القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ظلام الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 

رواية ظلام الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 





رواية ظلام الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 


الفصل التاسع

ظلام الصعيد


كان الصمت يملأ الغرفة كأن الهواء ذاته توقف عن الحركة... والعيون كلها شاخصة نحو شوق التي جلست على كرسيها المتحرك، ووجهها يكسوه خليط من الرجاء والعزم والدموع، بينما تجمد الجميع في أماكنهم لا يدرون أيتكلمون أم ينتظرون الكلمة التالية التي قد تهدم ما تبقى من توازنهم اما جبل كان يقف بثيابه الملطخة بالدم مذهولا وصوته خرج متحشرجا، كأنه لا يصدق ما سمعه وردد: 


أم مين؟!


نظرت إليه شوق بثبات مدهش رغم رعشة يديها، ومددت أمامه الأوراق التي كانت تحتضنها كأنها دليل خلاص وقالت بصوتٍ مختنق:


امك إنت يا جبل... أمك ال ظلموها وخدوا منها ضناها  كنت متجوزة أبوك قبل ما يموت... كنت في أول حملي فيك. لكن أول ما ولدت، خدوك مني و اتهموني في شرفي بسبب عمتك ومرات عمك، وفضلوا يخلوني أصد الكدب... يخلوني أعيش سنين وأنا فاكرة إن جمال هو ابني... وانهم كتبوه باسم عمك علشان يبعدوه عني... وأنا صدجت بس طلع فعلا جمال مش ابني وانت ال ابني 


مددت يدها بالأوراق أمامه مره اخري كانت أوراق رسمية قديمة وشهادات ميلاد وصور باهتة وقالت:


الورج دا كله بيشهد... بيجول إنك إنت ابني مش جمال.


تسمرت نظرات الجميع عليها، حتى أن أنفاسهم صارت مسموعة.... وصفية التي كانت تقف بجوار جهاد، صرخت فجأة بصوت حاد كأنها تحاول طرد الحقيقة من الغرفة وهتفت :


كدابه.... كدابه يا جبل دي ست مجنونه... بتلفق أي كلام علشان تخرب بيتنا.. اوعي تصدجها يا ابني 


وتقدمت جهاد خطوة وهي تهز رأسها بعنف:


أيوه والله كدابه دا كلام فاضي، احنا كلنا عارفين مين ابن مين... متصدجهاش يا جبل.. دي مجنونه 


 ظل جبل صامتا، يده ترتعش وهو يمسك بالأوراق، عيناه تتحركان بين السطور ببطء، وصدره يعلو ويهبط بعنف، حتى قال بصوت مخنوق:


يعني دا كله... حقيقي ولا... كدب جديد منكم كلكم


اقتربت شوق منه وصوتها مبحوح مردفه :


لع يا جبل، دا مش كدب... دا الحق. أنا أمك والله، والله أنا أمك، والورج دا شاهد على كل حاجة.


لكن جبل رفع عينيه نحوها، وفي نظراته خليط من الغضب والضياع، ثم صاح بانفجار مفاجئ:


كدابه... كلكم كدابين انتو بتلعبوا بيا من أول يوم! دي خطة جديدة منكم علشان تدمروني زي ما دمرتوني زمان صوح.. مستحيل اصدجكم 


صرخت جهاد وهي تتظاهر بالدموع:


 شايف؟! شايف يا جبل هي بتجول إي.... جايه بعد العمر دا كله تجولك إنها أمك دا جنان!


اقتربت بخطوة منه ومدت يدها نحوه محاولة أن تلمسه لتهدئه لكن جبل تراجع بسرعة وصاح بوجهها:


 ابعدي عني انتي كمان كدابه... أنتو كلكم  كدابين ... أنا بكرهكم كلكم سامعني بكرهكم 


انكمشت جهاد مكانها بينما ارتسمت على وجه صفية ابتسامة باردة، كأنها تظن أن الكفة مالت لصالحها.

لكن شوق لم تتحرك ظلت تحدق في جبل بعينين غارقتين بالدموع وصوتها يرتعش وهي تقول:


يا جبل شوفني يا ابني.... شوف وشي... أنا أمك والله العظيم أمك... سنين وأنا بعيش في الوجع دا... على غيابك والنهارده بس عرفت الحقيقة.... الورج دا كله بين إيديك مش كلامي أنا 


تأملها جبل للحظة ثم أنزل نظره إلى الأوراق في يده... أصابعه كانت تضغط عليها حتى كادت تتمزق ثم فجأة رماها على الأرض بعنف وصاح:


كفاية... كفاية كدب.. اطلعوا برا الأوضة دي كلكم حالا يلا.. يلا 


تجمدت الوجوه وشوق شهقت بذهول وهي تهمس:


 أنا أمك يا جبل... وهتصدج دلوجتي او بعدين.. انا متاكده انك هتتاكد اني امك في يوم من الايام.. اما انتي  يا صفيه انتي وجهاد جسما بالله لـ هنتجم منكم بطريجه مستحيل تتخيلوها


أشار جبل بيده نحو الباب بعنف و صوته يخرج كالرعد مرددا: 


برا كله يخرج من  اهنيه يلا .. مش عايز أشوف وش حد فيكم تاني


تبادلت صفية وجهاد نظرات سريعة وابتسامة خفيفة ارتسمت على وجه جهاد كأنها انتصرت، ثم انسحبتا مسرعتين من الغرفة تتبعهما نظرات أسد المتوترة.

أما شوق فظلت مكانها لحظة دموعها تنهمر في صمت، ثم همست قبل أن يدفع احد الحراس كرسيها نحو الباب:


هتعرف في يوم يا جبل... هتعرف إن كل كلمة جولتهالك  كانت صوح


خرجت ببطء وصوت عجلات الكرسي كان آخر ما بقي منها في الغرفة وظل جبل واقفا مكانه وأنفاسه تتلاحق، وملامحه متحجرة كأن الصدمة جمدت دمه في عروقه.

فـاقترب منه أسد في حذر وصوته منخفض لكنه يحمل شيئا من الشك والبحث:


 يا جبل... الورج دا كان شكله رسمي... يمكن فعلا الست دي أمك.


رفع جبل عينيه نحوه بنظرة حادة وصرخ:


لع يا اسد محدش يتكلم في الموضوع دا تاني... كفايه جوي الكدب ال انا كنت عايش فيه وانا مش حاسس


ثم استدار وخرج من الغرفة بخطوات سريعة، يترك خلفه أوراقا مبعثرة وقلوبا مهشمة بينما أسد ظل واقفا مكانه يحدق في الأوراق على الأرض وصوت قلبه يتمتم:


لو كانت فعلا أمك... يبجي كل حاجه في حياتك فعلا كدب وظلام يا جبل... انا لازم اعرف اي الحقيقه بالظبط بأي طريجه 


وفي صباح يوم جديد  في بيت اسد حيث وقف  وسط الغرفة يطوي قمصانه واحدة تلو الأخرى، ووجهه جامد بلا تعبير، لكن عيناه كانتا تحملان بريقا حزينا يوحي أنه يحزم في الحقائب شيئا أثقل من الثياب... كأنه يلم بقايا عمر مضى فدخلت  حورية  ورددت باستغراب:  


اسد... إنت بتعمل إي 


رفع رأسه نحوها دون أن يتوقف عن طي القميص بين يديه، وقال بهدوء بارد يخفي وراءه زوبعة من الانكسار:


 بحضر هدومي... همشي


خطت خطوة نحوه ونظراتها تبحث في وجهه كأنها تحاول أن تفهم نكتة ثقيلة لم تفهم بعد فرددت:  


هتمشي؟ تروح فين؟


اسد بضيق؛  


ــ مش مهم أروح فين... دا بيتك دلوجتي.. وانا همشي واكده هترتاحي مني 


تجمدت الكلمات في حلقها للحظة قبل أن تقول بصوت مرتجف:


بيتـي... يعني إي الكلام دا يا أسد؟


وضع القميص في الحقيبة وأغلق السحاب بقوة كأنما يغلق باب على قلبه ثم التفت نحوها وقال بثبات مصطنع:


يعني خلاص، نحدد الميعاد ال يريحك للطلاج


تسمرت مكانها وصدمتها واضحة وصوتها خرج مبحوحا:


طلاج 


اسد بضيق:  


ايوه... مش دا ال انتي عايزاه من زمان؟ مش انتي جولتي لأختي لو مطلجتكيش هترفعي جضيه طلاج  خلاص يا حوريه.. مدام العيشة بجت وجع جلب اكده.. خلينا ننهيها من غير فضايح ولا محاكم.


تحركت نحوه بخطوات بطيئة، تحاول أن تثبت نفسها أمام العاصفة التي بدأت تعصف داخلها، وقالت بنبرة تحمل كبرياء مكسورا:  


 تمام... طلجني دلوجتي.


توقف أسد والتفت نحوها و نظر إليها طويلا كأنه يحاول أن يحفظ ملامحها في ذاكرته للأبد، ثم قال بصوت منخفض متعب:


انتي متعرفيش أنا عملت إي علشانك يا حورية... كنت فاكر إنك هتكوني البيت ال أرجعله لما كل ما الدنيا تتقلب عليا. بس واضح إني غلطت... واضح إنك محبتنيش أبدا


ارتعشت شفتاها، لكنها تماسكت، وأجابت بعناد هادئ يخفي خلفه وجعا لا يوصف:


مدام خلاص اكده، طلجني دلوقجتي، مدام ناوي تمشي


ظل ينظر إليها بضع ثواني ووجهه يختلط فيه الحزن بالغضب والخذلان، ثم قال بصوت خافت كأنه يودع شيئا غاليا وهتف :


انتي طالج يا حوريه 


لم تتحرك حوريه وظلت واقفة مكانها كأن الكلمة سقطت فوقها كصخرة من السماء اما هو فـ لم ينتظر ردها، أمسك حقيبته بيده، ألقى نظرة أخيرة على الغرفة التي كانت يوما شاهدة على ضحكاتهما، ثم اتجه نحو الباب بخطواتٍ هادئة كل خطوة فيها صوت انكسار وحين خرج وأُغلق الباب خلفه، انهارت حورية فجأة على الأرض.

وجلست على ركبتيها، ويدها تغطي فمها كي لا يخرج صوت بكائها، لكن الدموع كانت أسرع من أن تخفى.

ظلت تبكي بصمتٍ موجع، تنظر إلى الفراغ الذي تركه خلفه، كأنها لا تصدق أن البيت الذي امتلأ يوما بصوته صار خاليا إلا من صدى كلماته الأخيره  اما عند جبل كان  واقفا أمام باب غرفته، يحدق في الداخل بصمت ثقيل  كأن بينه وبين الخطوة الأولى وادي من الشك والخوف. عيناه ثبتتا على غفران، الملقاة على السرير بملامح شاحبة ووجهها يغفو فوق وسادة بيضاء تشبه البراءة التي فقدها منذ زمن...فـ ظل واقفا، لا يدري أيقترب أم يترك المسافة تحميهما من جراح لم تلتئم بعد حتي تحركت غفران قليلا.. ثم فتحت عينيها ببطء، وحين رأته واقفا عند الباب همست بصوت مبحوح:


 واجف ليه اكده.. تعالي يا جبل 


دخل جبل بخطوات مترددة، كأن الأرض تخونه تحت قدميه وجلس على طرف السرير وهو يقول بنبرة خافتة:


 انتي كويسة؟


ابتسمت بخفة باهتة وقالت:


 الحمد لله.. كويسه جوي 


ظل ينظر إليها طويلا ثم خرج صوته متعبا.. يحمل وجعا أكثر من الغضب:


خديني.. انتي ازاي بتتعاملي معايا عادي اكده بعد كل ال عملته فيكي 


نظرت له بثبات هادئ وقالت ببساطة موجعة:


علشان بحبك... بس دا مش معناه إني سامحتك


وقفت نظراتها على عينيه وأضافت:


 أنا لازم أفضل جمبك كل ال بيوحصل حواليك مش سهل، ومجدرش أسيبك في وجت زي دا


سكت لحظة، فتابعت بنبرة أكثر جدية:


 شوق جالت إنها أمك صوح.. حاول تتأكد بنفسك يا جبل


ارتسمت على وجهه مرارة وهو يردد:


 مستحيل... الكلام دا كله كدب وانا متاكد 


اقتربت منه قليلا وقالت بجدية:


لع.. متخليش غضبك يعميك... عمتك ومرت عمك ميأمنوش، وهما أكتر ناس يجدروا يقلبوا الحقيقة. لازم تتأكد بنفسك


تنهد وقال بصوت خافت كأنه يهرب من الحقيقة:


هتأكد... مع إني عارف إن دا مستحيل...... بس معني كلامك دا إنك هتفضلي جمبي؟ ومش هتسامحيني


اعتدلت غفران في جلستها، ونظرت إليه بابتسامة حزينة وقالت:


 أنا محبيتش حد غيرك في الدنيا دي يا جبل... ومجدرش أعيش من غيرك.... لكن لازم أبعد... بعد ما المشاكل دي تخلص.


تسمر في مكانه وعيونه اتسعت بدهشة:


تبعدي؟ إزاي يعني؟


قالت بهدوء غريب:


هسافر وعايز تطلجني... طلجني.... عايز تستنى؟ يمكن الزمن ينسيني ال حوصل ... يبجي خلاص يا جبل مفيش غير اكده.


نظر إليها بصدمة مكتومة، وصوته خرج مرتجفا:


انتي بتجولي إي؟!


غفران بدموع:


 بجول ال لازم يتجال... دا الصح يا جبل... إحنا لازم نبعد.


اقترب منها خطوة بخطوة وصوته انكسر وهو يقول:


 أنا آسف يا غفران، والله آسف... ومستعد أعمل أي حاجة علشان تسامحيني بس بلاش تبعدي.


هزت رأسها بعزم ضعيف وقالت:


دا الصوح يا جبل 


اقترب أكثر و مد يده ولم يتمالك نفسه، ضمها إليه بعنف مليء بالرجاء وهو يهمس في أذنها:


متسبنيش... بالله عليكي متسبنيش.


لكن قبل أن تنطق دوى صوت صراخ من أسفل الدرج كان صوت الخادمة وهي تصيح بفزع:


الحق يا بيه... الحق يا بيه بسرعة


انتفض جبل وجرى نحو الباب، نزل الدرج بخطوات سريعة، وعيناه تائهتان حتى توقف فجأة عند المشهد أمامه...كان أسد واقفا في منتصف الصالة، وجهه شاحب وصوته مبحوح وهو يقول:


انا آسف يا جبل... بس في أمر بالقبض على غفران و

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع
    close