم تعد تقوى على حمل كل ذلك، رأت في الرحيل نجاةً مؤقتة، هروبًا لا من الواقع فقط، بل من نفسها أيضًا !!


كانت على وشك أن تمضي حين اعترض مالك طريقها، وعيناه تفيض بما يعجز اللسان عن قوله، فاقترب منها بخفوتٍ يميل إلى الرجاء وقال :

كفاية بقى يا عشق، قوليلي انا عملت ايه، عشان تهربي مني كده طول الوقت


لم تكن تملك رفاهية أن تعيش الحب وسط كل هذا !!!


قالت عشق بصوتٍ مرتجف :

سيبني يا مالك، عشان خاطري، متصعبهاش عليا


سألها مالك بدهشةٍ حقيقية :

اصعب عليكي إيه بالظبط؟ إيه اللي بيحصل يا عشق؟


نظرت إليه بعينين يملؤهما الإرهاق وقالت بكلماتٍ خرجت رغمًا عنها، مهما حاولت التماسك لكنها انهارت وانتهى :

اللي بيحصل إني بحبك يا مالك


توسعت ابتسامته، وأشرق وجهه كطفلٍ نال حلواه، قبل أن تستوعب ما يحدث، كان قد رفعها بين ذراعيه ودار بها بحبٍ وفرحٍ طفولي، ثم قبل وجنتيها الاثنتين قبلةً مليئة بالعشق......والجنون !!!


لكن الفرحة لم تكتمل…..

اتسعت عيناها بصدمةٍ عندما رأت أباها بدر واقفًا على بُعد خطواتٍ منهما، بجواره إلياس، وخلفهما حياة وسارة التي كانت تضحك وهي تتوقع الكارثة القادمة


التفت مالك لما تنظر إليه، وحين رأى الجميع، ابتلع ريقه بصعوبة، وصرخ بدر بصوتٍ غاضبٍ كالرعد :

إنت بتعمل إيه يا حيوان؟!


في تلك اللحظة، كان مالك على وشك الركض، لكن صرخة عشق أوقفته في مكانه !!!


التفت بفزع، ليجد خصلات شعرها الطويل قد تشابكت في ساعته حين كان يحملها قبل لحظات، فحبس أنفاسه للحظة، لا يعرف أيسحبها أم يتركها، لم يكن أمامه سوى خيارٍ واحد أن يركضا معًا، ويلتفّا معًا حول تلك الأريكة بعيدًا عن بدر الذي بدا كالثور الهائج


كان المنظر مضحك جدًا عند عشق ومالك وهما يركضان بتلك الطريقة، متلاصقان !!


في اللحظة نفسها، كان بدر يركض نحوه غاضبًا كالثور، بينما حاول إلياس أن يمنعه لكن دون جدوى !!!


قال مالك وهو يحاول أن يفك شعر عشق من ساعته قبل أن يصل إليه بدر :

هتجوزها، والله العظيم هتجوزها


انفك الشعر أخيرًا، وفي اللحظة التي كاد فيها بدر أن يمسك به، حمل مالك عمته بخفة بين ذراعيه وقال بصوتٍ فيه ذعرٌ مضحك :

لو جريت ورايا، هجري بعمتي، وعمتي هتدوخ وتتعب، والله هعملها لو قربت


انفجرت سارة بالضحك قائلة بمرح :

جدع يا مالك


ضحك إلياس وهو يمسك بدر محاولًا تهدئته، لكن بدر صرخ بعنف وغيرة مجنونة :

سيب عمتك يا حيوان، ابعد إيدك عنها


دفع بدر إلياس، واندفع نحو مالك، الذي بدأ يتراجع خطوةً بخطوة، محتضنًا عمته بخوف


جز بدر على أسنانه وقال بغضبٍ أعمى :

بقى بتبوس بنتي يا ابن ال......


لكن حياة صاحت بحدة :

أوس متشتمش أخويا


رد عليها بدر بعصبية، وغضب أعمى :

هي مش هتيجي على أخوكي بس، أنا هشتم العيلة كلها نفر نفر، الحيوان بيبوس بنتي وفي بيتي


ارتفع حاجبا حياة وقالت بسخرية :

اسم الله عليك يا حبيبي، ما إنت عملتها معايا، في قلب بيت ابوه، واعمامه، ان كنت نسيت افكرك


زمجر بدر بحدةٍ أكبر، فصفر مالك بخفة ظلٍ وقال بمكر :

واضح كده إنك كنت خلبوص كبير يا جوز عمتي، طب ما زي ما عيشت زمان، سيب غيرك يعيش، ليه قطع الأرزاق ده


ضحك الجميع، حتى الذين حاولوا التماسك، قبل أن يُنزل مالك عمته بسرعة بعد أن لمح الشرر في عيني بدر، وفي أقل من ثانية، كان مالك قد انطلق يعدو في أرجاء الفيلا، وبدر خلفه كالبرق، حتى أمسك به بدر أخيرًا، وانهال عليه ضربًا رغم سنه الكبير، إلا انه مازال محتفظًا بلياقته


انفجر الجميع بالضحك على مالك، الذي كان يحاول التصدي لضربات بدر قائلاً بذعر :

هصلح غلطتي، أقسم بالله هتجوزها.....هتجوزها


أما عشق، فكانت تقف في زاوية المكان، وحرارة الخجل تتصاعد إلى وجهها حتى كادت تنصهر حرفيًا من شدة الحرج

............

اشتعل الغضب في عروق وليد ما إن فتح هاتفه ورأى الخبر المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، زواج يوسف الجارحي من ريما !!!!


كاد ان يصاب بالجنون، عروقه انتفضت، وملامحه تحولت في لحظة إلى بركانٍ يغلي !!!!


اندفع بسيارته نحو النادي، المكان الذي اعتادت ريما الجلوس فيه، وبمجرد أن لمحها، لم يتمالك نفسه، تقدم بخطواتٍ سريعة وجذبها بعنف من يدها، ودفعها داخل غرفة جانبية تشبه المخزن، ثم أغلق الباب خلفه وصرخ فيها بغضب وجنون بعدما قبض على ذراعيها بعنف :

عملتي اللي في دماغك يا ريما، هتتجوزي يوسف الجارحي؟!


نظرت له ريما ببرودٍ متعمد، ثم دفعت يده عنها بقسوة وقالت بلامبالاة :

أيوه، هتجوزه......متخافش هبقى ابعتلك دعوة الفرح


جز وليد على أسنانه، وصدره يعلو ويهبط من شدة الغيظ، لكنها تابعت بسخرية لاذعة :

وياريت تبطل بقى الاسطوانة بتاعت كل مرة، نفس الكلام، نفس التهديدات، حافظاها من قبل ما تنطقها، وبعدين يا حبي اللي بيعمل ما بيقولش، واللي يقول ما بيعملش، وانت قولت كتير !!!


ثم اقتربت منه خطوة، وقالت وهي تنظر في عينيه بثقة متحدية اياه :

عايز تروح تقول ليوسف، روح قوله بس ابقى اثبت الأول، يوسف مش هيصدق واحد زيك ويكدب مراته، اخت حبيبته، عشان يصدق واحد أقل حاجة هيقولها جاي غيران عشان اتجوزت خطيبته وعاوز تخرب علينا !!


رمقها وليد بنظرة ملؤها الغل والوعيد، قائلاً بلهجة غاضبة :

لا اطمني، الأسطوانة اتغيرت خلاص، وخدي الجديد بقى لو اتجوزتي يوسف هموته يا ريما، قسماً عظماً لأقتله وأقتلك


جزت ريما على أسنانها، وتحدثت إليه بغضب ووعيد :

لو لمست شعرة منه، أنا اللي هقتلك ومش هرحمك يا وليد


صرخ وليد في وجهها بغضب وعنف، وهو على مشارف الجنون :

أبوكي ازاي يرضى بالوضع ده


ردت عليه ببرود كالجليد، وهي تلف خصلة من شعرها على إصبعها في حركة متعمدة لأستفزازه :

قولتله إني مش مرتاحة معاك وسيبنا بعض، يعني أنت دلوقتي في نظره خطيب بنته السابق


سألها وليد باستيعاب متأخر، وقد أدرك الأمر للتو :

عشان كده مكونتيش عاوزاني أجي بيتكم الأيام اللي فاتت


أجابته ببرود اثار غضبه أكثر :

ما أنت طلعت شاطر أهو.....وبتفهم !!


عندئذ، قبض وليد على عنقها وخنقها من شدة غيظه وجموح غضبه، بينما كانت هي تحاول دفعه بعيداً حتى كادت أن تزهق روحها بين يديه، وبعد لحظات، تركها وليد أخيراً وقال بتهديد :

اسمعي مني يا ريما، والغي كل المسخرة دي، خليها تتلغي بالحسنى أحسن ما ألغيها بطريقتي، وساعتها مش هبقى على حد ولا حتى.....عليكي


قالها واندفع مبتعداً، بينما ظلت ريما تتوعد له، وعقلها يدور في مليون اتجاه، ينسج بخبثه المعهود خططاً ومؤامرات، حتى توصلت إلى فكرة خبيثة تماماً كصاحبتها !!!!!

..............

داخل قصر العمري، كان الجميع يجلسون حول مائدة العشاء، وأصوات الأطباق تختلط بأحاديثٍ جانبية متقطعة

لكن يونس ظل صامتًا، شارداً في القرار الذي اتخذه بعد تفكيرٍ طويل !!!


رفع نظره نحو والده، وقال بصوتٍ حاسم :

بابا، انا عاوز أتجوز قمر بنت عمي أدهم


ساد صمتٌ ثقيل على المائدة، وارتفعت أنظار الجميع نحوه بدهشة، كأنهم لم يستوعبوا ما قاله بعد


أما والده، فظل يحدق فيه لثوانٍ قبل أن يضع الملعقة ببطء على الطاولة، ملامحه جامدة لكن عينيه تشتعلان غضبًا مكبوتًا.....!!!!

............

في المساء، تلقت ليلى رسالة من رقمٍ مجهول، محتواها :

لو عاوزة تعرفي مين اللي قتل أروى، واتبلى عليكي تعالي ع العنوان ده......!!!


تجمدت في مكانها من الصدمة، تسارعت أنفاسها، وبدون تردد ارتدت معطفها وغادرت، كانت كل الخيوط التي جمعتها حتى الآن عاجزة عن كشف القاتل الحقيقي، ذلك الذي دمر عائلتها وجعلها متهمة بجريمةٍ لم ترتكبها


وصلت إلى العنوان، وبخطواتٍ سريعة صعدت الدرج، عندما وقفت أمام باب الشقة، دقت الجرس، لكن لأ أحد يجيب.....

لاحظت أن الباب موارب، فدفعته ببطء ودخلت، تتلفت حولها بتوجسٍ وقلق، وفجأة اتسعت عيناها من هول ما رأت

رجلٌ ممددٌ على الأرض، غارقٌ في دمائه، وسكينٌ مغروسٌ في صدره !!


تقدمت ليلى بخطواتٍ مرتعشة، وجسدها ينتفض من الفزع، انحنت محاولةً أن تتحسس نبضه، وفي غمرة صدمتها لم تشعر إلا ويدها تلمس السكين.....


لم تمضي ثوانٍ حتى دوى صوت الأقدام في المكان، واقتحمت عناصر الشرطة الشقة من كل جانب، مصوبين أسلحتهم تجاه ليلى الراكعة بجانب الجثة، ويدها الملطخة بالدماء على السكين !!!!!!

............

البارت خلص ♥️ 

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة الجزء الاول1 من هناااااااااا

الرواية كاملة الجزء الثاني2 من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا

تعليقات

التنقل السريع
    close