رواية انتى عشقى الوحيد الفصل الثاني والثلاثون والثالث والثلاثون الجزء الاول بقلم فاطمه حمدى
رواية انتى عشقى الوحيد الفصل الثاني والثلاثون والثالث والثلاثون الجزء الاول بقلم فاطمه حمدى
الفصـــل الثاني والثلاثون والثالث والثلاثون الجزء الأول
إتسعت عين هنا علي وسعهما ، غير مُصدقه ما قاله زوجها ، ظلت محدقه به بصدمه ، فقال تامر بمزاح:
- ايه يا هنا في ايه !
رمشت بعينيها عدة مرات لتقول :
- أنا كنت حامل !! طب ازاي
تنهد تامر قائلا بهدوء: زي الناس يا هنا ، بس للأسف الجنين نزل بسبب الأدويه الي كنتي بتاخديها
عبس وجهها وتجهمت ملامحها لتقول بتساؤل: أنا مش فاهمه حاجه خالص
عدل تامر من الوساده الموضوع بجانبها ، ليساعدها علي النهوض ومن ثم وضع الوساده خلف ظهرها ، ليسندها عليها ليقترب منها ويقول بتساؤل :
- قوليلي يا هنا ، اشمعنا رحتي للدكتوره دي بالذات ؟ ومين قالت عليها ؟؟
شردت هنا قليلاً ، لتتذكر الذي حدث معها ، فقالت بخفوت ونبره خائفه: مريم
رفع تامر حاجبه قائلا بجديه: لا مش مريم يا هنا قوليلي الحقيقه ومتكذبيش عليا
إزدردت ريقها بتوتر ، ثم تابعت قائله بتلعثم: ط طب هتزعقلي ؟
حرك تامر رأسه نافياً ، ثم قال ناظرا ً في عينيها:
- لا يا هنا متخافيش
تنهدت بارتياح ثم قالت بجديه:
هو ساعتها لما عدي وقت طويل وأنا مبقتش حامل قلقت وقولت لمريم ساعتها اني لازم اروح لدكتور فبعد كده ، هي سمعتنا واحنا بنتكلم عشان كان الباب مفتوح ، وساعتها لقتها قالتلي أنا أعرف دكتوره شاطره وكويسه أوي ، وهتخليكي تحملي فصدقتها ورحنا ليها انا ومريم وقالتلي اني مستحيل اخلف لكن هكتبلك علي علاج يمكن يعمل حاجه بس هو ده كل الي حصل والله
تنهد تامر بعمق وقال بعتاب :
- عشان بعد كده لما أقولك علي أي حاجه تسمعيها يا هنا ، عارفه الدكتوره دي عملت ايه؟؟ أدتك علاج غلط ، علاج للناس الي مبتخلفش وأنتي بتخلفي وكويسه .. وكل ده بالاتفاق مع نجاح وبنتها
وضعت هنا يدها علي فمها واتسعت عيناها بذهول بينما أومأ تامر برأسه قائلا:
اه يا هنا شوفتي قلة سمعانك الكلام ، وكمان النهارده لحقتك في الوقت المناسب عارفه الواد ده كان هيعمل فيكي ايه ؟؟
نظرت له هنا منتظره ما سيقوله ، حتي قال تامر بغضب : كان عايز يغتصبك يا هنا !!
فغرت شفاها بذهول تام ، وتجمعت العبرات في عينيها وقد شعرت بقلبها يخفق بألم لتقول بصوت باكي متألم:
يـ يغتصبني !!
أومأ تامر رأسه وقال بحزن: أيوه يا هنا وأنا لحقتك في الوقت المناسب ، كانت عايزه تحرق قلبي عليكي
إبتلعت تلك الغصه المريره بحلقها ، وتركت لدموعها المجال أن تنساب بغزاره، لتتعالي شهاقتها ، فيما حاوطها تامر بذراعيه وربت علي ظهرها بحنان بالغ وقال :
بس يا هنا متبكيش ، الحمدلله كل حاجه هتبقي كويسه وهنخلف يا هنا ، متزعليش ياحبيبتي ربنا حفظك ليا وحماكي منهم
تحدثت هنا من بين بكائها قائله :
- أنا عملتلهم ايه ! بيكرهوني ليه كده ، أنا عمري ما أذيت حد يا تامر ليه كل الناس مش بتحبني حتي بابا ، ليه كل الناس بتقسي عليا ، .. ثم صمتت لترفع وجهها إليه وتنظر له بعينيها الباكيه لتقول بألم: هو أنا وحشه اوي كده ؟
إبتسم لها ورفع أنامله ليمسح لها دموعها بحنان وقال :
أنتي أحسن حد في الدنيا دي كلها مفيش زي قلبك أبدا يا هنا ، أنتي روحي والنفس الي بتنفسه ، أنتي حياتي يا هنا وبعدين أي حد بيشوفك بيحبك علي طول لكن الاتنين دول أصلا مبيحبوش حد مش أنتي بس ياحبيبي ، وبعدين كفايه عياط بقا عيونك هتوجعك كده
إبتسمت له ثم قالت بنبره عاشقه:
- مفيش حد بيحبيني غيرك ، أنت أغلي حاجه عندي في الدنيا دي كلها
تنهد تامر بعمق وإقترب ليقبل جبينها قبله مطوله ثم ابتعد قائلا بهمس:
- بحبك أوي يا هنا
رمقته بنظرات شغوفه وقالت هامسه:
- وأنا بموت فيك
غمز لها قائلا بمزاح: لا ما أنا كده هتهور بصراحه
ضحكت بتلقائيه ثم إحتضنته بشده متنهده بعمق وأغلقت عينيها لتستنشق رائحته التي تنعش قلبها ،
ظل الأثنان في هذا العناق لدقائق ، ثم قالت هنا وهي تبتعد عنه قليلاً: تامر هو أنت عرفت ازاي بالي حصل وجيت وأنقذتني ؟
تامر بهدوء: أنا كنت شغال عادي خالص وفجأه لقيت جالي تلفيون رديت لقيتها ندي مرات عمرو ، وقالتلي إنها سمعت نجاح بتتكلم وتتفق مع حد في التلفون علي كده ، وكمان سمعتها وهي بتقول هتخلي زينه تخبط عليكي عشان تخرجي بره الشقه ، وقالتلي ألحقك بسرعه.، وأنا رميت كل الي في ايدي وطلعت اجري وأنا مش شايف قدامي
أغلقت هنا عيناها وقالت بخفوت: الحمدلله إنك جيت ياتامر ولحقتني ، ثم تابعت قائله بتساؤل: هو أنا مش هروح بقا
نهض تامر وهو يقول: هروح أشوف الدكتور يا هنا هيقول ايه
هتفت هنا سريعا وقالت: لا خليك معايا متسبنيش
إبتسم لها ليقول بمزاح: أسيبك ده ايه ده أنا هلزق فيكي بعد كده ، بس أشوف الدكتور وأجيلك علي طول ماشي ؟
أومأت برأسها وهي تبتسم له في حين أطلق لها قبله في الهواء وخرج سريعاً من الغرفه ، بينما ظلت هنا مبتسمه بحب ..❤
جلست نهي قبالة والدتها بعد أن آتيت من المستشفي ، وإكتشفت أنها حامل بالشهر الثالث ، أصدمها هذا الخبر وجعل الدموع تنهمر من عينيها لتبكبي بمراره ، فهي بغضت هذه الحياه التي بينها وبين زوجها بغضت حالها معه ، كانت لا تود أن تنجب منه ، ولكن ها هي الآن تحمل إبنهما في أحشائها ، ولم تشعر بهذه الفرحه مثل أي إمرأه عندما تكتشف أنها حامل ، لا تشعر هي سوي بتمزق في قلبها وألماً وندماً علي إختيارها ...
تحدثت تحيه وهي تقول:
- هتعملي ايه دلوقتي لازم تبلغي جوزك !
حركت نهي رأسها نافيه وقالت بغضب: ولا هيعرف حاجه والي في بطني ده أنا هنزله وعليا وعلي أعدائي
لطمت تحيه علي صدرها لتقول بصدمه:
يالهوي أنتي اتجننتي يابت عايزه تموتي ابنك بايدك !!
صرت نهي علي أسنانها قائله:
اه عشان هيربطني بيه وأنا مش عايزه اي حاجه تربطني بيه
تحيه: ولا ينفع أبدا الكلام ده ، وبعدين دي خلافات عاديه الي بينكم بتحصل في اي بيت متخلكيش تقتلي ابنك حرام عليكي
عقدت نهي حاجبيها لتقول بحده: ده بهدلني ومرمطني ومسح بكرامتي الأرض ، ضرب وإهانه وبقيت خدامه لأمه وتقوليلي عادي بيحصل في اي بيت !!
تنهد تحيه وقالت: يابنتي أنا عايزه مصلحتك
هبت نهي واقفه وقالت : اسكتي ياماما حرام عليكوا سبوني في حالي بقا ، ومن ثم تركتها متجهه إلي غرفتها في حين حدقت تحيه في الفراغ وقالت بجديه: ماهو لازم بعرف أن مراته حامل وأنا الي هعرفه !
جلس تامر في مكتب الطبيب وهو يقول: ينفع مراتي تخرج النهارده ؟
أومأ الطبيب برأسه قائلا بجديه:
اه عادي ، الحمدلله حالتها مستقره
تامر بتساؤل: طيب هو في فرصه للإنجاب ان مراتي تحمل تاني
الطبيب بتأكيد: طبعا ان شاء الله ، المدام معندهاش اي عيب في الإنجاب وان شاء الله ربنا يرزقكم بالذريه الصالحه
تنهد تامر بارتياح ثم قال بامتنان: شكرا ليك
الطبيب بأبتسامه: العفو
نهض تامر من مجلسه متجهاً إلي الخارج وقلبه يشكر الله ، بينما وجد أحمد مقبل عليه وهو يقول:
- ايه الاخبار ياكبير
ابتسم تامر قائلا: كله تمام
رفعت مريم حاجبيها لتقول باندهاش: أنا بقا مش فاهمه أي حاجه في أي حاجه ، ازاي هنا حامل يا تيمور
ضحك تامر قائلا: جوزك يبقي يفهمك عشان انا معنديش مراره ليكي
عقدت حاجبيها لتقول بتذمر : ممم بقا كده اوك اوك
لف أحمد ذراعه حول كتفها وقال بمزاح: متزعليش يا كرومبتي أنا هفهمك بعدين
وكزته مريم وهي تصر علي أسنانها قائله:
متقوليش يا كرومبتي
أحمد بجديه مصطنعه: شوفت أختك أهي علي الحال ده علي طول ، بقولك ايه أنا مش عايزها خلاص خدها واديني فلوسي
قهقه تامر قائلا من بين ضحكاته: لا يابابا معنديش ترجيع حلال عليك
عقدت مريم حاجبيها لتقول بغضب: ايه ده أنتوا بتتعازموا عليا اخص عليكم اخص
ضحك تامر وقال: طب أسيبكم أنا بقا تتخانقوا شويه مع بعض سلام
هتف احمد سريعاً وقال: هديت النفوس وماشي صح
أومأ تامر برأسه قائلا بمزاح: صح الصح سلام بقا ،، ثم دلف إلي غرفة زوجته مره أخري وما ان رأته حتي قالت بتساؤل : بتضحك علي ايه يا تيمو
تامر بابتسامه: علي مريم وأحمد دول مجانين وربنا
ضحكت هنا قائله: لايقين علي بعض أوي
غمز لها قائلا: واحنا كمان صح ؟
أومأت برأسها قائله بخجل : أيوه
إقترب منها قائلا: طب يلا عشان نخرج بقا الدكتور قال ينفع تخرجي
إتسعت إبتسامتها قائله: بجد ، طب الحمدلله
ساعدها تامر علي النهوض حتي وقفت علي قدميها بارهاق شديد بينما عدل تامر من ملابسها وحجابها ثم طبع قبله علي وجنتها بهدوء وقال هامساً: والله قمر
إبتسمت له لتقول بخفوت: قمر ايه يا تيمو ، أنت بتضحك عليا
نظر تامر إلي عينيها البندقيه ليقول بحب صادق: والله أحلي واحده في الدنيا يانونتي في عيني أنا
أمسكت يده وقالت مبتسمه: ربنا يخليك ليا يا تيمو ياحبيبي
مسح علي كف يدها الصغير ثم ضغط عليه برفق وقال : طب يلا ياحبيب تيمو ، عشان نروح
سارت معه وهي تستند عليه ، حتي خرج بها من الغرفه فحقا هو دائما نعم السند لها ، منذ أن تقدم لخطبتها وهو مصدر الحمايه والأمان بالنسبه لها..... ومن ثم توجهوا جميعا إلي خارج المستشفي متجهين إلي المنزل ....
عاد تامر إلي منزله بصحبه زوجته بعد أن ودع شقيقته وزوجها ، ثم صعدا إلي الشقه ودلفا وأغلق الباب خلفه وما ان دلف حتي حمل زوجته بين يديه وسار بها إلي غرفة النوم وهو يتغزل بها ، حتي توردت وجنتيها خجلا منه ، بينما وضعها هو علي الفراش برفق وجلس جوارها فيما قال بابتسامه:
- محتاجه حاجه يا هنا ، نفسك في اي حاجه ؟
صمتت هنا لبرهه ومن ثم أومأت برأسها ، فقال بهدوء: نفسك في ايه
إبتلعت ريقها لتقول بتوتر وإرتباك: آآ عاوزه أدخل الجامعه يا تيمو
تجهمت قسمات وجهه وعض علي شفتاه السفلي بغيظ وقال بعصبيه خفيفه:
- مفيش علي لسانك غير الجامعه الجامعه ارحميني بقا يا هنا وياريت تنسي الموضوع ده
زفرت هنا بضيق وتابعت قائله بحنق:
- أنت قولتلي هتفكر ، الله يخليك وافق يا تامر عشان خاطري
صر علي أسنانه بغضب وقال : لا يا هنا معلش أي حاجه عايزاه غير الموضوع ده هعملهالك إنما جامعه لاء ، معلش أنا بخاف عليكي ومش هبقي مطمن خالص لما تروحي الجامعه
لم تجد حديث ترد به عليه ففضلت أن تصمت ، وأشاحت بوجهها بعيدا عنه ، حتي قال بإنفعال: بصيلي يا هنا
عاندت هنا معه وظلت كما هي بينما أمسك فكها وأدار وجهها ليديره في إتجاه وجهه ثم قال بعصبيه: لما أكلمك تردي عليا يا هنا متنرفزنيش
تحدثت بخفوت وقد أدمعت عينيها: مخصماك أنا ، مش عايزه أكلمك ، عشان أنت مفيش أي حاجه بتخليني أعملها ديما تقولي لا علي أي حاجه وأنا بجد زعلانه منك وخليك في حالك بقا ها
ضحك رغما عنه علي برائتها ثم قال بهدوء: ياحبيبتي بخاف عليكي والله ، هو أنا يعني ليا غيرك يا نونتي
هنا باصرار: طب خليني أكمل والنبي عشان خاطري
أغلق عيناه وأعاد فتحها سريعا وقال: هنا ، بكره ان شاء الله هتبقي أم و....
قاطعته وهي تضع يدها علي فمه قائله: أنا هوفق بين الدراسه والبيت ولو لقيت اني قصرت ساعتها ابقي قعدني وأنا مش هعترض ، عشان خاطري وافق بقا
أزاح يدها برفق ليقول بجديه: يعني مصممه صح
أومأت برأسها قائله: اه بس طبعا بعد إذنك
رفع تامر أحد حاجبيه قائلا: ممم ثبتيني يا هنا ثبتي
هنا بنفاذ صبر: ها ايه رايك طيب
صمت لبرهه ثم تابع قائلا: موافق
لم تصدق ما قاله فقالت بذهول: ايه ؟
عقد حاجبيه قائلا: اغير رأي ؟؟
ضحكت بسعاده وعانقته بشده ، دافنه رأسها في صدره لتقول بحب: حبيبي ، شكرا أوي
بادلها العناق ليقول مبتسما: بس إعملي حسابك لو مسمعتيش كلامي في كل الي هقولك عليه هتعدي فورا وبدون نقاش تمام ؟
تحدثت بسعاده وهي تقول: تمام أوي
في اليوم التالي بعد مرور عدة ساعات كانت نجاح ترتب حاجتها تجهيزا للرحيل من هذا البيت وهي تسب وتلعن في إبن شقيقتها ، فها هي الآن سترحل تاركه له كل شئ وكانت تود أن تأخذ منه كل شئ ولكنها لم تنال منه شيئا لطالما لم يكن لها حقا فيه ، ولكن هل ستستسلم بسهوله ,؟!
في ثوان لمعت عينيها بمكر حينما خطرت ببالها فكره شيطانيه فعزمت في تنفيذها في الحال ، حيث تيقنت أن تامر قد ذهب إلي عمله وأن إبنتها نائمه ، فتوجهت إلي المطبخ ووقفت تُعد أحد أصناف الحلوي حتي تقدمه هديه لتلك البريئه التي بداخل منزلها ، كنوع من أنواع الإعتذار ، بينما وهي تعد الحلوي تحدثت قائله بشر :
- مفيش حل غير إني أموتك وأمحيكي من علي وش الدنيا ولا من شاف ولا من دري !
وبينما أخرجت من أحد أدراج الطاوله الخاصه بالمطبخ ، زجاجه صغيره بها سم قاتل ثم قطرت بها في هذه الحلوي وأغلقتها ووضعتها كما كانت ثم أكملت فعل الحلوي وبعد ما يقارب النصف ساعه كانت قد إنتهت ثم أخذت الصحن وتوجهت إلي الخارج وفي حين نادت علي زينه التي كانت تلعب كعادتها كي تطرق الباب وتقف هي علي بعد تنتظر هنا تفتح الباب ..........
الفصـــل الثالث والثلاثون
"الأخير - الجزء الأول"
طرقت الصغيرة زينه الباب، وإنتظرت قليلاً أمام الباب وهي تمسك بصحن الحلوي ، بينما نهض تامر عن الفراش ، وقد ظنت نجاح أنه ذهب إلي عمله لكنه أراد أن يأخذ راحه في هذا اليوم بناءاً علي إلحاح زوجته، توجه إلي الباب وفتحه فوجد الصغيره تبتسم له ببراءه ، وكعادته إنحني لها ليقول بابتسامه: صباح الورد يا زوز ، عامله ايه ياحبيبي
إبتسمت زينه باتساع وقالت:
- الحمدلله يا عمو تامر ، خد الحلويات دي بتاعة هنا
عقد تامر حاجبيه وهو ينظر إلي الصحن بإستغراب ليقول بتساؤل: جبتيها منين دي يا زينه ؟؟
رمشت زينه بعينيها عدة مرات لتقول بارتباك: ماما عملتها لهنا
شعر تامر بعدم الإرتياح ، فقال بهدوء: يعني ماما هي الي عملت وقالتلك إديه لهنا ؟
زينه ببراءه: لا تيته هي الي قالتلي خبطي علي الباب وإديه لهنا وقوللها إن ماما بعتالك ده
صر تامر علي أسنانه بغضب بينما كانت نجاح واقفه علي باب منزلها فتسمرت مكانها حين قالت له زينه ما قالته لها ، رفع تامر بصره لها ليرمقها بنظرات ناريه، بينما أردفت زينه وهي تقول بإستئذان :
عمو ممكن أكل من الطبق ده
أخذه سريعاً من يديها وهو يقول بجديه: لا يا زينه ، أنا هجبلك حلويات غيره ، أصل ده بتاع تيته ولازم نرجعهولها ، ثم تقدم خطوه للأمام في إتجاه نجاح الواقفه كما هي تحدق بهما ، مد تامر يده في ٱتجاهها بصحن الحلوي وهو يقول رافعا حاجبه:
- ده ايه الكرم ده ، إتفضلي الحلويات دي كليها أنتي وبنتك ، وقسما بالله ساعه واحده بالكتير لو لقيتك هنا ، لكون مبلغ عنك في الحال أنتي وبنتك ، تخشي تلمي حاجتك بالذوق كده وتمشي وخلي بالك أنا برضو هطلع جدع معاكي المرادي ومش هعمل هوليله ! وأقول إنك حاطه حاجه في الطبق ده لمراتي !!!
إتسعت عين نجاح لتقول بنبره كاذبه:
إييه ! وأنا هحط لمراتك ايه أنا .....
قاطعها وهو يقول بصرامه: أقسم بالله لو ما خفيتي من قدامي دلوقتي من البيت ده ، لعرفك مقامك كويس وأخليكي عبره للناس كلها !!!
ولم يمهلها فرصه حيث قال موجهاً حديثه لـ زينه :
- إنزلي تحت يا زينه يلا عند ماما
أومأت الصغيره برأسها ومن ثم ركضت علي السلالم بينما رمقها تامر بنظرات قاتله وهو يقول بغضب جلي:
- عايز الي قولته ميتنفذش وشوفي أنا هعمل فيكي ايه ثم نظر لها بٱشمئزاز وبصق عليها ، ومن ثم دلف إلي شقته مغلقاً الباب خلفه وما ان دلف حتي وجد هنا مقبله عليه وهي تقول بخفوت: كنت بتعمل ايه بره
إتجه إليها وهو يقول بعصبيه: أنتي ايه الي قومك من السرير ؟
هنا بهدوء: عشان أنت إتاخرت فقومت أشوفك بتعمل ايه بره
إنفعل تامر قليلاً ثم قال متجهاً إليها ناظرا في عينيها: أما أشوف أنا كلامي هيتسمع إمتي !! وأخرتها معاكي إيه
عقدت هنا حاجبيها بإستغراب من لهجته هذه لتقول باندهاش: في ايه ، أنا عملت ايه دلوقتي
مسح تامر وجهه بكف يده ليقول بعد ذلك : خشي جوه يا هنا ومتقوميش من السرير
تنهدت هنا بضيق وتابعت قائله: ليه أنا بقيت كويسه
قبض تامر علي ذراعها ، ثم قال بجديه: قولت ميت مره كلامي يتسمع وبطلي مجادله معايا يا هنا مفهوم ولا لاء ؟؟
أدمعت عينيها علي الفور ، من هذه العصبيه الغير مفهومه منه لتقول بصوت باكي : مفهوم
أرخي قبضته عليها ومن ثم قال متنهداً: يلا خشي نامي
سارت هنا بهدوء إلي الداخل وتركت لدموعها المجال أن تنهمر سريعاً ، بينما زفر تامر بضيق وإتجه إلي الشرفه وقد أشعل أحد سجائره ، حتي يخرج بها ما في صدره من غضب ......
دلفت نجاح إلي المطبخ ووضعت الصحن علي الطاوله وهي تسب وتلعن كعادتها ، ومن ثم دلفت ٱلي المرحاض ، وفي نفس الحين إستيقظت نسمه من نومها ، بتكاسل فتوجهت خارج الغرفه لتبحث عن والدتها في إنحاء المنزل فلم تجدها ، فظنت أنها في المطبخ ، فتوجهت إليه ودلفت وما أن دلفت حتي تفاجئت بصحن الحلوي ، فتقوس فمها بإبتسامه وهي تقول: الله حلويات ، ليكي نفس تعملي حلويات واحنا هنمشي من البيت يا ماما !
فتح ذلك الصحن شهيتها ، فتناولت منه وشرعت في أكله بنهم شديد وهي تتلذذ بطعمه ، لم تكتفي بل ظلت تتناول المزيد والمزيد ،
أطفأ تامر سيجارته بعد أن هدأ قليلاً ، ثم توجه خارج الشرفه وسار في إتجاه غرفة النوم ، ودلف فوجد صغيرته نائمه ودموعها تنساب في صمت فإقترب منها وتسطح جوارها علي الفراش بهدوء ، ثم جذبها إلي أحضانه وهو يقول هامساً: بحبك وبموت فيكي وآسف حقك عليا
زادت دموعها وتعالت شهاقتها بينما قال تامر مكرراً: حبيبي آسف والله ، أنتي عارفه لما بضايق مبعرفش أسيطر علي نفسي
تحدثت من بين شهاقتها وهي تقول بصوت متقطع: بـ بس أن أنا معملتش حاجه
مسد علي شعرها بهدوء ليقول بنبره حانيه: عارف ياحبيبي ، معلش متزعليش مني
تنهدت بارتياح ، وظلت صامته في حين قال تامر مازحاً: خلاص سامحتيني ؟؟
حركت رأسها نافيه ، ثم قالت بجديه: لا ، مخصماك
ضحك قائلا من بين ضحكاته: طب أعمل ايه طيب
رفعت وجهها لتنظر له قائله بخفوت: فسحني
رفع حاجبيه باندهاش وقال: دلوقتي ؟
أومأت برأسها قائله بلا مبالاه: اه
تنهد تامر قائلا بابتسامه: طب خليها بكره ، عشان نروح نقدم في الجامعه بالمره
إتسعت إبتسامتها لتردف قائله بسعاده: بجد ؟؟
أومأ برأسه وهو يقول: بجد ، مقولتليش صحيح عايزه تدخلي كليه ايه
هتفت سريعا وهي تقول بمرح : تجاره
رفع حاجبيه ليقول مندهشاً: إشمعنا
هنا بمزاح: عشان بعد كده أمسكلك حسبات المعرض وأشتغل معاك
قهقه تامر قائلا من بين ضحكاته: ااااه ، ده أنتي طموحك عاليه أوي أوي يا هنا ، ده أنتي بتحلمي احلمي ياحبيبتي وماله
عقدت حاجبيها لتقول بتذمر: يعني مش هتشغلني معاك ؟؟
حرك رأسه نافيا ، ثم قال بجديه: لا طبعا بتهزري يا هنا
كادت أن تتحدث ولكنه قاطعها وهو يقبلها بنهم أسكتها عن الكلام فوراً .....
بعد قليل قد تناولت نسمه أكثر من نصف صحن الحلوي ، حتي شعرت بألم شديد بمعدتها وإختناق يظهر عليها رويدا رويدا ، بينما توجهت نجاح خارج المرحاض ودلفت إلي المطبخ وما ان دلفت حتي تفاجئت بإبنتها تسعل بشده والأحمرار قد ظهر علي عينيها وتحولت شفتاها إلي اللون الأزرق الداكن ، بينما لطمت نجاح علي صدرها وهي تقول بفزع: يا مصيبتي السوده ! آآ أنتي كلتي من الطبق ده
لم تعد قادره نسمه علي التحدث بينما ظلت تشير لها بيديها.محاوله الإستغاثه بأي وسيله ، وبينما أطلقت نجاح صرخه قويه وهي تمسك بإبنتها وتقول باهتياج: يالهوي يالهوووي ، يابنتي ياحبيبتي مقصدكيش أنتي لالا مش أنتي يا ناس إلحقوني إلحقوني ياخلق بنتي بتموووت
أصبح وجه نسمه شبه أسمر قاتم وشفتيها زرقاء وعينيها حمراء فما أبشع من ذلك !!! وتكون نهاية حياتها علي يد أمها ، وهنا نعرف أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ، وأن سوء الأعمال ينتهي بسوء الخاتمه ، وأن كما تدين تدان وأن رب العباد لا يرضي بهذا الظلم ، وأن لكل ظالم حسابه ونهايه وأن له عذاب في الدنيا والآخره !
صرخت نجاح بأعلي صوتها عندما وجدت جسد إبنتها يتهاوي بين يديها ، وعيناه تنغلق ببطئ شديد ، وحيث هبطت من بين يديها لتسقط أرضا بينما ركضت نجاح إلي الباب وهي تصرخ بشده ، وتلطم علي وجهها بقوه ، فتحت الباب لتهتف بنبره مذعوره وهي تقول باهتياج كالمجانين بل أشد جنون :
ياناس بـ بنتي بنتي راحت مني ألحقوني
إنتفض تامر علي أثر صراخها وتوجه إلي الباب وٱتبعته هنا ، وما ان فتح وجدها بهذه الحاله ، فنظر لها باستغراب ولكنه قد أصابه الشك فأن تكون إبنتها التي تناولت صحن الحلوي ، وبينما صعد عمرو بصحبه زوجته وهو يقول بفزع: في ايه في ايه ؟؟
ظلت تلطم علي وجهها ومن ثم أشارت إلي الداخل وعاودت النظر إلي هنا وهي تشير بيدها وتقول والشر يتطاير من عينيها: لا لا أنتي أنا كنت عاوزه أموتك أنتي مش بنتي لا مش بنتي ، أنتي الي لازم تموتي أنتي .. ومن ثم كادت أن تهجم عليها وتفترسها بيديها ولكن أسرع تامر وأمسكها بقوه ودفعها للخلف وهو يقول بإنفعال: إبعدي ، أنتي ايه شيطانه ، أعوذ بالله منك ياشيخه
وبينما كان عمرو قد دلف إلي الداخل ، ليتفاجئ بمظهر شقيقته المُلقاه علي الأرض جسد بلا روح لا تتحرك ولا حول لها ولا قوه ، لقد رحلت بلا عوده ، رحلت ضحية أم فاسده، لا تعرف معني الرحمه ولم تكن لها علاقه بها ، زرعت فيها أسوء الصفات ولم تزرع فيها خيرا علي الاطلاق ، إذا فهي ضحيه هذه الأم التي لا تستحق ذاك اللقب العظيم ......
جثي عمرو علي ركبتيه في صدمه جليه، لم يصدق أن شقيقته أصبحت جثه هامده جسد بلا روح !!
رفعها يديها ناظرا إليها بذهول حتي تجمعت العبرات في عينيه لتنزل بكثره وغزاره ليقول بصوت مختنق:
- نسمه ! نسمه قومي
هزها بذهول تام وهو يقول: نسمه !
بينما اقتربت منه نجاح وهي تقول بجنون: أنا آآ أنا الي قتلتها بايدي ، بس بس مكنتش أقصدها هي ، دي دي أنا كنت أقصد ،، كانت تشير إلي هنا بشر واضح علي ملامح وجهها ، وبينما حذب تامر زوجته خلف ظهره ليحميها من هذه الشيطانه المتجسده فقط علي هيئة إنسانه ، وبينما صرخ عمرو وهو ينظر إلي والدته بكراهيه وقال بصياح:
- منك لله ، منك لله يا ماما ربنا ينتقم منك
حركت رأسها بهستيريه لتقول بصياح : لا لا بنتي ممتتش لا هي عايشه قومي يا نسمه يابت قومي ، بص أنت صحيها وهي هترد عليك يلا يلا صحيها يا نسمه قومي
وفيما تنهد تامر بعمق وقد شعر بالاختناق في هذا المنزل ، فأخذ زوجته وإنسحب بهدوء ومن ثم أمسك بهاتفه ليهاتف الشرطه ومن ثم الإسعاف لينتهي من ذاك الكابوس إلي الأبد ........
بعد ما يقارب النصف ساعه قد آتيت الشرطه وأخذوا نجاح وهي تصرخ بإهتياج وبينما تقدم رجال الإسعاف ليحملوا جثة نسمه وسط بكاء عمرو الذي لم يتوقف حسرة علي شقيقته التي رحلت ولن تعد مره ثانيه...
ركض خلف سياره الأسعاف ليلحق بجثة شقيقته وإتبعته زوجته وهي تحتضن إبنتها وقد رحلت نجاح مع أفراد الشرطه وبقيّ تامر مع زوجته التي كانت تبكي بغزاره فيما قال تامر وهو يمسح دموعها : مالك بس يا هنا
تحدثت من بين شهاقتها وقالت : ص صعبانه عليا أوي
رفع حاجبيه وهو يقول بهدوء: الله يرحمها يا هنا ، ويولع في أمها يارب ، دي كانت تقصدك أنتي يا هنا أنا مش متخيل لو أنا مكنتش موجود كان ايه الي حصل ، صمت لبرهه ، ليعانقها بشده وهو يقول مغلقاً عيناه:
ربنا يباركلي فيكي يا هنا وميحرمنيش منك
بادلته العناق وهي تقول: ويخليك ليا يا تيمو
شدد من قبضته عليها وهو يقول هامساً: بحبك أوي
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق