رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم : الشيماء محمد احمد
رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم : الشيماء محمد احمد
عاصفة الهوى (٣٩)
بقلم / الشيماء محمد احمد
#شيموووو
عز شد دراع همس من إيد سلوى: "اطلعي يا همس لسيف انتي وسيبك منها، أنا هعرف اتعامل معاها."
همس طلعت جري لأوضتها، بس وقفت قدامها علشان مؤمن جوه معاها.
مؤمن ساعد سيف يستقر ، وللأسف كانوا سامعين صوت سلوى بتزعق بس مش مميزين الكلام إيه.
مؤمن علق: "والدتك هتعلقني وأنا نازل وخصوصًا لما تعرف إنك تعبان بسببي."
سيف علق بحزن: "أولا أنا مش تعبان بسببك، وثانيًا هي بتزعق في همس، همس ما طلعتش معانا فده معناه إنها وقفتها."
مؤمن استغرب: "وهمس مالها؟"
سيف: "ده العادي بتاع أمي، أصلاً قريب هسيب البيت مش هفضل هنا."
مؤمن وقف: "المهم أساعدك تغير هدومك ولا أسيب الوظيفة دي لهمس؟"
سيف ابتسم بتعب: "همس دي والله لها الجنة معايا، تقريبًا من يوم ما عرفتني مبيعديش عليها يوم كويس."
مؤمن ربت على كتفه: "يا ابني قول كلام غير ده، وبعدين بكرة هتروق وتحلى، أسيبك أنا ولا عايز حاجة مني؟"
سيف شكره وهو طلع لقى همس قدام الباب ففضل فاتح الباب: "اتفضلي يا باشمهندسة وألف سلامة عليه وحاولي تعذريني عمري ما كنت أقصد..."
قاطعته همس: "عمر ما حد فينا بيقصد يأذي حد قريب منه بس ساعات بيكون غصب عننا، باشمهندس مؤمن مفيش حاجة اعذرك عليها، ابقى سلملي على إيان كتير."
انسحب وعز قابله طلب من نصر يوصله للبيت.
همس دخلت قعدت جنب سيف اللي علق: "ماما كان صوتها عالي ليه؟"
همس ابتسمت ووقفت: "قلقانة عليك، أنا هدخل أغير هدومي علشان أساعدك تغير انت كمان ولا تغير انت الأول؟"
سيف كان التعب بيزيد بس بيحاول يتماسك قدامها: "همس مش هيفرق مين يغير الأول بس سلوى بتزعق ليه؟"
همس مردتش واتحركت تجيب هدوم مريحة له وساعدته يغير هدومه وهي كمان دخلت غيرت وانتعشت وطلعت قعدت جنبه فبصلها باستغراب: "هو مش وراكي مذاكرة؟"
همس استغربت: "انت متخيل..."
قاطعها بتأكيد: "اه متخيل سيادتك تقومي تشوفي الشيت اللي هيتسلم وتشوفي وراكي إيه، أنا أوردي الترجيع هدي وهحاول أنام اتفضلي."
همس كشرت: "سيف مش هيجرى حاجة لو اتأخرت في تسليمه، غير كده أصلاً مش فاهمة حاجة علشان أحله وبعدين هالة هتحله وتبعتهولي أنقله وخلاص وبعدين ابقى اذاكره."
سيف بيسمعها مذهول بعدها مد ايده: "هاتيلي موبيلي."
قامت جابت موبيله وهو رن على أبوه: "بابا لو سمحت ينفع تيجي الأوضة عندي."
قفل بعدها وهي استغربت: "انت بتنادي أبوك ليه؟"
سيف مردش بس الباب خبط فقالها: "افتحي."
همس مستغربة وفتحت الباب فعز دخل ووراه سلوى اللي دخلت بسرعة قعدت جنب سيف: "سيادتك فيك إيه؟ وتعبان ليه؟ سيبناك ترتاح اهو اتفضل قولنا في إيه؟ - بصت لهمس بضيق - سيادتها مش عايزة تقول حاجة."
سيف بص لامه بعتاب: "أنا مش فاهم مالك ومالها؟ ولا هو أي شكل وخلاص المهم تتخانقي معاها؟"
عز اتدخل: "سيف قولي في إيه وتعبان مالك؟ بالتفصيل لو سمحت عايز اعرف حالتك إيه ولا عندك برد في معدتك ولا إيه؟"
سيف حكالهم مختصر الكام يوم اللي فاتوا وسلوى كل شوية تبص لهمس بضيق بيتزايد إنها كانت سايبة البيت وابنها تعبان كل ده.
سيف خلص: "المهم دلوقتي أنا أحسن والتعب ده مجرد آثار جانبية مش أكتر فمش محتاج قلق."
اتكلموا كتير وسألوه أسئلة أكتر . عواطف دخلت تطمن عليه ومعاها المشروب اللي همس عملته قبل كده حطته جنبهم: "ده نفس اللي عملتيه امبارح قولتي إنه ريحه ولا إيه؟"
همس علقت: "اه ريحه كتير تسلم إيديكي يا عواطف."
همس قربت أخدت الكوباية بتديها لسيف: "اشرب منها على قد ما تقدر."
شرب شوية بس للأسف رجعهم بسرعة وسلوى اعترضت: "أنا هكلم دكتور تاني أو نجيب حقنة ترجيع أو..."
قاطعتها همس: "الدكتور رفض تماما يديه أي حاجة للترجيع وقال هتتعارض مع الحقن فمش هينفع ياخد حاجة."
سلوى زعقت: "نشوف دكتور تاني هو مفيش غير صاحب أخوكي ده يعني؟"
سيف: "ماما اهدي هاه، كلها النهارده وبكرة يعدوا زي ما يعدوا المهم علشان عايز أنام، بابا..."
عز قرب: "قول يا ابني."
سيف بص لهمس بعدها لأبوه: "الباور سيستم فاكرها أكيد، عايزك معلش تقعد مع همس تشرحلها الجزئية اللي أخدتها علشان عندها تسليم شيت وسيادتها عايزة تكبر دماغها ومن حظها اللي بيدرس المادة دي حاتم الشرقاوي."
عز كشر أو همس لاحظت تكشيرة اخفاها بسرعة: "هاتي يا همس كتبك ويلا."
همس هتعترض بس سلوى سبقتها وعلقت بسخرية: "ده بجد؟ عايزها تقعد تذاكر دلوقتي؟"
سيف أخد نفس طويل قبل ما يرد بتعب: "اه عايزها تقعد تشوف وراها إيه وتخلص الشيت لأن الزفت حاتم متوعد لها وهيطلع عنيها في الشيت علشان يضايقني مش أكتر فحضرتك لو سمحتي قوليلي مشكلتك إيه في مذاكرتها علشان اعرف اتناقش معاكي لاني والله تعبان وعايز أنام أو ارتاح شوية."
سلوى وقفت وزعقت: "ويطلع مين حاتم الزفت اللي تعمله حساب ده؟ بعدين بناقص شيت الدنيا مش هتتهد وخليها تفضل جنبك."
سيف اتعدل وزعق زيها: "تفضل جنبي تعمل إيه؟ ولا هو أي كلام وخلاص؟ أنا عايز اقعد لوحدي، حضرتك إيه مشكلتك معانا مش فاهم؟"
عز اتدخل: "سيف ارتاح وما تشيلش هم، انت عارف إن السيستم لعبتي وبحبها، سلوى اتفضلي."
الباب خبط وعز اتحرك فتحه كانت آية اللي همست: "سيف ماله يا بابا؟ عواطف بتقولي تعبان."
عز فتحلها الباب تدخل: "ادخلي اطمني عليه بنفسك، يلا يا همس هاتي كتبك وتعالي ننزل المكتب وآية هتقعد مع أخوها شوية وانتي يا سلوى شوفي وراكي إيه اتحركي."
عز شد سلوى وخرج وهمس واقفة في نص الأوضة مش عارفة تعمل إيه؟ أما آية فدخلت بتردد تطمن على أخوها بس وقفت في النص بينهم.
سيف لاحظ حيرتها: "تعالي يا آية اقعدي جنبي - بص لهمس - همس خدي كتبك وانزلي لبابا."
همس بغيظ: "معنديش دماغ لأي شرح دلوقتي يا سيف فلو سمحت خليني شوية معاك."
آية حست إنها دخيلة فحاولت تعتذر: "طيب اسيبكم أنا و..."
قاطعها سيف باصرار: "يا بنتي اقعدي هي وراها شيت لازم يتسلم بس بتستعبط، همس اتفضلي خدي الشيت وانزلي ذاكري ولو احتجتك هناديكي أو هرن عليكي اتفضلي لو سمحتي."
همس اضطرت تسمع كلامه وتاخد كتبها وتنزل لعز اللي قدر يخليها تندمج معاه تمامًا واستغربت إنها قدرت تركز وتفهم منه.
بدر وهو مروح كلم هند تجهز هي وأنس زي ما قالهم هيتغدوا بره، اخدهم واتغدوا بعدها أخدهم للفيلا اللي المفروض هيستقروا فيها لو قبل عرض سيف.
وقف بعربيته قدامها فهند سألته: "احنا فين كده؟"
بدر نزل وكلهم نزلوا معاه: "دي الفيلا بتاعتنا لو قبلنا عرض سيف."
أنس بحماس شديد: "طيب افتح الباب بسرعة خلينا نشوفها."
بدر ابتسم وفتح الباب لابنه اللي دخل جرى عجبتهم الجنينة الصغيرة اللي بره وحمام السباحة جنبها وقعدة صغيرة جنبه، منظر الجنينة لوحده خرافي.
بدر بص لهند بابتسامة عريضة: "شكلنا هنستقر هنا يا هنود ولا إيه رأيك؟"
بادلته الابتسامة: "الجنينة تحفة وحمام السباحة جميل - اتنهدت - شكلنا هننقل يا بدر."
ابتسموا ودخلوا إيديهم في إيدين بعض، الفيلا مكنتش كبيرة بس مناسبة جدًا وتقسيمها جميل، اتفرجوا عليها كلها بالتفصيل واتجمعوا تحت في الريسبشن وأنس كان أول واحد يتكلم: "قولوا إنها عجبتكم؟ بلييز."
بدر مبسوط من حماس ابنه: "انت شكلها عجبتك؟"
أنس بصلهم الاتنين: "عجبتني؟ دي خرافة، حمام السباحة لوحده حكاية، والجنينة حلوة، واخترت كمان أوضتي فوق، وقريبة اعتقد من المدرسة اللي عايز اروحها وقريبة من النادي ومن فيلا عمو سيف وهمس، عايزين إيه تاني؟"
هند سألت باستفسار: "هي فعلًا قريبة من كل دول؟"
ابتسم وشاور بدماغه: "دي حقيقة فعلًا يا هنود - بص لابنه - انس سيبنا شوية يا حبيبي."
سابهم وطلع الجنينة وبدر قعد هو وهند: "سيف الأمور عنده مش أحسن حاجة والنهاردة كشف خيانة مدير المالية في الشركة وطلب مني أكون مكانه، مدير المالية."
هند بتأثر: "أنا مش عارفة هم هيفضلوا في المشاكل دي لامتى بس يا بدر، خايفة يكون مش أمان شغلك هناك، سيف نفسه شوفت كانوا هيقتلوه."
مسك إيديها: "حبيبتي سيف صاحب الشركة لكن أنا هكون موظف عادي."
علقت: "انت أولًا من العيلة وثانيًا هتمسك منصب كبير."
اتنهد باستسلام: "طيب نرجع المنصورة ده كلامك؟"
نفت بسرعة: "أنا مقولتش كده أنا بقولك مخاوفي مش أكتر، الشغل في شركة سيف مغري والمنصب كبير وأفضل بكتير طبعًا وهيعتبر نقلة تانية، ده غير إن أنس مبسوط هنا، كل دي اعتبارات لازم نحطها قصادنا - بصتله كتير قبل ما تسأله بشكل مباشر - انت حابب تعمل إيه يا بدر؟ سيبك مني ومن أنس وقولي انت حابب إيه؟ لو كنت حر نفسك كنت هتختار إيه؟"
بدر بصلها كتير قبل ما يجاوبها: "لو كنت حر نفسي مكنتش هتردد لحظة أقبل الوظيفة دي."
ابتسمت وحطت إيدها على خده بحب: "يبقى ما تترددش لحظة واقبل الوظيفة دي، احنا في ظهرك ومعاك في أي قرار انت حابب تعمله، المكان اللي يريحك هيريحني ده خليك واثق منه."
باس إيدها بحب: "ربنا ما يحرمني منك يا قلبي."
نادى على أنس وبلغه إنهم هيقعدوا هنا وأنس فضل يتنطط بفرحة ومبسوط جدًا.
كريم وصل البيت ومعاه والدته ومرات خاله والعيال الصغار استقبلوهم بفرحة كبيرة.
بعدها اتصل بمؤمن يطمن عليه وبلغه إنه في الطريق للبيت.
طلع أوضته فتح الباب وفوجئ إن النور مطفي وفي إضاءة ديسكو في الأوضة والأنوار بتلمع. دخل وقفل الباب وراه وبيدور بعينيه على أمل وبيفكر يا ترى هي فين في الظلام ده؟
نادى عليها فردت عليه من جوا: "كريم شغل السماعات عندك بس وطي الصوت وأنا جاية."
نفذ طلبها بتعجب وشغل السماعة فاشتغلت أغنية نانسي "اه ونص". هنا طلعت أمل لابسة جلبية حمرا بترتر زي بتاعة نانسي ضيقة ومفتوحة من الجانبين ورابطة الحزام على وسطها، كانت عاملة نفس لوك نانسي في الأغنية. كريم بصلها بذهول وضحك وخصوصا وهي بتغني مع كلمات الأغنية قدامه (مفيش حاجة تيجي كده، اهدا حبيبي كده وارجع زي زمان، يا ابني اسمعني، هتدلعني تاخد عيني كمان).
باصصلها وهو مندهش من أمل وحركاتها والأغنية والجو اللي عاملاه، عمره ما تخيل أبدا إن أمل ممكن تعمل حاجة زي دي، حاسس إنه بيقع في حبها من الأول وجديد. انتبه من شروده فيها وهي بتميل عليه بظهرها، جه يمسكها من وسطها بس بعدت وهي بتضحك بدلال وترقص. حركاتها هادية وبتحرك مشاعره ناحيتها أكتر خصوصا مع همسها بكلمات الأغنية لحد ما اتكررت كلمة "حبيبي". قرب وهنا لقى نفسه بيلبي دعوتها وقام، قرب منها وشاركها الرقصة وسط ضحكها واندهاشها منه. فضلت تميل عليه وهي بترقص فحاوطها من وسطها وهو بيرقص معاها لحد ما خلصت الأغنية وقعدت تنهج جنبه وهو بيضحك على منظرها.
سألها بمرح: "كنتي مخبية كل ده فين؟"
اتكسفت فحاولت ترد بغرور: "قلتلك هتنبهر."
ضحك وأكد: "وأنا انبهرت فعلا - كمل بحب - : هتخليني أحبك أكتر من كده إيه؟ قلبي اتملا عشق وغرام ليكي."
أمل بصت للأرض بخجل بعدها بصتله بلهفة: "بجد بتحبني يا كريم زي الأول؟"
نفى بسرعة: "لا طبعا زي الأول إيه؟ الأول أنا كنت على الشط يا أمل، بحبك اه بس مش بغرق في حبك، أنا بغرق يا أمل، أنا تخطيت الحب من زماااان."
بصتله بعينين بيلمعوا بحب، سألها بمشاكسة: "إلا قوليلي الأغنية كانت بتقول يا ابني اسمعني هتدلعني تاخد عيني، عايزاني أدلعك ازاي؟ اؤمري يا أمل حياتي."
ابتسمت بحب: "مش عايزة غير إنك تفضل تحبني وبس، تحبني أنا وبس وما تسمحش لأي حد يبعدنا عن بعض حتى لو كان الحد ده أنا أو انت، خلينا على طول مع بعض وجنب بعض."
ضم وشها بايديه ورد بوعد: "مفيش حد يقدر يبعدنا عن بعض يا أملي، انتِ وبس."
ابتسمت باطمئنان فغمزها وكمل بخبث: "انتِ طلبتي اني أقرب وأنا زوج مطيع مابقدرش أرفضلك طلب."
ضحكت بدلال فلغى المسافة اللي بينهم وباسها بكل الحب اللي جواه وقضوا الليلة كلها بيرويها من بحر حبه ليها.
همس خلصت مع عز بعدها عملت كوباية زنجبيل بالنعناع لسيف واخدتها وطلعت كان تعبان وآية معاه اللي علقت: "لازم يكون في حل للترجيع ده؟"
همس سألتها: "رجع كتير؟"
سيف هيعترض بس آية سبقته: "اه للأسف."
آية وقفت: "هسيبكم بقى مع بعض، الف سلامة عليك يا سيف، تصبحوا على خير."
همس راقبتها لحد ما قفلت الباب وراها بعدها قربت من سيف، جابت زيت النعناع وعملت زي المرة اللي فاتت بعدها خلته يشرب شوية وقعدت جنبه بهدوء.
سيف سألها بصوت ناعس: "فهمتي من أبويا ولا؟"
ابتسمت وبعدها بدئت تحكيله بانطلاق عن تجربتها مع عز واحساسها وهو بيسمعها بابتسامة عريضة والنوم بيقرب شوية شوية.
همس استرخت قصاده وشها في وشه وهمست: "غمض عنيك ونام ليه بتتخانق مع النوم كده؟"
سيف سألها: "هتسلمي الشيت بكرة ولا بعده؟"
جاوبته: "لسه بعده ما تقلقش المهم ارتاح ونام."
غمض عنيه لحظة بعدها فتحهم: "اظبطي تايمر على ميعاد الحقن."
ابتسمت بأسف: "ظبطته ما تقلقش."
إيدها على خده بتداعبه بهدوء علشان ينام وخلال لحظات كان فعلًا نام وهي بصاله وبالرغم من إنه قدامها وبينها وبينه شوية سنتيمترات الا إنه واحشها، بقاله كتير أو هي احساسها إنه بقاله زمن مقربش منها، ما اخدهاش في حضنه، ما لمسش شفايفها، ليه زعلوا وليه اتخانقوا وإيه اللي مخليه واحشها بالشكل دا؟
قربت نفسها منه أكتر وفكرت يجرى إيه لو هي باسته؟ ماهو جوزها وحبيبها وبالفعل قربت بس تراجعت هو تعبان وكان بيتخانق مع النوم ولو صحته ممكن ما يعرفش ينام تاني، راحته دلوقتي أهم من أي حاجة تانية.
أمل في حضن كريم وغصب عنها أفكارها مع ناريمان ومنظرها وهي خارجة من الباب الخلفي للشركة بتجري لعربيتها، يا ترى بتعمل إيه في الشركة؟ هل بتزور حد؟ هل هي لها يد في الكاميرات اللي سبق واتزرعت قبل كده؟ طيب هل المفروض تقول لكريم إنها شافتها خارجة من الشركة وتقوله طبيعة الكلام اللي بتسمعه منها؟
انتبهت على صوت كريم: "يا أمل خليكي معايا."
بصت لعنيه: "حبيبي أنا معاك."
استغرب: "معايا ازاي يا أمل وانتي طول الوقت سرحانة؟ فيكي إيه يا أمل؟ فكري بصوت عالي لو سمحتي."
أمل ابتسمت وقبل ما تتكلم كريم حذرها: "لو جبتي سيرة ناريمان هسيبلك الأوضة واخرج، أمل خرجيها بره حياتنا شوية، هي مالها استحوذت على حياتنا وأفكارنا كده ليه؟"
أمل اتنهدت لأن لو كريم عرف طبيعة أفكارها مش بعيد يسيبها بجد المرادي، غيرت سيرتها واتكلمت معاه في مواضيع تانية وهزروا وضحكوا كتير.
نادر دخل البيت عند خالد أبوه وكان ظاهر عليه إنه متنرفز فخالد اتوتر: "في إيه يا نادر مالك؟"
نادر بغيظ: "هي نور فين؟ انت تعرف إنها بجد رفعت قضية ضد مؤمن؟"
خالد زعل على حال بنته: "هي قالت إنها هتعملها بس ما تخيلتش صراحة إنها تعملها بجد."
نور كانت نازلة فنادر وقف في وشها: "انتي ازاي ترفعي قضية بدون ما تعرفينا؟"
نور بتهكم: "يا سلام هتستعبط حضرتك ولا إيه؟ ما قولتلكم عايزة ابني وكلكم اتخليتوا عني وقولتلكم عايزة أرفع قضية حضانة وقولتلكم الف حاجة وطنشتوني."
نادر حاسس إنه عايز يضربها ومسيطر على أعصابه بالعافية: "يا غبية يا متخلفة محدش فينا اتخلى عنك افهمي، احنا كلنا بنحبك، كلنا معاكي وكلنا حواليكي كل اللي كنا عايزينه ما تهديش بيتك، ما تخسريش راجل زي مؤمن لانك لو لفيتي الدنيا كلها مش هتلاقي زيه، ازاي ده بتسميه تخلي؟"
نور بعدت عنه: "سواء مؤمن راجل كويس أو راجل وحش أنا مبقتش عيزاه فكان المفروض تقفوا جنبي مش ضدي."
خالد قرب منها: "نور لو شوفتي ابنك وهو بيلعب هيمسك حاجة سخنة مثلًا نازلة من على النار ولا شوفتيه هيقع في حمام السباحة ولا أي حاجة مؤذية له هتعملي إيه؟ هو شايف إنها لعبة وعايز يلعبها وانتي عارفة إنها هتضره وهتأذيه؟ إيه الحل من وجهة نظرك العبقرية؟ تسيبيه يجرب ويأذي نفسه ولا تمنعيه؟ هاه يا نور؟"
نور بصت لابوها بغيظ: "انت تشبيهك غلط، إيان ابني صغير ومش فاهم حاجة فهو ما يعرفش إن الحاجة دي هتأذيه لكن..."
قاطعها ابوها: "لكن انتي عارفة إنها هتأذيه، هو ده بالظبط اللي أنا بعمله معاكي، سواء بقى عيل صغير أو راجل ناضج نظرتك لابنك مش بتتغير مع مرور السنين، بتشوفي حاجة هتأذي ابنك بتعملي كل جهدك علشان تمنعيه فده حب لابنك، عنده سنّه أو عنده خمسين هيفضل برضه اسمه حب مش تخلي."
نور دورت وشها بعيد: "انت شايف بعدي عن مؤمن أذي، أنا شايفاه راحة نفسية، خلاص مبقتش قادرة اتحمل العيشة معاه وتبعيته لكريم وعيلته، هو شايف ده وضع طبيعي أنا مش شيفاه كده، ولا هو هيتغير ولا نظرتي له هتتغير فمفيش حلول وسط واحنا الاتنين وقعنا من نظر بعض، معدش فاضل بينا غير إيان، وعيزاه في حضني وهو يشوفه وقت ما يحب، لكن اسيبه يربيه مع ابن كريم وابني يطلع تابع لابن كريم زي أبوه ويقنعوهم إنهم اخوات علشان يفضل يخدمه عمره كله فده لا يمكن أقبل بيه."
نادر ضرب كف بكف: "يا بنتي ليه شيفاه تابع؟ اقسم بالله يا نور بتمنى حد زي مؤمن أو كريم في ظهري، يا بنتي إن يكون ليكي حد في ظهرك تكوني واثقة تمامًا إنه لا يمكن يتخلى عنك ولا يمكن يسيبك تقعي ولا يمكن يبعد ده مالوش ثمن، ما بيتعملش، ده بيكون رزق من ربنا تحمديه عليه."
نور بصت لموبيلها وبصت لأخوها: "وجهات نظر يا نادر، عندي ميعاد مع المحامي بعد أذنكم."
نادر وقفها: "لو قولتلك إنّي مش هكون جنبك في المحاكمة دي و..."
قاطعته نور بتهكم: "محدش قالك إنّي محتاجاك روح اتمرمغ في حضنهم يمكن يدخلوك دايرتهم بس لو مش واخد بالك سيف سبقك وقدر يدخل بسهولة عارف ده معناه إيه؟ إنّي أنا وانت معيوبين، العيب فينا احنا، مش بتقول عليا مريضة مش بحب العيلة والتجمعات؟ اعتقد انت كمان زيي مريض بدليل معرفتش تبقى ثالثهم طول السنين اللي فاتت وسيف ظهر في كام شهر اخد مكانك."
نادر نفخ باستسلام: "مكانتي وسطهم محفوظة وفي المكان اللي أنا عايزه بالظبط، أما سيف اللي بتتكلمي عنه فده صاحب عمرهم من سنين، من وهم عيال صغيرين هو بس سافر كام سنه ورجع لأهله ولاصحابه، نظرتك لكل الناس غريبة ومريضة للأسف يا نور."
نور اتنهدت باستسلام: "أنا مضطرة انهي النقاش ده علشان مش عايزة اتأخر، بعد أذنكم."
سابتهم وخرجت وشوية وملك وصلت هي وفايزة كانوا بيشتروا حاجات لملك، دخلوا كان خالد ونادر لسه قاعدين، ملك كانت مبسوطة قعدت قصاد أبوها: "مامت مؤمن خرجت من المستشفى."
خالد ابتسم: "طيب الحمدلله، نويتوا على امتى؟"
ملك اتنهدت وحطت إيدها على خدها: "مش عارفة يا بابا، كمية النحس اللي ملازمانا أنا ونادر غير طبيعية."
نادر أخوها: "ليه يا بنتي بتقولي كده؟ تفاءلوا خيرًا تجدوه."
ملك باحباط: "سيف تعبان وممكن يدخل عمليات."
نادر بذهول: "سيف تعبان؟ تعبان ماله؟ ماهو كان معانا امبارح وكان شكله كويس، اه مرهق بس مش لدرجة عمليات؟"
ملك شرحتلهم حالته حسب فهمها من نادر جوزها، سكتت بعدها فأبوها طبطب على كتفها: "حددوا ميعاد فرحكم يا ملك مش هننتظر حد تاني، وبعدين اللي فهمته إنه بيتحسن وإن شاء الله مش هيحتاج لعملية، وزي ما أخوكي قال تفاءلوا خيرًا تجدوه."
ملك قامت تكلم نادر وبعد مكالمة طويلة قرروا يعملوا الفرح آخر الأسبوع الجاي بغض النظر عن ظروف كل اللي حواليهم.
الصبح بدري سيف أخد الحقن تاني وبدأ موال التعب من تاني وأصر إن همس تروح الجامعة بالرغم من اعتراضها، اليوم كان صعب وهمس بتتفرج عليه ومش بايدها حاجة تعملها.
أمل صحيت من النوم فتحت عنيها كانت في حضن جوزها، ابتسمت وفضلت مكانها حاسة بالاكتفاء، مبسوطة، سعيدة، مكتفية بوجودها بين إيديه سامعة نبضات قلبه وأنفاسه الهادية.
لفت نفسها تواجهه وايدها على خده همست باسمه: "كريم."
باست شفايفه بخفة مرة بعد مرة بعد مرة فابتسم وهمس: "انتي عارفة كام مرة صحيتيني كده من ساعة ما اتجوزنا؟"
ابتسمت: "كام مرة؟"
كريم بتفكير: "مش عارف طبعا بس قليل، المهم بتصحيني ليه؟"
أمل بتداعب وشه بايدها: "لو عايز تنام شوية كمان نام براحتك مش همنعك."
قربت من وشه وباسته كذا مرة في كل وشه بعدها همست: "نام ما تهتمش بيا."
كريم ضحك: "ما اهتمش؟ ده على أساس إنّي مصنوع من إيه؟ هاه؟ بس قوليلي."
بصتله: "أقولك إيه؟"
كريم مسك شعرها بيبعده عن وشها: "حباية الشجاعة والجراءة دي جاية منين؟"
أمل ضحكت: "بتسأل ليه؟"
كريم شدها عليه: "علشان نجيب منها على طول، المهم وات ايفير الصنف ده امشي عليه هاه."
ضحكوا بعدها شدها وقعها فوقه وباسها بعدت هي شوية: "مش هتنام؟"
كريم جاوبها بدون ما يتكلم.
بعد فترة ناهد بتخبط: "كريم.. هتفطروا يا ابني؟ أبوك ومؤمن تحت لو هتيجي تفطر معاهم."
كريم رد عليها: "شوية وهنزل محدش ينتظرني - بص لأمل - يجرى إيه لو ينسونا يومين ثلاثة أربعة."
أمل ضحكت وقامت لبست الروب بتاعها: "خلص الاجتماع وامضي العقد مع الشركة الجديدة وتعال نهرب يومين."
كريم قام زيها: "ده اللي ناوي عليه بإذن الله."
استعدوا وجهزوا ونزلوا كان الكل فطر ومشي وفطر هو وهي لوحدهم بعدها أخدها معاه في عربيته، طول الطريق ماسك إيدها واحساس بحاجة جديدة جواه.
أمل حضنت دراعه وسندت على كتفه واتنهدت: "بحبك يا كريم يا مرشدي."
كريم استغرب حركتها وبصلها باس راسها: "وأنا بعشقك يا أمل يا عبدالله."
ابتسمت وضمت دراعه واسترخت بهدوء لحد ما وصلوا الشركة وركن عربيته وبصلها: "وصلنا."
اتعدلت وبصتله وبدون مقدمات: "لو عايز فعلًا نخلف تاني أنا موافقة، عايزة أعملك كل حاجة بتتمناها وعايزها."
كريم مستغرب كل حاجة بتحصل فقرب حط إيده على رقبتها شدها عليه وبيهمس: "عايز اخلف تاني عيل واتنين كمان بس انتي كان عندك حق، اياد محتاج رعاية لسه ودلوقتي بقى إيان كمان فالاتنين مع بعض صعب، هنخلف تاني بإذن الله بس بعد ما يكبروا شوية ويشدوا حيلهم، دلوقتي خلينا بجانب العيال نهتم بينا شوية، ليلة امبارح والنهاردة الصبح كانت حاجة وهم، مختلفة، مميزة، فيها إيه لو كل ايامنا كده؟ أنا عايز اهتمامك ده وعايز حبك ده، عايز اصحى بشفايفك وحضنك، وعايز انام واغرق فيهم، عايز الحب ده، الروتين والشغل والعيال ودوشتهم واخدين كل حاجة، خلينا نهتم بنفسنا بجانب كل ده، مش عايز اشتاقلك بالشكل ده وللدرجة دي."
أمل مبتسمة وحبها بينبض جوه قلبها: "وده اللي قررته، مش هسمح لحد ولحاجة تفرقنا عن بعض أو تبعدنا، هتفضل حبيبي وروحي ومهما كان في ضغوط حوالينا بس وقت ما ندخل أوضتنا هننسلخ عن الكون بما فيه ومش هيكون في غير كريم وأمل وبس، هنسيب المشاكل بره الأوضة دي، جواها في أمل في حضن كريم - اضافت بهزار - براها نبقى نقطع بعض ونتخانق عادي."
ضحكوا وهو علق: "اتفقنا، نخلع مشاكلنا وهمومنا بره وجوه الأوضة نحب في بعض وبس، هاتي بوسة بقى تصبيرة لاخر النهار لما نوصل للأوضة تاني."
ضحكت وبتاخد شنطتها: "وعمي حسن يلمحنا يعلقنا على باب الشركة عبرة لمن لا يعتبر اللي هو احنا يعني."
ضحك وهو نازل: "ايوه مش بنحرم مهما نتقفش."
دخلوا الشركة وهم بيهزروا ويضحكوا وكل واحد راح مكتبه بالعافية.
أمل دخلت مكتبها وهي مبسوطة من قرارها، مش هتدي لناريمان أكبر من حجمها ومش هتشغل بالها وأفكارها بيها ومش هتديها الفرصة تبعدها أو تشككها ولو لحظة في جوزها.
بدر أول ما وصل الشركة راح مباشرة لمكتب سيف بس مريم بلغته إنه مش هيجي أصلاً، كان عايز يفرحه بقبوله للوظيفة، قبل ما يتحرك سبيدو وصل ويدوب هيدخل بس بدر وقفه: "سيف مش هنا."
سبيدو بصله باستغراب: "أمال فين؟ أنا عايزه ضروري، المفروض إننا هنتكلم قبل الاجتماع ونحدد ازاي هنشتغل بعد ما كريم يسلم الروبوت؟"
وقفوا بحيرة بس سبيدو بص لمريم: "هو مش جاي ليه؟ اوعي يكون في الجامعة ولا قاعد جنب قطته؟"
مريم بهدوء: "لا معرفش يا افندم، هو اتصل بلغني إنه مش هيجي لكن مقالش أي تفاصيل، ممكن تسألوا باشمهندسة آية."
سبيدو خبط بدر في صدره: "تعال نشوف الراجل ده حكايته إيه؟"
راحوا مكتب آية اللي استغربت وجودهم، بدر سألها: "اخبارك إيه باشمهندسة؟ واخبار سيف إيه؟"
ابتسمت بمجاملة: "الحمدلله بخير."
سبيدو دخل في الحوار: "أخوكي مجاش ليه النهاردة؟"
بصتله مستغربة: "انت مكلمتوش من امتى؟"
استغرب وبصوا لبعض هو وبدر بعدها بصلها: "مش كنت معاه امبارح في الاجتماع اللي همس جت أخدته منه؟"
علقت آية: "دي مش اجابة سؤالي، اقصد مكلمتوش من امتى كصاحب مش كحد شغال معاه؟ المهم هو تعبان شوية ومش هيقدر يجي ولا النهاردة ولا بكرة لو في حاجة مهمة اتصل بيه، بس للضرورة فقط يا سبيدو."
سبيدو قلق عليه هو وبدر وهي حاولت توضحلهم حالته على قد ما فهمت.
انسحبوا بعدها بس سبيدو رجع تاني لآية: "بقولك يا آية..."
رفعت راسها بصتله فهو كمل: "لو عديت عليه دلوقتي الوقت مناسب ولا إيه؟"
آية بحيرة: "معرفش، ممكن ما يوافقش يقابلك، العلاج اللي بياخده بيتعبه جامد فمش عارفة، جرب وانت وحظك."
أمل وهي في مكتبها وصلتها كذا رسالة من رقم غريب على الواتس فتحتهم واستغربت لانها لقت صور لكريم، صور عادية وهو ماشي في شارع، نازل من عربيته، داخل مبني، صور عادية جدًا في أوضاع كتيرة مفهمتش دي مبعوته لها ليه؟ هل حد بيقولها إنه مراقبه مثلًا؟ هل هو بيتصور الصور دي وهو عارف وحد قصاده بيصوره؟ لان في صور هو باصص بشكل مباشر ناحية اللي بيصور.
مبقتش فاهمة حاجة بس هنا لازم تعرف كريم فقامت راحت مكتبه وأول ما دخلت وشافها ابتسم: "جيتي في وقتك وحشتيني وكنت محتاج فاصل من الحب."
ابتسمت بس ابتسامة سريعة: "للأسف حبيبي مش جاية بفاصل من الحب."
أستغرب واتعدل: "في حاجة؟"
حطت موبيلها قدامه: "الصور دي وصلتني ومش فاهمة معناها إيه؟"
كريم مسك الموبيل وشاف كمية الصور المبعوتة لها واستغرب زيها: "إيه ده كله؟ هو حد مراقبني؟ ولا ازاي صوروني كل الصور دي وفين وازاي؟ وليه أنا مش مميز أي مكان في الصور دي كلها، يعني مش قادر أحدد ميعاد صورة فيهم."
استغربت لانها تخيلت هتلاقي أي اجابة عنده، بعت الصور لنفسه بعدها وصل موبيلها باللاب بتاعه وبدأ يشتغل عليه بعدها بصلها بضيق: "الصور مبعوتة من جهاز محروق (جهاز بيستخدم لمرة واحدة ويترمي)."
علقت: "طيب اللي بعتهم ليا عايز يقولي إيه؟"
حرك دماغه بحيرة: "معرفش ومش قادر أفكر في سبب."
علقت بعد شوية صمت: "ممكن تكون ناريمان؟"
بصلها بذهول وردد: "ناريمان؟ طيب ليه؟ عايزة تقولك إيه؟ معايا صور لجوزك؟ براقبه في الشارع وهو ماشي وهو راكب عربيته؟ لا لا ناريمان هتستفاد إيه؟ بعدين قلقانة منها خلينا نبعدها عننا يا أمل."
امل اعترضت باصرار: "لأ، من غير ما أفهم وراها إيه مش هبعدها، بعدين أنا - اترددت قبل ما تقوله - "
كريم باهتمام : "انتي إيه يا أمل؟"
امل نفخت بضيق: "شوفتها خارجة من الباب الوراني للشركة امبارح..."
كريم باستغراب: "امتى؟ وليه الباب الوراني؟"
حكتله بالتفصيل كل اللي حصل مع السكرتيرة لحد ما طلعت لعنده وهو سمعها باهتمام لحد ما سكتت فهو علق: "ليه مقولتيش ليا امبارح بعد ما طلعتي لعندي؟"
امل بتوتر: "خوفت تترجم كلامي غلط أو تعتبره عدم ثقة فيك، مش عارفة ليه يا كريم بس خوفت من رد فعلك."
كريم شد اللاب بتاعه فهي سألته بفضول: "هتعمل إيه؟"
جاوبها وهو بيشتغل على اللاب يشوف كاميرات المراقبة: "لازم اعرف هي طلعت عند مين وقابلت مين؟"
شويه لحد ما عرف يوصلها : "اخيرًا ظهرت ."
بس اتفاجؤا الاتنين إنها وقفت بس قدام الباب الخلفي وبتكلم حد بعدها طلعت تجري لعربيتها فالاتنين بصوا لبعض وأمل علقت: "ده معناه إيه؟"
كريم باستغراب أكتر: "زي ما يكون بس عيزاكي تشوفيها، بس انتي ليه عديتي من ورى؟ ليه ما جيتيش من قدام الشركة؟"
امل بصتله بتذكر: "كان في عربية نقل قافله الطريق وصاحبها قالي إنه عطلان وهيبعت لحد يقطره وده خلاني لفيت من ورى."
كريم بتفكير: "يعني هم وقفوكي عمدًا وخلوكي تعدي من ورى علشان تشوفيها، طيب كل ده ليه؟ هل معقولة عيزاكي بس تشكي فيا؟ هل ده غرضها؟"
أمل مسكت إيده: "تبقى متخلفة لو ده غرضها، أنا عمري ما أشك فيك لو أي حصل، أخلاقك خارج النقاش المتخلفة دي، غبية لو ده تفكيرها."
كريم بص لأمل: "بس هي مش غبية يا أمل ولا يمكن يكون ده بس تفكيرها، أنا وانتي مش الناس البسيطة اللي حاجة هبلة زي دي تشككنا في بعض فمعنى كده إنها بتخطط لحاجة أكبر بكتير."
أمل بفضول: "زي إيه؟ إيه اللي ممكن توصله؟"
كريم اتنهد: "والله ما عارف يا أمل وجزء مني عنده فضول يشوف أخرها إيه بس جزء تاني بيحذرني وبيقولي نقفل صفحتها تماما ونبعدها عننا."
أمل علقت: "لا يا كريم، نبعدها لا نفهم الأول وبعدها نتصرف المهم أنا راجعة مكتبي لو في جديد كلمني."
هتمشي بس رجعت باسته وهتبعد فمسك دراعها: "هو بتعلقيني وتمشي ولا إيه؟"
ضحكت وشدت دراعها: "بصراحة اه، بجننك علشان نمشي بدري لاوضتنا وما نتأخرش هنا باي."
ابتسم وبيتخيل من دلوقتي لما يروحوا هتعمل إيه جديد؟ بس بمجرد ما قفلت الباب فتح الصور تاني يحاول يوصل لأي حاجة وبدأ يفتح صورة صورة من اللاب ويشوف خلفيتها ويدرسها يمكن يوصل لاي حاجة.
مؤمن دخل عنده يتكلم معاه وقبل ما يخرج وقفه: "شوف الصور دي وقولي شايف فيها إيه؟"
مؤمن قرب شاف الصور كلها بعدها بصله: "صور ليك، مالها؟ مفيهاش حاجة مميزة."
كريم بتفكير: "طيب لو قولتلك إن رقم غريب بعتها للواتس بتاع أمل هتقولي إيه؟"
مؤمن استغرب: "أمل؟ طيب ليه؟ هيستفيد إيه؟ صور ليك لوحدك فيها إيه؟ غريبة."
كريم اتنهد: "فعلًا غريبة ومش قادر احط أي تفسير منطقي."
سبيدو راح لسيف في البيت واتفاجيء بتعبه بالشكل ده، طمنه على أحوال الشغل ومحبش يطول معاه لانه حاسس بتعبه، كمان بدر آخر النهار قبل ما يروح مر عليه علشان يطمن عليه ويطمنه إنه هيفضل معاه وسيف فرح جدًا للخبر ده.
آخر النهار حسن المرشدي وناهد راحوا يزوروا سيف في بيته ويطمنوا عليه، استقبلهم عز ومراته وطلعوا لاوضته كان تعبان جدًا وحالته صعبة ومقدرش يقعد معاهم، حسن المرشدي قبل ما يخرج من عنده بص لعز: "شغل الرقية الشرعية في البيت وفي أوضتهم دي خصوصًا، ارقيه."
ناهد علقت: "طيب ارقيه انت يا حسن قبل ما نمشي، اللي بيحصلهم ده مش طبيعي، في عين راشقالهم في حياتهم - بصت ناحية همس اللي كمشانة في جنب - البنت دي مش بتلحق تفرح."
حسن وافق وطلب منهم يطلعوا ويسيبوه مع سيف وقعد جنبه في السرير وبدأ يرقيه والغريب إن بمجرد ما بدأ يرقيه سيف هدي تمامًا ونام قبل حتى ما حسن يقوم.
حسن خلص وقام من جنبه بهدوء كانت همس قاعدة بره الباب وأول ما شافته قربت منه: "عامل إيه؟"
حسن بتعاطف: "هدي ونام."
همس استغربت: "بجد نام؟ أصلاً هو من الفجر صاحي."
نصحها: "شغلي يا بنتي الرقية الشرعية طول الوقت جنبكم، بصوت هادي وشغليه وارقي نفسك وارقيه وحصنوا نفسكم بالأذكار و و واظبوا عليها."
همس سألته: "هو ممكن يكون تعبه ده حسد؟ أصلاً احنا طول الوقت من ساعة ما اتخطبنا يا حد تعبان يا بنتخانق، مش بنلحق، احنا اتجوزنا بس حاسة إنّي محرومة منه."
حسن حاسس بيها وفاهمها: "علشان حبكم يا همس يا بنتي كان على الملأ، الدكتور اللي حب الطالبة بتاعته وعمل المستحيل علشانها واتجوزوا، كل ما بتدخلوا الجامعة في كام عين بتحسدكم؟ في كام واحدة بتتمنى تبقى مكانك؟ في كام واحد بيتمنى يبقى مكانه؟ سيف شخصية عامة وبالتالي الأنظار عليه واللي حصل ومريتوا بيه خلى الكل بيتكلم عنكم فهتلاقي الخناق والتعب والمشاكل بينكم الا لو حصنتوا نفسكم دايما من العين وداريتوا على حبكم، مش لازم ندخل الجامعة ماسكين إيدين بعض، مش لازم حبنا يظهر لانه هيتدمر خلي بالك يا بنتي وربنا يحميكم."
همس ابتسمت بعرفان: "متشكرة لحضرتك يا عمي."
حسن هز دماغه وبعد ما مشي خطوة بصلها: "طلعي صدقة بنية إن ربنا يشفيه."
همس باستغراب: "صدقة؟"
حسن ابتسم: "حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع، تصدقي على حد محتاج وربنا هيقوملك جوزك بالسلامة."
سابها ونزل وهي دخلت قعدت جنبه كان غرقان في النوم فعلًا وبتفكر في كلام حسن المرشدي.
جابت موبيلها وشغلت الرقية على صوت هادي جدًا.
سيف صحي من نومه كانت همس نايمة جنبه، بعيدة عنه، بص لساعته كانت أربعة الفجر، كان عايز يقوم ياخد دش أو حتى يقرب من همس اللي بعيدة عنه بس زي ما يكون جسمه مش ملكه ومش بيطاوعه، يوم واحد مر بس حاسس إنه سنة كاملة عدت عليه، بص لهمس وحس قد إيه وحشاه، ليه وحشاه بالشكل ده بالرغم من إنها مراته؟ عمره ما تخيل إنه ممكن تكون قدامه معندوش المقدرة إنه حتى يرفع دراعه يشدها لحضنه، قد إيه الصحة دي نعمة كبيرة مش بنحس بقيمتها إلا لو فقدناها!
أخيرًا قدر يقوم ياخد شاور يمكن يفوق شوية قبل ما ياخد الحقن تاني.
همس فجأة صحيت لقت نفسها لوحدها في السرير بس سمعت صوت الدش فعرفت إن سيف جوه، اتعدلت بارهاق بصت لساعتها، لسه قدامها شوية على ميعاد الحقن.
قامت بسرعة جابت فطار خفيف وسريع علشان سيف يلحق ياكل أي حاجة.
سيف خرج اتفاجيء إن همس مش في الأوضة بس دقايق ودخلت بصينية الفطار واول ما شافته ابتسمت: "صباح الخير حبيبي، قولت أكيد صاحي جعان تعال نفطر مع بعض."
سيف بص للصينية باحباط بس حاول يبتسم لهمسته: "صباح النور يا روحي، ليه تعبتي نفسك؟"
حطتها قدامهم ويدوب هتعمله ساندوتش بس مسك إيدها: "همس مش قادر آكل أي حاجة اعذريني."
بصت لوشه وحست إنه تعبان من فترة طويلة مش يومين: "حبيبي انت هتاخد الحقن بعد شوية ومش هتعرف تاكل فـ..."
قاطعها: "يوم يعدي زي ما يعدي بس بجد مش قادر."
كشفت طبق: "طيب ده رز بلبن خد معلقتين، عواطف قالت إنك بتحبه وعملته أخر الليل بس كنت نمت، إيه رأيك؟ هيديك طاقة؟"
بالرغم من إنه مش قادر ياكل بس نظرتها والحزن اللي شافه خلاه يوافقها واكل معلقتين بالعافية بعدها حط الطبق من إيده: "جهزتي الشيت؟ هتسلميه."
قاطعته بضيق: "يولع الشيت اللي انت مهتم بيه ده؟ - بصت لوشه ولعنيه تحديدا والدموع بتلمع في عنيها - انت بتطلب مني فوق طاقتي يا سيف."
اتمنى حاجات كتير في اللحظة دي بس قربها منه: "انتي متخيلة إنّي مش عارف ده؟ عارف يا همس كويس بس عندي ثقة إنك قدها، في الوقت اللي أضعف فيه لازم تكوني انتي قوية لان مطلوب منك تسنديني، فخليكي قوية."
سندت راسها على كتفه: "أنا مش قوية وضعيفة ومش عايزة غير إنّي افضل في حضنك اعيط فيه وبس."
ابتسم وربت على شعرها بعدين بعدها بهدوء: "للأسف مفيش وقت للعياط، قومي روحي كليتك واحضري محاضراتك وارجعيلي علشان بكرة هننزل إيدينا في إيدين بعض، معندناش وقت نضيعه يا همس."
الساعة ٦ أبوه خبط علشان ميعاد الحقن، أخدها وبدأ يوم جديد من التعب والألم.
همس بتستعد علشان تنزل ومش عارفة ازاي تسيبه في الحالة دي وتنزل، بتعيط بصمت وهي بتراقبه.
سيف رن على نصر يطلعله، عواطف طلعت معاه خبطت وسيف طلب منها تدخل نصر لعنده اللي استغرب لما شافه تعبان بالشكل ده، سيف ربت على كتفه: "همس وراها حاجة مهمة في الكلية وكان المفروض أكون معاها بس زي ما انت شايف يا نصر، فانت هتوصلها ومعلش افضل معاها بحيث لو حبت تروح في أي وقت، ما تسيبهاش لوحدها."
وصاه عليها قبل ما ينزل ينتظرها، همس كانت سمعاه وهي بتجهز، خلصت وطلعت قعدت قصاده: "أنا مستعدة في اللحظة دي أسيب الكلية كلها مش بس تسليم شيت وانت بتضغط عليا اروح واسيبك انت في الوضع ده."
ابتسم وحط إيده على خدها بيمسح أثار دموعها: "على فكرة أنا كويس وانتي بتأفوري علشان تهربي من تسليم الشيت، يلا اتحركي علشان ما تتأخريش واوعي تسمحي لحد يأثر عليكي، حاتم هيرخم عليكي ما تديهوش فرصة."
همس دخلت تسلم الشيت لحاتم اللي أخده منها فضل يقلب فيه وبدون ما يبصلها: "بقالي كام يوم مش شايف سيف في أي مكان، هو مش بيجي ولا إيه؟"
همس استغربت سؤاله بس جاوبته: "فعلًا مش بيجي لانه تعبان شوية."
استغرب ورفع راسه: "تعبان ازاي؟"
علقت بجمود: "تعبان إيه اللي ازاي؟ وبعدين حضرتك مش هتسألني في الشيت؟"
حاتم قفل الشيت وبصلها: "عز الصياد ذاكر معاكي صح؟ أسلوبه في الحل، أي سؤال هسأله هتبقي عرفاه، انتي مهما كان الأولى على الدفعة وبشرح واحد زي سيف وواحد زي عز الصياد هتبقي في حتة تانية."
همس استغرابها زاد أكتر وأكتر ولقت نفسها بتسأله: "انت تعرف عز الصياد منين؟"
حاتم ضحك قبل ما يعلق: "الا اعرفه، الظاهر إن جوزك مش عايز يفتح أو خايف يفتح دفاتر قديمة، على العموم مش أنا شرير الحكاية، لو في حد شرير الحكاية فالحد ده هو سيف الصياد - قبل ما تفتح بوقها تعترض هو كمل - قومي شوفي وراكي إيه؟"
وقفت وسألته تاني: "حضرتك بجد مش هتسألني في الشيت؟"
حاتم أخد نفس طويل قبل ما يفتح الشيت على مسأله معينة: "حليتي دي ازاي؟"
جاوبته وهي بتجاوب لاحظت إنه ابتسم بس معلقش لحد ما خلصت وسكتت فهو رفع دماغه بصلها: "قولتلك عز الصياد لا يعلى عليه، اتفضلي يا باشمهندسه وألف سلامة على سيف بلغيه سلامي."
خرجت من عنده اتصلت بسيف تطمنه بس معرفش يتكلم معاها كلمتين من التعب والترجيع.
نزلت من المبني اتفاجئت بنصر لسه منتظرها فراحت لعنده وطلبت منه يمشي وما ينتظرش وبالرغم من اصراره الا انها برضه اصرت عليه يمشي وهي هتبقى تروح براحتها أو تكلمه يرجعلها.
اليوم كتب الكتاب سما اتفقت مع بنت ميكب ارتيست تجيلها البيت لانها عايزة بس لمسات بسيطة مش عايزة اي حاجة اوفر ولا بتحب التكلف في أي شيء.
لبست فستانها البسيط بس كانت ملكة جمال وكل اللي بيشوفها بيكبر وأمها بتحصنها طول الوقت خايفة عليها من عيون الناس.
اخواتها كانوا طايرين بيها والكل مبسوط والاغاني والزغاريد مالية البيت.
سيف زهق من القعدة لوحده وهمس اتأخرت فنزل من أوضته يقعد مع أبوه شوية اللي كان قاعد هو وسلوى وقعد وسطهم وبيحاول يلهي نفسه.
شوية ووصلته رسالة فبصلها واستغرب، عز سأله: "مالك؟ كشرت ليه؟ إيه الرسالة دي؟"
سيف علق بقلق: "دي رسالة من البنك، اعتقد الفيزا اللي مع همس."
عز باستغراب: "طيب فيها إيه؟ ليه مكشر."
سيف بص لابوه: "همس اشترت حاجة بـ ١٠٠ ألف."
سلوى علقت بذهول: "١٠٠؟ دي هتشتري إيه بالمبلغ ده؟ هي متعودة تسحب مبلغ زي ده؟ بدون ما تقولك؟"
سيف بص لوالدته: "لا يمكن تعملها - بص لابوه - همس لا يمكن تعملها."
عز علق: "يمكن احتاجت..."
قاطعه بتوتر: "تحتاج إيه؟ همس آخرها ساندوتش أو تعزم صاحبتها على الفطار أو حتى اصحابها كلهم مش هتسحب أكتر من ألف واحدة وبعد ما تقولي كمان."
عز اتوتر زي ابنه: "تفتكر إيه؟ الفيزا وقعت منها وحد بيستعملها؟"
سلوى علقت: "اتصل بالبنك وقفها."
سيف بص لموبيله: "اتصل بيها الأول افهم منها إيه اللي بيحصل."
اتصل واتفاجيء لما قفلت عليه فبص لابوه بذهول: "تخيل كنسلت عليا؟"
سلوى بتهكم: "اه تكنسل وتلاقيها هي سحبت الفلوس دي، دلعك لها اوفر و..."
قاطعها سيف بضيق: "ماما لو سمحتي."
اتصل بها تاني بس برضه قفلت عليه، اتصل بنصر: "اديني همس يا نصر."
نصر علق: "أنا وصلت البيت يا باشمهندس، باشمهندسة همس في الجامعة."
سيف زعق فيه: "قولتلك خليك معاها سيبتها ليه وجيت؟"
نصر بتوتر: "هي طلبت مني ورفضت افضل معاها يا باشا."
قفل السكة في وشه وبص لابوه: "تفتكر حصلها إيه؟ أوقف الفيزا ولا اعمل إيه؟"
سلوى: "أوقف الفيزا لو هي بتسحب بهبل هتوقفها ولو حد سرقها منها هتوقفه، اتفضل منتظر إيه؟"
بص لأبوه اللي شاورله بدماغه: "أوقفها يا سيف لحد ما نتأكد إنها بخير وأمورها تمام."
سيف بص لموبيله وقرر يتصل بهمس تاني بس وصلته رسالة ثانية من البنك والمرادي سحبت ٢٠ ألف، أبوه سأله: "إيه الرسالة دي المرادي؟"
سيف بص لأبوه: "المرادي سحبت ٢٠ ألف، همس لا يمكن تسحب المبالغ دي بمزاجها، همس جرالها حاجة أو الفيزا وقعت منها."
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق