رواية عاشق قهر النساء الفصل الرابع 4 بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية عاشق قهر النساء الفصل الرابع 4 بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
# الرابع
#عاشق_قهر_النساء
# السينار يست_صباح_عبدالله_فتحي
كانت نيلي مستلقية على الفراش الذي لا يزال متلطخًا بالدماء.تململت في نومها، تعقد حاجبيها في انزعاج، متألمة من صداع رأسها بسبب الصفعة التي تلقتها قبل أن تفقد الوعي.
فتحت عينيها بحذر شديد لترى سقف الغرفة يقابلها، وما إن أنزلت عينيها عنه حتى رأته جالسًا على الكرسي بجانب الفراش، مرتديًا قميصًا أبيض بارزًا منه بقعة دماء من أثر الجرح الذي سببته له. كان يسند بكوعه على حافة الكرسي، مائلًا برأسه على كفه يتأملها وهو متبسم كما اعتادت أن تراه.
ولم تمر لحظة حتى تذكرت ما حدث، فانتفضت جالسة بخوف تراقبه بذعر، بينما هو نظر إلى الدماء على قميصه قائلًا بنبرة طفولية ساخرة:
_ ينفع كده؟ طوفرك عورتني يا وحشة إنتي!
تسللت بضع قطرات من العرق على جبينها وهي تحاول إنكار ما فعلت، وتفوهت بنبرة خليط من الخوف والكبرياء الزائف، تنفي خوفها منه بصوتها عالٍ قائلة:
_ إنت عاوز مني إيه؟ مش خلاص خدت اللي إنت عاوزه؟ سيبني في حالي بقى!
في لمح البصر، تحولت ملامحه من طفل ساخر إلى وحش غاضبًا، وانقضّي عليها ممسكًا وجهها بعنف، انغرست أظافره في جلدها وهو يهمس بصوت غاضب:
_ اللي أنا عاوزه لسه ما خدتوش، ولحد ما آخد اللي أنا عاوزه هتفضلي معايا… فاهمة؟
نظرت إليه بغضب وكره شديد، متجاهلةً شعور الألم الذي سبّبته قبضته العنيفة، ثم دفعته بقوة لتبعده عنها، ونهضت غاضبة تصرخ في وجهه وعيناها تتحدّانه بكبرياء:
_ ده يكون في بعدك، إنت فاهم؟ أنا ماشية… شوف هتوقفني إزاي!
هرولت لتغادر، وقبل أن تخطو عتبة الباب اتسعت عيناها بدهشة وذهول عند سماع صوته الغليظ يقول من خلفها ببرود قاتل:
_ عارف إنك مش بتخافي من الموت… بس يا ترى شوق عندها نفس الشجاعة دي؟
التفتت إليه وتغيّرت نظرات عينيها من القوة إلى الضعف والانكسار، وقالت بصوت مهزوز مفعم بالقلق والدهشة:
_ إنت… إنت عرفت شوق منين؟
ضحك ساخرًا منها وهو ينهض من على الفراش، يمسح بيده على قميصه من الدماء الذي عالق في أظافره، ثم تقدّم منها ووقف أمامها، يلمس بظهر يده وجهها المجروح وهمس ببرود:
_ يا روحي، أنا أعرفك إنتِ وشوق من قبل ما تتولدوا… ولين كمان.
اتسعت عيناها بذهول، وتعالت نبضات قلبها، وتغلغلت الدموع في عينيها وهي تقول بصوت مكسور:
_ إنتو عاوزين مننا إيه تاني؟ مش كفاية قتلتوا بابا وماما؟ عاوزين إيه تاني؟
أجاب بسخرية وهو يزيح دموعها برفق:
_ توتوتو… ما بحبش القطة الضعيفة.
ثم أضاف ببرود ساخر:
_ وبعدين صحّحي معلوماتك قبل ما تتهمي حد… إحنا ما قتلناش حد، أهلك هم اللي انتحروا علشان ناس جبانة، مش شجعان زيك.
ـــــــــــــــــــــــ
كانت شوق تجلس داخل السيارة بجانب الطبيب أسامة الذي كان يعبر بها بوّابة المستشفى الحديدية. أوقفه حارس المستشفى ليتفقد أوراقه قبل أن يسمح له بالدخول. لم تتحمل شوق الانتظار، ففتحت باب السيارة وهرولت نحو المستشفى، بينما نظر إليها الطبيب مندهشًا وهو ينادي عليها:
_شوق، استني... شوق!
لكنها أكملت طريقها ولم تُجب، أما هو فلم يستطع اللحاق بها قبل أن يسمحوا له بالدخول. دلفت شوق إلى المستشفى، تهرول نحو ساحة الاستقبال، ووقفت أمام مكتب الاستقبال تتحدث دون تركيز، بصوت متقطع بالبكاء إلى الموظفة:
لو سمحتي... لين... لين أختي فين؟
عقدت الموظفة حاجبيها باستغراب قائلة:
لو سمحتي، اهدي شوية علشان أفهم منك، إنتِ بتدوري على مين وأقدر أساعدك.
رفعت شوق يديها تمسح دموعها عن وجهها المحتقن من البكاء قائلة:
أختي... جابوها هنا امبارح من مصحة الأمراض العقلية بعد محاولة انتحار.
حرّكت الموظفة أناملها على لوحة المفاتيح تبحث عن بيانات المطابقة لما قالته شوق، وبعد لحظاتٍ من الانتظار وقلب شوق يتمزق قلقًا وحزنًا، رفعت الموظفة نظرها إليها وقالت بأسف:
_في بنت فعلاً جابوها امبارح من المصحة في محاولة انتحار... بس وصلت ميتة.
اتسعت عيناها بذهول، وتوقف الزمن من حولها، وجفّت دموعها من هول ما سمعت، ولم تمر لحظة حتى سقطت مغشيًا عليها من جديد. في تلك اللحظة، كان الطبيب أسامة قد كان يدلف، فهرول نحوها عندما رأها تستلقي علي الارض والموظفة تحاول افقتها. حملها عن الأرض بمساعدة موظفة الاستقبال التي كانت تنادي على الممرضات العاملات في المستشفى. جاء أكثر من شخص، وحملوا شوق على سريرٍ متحرّك، وتوجهوا بها إلى غرفة الطوارئ.
بينما كان داخل غرفة الطوارئ، كانت لين تستلقي على الفراش محاطة بأصوات الأجهزة الطبية، رأسها ملفوف بالشاش، والطبيب يقف بجانبها ومعه أحد الأطباء يحمل بعض التقارير في يده، يتحدث إلى طبيبةٍ تقف معه قائلًا:
_عندها شرخ في الجمجمة وكسر في العمود الفقري، ومحتاجة عملية تركيب شريحة ومسمار ضروري
فأجابته بهدوء:
بس البنت دي لحد دلوقتي مش عارفين عنها حاجة، ومين اللي هيتكفل بمصاريف المستشفى والعملية؟
رد الطبيب بحسم:
خديها على غرفة العمليات دلوقتي، هنعمل لها اللازم لحد ما يظهر حد من أهلها.
نادي الطبيب على إحدى الممرضات لأخذ لين إلى غرفة العمليات. وفي نفس الوقت، دلف الطبيب أسامة إلى نفس الغرفة متلهفًا، وهو يجري بجانب السرير الذي تُستلقى عليه شوق. حملها ووضعها على فراشٍ مقابل للفراش الذي تنام عليه لين. وبينما كان أسامة يحاول مساعدتها على استعادة وعيها، كانت خلفه الممرضات يحملن لين على السرير المتحرك متجهاتٍ بها إلى غرفة العمليات. عبروا بها من أمام سرير شوق، فتباطأت اللحظة... الأختان تعبران من أمام بعضهما، دون أن تشعر إحداهما بوجود الأخرى. سكن الزمن لثوانٍ، وكأن القدر حبس أنفاسه يراقب المشهد في صمتٍ ثقيل. ولم يكن القدر قد أنهى لعبته بعد... فبين حياةٍ وموتٍ، كانت الخيوط تتشابك من جديد، ليرسم القدر فصلًا آخر من الحكاية… فصلًا لن ينجو أحد من وجعه أبداً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلف بهيبته وشموخه إلى المنزل حيث كان ينتظره نيل. وما إن دخل حتى رأى جورج راكعًا على ركبتيه، ممسكًا كفه، والدماء حوله ملامحه متعبة، ودموعٌ تتسلل بصمت. عقد حاجبيه باستغراب وتقدّم نحوه متسائلاً:
_هو إيه اللي حصل هنا؟
وقف جورج بصعوبة وقدماه ترتجفان من الضعف الذي سببه له فقدان الكثير من الدم، وأجاب بصوت متألم:
_غلط... وده كان عقابي من نيل بيه يا عشق باشا.
أجاب عشق بحنق:
لما أقول إيه اللي حصل يبقى تحكيلي اللي حصل.
فهم جورج ما يقصده، فسرَد له كل شيء من أول ما أحضر نيل نيلي إلى المنزل حتى الصفعة. وعندما أنهى قال بخوف شديد وهو يخفض رأسه بخجل:
_بس صدقني يا عشق بيه... أنا ما كنتش عارف إنها المدام بتاعت نيل بيه.
احتقنت ملامح عشق بغضب كوّر يديه وهو ضغط على أسنانه بعصبية، ثم هرول إلى الدرج وهو يتمتم:
_والله لأقتلك يا نيل الكلب.
صعد الدرج وتوجه إلى الغرفة حيث كان نيل مع نيلي. دفع الباب بقدمه بقوة فندفع الباب مره واحده. كان نيل يجلس على أطراف الفراش ينتظرها أن تخرج من دورة المياه. وما أن رآه عشق في هذا الحال يتقدم نحوه انتفض وقفًا قائلاً بهمس:
_عشق أنت...
قاطعه عشق بلكمة قوية أسقطته على الفراش. تألم نيل، لكن عشق لم يمنحه فرصة فاندفع إليه ممسكًا قميصه بعنف وهو يقول بغضب مكتوم:
_إيه اللي انت هببته على عينك ده يا زفت؟
أجاب نيل متألمًا بسخرية:
بوظت وشي منك، لله!
وقبل أن يردّ عشق الذي كان على وشك أن يقتله، سمع الاثنان باب دورة المياه يُفتح، وخرجت نيلي مرتدية فستانًا أزرق يصل إلى الركبة بأكمام واسعة ومزينًا بحزام أبيض. وقفت تنظر إليهما باندهاش واستغراب وهي ترى نيل مستلقيًا على الفراش وعشق جالسًا فوقه يمسكه من قميصه. لفت جمالها انتباههما للحظة، فانقطع عنهما الحظة عند صوتها قائلة باستغراب:
_إنتوا بتعملوا إيه؟
استوعب عشق أنه فوق نيل ابتعد عنه بحركة متوترة، ووقف رافعًا رأسه بشموخ، بينما جلس نيل ببرد يحسس وجهه بألم. نظر عشق إلى نيلي متسأل:
_أنتي نيلي ولا لين؟
أجابته بكبرياء وهي لا تعرف مع من تتحدث:
وأنت مالك؟ بتسأل ليه؟
اتسعت عينا عشق مستغرب من شجاعتها، ونظر إلى نيل الذي حرك أنملة في الهواء قائلاً بنبرة ساخرة:
_خد بالك... القطة دي ليها طوافر طويلة وماليش دعوة لو خربشت
تنفّس عشق بعمق ليتحكم في غضبه قبل أن يفقد أعصابه ويقتلهم معًا. ثم نظر إليها مرة أخرى قبل أن يستدير ويغادر قائلاً بنبرة غاضبة:
_هاتها وتعالي ورايا.
غادر الغرفة، بينما نهض نيل قائلاً بحنق:
_اتفضلي قدامي... وخدي بالك من لسانك علشان هيكون سبب في موتك قريبًا.
نظرت إليه نيلي مستغربة خوف نيل أمام عشق:
هو مين ده؟
زفر نيل بضيق قائلاً:
ده عشق الجوكر ياروحي، ابن عمي. وأحمدي ربك إنك لسه عايشة.
اتسعت عيناها دهشة قائلة:
معقولة ده هو عشق؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما كانت شوق مستلقية على الفراش، فتحت عينيها وتذكرت آخر ما سمعته، فانهارت دموعها في صمت مريب. نهضت من الفراش، ونزعت حقنة المحلول التي في ذراعها، وتحركت لتغادر المكان وهي في حالة من الصمت المريب تتعثر فيمن يقابلها، لم تُبالِ بأحد، كأنها تسير في عالم هي في بمفردها، لا أحد أمامها ولا خلفها.
بينما كانت شوق تتحرك لتغادر المستشفى، كان زين يقف يتحدث إلى موظفة الاستقبال ولم يرها وهي تغادر. أثناء ما كان يقول:
طيب، انتي متأكدة من معلوماتك دي؟
أجابت الموظفة بثقة:
أيوه، أنا متأكدة، البنت اللي حضرتك بتسأل عنها هي دلوقتي موجودة في الطوارئ، أُغمي عليها أول ما عرفت بموت أختها.
تنهد زين بعمق، وملامحه مزيج من الحزن والخوف، وهو يفكر بصوتٍ عالٍ:
أعمل إيه دلوقتي؟ أعرف عشق ولا أروح أشوفها الأول وبعدين أعرفه علشان ما يقتلنيش المرة دي؟
نظر إلى الموظفة بابتسامة مجاملة قائلًا:
تمام، شكرًا لحضرتك.
توجه إلى غرفة الطوارئ بينما كانت شوق تتوجه لتغادر.
في غرفة الطوارئ دلف أسامة يحمل في يديه بعض علب العصير لها عندما تستيقظ، لكن لم يجدها. نظر حوله باستغراب وهو يقول:
غريبة... راحت فين؟
توجه ليسأل أحد الموجودين عنها:
لو سمحت، البنت اللي كانت نايمة على السرير ده راحت فين؟
أجابه الرجل الذي كان مستلقيًا على السرير بتعب:
لسه طالعة من شوية.
لم يصبر ليسمع باقي الحديث، وتحرك بعجلة للحاق بها.
وفي نفس اللحظة كان يدخل زين وهو يتلفت حوله بحثًا عنها، ودون قصدٍ، اصطدم الاثنان ببعض، لتسقط صورة شوق من يد زين. انحنى أسامة ليلتقطها وهو يقول:
أنا آسف، معلش ما خدتش بالي.
يتبععععععععع...
يا ترى شوق هتعمل إيه وهي مفكرة إن لين خلاص ماتت؟
ونيلي قابلت عشق يا ترى عاوزة إيه منه؟
وإيه مصير لين يا ترى هتفضل مجهولة؟
كل ده وأكتر هنعرفه في الحلقات الجاية ❤️
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق