رواية بنات ورد الفصل العشرون 20بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية بنات ورد الفصل العشرون 20بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
❣️بنات ورد❣️ 20
أبتلع غصة مرة نزلت في جوفه تحرقه كلماتها كانت خنجر غرسته في قلبه كصفعة ليستفيق من أحلامه
هي لن تنظر إليه ربما تغافل في غمرت مشاعره عن طريقة زواجهم وربما تناسى ماطلبته منه في ليلتهم الأولى
فترة زواج محددة حتى التقطت مسامعه باقي حديثها
-بس عمر الشهادة ماكانت مقياس للشخص بنسبالي فيه مقايس اكبر من كدة احنا مش هننكر ان الشهادة مهمه لكن مش مقياس لأخلاق وألا ثقافة فيه ناس عندهم دكتوراه لكن هتلاقي معندوش خلق وفيه ناس بسيطة
وتلاقيه مثقف وأخلاقه عالية مش معنى أن الإنسان عنده شهادة يعني إنسان كويس
عادت الدماء تتدفق في قلبه بعد أن تيبست عروقه عاد ينبض بالأمل من جديد فباقي حديثها أعطاه جرعة
سعادة وارتياح ليعاود سؤالها
-طب لو كنت بتحبيه هتوافقي؟
أسئلته بدأت تكمل لها الصوره وتضيئ زوايا الشك عندها ليصبح يقين تلك المعة التي تراها في عينه أسئلته المبطنة اليوم يضعها ضمن دائرة الحقيقه ويدفعها نحو ماتخشى لتنفض أفكارها وتبني حصونها تحفظ عقلها
وقلبها من الانسياق خلف تلك الأفكار
صمتها أثار ريبته لكنه وجدها تضحك وتعتدل تنام على ظهرها تنظر لسقف الغرفة بشرود وتقول:
-أنتِ بتفكرني بهدى يافارس دايما كانت تسألني عن الحب ورأيي في الحب
ثم أدارت رأسها نحوه وقالت بثقة
-أنا عمري ماجربت الحب طول عمري شايفاه عذاب لصاحبه حاجة مؤذية
-بس دي فكره ظالمة عن الحب والتعميم غلط ياما ناس بيحبو بعض ويعيشو سعيدين
تنهدت بألم وهي تتذكر والديها
-عندك حق يمكن أنا حكاية أمي وابويا مأثره عليا حسيت أنهم أتأذو من الحب
-بس هما كانو سعيدين مع بعض مش كدة؟
أسبلت علينها بحزن وهزت رأسها موافقة
-فوق ماتتصور كانو نموذج للسعادة الزوجية والتفاهم عمري ماشفتهم اتخانقو ولا اختلفو بابا كان حنين أوي
وماما كان بتحبو محتوياه عوضته عن حجات كتيرحتى عوضته عن وجود عيلته
أتسعت ابتسامته بأنتصار وقال:
-شفتي إذاً نظرتك للحب غلط
لتقول ساخرة
-مش يمكن يكونو حالة خاصة
ضيق عنه وقال يداعبها
-بطلي عند وأعترفي أنك غلط مرة وحدة تنازلي عن كبريائك يادكتورة
ضحكت لانها شعرت انه يرد لها حديثها لتستدير بتجاهه وتسأله
-فارس أنت حبيت قبل كدة؟
قطب حاجبه ورفع يده يعد على أصابعه مازحاً لتشيح وجههاً بانزعاج ضحك على تصرفها
-لا كحب أنا ماحبتش ابداً لكن أكيد كان عندي علاقات عابرة بس منقدرش نقول عليها حب
ضيقت عينها وتهكمت ساخرة
-أسمها علاقات محرمة مش علاقات عابرة بلاش نزوق الكلام عشان نزيف الحقيقة
ليصيح بها مستنكراً بعد أن رأى ردت فعلها
-أي حيلك حيلك يابنتي ده مجرد كلام يعني مش علاقه جسدية
استهجنت حديثة وقالت بأنفعال
-مهو الكلام كمان حرام مش الجسد بس يا أستاذ هو أحنا هنحلل ونحرم على مزاجنا
استدار ينام على ظهره وقال بحنق بعد هجومها عليه
-أنا مضربتش وحده على إيدها هما الي كانو بيتقربو مني
-اهو دا المبرر الي بتحاول ترضي به ضميرك طب لما هي قربتلك مش عشان شافت تجاوب منك
لترفع كتفها وحركت يدها بأصرار
-وبعدين انت كنت تقدر تصدهم
التفت بسرعة وهب ينهض جالساً يهتف بحدة
-شمس أنا مش ملاك أنا شاب طبيعي انت بتتكلمي بمثالية زيادة عن اللزوم
أزاحت الغطاء وجلست على السير مقابل له ثم تسارعت انفاسها بضطراب وهي تحدق به
-والله أنا مش شايفاها مثالية دا الطبيعي
-لامثاليه مفيش شاب بيفكر كدة أنت مأفوره الموضوع كل الشباب عندهم علاقات عادي
-لا ياباشا مش عادي أنتو الي اعتبرتوها عادي الضحك واللعب بالمشاعر مش حاجة عادية
صمت ينظر لها بعدم اقتناع لتردد هي
-طب أنت ترضى أن حد يلعب بمشاعر بنتك يمثل عليها الحب بعدين يسيبها ويكسر قلبها
-أكيد لا
لترفع سبابتها في وجهه وتقول بابتسامة انتصار
-شفت اهو انت مبترضاش لبنتك الي بتعملو في بنات الناس
يعلم انها محقة لكن لن يترك لها فرحة الإنتصار ليدنو منها حتى الامست ركبته ركبتها وانحنى ينظر لها بوقاحة هامساً
-بس بنتي أنا ضامنها هتكون زي أمها قوية ومحدش يقدر يضحك عليها
اتسعت عينها عندما فهمت مغزى كلامه لكنها دهشت أكثر عندما مال عليها أكثر فانحنى جسدها إلى الخلف كلما اقترب منها لينهض فأقترب أكثر لتشهق عندمى وجدت نفسها تستلقي بظهرها على السرير وهو يعتليها ويديه تستندان السرير وتحيطها من الجهتين صرخت بغضب
-أنت بتعمل أي؟
مال اكثر حتى سند جبهته على جبهتها وقال ساخراً
-أي مالك أنا كنت لسة بقول بنتي قويه آلامها
ارتبكت متشتته من هذا القرب لتستجمع قوتها ووضعت كفي يدها على صده ودفعته بقوه ليرتد نحو الخلف ويختل توازنه ساقطاً على سريرها صاحت به غاضبة
-ابعد وبطل هزارك البايخ
قهقه ضاحكاً وابتعد نحو سريره
-مش كنا من شويه المرأه القوية أي الي حصل
نظرت له بشمئزار وقالت بضيق
-تصدق الحق عليا أني بتكلم مع واحد زيك افتكرتك تتناقشين لكن أنت لا عارف أنك غلط
ومصر علية ولما اتزنقت هربت بحراكات البايخة
غطت جسدها ورأسها بالغطا واستدارت تواليه ظهرها
شعر بالندم من تصر فه الذي شوه صورته أمامها من جديد
اقترب منها وجلس بقربها على حافة السرير
-شمس أنا اسف أنا مش قصدي أضايقك أنا بس حبيت اوريكي أن القوة
وسيطرتك على مشاعرك ممكن تختفي في لحظه ضعف أنا بشر ياشمس ممكن أضعف وممكن اخطأ لكن برجع
لو قدرت أرجع أنا مش مستهتر للدرجة دي صدقيني جايز عندي أخطاء كتير بس مش وحش بالصورة الي انت شايفاها
-شمس …شمس
لكنها لم تجيب بل كانت تبتسم تحت الغطاء وهي تسمع كلماته التي أراحتها
تنهد بياس وزفر نفساً طويلاً نظر لها وهي تحيط جسدها كاملاً بالغطاء وعندما لم تجيب قال وهو ينهض نحو سريره
-تصبحي على خير
تمدد على سرير بضيق وهو يشعر أنه فشل مره أخرى أمامها
**************"*****************
شعرت بسعادة وهي تنجح في أختبار قبولها ونظرت بأمتنان إلى دعاء التي أخذتها بجولة في المدرسة وعرفتها على الكادر التدريسي وسلمتها الكتب المنهجية بعد أن أطلعتها على جدول الحصص والمهام المكلفة بها
-متشكره يادعاء تعبتك معايا
تأبطت ذراعها وقالت بأبتسامة
-يابنتي متقوليش كدة أحنا أهل وبعدين أنا معملتش حاجة عرفتك على المكان بس
تنهدت بخجل ثم ابتسمت ابتسامه هادئه تخبرها
-كنت خايفة لفشل في الأختبار وأكسف علي
أطلقت دعاء ضحكة وقالت لها
-وعلي أي دخلو في الحكاية؟
أسبلت أهدابها برتباك
-يعني مكنتش عاوزه أحرجو
كتمت غيضها منها وسألتها بحرقة مزقت قلبها لتخفيها خلف ابتسامة مصطنعة
-يااا لدرجة دي بتحبيه؟
إجابتها بعفويه وحسن نية
-دا أنا بموت فيه أنا وعلي بنحب بعض أوي ربنا يحفظه ليا
ودت لو تلكمها وتسكت لسانها الذي كسرته كلماته وتصم صوتها الذي زاد نزيف جرحها الذي لم تستطيع
مداوته لكنها مثلت الثبات وقالت بأمنيات مزيفة تمنت عكسها
-ربنا يخليكم لبعض
تصنعت المحبه ولونت كلماتها بخبث تطليها بصبغة الكذب مدعيه صداقتها
-بصي ياستي من النهاردة تعتبريني صاحبتك أنا معنديش أخوات وهعتبرك أختي نفسي ياهدى ألاقي حد أكلمة واشكيلكو واحكيليو كل أسراري ماما عصبية أوي مش بقدر احكيها حاجة ومش بتفهمني
استقبلت تلك البريئة حديثها بعطف وأشفاق أمسكت يدها تؤأزرها
-ولا يهمك اعتبريني أختك ومخزن أسرارك
مسحت دمعه مزيفة جاهدت لأخراجها كي تستميلها وتكسب عطفها وابتسمت بخبث وهي ترى نجاح خطتها عندما وجدت الدمع تلمع في عين هدى
-ياريت ياهدى دا أنا أكون شاكرة ليكِ
ابتسمت لها ومدت يدها تمسح دموعها وقالت بمحبة
-خلاص أرجوك متعيطيش
مسحت دموعها المزيفة وقالت تشكرها
-متشكره ياهدى متشكرة اوي وانا كمان مستعده أسمع منك
ثم صمتت تستدرك سرعتها في اقتناص فريستها البريئه لتمثل الحرج
-دا إذا كنت حابه تحكي …
ثم عادت تملئ عيونها بالدموع مدعيه الحزن
-انت اكيد عندك أخواتك
-بس مش بقدر احكيلهم كل حاجة عشان بيزعلو عشاني
قالتها هدى بحزن وهي تطأطأ رأسها
اخفت ابتسامة النصر وهي ترى نفسها تدنو من تحقيق هدفها ولبست قناع التعاطف والمحبة
-ولايهمك يا هدهد أنا مستمعه جيدة تقدري تحكيلي واوعدك ان دا هيكون سر مابنا
لمعت عينها بمكر وهي تمد لها يدها تصافحها
-اتفقنا
مدت هدى يدها تصافحها وهي مبتسمة
-اتفقنا
*******************************،
جلست أمامه في ذلك المقهى الذي اعتادت أن تشرب فيه الشاي. دارت عيناه في المكان فأعجبه النمط الكلاسيكي الذي طغى على أجوائه. تطلّع إليها فوجدها مندمجة في هاتفها، يبدو أنها تراسل شخصًا ما، ومن تقلبات ملامح وجهها أدرك أنها "هدى" التي لا تكف عن مشاكستها دائمًا.
قال وهو يبتسم بخفة:
_دي هدى؟
رفعت نظرها من الهاتف، خطفت نظرة نحوه ثم عادت إليه لتجيبه:
_أيوه.
_سلميلي عليها.
_حاضر.
أخرج هو الآخر هاتفه وبدأ يقلب فيه، حتى سمع ضحكتها الخافتة ونظرها ما زال مسلطًا على الشاشة.
رفعت نظرها لتلتقي عيناه بعينيها، وقالت وهي ترفع الهاتف أمامه:
_هدى عاوزاني آخد سيلفي معاك عشان تطمن إني في إيطاليا مش بكذب عليها.
رفعت الهاتف والتقطت الصورة، فابتسم بمكر وقد راودته فكرة ليحتفظ بصورة معها على هاتفه.
_استني، أنا موبايلي أحدث، الصورة هتطلع أحلى.
ترك مكانه واتجه نحوها، سحب الكرسي وجلس بجانبها، ثم رفع يده والتقط عدة صور لهما معًا.
خفض هاتفه يبتسم بسعادة وهو يقلب الصور، ثم أراها إياها قائلًا:
_هبعتلك الصور عشان تبعتيها لهدى.
أومأت برأسها موافقة، ليصل النادل واضعًا فنجان القهوة أمامه، ثم همّ بوضع كوب الشاي أمامها، لكن فجأة اضطربت يده فاختل توازن الكوب، وسقط ساكبًا محتواه على يدها. شهقت بألم ورفعت يدها نحو فمها تنفخ عليها.
انتفض هو بفزع، جذب يدها نحوه ينظر إليها بخوف وقلبه يخفق هلعًا:
_وريني يا شمس، حصلها إيه؟ آخدِك المستشفى فورًا.
أغمضت عينيها بألم وقالت:
_ملوش داعي، دا حرق بسيط.
لومها بعينين ممتلئتين بالقلق:
_إزاي ملوش داعي؟ شكلك موجوعة.
أمسك يدها وبدأ ينفخ عليها وسط اعتذار النادل الذي أسرع وعاد بقطعة ثلج ملفوفة في منديل ورقي. أخذ الثلج وبدأ يمرره على يدها بحذر وقلق، وهو يرى احمرار جلدها. كانت تتأوه مغمضة العينين، تعض على شفتيها من الألم.
فتحت عينيها أخيرًا، فتبدل ألمها بدهشة وهي تبصر لهفته وقلقه عليها، وكيف يمسك يدها ويحرك قطعة الثلج برفق وينظر إليها بخوف. بلعت ريقها بتوتر، ولما رفع بصره نحوها سألها بقلق:
_أحسن دلوقت؟
لم تستطع نطق كلمة، واكتفت بهز رأسها بخجل. ازداد حرجها حين شعرت بملمس شفتيه على يدها يقبّلها برقة. اضطربت وحاولت سحب يدها التي كان لا يزال يمسكها بقوة.
_خلاص، بقت أحسن... متشكرة.
لكنه لم يستمع لحديثها، ظل ممسكًا بيدها، يمسح عليها تارةً وينفخ تارةً أخرى، حتى ذابت قطعة الثلج بين أصابعهما من حرارة جسدها، لا تدري أكانت من أثر الحرق أم من الحرج.
قبّل يدها أخيرًا وأفلتها، وسط نظراته التي امتلأت بالألم والشفقة، فسحبتها بسرعة تمسكها بيدها الأخرى وتضمها إلى صدرها.
وما فعله جعل قلبها المتجبّر يرتجف بتوتر.
**************************"*********
أسبوع مر منذ ان استلم مفاتيح العيادة وبدأ في ترتيبها وإعدادها ورغم أن العياده يفصلها طابقين فقط عن شقتهم لم يفكر أن يأخذها إليها أو حتى يأخذ رأيها في شيء من ألد يكور أو الألوان كم تمنت أن يشاركها أحلامه وطموحاته
لم تراه سوى بضعت ساعات من النهار في خضم انشغاله لم تعاتبه ولاتسأله فقد حفظت الإجابة عن ظهر قلب
والعذر أصبح باهتاً يثقل عليها تقبله لكن ماذا تفعل ليس أمامها سوى الصمت
اليوم هي مجبره للذهاب إلى عيادته بعد أن طلب من سماح الحضور إلى العيادة لاستلام وظيفتها سارت أمام سماح المتحمسه للبدأ بالعمل لكن لاتعلم لماذا كلما اقتربت من عيادته زاد خفقان قلبها ودعت الله ان الاتفضحها دموعها عندما تصل هناك وقفت أمام باب العيادة بتردد لتقطب سماح حاجبها وتقول مستفسرة
-مالك يابنتي وقفتي ليه ماتدخلي هو دكتور طارق مش جوه
اومئت بتوتر وقالت متلعثمة
-أيوه موجود جوه بس كنت عاوزة استأذن منه
تعجبت سماح وقالت بدهشة
-وتستأذني ليه دا جوزك
توترت بحرج ونبض قلبها بحسرة أخفتها ترسم ابتسامة باهته على محياها وتقول بدعابة
-عشان أنا زوجة مؤدبة ياسماح
نهرتها سماح بسخط وقالت وهي تربت على كتفها وتقول بستهزاء
-طب يلا يامؤدبة عندي مشوار مع خطيبي هتأخر عليه
التفتت نحو الباب المورب وفتحته تخطو بخطوات مترددة نحو الداخل لتجده منكباً في تعليق أحدى اللوحات على الحائط لتتحمحم بأضطراب
-احم …مساء الخير
التفت لها فور سماع صوتها تزين وجهه ابتسامته التي باتت تعشقها ليرفرف قلبها لرؤيته ورغم انه هيئته مبعثرة وتملئ ملابسه الأتربة فيبدو انه كان منغمساً في ترتيب الأشياء لكنه لايزال وسيم وطلته تخطف أنفاسها
-اهلاً ياندى
قالها مقترباً منها حتى انتبه لوجود سماح خلفها ليشير نحوها
-أكيد انت سماح
-ايوه يادكتور
قالتها سماح وهي تهز رأسها معرفة بنفسها
-أهلا ياسماح عاملة أي؟
-بخير متشكرة
-أكيد ندى فهمتك على طبيعة الشغل
والالتزام
قالها يحول نظره نحو ندى التي كانت تنظر نحو سماح التي أجابت
-أيوه يادكتور
-خلاص يبقى متفقين
ليذهب نحو مكتب صغير وضع في الصاله الإستقبال
-دا مكتبك ياسماح
ثم التقط ورقة موضوعة عليه نظر لها ثم مد يده يسلمها إليها التقطتها تمعن النظر بها
-دا الجدول الي هتمشي علية تقدري تيجي تستلمي الشغل بكره عشان كمان نتفق على المرتب
ثم اقترب من ندى يحيط كتفها وقال مازحاً
-ومتخافيش ياستي أنتِ واسطتك قوية مش هنختلف أن شاء الله
كست وجهها حمرة الخجل وامسكت يدها تفركها بحرج خفق قلبها يصرخ بحبه رغم أن حركته بسيطه لكن عنت لها الكثير مما جعل سماح تنظر لها وتبتسم بتلقائية
-وهو أحنا لينا غير ندوش القمر
نظرت له لتجده ينظر لها مبتسماً غابت في سحر عينه كما غاب هو في رقتها وخجلها المعلن قطعت لحظات تواصلهم صوت سماح
-احم …عن أذنكم أنا لازم أمشي هكون عندك بكرة في المعاد يادكتور أن شاء الله
مع السلامة ياندوش
-مع السلامة
قلها الاثنان بصوت واحد وعينهم تتبعها حتى خرجت وأغلقت الباب خلفها ابتعد عنها
مبتسماً وعاد يعلق اللوحة على الجدار
تجولت هي داخل المكان تستكشفه وعينه ترصد التنظيم وتنسيق ألوان الأثاث والجدران
اقترب منها عندما رأها وعينها تدور في المكان
-أي رأيك عجبتك؟
التفتت نحوه وهي تهز رأسها برضى
-أيوة جميله بس محتاجة تنظيف
-ما أنا هنظفها دلوقت
قالها وهو يحمل دلو ماء فارغ وضع جانباً لتقترب تأخذ منه قطعه القماش المبللة وتقول بحزم
-خليني أساعدك
أحاطها بنظرة شكر وابتسم بأمتنان
-ياريت ياندوش
ليبدأو العمل سوياً وتعالت ضحكاتهم وهو يرشها بالماء يشاكسها وهي تفعل مثل مافعل تشاركو في العمل
وكم كانت سعيدة بأنها شاركت معه تلك اللحظات رغم أنهما أجهدا في العمل لكن كان لها مذاق مختلف
أزاحت قليلا من الفتور الذي تسلسل لحياتهم وأصابها بالجمود
كان يختلس النظر نحوها بين الحين والآخر يجد اجتهادها في التنظيف وسعادتها بمساعدته
ابتسامتها اللطيفة باتت تأسره وطبيعتها الهادئة تجذبه نحوها هي حقا الزوجة المثاليه له والأم التي سوف يأمن
على أطفاله معها لكن هناك ركن آخر ركن الحبيبه التي أصبح يوقن انها بدات تخطو لتمتلكه هو الآخر
ابتسم بسعاده وهو ينظر نحو الماء الذي يستخدمه في غسل الأرض كيف يجي تحت قدمه متسارعاً
ويتعثر ببعض الأماكن لياخذ مساراً آخر ويغير طريقه
وكأن مجرى الماء يشابه هذه الحياه في مسيرها حتى توقف فجأة وهو يرى الماء قد أرتطم بأحد الجدران وتناثرت قطراته متباعده عن بعضها
ليغمض عينه يوقف سيل الأفكار السيئه التي تدفقت في مخيلته وهو يخشى أن تواجه حياتهم عقبه تدمر صوف تلك الحياه التي يرسمها بدقة كما أعتاد دائما في حياته أن تكون قرارته دقيقه ومتعقلة
-خلصت ياطارق
أفاقه صوتها من دوامت تلك الأفكار الغريبة التي لايعلم لماذا طرقت فكره الآن
-ها أيوه يا ندى دقايق
انهو عملهم ليقفو وينظرو لصنيعهم بأستحسان ضمها اليه يشكرها
-متشكر ياندى
لتحدثة وهي داخل احضانه كانها تتشبث بحياتها التي تتمنى أن تكتمل بحبه
-متشكرنيش ياطارق أنت جوزي إذا ماكنتش أنا اقف معاك مين هيوقف معاك
ضمها اليه أكثر بعد أن اثلجت قلبه كلماتها
-ربنا يحفظك ليا ياندى
أخرجها من احضانه لكنه لايزال يأسر جسدها بذراعيه لتدور عينه في أرجاء العياده يخبرها بسعادة
-عارفة ياندى العيادة دي كانت حلمي من أول مادخلت كلية الطب جدو وعدني بيها من زمان وأنا الي اختارت المكان واختارت يكون قريب من شقتي
العياده دي هي أول حجر في مشاور مستقبلي ياندى لونجحت يبقى أنا على الطريق الصحيح
لاتعلم لماذا ذكره لاسم جدها في وسط كلآمة ووعده له نغز قلبها هل كانت العياده مقابل للزواج منها
لحظات تصارعت هذه الأفكار في راسها حتى نفضتها من راسها وقالت
-ربنا يوفقك وتكون اشطر دكتور في الدنيا
-أيوه ياندى أدعيلي
-أنا بدعيلك دايماً ومن غير متطلب هو أنا عندي أغلى منك
أربكته كلماتها التي خرجت صادقه من فمها لم تقصد بها جرئة أو دلال لكنها تلقي بمشاعرها أمامه ليبتسم فتبادله الإبتسامة خجله وكأنها وعت لحديثها التلقائي قبل جبهتها بحب
-ربنا يقدرني وأسعدك
تود لو تخبره أن وجوده بقربها هو سعادتها والاتحتاج اكثر من ذلك
***************"****" "************
جذب يدها يسحبها خلفه بأصرار نحو أحدى الصيدليات القريبة لتثبت جسدها على الأرض بعناد
-فارس الحرق سطحي خف خلاص مش محتاج دوا
عبس وجهه بغضب يوبخها
-بلاش العند ويلا ممكن يتأثر كمان شوية
كان تعلم صحة حديثه لكنها كانت تخشى تلك النظرات التي أصبح يحيطها بها
وتتمنى أن ما تفكريه مجرد وهم وخوفه عليها الذي ظهر في نبره صوته ليس سوى لانها مسؤوله منه
أمتثلت له مجبره وسارت خلفه حتى وصلا الصيدلية وأظهرت يدها للصيدلي الذي وصف لها مرهم خاص بالحروق وطمئنها أن الحرق بسيط ولايجب أن تقلق خرجو من الصيدلية لتلفت نحو وتقول :
-مش قولتلك حاجة بسيطة
-أهو أطمنا عليكِ تعالي
قالها يسحب يدها نحو أحد المقاعد العامة جلس واجلسها بجانبه وأمسك يدها عنوه رغم اعتراضها
ليضع القليل من المرهم على أصابعه ويمسح على الحرق بتروي ثم رفعها ينفخ عليها حتى تأكد ان الجلد قد أمتصّ المرهم
كانت تراقبه بتوتر تتمنى أن يتوقف ودت لوتصرخ به وتخبره إن لا يفعل ذلك اهتمامه لايزيدها سوى أضطراب وتشتت سحبت يدها من بين يده لترفعها تنفخ عليها هي مشيحة بوجهها إلى الناحيه الثانيه تخفي حرجها وارتباكها
رغم انزعاجه من حركتها لكنه أصبح يفهم عنادها التقط المرهم ومدزيده يعطيها إياه
-خليه عندك ومتنسيش المواعيد
اومئت برأسها وأخذته منه تضعه في حقيبتها لكنها لم تستطع فتح الحقيبه لتحاول عده مرات لكن دون جدوى كتم ابتسامته وهو يختلس النظر نحوها حتى مد يده وساعدها في فتح الحقيبة وسحب المرهم يضعه داخلها
-متشكرة
قالتها باقتضاب وهي تهرب من عينه التي تحاصرها
-نتمشى شويه أي رأيك؟
قالها يحثها على النهوض بعد أن رأى توترها وبدأت تصرفاتها تزعجه ليتنهد بضيق ويقرر أن يغيرو المكان
سارت بجانبه ليجذب انتباهها عينه التي تتبع احدى السيارات الفارهة حديثة الطراز ظلت عينه تترقبها حتى اختفت من أمامه.
وضع يديه في جيب معطفه يخبرها
-العربية دي حلمي بس هي إنتاجها محدود
-حلوه …بس أنا مش شايفاها مبهرة
-هي عشان إنتاجها محدود بتكون مميزه أنا بحب الأشياء المميزه
التفتت نحوه ومطت شفتيها بلا مبالاة
-أنا مليش في لعربيات جايز عشان كده مش بتشدني
لتتفاجأ به يسألها
-أنت أي أحلامك ياشمس؟
تنهدت ببطئ و أتسعت ابتسامتها بسخرية
-بصراحة أحلامي كتيرة أوي
ضحك بخفه وقال يمازحها
-طب يله همسك ورقة وقلم واسجل أتحفينا
شاركته الضحك وقالت:
-ماشي ياسيدي سجل عندك
لترفع يديها تعد على أصابعها
اولاً…نفسي أقعد على البحر
ثانياً…نفسي أركب خيل
ثالثاً …نفسي أجري في الشارع
بس دا طبعاً بعد نجاحي وتطوري وأني أكون دكتورة مشهورة دا أهم أحلامي
رفع حاجبه بدهشه
-بس دي كلها أحلام بسيطه ممكن تحقق بسهولة
-عندك حق بس فيه لسه أحلام بعيده وأمنيات مستحيله
قطب حاجبه يسألها
-وأي هي الأمنيات المستحيلة؟
تنهدت بيأس ولسعت عيونها الدموع
-اني أصلي مع بابا جماعه مرة وحدة وياخذني بحصنه بعدها زي مكان بيعمل زمان
تألم لحالها وشعر بالإشفاق عليها ود لويستطيع أن يخذها بين احضانه وتمنى لو كان بأمكانه أن يبوح لها بحبه ويخبرها انه بجانبها
مسحت دمعتها الهاربه وهي تسمعه يواسيها
-ربنا يرحمه ادعيليو
زفر أنفاسه بحرقه وكان كلماتها لامست جرحه
-الي بيروح مابيرجعش عندك حق لماقلتي
مستحيله
وليغير مجرى الحديث تطلع لها بأبتسامة
-طب والا حلام البعيدة تطلع أي؟
ارتبكت بأحراج وقالت :
-لا دي إسمحلي احتفظ بيها لنفسي
نظرت نحو المجهول وتاهت في حلمها البعيد الذي لم يكن سوى قصة حب قوية ومختلفه تتمنى أن تعيشها
في يوم ما التفتت نحوه لتجده ينظر لها بتلك النظرات الجديده عليها تتوقد بالمشاعر
التقت عينه بعينها وكأنه يخبرها انها حلمه الجديد لتشيح بنظرها بعيداً
****************************'***' **
كانت تسير بجوار صديقتها لتجده يدخل إلى باب الكلية خفق قلبها بشدة وأصبح وجوده يسلب تعقلها كما سلب قلبها وكزتها صديقتها بعد ما وجدتها تحدق به
-أي يابنتي امسكي نفسك نظراتك مفضوحه منزلتيش عينك من عليه من ساعة مدخل الكلية
-مش أستاذي وبشوفه رايح فين
لوت صديقتها شفتها بسخط وقالت بتهكم
-أستاذك برضو عليا الكلام دا دا انت عينك هتطلع عليه
لتربت على ذراعها تلومها
-يابنتي دا مجوز سيبك منه
ثم أكملت مستهزئة
-وألا انت عاوزه تكوني زوجه تانيه
أشاحت نظرها بعيد عنها وهي تهمس لنفسها بخبث
-مش لما يبقى فيه زوجة أولى أصلاً
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق