رواية عونى الفصل الأول والثاني بقلم اسماعيل موسي حصريه
رواية عونى الفصل الأول والثاني بقلم اسماعيل موسي حصريه
وانا ادخن سيجارتى طالعتنى فى الجورنال صورة نقيب الشرطه حسام الليثى تحت خبر معنون فى صفحة الحوادث ذكاء ضابط شرطه يكشف لغز وفاة ربة منزل منذ أكثر من ستة شهور ويكشف عناصر الجريمه.
وماله ؟ همست وانا انفخ دخان لفاة التبغ الأزرق ،لكل مجتهد نصيب.
__افتح يا استاذ عونى، أفتح،سمعت صراخ التلاميذ على الدرج، كانو يتسابقون ايهم يصل الأول
سحقت عقب لفافة التبغ وفتحت الباب، ركض الأطفال من تحت ذراعى مثل دجاجات محبوسات فى قن.
__مش عايز اسمع صوت فاهمين؟
فاهمين يا استاذ
إلى مش هيسمع الكلام هيحصلة ايه ؟
مش هيحضر دروس تانى عندك يا استاذ.......
احب ان اضع النقاط على الحروف حتى مع تلاميذى
إحنا وصلنا لحد فين حد يفكرنى ؟
فتح التلاميذ كتبهم وبدو منتبهين يفتشون الورق
أفعل ذلك دومأ كى اتحقق من ذاكر الدرس ومن نفذ تعليماتى
وصلنا هنا يا استاذ عونى، القيت بعينى على الطاوله وسط الكتاب ثم استعدتهم تمام...
أطلقت تنهيده، وتراجع تلاميذى بظهورهم على المقاعد ايديهم محتضنه صدورهم
بت احفظ هذه اللعبه، كل واحد منهم يرغب ان يشعرنى انه مؤدب كى يتجنب السؤال الأول الذى غالبا ما يفشلون به
تأملت وجوههم ،حتى اسيل المشاغبة بدت هادئه مثل الحمل الوديع....
صمتت الشقه وانا والطاولة وضجيج الشارع النهرده انا مش هسأل اى واحد فيكم
تنهد تلاميذى بأرتياح وعادت الابتسامه الى وجوههم
أطفال فى عمر الورود لا يجب أن اقسو عليهم، براعم المستقبل الضبابى
بس.. كل واحد فيكم يختار واحد تانى يسأله
وبعد ما يسأله نسمع إجابته
والشخص التانى ليه الحق فى سؤال وبعدها نحكم مين فيهم كان أدق فى الاجابه
مين ذاكر ومين لعب ؟
مين هتتقرص ودنه ومين هنشكيه لأمه ومين هيتعاقب منى شخصيآ.
بعد اكتر من ساعه انتهى الدرس وتوجه تلاميذى إلى الصندوق الموجود إلى جوار باب الشقه، إنها نهاية الشهر موعد تسديد اجرتى
مش بحب اخد فلوس من تلاميذى بالايد بمنع الحرج عن إلى مجبش فلوس أو شهرة ناقص وبسمحلهم يحطوها فى الصندوق.
من اكتر من اسبوع مطلعتش من الشقه غير عشان اشترى سجاير وشاى وسكر ،حتى الطبخ مكنش ليا نفس ليه
وطلعت اقعد فى الشرفه ،عم فتحى قاعد تحتى قدام دكانه على الكرسى ذاته، لا شك أن حياتى هتنتهى ذى حياة عم فتحى، حياه تافهه كل غايتها الأكل والشرب من أجل استمرارية الحياه.
خبر طلاقى من نيره لف الحاره كلها، محدش كان يعرف التفاصيل غير عم فتحى،فى الاسبوع إلى فات كنت بتعرض لنظرات سخريه من سيدات العماره وبعض الأنسات القريبين من سكنى إلى كنت بدى اخواتهم دروس كأنى ارتبكت جريمه او فعل فاضح فى شارع البيطاش
بس انا مش بهتم باراء الناس ولو شغلت بالى هضيع السكينه إلى نعمت بيها بعد سنين طويله
انا الى دخلت عش الدبابير برجليه كان مالى ومال الجواز؟
بس النهرده لازم اخرج ،حاسس الشقه خنقه وكل شويه بضيق عليه
نزلت من الشقه وعديت شارعنا وصلت الشارع الرئيسى
واجهتنى جموع البشر القاصدين محطة المرج الجديده
تيار جارف من الوجوه التعيسة ثم سمعت صوت رنين هاتفى
كان رقم غير مسجل فى دفتر عناوينى ،تنحيت لمكان هاديء واجبت الو ايوه مين؟
الاستاذ عونى معايا ؟ كان صوت خمسينى تعيس وغامض
قلت ايوه انت مين؟
انا الدكتور نشأت
نشأت مين حضرتك ؟ معرفش حد بالأسم ده
دكتور نشأت القرميطى يا عونى مدير مستشفى القنطره للأمراض النفسيه
شعرت بالرهبه للحظه والخوف منعتنى من الكلام
واصل الدكتور نشأت كما ادعى كلامه انا عايز اقابلك
ممكن تيجى عندنا المستشفى بكره الساعه ١١:١٥
انا اسف يا دكتور نشأت بس ممكن أفهم الموضوع الصراحه انا قلقت
اطلق دكتور نشأت ضحكه قصيره ،متخفش يا عونى مش هنكون عايزين نقبض عليك يا اخى
فيه حاله عندنا شغالين عليها وعايزك تتطلع عليها
اطلع عليها ؟ لكن انا مش دكتور نفسى يا دكتور نشأت
عارف يا عونى عارف
لكن انا وصلتنى معلومه انك محقق شاطر، او بمعنى أدق بتحب التحقيقات والقضايا الغامضه الصعبه
__بس انا مش محقق رسمى يا دكتور
ايه الكلام الهايف دا يا عونى، قبل ما اكملك انا عارف عنك كل حاجه
لم تيجى عندى هفهمك كل حاجة ثم سمعت صوت رهيف يهمس قادم من غرفة دكتور نشأت الجرز الطباخ هيهجم علينا الليله
طيب سلام يا عونى لازم اسيبك يا سيدى معلهش
#عونى
#٢
وصلت مكتب مدير مستشفى القنطره للأمراض العقليه حدود الساعه العاشرة صباحآ، كان هناك ضباب فى السماء وعفره فى الأفق وريح باهتة عديمة الرحمه ،إستقبلنى فرد آمن بوجه تائه ،الزيارات يوم الخميس من كل أسبوع الساعه اتنين الضهر يا استاذ..
ابتعلت نفس دخان، اكره أفراد الآمن الذين يحرسون المشافى بلا سبب ،وصمة حمقاء تضاف لدفترى المخزى ،فى الآونه الاخيره ملت تجاه منح بعض الناس والوظائف صفات خسيسه فقط لأرضى مزاجيتى.
أسمى عونى، معايا ميعاد مع مدير المستشفى نشأت القرميطى.
عايننى الحارس بنظره مقيتة ،ملابسى وحذائى سيجارتى ثم منحنى وجة يحمل كل بؤوس الأحداث السيئه التى حدثت معه فى الاسبوع الأخير
دكتور نشأت ؟
ثم القى نظره على الفناء، الأشجار اليابسه متقطعة الأغصان والوورد التى ذبلت أكياس الشيبسى والمولتو التى تجمعت تحت جذوعها
__فيه واحد بيقول ان معاه ميعاد مع دكتور نشأت قال الحارس بعد أن اخرج هاتفه
وبعد لحظات فتحت البوابة الحديديه وتركنى الحارس اللعين امر دون إرشادات
وصلت باب من خلفه بلاط قديم ودلنى موظف اخر على مكتب دكتور نشأت القرميطى
كانت الحوائط تحمل رائحة الأنهيار جدران مشققه وطلاء مكشوط كلمات ممسحوه
طرقت الباب
__ادخل
دلفت داخل المكتب لاقابل وجه طفولى لرجل تعد عمرة الخمسين، أصلع الرأس متخن بالدهون حريص على هندامه
اطلق ابتسامه مزيفه عندما لمحنى
قلت انا عونى
اتفضل اقعد يا استاذ عونى ،يا محمود؟ هات قهوه هنا بسرعه
كان امامه جهاز كمبيوتر ومنفضة سجائر ويافطه رخاميه تحمل اسمه ،خلفه الشهادات التى تحصل عليها معلقه على الجدار والى يمينه نجفه زرقاء وهاتف ارضى
قميص احمر بياقة عنق طويله وساعه على ساعده الذى كرمش قميصه.
جمع الأوراق امامه وركنها على جنب ،استاذ عونى ؟ يمكن تشوف الموضوع غريب شويه
لكن عندنا حاله عايزك تبص عليها وقبل ما انطق حرف
قال الدكتور نشأت، ممكن الحاله متتكلمش معاك وانا عارف انك مش دكتور نفسى متخصص لكن اى كلمه ا إشاره او تلميح ممكن يساعدنا فى تشخيص الحاله لأنها رافضه الكلام رغم اننا جربنا كل الطرق معاها، القضيه تعتبر خلصانه
المريض قتل كل أفراد أسرته وحكم الأعدام منتظره
لكن احنا محتاجين نعرف الدوافع إلى خلته يعمل كده هتساعدنا فى تحديد أنماط الاختلال السلوكى إلى هيساعدنا مع غيره من المرضى خاصه ان المريض كان دكتور نفسى مشهور، انا متوقع ان المقابلة مش هتستغرق اكتر من خمس دقايق ،لكن الامانه العلميه، وضميرى بيخلينى أطرق كل الأبواب قبل ما أوقع على التقرير..
على فكره لو كان مهم يعنى إلى رشحك لية الضابط حسام الليثى هو صديق شخصى للعائله.
حسام الليثى ؟ تنهدت فى سرى ،هذا الوغد يكرهنى واذا كان رشحنى انما لسبب واحد لاتذوق مرارة الهزيمه ،احساس الخساره.
إحنا مش منتظرين منك كتير يا استاذ عونى ومش هنضيع وقتك، المريض فى انتظارك.
قلت ،فيه نصايح ممكن تديهانى قبل ما ادخل؟
ابتسم دكتور نشأت شكلك واخد الموضوع جد يا عونى
بص يا سيدى المريض دا خطر جدا، المقابله هتكون من خلف الزجاج، ممنوع تمرر ليه إى آله حاده او حتى قلم ،ممنوع التلامس ،اخر دكتور حصل بينه وبين المريض تواصل جسدى فقد اربع أصابع من يده، قضمهم المريض وابتعلهم ،وفر علينا وجبة غداء
ابتلعت المزحه السمجة واوصلنى النادل إلى دكتور ،الدكتور امر حارس ان يرافقنى إلى غرفة المريض
كانت غرفة المريض المختل فى اخر الرواق أمامها شرطى
عندما وصلت كان راقد على سريره محدق بسقف الغرفه
عندك زيارة يا دكتور صبحى صرخ الحارس بصوت هادر
لم يبدو على دكتور صبحى انه سمع إى شيء، بلامبلاه متناهيه ،طلعت سيجاره ادخنها
منعنى الحارس ،التدخين ممنوع هنا يا استاذ
قلتله دى كلها خمس دقايق وهمشى
قالى فيه إنذار حريق يا استاذ هيضرب
قلت وانا اشعل السيجاره إنذار الحريق معطل من اكتر من سنه !! رفع الحارس كتفيه بأستنكار ثم تركنى واتكاء على الجدار بعيد عنى.
رفع دكتور صبحى عنيه وكأن كلامى آثار انتباهه وعندما عاين خلقتى عاد للنظر إلى السقف
هو سقف غرفتك فيه حاجه مختلفه النهرده يا دكتور صبحى ؟ خاطبته بلا تفكير، انا مش هاخد من وقتك كتير
دا استبيان نفسى ،دكتور نشأت عايزك تملاه وبعدها همشى
امتعض وجه الدكتور صبحى وادركت ان الكيمياء بينه وبين دكتور نشأت ضايعه
ولا اقلك مش لازم وامسكت الاستبيان مزقته فأحدث صوت طرب
رفع دكتور صبحى ظهره واولانى اهتمامه الجزئى
انا عايز اتعرف على الشخص إلى خلى دكتور نشأت القرميطى يستعين بواحد من خارج مجال العمل النفسى عشان يساعده
اطلق دكتور صبحى ابتسامه صغيره تقول ان كلامى لم يصل بعد للحد الذى يثير شهيته وفضولة
تأملت دكتور صبحى ،هيئته النحيله ،قامته المائله للطول
امساكه بأصبعه الكبير وهز رجليه جزائيآ
انت كنت زميل دكتور نشأت فى الدراسه يا دكتور صبحى..
رفع دكتور صبحى حاجبه مبديآ اعجابة المؤقت بملاحظتى ثم سرعان ما امتعض وجه بتكشيرة مقززة
لا ،مكنتش زميله ولا حاجه، تأملته أكثر ظهره المنحنى من مراجعة ملفات المرضى ،نظره الضعيف ،يديه المرهفه
شخص قضى أكثر من نصف عمره فى الوظيفه
انت كنت مديره، ايوه انت كنت مدير المستشفى إلى بيشتغل فيها نشأت القرميطى ودا بيبين حقده الدفين عليك
هو مش عايز يحل القضيه ولا يثبت مرضه من عدمه
دكتور نشأت عايز يكسرك.....
أدار دكتور صبحى وجهه تجاهى
عرفت ازاى ان إنذار الحريق متعطل؟
تنهدت بأرتياح ،وانا داخل كنت ماسك سيجاره فى ايدى وقربتها من الحساس ،اصلى بعيد عنك مدمن سجاير ولازم اتخذ احتياطاتى ،وبعدين واحد ذى نشأت استحاله يفكر فى تصليح إنذار الحريق وهو بيدخن فى مكتبه
أسمى عونى يا دكتور صبحى
انا عارف اسمك، همس دكتور صبحى بلامبلاه ،فكرك لو انا مكنتش عايزك هنا كنت هتبقا هنا ؟
ابتعلت المفاجأة بقلق ،طيب مش ناوى تساعدنى يا دكتور صبحى ؟
خد بعضك وامشى يا عونى ،وبعد سنين سجل فى تاريخك انك اتكلمت مع دكتور صبحى عبد الدايم
انهضت نفسى من مقعدى، تشرفت بحضرتك يا دكتور صبحى
بعد أن مشيت خطوات همس دكتور صبحى
انا عايز منك خدمه يا عونى
استعدت ارتياحى وعدت مكانى ،رمقنى دكتور صبحى بنظره مطوله
وانت ماشى يا عونى ابقى ابصق على وش نشأت وصله سلامى
__الايدين دى مش ممكن تقتل يا دكتور صبحى ،ليه مش عايزنى اساعدك طالما جبتنى هنا ؟
كنت عايز اتعرف عليك يا عونى.. سلام
رقد دكتور صبحى على سريره وعاد ليرمق سقف الغرفه بشرود
بينما سرت انا تجاه مخرج المشفى دون أن امر على مكتب دكتور نشأت، لم يكن هناك ما يستحق عنايته
تفاجأت بركض دكتور نشأت خلفى، انت رايح فين يا عونى ؟
الازم تقلى حصل ايه بينك وبين صبحى ؟
قلتله محصلش حاجه
إزاى ؟ دا انت ليك نص ساعه بتتكلم معاه، انت اكتر شخص صبحى اتكلم معاه من ساعة ارتكابة جريمته المشينه
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق