القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل السابع 7بقلم الكاتبة شهد الشورى


رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل السابع 7بقلم الكاتبة شهد الشورى





رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية (ضحايا الماضي) الفصل السابع 7بقلم الكاتبة شهد الشورى



#الفصل_السابع

#رواية_ما_ذنب_الحب

#الجزء_الثاني_لرواية_ضحايا_الماضي

#الكاتبة_شهد_الشورى

#حصري

ملخص احداث الجزء الأول

ليلى الجارحي ويوسف العمري كانوا متجوزين وبيحبوا بعض جدًا وعندهم خمس أولاد آدم أوس ريان أمير وحياة لكن يوسف اضطر يتجوز بنت صاحب أبوه عشان شرط أساسي لاستلام الورث البنت دي لعبت لعبة كبيرة بينهم وأوهمته إن ليلى بتخونه مع راجل غريب في أوضة نومهم وخلته يشوفهم بعينه يوسف صدق الكذبة وكره ليلى وعياله الخمسة ورفض يسمع لحياة اللي كانت شاهدة على كل حاجة وهي متكتفة شايفة اللي بيحصل لأمها


السنين عدت والعيال عاشوا مع أهل أمهم ولما كبروا بدؤوا يكشفوا الحقيقة ويثبتوا براءة أمهم ليلى


حياة كانت بتحب ابن عمها إلياس بس كانت خايفة منه لأنه شبه أبوها في طباعه في نفس الوقت كانت بتحس بالأمان مع بدر ابن عم والدتها رغم إنها اختارت إلياس في الأول إلا إنه اتهمها بالخيانة زي ما أبوها اتهم أمها لما شافها مع الدكتور النفسي عمر اللي كانت بتتعالج عنده بعد الاتهام ده بعدت عنه وسافرت مع بدر وعيلتها عشان تكمل تعليمها بره وقدر بدر يكسب قلبها ويخليها تحبه


آدم اتجوز بنت خاله زينة

أوس اتجوز مهرة بنت أخت الست اللي ربتهم

أمير اتجوز فرح بنت الست اللي ربتهم

ريان اتجوز ندى بنت عمه وأخت إلياس


سارة بنت زوجة أبوهم اللي دمرت حياتهم قدرت تزرع كاميرات في غرفة نوم أوس وصورته مع مراته وهددته إنها هتفضحه لو ما اتجوزهاش خوفًا على مراته وافق ودي كانت صدمة للكل إنه اتجوز بنت الست اللي قتلت أمه ومع الوقت العيلة اكتشفت حقيقة سارة وحصل لها حادث قلب حياتها بدأت تفكر بطريقة مختلفة وطلبت السماح من الجميع


سارة بعد الحادث قابلت الدكتور النفسي عمر اللي كانت حياة بتتعالج عنده وكان هو نفسه ضحية ليها زمان لما كانوا في الجامعة سارة كانت عملت رهان مع صحابها على عمر وخلته يحبها وبعدين سابته لما تقابلوا تاني عمر ساعدها بس رفض يسامحها رغم إنه كان لسه بيحبها عمر كان متجوز بنت خالته بس هي توفت يوم ولادة بنتهم في النهاية سامح سارة بعد ما شاف إنها فعلاً اتغيرت


أما أدهم الجارحي ابن خال الأخوة الخمسة وأخو زينة كان بيحب هنا قريبتهم من بعيد وكان ناوي يتقدم لها بس في نفس اليوم شافها نايمة في سرير صاحبه فبعد عنها ما كانش يعرف إن دي لعبة من سكرتيرته وخطيبته سمر اللي ارتبط بيها عشان ينسى هنا


الجد أجبر أدهم وهنا على الجواز لكن بعد كام يوم من الفرح أدهم اعتدى على هنا وهو سكران فكرهته بعد كده اتواجهوا بالحقيقة اللي كان مخبيها في قلبه في النهاية قدر يثبت براءتها لكنها رفضت تسامحه واتطلقوا بعد ما ولدت ابنهم سليم بعد خمس سنين من الانفصال قدرت هنا تسامحه ورجعوا لبعض


في النهاية مات يوسف العمري بمرض خبيث وكان الندم بينهش في قلبه على كل اللي عمله في أولاده ومراته اللي كانت الحب الوحيد في حياته يوسف حس بالذنب إنه رمى أولاده في الشارع في وقت كانوا محتاجينه فيه وإنه صدق الكذبة اللي دمرت حياته وحياة أولاده وفي نفس الوقت كان عايش مع سارة بنت الست اللي دمرت عيلته كلها


الياس ونسرين

نسرين شخصية طرف ثالث في علاقة بدر وحياة، وبيحصل بينهم علاقة وينتج عنها حمل


سمر ورجل الأعمال

بعد ما أدهم يكتشف حقيقتها، ختدخل السجن

بعد خروجها، تتجوز رجل أعمال مش كويس

هتكتشف بعد الجواز إنه مريض وبيعذبها

للرجل ده ليه بنت اسمها بسمة لكنها فاقدة النطق وعنده ولد اسمه نوح

لكن الراجل اتوفى في ظروف غامضة في الجزء الأول هنعرف تفاصيلها في الجزء التاني

➖➖➖➖➖➖

الأبناء في الجزء الثاني معظمهم شخصيات ثانوية ⬇️

عائلة حياة وبدر :

يوسف/مروان/عشق وعاصم "توأم"


عائلة آدم وزينة :

ياسين/صافي


عائلة أوس ومهرة :

مالك/حمزة/ليلى


عائلة ريان وندا :

ليلة/شريف


عائلة أمير وفرح :

ثائر/جوان وجوري "توأم"


عائلة أدهم وهنا :

سليم/قمر


ابناء إلياس ونسرين :

سيدرا/يونس "تؤام"


عائلة عمر وسارة :

جومانا من زواجه الأول

ريماس/كارما وليان "توأم"


معظم الابناء دورهم ثانوي ❤️ 

في شخصيات جديدة هتظهر قدام وهتتعرفوا عليها

مفيش لخبطة ان شاء الله هبسطها ليكم

المخلص هنشره ليكم اول كل بارت جديد

............

الفصل السابع


كانت غنوة تنظف الأرضية الرخامية بصالون الفيلا، منهمكة في عملها، وما إن رفعت عينيها قليلًا نحو الباب الداخلي، حتى تجمدت أطرافها في مكانها، وكأن الحياة انسحبت فجأة من عروقها !!!!

هناك، في مدخل الصالون، ظهر كائن غريب، له هيبة الثعلب وهيئته المخيفة، ارتجفت أنفاسها، وانقبض صدرها، وبرقت عيناها بذعر، لحظة، اثنتان، ثلاث......

ثم أفلتت ما في يديها وصرخت صرخة داوية ارتج لها البيت بأكمله


ارتعد الجو، واندفع الجميع إلى الصالون بدر، حياة، مروان، عاصم، عشق، بل حتى الخدم والحراس هرعوا من الخارج ظانين أن خطرًا ما حل بأهل الفيلا، وما إن وصلوا حتى وجدوا غنوة واقفة على الأريكة، يديها تقبضان برعب على تمثال ضخم، جسدها يرتعش، وعيناها شاخصتان صوب ذلك الكائن المرعب


ابتسم بدر بخفوت وقد فهم السبب، بينما حياة تسألها بقلق :

مالك يا غنوة، صوتي ليه، وايه اللي موقفك كده؟!!


تمتمت غنوة بصوت متقطع، بسبب ذعرها، ولازالت عيناها مصوبة على ذلك الكائن :

ثـعـلـــب !!


تعالت ضحكات مروان، وتبسم الباقون بدهشة، فالذي تراه ثعلبًا لم يكن إلا كلبًا من فصيلة الهاسكي ضخم الجسد، تملكه مروان، ويوسف منذ سنوات، أشار عاصم للحراس بالانصراف، وبقي أهل البيت فقط ومعهم مدبرة المنزل عبير


تضاعف ارتباك غنوة من ضحكهم، وعيناها ما زالت متسمرة على الحيوان الذي يتنقل في الصالون بحرية وطمأنينة وفجأة قفز الكلب بجانبها على الأريكة، فقفزت غنوة بعشوائية نحو الأرض المبتلة، فانزلقت قدماها وسقط التمثال من يدها، وتحطم إلى شظايا متناثرة، حاولت الاتكاء لتستعيد توازنها، فإذا بيديها تستقران على مروان القريب منها، فيسقطان معًا أرضًا بسبب تلك المياه !!!!


كان المشهد كالتالي تمثال مهشم على الأرض، وغنوة فوق صدر مروان، أنفاسها متقطعة ووجهها شاحب، ارتفعت عيناها إليه برعب، فالتقت نظراتهما للحظة خاطفة، فلاحظ بدر الأمر، نهضت غنوة على عجل تشعر بالخجل، لكن قدميها عاندتاها مجددًا، فانزلقت مرة أخرى، لترتمي هذه المرة على الطاولة، فتهوي مزهرية فاخرة وتتناثر شظاياها في المكان، شهقت غنوة بقوة، بينما ضحك الجميع بيأس وخفوت عليها


أخذ عاصم الكلب خارجًا إلى الحديقة، فيما دموع غنوة انهمرت خائفة من الفوضى التي أحدثتها، أغلق مروان عينيه بيأس، وكأن صبره يُختبر بتلك الفتاة الرعناء


همست غنوة بصوت متلعثم، تكاد كلماتها تخونها :

انا والله ما كنت أقصد


ابتسم بدر وهو يتأمل براءتها، وتلألأت نظرات حياة بالحنان، تقدمت غنوة بخطوات مرتعشة نحو حياة، محاولة الاعتذار، لكن الأرض غدرت بها مجددًا، وكادت تسقط لولا يد مروان التي أمسكتها في اللحظة الأخيرة، قائلاً بنفاذ صبر :

حاسبي


انفجر بدر ضاحكًا، بينما غنوة بكت بحرقة من شدة الحرج، متشبثة بكلماتها :

والله ما قصدت، الثعلب ده كان هيكلني، إنتو مشوفتوش كان بيبصلي إزاي، ده جري عليا؟!


اقتربت منها عبير بخطوات مشدودة، وقالت بتهذيب قاسٍ ونظرة حادة :

أنا آسفة يا حياة هانم، غنوة ما تقصدش، خمس دقايق والمكان كله هيبقى زي الفل، وهي طبعًا هتحاسب على كل حاجة اتكسرت من مرتبها


اصفر وجه غنوة، قلبها انقبض، فمرت أيام قليلة فقط على وجودها هنا، ولم تجمع ما يسد حاجتها بعد، فكيف تدفع ثمن ما تهشم من أشياء باهظة، لكنها لم تظهر ذلك وحركت رأسها بنعم !!!


التقط مروان تلك النظرة في صمت، بينما حياة التفتت إلى عبير بحزم ممزوج بالحنان :

من إمتى وإحنا بناخد عوض على حاجة اتكسرت، اللي حصل كان حادثة، وإنتو غلطانين لما سبتوا الكلب يدخل، مفيش خصم ولا حاجة، نضفوا بس المكان


ثم التفتت إلى غنوة، وصوتها يفيض دفئًا :

كملي شغلك يا بنتي متخافيش


رفرفت عينا غنوة بامتنان، ابتسمت بخجلٍ وقد حملت أدوات التنظيف، لكن خطواتها ترددت من جديد، فكادت تنزلق، فأمسكها مروان للمرة التي لا يعلم عددها، قائلاً بتعب :

حرام عليكي يا شيخة، فرهدتي أمي!!!

...........

كانت شدوى جالسة في غرفتها، تُطلي أظافرها ببرودٍ، حين دوى رنين هاتفها فجأة، التقطته وما إن رأت اسم سليم يتلألأ على الشاشة حتى ضاقت ملامحها بتبرم، فهي لم تعد تحتمل مزاجه المتقلب ولسانه السليط !!!


لكنها ردت عليه بدلال تجيده :

ليك واحشة يا باشا


جاءها صوته صارمًا، مقتضبًا لا يعرف مجاملة :

عنوانك فين؟


ارتبكت، وتوترت أنفاسها وسألته متلعثمة :

بتسأل ليه يا باشا؟


عاد يرد بحدة وصبر نافد :

انجزي، عنوانك فين، أنا جايلِك، جهزي نفسك


أملت عليه العنوان بصوت متردد، ثم هرولت إلى الصالة حيث كانت "فيروز" منحنية على دفاتر الطلاب، تُصحح أوراقهم بتركيز، اقتربت شدوى منها بحدة وأطلقت أوامرها بغضب :

اسمعي يا فيروز، في ضيف مهم جايلي كمان نص ساعة، تدخلي أوضتك وتقفلي الباب، وما تخرجيش منها، متفتحيش بوقك بولا كلمة، لو سمعت صوتك والله ما هتقعدي هنا ليلة زيادة


رفعت فيروز عينيها بتوجس وسألتها :

ضيف مين اللي جاي نص الليل كده


ردت عليها شدوى بتعجل، ونفاذ صبر :

ما يخصكيش، اعملي اللي بقولك عليه وانتي ساكتة


ثم ولت مسرعة إلى المطبخ، وأخرجت زجاجات كحول وضعتها على الطاولة، وبعض التسالي، قبل أن تعود إلى غرفتها وتخرج بعد قليل في زي اسود فاضح لا يستر جسدها !!


حدقت فيها فيروز بذهول، تقرأ في ملامحها نواياها المريبة، فقربت منها وقالت بحدة :

انتي مستنيّة مين؟


أجابتها شدوى ببرود وقسوة :

قولتلك ما يخصكيش


سألتها فيروز مرة أخرى بغضب :

اتكلمي مع اختك الكبيرة كويس، قولتلك مين اللي جاي؟!


ردت عليها شدوى ببرود، وتبجح :

صاحبي


قالتها ثم دخلت لغرفتها ببرود، بينما اهتز قلب فيروز قهرًا، والدتها صنعت من شقيقتها الصغرى فتاة رخيصة، لا تكترث لأحد، ولا تخاف الله !!


لم تتمالك غضبها، فإذا بباب البيت يُفتح، ويقف أمامها رجل، وسيم لدرجة تُربك النظر، شعره الفوضوي وهيئته المهيبة تخطف الأنفاس، كان يستند بيده على الباب، واليد الأخرى تحمل جاكيت بدلته


ارتبكت فيروز، وسألته بحزم :

انت مين؟!


قطب سليم حاجبيه ببرود، يتأمل الفتاة التي ترتدي إسدال الصلاة، محتشمة مغايرة تمامًا لما توقع أن يجده في بيت شدوى، فسألها :

مش ده بيت شدوى؟


- لا، العنوان غلط!!

قالتها فيروز بتوتر، حاولت إغلاق الباب، لكن شدوى خرجت مسرعة من غرفتها، وصوتها يصرخ باسم أختها، عندها دفع سليم الباب بيده ودخل، والشرر يتطاير من عيني شدوى الغاضبة على فيروز


صرخت عليه فيروز بحدة :

اطلع بره، قولتلك العنوان غلط


ألقى سليم نظرة باردة على شدوى وسألها بملل :

مين دي؟


ردت عليه شدوى بتوتر :

حقك عليا يا باشا، معلش فيروز اختي كده دايمًا دبش


رمقهما سليم بنظرة ساخرة، عين على تلك المحتشمة المذعورة، وعين على أختها التي لا يسترها شيئًا، دفعت شدوى أختها جانبًا هامسة بغيظ :

غوري على أوضتك


لكن فيروز لم تهتز، بل تقدمت منه بجرأة وقالت بصوت غاضب :

بقولك إيه يا أخينا، البيت ده محترم، وأختي ملهاش في الشمال، خد بعضك وامشي، وإلا أقسم بالله أفضحك، واصوت والم عليك العمارة كلها


ابتسم سليم، وقال ببرود يقطر سخرية :

صوتي يلا.....مستنية إيه


انعقدت أسنان فيروز غضبًا، لكنها ابتلعت صرختها، تدرك أن فضحها سيجلب العار لها ولأختها معًا، تنهدت شدوى بغيظ، وقالت محاولة إصلاح الموقف:

حقك عليا يا باشا، امسحها فيا أنا


لكن عيني سليم لم تفارقا فيروز، فقد أسرته تلك الجرأة في ملامحها، وقفت فيروز أمام أختها كالسد وقالت له بنبرة متحدية :

مش هتلمس أختي، ترضى حد يعمل مع أختك كده؟


ارتجف سليم للحظة من وقع كلماتها، لكنها سرعان ما تحولت إلى جرح غائر حين رد بقسوة جارحة :

اختي مش رخيصة زي اختك، فيه فرق كبير يا حلوة


شهقت فيروز، وصُعقت من وقاحته، فيما جذَب سليم شدوى من يدها ليدخل بها الغرفة، في تلك اللحظة، لم تتردد فيروز أمسكت بمزهرية ثقيلة ورفعتها بكل قوتها، ثم هوَت بها على رأسه، دوى صوت التحطيم، وسقط سليم أرضًا، رأسه ينزف بغزارة !!


صرخت شدوى بذهول، وجحظت عيناها وهي ترى الدماء تتسرب من جبهته !!!!!!!!

..............

كانت قمر جالسة في غرفتها، أصابعها ترتجف وهي تقضم أظافرها بقلقٍ متصاعد، عيناها معلقتان بشاشة الهاتف الذي يرن للمرة العاشرة وربما أكثر، نوح لا يجيب، صمتٌ يطبق على صدرها كلما انقطعت النغمة، تسللت دموعها بحسرة، هل انتهى الأمر؟ هل سئم منها وقرر الرحيل؟!

لم يكن بيدها حيلة سوى أن تواصل المحاولة، تعلقًا بأملٍ واهٍ أن يسمع صوتها أخيرًا، لكن كل مرة كانت تصطدم بالخذلان ذاته....لا رد !!!


على الناحية الأخرى، جلس نوح على البار داخل فيلته، يرتشف الخمر ببرود، وعيناه لا تفارقان هاتفه الذي يرن كل دقيقة والأخرى، ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيه تلك الحمقاء لا يملك أحد مفاتيح قلبها كما يملك هو مفتاحها يعرف كيف يجعلها توافق على الزواج برضاها، ثم يستخدم رضاها ليكسر ظهر أبيها.....ادهم الجارحي

أما سليم فليس بعيدًا عن الحسابات، يجهز له فضيحة ستجعله يحني رأسه أمام الجميع، فهو لن يتوانى عن الانتقام من أدهم الجارحي، ذلك الذي قتل والده ظلماً طمعًا في صفقة كانت ستجني ملايين من نصيب من يفوز بها


كان السبب الأعمق أن والده ضبط أدهم متلبسًا بمحاولة الاعتداء على زوجة أبيه، سمر، حينها ارتعد أدهم من الفضيحة، وخوفًا من انكشاف حقيقته اختار طريق الدم وقتل والده ظلمًا، ومن بعدها تهاوت أركان شركات العائلة إذ لم يكن يفقه الكثير في شؤون الإدارة، فانحدرت نحو الخسارة وكادت أن تُعلَن إفلاسها، لكن الأعوام قست عليه بقدر ما صقلته، فغاص في الدراسة، واكتسب بالخبرة، حتى استطاع أخيرًا أن يستعيد مكانة شركات والده في السوق من جديد، ويثبت أنه لا يُهزم


ابتسم بشر ابتسامةً هادئةً، مرت عبرها صورة ذلك اليوم كطيفٍ قاتم، حين أطلق النار على أدهم، فبات الأخير معلقًا بين الحياة والموت، نجا أدهم بأعجوبةٍ


كان مراهقًا آنذاك، لكن بعدها احتلته فكرة مظلمة أن يهدم حياة أدهم ويفكك أسرته، أن يقتله ألف مرة ببطء لا مرة واحدة !!!


تذكر كيف التحقت قمر بالإعدادية، وكيف كان يسرق النظرات إليها من بعيد، ثم اقترب منها، وعرفها بنفسه، حتى كبرت  شيئًا فشيئًا، وكيف أحكم قبضته على قلبها حتى سقطت في حبه بلا مقاومة، وحين شد الرحال إلى بيت والدها طالبًا يدها، جاءه الرفض صريحًا وقاسيًا، عندها لم يتراجع، بل تحدى ادهم أن يملك الجرأة ويخبر ابنته عن السبب الحقيقي لذلك الرفض !!


أخرج نوح صورة من محفظته، حدق فيها أولًا بعينين متشفيتين، لكن سرعان ما تبدلت نظراته إلى سكينةٍ وهيام.د كانت الصورة تجمعه بقمر، تقف إلى جانبه وهي تقوم بتلك الحركة الغريبة بوجهها، بينما هو يحدق بها ضاحكًا، فجأة انتبه إلى نفسه، حرك رأسه نافضًا أي شعورٍ حاول التسلل إلى قلبه، عليه أن يُنهي هذه المهمة، فقط ليحيا مرتاحًا، عليه ان يأخذ ثأر والده


اقتربت منه سمر، زوجة والده، التي تجاوزت الخامسة والخمسين، ومع ذلك حافظت على رشاقتها وأناقتها، وقفت أمامه بنظرة حادة وقالت :

وصلت مع الزفتة بنت ادهم لأيه، كل ده مش عارف تقنعها تتجوزك، خسرت تأثيرك عليها زي زمان وبطلت تحبك


رد عليها نوح بغضب :

بطلي ترغي كتير، قولتلك هشوف حل تاني


صرخت عليه بحدة أكبر :

بقالك سنين مش عايز تاخد الخطوة دي، اتأخر ت ليه دلوقتي، كل مرة بتقول هشوف حل، وتقعد ساكت، تقرر وتنسحب، وبترجع في كلامك على آخر لحظة ليه يا نوح


توجست قليلاً قبل أن تسأله :

لتكون حبيتها...؟!!


نظر إليها نوح بحدة، فأكملت بغضب :

حبيت بنت اللي قتل أبوك


صرخ عليها نوح غاضباً :

خلصنا، قولتلك هشوف حل، يبقى تسكتي خالص، مش عايز رغي كتير، أنا اللي ليا حساب عند أدهم الجارحي، مش انتي، متدخليش في اللي ميخصكيش


ردت عليه بصوت مرتفع، يغلفه الغضب والحدة :

لا، هاتدخل واتكلم براحتي، متنساش إن اللي قتله أدهم ده يبقى جوزي، زي ما هو ابوك انت وأختك، انا ليا حق زيي زيكم عند أدهم......


صمتت ثم تابعت بغل :

متنساش ان ده ادهم اللي فضل يوقع في شركات أبوك حتى بعد ما مات، لغاية مافضلت انت وأختك ع الحديدة، ومتنساش كمان ان كل اللي بنيته ده كان أصله فلوسي، ماتشوفش نفسك عليا أوي، يا بن أسامة، وبدل ما تيجي تتشطر عليا، روح اتشطر ع اللي قتل أبوك وحاول يعتدي عليا، روح خد حقنا بدل ما انت جاي تصرخ عليا، روح حسره على ولاده الاتنين، واقهر قلبه عليهم


ابتسمت بمكر، وهي ترى تأثيرها عليه، وتابعت بسخرية :

بس انت اللي شكلك حبيتها وخليتك تنخ


صرخ نوح بغضب، وهو يركل كأس الخمر من يده، فارتطمت بالأرض وتحطمت مع صوت مزعج، ابتسمت سمر بسخرية، مستمتعة بالغضب الذي سيطر عليه، وقالت بصوت بارد، لكنها مليء بالحزم :

حبيتها لدرجة إنك ما بقيتش شايف شغلك كويس، وبقيت نايم على ودانك، اختك كانت هتحصلها مصيبة بسبب أدهم الجارحي، لكن أنا رجالتِي وسطهم، ومراقبين كل حاجة، أدهم كان هيبعت واحد يسرق شرف اختك، أدهم لحد دلوقتي بيحاربك وعايز يذلك من ساعة ما ضربت عليه النار، فاكر عملت ايه، كانت حركة خايبة ما يعملهاش إلا عيل، هتستفيد إيه بموته، وانت ممكن تخليه يموت ألف مرة، موتة راحة ليه، اختك كانت هتضيع منك وأنت واقف تتفرج، قلبك بيحن على حبيبة القلب دوس على قلبك، واشتري كرامتك، وكرامة اختك وكرامتي، اللي قتل أبوك وحاول يسرق شرف مراته اللي هي انا.....يستحق الموت ألف مرة


ثم التفتت، وذهبت بصمت

أما نوح، فظل مكانه، يضرب كل ما حوله، غاضباً، قلبه محموم بالانتقام، حسابه مع أدهم الجارحي أصبح أكبر، وعقله يلتقط أفكاراً لم تخطر على عقل الشيطان حتى.....!!!!!

.........

في صباح اليوم التالي، ذهبت قمر إلى الجامعة، جسدها حاضر، لكن عقلها غائب تمامًا، جلست في قاعة المحاضرات، تحدق في المعروض امامها، فلا ترى سوى فراغٍ يلتهم كل معنى، الحروف تتبعثر أمام عينيها كأنها طلاسم، إذ كان قلبها مشغولاً بغياب نوح، وبالقلق الذي ينهشها منذ أن توقف عن الرد على اتصالاتها


خرجت من المحاضرة، فرن هاتفها فجأة، ارتجفت يدها وهي تخرجه من حقيبتها بسرعة، قلبها يرجو أن يكون هو، وحين رأت اسمه على الشاشة، انفرجت أساريرها لحظة، لكن الصوت الذي جاءها لم يكن صوته، بل رجل مجهول يخبرها بلهجة قلقة ان صاحب الهاتف تعرض لحادث سير، وتم نقله للمستشفى، ثم املاها العنوان، واغلق الهاتف!!


توقف قلبها للحظة، ثم اندفعت كمن يسابق الموت، لم يكن معها سائقها ولا سيارتها، إذ جاءت مع زميلتها ذلك اليوم، قطعت الطريق بأعصاب ممزقة، حتى وصلت إلى المستشفى


ما إن نطقت باسم نوح عند الاستقبال، حتى دلوها على الغرفة، اندفعت إليها بخطوات متسارعة، لتجده مستلقيًا على السرير، جرح صغير يعلو جبينه وآخر على ذراعه، لكن وجهه بدا أكثر وجعًا من جراحه !!


اقتربت منه، عيناها تفيض بالدموع، وانحنت عليه قائلة بصوت متقطع :

نوح، حبيبي، انت كويس؟؛


أدار وجهه عنها ببطء، كأنه يعاقبها بصمته، فرفعت يدها إلى وجنته تستجديه :

ليه بتلف وشك عني، مش عايز تبصلي، هونت عليك


رد عليه بحزن، اجاد تمثيله :

انا بعمل اللي انتي عايزاه، مش دي رغبتك انتي


انسابت دموعها بقهر، وقالت بصدق :

انت رغبتي، انت الحاجة الوحيدة اللي بتمناها من الدنيا، انا لو غيبت عنك دقيقة اموت يا نوح، انت النفس اللي بتنفسه، انا مقدرش اعيش من غيرك


رد عليها بعتاب :

عشان كده بتبعدي عني وبترفضي اي حاجه تقربنا من بعض، انا عملت كل اللي في ايدي عشان نكون سوا يا قمر، روحت لأبوكي اللي بيني وبينه عداوه، عشانك انتي، واخوكي اللي كذا مره يجي ويتخانق معايا عشانك استحملته، انا جربت  كل الطرق اللي ممكن تقربنا من بعض، ومفيش فايدة، ولما وصلت لحل اخيرًا ترفضي.....


صمت للحظات ثم تابع بنظرات مليئة بالألم :

قوليلي سبب رفضك ليا ايه، خايفة مني، رفضلك مالهوش غير سببين يا مش عاوزاني....يا مش واثقة فيا


صرخت عليه، ودموعها تتساقط بحرارة :

ارحموني بقى، كلكم بتخيروني، أنا بحبك وبحب أهلي، ليه لازم أضحي بحد، هما حياتي، وإنت روحي، قولي اعمل اي حاجة تانية إلا كده، اهلي ميستاهلوش مني كده، جوازنا بالطريقة دي حرام اصلاً


اشتعل غضبه وقال بسخرية لاذعة :

لو الجواز ده حرام، البيه اخوكي بيعمله ليه؟


تجمّدت ملامحها، وسألته بصدمة :

أخويا، انت بتقول إيه


صرخت عليه بغضب :

اخويا مستحيل يعمل كده


رد عليها بغيظ وحدة :

دي الحقيقة اخوكي متجوز السكرتيرة بتاعته، وانتوا نايمين على ودانكم، اخوكي حللها لنفسه انتي هتحرميها عليكي


أخرج هاتفه، وجعلها تشاهد صورة عقد زواج عرفي باسم أخيها صحيح انها ليست اصلية لكنها تفي بالغرض، وقفت قمر مشدوهة، دموعها تنهمر بصدمة، فاقترب منها وقال بلهجة ملتاعة :

لو مشكلتك في العرفي، نخليه رسمي، عند مأذون، بشهود، زي ما تحبي، أنا عايزك بأي طريقة، أنا ما اقدرش أعيش من غيرك يا حبيبتي، يومين بعيد عنك كانت روحي هتطلع، الحادثة ده كانت ممكن تخلص على حياتي، وكنت أتمنى أموت ولا أشوفك خايفة مني كده، ومش واثقة فيا


شهقت بمرارة، وقالت :

بعد الشر عليك، ما تقولش كده، انا بحبك، والله بحبك، بس الاختيار صعب.....صعب أوي


عندها فقد السيطرة، أمسك مشرطًا من الطاولة بجواره، ووجهه إلى صدره بعينين يائستين :

وأنا كمان ما اقدرش اعيش وانتي بعيد عني، وطالما رافضاني خلصيني دلوقتي، موتيني بإيدك، ريحيني من العذاب ده


شد يدها بقسوة، وضع المشرط فيها، ضغط عليها لتطعنه، وهي تنتفض بين يديه وتبكي بحرقة، صرخت بقوة حتى أفلتت يدها منه، ثم انهارت على الأرض باكية، فانحني إليها قائلاً بنظرة جمعت مزيج من المكر والحزن ولم تلاحظ هي، وياليتها لاحظت :

خلاص، انا وصلني ردك يا قمر، بس لو خرجت من الاوضة دي وسمعتي خبر موتي، اعرفي اني مقدرتش اعيش من غيرك، وان فراقنا كان بسببك انتي


استدار نحو الباب، عندها فقط صرخت، صوتها يائس كسكين يشق الصمت :

موافقة....موافقة يا نوح


توقف، وارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة، ابتسامة ذئب يعرف الطريق إلى قلب فريسته التي يعلم جيدًا انها ليست بالفريسة الصعبة !!!!


بعد ساعات، كانت قمر تجلس إلى جوار نوح أمام المأذون وقعت الورقة بيدٍ مرتجفة وعقلٍ شارد، لا تعلم انها توقع على موتها بيدها، تركت له تدبير كل شيء، وكأنها سلمت له روحها طائعة، لم يوقظها من غيبوبتها سوى صوته الحاني يتسلل إلى أذنها :

مبروك يا روح قلبي


رفعت بصرها إليه، ابتسامة مترددة تتقنع بالرضا بينما قلبها يختنق بالندم، لم تكن تشعر بسعادةٍ ولا أمان، بل بقلقٍ ينهشها خوفًا من المستقبل، من اختياراتها، ومنه هو تحديدًا، أمسك يدها في صمت، ساقها إلى حيث أراد، حتى لم تنتبه إلا على صوته بعد وقتٍ طويل يهمس وكأنه يعلن بداية عهدٍ جديد :

نورتي بيتك يا حبيبتي


تطلعت حولها بنظراتٍ زائغة، المكان غريب عنها كالغربة في صدرها، كانت خاوية الروح، يائسة، عاجزة حتى عن فهم ما فعلته بنفسها


اقترب منها نوح، مد يده ليمس وجنتها برفقٍ مريب، ثم هم بتقبيلها، لكنها انتفضت بعيدًا عنه، وقالت بصرامة :

نوح، قولتلك مليون مرة انا ما بحبش كده


انعقد حاجباه، وتحول صوته إلى نبرة حادة تشي بغيظٍ مكتوم :

دي كانت حجتك زمان لما كنا لسه مش متجوزين، لكن دلوقتي إنتي مراتي، حقي فيكي أكبر من لمسة


واجهته بعزمٍ، وصوتٍ مرتعش، لكن كلماتها خرجت كالسيف :

الورقة دي كانت بس عشان بابا يوافق، مش عشان تقرب مني بالطريقة دي، انا مش هقدر اعمل كده في اهلي، وكفاية اوي اني اتجوزت بالطريقة دي، معنديش استعداد اخسر حاجة تاني


في تلك اللحظة، تحطم ما تبقى من صبره، ما أراد أن يناله باللين والحب، قرر أن ينتزعه بالقوة، كانت روحه تحاول أن تردعه، أن تمنعه من ارتكاب خطيئةٍ في حقها، لكنه خدر ضميره بتبريراتٍ رخيصة


مد يده نحوها ثانية، فصدته بيد مرتعشة، ثم في لحظة انفجارٍ صفعته على وجهه بقوة، لحظتها تحولت عيناه إلى سوادٍ قاتم، نظرة مرعبة سلبتها أنفاسها، حاولت أن تهرب، لكنه أمسك بها بعنفٍ وجرها خلفه، تشبثت بالفرار، دموعها تنهمر وهي تلهث برعب :

نوح....بالله عليك، ما تعملش كده، أقسم بالله ما هسامحك، والله لو عملت كده عمري ما هسامحك.......نوووووح


لكن توسلاتها ذابت في صممه، اقترب منها كذئبٍ جائع، وصوت صراخها ملأ المكان، وفي لحظة قاسية، تحطم كل شيء، أخذ منها ما لم يكن له حقٌ فيه، سحق كرامتها، وانكسرت تحت وطأة وحشيته


حطمها حرفيًا؛ سحقها بلا رحمة كمن يقتلع روحًا من جسدها لم يُلقِي بالًا لدموعها ولا لصراخها، وواصل اعتداءه الوحشي حتى غدت تبكي بصمتٍ يذبح الروح، ليتها أصغت لوالديها، ليتها اتبعت صوت أخيها قبل أن تُقاد إلى هذا الجحيم


جلس بعدها يتنفس ببطء، نظر إليها طويلًا، وداخل عينيه غابةٌ من الألم والانتقام، قلبه يؤلمه، يعرف أنها لم ترتكب ذنبًا سوى أنها تحمل اسم قاتل أبيه، لكنه قتل براءتها بيديه


بينما هي كانت تبكي بصمتٍ ثقيل، دموعها تنحدر بلا صوت كأنها نزيف روحٍ لا دموع عين، ملامحها فقدت الحياة، تحولت إلى قناعٍ باهتٍ لا يشبهها، كأنها صارت جسدًا بلا روح !!!


اقترب منها وقال بصرامةٍ، ونبرة متحجرة :

ماكنتش عايز أعمل فيكي كده، بس أبوكي هو اللي ابتدى،

روحي، وقوليله نوح دقلك أول مسمار في نعشك لما خد شرفك، قوليله أختي مش أحسن من بنتك في حاجة يا أدهم يا جارحي، قوليله: نوح بيقولك.....ابقى ربيني كويس عشان انا حطيت راسك في الأرض 


ثم خطا مبتعدًا نحو الحمام، تجمدت قمر في مكانها، عيناها تتسعان بصدمةٍ مروعة، دموعها تنحدر كجدولٍ لا ينقطع، وقلبها ينزف قهرًا وخيانة


انسحب هو إلى الداخل، تاركًا خلفه أنينًا مكتومًا، بينما كانت هي تلملم بقايا فستانها الممزق، كأنها تلملم فتات كرامتها المهدورة، خرجت تهرول، لا تعرف إلى أين، تركض بروحٍ مثقوبة، تتعثر خطواتها بدموعها قبل أن تتعثر بالأرض


كانت تبكي بصمتٍ مفزع، صمتٍ يصرخ أكثر من العويل.... دموعها تسيل وكأنها تغسل جراحًا لن تبرأ، وملامحها فقدت الحياة، تحولت إلى قناعٍ مشوهٍ من الألم


كلما امتد الطريق أمامها، شعرت أنها تركض داخل متاهة، وأن الأرض تضيق عليها أكثر فأكثر، كانت تتمنى أن تنشق السماء وتبتلعها، أن يبتلعها الظلام......قبل أن يبتلعها العار


فجأة ظهرت سيارة من العدم، كادت تدهسها لولا أنها توقفت في اللحظة الأخيرة، سقطت على الأرض، جسدها ينهار تحت وطأة الصدمة


فتح السائق الباب بسرعة، ركض نحوها، وحين رفعت عينيها المغرورقتين بالدموع، انبعث بداخلها شعورٌ بالأمان بعدما رأت احدًا تعرفه، همست باسمه، وكأنها وجدت طوق النجاة :

يوووونس....!!!

.........

البارت خلص 💔


#تكملة_الفصل_السابع

#رواية_ما_ذنب_الحب

#الجزء_الثاني_لرواية_ضحايا_الماضي

#الكاتبة_شهد_الشورى

#حصري

ملخص احداث الجزء الأول

ليلى الجارحي ويوسف العمري كانوا متجوزين وبيحبوا بعض جدًا وعندهم خمس أولاد آدم أوس ريان أمير وحياة لكن يوسف اضطر يتجوز بنت صاحب أبوه عشان شرط أساسي لاستلام الورث البنت دي لعبت لعبة كبيرة بينهم وأوهمته إن ليلى بتخونه مع راجل غريب في أوضة نومهم وخلته يشوفهم بعينه يوسف صدق الكذبة وكره ليلى وعياله الخمسة ورفض يسمع لحياة اللي كانت شاهدة على كل حاجة وهي متكتفة شايفة اللي بيحصل لأمها


السنين عدت والعيال عاشوا مع أهل أمهم ولما كبروا بدؤوا يكشفوا الحقيقة ويثبتوا براءة أمهم ليلى


حياة كانت بتحب ابن عمها إلياس بس كانت خايفة منه لأنه شبه أبوها في طباعه في نفس الوقت كانت بتحس بالأمان مع بدر ابن عم والدتها رغم إنها اختارت إلياس في الأول إلا إنه اتهمها بالخيانة زي ما أبوها اتهم أمها لما شافها مع الدكتور النفسي عمر اللي كانت بتتعالج عنده بعد الاتهام ده بعدت عنه وسافرت مع بدر وعيلتها عشان تكمل تعليمها بره وقدر بدر يكسب قلبها ويخليها تحبه


آدم اتجوز بنت خاله زينة

أوس اتجوز مهرة بنت أخت الست اللي ربتهم

أمير اتجوز فرح بنت الست اللي ربتهم

ريان اتجوز ندى بنت عمه وأخت إلياس


سارة بنت زوجة أبوهم اللي دمرت حياتهم قدرت تزرع كاميرات في غرفة نوم أوس وصورته مع مراته وهددته إنها هتفضحه لو ما اتجوزهاش خوفًا على مراته وافق ودي كانت صدمة للكل إنه اتجوز بنت الست اللي قتلت أمه ومع الوقت العيلة اكتشفت حقيقة سارة وحصل لها حادث قلب حياتها بدأت تفكر بطريقة مختلفة وطلبت السماح من الجميع


سارة بعد الحادث قابلت الدكتور النفسي عمر اللي كانت حياة بتتعالج عنده وكان هو نفسه ضحية ليها زمان لما كانوا في الجامعة سارة كانت عملت رهان مع صحابها على عمر وخلته يحبها وبعدين سابته لما تقابلوا تاني عمر ساعدها بس رفض يسامحها رغم إنه كان لسه بيحبها عمر كان متجوز بنت خالته بس هي توفت يوم ولادة بنتهم في النهاية سامح سارة بعد ما شاف إنها فعلاً اتغيرت


أما أدهم الجارحي ابن خال الأخوة الخمسة وأخو زينة كان بيحب هنا قريبتهم من بعيد وكان ناوي يتقدم لها بس في نفس اليوم شافها نايمة في سرير صاحبه فبعد عنها ما كانش يعرف إن دي لعبة من سكرتيرته وخطيبته سمر اللي ارتبط بيها عشان ينسى هنا


الجد أجبر أدهم وهنا على الجواز لكن بعد كام يوم من الفرح أدهم اعتدى على هنا وهو سكران فكرهته بعد كده اتواجهوا بالحقيقة اللي كان مخبيها في قلبه في النهاية قدر يثبت براءتها لكنها رفضت تسامحه واتطلقوا بعد ما ولدت ابنهم سليم بعد خمس سنين من الانفصال قدرت هنا تسامحه ورجعوا لبعض


في النهاية مات يوسف العمري بمرض خبيث وكان الندم بينهش في قلبه على كل اللي عمله في أولاده ومراته اللي كانت الحب الوحيد في حياته يوسف حس بالذنب إنه رمى أولاده في الشارع في وقت كانوا محتاجينه فيه وإنه صدق الكذبة اللي دمرت حياته وحياة أولاده وفي نفس الوقت كان عايش مع سارة بنت الست اللي دمرت عيلته كلها


الياس ونسرين

نسرين شخصية طرف ثالث في علاقة بدر وحياة، وبيحصل بينهم علاقة وينتج عنها حمل


سمر ورجل الأعمال

بعد ما أدهم يكتشف حقيقتها، ختدخل السجن

بعد خروجها، تتجوز رجل أعمال مش كويس

هتكتشف بعد الجواز إنه مريض وبيعذبها

للرجل ده ليه بنت اسمها بسمة لكنها فاقدة النطق وعنده ولد اسمه نوح

لكن الراجل اتوفى في ظروف غامضة في الجزء الأول هنعرف تفاصيلها في الجزء التاني

➖➖➖➖➖➖

الأبناء في الجزء الثاني معظمهم شخصيات ثانوية ⬇️

عائلة حياة وبدر :

يوسف/مروان/عشق وعاصم "توأم"


عائلة آدم وزينة :

ياسين/صافي


عائلة أوس ومهرة :

مالك/حمزة/ليلى


عائلة ريان وندا :

ليلة/شريف


عائلة أمير وفرح :

ثائر/جوان وجوري "توأم"


عائلة أدهم وهنا :

سليم/قمر


ابناء إلياس ونسرين :

سيدرا/يونس "تؤام"


عائلة عمر وسارة :

جومانا من زواجه الأول

ريماس/كارما وليان "توأم"


معظم الابناء دورهم ثانوي ❤️ 

في شخصيات جديدة هتظهر قدام وهتتعرفوا عليها

مفيش لخبطة ان شاء الله هبسطها ليكم

المخلص هنشره ليكم اول كل بارت جديد

............

تكملة الفصل السابع


ها هي تقف اليوم كخرقةٍ بالية، تتدلى من حبل خيانته،

لم تكن تعلم أن قلبها كان مسرحًا لثأرٍ قديم،

وأن حبه المرسوم على ملامحه لم يكن سوى خدعةٍ سوداء


أوهمها أنها حلمه، فإذا به يجردها من نفسها،

يتركها جثةً حية تحمل وزر ذنبٍ لم ترتكبه.


أي حبٍ هذا الذي يُزرع على أنقاض الانتقام...؟!

أي رجلٍ ذاك الذي يبيع طهارة أنثى ليثبت انتصاره...؟!


أي انتقامٍ هذا الذي يقتل بريئة...؟!

أي قلبٍ هذا الذي يتغذى على دموع امرأة...؟


لقد تركها مكسورة.....

فقدت ثقتها، وكرامتها، وروحها التي ظنتها في مأمن بين يديه 💔

..........

كان يونس واقفًا في أروقة المستشفى، يلتهمه القلق والتوتر قلبه يخبط في صدره بعنف، وعيناه معلقتان بباب غرفة الطبيب، كان شبه متأكدٍ مما حدث لقمر من هيئتها، لكنه يتمنى أن تخيب ظنونه، رفع يده وضرب الحائط بقبضته في عجزٍ وغضب، لا يدري ماذا يفعل ولا كيف يتصرف، الوقت تأخر وأهلها لا بد أنهم قد استبد بهم القلق، لكنه لم يعد يفكر إلا فيها، في قلقها وألمها


لم تمضي دقائق حتى خرج الطبيب وعلى وجهه ملامح الأسى، قائلاً :

انا آسف ع اللي هقوله، بس البنت اتعرضت لاعتداءٍ عنيف سبب لها نزيف حاد، قدرنا نسيطر عليه والحمد لله، لكنها هتفضل عندنا لغاية بكرة تحت الملاحظة، وهنبلغ الشرطة عشان تيجي تاخد اقوالها


تجمد يونس في مكانه، كان شبه متأكد مما حدث، لكن الكلمات حين خرجت من فم الطبيب سقطت عليه كالصاعقة انحبست أنفاسه، وتغيرت ملامحه في لحظة، لكنه استعاد نفسه بسرعة، وتمالك أعصابه ورد بصرامة على الطبيب، كاشفًا عن اسمه، واسم عائلته :

انا يونس العمري، اللي جوه دي قريبتي، طلع التقرير وهاته ليا فورًا، وماتبلغش شرطة، ولا أي مخلوق في الدنيا، ولو كلمة طلعت براده، صدقني هيكون آخر يوم ليك في المستشفى دي وفي الدنيا كلها.....أظن كلامي واضح


ارتبك الطبيب وتراجع أمام حدة عينيه، ونفذ ما طلبه دون نقاش !!


بعد قليل، نُقلت قمر إلى غرفة أخرى، دخل يونس ليطمئن عليها، فوجدها غائبة عن الوعي، وجهها شاحب كالقمر في آخر الليل، امتلأت عيناه بالدموع، ونارٌ في قلبه تتأجج لا يطفئها إلا حين يرى من فعل بها ذلك ويجعله يتمنى الموت، أقسم في داخله أن يذيقه العذاب ألوانًا على ما فعله بـحبيبته !!


نعم.....حبيبته، عشقه المخبوء في دهاليز قلبه، ذلك السر الذي حاول طويلًا أن يدفنه فلا يراه أحد

لقد أحب قمر بكل ما فيه، بضعفه وقوته، باندفاعه وصمته، بحلمه الذي لم يولد للنور

صُدم حين أدرك أن قلبها ليس له، بل لغيره.....لنوح

نوح، لعنة حياته، ذلك الظل الثقيل الذي اقتحم عالمه بلا استئذان، فسرق منه حلمًا ظل يتغذى عليه في صمت

كم يكرهه !!

كم يتمنى أن يقتلع وجوده من الوجود !!


تساقطت دموعه وهو يمسك يدها المرتجفة بحزنٍ ووجع، ثم خرج من الغرفة وهو لا يدري ماذا يفعل، في النهاية رفع هاتفه واتصل بوالدها أدهم، الذي كان يكاد ينهار من القلق على ابنته وابنه سليم المختفي كذلك !!


رد يونس بصوتٍ هادئٍ قدر استطاعته :

عمي أدهم، قمر معايا متخافوش عليها


جاءه صوت أدهم حادًا :

معاك كل ده بتعمل إيه، انت عارف الساعة بقت كام، وازاي متعرفنيش كل الوقت ده، انتوا فين، هي كويسة ولا لأ خليني اكلمها


رد عليه يونس بنفس الهدوء المصطنع :

قمر كويسة الحمد لله يا عمي، بس صاحبتها عملت حادثة جامدة ونقلوها المستشفى، وأنا كنت عند واحد صاحبي وشوفتها بالصدفة، وفضلت معاها، كان في نقص في فصيلة دم صاحبتها، وفضلت أنا وهي ندور لغاية ما لقيناه، البنت مالهاش حد، وأنا وقمر جنبها من بدري، بكرة الصبح هرجعها البيت إن شاء الله، متقلقش عليها، هي معايا....وفي عنيا


زفر أدهم بارتياحٍ ممزوج بضيق :

وهي فين؟ وما اتصلتش ليه؟


أجابه يونس بهدوءٍ زائف :

من الصبح بنلف حوالين نفسنا مع البنت، هي دلوقتي جنبها بس نامت من التعب، قلت أطمن حضرتك، أول ما تفوق هخليها تكلمك، وبكرة الصبح إن شاء الله هجيبها البيت بنفسي


رغم قلق أدهم، لكنه كان واثقًا في يونس فقال بضيق :

ماشي يا يونس، خلي بالك منها، وخليها تطمني أول ما تصحى، وبكرة الصبح تجيبها البيت


أنهى يونس المكالمة وعاد إلى قمر، التي بدأت تستعيد وعيها، ما إن فتحت عينيها حتى تذكرت كل شيء !!

ارتجف جسدها، وانفجرت في بكاءٍ وصراخٍ حاد، لم يعرف يونس كيف يتصرف، حاول تهدئتها لكن دون جدوى، فاقترب منها ببطء، ضمها إلى صدره كما لو كانت آخر ما يملك في الحياة، يحميها من نفسها قبل أن يحميها من العالم كله، يديه تمسك كتفيها برفق، تحاول أن تمنع أي ألمٍ آخر عن جسدها الهش، ودموعه تنهمر دون توقف وهو يراها منهارة، بلا حول ولا قوة


أمسكت بثيابه كملجأ أخير، تبكي بصوتٍ يقطع القلب، فتمتم يونس بحزنٍ عميق وألم لا يوصف :

اهدي.....اهدي يا حبيبتي


وفي صمتٍ ثقيل، غفت قمر أخيرًا في حضنه، منهكة من شدة التعب والانهيار، أعادها برفق إلى سريرها، جلس بجانبها، وأبقى عينيه تتابع ملامحها المرهقة، التي يحفظها في قلبه كله، قلبه الذي يغلي بصمت، يغلي من الحب، من الألم، من شعورٍ لا يستطيع العالم أن يفهمه، شعورٍ يجعل كل شيء آخر بلا قيمة.....إلا هي

...........

كانت شدوى واقفة عند الباب، عيناها تتقدان غضبًا وهي ترمق فيروز التي انشغلت مع الطبيب جارهم، بتضميد جرح سليم، وما إن انتهى الطبيب من عمله وغادر، حتى أغلقت شدوى الباب بعنف، ثم التفتت إلى أختها، تقذفها بكلمات ملتهبة :

انتي اتجننتي؟! ازاي تعملي كده، أنا مش قولتلك ماتدخليش في اللي مالكيش فيه، مش قولتلك تتزفتي تدخلي أوضتك وتقفلي الباب؟


رفعت فيروز رأسها، وصوتها يرتجف من الغضب :

اسمعي يا شدوى مهما كان اللي بيني وبينك، واه انا مش طايقاكي، بس عمري ما هسيبك تعملي حاجة غلط كده، انتي 

إزاي تفكري تعملي كده اصلاً، ازاي تسمحي لراجل غريب عنك يلمسك كده من غير جواز، انتي عارفة ان اللي بتعمليه ده حرام، طب لو بتحبيه وعاوزاه، ما تخليه يتجوزك بدل العك اللي إنتي عايشة فيه، وتكونوا في الحلال 


صرخت شدوى بعنف، ووجهها يشتعل غيظًا :

قولتلك مية مرة مالكيش دعوة، وطالما مش عاجباكي حياتي، لمي هدومك وامشي، أنا مش ماسكة فيكي بيتي وأنا حرة فيه


قاطعتها فيروز، ونبرتها مشحونة الغضب :

مش بيتك لوحدك، ده بيتي زيي زيك، إنتي بيعتي الشقة القديمة، وأخدتي نصيبي واشتريتي بيه الشقة دي، يبقى ليا فيها زيك بالظبط، وطريقتك وعيشتك وحياتك كلها على بعضها مش عجباني، ومش همشي من هنا.......


صمتت لحظة، ثم أضافت بصوتٍ مكسور :

لحد إمتى هتفضلي كده، مش كفاية اللي عملتيه معايا زمان، خطفتي خطيبي مني، ونهيتي فرحي قبل ما يبتدي، ناوية تعملي اي تاني يا شدوى في حياتك، لأمتى هتفضلي ترخصي في نفسك قدام الكل


اهتزت عينا شدوى، ولمعت فيهما دمعة حارة، اقتربت منها وقالت بنبرة تمزج بين الحقد والحزن :

السؤال ده اسأليه لأمك....مش ليا

أما خطيبك اللي كرهتيني بسببه، ده ما يستاهلش يتزعل عليه لحظة واحدة، إنتي مش فاهمة حاجة يا فيروز، ولا عمرك هتفهمي، اللي زيك مكانه مش هنا، انتي مكانك مع أهل أبوكي وامك، عشان تعيشي عيشة نضيفة.....مش زيي


قبل ان تذهب التفت إليها وقالت :

مش زيي عشان انا اللي دفعت التمن كله مش انتي


تركت كلماتها معلقة في الهواء، وانسحبت لداخل غرفتها، أغلقت الباب بعنف !!

أما فيروز، فوقفت في مكانها، وجهها يعلوه الحزن والخذلان كلمات أختها غرزت في صدرها كسكاكين باردة


بينما في الداخل، انكمشت شدوى فوق سريرها، دموعها تنساب بصمت، لطالما سخرت من حياة فيروز المثالية، لكنها في الحقيقة تمنت أن تكون مكانها، أن تحيا حياة نظيفة بعيدة عن كل ما ارتكبته من ذنوب ومعاصي، هي دفعت الثمن غاليًا ولو تبدلت الأدوار، لكانت فيروز في مكانها الآن


بعد وقتٍ قصير، استيقظ سليم، وما إن تذكر ما حدث، حتى هب من مكانه بغضب كبير، خرج من غرفته يصرخ باسم شدوى، ويبحث بعينين ملتهبتين عن فيروز !!

حتى رآها واقفة في الصالة، تصلي بخشوع، فارتبك، ولم يجرؤ على الاقتراب منها وهو يراها تركع وتسجد، خرجت شدوى من غرفتها، تتأمله بقلق !!


صرخ سليم بغضب بعد دقائق قليلة :

هي بتصلي التراويح بروح أمها


اغتاظت فيروز من سبه لها، لكنها واصلت الصلاة كأنها لم تسمع، بينما شدوى كتمت ضحكتها، وهي تراقب بدهشة حركة أختها الذكية للهروب من بطش سليم الذي جلس ينتظرها !!


ظلت فيروز، غارقة في صلاتها، لا يثنيها صراخ سليم ولا نظراته المشتعلة


كلما ركعت أو سجدت، كان صدرها يعلو وينخفض، كأنها تتحصن بآياتها من غضبه


أما هو، فجلس يتأرجح بين الانتظار والغليان، يرمقها بعينين تقدحان شررًا، كأنه أسد محبوس، عاجز عن الانقضاض على فريسته، وكل سجدة منها تزيده قهرًا وغضبًا !!


بينما شدوى كانت تراقبه بشماته، لطالما مقتت ذلك المتعجرف


مضى الوقت، وفيروز لم تتوقف، وهو ينتظر، وهي مستمرة

حتى نفد صبره أخيرًا، فهبّ واقفًا وصاح بعنف، صوته يملأ الشقة كلها :

انا راجع تاني، عرفيها اني مس بسيب حقي، وهفضل وراها حتى لو صلت صلاة عمرها كله، واظن هي سمعاني كويس


غادر وهو يتمتم بغضب، لامسًا جرح رأسه :

الله يحرقك


ما ان غادر انهت فيروز صلاتها، وتنفست الصعداء، ثم التفتت إلى شدوى، تبادلا النظرات، ثم ضحكتا بقوة، فضربت فيروز كفها بكف شقيقتها بخفة، استوعب الاثنان ما فعلا، فدخلت شدوى لغرفتها ببرود مفتعل، وكذلك فعلت فيروز


لكن ابتسامة خجولة بقيت على شفتي فيروز، كلما تذكرت الحيلة الصغيرة التي أنقذتها من سليم

أما شدوى، فابتسمت بدورها، رغم ما ينهش قلبها من ألم،

أما سليم فقد خرج وهو يغلي، يخطط في صمت  سيأخذ حقه من تلك الفتاة !!

...........

في صباح اليوم التالي 

كانت عشق تمشي بخفة داخل الفيلا الخاصة بأشقاء والدتها، كل خطوة تشعرها بمزيج من الحنين والحزن، كأن المكان نفسه يهمس لها بأيام مضت، بأوقات كانت فيها الضحكات أبسط والهموم أقل، جاءت هي ووالدتها، التي رغبت في الحديث مع أوس، أما عشق فلم تصدق أنها خرجت من فيلتهم الكئيبة، التي صارت صامتة منذ سنوات، منذ أن تعرف يوسف على أروى، تغير كل شيء في حياتهم


فجأة، وصل مالك، وما ان وقعت عيناه عليها، اخد قلبه ينبض بشدة، وبسعادة تتسرب إلى صدره كما لو أن الشمس أشرقت فجأة في يوم غائم، اقترب وجلس بجانبها، قائلاً بلهفة واضحة فشل في اخفائها :

ازيك يا عشق؟


ردت بخجل، محاولة أن تخفي خفقان قلبها، الذي يتعالى دومًا بصخب في حضرته :

كويسة الحمد لله، انت عامل إيه


نظر إليها بنظراته المليئة بحبٍ يخصها به وحدها :

طول ما أنا شايفك قدامي، بكون كويس ومبسوط


ابتسمت خجلاً، فأسرع بتدارك كلامه :

قاعدة لوحدك ليه؟


تنهدت عشق بعمق، وقالت بحزن :

ماما جوه معاهم، فطلعت أتمشى شوية، مبقتش حابة أرجع البيت، بقي كئيب أوي، نفسي نرجع زي زمان، صغيرين، من غير أي هموم


رد عليها مالك بحنين غمره هو الآخر :

مفيش زي أيام زمان، كنا مبسوطين أوي، بس عارفة، دي سحابة سودا وهتعدي، انا واثق من كده، كل الأمور هتبقى أحسن من الأول إن شاء الله


ابتسمت، وتنهدت بعمق، قائلة برجاء :

اتمنى


كانت على وشك القيام، فاستوقفها قائلاً بلهفة :

رايحة فين؟


ردت عليه بتعجب :

هدخل جوه


تمتم بهدوء لكن نبرته كانت تحمل رجاءًا خفيًا :

هتدخلي تعملي إيه؟ اقعدي معايا شوية


تمالك نفسه وقال بارتباك :

قصدي خليكي، زي ما كنتي قاعدة، ليه قومتي بعد ما جيت، مش عاوزة تقعدي معايا؟!


ردت عليه بخجل :

لا أبدًا، انت بس لسه جاي من بره، أكيد تعبان وعاوز ترتاح


ابتسم، ونظر إليها بهيام قائلاً :

راحتي إني أشوفك يا عشق


تبادلا النظرات طويلاً، وكأن العيون تتحدث بلغة لا يفهمها إلا القلوب العاشقة، الحب بينهما كان واضحًا، شعور يفيض من النظرات، يملأ المكان دفئًا، لكن الخوف كبل الشفاه، فظل الحنين مختبئًا خلف العيون


حتى قال مالك اخيرًا بحيرة :

هو احنا لغاية إمتى هنفضل كده يا عشق؟


أشاحت بوجهها بارتباك وقد فهمت مغزى كلماته، فأمسك مالك يدها برفق، وجعل عينيها تلتقي بعينيه، وقال بحب عميق :

لغاية إمتى هنفضل نهرب من بعض، وكل واحد فينا عامل إنه مش حاسس بالتاني؟


ارتجفت عشق، مستوعبة صعوبة العلاقة، فهي تعرف أن شقيقه يحبها أيضًا، وأن الموافقة على مالك ستؤدي إلى مشاكل بين الاخوين، فحاولت الهروب قائلة بكذب :

هروب أي.....أي اللي بتقوله ده يا مالك، أنت ابن خالي وبس مش أكتر، أنت بس بيتهيألك


كانت على وشك الذهاب، لكنه اعترض طريقها قائلاً بقوة :

فعلاً بيتهيألي، بيتهيألي نظراتك ليا، وخجلك كل ما عيني تتقابل في عيونك  حتى لو صدفة، والخاتم اللي لبسته ليكي من سنين، ولسه محتفظة بيه لحد دلوقتي، يا عشق انا لو اتجاهلت كل ده مستحيل أتجاهل نظرات الحب اللي في عيونك ليا


ردت عليه بكذب، محاولًة تجنب النظر له، ودقات قلبها ارتفعت بصخب :

محصلش


اقترب منها خطوة وهمس لها بحب وكله يقين :

دقات قلبك اللي مش مخلياكي عارفة تاخدي نفسك قدامي دي أكبر دليل على حبك ليا، أنا مستحيل أكون بتوهم، مستحيل أتوه عن نظرة عينيكي وكل حركة بتعمليها لما تكدبي، وانتي دلوقتي بتكدبي عليا يا عشق


كانت مشتتة، فاقترب منها مالك وامسك بيديها برفق، وقال بكل العشق الموجود في قلبه لها وحدها :

انا بحبك يا عشق


في اللحظة نفسها، جاء صوت غاضب من خلفهما، ولم يكن سوى صوت والده أوس قائلاً بحدة :

بتعملوا إيه؟!


ارتجفت عشق وقالت بتوتر وهي تمشي بعيدًا :

ماما بتنادي عليا، هدخل أشوفها


ابتسم مالك بخفة رغم غضب والده، الذي عنفه قائلاً بحدة :

انت إزاي تسمح لنفسك تقرب من بنت عمتك كده؟


التفت له مالك وقال بجدية :

بابا أنا عاوز أتجوز عشق


سقطت الكلمات على أوس كالصاعقة، تمزق صدره وتزلزل كيانه فها هو ابنه يطلبها صراحةً منه الآن، لكنه كيف سيجرؤ أن يخبره بأن قلب أخيه قد سبق ووقع فيها...؟!

كيف له أن يهدم قلبًا ليبني آخر؟ وكيف لعشق أن تُساق إلى هذا المأزق الموجع، ما ذنبها هي وما ذنب مالك؟


بعيدًا عنهم بمسافة، كان حمزة يختبئ خلف شجرة، يراقب المشهد بعينين تتقدان شررًا، الغل يتفجر في صدره كبركان مكبوت، كاد أن يندفع نحو عشق حين لمحها، لكن وجود مالك بجوارها كبح اندفاعه، فاكتفى بالصمت المسموم وهو ينصت لكل كلمة، يزداد قلبه اشتعالًا، حتى باتت عيناه توقدان لهيب الحقد !!!!

............

مضى يومين على مكوثه في السجن، كان الغضب ينهش صدره كما تنهش النار اليابس، لم يهدأ، بل ظل يتوعد ليلى في نفسه ألف مرة، كأنها وحدها أصل البلاء


زارته ريما مرارًا، لكنها لم تنجح في لقائه، إذ كان يرفض استقبالها، أما عائلته، فقد هجروه جميعًا لم يأتي أحد سوى بدر الذي وقف أمامه بملامح قاسية، وقال بحدةٍ تقطر مرارة :

تستاهل اللي إنت فيه دلوقتي، اللي يتهم أبوه وأمه اتهام بشع زي ده، يستاهل أي حاجة تحصله، ومفيش حد هيعرف يربيك غير ليلى، خليها تكسر راسك يمكن تفوق وتعرف إن الله حق، أنا خلاص رميت طوبتك لا فارق معايا صدقت ولا كدبت كده أو كده مش هترجع زي الأول، ولا هترجع مكانتك في قلبي زي زمان، ولا عمري هسامحك، ابني اللي أول ما شم نفسه شمه على أبوه وأمه وأهله


ارتج قلبه مع كل كلمة، كأن الطعنات جاءت من يد أبيه لا من لسانه، أراد أن يصدق براءتهم، أن يهرب من فكرة أن دم أروى على أيديهم، لكنه لم يفلح، كل شيء حوله يصرخ بالعكس رفضهم لأروى من البداية بلا سبب، كرههم لها، إصرارهم أن يتزوج ابنة خاله، كلها خيوط اجتمعت لتؤكد ظنونه.


ليلى.....تلك التي أحبته بجنون، ركضت وراءه في كل مكان، عيونها فضحت ما لم تنطق به، كان حبها صريحًا، عميقًا، ومع ذلك لم يبادلها يومًا، ربما عنادًا في أهله، وربما لو تركوه وشأنه لكان أحبها حقًا، هو نفسه لم يفهم، لكنه أيقن أنه رغم إعجابه بشخصيتها، ظل قلبه بعيدًا عنها


أما أروى.....فكانت قصته المختلفة

اعجبته من أول نظرة جريئة خطفت روحه، رآها بعشاء عمل مع والده، ومنذ ذلك اليوم صارت الصدف تجمعه بها مرارًا حتى أصبحت حضورًا أساسيًا في حياته، أحبها حبًا صادقًا ولما أعلن ذلك الحب، قامت القيامة في بيته، كانت والدته حياة أول المعارضين، وتوالت بعدها المشاكل كالسيل


في اليوم الذي قرر فيه أن يتمم زواجهما رغمًا عن الجميع، وصله الخبر الذي زلزل كيانه، مقتل أروى، وإصابة شقيقتها

وحين أفاقت ريما من إصابتها، قصت عليه الحقيقة كاملة وضعت أمامه الدليل فيديو مصور يظهر ليلى وهي ترفع السكين على أروى، وتتهجم عليها، والأخرى تحاول إبعادها حتى بواب البناية شهد أنهم خرجوا سويًا، ويد ليلى ملطخة بالدماء !!!


واجه أهله....فأنكروا، أنكروا ببرودٍ أشعل نيران غضبه، حينها هجم على ليلى، كاد يخنقها حتى لفظت أنفاسها بين يديه، لولا أنهم أنقذوها منه في اللحظة الأخيرة.


عندها تغير داخله، واتخذ قرارًا لا رجعة فيه.....الانتقام !!

اقترب من ليلى بوجه العاشق، تظاهر أنه تجاوز موت أروى، أوهمها أنه اكتشف ان قلبه لها، وانه ظلمهم حين اتهمهم بقتلها، وللحق ساعده في ذلك حبها الأعمى له، فانساقت وراءه دون شك، حتى كتب كتابهما، لم يكن ذلك في خطته لكنه فعل حتى لا يشكوا به !!


وفي ليلة الزفاف.....جعلها بالنسبة لها ليلة العار

وقف أمام الحضو جميعًا، وصرخ بصوتٍ مجلجل انه لا يريدها، ولا يحبها، ولا يريد الزواج منها اخذ يقول فيها الكثير والكثير، وبالأخير ألقى عليها يمين الطلاق أمام الجميع، ثم غادر القاعة وتركها جثة حية، ليتلقى بعدها من والده لأول بحياته صفعة قاسية.....صفعة مهينة جعلتها غادر البلاد بأكملها وعلى لسانه وعدٌ لم ينطفئ حتى الآن سيعود ليأخذ بالثأر، ليدفعهم ثمن الدم الذي أريق !!!


بعد وقت.....

جلس يوسف أمام ليلى، متصلب الملامح، عينيه تقدحان شررًا كأنهما سيفان مسلولان، لو كانت النظرات تقتل لسقطت صريعة أمامه الآن، بينما هي، بدورها، اعتدلت على مقعدها في كبرياء، وضعت ساقًا فوق الأخرى، وأرسلت نحوه ابتسامة استفزازية وقالت :

إيه رأيك في القعدة هنا يا روحي، اوعى تقول ما اتبسطش، ده أنا موصية عليك ع الآخر، قولي بس لو حد ضايقك هنا أهدلك القسم كله ع اللي فيه.....ده انت الغالي


ضغط يوسف على أسنانه في غيظ مكتوم، فزادتها نبرة التشفي لذة، فأكملت وهي تميل برأسها :

أنا ممكن أخرجك من هنا، بس عندي شرط، لا، شروط مش شرط واحد


صرخ عليها غاضبًا :

قولي اللي عندك واخلصي


رفعت حاجبًا بخبث مصطنع، وأطلقت ضحكة قصيرة :

ضفري اتكسر الصبح تخيل


التهمها بنظرة قاتلة ولم ينطق، فابتسمت بتشفي وقالت ببرود :

خلاص، ما تبقاش حمقي كده، هقولك


اعتدلت في جلستها فجأة، جفت ابتسامتها، وصارت ملامحها صلبة وهي تنطق بجدية :

هتجددلي كل فرع اتحرق وترجعه نسخة طبق الأصل من القديم، الفيلا اللي انت قاعد فيها تكتبها باسمي، نسبة ثابتة من أرباح شركتك كل شهر هتكون ليا، المزرعة اللي أنا حرقتها هتجددها كلها وتكتبها باسمي، وهتيجي قدام العيلة كلها تعتذرلي وتبوس الأيادي على اللي عملته فيا


توقفت، ثم أطلقت ضحكة قصيرة مشوبة بالسخرية المريرة :

وطبعًا في المقابل، مش هجددلك شركتك ولا أي حاجة حرقتها ليك، معلش، أصل أنا ظالمة بقى......وقاتلة كمان!!


زمجر يوسف كوحش جريح، فرفعت رأسها بشموخ وقالت بنبرة صارمة :

ابعد عن طريقي يا يوسف وخليك في حالك، اللي عملته ده درس ليك، صدقني، كل ما هتدوسلي على طرف هوجعك أكتر وأكتر، واهو أنت شوفت بعينك


ثم تابعت بنبرة ساخرة تقطر ازدراءً :

ونصيحة كمان ماتراهنش على حبي ليك زي زمان، لو فاكر إني هسكتلك يبقى خيالك سرح بيك بعيد اوي، حبك ده أنا أرميه تحت رجلي وأدوس عليه بجزمتي، وتولع إنت وحبك، وكل مرة تفكر تأذيني افتكر إني رميتك هنا


صرخ عليها بغل :

هوديكي في ستين داهية


ردت عليه ببرود قاصدة استفزازه :

طب ويرضيك أروح من غيرك، هتلاقي مين يحرق دمك غيري يا راجل، لو انت يهون عليك، أنا ما يهونش عليا أسيبك كده، شوف يا يوسف، ما هو أنا يا هجلطك يا هجلطك


استفزته حتى بلغ ذروة الغضب، فاندفع نحوها، جذبها إليه بعنف وقبلها قسوةً بلا تفكير، لم تلبث أن دفعته بقوة وضربته أسفل بطنه، ثم مسحت شفتيها بعنف وقرف وقالت بسخرية :

فاكر انك كده بتاخد حقك مني، أنا صحيح بقرف منك ومن لمستك بس ده ما يجيش حاجة جنب شعوري وأنا شايفاك دلوقتي كده يا يوسف، يا أخي ده أنا هاين عليا أرقص من الفرحة، جيت تضرني سففتك التراب، بذمتك مش حاجة تضحك يا جدع !!


ثم أضافت بنبرة ازدراء حادة :

ولو على لمسك ليا دلوقتي فهو حلال، الدور والباقي ع اللي سمحتلك تقرب منها ومفيش بينكم أي رابط، قبلتها إزاي دي يا يويو، بصراحة كنت فاكراك حمش عن كده


انقض عليها يجذبها من خصلات شعرها، وقد أشعلت نيران غضبه عن آخرها :

وحياة أمي ماهرحمك يا ليلى


أبعدته عنها بهدوء ساخر، وقالت وهي تلتقط أنفاسها :

بس ابقى اطلع من هنا الأول


عادت إلى مقعدها وجلست ببرود، كأن شيئًا لم يكن، وقالت :

فكر في عرضي ورد عليا، المحامي بتاعي جهز كل حاجة


صرخ بغضب وهو يلوح بيده :

ده في أحلامك


ردت عليه بابتسامة هازئة :

أحلامي بحققها طول عمري، وأكبر حلم ليا حققته خلاص، وهو إني أشوفك كده، بسم الله ما شاء الله حاجة تشرح القلب، رد سجون


ثم مالت نحوه بسخرية، وهي تراه يكور قبضته :

وبعدين، فكر فيها كويس، هتلاقي إنك خسران كتير، معقول شوية حاجات بسيطة كده أهم عندك من سنين عمرك اللي هتضيع في السجن، نصيحة، ذاكر قانون يا بيبي أنت مش عارف دي فيها كام سنة سجن ولا إيه !!


نهض يوسف في ثورة مكتومة، فاقتربت منه هي، طبعت قبلة قوية على وجنته تركت أثر أحمر شفاهها عليه، ثم قالت بابتسامة حادة :

باي يا روحي، هستناك تنفذ اللي اتفقنا عليه، خلي محاميك يكلم المحامي بتاعي عشان يخلص الاجراءات


قبل ان تغادر التفتت إليه قائلة بقوة :

لأخر مرة هقولك يا يوسف لو عاوز تعرف الحقيقة بجد، انت عارف طريقي !!!


خرجت من الغرفة لتجد شريف ابن عمها ريان واقفًا في انتظارها، بابتسامة عريضة، وقد استمع لكل ما دار بينهما بالداخل، قائلاً بمرح :

قادرة !!!!!

.......

كان يوسف مضطرًا أن يوقع على شروط ليلى، يداه ترتجفان من شدة الغضب، وهو يخط اسمه تحت كل بندٍ من بنود عقدها الطويل، في اللحظة التي انتهى فيها، رفعت ليلى رأسها إليه بابتسامة انتصارٍ باردة، كأنها ملكة جلست على عرشٍ من كبرياء، وقد رأت خصمها يسقط أسيرًا بين يديها


خرج يوسف من المكتب يجر خطواته جَرًا، كأنه يحمل على كتفيه جبالًا من الهموم، في الخارج، هرعت إليه ريما، عيناها متقدتان بالشرر وصوتها يرتجف بالغضب :

المجرمة إزاي تعمل كده فيك، مش مكفيها اللي عملته في أختي زمان، وقدام عيني، يوسف انت لازم تنتقم منها، خدلي منها حق أختي وحقي، وحقك أنت كمان، ليلى اتمادت أووي، ولازم تتحاسب على ظلمها لينا كلنا، سكوتنا عليها خلاها تتفرعن وتشوف نفسها فوق الناس


ظلّ يوسف يحدق فيها صامتًا، نظراته غارقة في البُعد، كأنه يسمعها من عالم آخر، جلست ريما بجواره في السيارة، نبرة صوتها هبطت فجأة من حدة الغضب إلى رقةٍ لينة :

ماتزعلش نفسك يا يوسف، زمانك تعبان، أنا هاجي معاك، أعملك حاجة تاكلها وأطمن عليك وأروح، ولا أقولك، ماتيجي تقعد معايا أنا وبابا يومين تغير جو، ده هيفرح أوي لما يشوفك


رد عليها بهدوءٍ كمن يقاتل طوفانًا داخله :

معلش يا ريما وقت تاني هبقى أعدي على عمي وأسلم عليه، عشان مش فاضي دلوقتي 


ابتسمت له وقالت بتصميم :

خلاص، يبقى هوصلك البيت وأطمن عليك وأعملك أكل حلو من إيدي، أنا عارفة إنك بتحب المكرونة اللي بعملها، هطبخلك وأظبطلك الدنيا وامشي


أمام إصرارها، أومأ برأسه بضيق، فقادته حتى الفيلا التي تركتها ليلى خلفها وعادت هي إلى بيت أهلها، الذين ما إن علموا بما فعلته ابنتهم حتى انفجروا ضحكًا وسخرية، بينما أوس والد ليلى ابتسم بفخرٍ وهو يرى ابنته تتفوق حتى عليه وعلى إخوته في دهاء الانتقام


صعد يوسف إلى غرفته في ثقلٍ وصمت، بينما في المطبخ، كانت ريما تحضر له الطعام، حركاتها سريعة لكنها تحمل توترًا خفيًّا، أخرجت زجاجة صغيرة من جيبها، نظرت إليها بعينين يلمع فيهما شيء غريب، خبثٌ ممتزج بالهوس !!

فتحتها ببطء وأفرغت محتواها في العصير والطعام


صعدت إليه، كان جالسًا على حافة السرير يعمل على حاسوبه اقتربت منه بابتسامة مصطنعة وقالت برقة :

يلا يا يوسف، الأكل جاهز


تأفف يوسف بداخله من وجودها في غرفته، كأن مجرد حضورها يضغط على صدره، استدار، وفي نفسه مستغربًا، كيف ينفر من جرأتها، وهو الذي كان يحب نفس الجرأة في شقيقتها اروى.....؟!

نفس الجرأة، ومع ذلك، الآن، كل حركة منها وكل كلمة تخرج من فمها تثقل عليه كأنها حجر

لماذا....لماذا كل شيء فيها يبدو له فجأة مزعجًا، مستفزًا، لا يطاق، كأن قلبه رفض أن يعترف بأن ما كان يقبله في أروى، صار الآن يثير فيه نفورًا لا يفهمه.....؟!!!!!


استدار إليها قائلاً بضيق فشل في اخفائه :

ماليش نفس يا ريما، شكرًا، ماكنش في داعي تتعبي نفسك روحي انتي يلا الوقت اتأخر


حركت ريما رأسها، وقالت بدلالٍ واضح :

تعب إيه بس يا يوسف، أنت متعرفش أنت غالي عندي قد إيه، وبعدين دي حاجة بسيطة خالص


أومأ لها دون أن يتكلم، فمدت يدها له بكأس العصير، قائلة برقةٍ مصطنعة :

طب ع الأقل اشرب العصير، انت ماكلتش حاجة خالص


على مضض، أخذ الكأس وشربه دفعةً واحدة، وقال بضيق:

هشربه بس انتي روحي يلا، الوقت اتأخر


تظاهرت ريما بجمع الصحون ببطء، لحظات قليلة، كان يوسف قد سقط على الفراش فاقدًا الوعي، عندها، ارتسمت على وجهها ابتسامة مكرٍ مظلم، اقتربت منه ببطء، عيناها تتأملانه في هوسٍ واضح، أصابعها تمر على وجهه المرتخي، وصوتها يخرج متهدجًا بين عشقٍ وهوس : 

انت عمرك ما حسيت بيا يا يوسف، لو تعرف أنا عملت إيه عشان نكون مع بعض، لولا إن أروى ظهرت واتدخلت بينا، كان زمانك ليا من زمان، كنا هنكون مع بعض، بس هي السبب، قولتلها، قولتلها تبعدك عنك حساباتها في لعبتك على أبوك بس هي ماسمعتنيش، ماكانش قدامي حل يا يوسف لو تعرف اللي في قلبي ليك هتعذرني


اقتربت منه أكثر، شفتيها تمر على وجنتيه المرتخيتين، وهمسها يزداد هوسًا :

حس بيا وباللي في قلبي ليك، وأنا متأكدة إنك هتحبني زي ما أنا مجنونة بيك، أنت اللي اضطرتني أعمل كده، انا مستحيل كنت أسيبك لليلى،  مش بعد ما أروى خدتك مني زمان، هتخدك ليلى كمان مني دلوقتي، ليلى اللي أنا متأكدة لو ماكنتش خليتك تكرها كنت هتروح ليها يا يوسف بعد اروى 


تراجعت قليلًا، أنفاسها تتلاحق، ثم بدأت تفك أزرار ثيابها بيدين مرتعشتين وهي تنظر إليه بولهٍ كمن يقف على حافة جنون، تقدمت منه ببطء، عيناها تلمعان بنشوة انتصارٍ مسمومة !!


في الصباح، جاءت ليلى إلى الفيلا لترى يوسف وتثير غضبه الذي اصبح متعتها في الفترة الأخيرة، دفعت الباب ببرود، لكن ما إن دخلت حتى تجمدت مكانها، المشهد الذي ارتسم أمامها سلب أنفاسها، جعلها تقف صامتةً كأن الأرض غاصت بها !!!!!

........

البارت خلص ♥️

تكملة الرواية من هناااااااا 

 لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة الجزء الاول1 من هناااااااااا

الرواية كاملة الجزء الثاني2 من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا

تعليقات

التنقل السريع
    close