القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ماض لا يغتفر الفصل الثالث عشر 13 بقلم ريتاج أبو زيد ماضِ لا يٌغتفر


رواية ماض لا يغتفر الفصل الثالث عشر 13 بقلم ريتاج أبو زيد ماضِ لا يٌغتفر





رواية ماض لا يغتفر الفصل الثالث عشر 13 بقلم ريتاج أبو زيد ماضِ لا يٌغتفر




 ماضِ لا يٌغتفر

الفصل الثالث عشر


في مكانٍ آخر عاتب (مظهر) (خالد) لأنه جاء لهم وهو كان رافضًا ذلك، فرد (خالد) بصرامة:

-مظهر لو خلصت زعيق اقعد عشان عايز أسأل حاجة مهمة.


رد عليه بغضب:

-قول.


-مظهر إنت ليك علاقة بموت أبوه و إمه؟


-أكيد لأ هو أنا سفاح يا خالد.


-يعني صدفة يموتوا ورا بعض هما الاتنين.


-قدر ربنا، ربنا قادر على كل شيء.


-إنت بتعمل كده ليه مع الناس إللي ربيتك و اعتبرتك ابنهم؟


زفر بضيق ثم قال بحزم:

-أمشي يا خالد خليني أروح لأدهم و الناس.


-ماشي يا مظهر افتكر إني أه مش بحب أدهم وهو سرق حبيبتي بس مش عايز أذيه تاني كفاية عليه كده عملنا فيه كتير أنا هتكلم مع عبير و هسألها لو عايزة تتجوزني و تطلق منه هعمل المستحيل عشانها، بس لو قالت لأ ربنا يباركلها.


رمقه (مظهر) بحدة ثم أهدر فيه بانفعال وهو يمسكه من تلابيبه:

-إنت عبيط يعني أنا بعمل كل ده وفي الاخر تقولي ربنا يباركلها، لأ يا خالد هتفضل معايا لغاية ما أدمر أدهم على الآخر، عايزه يبقى لوحده و يترمي في الشارع، أنا كده خلصت من أبوه و أمه فاضل مراته و إبنه، لو خايف عليها خدها و أهرب مش همنعك بس أدهم هخليه يتجنن مش هخلي عنده حد.


رمقه (خالد) باستنكار و استياء وقال بحدة:

-إنت قتلت أبوه و أمه يا مظهر.


تركه (مظهر) ثم قال بصراخ:

-لأ، قلت لأ ، أنا مش بنتقم من أدهم عشانك بس عشان هو دايما بيعاملني وحش و شايف إني خدام عنده و أقل منه، وأبوه كان دايمًا عايز يعمل نفسه أبويا، و يعاقبني لما أغلط و يعلمني و يديني مصروف وأنا أسمع كلامه مش عشان بحبه عشان مليش مكان اروحه.


-إنت مريض يا مظهر، بجد مريض، فين المشكلة إنه بيعلمك و يصرف عليك و يجبلك مكان تعيش فيه.


نظر له (مظهر) بحقد ثم تركه ورحل متجِهًا إلى البيت الذي تربى فيه وغدر بأهله.


بعد ذلك اليوم بستة أشهر.


انقطع التواصل بين (خالد) و (مظهر)، (أدهم) حالته النفسية تدهورت غابت عنه ابتسامته، لم يعد هادئًا كما كان، بل عنيفًا صارمًا.


أرسل (مظهر) لـ(نبيل الحداد) جواب يخبره بما فعله بالشهور الاخيرة والخطوة القادمة:

-ليك وحشة يا حج نبيل، عارف أنا عملت زي ما كنت عايز، خسرت أدهم شغل كتير بعد الحادثة إللي عملتها، وبمجرد ما بدأ يتعافى خبط أمه بالعربية، وقبل ما يتعافى كليًا قتلت أبوه، أكتر واحد بكرهه في الدنيا محمد القماش، ليه بتقولوا إن أنا مريض هو كان بيعاملني حلو عشان بيعطف عليا مش بيحبني، أنا مشوفتش منه حاجة وحشة اه، بس كان دايمًا بيعمل الحلو ليا عشان أنا طفل شوارع، بس بجد زعلت على موت ماما جميلة،أنا مقتلتهاش عمري ما فكرت أقتلها، حتى لما بعت عربية تخبطها قولتلهم متتأذيش جامد، عشان كانت طيبة ربنا يرحمها بقى، المهم عندي خطة هتخليك تاخد نص أملاك أدهم القماش، جهز نفسك، بس عشان تكون عارف أنا هندّم خالد على إللي قالوا عشان هثبتله إني مريض بجد.


قرر (أدهم) ترك بيت والديه و ذهاب إلى بيتٍ آخر، لكن (عبير) رفضت أن تترك بيتها و دار بينهما شجار حاد، في النهاية تقبل كلامها و ظلوا في الڤلة.


بعد مرور عدة أشهر وأخيرا استقرت الشركة و بدأت تستقر حياته و ما أفرحه أكثر أن زوجته حامل، حامل للمرة الثانية بعد سبع سنوات من حملها الأول.


قالت (عبير) بعد ما أخبرت زوجها بخبر حملها في شهرها الأول:

-إن شاء الله لو ولد هنسميه محمد على أسم بابا محمد الله يرحمه، و لو بنوته وأنا أتمنى بنوته بصراحة هسميها جميلة على اسم ماما جميلة وأتمنى تكون جميلة زي سِتها.


ابتسم لها بحزن وقد أدمعت عيناه وضمها إليه بحنان ثم قال:

-أنا مش عارف كنت هعمل إيه من غيرك، أنا بحبك أوي أوي، صدقيني إنت أجمل حد في الدنيا، تُشكري على كل حاجة حلوة عملتيها معايا.


ثم لثم يديها ونظر لها بحنان وحب وأكمل بصوتٍ دافئ:

-إنت أحسن قرار في حياتي يا عبير.


ضحكت هي ثم أمسكت يده برفق وقالت:

-مين فاضل على عيد ميلاده يومين و هيكمل الاتنين وتلاتين.


ابتسم بعينيه نفس الإبتسامة الساحرة التي كانت لا تفارقه،أخيرًا عادت بعد سنة من وفاة والديه:

-وإنت لسه هتكملي التلاتة وعشرين سنة.


ضمها إلى صدره وهو يلف يديه حول عنقها برفق:

-بنتي الكبيرة و عبير حياتي.


في نفس اليوم اتصل (مظهر) بـ(نبيل) على هاتفه الأرضي الخاص به في مكتبه:

-إزيك يا حاج نبيل، جاهز للخطوة الدمار.


-جاهز يا سيدي.


-أنا خليت خالد يتجنن لما عرف إن عبير حامل كان بقالي كتير بقنعه و هو مكنش موافق على الخطة بس أول ما عرف إنها حامل وافق علطول.


زفر براحة ثم أكمل بفخر بنفسه:

-أدوية فاسدة، العمال كلهم بصوا على الكراتين وحطوها في المخازن بتاعت الشركة عشان تتوزع بعد يومين في الصيدليات و المستشفيات، خالد هيسرق الأدوية دي و يحط مكانها أدوية تانية، و أنا الوقت ده هشّغل الأمن بما إني مساعد المدير، خالد هيخلص ويمشي، والأدوية هتتوزع عادي عشان المفروض هتتشحن علطول، هتتفرق في الصيدليات و إحنا هنروح نشتري الأدوية دي و نبلغ عشان الموضوع يتنشر بسرعة و الناس تعرف، والشركة تتقفل.


قال (نبيل) وقد رفع حاجبيه في دهشة من تفكيره الماكر:

إنت دماغك دي فيها إيه، وبعدين إحنا هنستفاد إيه لما الشركة تتقفل أصلا إحنا عايزين الشركة و فلوسه.


ضحك بسخرية ثم قال بفخر أكثر كأنه دخل موسوعة جينيس:

-أسمع بقى واعرف المعلمين بتفكر إزاي، أدهم هيتحبس و الشركة هتتقفل، المهم أنا قايل لأدهم إن كاميرات المراقبة بتاعت المخزن فيها عُطل ومش شغالة، بس هي شغالة عندي أنا على الكمبيوتر بتاعي، وأنا فصلتها عن كاميرات الشركة، الكاميرا هتكون بتصور من غير ما حد يعرف إنها بتصور، بعد كده هعطلها بجد وهفصلها من عندي بعد ما خالد يخلص عشان لما الشرطة تيجي تشوفها تعرف إنها فيها عُطل فعلا.


تنهد ثم أضاف:

-بعد كده إنت هتروح لأدهم السجن وهي التحقيقات لسه شغالة وهتعمل زي ما عملت مع خالد، تديه دليل براءته مقابل نص أملاكه، في الأول هيرفض طبعا، بس المحامي بتاع العيلة والشركة هيسمع كلامي أنا و هيخوف أدهم بالسجن وكمان قفل الشركة و إنه ممكن يتحبس لو مأثبتش براءته لمدة على الأقل خمس سنين، والشركة هتتقفل وإن موقف القضية صعب جدا وأنا هقوله إن مراتك تعبانة بسبب حملها و إبنك تعب جدا و الشركة اتقفلت، وكلام من ده هياخد وقت عقبال ما يوافق لكن أنا متأكد إنه هيوافق، حتى لو اضطريت احط لإبنه أدوية سامة زي ما عملت قبل كده عشان يخاف عليه و يخرجله، وطبعا مراته لوحدها،وهتستنجد بيك،وأنت هتعمل الخطة بتاعتنا.


وحدث ما خطط له بالفعل و خرج (أدهم) من السجن براءة ودخل مكانه (خالد) بعد ما عرض (نبيل) أمامهم الفيديو المسجل من كاميرا المراقبة، وعندما سألوه من أين أتى بهم كذبا (مظهر) و (نبيل) عليهم وقالوا إن العُطل حدث بعد تبديل الأدوية بأخرى بواسطة (خالد)  وإنهم وجدوا هذا الفيديو في الحاسب الخاص بكاميرات المراقبة بعد وقت طويل وأضاف (نبيل):

-يا باشا خالد بيحب بنتي اوي، وبنتي زوجة استاذ أدهم القماش عشان كده وهو عمل كده، الكاميرا كان فيها عُطل أه بس صورت و سجلت كل حاجة، بعد كده باظت خالص زي ما حضرتكوا شوفتوا، و مظهر كان بيدور على دليل براءة صاحبة، وشاف بالصدفة الفيديو. 


بعد عدة إجراءات وتحقيقات تم الحكم على (خالد) خمس سنوات مرة أخرى.


بعد مرور يومين .

ذهب (مظهر) زيارة لـ(خالد) فاستقبله الثاني بحدة وصرامة:

-كل إللي حصلي بسببك إنت يا مظهر، قولتلك سيب عبير خلاص ربنا يبارك لها لو مش عايزاني و كفاية إللي حصل في أدهم، مش عشان أدهم صعب عليا عشان الموضوع بدأ يبقى خطير، خصوصًا إني متأكد من إن إنت ليك علاقة بموت أبوه و أمه، وفي الآخر تتخلى عني و تطلع بتصورني.


كان (مظهر) يبتسم باستفزاز و نظرات منتصرة ثم قال:

-والله يا خالد إنت أغبى من أدهم على الأقل أدهم مش بعرف استخدمه و يوم ما استخدمته في جواز عبير فضل يتأكد و يروح و يدور و يسأل، إنما إنت بتسمع إللي بقوله وبس.


اعتلت علامات الصدمه ملامح (خالد) وقال بصوت مهتز:

-يعني إيه تقنعه بالجواز من عبير.


أخذ يضحك الآخر بهيستيرية حتى أدمعت عيناه و احمر وجهه ثم قال:

-إنت متعرفش إن أنا إللي جوزت عبير و أدهم لبعض، و متعرفش كمان إن أنا إللي حبستك عشان متزعجش العرسان في اول سنين حياتهم، و متعرفش إن أنا و عمك نبيل متفقين على كل حاجة وأنا إللي قولتله يخرجك من السجن بعد ما ياخد كل فلوسك، ومتعرفش كمان إني استغليتك عشان عشان انتقم من أدهم، وأنا فعلا قتلت أبوه، و أخيرا و ليس أخرًا أنا إللي حبستك هنا وهتفضل هنا خمس سنين، وأدهم بره خسر شركته و نص املاكه و أبنه تعبان وفي المستشفى، ولسه بدري أوي على النهاية يا خالود.


رحل (مظهر) بثبات وتنفس بعمق كأنه أخيرًا نال مراده، تخريب حياة الجميع هو الشيء الذي يسعى إليه هذا المريض، لكي يرضي غروره، هكذا دائمًا يحاول الفاشل أن يخفي فشله بتدمير حياة الآخرين.


بعد مرور شهور أخرى قفلت شركة القماش بسبب الخسائر الذي تعرض لها حتى بعد إثبات براءته.


جاء وقت الولادة، حالته كانت سيئة بعد أن وضع يديه في يد شخص منافق مثل (نبيل) لكن لم يهمه، هو قرر بعد ما تولد زوجته سيأخذهم و يعيشون في شقة صغيرة، لكي يتخلصوا من مصاريف خدم الڤِلة و مصاريفها.


أنجبت فتاة إسمتها (جميلة) ضمها والدها إلى صدره وقال والدموع ظاهرة في مقلتيه:

-جميلة، يارب يا بنتي تكوني وش خير علينا، أتمنى حياتك تكون سعيدة العمر كله، يارب يا بنتي تكبري وتكوني سند لينا و يجعلك الذرية الصالحة لينا إنت و أخوكي.


أخذ زوجته و أطفاله ورحل بهم إلى بيتهم الجديد الذي كان بالقرب من أختها (وفاء) التي توفى زوجها بعد خمس سنوات من زواجهما، و ذهبت إلى بيت أبيها لكنه رفض أن تمكث معه بعد ما طردوها أهل زوجها من شقتها هي و صغيرها، وقال لها أن تتصرف بمفردها وأنها ليست صغيرة، فذهبت إلى أختها الكبرى (سلوى) لأنها الأقرب عليها وفي نفس المحافظة،لكن أختها ورثت صفات أبيها الغليظة وقالت لها لا يصح أن تجلس معاها لأن زوجها موجود، باتت هي و صغيرها بالشارع كما المتشردين، وفي صباح اليوم التالي قررت أن تذهب للقاهرة لأختها الصغرى.


عندما وصلت لها القاهرة الجميع رحب بها و أستقبالتها (عبير) بحب بالغ، و وقف بجانبها زوج أختها و كسب لها قضية الشقة لكنها قررت بيعها و شراء شقة أخرى بجانب أختها لأنها باتت وحيدة ولا تملك سوى صغيرها، فاشترى لها (أدهم) شقة بالمعادي، ورفض أن يأخذ المقبال وقال لها أن المال التي أكتسبته من بيع شقة زوجها تصرف به على أبنها.


بعد مرور ثلاثة أشهر.


قدم (أدهم) على عمل في شركة أدوية أخرى، وعمل بها كموظف براتب شهري بعد ما كان صاحب شركة كبيرة، أخذت الحسرة تدخل قلبه شيئًا فشيئًا، كان في أوائل الثلاثينات من عمره، لكنه بدا في بداية الخمسينات، لكنه بات متمسكًا بآخر ما لديه في الحياة، زوجته الوفية و أبناءه.


وفي يوم كانوا جميعهم يجلسون بجانب بعض على طاولة السفرة و يمرحون ويلعبون سويًا و يمزحون.


أخذت الطرقات تتسارع على بابا الشقة، ففتح بسرعة للطارق الذي كان ضابط شرطة وقال بصرامة:

-إنت متهم بقضية قتل حماك نبيل الحداد.


جحظت عيناه و ردد خلفه بصدمة:

-قتل نبيل الحداد.


-أتفضل قدامي خدوه.


صرخت (عبير) لا تعرف لماذا، هل لأجل زوجها أم والدها أم كلمة قضية قتل.


كانوا رجال الشرطة يضعون بيديه السلاسل الحديدية و يأخذوه بالغصب.


قال (أدهم) بارتباك وقلق شديد:

-ثانية واحدة والله العظيم هاجي معاك يا باشا ثانية، سيبني أنا رجل أعمال كبير و محترم، ثانية يا باشا.


-عايزة إيه يا رجل أعمال.


لم يرد عليه لكنه أشار لابنه الذي كان يقف مفزوعًا من المنظر و صراخ أمه و بكاء أخته المولودة:

-رحيم أتصل بعمو مظهر و خالته بسرعة و خليك مع ماما و خليك واثق فيا، بحبك.


ثم نظر إلى (عبير) التي افترشت في الأرض بعد أن أنهت صراخها و ظلت شاردة ثم قال بقهر وهو يحاول أن يحبس دموعه في مقلته:

-والله يا عبير ما حصل، أنا أدهم القماش، أدهم القماش الدنيا جات عليه أوي، أنا مش للخوف يا عبير، أنا حبيبك.


أخذه رجال الشرطة عنوة وظل هو يصيح بصوتٍ عالٍ ممزوج بالبكاء و القهر:

-أنا مش عايز انهار عشانك يا عبير، لو إنت كمان اتخليتي عني والله ما هقدر أعيش، أنا مفيش حد جنبي، خليكي عشان خاطري، أنا مأذتش حد والله، ليه يارب. 


قبل مجيء الشرطة بساعات في مكانٍ آخر بالقاهرة.


كان (نبيل) يتنقل بين القاهرة و القِنا، بعد ما بدأ مشروع في القاهرة وجاءت معه (فوزية) خادمة المنزل.


جاء له (مظهر) ومعه أوراق رسمية ليتقاسما المال و أملاك (أدهم) و (خالد).


قال (مظهر) بجمود:

-كده انا عملت إللي عايزة مخلتش حد مع أدهم و خسرته كل حاجة، فاضل بس خطوة إني أخليه بتحسر على عياله خصوصا بنته إللي لسه مولودة، بس الأول عايزين نتقاسم الفلوس مع بعض بقى.


رد عليه (نبيل) باعتراض وتهكم:

-فلوس إيه ،إنت كنت عايز تدمرهم، وأنا كنت عايز الفلوس، خلصنا.


ضحك (مظهر) بسخرية ثم قال وهو ينتقي سيجارة من العلبة ليشعلها:

-لأ أنا كنت عايز ادمرهم واخسرهم فلوسهم عشان أخدها أنا و أدوس عليهم، بس عشان إنت ساعدتني إنت هتاخد فلوس خالد إللي هي أصلا بتاعت عيلتك، وأنا فلوس أدهم بتاعت عيلتي، وكده نكون خلصنا.


-ولا هتاخد جنيه واحد ده مش اتفقنا.


-عادي أنا برجع في كلامي.


-لأ ترجع في كلام إيه مفيش الكلام ده، أنا مش خالد و لا أدهم عشان تضحك عليا، أنا نبيل الحداد.


بتر حديثهم في المرة الأولى حين جاءت الخادمة (فوزية) تقول لسيدها بأنها ستخرج لجلب عدة أغراض للبيت.


قاطعهم في المرة الثانية رجل من رجال (نبيل) وهو يعطي له أوراق رسمية تخص عمله بأن يمضيها، فمضى عليها بسرعة دون أن يقرأ ما فيها لأنه يعرف أنه لديه أوراق كثيرة يريد توقعها اليوم و طلب منهم يأتوا بها إليه.


بعد ما وقعها سلمها ذلك الرجل لـ(مظهر) فأخرج له مال من سترته.


قال (نبيل) بدهشة، وهو ينكر ما حدث أمامه:

-يعني إيه إنت عملت كده إيه، هو خد منك فلوس ليه؟


ضحك (مظهر) بصوت عالي و مال بكتفيه للامام ثم قال بمكر و عينيه تُشع بالفخر:

-يعني إللي قدر يخدع صاحب عمره و الناس إللي ربوه ومهانش عليه و محسوش بأي خدعة من ناحيته، إنت هتهون عليا أو هتحس إني بخطط لحاجة من وراك، يا راجل عيب عليك.


ثم قال وهو يقف ويهندم ملابسه ليستعد للرحيل:

-أنا طلبت منك فلوس أدهم، إنت قلت لأ، فأنا خدت منك فلوس أدهم و فلوس خالد و فلوسك.


تنهد ثم قال بابتسامة مبهجة:

-عارف فلوسك و أملاكك و اراضيك و البقر و الخرفان والعجول والبيوت كلها بتاعتك بقت بتاعتي، إلا الڤِلة إللي إحنا فيها دلوقتي، أصل المكان هنا زحمة ومش عاجبني فقلت أسيبهولك بدل ما تترمي في الشارع.


كاد (مظهر) أن يرحل لكن هجم عليه (نبيل) بحدة و أمسكه من تلابيبه و صاح صارخًا:

-أنا هوديك في ستين داهيه، كل الجوابات و المكالمات إللي كانت بينا معايا هسلمها للشرطة و هحبسك.


رد ساخرًا:

-ده على أساس إنك مش مشترك معايا في الجرايم دي، يا جدع ده إنت كفاية إنك كنت بتنفذ بالحرف يا نبيل، نزل إيدك عيب.


لكمه (نبيل) بقوة، ثم لكمه مرة أخرى ثم مرةً أخرى.


أخذ يسقط عليه بالضربات و اللكمات حتى أمسك الزُهرية  وكاد يفعلها و يضربه بها لكن تفادها (مظهر) حينما أمسكها و ركله بقوة في بطنه مما أدى إلى فقدانه توازنه، تعثرت قدمه في طرف السجادة، فاندفع نحو الطاولة، و اصطدم بحافتها الحادة، بعد ذلك صُبغت ملابسه بلون الدماء.


جُحظت عين (مظهر) وأخذ العرق يتصبب من وجه بشدة،القى نظرة عليه فوجده مازال يتنفس، فأمسك هاتفه لكي يتصل بالإسعاف و الإنقاذ، لكنه تراجع خوفًا من أن يموت و يُتهم بقتله _خصوصًا _ مع الأوراق التي تُثبت تنازل (نبيل) على أمواله وأملاكه له، فقرر أن يُمزق تلك الأوراك و يُغادر و كأن شيئًا لم يكن، لكنه نسي شيئًا مهم، وهو الأوراق التي أعدها لتقسيم الأموال، التي رفض (نبيل) توقيعها في البداية.


لم يُلاحظ العينين المراقبين له كالصقر، عندما رحل هو مسرعًا، ظهر صاحب العينين الذي يراقبهما من البداية منذ الجلسة الأولى بينهما و شاهدًا على أفعال الأثنين (سلوى) ابنته الكبرى.


تكملة الرواية من هنااااااااا


لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا





تعليقات

التنقل السريع
    close