رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الخامس وعشرون 25بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)
رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الخامس وعشرون 25بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)
_رواية بين الحقيقة والسراب
بقلم فاطيما يوسف
_______________
كانت راندا تتحدث مع والدتها في الهاتف قائلة
باستنكار:_ مريم مين دي إللي ابنك بيحبها وعايز
يخطبها ويجيب لنا العار !ابنك شكله اتجنن ياماما عقليه واقفي قصاده وارفضي بكل قوتك إحنا مش ناقصين بلاوي.
تنهدت فريدة بحزن عميق وأردفت بقلة حيلة:_ هو أنا قادرة عليه ولا هو ولا باباكي إللي بيشجعه وواقف في ضهره ومقويه عليا وأنا هنا باكل في نفسي من الحسرة .
رفعت حاجبيها باستنكار ورددت بملامح حاده:_ بقولك إيه ياماما كفايه علي البنت دي كدة واتكلمي معاها بهدوء وقولي لها تمشي هي خلاص مش خلصوا من الموال بتاعها إللي ابنك بلانا بيه ده .
ضربت فريدة علي صدرها وأردفت باستنكار:
_ يانهار ملهوش معالم ايه الكلام إللي إنتي بتقوليه ده !
ده أنا لو عملتها أبوكي يطلقني فيها ،
وتابعت بتهكم:_ متتصوريش مانعني عنها حتي بالنظرة وإنتي عارفه باباكي اتقي شر الحليم إذا غضب .
لوت فمها بامتعاض وقالت:_ معلش بقي اتحمليها شويه
كمان قدرك ونصيبك، بس افضلي زني علي ودان رحيم
إنتي عارفة الزن أمر من السحر .
تنهدت فريدة بضيق وهتفت باستفسار:_ أمال سما
ومهاب فين مش سامعة لهم حس ؟
أجابتها:_ سما بتذاكر في أوضتها من بدري وقافلة علي نفسها ،ومهاب بيذاكر مع واحد صاحبه.
تحدثت إليها فريدة باستنكار:_ ايه ده ! الساعه داخلة
علي ١١ من امته بتسيبي مهاب برة الوقت ده كله ؟
نظرت في الساعة المعلقة على الحائط ونطقت بهدوء:
_ عادي ياماما مش متأخر بردو وبعدين مهاب كبر ومبقاش صغير إني أخاف عليه وأقفل عليه ،عايزة أدي له مساحة من الحرية شوية.
اندهشت والدتها من حديثها ورددت باستنكار:
_ازاي الكلام ده لازم تعرفي ان ابنك دخل مرحلة الشباب ولازم تخلي بالك منه ،وأكملت بتحذير:
_انت كنتي محوطاه ومخليه بالك منه على الاخر لازم ترجعي تتعاملي معاهم زي ما كنت قبل كده وتخرجي من اللي انت فيه ده بقى وتفوقي قبل ولادك ما يضيعوا منك .
لوت فمها بلا مبالاه وهي تلوح بكتفيها:
_انا مربيه ولادي كويس ما تاخديش في بالك يا ماما
هما عمرهم ما يعملوا حاجه غلط ،
وتابعت وهي تسألها عن ريم:_ايه الاخبار ريم هتعمل ايه
في قضيتها شكل المحامي اللي هم جايبينه ابن جنيه، وحماتها طلعت ست مفتريه ملقوش الا ريم الغلبانه
ويعملوا فيها كده .
تنهدت فريده بحزن وأردفت بتمني:
_والله المحامي دي بابا جايبه من اكبر المحامين في اسكندريه انتي عارفه بابا له اصدقاء كتير ومعارف ،
ان شاء الله هو بيطمننا ان من حقها الولايه .
هزت راسها وتحدثت بسخط:_بس حماتها الهي ينخفي
اسمها وصورتها كاتبه في المحضر بتشكك في أخلاقها وافترت عليها بالجامد قوي .
احتدت عينيها بغضب واجابتها:
_ربنا سبحانه وتعالى هيرد كيدها في نحرها وباذن
الله هيبرأ بنتي من التهم البشعه اللي مسجلاها عليها وحسبي الله ونعم الوكيل فيها وفي ابنها .
وظلا يتحدثان في عده اشياء تخص الجميع
___________________
استيقظ مالك من نومه بعد ليله عصيبه قضاها وهو يحاسب نفسه حسابا عسيرا على تسرعه في الزواج من جوليا ولم يسمع نصيحه والدته ورماها عرض الحائط ،
تململت في تختها تمد يدها تبحث عنه وما ان وصلت
يداها ناحيه صدره ابتعد كمن لدغه عقرب ،
اندهشت من حركته وقالت:_ليه ياحبيبي كده معاملتك متغيره معايا من امبارح وسبتني وخرجت من غير ما تعرفني أنا عملت إيه وقعدت مستنياك كتييير ورجعت متأخر ،
واسترسلت بنبرة اعتراضية حزينة:_ معقول في واحد
يسيب مراته يوم صباحيتها زي مابتقولو كدة في مصر ؟
رأي مالك انه لا مفر من الهروب ولابد من المواجهه بما
يؤرق صدره وسالها بنبرة اتهام:_انا اللي اعرفه عنك انك اتربيتي مايقرب من نص عمرك في مصر وبعدين سافرتي
بره كان عندك حوالي 12 سنه ده غير انك مسلمه طبعا
ممكن اعرف ايه اللي غيرك وخلاكي نسيتي دينك
واتطبعتي بطبع الغرب ووصلتي للدرجه دي ؟
الى الان لم تفهم ما يقصده وسألته متعجبه:
_ oh my God
ما تقول على طول يا مالك انا عملت ايه انا مش
فاهمه حاجه خالص؟
بعينين قاتمتين نظر إليها وأجاب:_اظن انك قلتي
لي انك ما اتجوزتيش قبل كده وانا اول واحد يعقد
عليك عقد جواز؟
اشارت براسها بالموافقه واكمل هو بحدة:
_ممكن اعرف ايه اللي انا حسيته امبارح ده انك مش
بنت يا هانم وتقريبا دي مش اول علاقه ليكي !
انا بجد انصدمت صدمه عمري .
اهتز فكها بابتسامه جانبيه وهتفت:
Exactly, what is the problem?
انت عارف انا عشت سنين عمري ما بين ايطاليا وامريكا والحاجات دي عاديه هناك انت معقوله من اللي بيفكروا كده ؟!
اعتدل بوقفته وانتصب وهو ينظر داخل عيناها مرددا بهجوم:_بيفكروا كده!
انا متعرف عليكي من اكتر من اربع شهور ما لمستش
ايدك حتى ما اخدتيش بالك من نقطه زي دي !
وتابع بنفس الهجوم: _واشترطت عليكي انك هتلبسي الحجاب وافقتي ممكن اعرف وافقتي بناء على ايه وانت اصلا ما طلعتيش زي ما كان في بالي وكنت مفكر ان
انا اول راجل في حياتك ؟
رفعت احدي حاجبيها متعجبة:_هو حياتي اللي فاتت من حقك تحاسبني عليها اصلا او تتدخل فيها؟
هو انا كنت حاسبتك على ماضيك اللي عشته قبلي علشان تحاكمني ؟
تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لملامح وجه مكفهرة ارتسمت رغما عنه:
هو الماضي بتاعك اصلا ازاي ما حاسبكيش عليه وهو شيء متعلق بعقيدتي وايماني مش مجرد تفاهات هعديها ؟
اهتزت قدميها برفض لحديثه وتحدثت بنبره اعتراضيه:
_بس كده حرام وظلم انك تحكم عليا بمجرد علاقه حصلت قبل كده مرتين او ثلاثه وكانت بمحض المجتمع وعاداته
اللي انا كنت عايشه فيه وبابي طبعا كان مديني الحريه الكامله في شخصيتي ،وتابعت بتهكم:
_ممكن اعرف بقى ايه اللي هيضايقك في علاقتنا من ناحيه الموضوع ده احنا بدانا مع بعض صفحه جديده وليك انك تحاسبني من بدايتها وما تقلبش في دفاترك القديمه عشان مش هتفيد بحاجه بل بالعكس هتضرنا احنا الاتنين ومش هنبقى مستريحين .
اربع ساعديه وأولاها ظهره مرددا بحزن:
_للاسف انا مش من النوع اللي اقدر انسى حاجه زي دي
انا راجل شرقي جدا وما اقبلش ان مراتي اللي اتجوزتها عملت علاقات قبل كده مع راجل قبلي في حدود غير شرعية.
ذهبت ووقفت قبالته وتحدثت باستفسار:
_ طيب ممكن اعرف ايه الحل دلوقتي لمشكلتنا دي ؟
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة :
_ مفيش غير حل واحد ياجوليا انتي طالق .
اتسع بؤبؤ عينيها وابتلعت لسانها من أثر الصدمة ولم تعد قادره علي التفوه ،
فقط تنظر له نظرات مختلفة من الخذلان والعتاب واللوم ودموع عينيها تنهمر بغزارة وحرقة قلب تعذب في عشقه سنوات ،
عندما رأي حالتها احتضن كتفيها وتحدث شارحاً بنبرة حنونة:_ عايزك تعرفي ان العيب مش فيكي انت للاسف المجتمع اللي انت اتربيتي فيه هو اللي وصلك للدرجه دي،
العيب في انا ان في كل مره هبص جوه عينيكي هشوف الحاجه اللي عمري ما اقبلها وهيبقى في حاجز كبير قوي
ما بيني وما بينك وبكده هظلمك وانا مش عايزه اظلمك معايا يا جوليا ،
وتابع حديثه بحزن :_انا مش هقدر اقبل حاجه زي دي
لو كنتي صارحتيني بيها من الاول كنت على طول
انسحبت وفضلنا اصدقاء وبنا شغل وخلاص .
علت شهقاتها ومن بينها هتفت بأمل:
_ طب ما انت كنت متجوز قبل كده اعتبرني كنت
متجوزه وصدقني عمري ما هعمل حاجه تضايقك
وكل حاجه كنت بتقول لي عليها بتضايقك ما كنتش
بكررها ارجوك يا مالك اتراجع عن قرارك انا ما اقدرش اعيش من غيرك .
ما أن انهت كلماتها التي أنهكت قواها فألتقطت أنفاسها بصعوبه،رمقها بدون أي تعبير نظراً لأنه عالم بطباع نفسه جيدا أنه لن يقدر ،وأجابها بهدوء:
_ للأسف الشديد مش هقدر هظلمك معايا وهظلم نفسي ، وخلي بالك اننا نتواصل مع بعض كاصدقاء وتفضل علاقتنا محاوطها الاحترام ولا اننا نعيش في مكان واحد وعلاقتنا هتفتقد الثقه والامانه واللي معاهم هياخدوا الاحترام .
واسترسل وهو ينظر إلي المكان:_انا هسيب لك الجناح وهاخد حاجتي وهنقل جناح تاني مش هبلغ حد بطلاقنا
الا بعد شهرين على الاقل وما تقلقيش هقول ان دي رغبتك انتي لأنك ما قدرتيش تتاقلمي على طباعي .
جوليا تعشقه وتحبه بجنون ومن يعيش العشق الحقيقي
لن يكره ولن ينتقم فتنهدت بحزن وتحدثت باقتضاب:
_ تمام يا مالك اللي تشوفه وطالما ده اختيارك وتصميمك
انا ما اقدرش اعيش معاك غصب عنك .
هتف لها بنظرات حزينه :_ أرجوكي متزعليش مني يمكن
أنا فكري معيوب في وجهة نظرك بس أنا بحب الصراحة والوضوح جداً ومحبش أعيش بوشين ارجوكي سامحيني.
نظرت له نظرة مطولة وفجأة باغتته باحتضان وتمسكت برقبته وهي تردد بدموع:_ سامحتك ياحبيبي ومقدرش
غير إني أسامح .
اهتز جسده وأحس أنه ظلمها ولكن رحم الله امرئ عرف
قدر نفسه ،أبعدها عن أحضانه بهدوء ونظر لها مبتسماً
ثم حمل حقيبته التي جهزها ليلا وترك لها المكان بأكمله وخرج بقلب خاسر في معركة جديدة من حياته ،
أما هي خارت قواها وانهارت بكاءا ، فهي لم تتهني بقربه
ولا أن تتنعم في أحضانه ولا أن تمتلكه ولو ليلة وتحطمت أمالها وظلت تبكي سويعات إلي أن غفت مكانها .
أما هو ذهب إلي غرفة منفصلة له وحده وضع فيها حقيبته وكالعادة ذهب إلي البحر كي يلقي مايؤرج صدره إليه
ويشكو له ندبة جديدة من ندوب قلبه ،
جلس ينظر أمامه وكأنه ينظر في اللاشئ مهموما ، حزينا ، شاردا كعادته وكأن الدنيا حرمت عليه الاستقرار ،
______________________
انقضت الأيام علي أبطالنا مايقرب من أسبوعين أنهت فيهم مريم اختبارتها التي أفقدتها من وزنها كثيراً بسبب تركيزها الشديد في المذاكرة وأن لديها حلم لابد أن تصل إليه ،
وإيهاب غادر مصر وعاد إلى الكويت كي يكمل الستة أشهر المتبقية في عقد عمله ولن يرمي اليمين علي راندا تاركها تستشيط غضبا من عدم تطليقه لها مما أثار حفيظتها ،
ومهاب وسما انخرطا في طريق الضياع وعلي مشارف
فقدان الحياة السوية التي عاشت والدتهم طيلة حياتها
تبنيها فيهم وهي منخرطة في وجعها الذي يبني جسورا
من الغلِّ في قلبها ولم تعد ترعى أبنائها كذي قبل ،
ورحيم ومريم فقط يمنحان بعضهم نظرات من بعيد لكي يطمئن كل منهما على الأخر وأنه بخير ،
ومالك عاد إلي مصنعه وعمله ينغرس فيهم بشدة كي
ينسي تجربته الأخيرة ، وجوليا غادرت مصر ولم تعد
تتحمل البقاء فيها دونه ، وأبلغ والدته فقط بانفصالهما
دون الإفصاح عن السبب بعد أسبوعين من الانفصال مما أسعدها كثيراً وطمأن قلبها ،
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق