القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وكر الافاعى الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم امانى جلال حصريه

التنقل السريع

     

    رواية وكر الافاعى الفصل السادس عشر والسابع عشر  بقلم امانى جلال حصريه






    رواية وكر الافاعى الفصل السادس عشر والسابع عشر  بقلم امانى جلال حصريه

    16☠️17

    نشفت الدماء بعروقه وجف فمه وعجز عن النطق ما إن رأى بأن ذلك الكلب يصور له كيف يدخل الى داخل العمارة وبدأ يصعد الدرج ببطئ وكأنه بأفعاله هذه يرمي الكاز على النيران .... وما أن وصل الى باب الشقة الخارجي حتى أخذ


    يصرخ بأعلى صوته اووووعى تأذيها أو تلمسها حتى أنا بقولك أهو ... هقتلك يارامي هقتلك ... موووووتك هيكووووون على إيدي ساااااامع على إيدي


    كتم الصوت من عنده و سحب هاتف حودة منه بيد ترتجف وأخذ يتصل على شاهين وياسين بمكالمة جماعية و ما إن أتاه الرد من شاهين أولا ليليه الآخر.... حتى صرخ باستنجاد


    أنتم فين ؟؟؟؟؟؟؟


    شاهين بترقب وصدمة يحيى !!!! في إيه مالك؟


    مالك يا لااااا ما تنطق ..... ما إن قالها ياسين وهو ينهض من مكتبه حتى سمع أخيه يقول بخوف ظهر رغماً عنه بنبرة صوته


    رامي الكلب رايح لغالية مراتي في شقتي اللي في الوكر وأنا في مخازن الواحات مش هقدر ألحقها


    حد فيكم يتصرف بسرعة لو لمس منها شعره أنا هروح فيها


    - حذرتك قبل كده وقولتلك طلعها من المستنقع ده ما سمعتش الكلام اشرب بقى، واتحمل نتيجة أخطاءك ....


    ما إن قالها شاهين بغضب وانفعال داخلي وبرود ظاهري حتى أغلق الخط بوجهه ليكون درس له ليتعلم منه فأخيه دائماً ما يكون طائش بقراراته وتصرفاته ولا يسمع لأحد

    وهذا ما جعل يحيى يجن جنونه حرفيا و اخذ يضرب


    الدركسيون بيده بعدما رمى هاتف حودة من النافذة ما إن رأى ذلك الكلب من خلال هاتفه هو بأنه بدأ يفتح باب الشقة بسلاحأبيض


    في شقة أم غالية كانت جالسة على كرسي الصلاة وهي تسبحربها بعدما أدت فرضها وهي شاردة بنظرها في البعيد ... وضعت يدها على قلبها المقبوض بوجع لا تعرف ما سببه


    نزلت دموعها بعجز ونظرت إلى الأعلى وهي تلهث بالدعاء بتضرع - يارب يا كريم ... اكرمني واحميلي بنتي من كل شر بعينك التي لا تنام


    يااا الله ما تمتحنش صبري فيها أنا محيلتيش غيرها.. أنا قلبي واجعني عليها ... اللهم إني أقسم عليك باسمك الأعظم أن ترجع لي بنتي لحضني سليمة من كل شر


    خرجت مماهي به على صوت زوجة أخيها وهي تفتح عليها الباب لتقف أمامها لتضع يدها على خصرها لتحرك شفتها بعدم رضا وهي تقول بقرف


    وبعدها لك بقا ... هو أنتي كل يوم هتقعدي القعدة دي تندبي حظك ... لاااا أنا الحال ده ما يمشيش معايا


    أم غالية باستغراب أنا عملت ايه بس ما أنا قاعدة أهو كافية خيري شري


    شهقت تحية بعدم رضا وهي تقول - خيري إيه يا أم خير أنتي .... خليل لازم ييجي يلاقيلي تصريفة معاك أنا مش هأقدر أستحمل أكثر من كده

    لتقول أم غالية بضيق من ما سمعت ده بيتي أنا بيت جوزي الله يرحمه ... لو مش طيقاني تقدري تشوفيلك مكان تاني


    - نعمممممم يا دلعادي ... بيتك ... ده أنتي شكلك كبرتي وخرفتي البيت ده بيتي أنا ... سامعة بيتي أنا وبإسمي أنا ... خليل كتبه بأسمي لما عملتي ليه توكيل عام عشان يمشي معاملة الدكان اللي بردو سجله بإسمي يعني كل حاجة ليكي بقت ليا أنا ... وقعادك معانا هنا دلوقتي ده كرم أخلاق مني .


    نظرت لها أم غالية بشهقة خرجت من أعماق فؤادها وأخذت ترتجف بصدمة ليشحب وجهها كالأموات تضامنا مع ضيق تنفسها الملحوظ لتبدأ شفتها أن تميل الى اليمين ويدها اليسرى التوت لتسقط بنهاية المطاف على الأرض بجسد خاوي


    لتتذمر تحية ما إن رأتها هكذا وهي تقول - يووووه هو ده وقتك ... أما أروح اتصل بسبع البرمبة ييجي يشوف يعمل فيها إيه دي ... ما أنا ما يجيليش منهم غير وجع القلب


    في الوكر بالتحديد بشقة يحيى


    كانت غالية تقف أمام الموقد تعد لها الغداء ولكن ما جعلها تقطب جبينها وتطفيء النار تحت القدر ما إن سمعت صوت ضحك خافت ولكنه مليئ بالشماتة يأتي من الخارج وكان هذا الشخص يتكلم على الهاتف


    أخذت تقترب من الباب بترقب تريد أن تسمعه جيدا فصوته مألوف بالنسبة لها ولكن ما جعلها تكتم شهقتها بكف يدها وأخذت ترجع الى الخلف بخطوات متعثرة وهي تفتح عينيها بخوف فطري ما إن رأت ظل شخصين يحاولان أن يفتحا الباب من الخارج بهدوء وهما يهمسان فيما بينهما لكي لا يشعر بهم من بالداخل

    ابتلعت لعابها برعب وأخذت تنظر حولها بضياع


    ذهبت إلى أسدالها المرمي على الأريكة


    لترتديه بسرعة ثم ركضت نحو المطبخ وأخذت سكين كبير نصله حاد ...


    خرجت لتتوجه الى الغرفة ولكنها ركضت نحو الباب الرئيسي وأغلقته بقفل آخر من الداخل ولكن فعلتها هذه جعلت رامي يكز على أسنانه بضيق وأخذ يدفع الباب بقوة وهو يصرخ بصوت خافت


    افتحي ياغالية ... بقولك افتحي


    رامي .... نطقت اسمه بشفاه يابسة ونبرة صوت هامسة لم تسمعها هي حتى ، انتفض جسدها وركضت الى غرفتها وأغلقتها من الداخل وأخذت تدفع مرآة الزينة خلفه بصعوبة ، وذهبت بعدها لتختبئ بالزاوية التي بجانب السرير بعدما سحبت القرآن من الطاولة واحتضنته على صدرها بيد وبيدها الأخرى رفعت أمامها السكين وهي تقول بمحاولة أن تشجع نفسها


    ما تخافيش يا غالية ده قدامهم بابين عشان يوصلولك ده غير إن ربنا معاك ومش هيسيبك تتأذي


    قطعت كلامها و صرخت بخوف وهي على وشك البكاء ما إن سمعت صوت كسر باب الشقة الخارجي وصوت أقدامهم تتنقل هنا وهناك لتنتفض كل عضلة فيها وأخذ قلبها يخفق بشدة ونزلت دموعها تغطي وجنتها بغزارة وبخوف وانكسار ما إن وجدت أكرة الباب بدأت تتحرك بقوة ليليه ضرب قوي عليه وهو يصرخ بها


    - مهما عملتى مش هتعرفى تخلصي مني يقي تسبيني أنا

    - مهما عملتي مش هتعرفي تخلصي مني ... بقى تسبيني أنا وتروحي لعدوي ... إن ماكسرت عينه فيكي


    احتضنت نفسها بقوة وهي تناجي ربها بأن ينقذها وصوت أنينها ملأ المكان.... نهضت بترقب ورفعت السكين بيدها وحشرت نفسها بالزاوية أكثر وأكثر ما إن فتح الباب أو بمعنى أصح كسرة


    ليمنع رامي صاحبه من الدخول معه وتركه بالخارج يراقب الأجواء الهادئة بشكل مريب ... وأخذ يقترب منها وهو يضحك بدون صوت بخبث تام وهو يتأمل هيئتها ويصورها بهاتفه وهو يقول بسخرية ما إن رآها تحمي نفسها ب سكين


    لازم أخاف أنا كده صح


    أما على الجهة الأخرى نزلت دموع يحيى وهو يزيد من سرعة السيارة أكثر وأكثر وأخذ يصرخ بحرقة وعجز تام ما إن رآها وجدها بشاشة الهاتف كيف تقف أمامه وعلامات الرعب تزين ملامحها هذا غير


    أن دموعها وااااه من دموعها التي لأول مرة يراها


    اعتصر الدركسيون بيده وأخذ يقول بجنون لااااااااا لاااااااااااا اوعى تعملها .... غلااااااااا


    هذه كانت ردة فعله ما إن وجد رامي أخذ يفتح أزرار قميصه يبطئ وهو يقترب منها ويكمل بحقارة سلام بقى يا يحيى عايز أعيش اللحظة معاها بلاش تكون عزول يا أخي


    اغلق الكاميرا ورمى الهاتف بإهمال على السرير وهو يقترب منها ويقول أنا لو كنت زمان عايزك طاق يا حلوة دلوقتي بقا عايزك طاقين وتلاتة


    رفعت يدها بوجهه وهي تقول برجفة


    - هقتلك لو قربت


    ياريت وهو في أحلى من كده إنه يكون موتي على إيدك أنتي بس قبلها لازم أدوقك


    قالها وهو يقترب منها بشدة محاولا أن ياخذ منها السكين ولكنه نسى بأن قوة الأنثى تتضاعف ما إن تشعر بالخطر لتعالجه بحركة سريعة بضربة بداخل تجويف كتفه جعل الآخر يضربها بكف قوي على وجنتها كرد فعله منه ليرتد بعدها الى الخلف وهو يسبها بألم


    سحب النصل من أعلى كتفه ورماها على الأرض بعنف وما إن كاد أن يقترب منها ليأخذها بحضنه حتى وجدها تحتضن القرآن إلى صدرها بقوة وهي تجلس على الأرض كالطفل الذي بلاحول ولا قوة وهي تصرخ بأعلى درجات صوتها ب


    يحيى ياااايحيى تعال وشوف مراتك ... بس وهي في حضني .... قالها وهو يضحك عليه بحقارة ، مد يده ليلمسها ولكن قبل أنا يصل لها........!!!!!


    برزت عينيه بشدة للخارج باختناق وأخذ يحاول ان ينقذ نفسه ما إن وجد سلسلة من الجنزير الفضي يلتف حول رقبته بسرعة البرق من الخلف

    اخذ يحرك جسده بمقاومة يريد أن يرى من هذا الشخص إلا انه فشل بهذا ليسحبه الآخر بقوة مما جعله يسقط على الأرض الصلبة ليبدأ بعدها بسحله إلى الخارج باستحقار وكأنه يسحب كلب مربوط من رقبته وهذا ما جعل رامي يرى الموت بعينيه من شدة الالم الذي داهمه


    مسك رامي الجنزير الذي يحاوط حنجرته وهو يحاول أن يقلل من الضغط عليه ولكن ما زاد الأمر سوءا وجعله يصرخ مكبوت ما إن بدأ الآخر يسحله على الدرج بدون أدنى رأفة به


    وما إن خرج من العمارة حتى أكمل جره على الأسفلت ليتجرحوينسلخ جلد ظهره من حرارة الارض وخشونتها وما إن وصل نحو القطاع المفتوححتى رماه بمنتصف المكان وهو ينفضه من جنزيره وكأنه كيس قمامة قذر ثم أخذ يلف السلسلة على رسغ يده بتوعد


    أما رامي ما إن تم تحرير رقبته حتى أخذ يشهق بقوة وهو يسحب أكبر كمية ممكنة من الأوكسجين ليبدأ بالسعال بعنف


    ولكنه تجمد بمكانه وصعق برعب عندما رفع رأسه إلى الأعلى ليرى يحيى أو هذا ما ظنه هو ولكن الضربة القاضية كانت بالنسبة له وعرف بأنه هالك لا محالة هو عندما رأى ال هجين يقف أمامه بكل جبروت


    أخذ ينظر رامي حوله بصدمة ما إن وجد بثانية واحدة جميع أعضاء الوكر يقفون حوله بثياب سود يا الله !!!! متى ظهر كل هذا الحشد ؟؟؟؟؟ ألم يقولوا بأن الوكر بهذا الوقت خالي من أي حراسة كيف حدث هذا و وقع بفخهم


    حاول أن يقف بأقدام خاوية عندما رأى موكب من الدرجات النارية يقترب منه لتبدأ بالدوران حوله


    وهم يرفعون فوهة سلاحهم عليه وهم يضحكون بشر

    واستمتاع للقضاء على هذه الحشرة بالنسبة لهم


    هشششششش ده بتاعي أنا .... قالها الهجين وهو يرفع ذراعيه لهم بأن يبتعدو وبالفعل نفذو الأمر ما إن صدر من رئيسهم وابتعدو قليلا ولكنهم ما زالو على استعداد للانقضاض عليه


    أخذ يقترب منه والآخر يعود الى الخلف بتعثر وخطوات خاوية لا روح فيهم مما جعله يسقط على الأرض وهو يتوسل له بأن يعفو عنه ويقسم بجميع الأديان السماوية أن فعلته هذه لن تتكرر ... ولكنه لم يعلم بأن توسله هذا يجعل الهجين يشعر باستمتاع أكثر و يحفزه للقضاء عليه أكثر


    وقف بشموخ و أخذ ينظر باستخفاف لذلك الذي نهض من الأرض وركض هارباً ولكنه تفاجأ بركلة من أحد أعضاء الوكر جعلته يتدحرج ليعود مرة أخرى الى مكانه السابق عند قدمي شاهين اللداغ الذي ما إن أصبح أمامه حتى ضغط بقدمه عليه وهو يقول


    بقا أنت عايز تعلم علينا .


    أخذ رامي يحرك رأسه بنفي فهو لا يقوى على الكلام ف الآخر أخذ يضغط على حنجرته بحذائه لينحني ويسحبه من ياقة قميصه الملطخ بالدماء وما إن أجبره على الوقوف حتى أخذ يكيل له اللكمات


    القوية بشكل سريع وكأن الذي أمامه كيس ملاكمة وليس بشر من لحم ودم ......


    سحبه من مقدمة شعره بعنف الى الأسفل وما إن مال بجذعه حتى ضربه على أنفه بركبته مما جعل الآخر يفقد حواسه الخمسة ويسقط على الأرض بقوة


    والدم يسيل منه بغزارة

    والدم يسيل منه بغزارة


    وصل ياسين إلى مدخل العمارة ولكن قبل أن يدخلها وجد سيارة يحيى تتوقف أمامه بشكل سريع ومفاجئ مما جعلها تصدر صوت عالي من المحرك لينزل منها دون أن يعير أخيه أي انتباه وأخذ يصعد الدرج بسرعة يريد أن يصل إليها بأي ثمن


    فتح باب شقته المكسور لينظر للمكان المبعثر بصدمة وترقب ... دخل إلى غرفتها وهو ينادي بأسمها كالمجنون وهذا ما جعل تلك المسكينة تنهض من مكانها بخوف ولكن ما إن رأت يحيى يقف عند باب الغرفة حتى نزلت دموعها بعتاب


    لا تعرف أهي التي ذهبت له أم العكس حصل ولكن كل ما تعرفه هي ما إن رأته امامها حتى انزرعت داخل أحضانه وأخذ يعتصرها بذراعيه ويقبل رأسها بلهفة ليبعدها عنه قليلا وهو يقول بخوف بعدما احتضن وجهها بكلتا يديه


    حبيبتي أنتي كويسة.. صح


    أومأت له بنعم وهي تعود لتدفن نفسها بصدره ليحاوطها بحماية بذراعيه وهو يقول


    خلاااص ماتخافيش ، أنا جيت أهو


    نظر الى ياسين الذي كان ينظر الى زوجة أخيه باستغراب فهو توقع بأنها سافرة ومن أشكال بنات الوكر لأنها كانت خطيبة رامي سابقاً ولكن ما يرى الآن أبعد ما يكون عن تخيله خرج من ذهوله على صوت حودة الذي دخل عليهم وهو يقول


    الهجين خاربها بالقطاع ورامي هيموت على يده أكيد

    نظر ياسين بقوة الى يحيى الذي بادله النظرات بنفس قوتها وتوعدها


    ياسين هات مفاتيح شقتك ... ما إن طلبها يحيى منه حتى رماها له ليعطيها بعدها ل حودة وهو يقول .... خد غالية برا الوكر بسرعة طول ما الكل مشغول ومحدش واخد باله


    - يحيى .... قالتها غالية وهي تتمسك بمقدمة قميصه وتحرك رأسها بنفي فهي ترفض هذه الفكرة تريده أن يكون معها لتطمئن


    حاوط وجنتيها و قبل جبهتها وهو يقول باطمئنان - قولتلك ما تخافيش..... طول ما أنا عايش يا قلب يحيى أنتي .


    احتضنها بحماية وهو يستنشقها بقوة ثم أخذ ينزل معاها للأسفل ليجعلها تصعد بسيارته بالخلف وما إن استقر حودة خلف الدركسيون حتى نظر له يحيى وهو يقول بتحذير


    - مش عايز أوصيك بالحفظ والصون يا باشا ... رقبتي قصاد خدش منها


    قالها حودة بجدية تامة ثم أنطلق بعدها الى خارج الوكر ....


    وما إن اختفى من أمامهم حتى أخذ يحيى يركض نحو القطاع وهو ينزع التيشيرت مستعدا بشكل تام للقضاء على الآخر وخلفه ياسين ... يا الله يريد أن يصل لذلك الحثالة ويشرب من دمائه لعل هذا يقلل من نيرانه المندلعة داخل صدره ... وما إن وصل الى التجمع هناك و أراد أن يتخطاهم حتى...


    شاااهين ... صرخ بها يحيى وهو يحاول أن يحرر نفسه من الرجل الذي كتفه بقوة فهذه أوامر الهجين بأن يمنعوا أي شخص كان من التدخل وما إن نظر له شاهين بغضب وعينين من الجمر حتى صرخ يحيى بانفعال


    سيبه يا شاهين موت الكلب ده على إيدي أنا


    حرك الهجين رأسه برفض لما قال الآخر لينحني نحو فريسته ليربط عنقه بالجنزير الخاص به و أخذ يجره خلفه نحو البوابة أي مدخل الوكر الرئيسي غير آبه بمقاومته التي لا تذكر


    وما إن وصل إلى هدفه حتى علقه هناك كالذبيحة من عنقه ليرتفع صوت اختناقه وبرزت شرايينه وهو ينتفض بعنف ليبدأ خروج لسانه بشكل مخيف من فمه وما هي سوا دقائق من العذاب مرت عليه حتى سكن جسده بهدوء معلناً عن مغادرة الروح منه


    أخذ شاهين يتنفس بعنف من أنفه كالتنين الغاضب لينزل من مكانه وذهب نحو أخيه الذي كان ينظر له بقهر ليسحبه من خلف عنقه نحوه ليقبل رأسه ثم وضع مقدمة رأسه بخاصة الآخر وهو يكمل بعصبية


    لاااااااااا عاش ...... ولاااااا كان ..... اللي يفكر بس أنه يكسر عين يحيى اللداغ اللي طول ما أنا فيا نفس هكون بظهره وسند ليه


    ابتعد عنه يحيى وهو يبتسم بتأثر من كلماته هذه ليحتضنه بقوة وهو يربت على كتفه


    خرج سلطان من بين حشود الموجودين واقترب من جثة رامي وما إن تمعن بالنظر به حتى أخذ يحرك رأسه برضا ثم أشار إلى رجاله وهو يقول بأمر وصوت خشن

    خرج سلطان من بين حشود الموجودين واقترب من جثة رامي وما إن تمعن بالنظر به حتى أخذ يحرك رأسه برضا ثم أشار إلى رجاله وهو يقول بأمر وصوت خشن


    ارموه برا الوكر لكلاب السكك تنهش لحمه الخاين ده عشان يكون عبرة للي تسوله نفسه أنه يلعب معانا


    بعد ساعة زمن من هذه الأحداث في القبو الخاص بتجمعاتهم كان يجلس هو وياسين على الأريكة يورث سيجارته بهدوء ليسحب منها نفس عميق وما إن عاد بظهره للخلف حتى زفر الدخان باسترخاء ليبتسم بسخرية من طرف شفتيه عندما سمع سلطان يقول له بإطراء


    أيوة كده يا هجين هو ده الشغل التمام ... خلي الكل يسمع إنك لسه مسيطر و كمان أكثر من زمان


    شاهين بضجر من غير لوك كتير جامعنا هنا ليه ... هات من الآخر


    ليقول سلطان بشر ماااشي هجيب من الآخر ..... بنات سعد


    نظر له شاهين بحذر ما لهم ؟؟؟


    عايزهم .... ما إن قالها سلطان حتى رد عليه الآخر باستهزاء


    ابقى اتغطى كويس قبل ما تنام


    سلطان بعصبية - أنا بأتكلم جد


    تو ... أنت بتهزر ... عشان أنا لو أخدت كلامك ده جد

    هعلقك مكان رامي بإيديا دول ... قالها بتهديد صريح لما يريد أن يفعل ليصرخ الآخر به


    شاااااهين أنت نسيت نفسك


    اللي عندي قولته ... ما إن قالها وهو يهم بالنهوض إلا أن سلطان منعه وهو يدفعه من صدره ليعود الى مكانه وهو يقول بغضب - استنى أنا لسه ماخلصتش كلامي


    اللي أنت عايزه زي عشم ابليس بالجنة... عمره ما هيحصل


    - أنت بتتحداني


    اعتبره اللي ييجي على هواك بس بردو مش هيحصل


    ما إن نطق شاهين هذه الكلمات بغطرسة حتى أخذ يتبادل النظرات القاتلة الممزوجة بالتحدي مع الآخر ولكن سرعان ما تحولت ملامحه الى الاشمئزاز عندما جاءه صوتها الناعم وهي تنزل درج القبو


    لاء لاء ... ده شيطان ودخل ما بينكم أكيد ... اهدى كده يا حاج ده شاهين حبيب القلب اااء قصدي حبيبك .... قالتها زينة وهي تقترب من سلطان وأخذت تطبطب عليه بدلع بعدما وضعت صينية


    الأكل على الطاولة أمامهم


    تأفأف شاهين بضجر ليلتفت وهو ينوي الخروج إلا أنه توقف ما إن وجدها تتعلق بذراعه وهي تقول بمياعة مثيرة لأي رجل إلا هو


    استنى بس رايح فين تعالى تغدا أنت أكيد على لحم بطنك من الصبح


    أبعد يدها عنه بضجر مش عايز


    زينة بهيام عشان خاطري ولا أنا ماليش خاطر عندك


    رفع حاجبه باستنكار وقال مالكيش طبعاً ايه العشم ده !!


    ضحكت بدلال وهي تضربه بخفة جاتك إيه يا شاهين ... ما تقول حاجة يا حاج ااا الله أنت هتسيبه يمشي كده زعلان


    أقعد يا شاهين دي ماكنتش كلمة قولتها قلبت حالك بالشكل يا لا يا ياسين قرب أنت كمان وسمي باسم الله ده


    من غير ما تقول هاسمي أنا هموت من الجوع ... قالها ياسين وهو يجلس بالقرب من الطعام وأخذ يتناوله بشراهة غير آبه بالحوار الدائر حوله


    تنهد شاهين بضجر عندما همست له الأخرى بخفوت تعالى دوق أكلي ده أنا عملته بإيديا دول عشانك


    كلامك ده كفيل أنه يسد نفسي من هنا لشهر قدام أوعي كده ..... قالها و يتركها ويذهب لم يلبي نداء سلطان عليه مما جعل زينة تلحق به بلهفة حاولت ان تداريها أمام سلطان الذي أخذ يضرب كفيه ببعضها وهو يقول بضيق


    عنيد ومحدش قادر عليه وشوره من دماغه


    و ايه الجديد في كده شاهين طول عمره كده ... قالها ياسين

    وهو يلتهم الحمام المحشي الساخن بحماس لينظر له سلطان بتمعن ثم سأله بخبث


    سيبك منه وقولي وصلت لفين مع بنت سعد الكبيرة


    شرب الماء بعدما قال بلا مبالاة - هانت


    هانت ؟؟؟؟؟ أوعى يا ياسين تكون عاجبتك بجد


    أخذ يمسح يده وهو يقول بشرود و إيه يعني لو حصل ده ...؟؟؟


    سلطان بانفعال لااااء ده يعني كتير أوي ... ماتنساش نفسك أنت مش رايح تحب وتعشق


    ياسين بضيق - حب إيه بس هي عجباني و عايزها مش أكثر من کده


    وماله .... خدها واتمتع بيها بس أكثر من كده لاء أوعى هاااا أوعى تنسى نفسك معاها إن أنت ابن سامر اللداغ وهي بنت سعد قاتل أبوك وعمك ... أنا كبرتكم وتعبت عليكم عشان ناخد تارهم ... البنتين دول لازم تجيبهم هنا صدقني يا ياسين دي مش بس هنرد فيها تارنا دي هتبرد ناري أنا شخصياً


    قطب ياسين حاجبيه وهو يقول بتساؤل


    ليه ..... أنا عايز أعرف ليه كل الحقد ده لسعد الجندي كنت تقدر تقتله من زمان وتنهي كل ده ليه سبته السنين دي كلها


    اليوم اللي مات فيه ماهر اختفى سعد مع البنات قلبت مصر عليه ومالقتوش

    ياسين بشك طيب ... ليه كل همك إنك تجيب بناته هنا ليه مش بتكتفي بسجنه.. أو قتله بس ايه كمية الحقد ده كله


    سلطان باعتراف خفي لم يفهم عليه الآخر البنتين دول بنات عدوي ... وأنا وعدته إني هربيهم بنفسي بس سعد هرب بيهم وعرف يحميهم مني بس بمساعدتك أنت وشاهين هعرف أرجعهم لأصلهم لأني من غيركم مش هاقدر .... هر جعهم غوازي هنا ... هيكونه سلعة للمتعة للي رايح واللي جاي .


    وما بقاش سلطان لو ما نفذتش ده حتى لو كان آخر حاجة أعملها قبل ما أموت


    قال الاخيرة وهو يتركه ويخرج من القبو تاركا خلفه ذلك الذي أخذ يفكر باستغراب وهو يقول


    غريب حقدك ده .... ده أنا نفسي مش حاقد عليهم زيك مع إن التار ده تاري واللي مات ده أبويا وعمي..... بس أكيد في سر ورا ده كله


    مساءً في فيلا الجندي


    ما إن أوقف سيارته أمام المدخل الداخلي حتى نزل بتعب نفسي قبل أن يكون جسدي ليرفع حاجبه باستغراب ما إن وجدها تقف أمام حوض السباحة تعطيه ظهرها تتحدث بالهاتف باندماج شديد لدرجة


    أنها لم تشعر به وهو يقترب منها ليسمعها تضحك بخجل وهي تقول


    لاء مش هينفع أخرج دلوقتي .... ياااسين بطل بقا

    عيب كده ... هههههههه وأنا كمان ... حاضر هكلمك بعد العشا ... ماشي وهنسهر كمان يا لا سلام بقا لحسن ماما تقفشني و وقتها ليلتي هتبقا كحلي هههههه


    ضحكت وهي تنهي المكالمة معه بسعادة كبيرة ولكن ما إن التفتت حتى ذبلت ملامحها لتنظر الى الأسفل بخجل شديد وأحراج ممزوج بصدمة عندما رأت والدها ينظر له بعتب


    نزلتي راسك ليه ؟ هاااا ليه ؟


    لتقول ميرال باختناق من الموقف بأكمله بابا أنا


    سعد بتحدى أنتي غلطانة لدرجة مش قادره تحطي عينك بعيني..... صمت قليلا وهو يتأمل منظهرها هذا الذي لم يتوقع أنه سيراها يوماً به ابداً


    اقتربت منهما كلا من داليا وسيلين وهما تنظران لهما بتساؤل وفضول ماذا هناك ... ولكن ما زاد استغرابهما أضعاف ما إن أكمل سعد كلامه بضيق غاضب


    أنا مش هقولك ليه ... ولا هعاتبك ..... بس كل اللي هقوله انسي إني ممكن أديكي ليه ..... لو كان آخر راجل بالعالم مش هتتجوزيه يا ميرال


    نظرت له ميرال بدموع وهي تقول ليه ؟؟؟؟


    هو إيه اللي بيحصل ... في ايه ... قالتها داليا وهي تنظر إلى ميرال ثم تنظر الى زوجها الذي احمر وجهه من انفعاله

    تجاهل سعد سؤال زوجته واقترب من ابنته وقال بغضب اللي عندي قولته


    أيوة بس أنا بحبه .... ما إن نطقتها حتى صمتت بسرعة مصدومة وشهقت سيلين بخوف عندما وجدت كف والدها نزل بكل قوته ليرتطم بوجنة ميرال وهو يصرخ بها بانفعال


    بتقوليها في وشي هي دي أخرتها ..... الظاهر انا معرفتش أربي كويس .... اطلعي على اوضتك وماتورنيش وشك


    بابا أنا آسفة مش قصدي والله ... قالتها وهي تحاول أن تقترب منه إلا أنه ابتعد عنها ورفض اقترابها هذا وهو يقول بوجع


    كسرتي ثقتي فيكي يا ميرال كسرتيهااااا و عشان مين ؟؟؟؟ هاااا ... والله ما هخليه يشوف ظفرك.... تنسيه وتشيليه من عقلك غصب عنك فاهمة


    صرخت میرال بانفعال لاء مش هنساه


    ميرال انت تجننتي ... قالتها داليا بحدة وغضب فهي بدأت تتجاوز بكلامها دون أن تشعر بذلك


    فضل سعد متجمد بمكانه وهو لا يصدق بأن التي أمامه ميرال ابنته الرزينة الهادئة المطيعة لا يرى الآن سوا تمردها وتعلقها الشديد بالآخر لدرجة بأن تقف بوجهه وترفض نسيانه


    تحركت تفاحة آدم في عنقه بحركة فاشلة ليبتلع ريقه الجاف ... رفع يده التي ترتجف من تشنج اعصابه ليخرج هاتفه من داخل سترته ما إن ارتفع رنينه


    ضغط على زر الإجابة ووضعه على أذنه دون أن يرى من المتصل ونظره ما زال معلق بتلك التي خيبت ظنونه بها ، ولكن قبل ان ينطق بحرف حتى اتاه الخبر الكارثة الذي جعله يركض نحو السيارة بسرعة دون ان يرد على تساؤلات داليا


    أما سيلين ما إن رأت والدها يتركهم ويذهب حتى لحقت به وصعدت الى جانبه دون أن تسئله ماذا هناك فهو بحالة لا تسمحلها بمناقشته


    أخذت تنظر للطريق المظلم تارة وتارة أخرى الى والدها بخوف ... تشعر بأن والدها سيفقد وعيه فعلى ما يبدو ضغطه ارتفع


    لفت انتباهها بأنهم يقتربون من تجمع ناس وسيارة إطفاء تحاول أن تطفيء المخازن الخاصة بشركتهم وبالفعل صدق حدسها عندما وجدت والدها ينزل بسرعة وترك الباب مفتوح وما إن رأى بأن النار أكلت كل شئ وما تزال ملتهبة بشكل مربع


    حتى سقط على الأرض الرملية ولمعت عينيه بقهر أمام عينيه محصول تعب السنين كله يحترق ... جميع المخازن تتحول الرماد أمامه ولا يستطيع أن يفعل شيء .


    أغمض عينيه بأسى عندما وجد صغيرته تحتضنه من الخلف وهي تدفن وجهها بكتفه وتقول


    بابا .... حبيبي ..... أوعى تزعل نفسك عشان خاطري كل شيء يتصلح أهم حاجة احنا نكون مع بعض صح مش ده كلامك


    تعبي كله راح هباء يا سيلين.... فداك فلوس الدنيا كلها... بابا ... أنت أهم من ده كله

    نهض بتعب وأخذ ينظر الى ياسين الذي كان يتكلم بانفعال مع أحد الضباط وما إن انتهى حتى اقترب منه و وجهه ملطخ باللون الأسود بسبب الدخان


    ياسين بقهر - لازم نروح ع المركز نشوف اللي حصل ده بفعل فاعل ولا ماس كهربائي


    أومأ له سعد ثم نظر الى ابنته وهو يقول يا لا بينا أرجعك عشان ألحق أشوف ايه الحكاية


    سيلين بترجي بس أنا عايزة أجي معاك . صرخ بها سعد بأرهاق تجي فين بلاش تجننيني .... هو أنا ناقص هم عشان تزيديها عليا أنتي كمان


    نزلت دموعها بحزن على هيئة والدها وهي تحرك رأسها له بنعم..... ثم تحركت أمامه متوجهة الى السيارة وماهي سوا مسألة وقت حتى أوصلها الى الفيلا وذهب ليحل تلك الكارثة التي وقعت عليه لتنظر بوجع قلب الى أثر غبار سيارته الذي ترکه خلفه


    التفتت لتدخل ولكن رنين هاتفها جعلها تتوقف لترفع حاجبيها بترقب عندما رأت رقمه ينير الشاشة ما إن أجابته حتى سمعته يقول بشكل مباشر وثقة مخيفة


    قرارك إيه


    ردت عليه سيلين بخفوت وكأنها ترفض أن تصدق ما يحدث معهم أنت السبب بالحريق اللي حصل صح


    ضحك بشر ثم قال ما إن صمت بجدية بحب ذكائك .... ما أنا قولتهالك .... اختاري يا كبريائك يا باباكي .... والقرار ليكي


    أنت أحقر إنسان شفته بحياتي كلها ولو تفضل آخر حد في العالم مش موافقة إني ارتبط بواحد زيك لو مهما عملت ساااااااامع لو مهما عملت


    - هنشوف .... قالها ثم أنهى الاتصال مما جعلها تجلس على الأرض تبكي لتصرخ بعدها بانفعال وحقد العالم تجمع لديها وهي تقول


    بكرهك ياااااا شاهين !!!!!!!!! بكرهك !!!!! 

    نائمة بوسط سرير وثير مريح ولكن هذه الراحة كانت أبعد ما يكون عنها ، قطبت جبينها بضيق وأخذت تحرك رأسها بالاتجاهين بانزعاج من الكابوس الذي تراه الآن فعقلها الباطن كان يكرر ما حدث معها كله بالصوت والصورة ليتعرق جسدها بقلق وتوتر و مشاعر الخوف سيطرت عليها مرة أخرى لدرجة بدأ نفسها يضيق وصدرها يؤلمها وكأن هناك ثقل عليه لتعجر حتى عن الحراك.....


    توالت عليها ذكرياتها وكأن شريط حياتها كلها أخذ يمر أمام نظرها منذ صغرها حتى وصلت للوقت الحالي لتخرج منها شهقة عنيفة جعلتها تنتفض من رقدتها هذه الى الجلوس وهي تفتح عينيها الى أقصى حد هذا غير صوت تنفسها العالي الذي ملأ الغرفة


    کرمشت وجهها وهي تضع يدها على صدرها بوجع ليقع نظرها على الساعة المعلقة على الجدار لتجد ان الوقت قد تجاوز الواحدة بعد منتصف الليل


    رمت عنها الغطاء لتضع قدميها على الرخام الفاخر والبارد لتتوجه بعدها نحو الستارة وما إن ازاحتها و فتحت زجاج النافذة حتى أغمضت عينيها واحتضنت نفسها بخمول عندما مر بها تيار هواء منعش


    أخرجت رأسها منه وأخذت تنظر لهذا المكان الراقي التي هي به الآن ، لتسحب الأكسجين النقي بكل قوتها لتنتعش رئتيها وهي لا تصدق حتى الآن بأنها أخيراً قد تخلصت من ذلك المكان القذر المليئ بالمعاصي


    في الصالة انفتح الباب الرئيسي ليدخل الى شقة أخيه ياسين وهو يحمل حقيبة ثيابها وأخذ يبحث عنها بعينيه بلهفة وكأنه يريد أن يحتضنها ببصره قبل ذراعيه

    تنهد بعمق بعدما رمى الحقيبة على الارض وهو يرى الهدوء يعم الأرجاء فهي بعادتها تكون بوسط المكان تعلن عن حضورها بكل إعتزاز و دائماً ما ترمقه بتعالي وكأنه لا يساوي شيء أمامها ، أبتسم باتساع وهو يتذكر تفاصيلها العنفوانية ولكن سرعان ما خيم الضيق عليه وأخذ يتأفأف بحيرة وهو يفكر بما هو مقبلا عليه هل هذا بداية جديدة أم نقطة تحول لا تبشر بالخير


    وبعد تردد كبير وأفكار كثيرة لم توصله لأي استنتاج بدأ يحرك ساقيه بتثاقل نحو الداخل ليمسك أوكرة الباب ويفتحه بهدوء . ليجدها تقف أمامه بشموخها المعتاد الذي يعشقه عليها ، كان ضوء الغرفة منطفئ ولكن إضاءة الشارع العام الذي يضرب على وجهها من خلال النافذة التي تقف الى جانبها كانت تعطيها سحر لا يعرف كيف يصفه


    ياااا الله ... الكبرياء وعزة النفس خلقت لها فقط ، أنثى متمردة متعالية بتمردها عليه لتتوج ملكة على قلبه المسكين بشعرها الأسود المنكوش الذي دائما ما يراه يقف بعكس اتجاه مساره الصحيح


    أخذ يقترب منها ببطئ وهو يمرر نظره على قامتها الهشة ... ترتدي بيجامة قطنية واسعة تظهر من خلالها مدى نحافة جسدها الصغير ... كان من المفترض أن يكتب عليه هنا مصنع الأنوثة ومنتهى الجمال ، فهي حقاً مصدر الجاذبية والفتنة..... لا يظن بأن هناك امرأة في العالم تظاهيها فهي أخذت كل الحسن لها حصريا


    توقف قليلا ما إن لمح بمقلتيها نظرة... عتاب ؟؟ لم يتوقع هذا منها كان على استعداد أن يتقبل منها الكره ، الحقد ، بغض ، نفور ، خوف ، رعب ... كان على أتم الاستعداد لكل هذا إلااااااا أن يرى العتاب منها ممزوج بألم وخيبة ظن


    أكمل طريقه لها ما إن رجف ذلك النابض بين أضلاعه عندما وجدها تبعد عينيها عنه بضيق


    كان قد قرر مع نفسه قبل أن يدخل لها بأنه لن يقترب منها بشكل مباشر الآن لكي لا تنفر منه فهي بالتأكيد ماتزال متأثرة بما حدث لها ... أراد أن يعطيها مساحة لتستوعب كل ما حدث معها حتى الآن ....


    ولكنه ضرب كل هذه القرارات بعرض الحائط عندما وجدها أمامه بكل هذا الإغراء


    لاحظ بأن ملامحها تمتعض بضيق كلما تقدم منها وصلت الى درجة وجدها ترفع كف يدها أمامه لتمنعه من الاقتراب أكثر وهي تقول باختناق


    خليك بعيد ما تقربش مني


    احتقارها له بهذه الكلمات كانت بالنسبة له أحلى من العسل فهو لا يصدق حتى الآن بأن ذلك الحثالة لم يؤذيها ... كان فاقدا للأمل ... يقسم بأنه وصل إلى حافة الجنون بسببها هي


    تجاهل رفضها من الاقتراب منها ليطبق عليها بجسده الضخم وهو يحتجزها بينه وبين الحائط وما إن دفن وجهه بعنقها حتى تذوق بشرتها الناعمة بقبلة مباغتة عميقة جعلت روحه ترتد له ما إن رسم ملكيته عليها باحتراف ثم أخذ يتحسس شریانها النابض بشفتيه الحارة وهو يهمس لها بهوس بعدما كتفها من معصميها بسبب مقاومتها الشرسة له


    للحظة كان عندى استعداد أني أخنقك بإيدى وأدفنك بنفسي

    ولا غيري يضمك لحضنه ويشم ريحتك دي زي كده ... موتك أهون عليا من إنك تكوني لغيري


    ابتعد عنها قليلا ما إن لاحظ التواء رقبتها بمحاولة بائسة منها لتبعد نفسها عنه وهي تقول بصوت يرتجف متذبذب ولكن مليئ بالضيق منه ومن تصرفاته الطائشة - أنت مريض ... تقتل القتيل وتمشي بجنازته ... وهو كان مين السبب بكل اللي حصلي ده ... مش انت


    حرر معصميها بهدوء وأخذ يبعد خصلاتها الهائشة عن وجهها الذي يضاهي القمر جمالا بنظره هو ، أحتضن وجنتيها واقترب من جبهتها ليقبلها بقبلة طويلة مليئة بالحنان ليرجف جسدها بشكل تلقائي من ذلك الشعور الغريب الذي غزاها بشكل مفاجئ


    ابتعد عنها بعدما طال الصمت بينهم ليسحبها خلفه الى الصالة الخارجية بعدما غلف يدها الناعمة بكفه بحب واضح ولكن هذا لم يدوم كثيراً عندما وجدها تسحبها منه لتذهب وتجلس على أريكة منفردة لتميل بجذعها العلوي لتسند مرفقيها على ركبتيها وضمت كفيها بقبضة فوق شفتيها لتشرد نظراتها للبعيد


    منظرها هذا جعله يرتعب هل هي الآن تفكر بأن تتركه ؟؟ وبالفعل صدق حدسه ما إن نطقت بجدية متغلفة بالبرود


    أظن إن اللعبة أنتهت لحد كده ... صح ....!!!! يعني أنا دوري انتهى ... وأنت اللي كسبت على رامي وقدرت إنك تسرقني منه زي ما كنت مخطط سببك كان تافه زيك


    صمتت قليلا وأخذت تبتلع لعابها ثم أكملت بنفس برودها .. على العموم أاانا لا هلومك ولا هعاتبك وأقولك ذنبي ايه إنك دخلتني بدوامة مالهاش آخر عشان تثبت انتصارك على خصمك لأن

    باختصار كل اللي حصل معايا بالشهرين اللي عشتهم معاك خلوني أكبر يجي عشر سنين على عمري و أكبر دماغي من كل اللي بيحصل حوليا ، فعشان كده أنا عايزة منك حاجة وحدة ... وحدة بس


    يحيى بترقب اللي هي ؟


    رفعت نظرها له وقالت بحرقة ظهرت من خلال نبرتها الجادة أحلفك بالله وبالعشرة اللي ما بينا إنك تعتقني لوجه الله ... طلقني يا يحيى


    شحب وجهه من ما سمعه ليقول بترجي طفيف اديني فرصة تانية ياغالية وخليني اوريكي خيري زي ما وريتك شري


    ابتسمت بألم فهي لأول مرة تسمعه يلفظ اسمها صحيح ..... لتنطق بجدية بعدما حسمت أمرها


    أنا بعد اللي شفته منك ما بقتش عايزة منك أي حاجة أنت إنسان شهواني بتمشي ورا ملذاتك خمر وبنات وفي منكر ومش عامله لدرجة خلتني أغرق معاك بعالم عمري ما كنت متصورة إني هشوفه غير بالأفلام


    حرك رأسه بقبول وقال باعتراف شوفي كلامك كله ده صحواللي حصلك مني مش قليل بس مستحيل أقبل إنك تمشي ... غصب عنك هتفضلي معايا لأن معنديش أدنى استعداد أسيبك


    غالية بضيق - إيه غصب عنك دي ..... أنت تاني هتجبرني عليك


    يحيى ببرود ايوة

    يعني مش هترحمني وتخلصني منك بقى .... ما إن قالتها باختناق حتى أتاها رده المباشر لاء


    غالية بانفعال يحيى !!!! بلاااااش تستفزني بطريقتك دي ، أنا خلاص قرفت منك ومن عيشتك ومن وجودك حوليا ... ارحمني بقا والله تعبت اعتبر نفسك ماشفتنيش بحياتك ... اعتبرني مت باللي حصل يا أخي وعيش من غيري واكسب فيا ثواب


    يحيى بحب غريب لم يفهمه هو ايضاً - بس أنتي ما موتيش وأيوه العيشة معايا غصب مش هيفصلك عني غير الموت ... يا بموتي يا بموتك ... يا بنت الناس افهمي بقا أنتي بقيتي عندي أغلى من الروح بذات نفسها ولو مش مصدقاني أنا ممكن أحلفلك ع المصحف واااء...


    قطع كلامه بصدمة ممزوجة بوجع ما إن وجد دمعتها تنزل من مقلتها بهدوء تام كشاهد على حزنها ، حاول أن يمسحها إلا أنها أبعدت نفسها عنه لتنزل دمعة أخرى لتليها بالثالثة وما هي سوا جزء من الثانية حتى غطت وجهها بكفيها لتجهش ببكاء مرير كالأطفال وكأن صبرها انتهى لحد هنا


    وهذا ما جعل يحيى يجن جنونه وتقطعت أوتار قلبه عليها ... وهو لا يصدق هل غلاته تبكي الآن ، ليجلس بسرعة على الأرض عند قدميها حاول أن يبعد كفيها عنها ولكنه أبت ذلك ليسحبها من ساعدها الى الأسفل أي نحوه ليجبرها أن تنزل له وتجلس الى جانبه لاااا ليس الى جانبه بل جعلها داخل أحضانه وهو يحاوطها بذراعيه وكلما ارتفع صوت شهقاتها المعذبة زاد هو من احتضانها ودفنها بصدره أكثر وأكثر


    وهذا ما جعلها تضربه على منكبيه بقوة بقبضتها الصغيرة وهي تقول بانفعال سبني ... أوعى كده مش طيقاك


    ابعد رأسها من صدره قليلا بعدما قبله ثم أخذ يمسح عينيها الكحيلة الدامعة وهو يقول بهمس ونظرات الإعجاب الصادرة منه على استعداد تام لأكلها نية


    أعمل إيه وترضي عني .... هاااا قولي ... قولي ياغلاتي يرضيكي إيه عشان تبقي جنبي وأنا أعمله أدفعلك عمري ... والله روحي تهون ليك


    مش بدماغي حاجة دلوقتي .... قالتها بتوتر من قربه ولكن سرعان ما کشت روحها منه بقرف وهي تكمل برفض ... وبعدين مش هفضل معاك مهما عملت .... شيل إيدك دي عني وما تلمسنيش تاني بها أبداً


    ما أوعدكيش بده ..... قالها وهو ينظر لها كيف تبتعد عنه متوجهة لتلك الغرفة التي استيقظت بها متجاهلة كلامه هذا ولكن ما جعلها تلتفت له بصدمة من جرأته ما إن أكمل .... ماهو اللي يدوق طعمك وحلاوة قربك يدمنك وما يقدرش يبعد عنك تاني


    بالراحة ع الباب يا غلا دي مش شقتي ... قالها بمشاكسة ما إن وجدها تغلق الباب بوجهه بكل قوتها ، ليبتسم بعدها بسعادة فهو لاحظ احمرار وجنتيها خجلا منه هذا يعني أنه استطاع ان يأخذ منها استجابة


    نهض عن الأرض واستلقى على الأريكة باسترخاء ونعاس ولكن عكر مزاجه رنين الهاتف المزعج ليخرجه بتأفأف من جيب بنطاله


    أيوة يا حودة عايز ايه


    >كنت عايزني أبلغك بأخبار بيت خليل أول بأول عشان تكون على اطلاع دايما باللي بيحصل معاهم


    أنت هتشرحلي ولا ايه ..... ادخل بالمفيد يا حودة هو أنا ناقص وجع دماغ


    - أم الست غالية


    مالها ؟؟


    نقلوها للمستشفى الظهر ... ما إن قالها حتى اعتدل بجسده بسرعة وقال ليه فيها ايه ؟؟؟


    سكتة قلبية ... بس حالتها مستقرة نوعاً ما


    يحيى بأمر انقلها مستشفى خاص وخلي عينك عليها والفواتير مهما كانت تندفع فورا .... ما تستخسرش فيها أي حاجة عايز كل حاجة تبقا تمام ... مش عايز أوصيك


    اعتبره حصل بالحرف يا باشا ... بس هو !!!!! صمت حودة بتردد ليقول الآخر بحسرة وهو ينظر الى باب غرفتها


    - فهمتك .... عايز تقولي مش هتجبها تشوف أمها


    بالضبط كده


    بصراحة لاء ليه


    - مالكش في .... اتكل على الله وبلغني بكل جديد


    تمام سلام


    سلام ..... أنهى المكالمة وأخذ يقول مع نفسه وكأنه يريد أن يخدر ضميره هذا إن كان يملكه اساسا


    مالي اتخنقت ليه ... أنا عملت كده عشان لو أخدتها تشوفها مش هترجع معايا وهتشبط بمامتها وأنا ده مش هقدر ... اووووف خلاص هاخدها بس مش دلوقتي هستنی کم يوم كده يمكن أعرف أميل دماغها عشان اضمن وجودها معايا ..... ايوه أنا كده صح ... هما كم يوم بس مش أكثر


    الوقت : قريب الفجر المكان الصحراء الغربية بالتحديد بالواحة البحرية كان يصدح صوت هجان الغاضب بالأرجاء بعدما سمع بموت رامي


    غبي .... غبي ... قولت ليه ماتتصرفش من دماغك بلاش تهور .. أهو راح بشربة مية ... و عشان ايه عشااااااان ست .... ومش بعيد أكون أنا المرحوم التاني لو متصرفتش صح المرادي .... لازم اهدى كده وأفكر بتأني واللي هيساعدني بده أنت


    قال الأخيرة وهو ينظر الى ذلك الشخص الذي يجلس أمامه بتكبر وهو يريح ساقه على الأخرى ولكن كلماته هذه جعلته يستقيم بطوله وهو يقول


    غالب بصدمة واستنكار - أنا ... أساعدك ... أنت نسيت نفسك ولا ايه


    هجان بضيق الله الله ... وليه الغلط بس ... ما هو المنطق بيقول عدو عدوي صاحبي ... واهو احنا الاتنين أتعلم علينا من الهجين اللي بقا طايح في الكل وماعتقش حد .... لا ابن حتته اللي هو أنا ولا صاحب البدلة والمركز اللي هو أنت عرف يخلص من لدغته .... يعني احنا في الهوا سوا ومافيش حد احسن من حد


    غالب بقلق أيوة بس احنا مش قده هجان بضجر اتكلم عن نفسك.... لو أنت طري وخايف تاخد حقك وقررت تطاطي ليه أنا لااااا وألف لاااا


    غالب بغضب - ماتحترم نفسك يا جدع أنت وتحسن ملافظك


    متأسفين يا بتوع المدارس والكلام المتزوق


    ناوي على ايه مع شاهين باشا ... ما إن قالها باستفسار حتى رد عليه الآخر بقرف باشا عليك مش عليا


    مش وقت الكلام ده قولي ناوي على إيه خلصني


    ليقول هجان بفحيح يحيى اللداغ غالب بترقب ماله نلاعب شاهين ع النقطة دي


    وليه يحيى ما نلاعبوا ب ياسين على الاقل ده أخوه


    صرخ به هجان برعب اااااايه ياسين ..... أنت تجننت ... عايزنا نلاعبه على ياسين ....!!!!!!! ده ياسين يبلعنا قبل ما نقرب منه حتى .... أوعى يغرك شكله وتقول أنه فريسة سهلة ده لو نفع أصلا إننا نقول عليه فريسة ده فك مفترس


    ياسين ما بيقلش خطورة عن شاهين .... بقا احنا عايزين نخلص من شاهين نقوم نلفت نظر ياسين لينا عشان نروح بخبر كان صح .... ولو جثة رامي جات لحد هنا ده

    كرم أخلاق من الهجين ... احنا بقا لو لعبنا تاني مش هيبقا لينا جثة من الأساس هيبخرنا ابن اللداغ


    أنت أوفر أوي


    هجان بعدم فهم ااايه ... أنت بتقول إيه ... إيه لوفر دي


    اوفر ... يعني انت بتبالغ بوصفك


    لاء ياخويا ما ببالغش أنا ... شاهين عنده مبادئ بيلعب عليها وفي حاجة نظيفة جواه ... مش زي التاني اللي راضع مع ابليس بذات نفسه ... وما بيعترفش بأي حاجة غير اللي بدماغه ... عايز تموت موته وسخة عادي ياسين


    يعني أفهم منك ياسين أخطر من شاهين


    الأخوة دول أنقح من بعض ما يتحزروش ... بس اللي أنا متاكد منه هو إن الاتنين بيدوك تذكرة ذهاب بلا عودة للعالم التاني .... فعشان كده لازم نتغدا فيهم قبل ما يتعشوا فينا


    فتح غالب عينيه برعب اااايه فيهم دي ... أنت بتجمعهم ليه ... هو احنا قادرين على واحد عشان نيجي جنب الثاني


    هجان بسذاجة - تصدق صح أنا شكلي كده تحمست ودمجتهم بحسابنا ... بس خلينا بالمهم واللي هو يحيى اللداغ


    ماله ده بقا


    أضعفهم ... بس ابن اللعيبة شايل شغل الوكر كله على أكتافه .... نقدر نضرب شاهين عن طريقه هو غالب برفض أنت اتجننت .... هو أنت ما شفتش هو عمل ايه برامي لما فكر يقرب منه


    - ما التاني غبي ... ودخل يلعب بغباوة ... هو في حد عاقل يدخل وكر الافاعي برجليه وعايز يطلع منه صاغ سليم من غير ما يدفن بمكانه


    طب هنعمل ايه


    هو من ناحية هنعمل احنا هنعمل بس ايه بالضبط دي بقى عايزلها تخطيط وتركيز لأن الغلطة بطلقة یا ریس


    غالب باشمئزاز وتكبر


    - إيه ريس دي اسمي غالب باشا منصور


    سحبه هجان من سترة بدلته وهو يقول بضيق منه لااا بقولك اااااايه عايز تحط إيدك في إيدي بلاش أنتكتك دي عليا وعيش عيشة أهلك ... هتقرفني من أولها هديك بالجزمة على وشك أنا بقولها لك اهوووووو


    في الصباح بعدما أشرقت الشمس لتنير الأرض بعد ظلمات الليل الموحشة ... في فيلا الجندي دخلت داليا الى غرفة ميرال بعدما طرقت الباب بهدوء لتبتسم بتعب ما إن رأتها جالسه على الأرض تحتضن ساقيها نحو صدرها وعينيها منفوخة من أثر البكاء المستمر


    اقتربت منها وجلست أمامها وهي تقول ما نمتيش صح

    هو من امتى حد فينا يعرف يدوق النوم وبابا لسه ما رجعش ... وحياتي يا ماما كلميه وطمنيني عليه


    تنهدت داليا وقالت أنا كلمته من شوية وقال إن ساعة زمن وجاي .... والله انا مش عارفة إيه المصايب اللي بترف علينا من كل حتة دي بس


    نقول إيه الحمد لله على كل شئ


    ميرال بتساؤل معرفوش إيه سبب الحريق


    ماس كهربائي ده اللي باين لحد دلوقتي بس التقرير الرسمي لسه ماظهرش


    صمتت قليلا ثم قالت بجدية حادة ولكن فيها من الليونة نوعا ما ميرال ، اللي حصل امبارح مش عايزه يتكرر ... أنا سبتك طول الليل كله تقعدي مع نفسك و تفكري وتشوفي إن تصرفك كان صح والا غلط ... أنا عايزك تحكمي على نفسك بنفسك .... باباكي تعبان وبلاش تزيدي تعبه


    أنا آسفة


    ليه هو أنتي غلطي بحقي عشان تتأسفيلي ؟؟ ماما .... ما ان نطقتها بغصة حتى دفنت وجهها بين ركبتيها تبكي بقهر وهذا ما جعل داليا تحتضنها بحنان رغما عنها حاولت أن تقسى عليها ولكنها لم تستطع ، قبلت رأسها ثم أخذت تملس على شعرها الناعم وهي تقول


    ليه حابة توجعي قلبنا عليكي ياميروا


    نظرت الى والدتها بدموع وقالت هو أنا مش من حقي أحب


    >من حقك بس ليه ماصارحتنيش ... ليه خبيتي عليا ... كم مرة قعدت معاكي وقولتيلي مافيش حاجة فجأة كده ألاقيكي غرقانه لشوشتك


    ميرال بتلقائية - ماهو ماكنش في حاجة أقولك غير أنه خطبني وأنا وافقت


    لتقول داليا بعصبية - لا والله واحنا فين من كل ده


    ميرال ببراءة لاء اسمعيني ... هو جاني وقالي أنه عايز يخطبني وكده ، فكان عايز يشوف رأيي إيه في الأول ... وأنا لما وافقت كان هييجي يتقدم بس أنتي شايفة الظروف اللي بنمر فيها اليومين دول


    طب قومي دلوقتي واغسلي وشك وانزلي شوفي أختك اللي قاعدة بالجنينه من امبارح دي ومش راضية تدخل قبل ما ييجي باباها .... أنا مش عارفة الاقيها منك ولا منها ولا من أبوكم اللي كل ما أكلمه يزعقلي ويطلع حرقة قلبه فيا ... ونبقى نشوف إيه حكاية سي ياسين بتاعك ده مع إني مش مرتاااحه ليه


    نظرت لها ميرال بحزن وهي تقول ليه بس


    حساه كده ملعب ومش سهل خالص وياخدك البحر ويرجعك عطشانة


    ميرال بعدم قبول لما سمعت عنه حرام عليكي ياماما والله ياسين مافيش منه


    أنا قولت هبلة محدش صدقني ... قومي يالا قدامي ننزل ده أكيد عاملك غسيل مخ ... واحنا مهما قولنا وزدنا مش هتشوفيه


    >غير زي ماهو عايزك تشوفيه


    ميرال باستفسار - يعني هتساعديني وتكلمي بابا ولا لاء


    ربك يسهلها من عنده ... بنات آخر زمن مافيش خشی ... قالت الأخيرة وهي تضربها على رأسها بخفه مما جعل الأخرى تضحك وهي تقترب منها وأخذت تقبل وجنتيها بشقاوة نادراً ما تظهر عليها ثم تركتها وذهبت الى الأسفل


    في الحديقة الأمامية كانت تمشي حافية القدمين على العشب الرطب .. تنظر بين الحين والآخر الى البوابة الرئيسية تنتظر رجوع والدها وهي تفكر بضياع بما يجب أن تقرر ، ذهبت نحو الأرجوحة الكبيرة وجلست عليها بتعب وهي لا تزال تائهة بكل ما يحدث ... لأول مرة تشعر بأنها عاجزة عن الفهم ما يدور حولها ياترى ماهو هدفهم الرئيسي من كل هذا


    ولكنها لم تصل لشئ سوا أن الأخوة اللداغ كالفيروس أصابها هي وعائلتها وبالتأكيد سيكون هناك خسائر فادحة لهم ... خرجت من أفكارها وتحليلاتها هذه على صوت أختها وهي تدفع الأرجوحة بخفة وتقول بحب


    - صباح الخير ياسيلي


    صمتت وانتظرت ردها ولكن كان السكون سيد الموقف وهذا ما جعل ميرال تذهب وتجلس الى جانبها داخل الأرجوحة وهي تقول بعدما تنهدت


    حتى أنتي زعلانة مني ... ليه مافيش حد بيفهمني


    رفعت سبابتها بوجه أختها وأخذت تقول بعصبية ناتجة عن خوفها عليها انا كل مرة اجي وأقولك خدي بالك من


    >دول ... انا مش مطمنه ليهم ... ده باين إن وراهم مصيبة تحذير ليكي اجي الاقيكي بتحبي سي زفت ومش بس كده ... لااااا تقفي قصاد بابا كمان عشانه أنتي اتجننتي


    ... وبعد


    ختمت كلامها ومسكتها من رسخها قبل ان تنهض وتتركها لتقول بعدها - خلااااص أنا آسفه لأني زعقتلك بس يا ميرو احنا عيلتك وبنحبك أكثر من أي حد والله كل اللي بنعمله ده من خوفنا عليكي


    أنتي عمرك حبيتي يا سيلي ... ما إن قالتها ميرال حتى أشاحت لها سيلين بذراعها وهي ترد عليها وتقول لاء ومش عايزة اتزفت على عيني


    ابتسمت ميرال ورفعت منكبيها وقالت يبقى ببساطة مش هتفهميني


    نظرت لها سيلين بعدم تصديق أنا اللي عايزة أفهمه حاجة وحدة بس فين ميرال أختي العادية الراسية اللي تصرفاتها رزينة وخطواتها محسوبة


    أنت ليه محسساني إني ارتكبت جريمة لما حبيت وأنتى يوم ما تزفتي ما تلاقيش غير ده وماله ده .... ياسين إيه عيبه إنسان مكافح شهم عرف يبني نفسه من الصفر ... واللي أهم من ده كله بابا بيحبه وبيثق في وبيعتمد عليه بكل صغيرة وكبيرة


    نهضت سيلين وقالت بأعصاب مشدودة وأهي الثقة دي احنا بندفع تمنها دلوقتي كل شي بيضيع مننا شوية شوية ... الفلوس طارت ع القرض.. المخازن احترقت ... ويا عالم هيحصل ايه بعد ده كله بس كل الخساير دي تهون قصادك ..... احنا مش هنستحمل

    خسارتك يا ميرال ... بابا مش هيستحملها


    لو مفكرة أنه بيحيني أكثر منك تبقي غلطانه ، دايما بشوف نظرة الفخر بعينه لما بيبصلك بلاش تخلي النظرة دي مكسورة ..... أبعدي عنه اسمعي مني ااااااابعدي عنه لأن كل المصايب اللي بتحصلنا دلوقتي بسببه هو وأخوه


    ميرال بتفاجؤ من هجوم اختها بهذا الشكل عليه سيلين !!!!!! بلاش كرهك ليهم يوصلك لده .... كل اللي خسرناه لحد دلوقتي هما كمان خسروا زيه وما تنسيش إن بابا وياسين هما الاتنين مع بعض بمركب وحدة وزي ما شايفة الاتنين بالمركز دلوقتي فبلاش كرهك ليه يخليكي تعلقي عليه كل اللي بيحصل ... ف لو أنتي شفتي حاجة غلط على أخوه ماتحاسبيش ياسين عليها... كل إنسان وليه طبعه


    قالت الأخيرة وكادت أن تدخل إلا أنها التفتت لها مرة أخرى وقالت ... وااااه ياسين اللي مش عاجبك كلمني وطمني على بابا وقال إن كل شيء تمام وأنه هيحل كل حاجة بنفسه .... كلمني لأنه عارف غلاوة بابا عندي قد ايه فمستحيل يأذيه فبلاش تخلي الأفلام اللي بتشوفيها تأثر عليكي


    اقتربت سيلين منها وقالت بحزن عليها ياااااه لدرجاتي بتثقي فيه


    ابتعلت لعابها وقالت طب بتثقي فيا أاااكيد


    عشان خاطري ... ابعدي عنه لو بتثقي فيا ابعدي ما إن قالتها سيلين حتى قابلتها الأخرى بنظرة عتاب ممزوجة

    بوجع... فالجميع يريدونها أن تبتعد عن حب عمرها لما لا أحد يفهمها ... ولكن قبل أن تنطق برفض حتى التفتنا معا نحو البوابة التي فتحت بشكل الكتروني ودخلت من خلالها سيارتين معاً


    بابااااا .... صرخوا بها وهم يركضون نحوه كالأطفال بسعادة ولهفة ما إن وجدوه ينزل من سيارته ليتلقاهم بذراعين مفتوحة ليضمهم نحو صدره بحماية وأمان وأخذ يقبل رأس كل واحدة منهن وهو يقول


    - ياروحي أنتم


    رفعت ميرال نظرها لذلك المكار الذي ينظر لها من بعيد وما إن التقت نظراتهما حتى بعث لها قبلة بالهواء بمشاكسة جعلها تخبيء وجهها بسرعة مرة أخرى بكتف والدها بخجل ، أما أختها كانت تنظر بحقد واضح الى عدوها الذي كان يقف بشموخ ليبادلها بنظرات واثقة وكأنه يريد ان يوصل لها رسالته وهي بأن كل ما أريده سأحصل عليه


    ابعدهم سعد من حضنه ما إن دخلوا ليذهبوا نحو المطبخ بعدما نادتهم والدتهم ... استدار سعد لأولاد اللداغ وقال بجدية - تفضلوا


    جلس شاهين بهيبته المعتادة وقال بقى كل ده يحصل بيوم واحد أغيبه


    سعد باستفسار سيبك من كل ده وقولي القرض هنعمل في إيه


    شاهين بعتاب - أنا نبهتك و قولتلك ان المدة قصيرة جداً بس حضرتك قولت أنه تمام وموافق عليه مش ده كان كلامك ولا أنا غلطان

    أيوة بس كانت المدة سنة مش شهر ... أكيد في حاجة غلط أنا مستحيل أمضي ع المدة دي


    شاهين بخبث وهو يخرج الملف من حقيبة عمله سنة ايه ؟؟؟؟ المدة كانت شهر والعقود الأصلية أهي قصادك وامضتك عليها ... أديتك أسبوع تدرس البنود قبل ما نمضي ونبهتك ع النقطة دي وأكيد حضرتك فاكر إني ما كنتش راضي عليها بس موافقتك خلتني أسكت وقولتلي أنا المسؤول لأن المشروع فكرتك ف ليه دلوقتي مستغرب


    سعد بإصرار لاء أنا متأكد إن المدة كانت سنة


    أخذ ياسين الملف وأخذ يدقق به بتمعن ثم قال السنة دي هي مدة اتمام المشروع يمكن كنت مش مركز لما درسته فعشان كده فكرت إن السنة دي مدة دفعت أول قرض


    سحب سعد الملف منه وأخذ يدققه هو أيضا ليشحب وجهه وهو يقول بعدما رماه على الطاولة أمامه أنا مستحيل أغلط الغلطة دي ...


    نظر له شاهين ببرود والله ده اللي حصل ده اللي باين عندي على العموم أنا هكلم مدراء البنك عشان الموضوع ده وتحاول إن الدفعه الثانية تكون بعد سنة


    والأولى هنعمل فيها ايه ... قالها ياسين باستفسار ليرد عليه أخيه لاء دي خلاص لازم تندفع مش بيدنا حاجة نعملها بالنقطة دي


    سعد بحيرة - أنا كنت مستني وصول حمولة الأسمنت والحديد عشان أتصرف فيه وأدفع القسط الأول بس معرفش ايه اللي


    >حصل وخلى الحمولة يتأخر أسبوعين كمان


    أنا سألت عن الحكاية دي وعرفت إن حرس الحدود متشددين


    اليومين دول أوي فعشان كده


    خير ... بإذن الله خير .....


    نستأذن احنا بقا .... ما إن قالها شاهين حتى نهض ياسين ايضاً معه وخرجوا لينظر سعد الى أثرهم بتعب ثم نهض وذهب الى المطبخ ليجد زوجته فقط


    فين ميرال ؟


    التفتت له داليا بتوتر وهي تقول بكذب


    طلعت تغير هدومها


    أومأ لها بشرود ثم تركها وأخذ يصعد الدرج بتثاقل شديد وكأن حمل العالم كله على ظهره


    في الخارج .... كانت تقف عند أحد الأشجار البعيدة عن الأنظار


    بيدها زهرة ملونة ما بين الأصفر والبرتقالي


    تأفأفت بضجر فقد تأخر عليها فهو بعث لها رسالة يطلب أن يراها قبل ان يذهب


    الحلو زعلان ليه ... قالها وهو يقترب منها لتهمس اسمه بفرحة


    ياااسين


    يا حب ياااسين .... قالها وهو يقلد نبرة صوتها الناعمة مما جعلها تضحك عليه وهي تضربه على صدره بدلال


    أدفع عمري كله قصاد الضحكة دي

    ابتسمت بسعادة شديد وهي تقول كنت عايزني في ايه بقا


    اقترب منه بشدة وقال - وحشتيني


    تنهدت بحزن وقال وأنت كمان بس مش هينفع أكلمك تاني نعممممم ... هو لعب عيال والا إيه ... قالها بحدة وضيق ولكن سرعان ما تدارك نفسه ... ليه بس كده يا حبيبتي


    مش كده بس بابا عرف ورفض الحكاية من الأساس ياسين بمسايرة - مالكيش دعوة بحد ازاي بس


    أخذ يقرص وجنتها وهو يقول هحل كل حاجة بلاش توجعي دماغك أنا هحارب الكل عشان أخدك منهم


    رفعت حاجبيها بتفاجؤ وقالت - بتحبني قد كده


    ياسين بمراوغة أنتي شايفة ايه ... عنيا بتقول ايه عضت ميرال طرف شفتيها ثم قالت بعدما تمعن بالنظر إليها عنيك بتقول أنا بحبك وبموت فيكي ومش هسيبك ابدا ابدا


    صدقيها بقا واوعي تشكي فيها ... بس اللي عايزه منك إنك تحطي ايدك في إيدي كده وماتسبنيش أبداً


    ميرال بصدق - عمري ماهسيبك ياسين بحماس ايووووه هو ده الكلام ...... هاتي بقا بوسة حلوة كده من الشفايف اللي بتسمع الكلام دي .... ختم كلامه وهو يدفعها أكثر على الشجرة ليسندها عليها وهو يقتحم ثغرها بتلذذ ممزوج بحب و رومانسية جعلتها تذوب بين ذراعيه من حرارة قبلاته ... يا الله كم هي محظوظة به وبحبه لها وهيامه بها


    >ابتعد عنها وهو ينهج ليقبل جبهتها وهو يقول


    - بحبك


    وأنا كمان بحبك


    مبسوطة معايا


    - أيوة


    أيوة ايه


    مبسوطة معاك .... بحبك يا ياسين بحبك أوي ... قالتها بصدق مشاعر نقية وهي تخبيء نفسها داخل أحضانه الدافئة بخجل ف الآخر أخذ يضحك عليها وما إن كاد يقبلها مرة أخرى حتى هربت منه بأعجوبة لتركض نحو الداخل وهذا ما جعله يضحك عليها أكثر وهو يقول بصوت عالي لتسمعه


    - ياااااجبانة


    عند شاهين كان يقف عند باب سيارته ينتظر أخيه نظر الى ساعة يده بضجر واستعجال فهو لديه أعمال كثيرة يجب أن ينجزها اليوم ولكن على ما يبدو بأنه سيتاخر بسبب ذلك المزعج


    لفت انتباهه تلك المهرة التي خرجت بعنفوانها وأخذت تقترب منه بخطوات سريعة وما إن وصلته حتى كادت أن تدفعه من صدره بغضب إلا أنه كبل يديها بسرعة وسحبها نحوه بعدما جعلها تستدير وبدلاً أن تضربه هي احتضنها هو بقوة بين ذراعيه المفتولتين بالعضلات


    كان ظهرها ملتصق بصدره العريض التي ضاعت بداخله ... أخذت تحرك نفسها بقوة لا تذكر وهي تقول سبني


    همس لها عند أذنها من الخلف - عاجبني تفضلي كده


    التفتت له بوجهها وهي تقول شاهين نظر الى لون عينيها الملون وقال بهدوء نعم


    سيلين بأمر ابعدوا عننا وسبونا في حالنا زوا مابين حاجبيه بجدية وقال بنفس هدوءه مش هيحصل الا اذا ..... وافقتي على عرضي


    تعمقت سيلين بالنظر الى حدقتيه وكأنها تريد أن تستكشف بما يفكر فيه ... لتقول بعدها باستفزاز اللي يشوف اصرارك ده عليا يقول يا بختها قد إيه بيحبها


    ابتعد عنها وحررها وهو يقول بإنكار تو حب إيه بس ... أنا عايزك رغبة مش أكثر


    سيلين باستفزاز أكبر ااااه قولتلي غريزة .... حيوان يعني مش أكثر


    مال برأسه على اليمين وهو يقول أنا مكنتش عامل حسابك ولا مفكر فيكي بس طولة لسانك دي هي اللي لفتت نظري ليكي


    اقتربت منه وأخذت تضرب سبابتها على صدره وهي تقول باستمتاع فهي أخذت تلعب بأعصابه


    أنت مكسوف تقول إنك وقعت فيا .... وإنك مش قادر تتنفس من غيري .... أنت مجنون فيا ..... مجنون بسيلين سعد الجندي مش كده ... قالتها وهي تحرك شعرها بغرور متناهي متعمدة به ثم أكملت بتكبر


    قول قول عادي حصلت كتير مع غيرك يعني مش أنت أول ضحية ليا.... بس اللي يكسف بجد هو إنك تيجي بهدف إنك تدمر بابا لسبب ماااا أنا معرفوش لحد دلوقتي بس اااااكيد بالمستقبل هعرفه ... يعني تيجي عشان تنتقم منه تلاقي نفسك هووووب بدل ما توصل هدفك تلاقي نفسك ضايع بغرام بنته


    اقتربت منه وأكملت بجدية تامة


    أنت مش بس بتحب بنت عدوك لاء أنت بتعشقها لدرجة مش عارف تعمل إيه والا إيه عشان توصلها ..... وأنا بقولك أهو إنك عمرك ما هتوصلها نجوم السما أقربلك منها .... احلم على قدك مش أنا اللي أنزل من نفسي وابص لواحد زيك


    تشنج فك شاهين وهو يطبق على شفتيه بقسوة ثم قال بتوعد أسبوعين وهطربقها على دماغك حقيقي - أسبوعين بس ودماغ اللي خلفك


    رفعت أنفها بشموخ وتحدي وهي تقول هو مش كان يوم واحد ايه اللي خلاه يبقى أسبوعين ما تخليك قد كلمتك يامتر .. وبعدين اللي عنده حاجة مع بابا يا يجي يطالب فيها منه وش لوش بلاش تدخلوا عليه من بناته ... بلاش اللف والدوران ده بقى .... لأنه عيب ... هااا عيب يا أستاذ ... هو أنا اللي هعلمكم أصول اللعب ولا إيه


    نظرت لها بقسوة وأخذ يقول بنبرة قاسية حلوة أوي ومغرورة أوي أوي اوووي لدرجة عايز أكسر غرورك ده معايا ... هتجيلي ... هتجيلي برجلك لحد عندي عشان أتجوزك ... و وقتها هقدر أنفخلك دول بذمة عشان يبقوا زي اللي فوق ياشفايف البطة أنتي..... قال الأخيرة بوقاحة وهو يتحسس شفتها السفليه ويكز على أسنانه بتمني استطعامهما


    دفعته عنها وهي تقول بتوتر ورجفة غريبة سرت بأوصالها - أنت صمتت بتوتر أكبر ما إن غمزها بخفه لتضرب قدمها بالأرض وهي تقول بضجر طفولي لذيذ


    مش هيحصل عمري ما هبقى ليك سااامع .... عمري


    ولكن ما جعل غضبها يتزايد منه أضعاف عندما وجدته يقابل كلامها هذا بالضحك باستمتاع شديد على حالتها هذه فهو صاحب تأثير قوي عليها بنظرة ولمسة بسيطة يحرجها ويجعلها تبتلع لسانها الطويل هذا


    تلاشت ضحكته الى ابتسامة هادئة ما إن اختفت من أمامه وذهبت نحو الداخل ليصعد سيارته وانطلق بها الى الخارج تاركاً خلفه أخيه الذي ما إن اتصل عليه ليسأله أين هو حتى قال


    ارجع على رجليك يا حيلتها مش شاهين اللداغ اللي يتلطع كده يا بقف أنت


    أنهى كلامه وأغلق الخط بوجهه دون أن يستمع الى رده ليتوجه بعدها للوكر وفي عقله ألف حساب وحساب ولكن أكبرها و أهمها هي سيلينا


    على الجهة الأخرى ... في الوكر


    نزل من الدرج القبو بخفة ليقترب من ذاك الذي يشرب الشيشة وما إن جلس أمامه حتى قال باستغراب طلبتني يا حاج ؟ أيوة


    خير ..... هو في حاجة غلط بالشغل لا سمح الله

    خير .... هو في حاجة غلط بالشغل لا سمح الله لاء أنت شغلك مية مية مافيش حد يقدر يعدل عليه حتى لو كنت أنا


    حلووووو الكلااام ... نيجي للجد بقى ... كنت عايزني بأيه


    سلطان بمغزى عايزك ترجع تنام في الوكر من تاني بس بعد ما تتخلص من كل بلاويك


    ليقول يحيى بحذر - يعني ايه ؟؟


    غالية خطيبة الواد اللي فطس هنا ده قصدك مراتي أنا ..... ما إن قالها بغيرة حتى رد عليه سلطان برفض


    لاء ما ينفعش كده ... لازم تبقى كانت مراتي .... طلقها وارميها من مكان ما خدتها .... ولاااا أقلك هاتها هنا نطري على رجالتنا فيها ولو عجبتني ممكن أدوقها أنا كمان ااااااكيد مش هتستخسرها فيا يعني ولا ايه....

    ستوووووووب

    يحيى وغالية وسلطان


    ياسين وميرال


    تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



    تعليقات