القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ماض لا يغتفر الفصل الثاني عشر 12 بقلم ريتاج أبو زيد ماضِ لا يٌغتفر

 

رواية ماض لا يغتفر الفصل الثاني عشر 12 بقلم ريتاج أبو زيد ماضِ لا يٌغتفر





رواية ماض لا يغتفر الفصل الثاني عشر 12 بقلم ريتاج أبو زيد ماضِ لا يٌغتفر




ماضِ لا يٌغتفر

الفصل الثاني عشر


تمت خطته و نجح كتب الكتاب في الخفاء،وبعد كتب الكتاب، رحل (أدهم) و (عبير) متجهين إلى القاهرة، و (مظهر) قال له أنه سيأتي خلفه في السيارة الأخرى، حيث أنهما اتفقا على سيارتين لكي تكون زوجته على راحتها ولا يكون هو عائل بينهما.


عندما رحلوا ركب (مظهر) السيارة الأخرى وأتجه مسرعًا ليخبر (خالد) بأن كتب الكتاب قد تم وهو فشل في إيقافه:

-خالد والله مكنتش عارف إنه غير معاد كتب الكتاب، هو قالي إنت هتيجي معايا عشان كتب كتابي بكرة، أكيد مكنتش هعرف اقولك، حقك عليا إنت عارف إني كنت بساعدك، هو شيطان ماشي على الأرض، بس هرجع تاني و أقولك أنا معاك في أي حاجة.


تحول (خالد) وأخذ يثور و يضرب و يصرخ وذهب إلى بيت عمه ودخل مكتبه الخاص بالمنزل، ودخل بهجوميه أمسكه من تلابيبه و ظل يلكمه بشده كأنه كيس للملاكمة وليس عمه.


لم يهدأ (خالد) من ضرب عمه وكل من يحول بينهما، لمدة يومين كاملين لم تهدأ ثورة (خالد)ولم يغمض له جفن، وقرر أن يذهب إلى القاهرة حيث مقر سكن (أدهم) ليأخذ حبيبته، لكن قبل أن يفعل ذلك كان (مظهر) خطط إلى الخطوة التالية و أرسل جواب آخر:

-خالد مش هيسكت و هيفضل عامل كده كتير، وكمان هو بيحضر إنه يجيي القاهرة، عرفت من السواق إللي دايمًا بيوديه القاهرة، عشان كده مضطرين إننا نحبسه، أول حاجة هتاخد فلوس و دهب من عندك و حطهم في الشنطة إللي بيحضرها للسفر، وتبلغ إن فيه حاجات مسروقة وإنك شاكك فيه، عشان هو كان عايز يتجوز بنتك و ياخد فلوسها، ولما فشل في كده قرر يسرق و يهرب، وطبعا كل الناس هتقول كده معاك و هتشهد معاك عشان إنت كبيرهم، وده إللي إنت بتقولوا دايمًا، أستنى الخطوة الجاية، بس هتكون بعد مدة طويلة.


نفذ (نبيل) الخطة، و (مظهر) لعب دور الصديق المخلص ولم يقصر في أي شيء، من ناحية (خالد).


لكنه حُكم عليه خمس سنوات! 


عندما علمت (عبير) انهارت كالبركان، كانت واثقة بأنه لم يفعلها، وإنه من المستحيل أن يسرق لكنها كانت لا تفهم شيء، وعلى الرغم من معاملة (أدهم) معاه إلا إن قلبها كان متعلقًا بـ(خالد)، مع إنها رأت معاملة خاصة من زوجها وأهل زوجها، كانت تُعامل كالأميرات.


بعد إنقضاء نصف مدة الحكم.


بعد إنقطاع طويل من (مظهر) في تدبير المؤامرات أرسل أخيرًا جواب لـ(نبيل):

-سلام عليكم وحشتيني، أوعى تفتكر إني بضحك عليك، زي ما قلتلك هتاخد كل فلوس خالد و أدهم كمان، ركز معايا عشان إللي جاي صعب شوية، هتروح لخالد السجن و تقولوا أنا مستعد أخرجك و أقول إن إللي سرق الفلوس دي حد تاني وأنت اكتشفت الموضوع ده و أنك ظلمته، وفي واحد سرق الدهب ولما اكتشفنا إن فيه حاجة مسروقة حطها في شنطتك عشان يداري على عملته، وهات أي حد من الشغالين عندك و خليه يعترف على نفسه، بس مقابل خروجه من السجن أنه يتنازل على كل أملاكه و وورثه من جده إللي إنت ماسكه، يعني يكتب على نفسه إنه يعتبر بره العيلة هو و أبوه، وحلال عليك الملايين إللي هتكسبها من ورا صبحي الحداد، سلام.


وافق (خالد) التنازل على كل شيء يخصه في الوقت الحالي أو فيما بعد، و خرج لنور الشمس أخيرًا بعد مرور عامين ونصف.


عندما خرج وجد حبيبته ليدها طفل، طفلته ليدها طفل من شخص غيره، ليس هذا هو ما قهره بل إنها بدت راضية عن حياتها وسعيدة وسط أسرتها الصغيرة.


قرر أن يذهب لصديقه المخلص بالنسبة له (مظهر) ليجد معه حل لإعادة حبيبته إليه، فقال له بعد ما أبدع في دور التفاجئ من خروجه من السجن:

-هو مفيش حل غير أدهم يموت أو يتسجن أو يخسر فلوسه و عمك يجيي ياخد بنته و ساعتها ممكن يجوزك ليها لأن إنت قلت إنك اتنازلت عن كل فلوسك، يبقى مفيش حاجة تمنع.


صمت لبرهة وكأنه يفكر في حل معضلة صديقه ثم قال:

-أنا عندي فكرة، هي أنتقام شويه بس من غير ما حاجة تحصله، هو مسافر أسكندرية يعمل شغل بدل أبوه عشان تعبان إيه رأيك نخسره شغله ده عن طريق حادثة عربية بسيطة على الطريق تكسره و تخليه يرجع تاني و الأجتماع يفوته.


قال (خالد) معترضًا:

-لأ يا مظهر أكيد مش هعمل كده، أنا مش هدفي أذيه، أنا بس عايز عبير ترجعلي تاني، بس.


رد عليه بمكر:

-والله براحتك بس عايز أقولك إنه هو إللي سجنك عشان متجيش تعمل حاجة ليه هو و مراته، وهو إللي سخن عمك عليك، بس عمك بقى عمل حركة جامدة لما خلاك تتنازل عن فلوسك، هو دمر لك حياتك و ضيع من حياتك سنتين و نص، وكانوا هيكونوا خمسة لولا عمك.


ثم أكمل بفحيح يوسوس له كأبليس:

-هو دمرك وسرق حب عمرك، لو منتقمتش منه يعتبر كده اكنك أتنازلت عن حبيبتك، إنت خسرت فلوسك و عمك و عيلتك وحب عمرك و سنتين ونص من حياتك، بسببه هو، أدهم القماش السبب، أنا بعمل معاه كده عشان هو دايمًا متكبر و بيعاملني وحش وشايف نفسه الكل في الكل.


-موافق، هعمل أي حاجة عشان أدمره.


ضحك (مظهر) ضحكة مكتومة بخبث ثم قال:

-على بركة الله يا صاحبي.


بعد مرور شهر.


جاء الموعد المحدد للاجتماع (أدهم) في مدينة الأسكندرية، ودع زوجته و أبنه الذي لم يتم عامه الأول و والدته و والده المريض، ثم ركب سيارته وتحرك بحماس للاجتماع وهو يتمنى أن تصبح الأمور كما يريد والده.


كان (أدهم) يقود السيارة بشرود يفكر في صغيره و زوجته التي أصبحت أحب البشر إلى قلبه، وظل يراجع تعامله معها ومع عائلته الفترة الأخيرة، وجد إنها علاقة مثالية، وإنه حقًا زوجًا مثالي و أب حنون و أبن بار.


لكن دائمًا يشعر بالتقصير في حقهم، يريد أن يقضي معهم أكبر وقت في حياته، وفي نفس الوقت يريد أرضاء والده في الشركة الذي أصبح هو المسؤول عنها في الفترة الأخيرة.


وإذ فجأةً وهو يفكر جاءت سيارة من أمامه بسرعة رهيبة و اصطدمت به.


تجمعت حولهم الناس و طلبوا النجدة و أخذوهم على أقرب مستشفى، تأذى كثيرًا.


تكسرت عظامه و رأسه و كُسرت يده اليسرى وظل في المستشفى لمدة أسبوع ، ثم رحل إلى البيت مع عائلته.


قالت (عبير) بحنان و هي تجلس بجانبه على طرف السرير:

-الف سلامة عليك يا حبيبي، متزعلش نفسك عشان الشغل إللي راح، حصل خير، المهم إنك تكون كويس وبخير وترجع زي الأول.


تنهد بضيق ثم قال:

-أنا زعلان بس عشان أبويا كان نفسه يخلص الشغل كله وانا كنت مكانه، دلوقتي إحنا الاتنين في البيت مين هيمسك الشركة، كان نفسي إعمل إللي هو عايزه و افرحه، وكمان كده هتعبك معايا أوي وإنت كفاية عليكي رحيم.


قالت بضيقٍ زائف وهي تضربه بخفه على كتفه السليم:

-متقولش كده تعب إيه بس، إنت ومامتك وباباك في عيوني، ورحيم طالع هادي زي أبوه الحمدلله مش زيي.


رد عليها مبتسمًا بحب وعيونه أعربت عن ما في قلبه لها:

-والله مفيش حد زيك، ولا هيجي حد زيك، ربنا يباركلي فيكي و يديمك ليا.


-الحنية دي بتخليني عايزة أعيط.

قالت هذا وقد لمعت مقلتها بالدموع.


قال بضيق زائف:

-ما أنا عارف ست نكدية.


طرق باب غرفتهم ففتحت بعد ما أخفت خصلات شعرها الأسود لتفتح للطارق الذي كان (مظهر) طلب مستأذنًا أن يدخل، فأفسحت له وهي تُشير للداخل بدون ترحيب،فقال هو لصديقه:

-الف سلامة عليك يا أبو رحيم، تعيش وتاخد غيرها.


ردت عليه (عبير) بانزعاج و احتجاج:

-لأ ان شاء الله أخر مرة، أنا رايحة أشوف بابا يا أدهم عقبال ما صاحبك يطمن عليك.


قال (أدهم) مرحبًا و معتذرًا له على طريقة زوجته معه بعد ما خرجت زوجته:

-معلش يا مظهر هي مضغوطة شوية عشان عليها حاجات كتير تعملها.


-ولا يهمك يا صاحبي، المهم إنت عامل إيه، مش عايزك تشيل هم الشركة والشغل كلهم تحت عيني، أنا هحاول ابقى مكانك إنت ومحمد باشا على أد ما أقدر.


-تُشكر يا مظهر، بس محدش يتصرف مكاني ولا أنا ولا أبويا أنا عارف إنك قصدك خير طبعا، بس مش عايز اتعبك ومحدش في الشركة يتصرف من دماغه، كلها كام يوم وارجع احسن من الاول ان شاء الله.


تبدلت ملامحه الى جمود ثم رد عليه بابتسامة زائفة:

-مكنش قصدي اكيد مكانك يا أدهم محدش يقدر يعمل كده، قصدي رد جِميله من الجمايل إللي عليا ليك و للباشا، بس براحتك و لو عايز أي حاجة أنا موجود.


-تُشكر يا صاحبي.


خرج من الغرفة وقلبه مليئ بالحقد والبغض، قرر في نفسه أن يُخسره شركته وحياته وزوجته و أبنه ولن يتركه يعيش بسلام.


أرسل جواب هذه المرة لـ(خالد) الذي يُقيم في فندق في القاهرة ، يبلغه بالخطوة التالية للانتقام من (أدهم) وهي:

-أحب أقولك يا خالد أن أدهم الحمدلله اتكسر وبقى قاعد في البيت وحالته زى الزفت خصوصًا زعله على أبوه وخوفه على مراته في إنها تشيل البيت كله لوحدها، مراته إللي سارقها منك، المهم ندخل في الخطوة الجاية وهي هنخرب في الشركة، هخسره كل شغله وفلوسه هخليه يتحسر يا صاحبي زي ما خلاك تتحسر على حبيبتك، هحتاجك يا صاحبي جنبي.


بالفعل لِعب في أوراق الشركة و الأتفاقات و المال بدون علم أحد و سرق أوراق هامة، أخسرته الكثير من العملاء.


وظلت الخسائر تُلخق به من جميع الجوانب و حالته النفسية تدهورت _خصوصًا_ بعد ما جاءت سيارة سريعة و اصطدمت بأمه التي كانت مع خادمتها لتُجلب طلبات البيت وبعض الأعراض لها، و_بالطبع_ تسبب في ذلك الحادث (مظهر) الذي أستأجر رجل ليُنفذ الحادثة و اتفق معه أن تكون الإصابات سطحية دون التعرض لأذى كبير.


نزل (أدهم) شركته بعد ستة أشهر كان يتعافى من الحادث و يجلس مع والديه المريضان، و يحمل الهم عن زوجته قليلًا.


بعد مرور شهرين من نزوله الشركة و استصلاح ما مر عليها من مصائب، انتكس ثانيةً بسبب موت والده المريض بأزمة قلبية حادة.


ولحقته أمه بعد بضعة أشهر حزينة على زوجها و على حالها، ظل (أدهم) وحيدًا بعد وفاة والديه الذي كان يفعل كل ما بوسعهِ لكي ينول رضاهم، أختفت أبتسامته الساحرة و ملامحه الجذابة شحبت مع لون بشرته، كبر أعوام على أعوامه، المصائب تنزل عليه واحدةً تلو الأخرى، أبنه مرض بسبب تلوث في بطنه  وكان في أسوء حالاته، و (عبير) تواسي زوجها بقدر ما استطاعت، كانت تتذكر أمها هي الأخرى التي تركتها في العالم وحيدة مع أب قاسي.


جاء (خالد) عزاء (جميلة) أم (أدهم) ليراه مكسورًا، وبالفعل كان مكسورًا و محبطًا من الحياة كان جالسًا يبكي بصمت شريد كأنه انفصل عن الحياة لم يسمع صوت الشيخ وهو يقرأ القرآن في العزاء ولا الناس الذين يدخلون يأدون واجب العزاء، منظره يحطم القلب فمن يصدق أن هذا المكسور وهو (أدهم محمد القماش) الذي ابتسامته لم تفارق وجهه.


قال (خالد) بغرور وهو يقف أمام (أدهم) بشموخ:

-البقاء لله يا أدهم باشا، عقاب ربنا ليك عشان بتاخد حاجة مش بتاعتك.


لم يسمعه ولم يرفع رأسه من الأرض وظل كما هو شاردًا يبكي بصمت، حتى لكمه (خالد) في وجهه بقوة أطلعته من شروده ووقف يحدق به بشر ثم يرد له الضربة بأقوى منها.


جاءت (عبير) مهرولة من الداخل عندما ركضت لها الخادمة التي تقدم المشروبات للضيوف و حكت لها عن ما حدث.


تصارعت دقات قلبها حين رأته، حبيب عمرها الأول التي فارقته خمس سنوات، حتى بعد ما علمت إنه خرج من السجن من أختها بعد نصف المدة لم تراه ولا مرة.


فصل بينهما أصدقاء (أدهم) و الناس، هرولت (عبير) إلى (أدهم) وتركت (خالد) قائلة بقلق:

-أدهم حبيبي إنت كويس، حقك عليا، تعالى ارتاح.


قال (خالد) لها بسخرية وتهكم:

-أدهم حبيبي، حلوه حبيبي منك يا عبير، طب لو هو حبيبك أنا مين.


ثم أهدر بصراخ:

-هو حبيبك طب انا مين، مش أنا خالد إللي عمرك ما هتحبي زيه، حبيبك إللي هتعملي أي حاجة عشانه وعشان تكوني معاه، مش ده أدهم القماش اللي متعرفهوش، ضحكتي عليا ليه؟.


قالت ببكاء وهي تمسك بيد (أدهم):

-خالد والله عمري ما ضحكت عليك، كل حاجة كانت صدفة، والكلام إللي بتقولوا ده عيب لإني ست متجوزة وعندي أبن وإحنا في مكان مش مناسب للكلام ده، ممكن تقدر الظروف إللي إحنا فيها من فضلك.


ضحك بتهكم ثم نهض وقال:

-حاضر يا أم رحيم.


رحل من المكان وظل (أدهم) واقف في مكانه ثم نادى بصوت عالي على (مظهر) فجاء له مسرعًا فأهدر فيه بانفعال:

-إنت مش المفروض واقف تستقبل الناس إللي داخلين العزا،الزفت خالد الحداد دخل الڤِلة إزاي.


-معرفش يا أدهم إنه جِه اصلا، كنت مع الناس بره، حقك عليا.


نظر (أدهم) للناس ثم قال بهدوء:

-سعيكم مشكور كلكم وأسف على إللي حصل قدامكم.


ثم دخل ڤِلته حيث مقر عزاء النساء و في الخارج في الحديقة الواسعة عزاء الرجال.


طلع لغرفته ولحقته (عبير) بعد ما أمرت الخادمات بتولي الأمر نيابةً عنها حتى تنزل من غرفتها.


-أدهم والله ماكنت أعرف إنه هيجي حقك عليا والله أسفة متوقعتش عشان هو أصلا مجاش في عزاء باباك.


بكى!

هل في يديه شيء آخر غير البكاء على حاله و على ما وصلت إليه شركته و نفسه و حياته، ثم فقدان والديه و مرض إبنه.


ربتت زوجته على كتفه وضمته إلى صدرها وأخذت تهدهده كما تفعل مع ابنها وتقول له كلمات مواساة له وهي تبكي معه على العائلة التي أحبتها و أكرمتها وعوضتها عن حنان الأب و الأم.

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا





تعليقات

التنقل السريع
    close