رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل الحادى عشر 11بقلم الكاتبة شهد الشورى
رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل الحادى عشر 11بقلم الكاتبة شهد الشورى
#الفصل_الحادي_عشر
#رواية_ما_ذنب_الحب
#الجزء_الثاني_لرواية_ضحايا_الماضي
#الكاتبة_شهد_الشورى
#حصري
دخلت مهرة على ابنها حمزة، فوجدته جالسًا في غرفته، تتصاعد من ملامحه نيران الغضب، كان يغلي من الداخل كالبركان، كل ما يفكر فيه هو عشق، تلك الفتاة التي تجرأت على رفضه، تربى على يد أمً لا تسمح لأحد أن يقول له لا فكانت الكلمة في حد ذاتها جرحًا لكرامته المريضة، ازداد تعلقه بعشق لا رغبةً فيها، بل رغبةً في إذلالها، أن يراها منكسة الرأس أمامه، بل هي من ترجوه أن يتزوجها !!
لم يكن بحاجة إلى التفكير طويلًا، فوالدته دخلت عليه في تلك اللحظة، بعينين تبرقان خبثًا، وابتسامةٍ تحمل مكرًا دفينًا، اقتربت منه بخطواتٍ ثابتة وقالت بصوتٍ خافت :
عاوز تتجوز بنت حياة...؟!
رفع رأسه بصدمةٍ، وحدق فيها بدهشة :
عرفتي منين؟
لم تُجبه، بل جلست بجانبه على السرير، وقالت بنبرةٍ تحمل السم في طياتها :
هجوزها ليك بس بشرط.....
ظل يحدق فيها في صمتٍ، كل انتباهه منصب على ملامحها، فأردفت مهرة بغل واضح :
تذلها يا حمزة، ماتخليهاش تعيش يوم واحد مرتاحة، عاوزاها تروح لأمها مكسورة، مقهورة، زي ما أنا اتقهرت بسبب حياة، حياة اللي حرضت أبوك عليا، وخليته يكرهني،
أنا عاوزة بنتها تدفع التمن، عاوزة اشوفها محروق قلبها على بنتها زي ما أنا قلبي اتحرق على بنتي بسبب ابنها،
بس لو ناوي تطلع قلب رهيف زي أخوك، وتسيبها تركب تدلدل، يبقى بلاها من الأول
اشتعلت ملامحه، ورد عليها بتهكم :
أنا ما اتعودتش حد يقولي لا، وهي رفضتني، يبقى تستاهل اللي هيحصلها !!!
ارتسمت على وجه مهرة ابتسامة خبيثة، وقالت وهي تقترب منه أكثر :
تمام اسمع بقى الخطة، ونفذ اللي هقولك عليه بالحرف
بدأت تسرد عليه خطتها بعناية، كلامها يقطر حقدًا، ومع كل حرفٍ يخرج من فمها، كانت الدهشة ترتسم على ملامحه أكثر، للحظةٍ قصيرة شعر بالخوف منها، بالخطر الذي يسكنها، وفهم تمامًا من أين جاء بكل ذلك الغل داخله !!
كان يدرك الآن أن ما هو عليه لم يأتي صدفة،
فأبوه أهمله حتى الانطفاء، وأمه ربته على الحقد حتى الاختناق !!!!
............
سيطر الهلع على الجميع حين انتشر خبر القبض على ليلى بتهمة قتلٍ مروعة، هرع رجال العائلة جميعًا إلى القسم والقلق يعتصر قلوبهم
أما ليلى، فما إن وقع بصرها على والدها حتى اندفعت نحوه بخطواتٍ متعثرة، عيناها زائغتان، وصوتها مختنق بالرعب الذي لايزال ينهشها منذ أن رأت الجثة
انفجرت بالبكاء هذه المرة، بكاءٍ خافتٍ لم تستطع كبته، وهي تقول بارتجاف :
أنا ماعملتش حاجة يا بابا، والله ماعملت حاجة، معرفش مين ده أصلاً جاتلي رسالة على الموبايل من رقم غريب، بيقولي لو عايزة تعرفي مين اللي قتل أروى، تعالي العنوان ده، أول ما دخلت، لقيت الراجل واقع قدامي، مش عارفة ميت ولا عايش، والله ما لحقت أعمل حاجة، لحظة ولقيت البوليس حواليا وجابوني على هنا
انكفأ وجهها بين كفيها تبكي، وارتجف جسدها من الخوف
في تلك اللحظة، دخل يوسف، ملامحه جامدة، وصدره يعلو ويهبط بعنف، كان قد ذهب يبحث عنها في الفيلا، وحين لم يجدها، أدرك الكارثة بعدما انتشر الخبر على مواقع التواصل
تلاقت نظراتهما في صمتٍ طويل، صمتٍ يصرخ بكل ما لم يُقال، ثم وبدون تردد، جذبها يوسف من يدها بصمت، تبعهما شريف ابن عمها ريان الذي سيتولى قضيتها، مع حمزة شقيقها ليفرغ لهما غرفة مكتبه ليتحدثا فيها سويًا !!!
دخل يوسف بها إلى غرفة المكتب، وأغلق الباب خلفه، ظلت ليلى صامتة، دموعها تتساقط دون توقف، تحدق فيه بعينين متعبتين، مليئتان بالخوف
توقعت منه أي شيء.......إلا أن يحتضنها هكذا بقوة
كان حضنًا مفعمًا بالوجع، الخيبة، وكل الحزن الذي بقلبهما
ارتجفت بين ذراعيه، وخرجت كلماتها مختنقة :
انا ماعملتش حاجة يا يوسف....أنا بريئة والله
ابتعد عنها ببطء، ثم جلس قبالتها، نظر إليها طويلًا دون أن ينبس بكلمة، عيناه تحكيان غضبًا وحيرة.....وحزنًا
كان الصمت بينهما أثقل من أي كلام !!!
بعد وقتٍ بدا وكأنه دهر، خرج يوسف من المكتب، وجهه شاحب، وملامحه يكسوها الغضب الجامح !!!
سار بخطواتٍ متسارعة، لا يرى أمامه شيئًا.....
الغضبٌ يعمي بصره، كأنه على وشك ارتكاب جريمة أخرى من شدة ما يعتمل في صدره !!!!!!
...........
ساد الهدوء أرجاء الفيلا بعد ليلةٍ طغى عليها الوجع والارتباك، كلٌ عاد إلى بيته يحمل في صدره ثِقَل المصيبة التي حلت، خاصة بعدما أبلغهم المحامي أن ليلى ستُعرض على النيابة صباحًا، فقرر حمزة أن تبقى أخته تلك الليلة في مكتبه لا في الحجز، وبقى معها هو شريف ابن عمهم ريان
دخل مروان إلى الفيلا بصحبة أهله، تبدو على ملامحهم آثار الإرهاق والحزن، وما إن صعدوا الدرج حتى ظهرت أمامهم غنوة التي استفاقت مفزوعة لتجد نفسها في غرفةٍ غير غرفتها، والضماد يلتف حول رأسها
حاولت النهوض لتعود إلى غرفتها في الطابق السفلي، لكن ما إن خرجت حتى باغتها الدوار، وما ان لمحتهم على السلم حاولت أن تتحدث، لكن جسدها خانها، فترنحت وكادت ان تسقط، لولا أن مروان اندفع نحوها بخوفٍ تلقائي، حملها بين ذراعيه ومددها على الفراش وهو يقول بقلقٍ ممزوجٍ بالعتاب :
ايه اللي قومك من السرير وانتي حالتك كده.....؟!!
ردت عليه غنوة بصوتٍ مبحوح، وعينيها نصف مغلقتين من شدة التعب :
كنت هنزل أوضتي تحت
اقتربت عشق وساعدت أخاها في تعديل الغطاء فوقها، بينما وقفت حياة تنظر إليها بحزنٍ عميق، وقد بدت منهكة من صدمات اليوم كله، كانت أول من تلقى اتصال مهرة التي فتحت عليها أبواب اللوم والاتهام دون أن تدري حتى من المقتول، فقط تلومها على أي شيء.......
تنهدت حياة وقالت بقهر وهي تنظر لغنوة :
حقك عليا أنا يا بنتي، أنا الغلطانة مش حد تاني، أنا اللي معرفتش اربي ولادي الاتنين
ثم غادرت الغرفة مسرعة تتبعها نظرات الخزي في عيني مروان، ثم لحقها بدر وعاصم، تاركين خلفهم صمتًا مثقلاً بالمرارة !!!
ربتت عشق على كتف مروان برفق، ثم التفتت نحو غنوة قائلة بلطف :
ألف سلامة عليكي يا غنوة
ابتسمت غنوة لها بتوترٍ خافت، شاكرة اهتمامها، ثم رحلت عشق وبقي مروان وحده معها، نظر إليها بأسفٍ واضح وقال بصوتٍ خفيض :
أنا آسف ع اللي حصل، والله ما كنتش أقصد خالص
أجابته غنوة برقةٍ رغم الإرهاق المسيطر عليها :
محصلش حاجة......بس ممكن أسأل سؤال؟
أومأ بصمت، فتابعت بترددٍ واضح :
أنا ماكنتش أعرف إن اللي كنت بتتخانق معاه ده أخوك، غير دلوقتي لما والدتك قالت ولادي، ليه كنتوا بتتخانقوا بالشكل ده؟ أنا خوفت جدًا لما شوفتكم كده
تنهد مروان بعمق، وبدت في عينيه مرارة السنين وهو يقول بحزنٍ دفين :
قصة طويلة أوي، شيطانة دخلت بينا ودمرت كل حاجة، اللي أبويا وأمي بنوه في سنين، راح في لحظة بسببها، دخلت بيتنا، فرقت اخويا يوسف عن اهله، وبعدها بين كل العيلة، عاشت وماتت مؤذية، محدش يعرف لحد دلوقتي السر اللي أنا مخبيه......مرضتش أزود النار بينا اكتر
ردت عليها غنوة بحزن، وفضول :
وإيه اللي أنت مخبيه؟
أدرك مروان حينها أنه قال أكثر مما يجب، فتنحنح بحرجٍ محاولًا تغيير الحديث، وقال سريعًا :
انتي كويسة؟ حاسة بأي تعب؟
حركت غنوة رأسها نافية، وقد فهمت رغبته في الصمت، فردت عليه بهدوء :
انا كويسة، الحمد لله
اقترب مروان وساعدها على الاستلقاء من جديد، وسوى الغطاء فوقها بحنان، وحين هم بالمغادرة، علِق جزءٌ من شعرها في زر قميصه، فشهقت غنوة من الألم، انحنى مروان بسرعة ليفكه بحذر، لكن قربه المفاجئ أربكها، فالتقت نظراتهما للحظةٍ مشحونةٍ بالصمت والتوتر، عضت غنوة على شفتها بخجل وأشاحت بوجهها !!!
ابتسم مروان بخفوتٍ، وقال بصوتٍ دافئٍ خافت :
تصبحي على خير
ثم غادر الغرفة بخطواتٍ هادئة، بينما أغمضت غنوة عينيها محاولة ان تتجاهل التفكير به، لكن وجهه ظل عالقًا في ذاكرتها.....كظلٍ يأبى الرحيل !!!!
..............
في صباح اليوم التالي
داخل شركة جلال الخولي، بمكتب فاروق الخولي
تعالت نبرة فاروق وهو يصرخ بنفاد صبر، وحنق :
عمران كان هيقتلني في آخر لحظة، لولا إن الاجتماع اللي هيتحدد فيه مين هيفوز بالمشروع اتأجل، كنت روحت في داهية، الوقت بيجري يا هشام، ومش فاضل غير أسبوعين، أنا غلطت من الأول لما وثقت فيك، قعدت تبيعلي أوهام، وتقول هعمل وهسوي، وفي الآخر لبستني في الحيط، هخسر حياتي بسببك يا زفت
رد عليه هشام ببرود :
مشكلتك يا بابا إنك دايمًا مستعجل، كل حاجة بتيجي في وقتها، بس الصبر، وطالما البِت مجتش باللين، نخليها تيجي بالعافية
تجهم وجه فاروق، وسأله بضيق :
قصدك إيه؟
ابتسم هشام بخبثٍ، ورفع زجاجة صغيرة بين أصابعه، جعلها تلمع تحت ضوء المكتب قبل أن يقول بنبرةٍ ماكرة :
الأول جربنا نخلي صاحبتها تلعب في دماغها عشان تقبل تصاحب اياد، بس مفيش فايدة، طلعت، لامؤاخذة، محترمة، يبقى خلاص اللي ما اتصورش بالرضا، يتصور بالغصب
قطب فاروق حاجبيه، وعيناه تتابعان الزجاجة بفضول :
وإيه اللي في إيدك ده....؟!
القى إليه هشام الزجاجة بابتسامةٍ مريبة، التقطها الأب ونظر إلى ما كُتب عليها، لتتسلل إلى ملامحه ابتسامة مكرٍ، لقد فهم ما يدور بعقل ابنه الآن، عندها، أشعل هشام سيجارة، وسحب منها نفسًا عميقًا ثم نفث الدخان ببرودٍ وثقة :
جهز نفسك يا باشا، عشان تستلم الكرسي مكان أخوك، وكل ده بفضل ابنك
ساد الصمت لحظة، قبل أن يبتسم فاروق ابتسامةً واسعة، يخيل لمن يراه أنه يتذوق طعم انتصارٍ مؤجل، تخيل بعينيه ذلك اليوم الذي يعود فيه مجده المسلوب، حين ينتزع ما سرقه منه أخوه جلال بعد موت والديهما......
أخيرًا، سيسترد حقه المسلوب !!!
على الناحية الأخرى كانت بغرفتها تتذكر ما حدث بالأمس وحديثها مع والدها وكيف كانت واقفة أمامه بتوتر، بينما نظراته الثاقبة تراقب ملامحها بدقة، وهو يقول بصرامة :
فيه حاجة بينك وبين ابن جلال الخولي؟
تلعثمت، وشهقت قبل أن تتظاهر بالدهشة وتردّ بتصنع :
قصدك اللي أنقذني يوم الحادثة؟
أومأ آدم برأسه دون كلام، فتنفست هي باضطرابٍ حاولت إخفاءه وقالت بسرعة :
لا طبعًا، هيكون في إيه بيني وبينه يعني، أنا أصلاً ماشوفتهوش غير مرة واحدة بس
ظل آدم يرمقها بصمت طويل، ثم سألها بنبرةٍ أكثر هدوءًا، احتوائًا :
قوليلي يا صافي، من غير كدب، في حاجة بينك وبينه، طب هو بيضايقك في أي حاجة، متخافيش، واتكلمي
حركت صافي رأسها نفيًا، وقالت بثبات زائف، وهي في الحقيقة تكاد تموت من شدة الرعب :
لا يا بابا، مفيش بيني وبينه أي حاجة خالص
أومأ لها آدم مجددًا، لكن الشك بدأ يتسلل إلى قلبه، يطرق بابه في هدوءٍ خبيث، وكلما فكر أن يراقبها أو يفتش وراءها، تذكر إيمانه، فاستغفر ربه قائلًا في نفسه انه أجاد تربية ابنته التي يستحيل ان تكذب عليه، او تفعل شيئًا خاطئًا !!!
استفاقت من شرودها ثم غادرت البيت تدور بسيارتها في الشوارع بسبب شعورها بالاختناق والتوتر، وفي منتصف اليوم، كانت في النادي، نظراتها تتنقل بلهفة بين الوجوه، تبحث عن إياد، لكن لا أثر له، اقترب منها هشام بخطواتٍ متمهلة، وقال بمكرٍ ظاهر على ملامحه :
مجاش
تجهمت ونظرت إليه بحدة :
هو مين اللي مجاش؟
ابتسم هشام بسخريةٍ خفيفة ورد عليها ببرودٍ مستفز :
اللي بتدوري عليه من ساعة ما جيتي النادي..... إياد ابن عمي !!!
نظرت له صافي ببرودٍ أشد وقالت بحزم، وتعالي :
خليك في حالك يا هشام، وبطل تركز معايا، عشان ما أزعلكش مني جامد
ثم ذهبت بخطواتٍ حادة، بينما تمتم هشام لنفسه بمكر خبيث :
وغلاوتك عندي يا حلوة، أنا اللي هزعلك مني، وجامد أوي كمان
ثم التفت نحو فتاةٍ كانت تراقبه من بعيد، تلك التي كانت قد حرضت صافي من قبل على التقرب من إياد، غمز لها هشام بعينه فأومأت، ثم تحركت بخفةٍ نحو صافي واعترضت طريقها قائلة بحماسٍ مصطنع :
صافي، عيد ميلادي بكرة، لازم تيجي والله، هزعل منك لو ماجيتيش، هعمله الصبح كمان، يعني ما عندكيش أي حجة
أومأت لها صافي بصمتٍ دون اهتمام، ثم تابعت سيرها وهي شاردة، وما إن وصلت لبوابة النادي وركبت سيارتها، حتى لمحت سيارة إياد تدخل من الاتجاه المقابل، التقت العيون، فتوقعت أن يترجل لمحادثتها، لكنه تجاهلها تمامًا، بل افسح لها الطريق لكي تمر بسيارتها !!!
شعرت صافي بخيبةٍ موجعة، كانت تنتظر منه أن يركض خلفها كعادته، لكن تجاهله أوجعها أكثر مما توقعت
استدارت بسيارتها على الفور، وتبعته، أوقفت سيارتها أمامه ونزلت، لتتواجه النظرات بينهما في صمتٍ طويلٍ متوتر
قال إياد بهدوءٍ جاف :
خير؟
ترددت الكلمات على شفتيها، قبل أن تخرج منها جملةٌ مشحونة بالارتباك والصدق في آنٍ واحد :
شوف أنا.....أنا معرفش نهاية اللي بينا إيه، ولا هينتهي على إيه، ولا حتى اللي بينا ده حب ولا لأ، كل اللي أعرفه إنك غلط كبير بعمله في حياتي، والمصيبة إني حابة الغلط ده، ومش قادرة أسيبه، زيك زي الذنب كل ما أفكر أتوب منه ألاقي نفسي بغرق فيك أكتر، كل اللي عارفاه إني مش عاوزاك تبعد عني
تنهّد إياد، ونظر إليها بعينين تائهتين، ثم قال بهدوءٍ مبحوح :
وانتي قولتيها اهو، قرب واحد زيي منك غلط، وذنب، بس قربك انتي مني هو أكتر حاجة صح في حياتي، بس احنا يا صافي شرق وغرب، مننفعش لبعض، ولا حتى ينفع نحاول
استدار ليمضي، لكنها أوقفته قائلة بتحدي :
مكنش ده كلامك ليا في المستشفى، مكنش ده كلامك ليا وانت بتقولي إن اللي بينا مستحيل يخلص بالسهولة دي
التفت نحوها، وقال بحدة لم تخفي نبرته الحزينة :
أنا صريح ومبحبش ألف وأدور، شوفي يا بنت الناس، أنا زبالة، وفيا العبر زي ما أبوكي قال، زنيت، وبسكر، وبعمل كل حاجة غلط، من الآخر كده، ما ينفعش آخد واحدة زيك، المحترم للمحترم، واللي يوم ما يحب يتجوز نوعيته معروفة، أنا اللي خيالي سرح وفكرت إن ممكن يكون بينا حاجة
صمت قليلًا ثم أضاف بصوتٍ متعب :
وأنا حتى مش عارف إذا كنت بحبك ولا لأ، بس أكيد إن حياتي اتشقلبت من يوم ما عرفتك، يمكن أكبر غلط عملته إني نزلت مصر، ولازم أصلح الغلط ده
نظرت له صافي بعنادٍ جميل، وقالت بإصرارٍ أقرب للجنون :
طب طالما عرفت إنك غلط، ليه ما حاولتش تتغير؟ ليه ما تبقاش شخص جديد؟ ليه ما تطلعش من المستنقع ده، قولي إنك عندك استعداد تتغير، وقرب خطوة للطريق الصح... هتلاقيني قربت منك عشرة
قولي إنك هتتغير وهتكون إنسان كويس، وأنا أوعدك عمري ما هتخلى عنك، بص، اللي بيني وبينك مش سهل، ومش حاجة نقدر ننكرها، يمكن مش متأكدين ده حب ولا لأ، بس اللي بينا قوي....قوي أوي، أنا خايفة منك، آه، بس قلبي بيقولي إن اللي بينا حقيقي، أنا عاوزاك يا إياد بكل ما فيك، بماضيك، بعيوبك، بس بشرط.....توعدني إنك هتتغير
نظر إليها إياد طويلاً، ورأى فيها ما لم يره في أي امرأة من قبل، كان يدرك أن وجودها في حياته هو الخيط الأخير للصلاح، للحظة، شعر أنها فرصته الوحيدة، إن ضاعت.....
ضاع هو معها !!
اقترب منها خطوة، وصوته خرج بنبرةٍ صادقةٍ مرتجفة :
أوعدك يا صافي، هعمل كل اللي أقدر عليه عشان أستحقك،
أوعدك، عمري ما هتجوزك إلا لما أكون جدير بيكي، بس خليكي جنبي، متبعديش عني
ابتسمت صافي، ودمعة صغيرة خافتة لمعت في عينيها، فيما ارتسمت على شفتيه ابتسامة مشابهة، ابتسامة أملٍ بدأ يخلق بين قلبين أنهكهما التيه !!!!
لم يكونا يعلمان أن بعيدًا عنهما، كان هشام يراقبهما، وعيناه تلمعان بمكر ذئبٍ وجد فرائسه أخيرًا.....
ينتظر فقط اللحظة المناسبة للانقضاض !!!!!
..............
بعد مرور يوم اخر.....
كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، والكل يبحث في كل اتجاهٍ عن خيطٍ واحد يُثبت براءة ليلى، لكن دون جدوى !!
الرسالة التي وصلت لهاتفها كانت من رقمٍ مجهول غير مسجل، لا يمكن تتبعه، وسِجل الكاميرات في ذلك اليوم اختفى بالكامل، وسلاح الجريمة كانت بصماتها واضحة عليه
كل الأدلة ضدها، والشرطة رفضت الإفراج عنها حتى بكفالة، لتتحول القضية إلى مأزقٍ حقيقي جعل الجميع في دوامةٍ من القلق والعجز !!!!
بعد نقاشٍ طويل، توصل شريف وحمزة إلى اتفاقٍ واحد وهو نقل ليلى إلى المستشفى، على أن يُقال إن حالتها تستدعي تدخّلًا طبيًا عاجلًا، فالمستشفى خاص بعائلتها، وسيكون وجودها هناك أرحم من بقائها في الحجز إلى أن يظهر دليل براءتها
كل فردٍ منهم يبحث عن حل، عن منفذٍ لم يتوقعه أحد، لكن دون جدوى
داخل فيلا يوسف الجارحي، كان صوت ماجد يعلو غاضبًا، يهز أركان المكان وهو يقول بانفعال :
الوقت بيمر يا يوسف، خلاص مفيش وقت، هنعمل إيه دلوقتي؟!
رد عليه يوسف بصوتٍ متعب، ورأسه يكاد ينفجر من شدة الضغط :
اتصل بيهم، وقولهم إني محتاج مهلة، ولو الفلوس مرجعتش، أنا هسلم نفسي ليهم، يعملوا اللي هما عايزينه فيا
صرخ ماجد بحدة، غير مصدق لما يسمع :
والله، وبالسهولة دي هما هيسيبوك، ويصدقوا كلمتين منك، هيقتلوك وهيقتلوني معاك ومش هيسموا على حد، ومش هيرحموا حد من اهلك
ضرب يوسف بيده على المكتب، ونظر له بعينين تقدحان شررًا وهو يقول بحدةٍ مماثلة :
كلمة يوسف الجارحي عهد، وهما عارفين كده كويس... الفلوس اللي خسروها هرجعها ليهم أضعاف، هما عارفين إن كلمتي واحدة، ولما بقول بعمل
زفر ماجد بعصبية بعدما غادر يوسف الغرفة، وهو يشعر أن الوضع ينفلت من بين أيديهم، لم يجد أمامه حلاً سوى أن يلجأ إلى الشخص الوحيد القادر على إنقاذ يوسف من المستنقع الذي غرق فيه !!!
يوسف، في حالته هذه من الضعف والانكسار، فريسة سهلة لتلك العصابة التي لا يعرف أحد رئيسها حتى الآن، رجلٌ مجهول، يديرهم من بعيد
في آخر الليل، جلس يوسف في سيارته على جانب الطريق، شارد الفكر، يحاول جمع خيوط اللعبة كلها في رأسه
بعد وقتٍ من التفكير......
أرسل رسالة قصيرة لشخصٍ واحدٍ فقط، الشخص الذي شاركه أغلب مصائبه السابقة، منذ الطفولة !!
مرت دقائق طويلة في صمتٍ ثقيل، حتى فُتح باب السيارة من الجهة الأخرى، ودخل منها مروان، وجهه مشدود، ملامحه ممتلئة بالضيق
نظر إليه يوسف بنصف ابتسامةٍ خافتة وقال بثقة :
كنت متأكد إنك هتيجي
رد عليه مروان بنفاد صبر، وغضب مكتوم :
كلمة زيادة، همشي وأسيبك تتفلق لوحدك
انطلق يوسف بالسيارة بهدوءٍ غامض، بينما ظل مروان صامتًا، ينظر أمامه بحدة، يستمع ليوسف الذي بدأ يشرح له ما يُخطط له، المطلوب كان واضحًا......لكنه خطير !!!
.........
في صباح اليوم التالي، بدا أن يوسف حسم أمره نهائيًا،
وقف في بهو الفيلا، ينتظر، والقلق ينهش داخله رغم مظهره الهادئ، مرت دقائق، ثم دوى رنين جرس الباب
تقدم بنفسه ليفتح، وما إن فتح الباب حتى ظهرت أمامه ريما، بابتسامتها المعتادة التي تحمل خليطًا من المكر والنعومة، ابتسامة يعرفها جيدًا.....لكنها اليوم بدت له مختلفة
لكنه لم يبادلها ابتسامتها، ولم يرد عليها حتى بكلمة
كان ينظر إليها نظرةً جديدة تمامًا، نظرة رجلٍ رأى الحقيقة أخيرًا، ولأول مرة، رأى ريما على حقيقتها.......
رآها كالشيطان الذي دس سُمه في كل ما حوله، يبتسم وهو يحرقهم جميعًا دون أن يرف له جفن !!!!!
.............
بينما كانت أضواء الغرفة مطفأة، والظلام يخيم على المكان إلا من خيوط باهتة تتسلل من أسفل الباب، كانت هناك روح مكسورة تختبئ خلف جدران الحمام المغلق !!
داخل حوض الاستحمام، جلست صافي منكمشة على نفسها، والمياه تنهمر فوق جسدها كأنها تحاول أن تغسل ما لا يُغسل
كانت تحك بشرتها بعنفٍ حتى سال الدم مع الماء، غير شاعرة بالألم الجسدي أمام نزيفٍ آخر أعمق.....
نزيفٍ في القلب والروح
دموعها تختلط بالمياه، وصوت بكائها يرتفع رغم محاولاتها المكبوتة لكتمه، كانت تخشى أن يسمعها أحد من العائلة، يكفيهم ما هم فيه من مصائب، لا ينقصهم أن يعرفوا بما جرى لها !!!!!
ما حدث لم يكن مجرد خطأ، كان جريمة في حق نفسها، في حق تربيتها، في حق كل ما آمنت به يومًا
لقد سلمت نفسها لإياد، بلا وعي، بلا مقاومة، كأنها فقدت السيطرة على ذاتها في لحظة غياب، لم تعرف كيف بدأت الأمور، ولا كيف انتهت، كل ما تعرفه أنها حين أفاقت من تلك الغيمة الغريبة، وجدت نفسها بين ذراعيه، وقد فقدت أغلى ما تملك !!!!
كان جسدها يرتجف، وروحها تصرخ بصمتٍ موجع
نظرت إلى الماء الذي يجري تحتها، وكأنها تتوسل إليه أن يمحو آثار ما حدث، لكن لا الماء استطاع، ولا الزمن سيرجع ما سُرق منها !!!!!
............
البارت خلص ♥️
مستنية رأيكم يا حلووووين 🔥
البارت الجاي نارنا كلنا هتبرد وكل حاجة هتبان 💃
توقعاتكم ايه للقادم.....؟!
ايه اللي حصل لصافي.......؟!
نهاية ريما هتكون ازاي.....؟!
اتفاق حمزة ومهرة......؟!
مصير يوسف......؟!
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة الجزء الاول1 من هناااااااااا
الرواية كاملة الجزء الثاني2 من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق