رواية ماض لا يغتفر الفصل الرابع عشر 14 بقلم ريتاج أبو زيد ماضِ لا يٌغتفر
رواية ماض لا يغتفر الفصل الرابع عشر 14 بقلم ريتاج أبو زيد ماضِ لا يٌغتفر
ماضِ لا يٌغتفر
الفصل الرابع عشر
نزلت من أعلى حيث الطابق الثاني من المنزل بترقب شديد و يديها مرتعشتين و تنظر حولها بحذر شديد و عينين دامعتين، ثم قالت بصوت مختنق و هي تنظر إلى أوراق كانت ممسكه بها:
-أنا أسفة يا أبويا، بس إنت لازم تنقل كل حاجة بأسمي قبل ما تموت، أنا كنت عارفة كل حاجة بتعملها مع الكلب مظهر، عارفة كل حاجة من البداية، وكنت مستنية اللحظة إللي هواجهك فيها و أقولك تكتب كل الفلوس إللي عملتها و سرقتها ليا، عشان مروحش أقول كل حاجة لعبير.
توقفت لبرهة تمسح دموعها ثم أكملت و هي تُخرج من حقيبتها خِتم:
-إنت إللي علمتني الأنانية، كل إللي عمله مظهر أنا هاخده على الجاهز، تخيل خالد و أدهم بينهم حرب عشان الكتكوتة الصغيرة، بس خلاص أنا أحق واحدة بكل حاجة في الدنيا، الفلوس بتخلي الناس خاضعين و خدامين تحت رجلك، وأنا هعمل كده في عبير و جوزها و وفاء الشحاته، هتسألني ليه؟.
زفرت بحدة ثم قالت ببكاء:
-عشان أمي دايمًا بتحب عبير و وفاء أكتر، دايمًا تقول إني شبهك في صفاتك و إني أنانية، و كانت فرحانة إني اتجوزت عشان كنت بضرب عبير، و إنت أب بشع و شخص بشع لكل الناس و أخواتي بيكرهوني وجوزي بيعيشني خدامة عند أهله و مش بعرف أخد حقي، بس عشان أبين إني مش أقل من حد بوهم الناس إني مبسوطة، دلوقتي هدمر عبير ووفاء زي ما مظهر عمل مع خالد و أدهم.
لم يقدر هو على الكلام، أو طلب النجدة، لم يستطيع يُقاوم ابنته التي ركضت للمطبخ لترتدي قفازًا و مريلة و مناديل منعًا لإتساخ ملابسها أو الأوراق بالدماء، وقبل أن تفعل ذلك لاحظت وجود الأوراق التي أنساها (مظهر) و وضعتها في حقيبتها.
أمسكت إبهامه وأخذت بصمته على الأوراق التي أعدتها مسبقًا لأي لحظة كهذه.
بعد أن أنتهت وضعت الأوراق بحقيبتها، وبعد ذلك أخفت أي دليل يُدين (مظهر)، وبعد ذلك أمسكت رأسه بيديها و دفعتها بقوة على الأرض، فصمتت حركة عيناه، وسكتت أنفاسه للأبد.
أمسكت رأسه ثانيةً و وضعتها على فخذيها ثم صرخت بقوة كأنها تفاجأت من موت أبيها بهذه الطريقة.
تجمع حولها الخدم و أمن حراسة البيت، و دخلت من بينهم الخادمة (فوزية) متعجبة و ملامحها تنطق بدل لسانها، بأشياء لم يفهمها أحد.
عندما رحل (مظهر) الذي لم تتسخ ملابسه ببقعة واحدة من الدماء، فكر في طريقة لكي يبعد عنه الشُبهات، فقرر أتهام (أدهم) بأنه القاتل، والسبب موجود، وهو أن (نبيل) أخذ منه نصف ما يملك، فقرر الأنتقام منه، ففعل هذا.
صاح بأعلى صوته في نفس الرجل الذي جلب له الأوراق من قبل لتوقيع (نبيل)، وقال له على ما يريده، فرد عليه الآخر:
-خلاص هنخلي كل الناس إللي شغالة هنا تشهد إنك مشيت من بدري، وهتصل بالشرطة و أقول إننا شاكين إنها جريمة قتل، و إللي ارتكابها أدهم جوز بنته.
جاءت الشرطة بعد ما نفذ (مظهر) خطته مع الرجل، صُدمت (سلوى) من تفكيره و خطته و ابتسمت بخبث و غلٍ دفين، انتهت الشرطة من التحقيق معها، وشهدت لصالح (مظهر) و قالت:
-أيوه أنا عندي شك إن ممكن يكون إللي عمل كده أدهم،أنا كنت واقفه في المطبخ حتى المريلة الطبيخ لسه عليا، وسمعت صوت تكسير، بس مخرجتش علطول كنت فاكرة إنه الكلب بتاع ابويا، و بعد كده، مسمعتش صوت تاني عشان المطبخ بعيد عن مكان أبويا، بس أنا مشوفتش حاجة ولا سمعت صوت غير تكسير، و أتضح لي إن صوت التكسير كان المزهرية، بس انا مشوفتش أدهم ولا حد.
-متقلقيش يا مدام لو دي جريمة قتل هنجيب حق أبوكي.
ورحل بعد ذلك إلى بيت (أدهم) لكي يأخذوه من بين أسرته.
-أستاذ أدهم، كل الناس شهدت ضدك، حتى صاحبك مظهر قال إنك قلت قبل كده قدامه إنه شخص غدّار و منافق و عايز تنتقم منه بسبب الفلوس إللي اخدها منك.
أردف بإنكسار و نبرة مبحوحة متحشرجة:
-والله العظيم أنا مقدرش أعمل كده، أنا أقتل حمايا إزاي يعني، أنا كنت في شغلي بعد كده اشتريت شوية حاجات لعيالي و مراتي ورجعت البيت.
رد عليه بجمود:
-عندك أي دليل يثبت إنك برئ.
-ما الدليل إني مروحتش عنده البيت و كنت في وقت ده في السوبر ماركت، هو حضرتك ليه بتقول إنه اتقتل ما ممكن يكون وقع عادي و مات.
-وبالنسبة للزُهرية إللي اتكسرت وقعت إزاي و المكان إللي كان باين أنه مكانه عركة و مكركب وكل الناس شاهدة أنك كنت بتفكر تقتله، بس إنت ذكي أوي مفيش ولا دليل و لا بصمات، عشان كده عقبال ما نثبت مين القاتل هتفضل على ذمة التحقيق.
بعد ثلاث أيام من يوم الوفاة.
دُفن (نبيل) في قِنا حيث مقر مقابر العائلة، بعد العزاء أجتمعوه بناته في مكتب المحامي الخاص بأوراق و إدارة أعمال العائلة حتى يُقسم بينهن الميراث.
بما إن تنازل (صبحي) و(خالد) لـ(نبيل) عن حصتهم في الميراث، كان من المفترض أن يُقسم بين الثلاث فتايات، لكن (سلوى) فاجأتهم عندما أخرجت الورقة التي تُرجع جميع الأملاك و الأراضي والبيوت و الأموال لها هي فقط.
قالت (عبير) وهي تضيق عينيها و ينكمش ما بين حاجبها:
-أبويا عمره ما قال حاجة زي دي لواحدة فينا يا سلوى، ليه أصلا يعمل كده؟.
عقب المحامي هو الآخر عاقدًا ما بين حاجبيه بتفاجأ:
-أنا مش عارف حاجة عن الورقة إللي بتتكلمي عليها.
زفرت هي ثم ردت بنبرة مستاءة :
-أبويا قالي متعرفيش أخواتك بحاجة، وأنا سمعت الكلام، هو قالي أنا عايز أعمل زي ما أبويا عمل، أخلي أملاكي و فلوسي مع أعقل حد.
تنهدت ثم أردفت بتكبر وهي تدحرج عينيها بين (عبير) و (وفاة) باستحقار:
-أظن يعني مفيش أعقل مني، مش هيسلم أملاكه للدلوعة الصغيرة مرات المليونير النصاب صاحب شركة الأدوية الفاسدة و اللقب الجديد القاتل، و لا حتى هيسلمها لوفاء إللي جوزها ميت و أخواته طردوها من البيت، و بتشحت اللقمة لأبنها و بتبات في الشوارع.
نهضت (عبير) بانفعال ثم قالت بشموخ وهي ترمقها بحدة:
-إنت على أخر الزمن تقولي على جوزي أدهم القماش نصاب؟.
وقفت أمامها (سلوى) وقالت باستعلاء:
-أدهم القماش النصاب قتل أبوكي.
ردت بانفعال وهي ترفع سبابتها في وجهها:
-أدهم عمره ما يعمل كده و زي ما اتظلم قبل كده في قضية الأدوية و في الأخر ربنا نصره هيحصل كده المرة دي، كفاية حقد و أنانية عشان إنت ولا حاجة أصلًا.
نظرت (سلوى) إلى المحامي الذي كان يحاول التهدئة بينهم، ثم إلى شقيقتها الواقفة ترفع سبابتها في وجهها بحدة، وإلى الأخرى التي كانت واقفة بانكسار ثم قالت:
-على أخر الزمن الشحاتة و مرات القاتل النصاب هيرفعه صوباعهم قدامي و هيعلوا صوتهم عليا.
رمقتهم باستعلاء وتكبر ثم ابتسمت باستفزاز و قالت:
-متخافيش بما إنك إنت أرملة و التانية هتترمل قريب بإعدام القاتل جوزها، هبعتلكم مصروفكم كل شهر عشان معاكم أطفال.
اقتربت منها (عبير) بثقة، وقالت لها بحدة وصرامة، وهي تحدق فيها بجمود كأن عينيها تبثان شررًا:
-عبير مرات أدهم القماش مبتستناش مصروف من حد يا سلوى، ولو إنت أخر واحدة في الدنيا عمري ما أتذل ليكي لو أنا و عيالي هنموت من الجوع، و جوزي هيطلع و هتشوفي.
ثم غادرت من مكتب المحامي و خلفها (وفاء)، قالت (عبير) بنبرة حازمة:
-خلاص أنا هرجع تاني القاهرة مش عايزة ورث ولا حاجة مع إن نص فلوس جوزي معاها، بس في داهية، أدهم أهم و لازم يطلع مش هضيع وقتي مع أنانية زيها.
بعد مرور أسبوعين من يوم الوفاة.
أخذت التحقيقات وقتٍ طويل _خصوصًا _ مع عدم وجود بصمات على الجثة نهائيًا أو أي دليل.
لكن في النهاية أثبتت براءته بشهادة مدير الماركت الذي أبتاع منه بعض الطلبات لمنزله ومع عدم وجود بصمات أو دليل واضح ضده.
في يوم إطلاق سراحه و في مكانٍ آخر.
طلبت (سلوى) من (مظهر) أن تقابله لأنها تريد منه شيئا مهم، و دعته إلى بيت والدها في القاهرة، في البداية استنكر الموضوع و لكن مع الحاحها الشديد قرر الذهاب إليها.
أجلسته في مكتب والدها في ذلك المنزل، وظلت صامتة باسمة الوجه وتحدق فيه بنظرات ارعبته، فقال لها بثبات:
-يا مدام سلوى حضرتك قولتي عايزة نتقابل في بيت أبوكي و أنا جيت، بس إنت مش عايزة تتكلمي.
-إنت مستعجل ليه كده، عايزني أدخل في الموضوع دوغري.
رد عليها بحنق و هو ينتقي سيجارًا ويشعلها بقداحته:
-أتمنى.
مالت بجسدها للأمام وقالت بطريقة رسمية بصوت منخفض:
-عايزة أكمل إللي أبويا كان بيعمله.
تبدلت ملامحة من ثبات إلى توتر، ابتلع ريقه ثم دفن سيجارة في المرمدة وقال:
-هو أبوكي كان بيعمل إيه.
أسندت ظهرها باسترخاء و ابتسمت بملامح باردة:
-متقلقش كده، أنا عارفة كل حاجة عملتها مع أبويا، من أول ما جيت ساعة عزا أمي أول مرة، لغاية ما روحت تقتله و تاخد منه كل فلوسه و تضحك عليه.
أخذ حبات العرق تتصبب من جبينه ثم قال بنبرة مرتجفة:
-إنت إزاي تعرفي كل حاجة و ساكته، مين قالك هو؟، وإزاي كل حاجة منقولة بأسمك.
قصت له ما حدث عندما رحل وترك والدها حيث إنها أعدت الورق لوقت طارئ مثل هذا، و مسحت جميع البصمات التي ترجع إلى (مظهر)، أرتدت مريلة الطبخ و القفاز، و اتنهت من فعل كل شيء، لكنها لم تحكي له عن الورق الذي أنساه و أخذته هي، وأيضًا لم تحكي أنها كانت بإمكانها إنقاذ والدها، لكنها فضلت قتله.
ثم قالت توضح له كيف عرفت بكل ما حدث بينهم من البداية:
انا سمعت كل حاجة لما أنت جيت أول مرة، بس طبعا انا عندي بيت و رجعته، عشان كده زرعت ليا عين في البيت عند ابويا عشان أعرف كل حاجة انت عايز تعملها.
ارتسمت على وجهها السعادة كأنها فازت في الأولمبياد ثم اردفت:
-دلوقتي إنت دمرتهم فعلا يا مظهر برافو، خالد في السجن للمرة التانية و أدهم حالته زفت و كان على وشك الإعدام.
اطلقت تنهيدة قوية ثم وضعت رجل فوق الأخرى بغرور و أكملت تحت نظرات الصدمة الصادرة من (مظهر):
-إيه رأيك نعمل خطة حلوة مع بعض نطلع كلنا كسبانين.
-أنا مش فاهم إنت بتعملي كده ليه، إيه هدفك؟.
-نفس هدف أبويا، أبويا عمل كده عشان طماع، بالرغم من أن هو أقنع جدي ينقل كل أملاكه بأسمه، و ذل عمي كتير أوي لغاية ما كتبله كام حاجة، و فاكر نفسه كده انه بيفضل على أخوه الشحات و معيشه حياة كريمة هو مراته و ابنه، أنا عايزة اعمل كده مع أخواتي.
انتقى سيجارة أخرى أشعلها و أخذ يدخل هوائها بين رئتيه ثم نفثه وقال برضا:
-قولي الخطة، أنا معاكي.
حمحمت بطريقة رسمية ثم قالت بالأسلوب نفسه:
-هننصب على أدهم، هتقولوا يكون شريك في شركة مع واحد مهم جدا و أمين، بس عايز فلوس شوية، و إنت صاحبه و تقدر تقنعه، و طبعا إحنا هنخطط كل حاجة و نجيب ناس تنفذ و كل حاجة هنتفق عليها بس أسمع رأيك.
صمتت تترقب تعابير وجهه ثم أكملت:
-و أنا هخلي الشركة إللي شغال فيها ترفضه و هو ساعتها هيكون محتاج لأي حاجة، بس إنت هتظهر على حقيقتك لأنك هتمضيه على الورق و إللي هينقل بقيت املاكه و فلوسه ليك، و ساعتها كده هتكون خلصت من الصداقة بينك و بينه و في نفس الوقت معاك حاجات كتير أوي، و منها الڤِلة إللي كنت عايش فيها بصفتك خدام، ڤِلة محمد القماش لإن هناخد كل حاجة بغرض الشراكة، و كسرت عين أدهم العمر كله، و أنا مش هخليه يشتغل في أي شركة من الشركات خالص، هخليه قاعد جنب مراته، وإنت تكون طلعت بالفلوس بدل ما إنت معندكش حاجة كده.
لمعت عيناه بشر ثم قال بانبهار من تفكيرها:
-إنت طلعتي أذكى من أبوكي، كنت فين من زمان بجد، تسلم أفكارك، بس إنت عارفة هتنفذي ازاي؟.
ردت بثقة وهي ترفع حاجبها الأيسر:
-أكيد مليون في الميه انا أذكى، انا هجهز كل حاجة،عليك إنت بس تقنعه، بالشراكة في الشركة.
-تفتكري أدهم هيوافق خصوصًا إنه بيحب يتأكد من كل حاجة بنفسه الأول و بيسأل كتير.
-أنا عاملة حساب كل حاجة متقلقش، الموضوع هياخد وقت بس كله على الله.
نفذت (سلوى) خطتها بعناية،وبعد فترة طويلة وشهور عديدة، ظل (أدهم) عاطلاً عن العمل بسبب (سلوى) التي أساءت إلى سمعته بشكل متزايد، و قدمت شكوى في الشركة التي كان يعمل بها، أدى في النهاية إلى فصله من الوظيفة.
نجح (مظهر) بإقناعه في الشراكة في تلك الشركة، على الرغم من إنه رفض ذلك رفضًا قاطعًا من البداية لأنه لا يملك المال الكافي و حتى يُدبر المال سيضطر إلى بيع ڤِلة والده و أشياء عديدة، لكن في النهاية و بعد محولات عديدة و مريرة وافق.
ظلت (عبير) غاصبة منه لانها لم تثق في (مظهر) بتًا، و الثقة شرعت تقل مع كل موقف و كل يوم.
قال (أدهم) بطبعه البرئ الحنون كالعادة يسترضيها:
-والله يا عبير مش قدامي حل تاني، انا داخل في السنة من غير شغل، خليني أروح أبيع الحاجة و أكون شريك في الشركة، إنت عارفة إني شاطر و بحب شغلي جدا و هنجح إن شاء الله.
-أنا مش بحب مظهر، بجد مش واثقة فيه يا أدهم، ومش عايزة أبيع ڤِلة أبوك، أنا بحبها أوي و هزعل عليها.
أقترب منها يضع يديه على رأسها و يحسس على شعرها برفق ثم قال:
-مفيش حل غير كده قدامي، أنا رفضت الاول بس إنت شايفة إحنا عندنا أولاد و مسؤولية و لازم نأمن مستقبلهم، عيالنا بيكبروا يا عبير.
أطلقت تنهيدة بثقل ثم قالت:
-اعمل إللي يريحك يا أدهم، أنا معاك في أي حاجة، بس الفلوس إللي في حساب رحيم و جميلة متخدهاش، فلوس العيال لأ يا أدهم.
مرت أيام أخرى و شهور كثيرة و (مظهر) يضع الخطط هو و شريكته الجديدة حتى يقبل (أدهم) بالشراكة و تنفذ بقيت خططهم، في النهاية حدث ما أرادوا.
تدمر (أدهم) أمسى ليس لديه شيء، لا يملك شيء، أملاكه، أمواله، عائلته، بيت عائلته، نفسه، ضحكته الساحرة، ثباته، هدوئه، حياته، كل ما كان يملكه تبخر.
الصدمة الكبرى في صديق كان يعامله بالحُسنة، صديق كان أخ بالنسبة له، غدر بشع من شخص حقير كان في يوم أعزَّ ما نملك في الحياة.
شعور بالخذلان والتوهان والصدمة، اجتمعت المشاعر الثلاثة الأسوء في شخص حنون رقيق الصفات، من شخص لا يعرف للحنية طريق ، ناكر للجميل، خائن، كذّاب يحمل صفات إبليس.
بُهتت ملامحه ضاعت أحلامه و حياته لم يتبقى له سوى بيته بالمعادي تلك الشقة الجديدة التي سجلها باسم زوجته.
الصدمة سيطرت على حياته وعلى حياة من حوله، ابنته الصغيرة الذي كان يحملها بحنان و يضمها إلى صدرة و يهدهدها حتى تنام وبيدل لها ملابسها و حفاضتها أمسى يختنق من صوت بكاءها و يرفع صوته على طفلة تخطت عامها الأول من شهور قريبة.
نفس التصرفات يفعلها مع زوجته و أبنه الأكبر، تحول من شخص إلى آخر، لم تقبل به شركة للعمل بها، لم يستطيع العجز هكذا، و قرر العمل بأي شيء، لكنه فشل في ذلك.
مرت الأيام و الشهور و السنوات، و في كل يوم يفقد جزءاً من روحه و الخير الذي في قلبه، يتبدل بالشر و الغل و الحقد.
و ظلت الأيام تبدله هكذا و كل يوم صدمة جديدة، وكل يوم يحاول أن ينتصر فيه على (مظهر) و يفشل في ذلك،حاول إثبات دليل ضد صديقه المنافق لكنه فشل في ذلك،قرر تدميره لكنه في هذه الحرب خسر روحه.
عندما خرج (خالد) قرر أن لا يعترف بأي شيء قديم حدث أو اعترف به (مظهر) قرر أن يهجر حياته القديمة و يبدأ من جديد.
توفى (صبحي) و (إيمان)، و ترك له والده بعض المال الذي جمعه في حياته وكان كفيل ليبدأ فيها (خالد) حياته بعيدًا عن حياته القديمة و عن حبه الأوحد، لكنه أقسم إنه لن يتزوج بأي فتاة، إن لم تكن هي فلا غيرها.
(مظهر) فتح مشروع بأموال (أدهم) و أبتاع لنفسه ڤِلة كبيرة و عاش حياته يستمتع بدمار أصدقائه.
أما (سلوى) فقد أختفت من حياتهم بعد ما أذلتهم بمالها و حياتها الخالية من المشاكل و الضغوطات.
و عن (أدهم) لم تتبدل صفاته من حنونه إلى غليظة فقط بل أخلاقه أيضًا، صادق النساء و تعرف على أصحاب السوء، شرب الخمر، يعنف زوجته و أولاده، أخذ يلهو كأنه واحد آخر غير (أدهم القماش)، ولكن حتى هذا الذي وصل له (أدهم) كان بمؤامرة من (مظهر) حيث إنه اتفق مع أشخاص طالحين، لينقلوا العدوى إليه ويصبح مثلهم، ومع ضعفه وقلة حيلته انحرف عن الطريق الصحيح ليصبح مغيب بالخمر،غرق في بحر لا رجعة منه.
حتى جاء اليوم و قرر (رحيم) أن يرفع قضية طلاق حتى يخلص أمه من عذاب والده، وبالفعل انفصلا، و بقي هو وحيدًا، لقد أصبح (أدهم) حقًا وحيدًا،وانتصر عليه الشر.
كان يعتقد أن الخير دائمًا ينتصر كما في الأفلام والروايات، كان ينتظر نهاية سعيدة لحياته، معجزة الإلهية تُخرجه من حالته ويرجع كما كان من قبل، لكن زمن المعجزات قد انتهى، وانتصر الشر عليه حقًا أمام براءة قلبه.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق