روايةغفران هزمه العشق الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم نورا عبد العزيز
روايةغفران هزمه العشق الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم نورا عبد العزيز
رواية16-17-18
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الســـأدس عشـــر ( 16 )
___ بعنــــوان " نيران القلب " ___
أتسعت عينيها على مصراعيها من هول الصدمة وشعرت بجسدها تجمد محله ولم تستطيع تحريك أصبع من يدها حين لمست شفتيه جبينها الباردة بقبلة دافئة فدفعته بقوة بعيدًا من صدره وبسرعة البرق لطمت وجنته بيدها كفًا أشعل نيران عقله وصدره من الغضب، ظل يرمقها بصدمة لا يتخيل أن فتاة تجرأت وصفعته هكذا، وقبل أن يغضب عليها رأها تغادر الفراش وتأخذ ملابسها إلى المرحاض فبدلتهما سريعًا وجمعت أغراضها لتغادر المنزل بضيق وأشمئزاز يحتلها فركض خلفها غاضبًا وهو يصرخ بها:-
_ أنتِ رايحة فين؟
_ ماشية
قالتها بضيق شديد فمسكها من معصمها بقوة يمنعها من الخروج وهو يقول:-
_ أنتِ مجنونة هتخرجي دلوقت أنتِ عارفة الساعة كام؟
_ أعتقد الشارع أمن بكتير من بيتك يا غفران بيه
دفعته بقوة بعيدًا عن طريقها وألتفت مُغادرة كالثور الهائج، صعدت بسيارة أجرة وذهبت إلى المستشفي وفى طريقها كانت شاردة فيما فعله ورجفة قلبها، نظرة الخوف والقلق الذي رأتهما فى عينيه عليها، تجمعت الدموع فى عينيها من الوجع والآن بات قلبها وطنًا للحزن والوجع فقط، كبحت شهقاتها حتى وصلت للمستشفي وجلست أمامها على أحد مقاعد المارة الرخامية وبدأت تستنشق الهواء بحيرة من أمرها.....
______________________
[[ قصــر الحديدي ]]
جاءت "نالا" ركضًا إلى والدتها الجالسة على الأريكة الخشبية فى الحديقة وشاردة فى فكرها تقتل شرودها الأليم بصوتها تقول:-
_ مامي
نظرت "كندا" إلى طفلتها بعيني دامعة من الماضي ووجع الخيانة الأليم يمزقها أربًا من الداخل وكل لحظة يتجاهل بها "غفران" أتصالاتها وهو فى بلد أخرى مع فتاة غيرها تقتلها، رفعت "نالا" يديها الصغيرتين إلى وجنته والدتها بحنان لتمسح دموعها وقالت بلطف:-
_ متعيطيش يا ماما، إنتِ زعلانة مني فى حاجة؟
هزت "كندا" رأسها ببسمة خافتة وسط دموعها من لطف طفلتها وقالت:-
_ لا يا حبيبتي، أنا مبزعلش منك يانالا
ضحكت الطفلة ببراءة ثم مسكت يدي والدتها بعفوية قبل أن تتحدث برجاء ولطف ثم قالت:-
_ مامي ممكن توافقى أجيب قطة صغننة تلعب معايا هنا
نظرت "كندا" بصمت إلى وجه طفلتها لتراها صامتة مُنتظرة الجواب على أحر من الجمر بحماس وعينيها تترجي والدتها أن توافق على جلب قطة للمنزل فأومأت إليها بنعم لتقفز "نالا" من السعادة ووضعت قبلة على وجنتها الدافئة من دموعها الحارة ثم قالت:-
_ هروح لنانا
ركضت إلى قصر اللؤلؤ حيث جدتها "نورهان" لكي تلبي لها طلبها وتجلب لها قطة، نظرت "كندا" إلى طفلتها وهى تركض بعيدًا بسعادة وعادت بعقلها الحزين إلى الماضي
___ عـــــودة للمــــــــــاضي ___
أتسعت عيني "كندا" على مصراعيها وهى تقف فى المرحاض وتحمل فى يدها أختبار الحمل به خطين يعلن عن حملها فوضعت يدها على فمها بذعر من هذا الحمل الذي سيدمر حياتها كاملة ولم يمر على زواجها سوى أسبوعٍ واحدٍ والآن ظهر وجود جنين داخل رحمها و"غفران" لم يقترب منها بهذا الأسبوع، جهشت فى البكاء بأنهيار من الخوف و"غفران" لم يطلقها إذا علم، بل سيقتلها ويدفنها حيث لم يعثر عليها أحد، وحدها من تعلم قسوته وقوته الحادة رغم حُبه الشديد لها، أى رجل أحمق هذا سيقبل بخيانة زوجته وحملها من رجل أخر، جلست على الأرض فى المرحاض بحزن شديد وجهشت بالبكاء بصوت قوي مسموع بأطمئنان فى بوحها أن لم يسمعها أحد بعد أن غادر "غفران" للعمل، ظلت تبكي وتصرخ بحسرة ويديها تضرب قلبها بقبضتها القوية حتى نفدت منها طاقتها وأنهت نحيبها لتخرج من المرحاض بحزن مُتمتمة بألم ومكر شديد:-
_ مش وقت ندب يا كندا، لازم تتصرفي فى المصيبة دى؟
بدلت ملابسها وذهبت إلى الطبيب للتأكد من الحمل وكانت الكارثة لها أن الحمل حقيقي ورفض الطبيب عملية الإجهاض مما جعلها تيأس وتذهب إلى "عفيفي" شيطانها الأكبر وبسببه حياتها تحل بها الكوارث واحدة تلو الأخرى، أتسعت عينيه من مجئ "كندا" إليه بصدمة بعد زواجها فقال بدهشة:-
_ أى دا، مش خايفة جوزك يشوفك هنا وأنتِ لسه عروسة؟
تنحنحت "كندا" بضيق وتوتر من كلماته فإذا علم "غفران" سيفضح أمرها لتقول بضيق ونبرة حادة:-
_ ميخصكش يا عفيفي ، أنا عايزة منك طلب
رفع حاجبه وهو يقف أمام ماكينة القهوة بدهشة من كلماتها وقال مُستغربًا:-
_ عايزة أي؟
_ شريط حبوب من اللى جبت لي منه
ألتف إليها مذعورًا من طلبها وسقط كوب القهوة من يده لتُدهش من رد فعله حين سمع طلبها فأقترب "عفيفي" بخوف من أفكارها التى تحملها داخل رأسها الصغير وقال:-
_ عايزة أي؟
_ أنت سمعتني كويس
تنحنح بتوتر وفك زر قميصه من الخنق بسبب الصدمة وقال بقلق:-
_ الحبة دى مخدرات، مش هقولك أنك متعرفيش سعرها كام؟ لكن عارفة شريط بحاله لو أديتيه لغفران هيحصل أى؟ هيبقي مُدمن مخدرات
أبتلعت لعابها بتوتر والخوف طرق أبواب قلبها وعثقلها حين عملت ماهية الحبة التى أعطتها لزوجها بيدها حتى تخفي خيانتها، جمعت شجاعتها وقالت بتوتر:-
_ مالكش دعوة، أنت تجبلي اللى طلبته منك وخلاص
أومأ إليها بنعم وهو يلتف حول المكتب مُحدثًا إياها بتحذير:-
_ أنا عملت اللى عليا وعرفتك أهو، مترجعيش تقوليلي أنى السبب ولا تقولي أن غفران شك فيكي، بعد الحبة الثالثة لو خدهم فى فترة قريبة هيبقي مدمن وهتظهر أعراض الإدمان عليه
أخرج من أحد الأدراج الخاصة بالمكتب شريط من الحبوب وألقي به على سطح المكتب لتأخذه "كندا" وتعطيه المال ثم غادرت وعادت للقصر، وقبل أن تعود ألقت بدليل الحمل الوحيد وهو أختبار الحمل فى أحد الطرقات من نافذة السيارة ثم اتصلت بـ "غفران" فى الهاتف ليلًا فأجاب عليها بحماس ونبرة دافئة تحمل الكثير من الحُب:-
_ أي يا حبيبتي
تبسمت "كندا" بمكر شيطاني تخفيه خلف وجهها الجميل وقالت:-
_ أنت فين يا روحي؟
_ فى الطريق
أجابته بنبرة دافئة ناعمة يكاد يسمعها قائلة:-
_ طب متتأخرش عشان مستنياك
قشعر بدنه من نبرتها الناعمة التى أحتلت قلبه وجعلته يرتجف بكهرباء الحُب، وصل "غفران" للقصر ولم يجدها بالطابق الأول فصعد إلى حيث غرفتهما ليُدهش بسعادة تغمره حين وجد زوجته تقف أمام طاولة صغيرة عليها عشاء تشعل بعض الشموع وأضواء الغرفة خافتة لتناسب الشموع، رائحة عطرها الفرنسي يملأ الغرفة وعلم من ملابسها الجميلة أنها زُينت لاجله دون أن يرى وجهها، أقتربت منه بحماس فور دخولها لتتعلق برقبته بفرحة مُصطنعة وقالت بهمس:-
_ وحشتني
نظر إليها بإمتنان وسعادة تغمره من هذا الحُب الكامن بداخلها إليه فأخذته من يده بلطف وقالت:-
_ تعال يا حبيبي نتعشي عشان الأكل ميبردش
جلسوا يتناولوا الطعام معًا بسعادة وعينيها ترمق "غفران" بخباثة وهو يتناول طعامه فى هدوء ثم مدت يدها إليه بكوب العصير وقالت:-
_ أشرب العصير يا حبيبي
أخذ الكوب من يدها وأخذ رشفة من الكوب ثم أكمل طعامه وهى تراقبه مع كل رشفة من الكوب بحماس وكبرت بسمتها أكثر حين أنهي كوب العصير بعد أن نجحت خطتها ..........
فاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها باسم "عفيفي" فلم تُجيب عليه وعقلها الآن غارقًا فى خيانة "غفران" لها ودموعها بللت وجنتها بغزارة مع ذكرياتها الأليم، من لحظتها الأولى معه كانت تكذب عليه والآن تبكي لخيانته، تفتيت قلبها الآن لأجل خيانته جعلها تُدرك كام كانت الخيانة مُميتة للقلب والروح، توقف الهاتف عن الرنين فأخذته وفتحت صندوق المحادثة مع "غفران" وكتبت له رسالة واحدة
_ أنت خُنتني يا غفران؟
أنتظرت الجواب كثير لكنه لم يُجيب وبعد ساعة تقريبًا فتح الرسالة لتتحمس وقالت بتمتمة:-
_ شافها
لكن حماسها لم يدوم كثيرًا حين تجاهل "غفران" رسالتها ولم يُجيب لفترة طويلة ......
___________________________
مر أكثر من أسبوع على فعلته وطيلة هذه الفترة و"قُسم" تُقيم فى المستشفي مع والدها ولم يرى "غفران" طيفها حتى وقد حرمته منه، دلف "عُمر" إلى المنزل وكان "غفران" جالسًا على الأريكة يتابع أعمال شركته على التابلت وييفتح مكالمة فيديو مع اعضاء شركته فى اجتماع عمل ليقف "عُمر" مُنتظر أنتهاء الاجتماع وبعد أن أغلق "غفران" اللاب توب تحدث "عُمر" بنبرة جادة هادئة :-
_ أحم أنا كنت فى المستشفي وأطمنت على حالة أستاذ جميل الصحية والدكتور النهار دا كتب له على خروج وقُسم طلبت منى احجز لها على أول طيارة راجعة مصر
ألتف "غفران" إليه بصدمة ألجمته من طلبها وغضبها منه جعلها تتخطاه وتتحدث مع "عُمر"، بل طلبت منه أن يساعدها فى الرحيل فخرج "غفران" من المنزل غاضبًا وأخذ سيارته إلى المستشفي ورآها هناك تعبر الطريق أمام المستشفي بنفس ملابسها التى غادرت المنزل بها لذا تمكن من التعرف عليها ، ذهب خلفها مشيًا بعد أن ترجل من السيارة، وقفت تشتري بعض الطعام من أجلها ودفعت بعض المال ثم ألتفت لترى "غفران" أمامها فقالت بضيق:-
_ عايزة أعدي
_ وأنا عايز أتكلم معاكِ
قالها بحدة صارمة لتعقد حاجبيها بضيق شديد ثم قالت بغيظ وهى تكز على أسنانها:-
_ وأنا مش عايزة أتكلم معاكَ ولا طايقة أشوفك
_ مش بمزاجكِ يا قُسم
قالها بحدة صارمة فمسك يدها بقوة رغمًا عنها وسحبها خلفه إلى مكان هادئ يتحدث به وهى تصرخ به بعنادٍ قائلة:-
_ سيبنى يا غفران، سيبنى مش عايزة أتكلم معاك، هو مش بالعافية يعنى
ألتف إليها أثناء سيره للأمام بضيق شديد:-
_ لا بالعافية يا قُسم، بالعافية حتى لو حكم الأمر أشيلك مش أجرك
وصل إلى حديقة عامة هادئة فسحبت يدها بقوة منه بعد أن أوقفت قدميها عن التقدم أكثر وقالت بخنق صارخة به:-
_ أنت عايز أي؟ فاكر أن مهما تقول أو تبرر هسامحك أو هنسي عملتك فيا، لا يا غفران أنا مستحيل أسامحك ولا أنسي الشعور اللى حسيت به وقتها
لم يبالي للمارة الذين نظروا عليهم من صوتها العالي فقال بصراخٍ مُنفعلٍ مثلها وأكثر:-
_ مش من حقكِ ، مش من حقكِ يا قُسم تحرمني منك ولا تسيبني وتمشي
أقترب أكثر منها ومسك ذراعها بقوة حتى سقط الطعام منها من قوته وشدته المحكمة عليها وقال بتهديد:-
_ ولا من حقكِ تكلمي راجل تاني فاهمة
أبتلعت لعابها بخوف من نظراته التى يتطاير منها الشر والغضب الذي أكمل رعبها فى نبرته الحادة لكنها لم تكن فتاة سهلة المنال يَسهل عليه ترويضها فرغم خوفها دفعته بقوة من صدره أكثر بعيدًا وقالت بتحدٍ وعنادٍ أكثر:-
_ أنت عبيط، أنت فاكر نفسك مين عشان تقولي أتكلم مع مين ولا أعمل ؟ مش كفاية عملتك السوداء ، أنا معاك حسيت أسوء وأقذر إحساس ممكن أحسه فى حياتي، لما عاملتني على أنى واحدة من الشارع يا دوب تخون مراتك معها وتغيظها بها
_ حقك تزعلي من اللى عملته، لكن كمان من حقي أنكِ تعذريني، لما يتصل أبوكي بيا أخر الليل ويقولى إنكِ أختفيتي واترعب عليكِ وأخرج زى المجنون أدور عليكِ فى الشوارع، ولما ألاقيكي مُنهارة وبالمنظر اللى كُنتِ به، ولما ألاقيكِ واقعة من طولكِ قصادي وخوفي عليكِ، أنا اللى عملته من الخوف والرعب اللى حسيته ليلتها عليكِ، كنت عايز خايف ومش واعي بحاجة غير أني أطمن عليكِ وأضمك ليا
قالها بفزع ووجع يحتله وهو يصف لها ما شعر به بهذه الليلة وكم كان شعور الفقد والخوف مُرعبين له حينها، ألتزمت الصمت هذه المرة وبدأت مشاجرتهما تهدأ وحدتها وعنادها بدأوا فى الخمول قليلًا أكثر عندما رأت دمعة حزينة تجمعت فى عينيه العسليتين، استدارت لكي تغادر دون أن تتفوه بكلمة واحدة أخرى فأستوقفها "غفران" حين مسك رسخها بلطف يمنعها من الرحيل وقال بتراجي:-
_ متمشيش يا قُسم
_ لازم أمشي يا غفران، وأرجوك أحجزلى على أول طيارة راجعة مصر أنا وبابا وكفاية لحد كدة
قالتها بحزن دون أن تستدير له فصرخ بغضب وكاد أن يفقد عقله:-
_ أنتِ مجنونة عاوزة ترجعي عشان يجوزك لحازم بالعافية
_ وحازم يختلف أى على بقية الرجالة كلكم مبتحترمش البنت اللى معاكم وبتستني الفرصة عشان تعملوا اللى عايزينه
قالتها بألم شديد ليُصدم "غفران" من ردها الذي ألجمه وهى تقارنه بـ "حازم" وتراه مثله تمامًا، تمتم بضيق شديد:-
_ متحطنيش فى مقارنة مع الزبالة دا، والجوازة دى لو وقفتي على رأسك ولو أنطبقت السماء على الأرض مش هتم يا قُسم، وأوعي تنسي أنك بتكلمي غفران الحديدي وإنتِ لسه مشوفتيش وشي التاني
غادر هو هذه المرة بعد أن ترك يدها لتراه يغادر بغضب واثقًا من نفسه جدًا، أخذ كيس الطعام من الأرض ووضعته جانبًا وذهبت لشراء طعام أخرى وعادت إلى المستشفي لترى "عُمر" بأنتظارها ومعه تذاكر الطائرة ليقول بجدية:-
_ الطيارة بكرة الساعة 3 العصر
أومأت إليه بنعم ليقول بجدية:-
_ ياريت أول ما توصلي مصر متفقليش تليفونك لأن عليكِ دين لازم توفيه ومتنسيش أن العملية مكانتش ببلاش ومالهاش علاقة بالخلاف اللى بينكِ وبين مسيو غفران، دا في عقد وممضي
هزت رأسها بنعم ثم ولجت إلى غرفة والدها ليعود "عُمر" إلى السيارة وكان "غفران" بها جالسًا بالخلف فسأل بمكر شيطاني:-
_ عملت أي؟
_ زى ما حضرتك طلبت
أومأ إليه بنعم ونظر من النافذة بحدة صارمة ثم قال مُتمتمًا:-
_ قُسم هى اللى جابته لنفسه، أنا محدش يتحداني وهى اللى أصرت تشوف وشي التاني ، أطلع يا عُمر على المطار وأول ما توصل قُسم لمصر تتصل تجيبها الشركة عشان تشوف بنود العقد اللى مضيته
أومأ إليه بنعم وأنطلق مُلبي أمره.....
__________________________
[[ قصـــــــر اللؤلؤ ]]
خرجت "رزان" من القصر ليلًا كى تغادر فوجدت "تيا" تقف أمام سيارتها، تحدثت بهدوء:-
_ أخبارك أي يا مدام تيا؟
_ بخير، عايزة أطلب منك طلب لكن أرجو أنه يكن سر
قالتها "تيا" بجدية صارمة فأومأت "رزان" إليها بنعم، جمعت "تيا" شجاعتها فى الإفصاح عما بداخلها وقالت بجدية:-
_ عايزة منك تجيبي ليا كل حاجة عن أنس بيعملها من ورايا طول ما هو برا القصر
تبسمت "رزان" بخفة وقالت بعفوية:-
_ حضرتكِ بتشكي فيه؟
تنحنحت "تيا" بحرج من فهم "رزان" للأمر وقالت بغلاظة:-
_ لا، مالكيش دعوة أنا عايزاكي تشوفي حد يراقبه ولو تعرفي تجيبلي سجل مكالماته الفترة اللى فاتت يبقي كويس
هزت "رزان" رأسها بثقة من مهارتها ولولا مهارتها ما كنت ستكون مساعدة "نورهان" بجبروتها لتوقل:-
_ دا شيء سهل جدًا سواء حد يراقبه أو مكالماته، لكن أنا مبعملش حاجة غير بأمر دكتورة نورهان
أقتربت "تيا" قليلًا منها وحدقت بعينيها بحزن وخوف يحتلها من معرفة والدتها لما تشك به ثم قالت بجدية:-
_ هكون شاكرة ليكِ يا رزان لو عملتيلي الخدمة دا من غير ما حد يعرف وخصوصًا ماما أو غفران، ماما لو عرفت مش هتسكت ممكن تدمره ولو غفران حس أنى شاكة فيه هتكون أخر ساعة فى عمر أنس، الأثنين مُرعبين أكثر من بعض وجواهما جبروت بيرعبني أنا نفسي وأنا من عائلتهم ما بالك أنس، أرجوكِ
أبتعلت "رزان" لعابها بتوتر ثم قالت بخوف:-
_ حضرتك تعرفي لو دكتورة نورهان عرفت أنى بعمل حاجة من وراء ظهرها هيحصل فيا أي؟
عقدت "تيا" حاجبيها بخوف يحتلها من معرفة عائلتها انها تشك بزوجها مما جعل "رزان" تشفق على حالتها وهذه العائلة مُرعبة حقًا كالجحيم فى غضبهم، تحدثت بلطف قائلة:-
_ طيب خلاص مش هقول لحد بس تكون أول وأخر مرة ارجوكِ متأذنيش فى شغلى ولا تخسرني دكتورة نورهان وهى عمرها ما قصرت معايا أو ....
قاطعتها "تيا" بحماس شديد ثم قالت:-
_ حاضر والله حاضر أخر مرة بس بسرعة يا رزان لأن انا هموت من القلق
هزت رأسها بنعم لتغادر "تيا" فصعدت "رزان" إلى سيارتها مُغادرة القصر ........
_________________________
وصلت "قُسم" إلى شقتها بصحبة والدها مُتكئ عليها وجلسوا معًا فى الغرفة و"صفية" تبكي بفرحة من عودة زوجها حي يرزق بينما "قاسم" جالسًا قرب والده يقبل يده بحنان فخرجت "قُسم" من الغرفة تاركة والدها مع عائلتها لكن استوقفها على الباب صوت والدها يقول:-
_ قُسم، أتصلي بحازم وقوليله أنى عايزاه
ألتفت "قُسم" إليه بحزن وخوف يحتلها بسبب حديث والدها فقالت بتمتمة :-
_ ممكن ترتاح يا بابا الأول وبعدين نتكلم لما تصحي
_ سمعتيني يا قُسم
قالها بحدة شديد لتغادر "قُسم" فنظر "صفية" إلى زوجها بدهشة من طلبه إلى "حازم" فقالت بلطف:-
_ قوم يا قاسم أمشي على درسك
أومأ "قاسم" لها بنعم وقال بعفوية:-
_ أيوة زحلقيني أيوة، بس أنا عشان جدع همشي
قالها بتذمر وخرج من الغرفة، نظرت "صفية" إلى زوجها وقالت بضيق:-
_ عايز حازم ليه؟ هى قُسم مقالتلكش على اللى عمله
تنهد بهدوء من التعب ثم قال بحدة:-
_ قالتلي يا أم قاسم، بس دا طيش شباب لكن الجد بقي أن لازم الجوازة دى تتم وبسرعة، بنتك عاشقة يا صفية
لم تفهم كلماته فقالت بضيق:-
_ ولا عاشقة ولا حاجة، دى بقيت بتكرهه وحازم بقي مكرهها فى كل حاجة فى الدنيا وكل الجوازة
تنحنح "جميل" بجدية ورمق زوجته بعيني حزينة خائفًا على مستقبل أبنته الوحيدة وقال بحزن ونبرة مُتلعثمة:-
_ بنتك مش عاشقة حازم، بنتك عاشقة راجل متجوز وعندي عيلة ولأجل العشق دا عمل ليا العملية بالمبلغ دا وأنا مش هستني لما بنتي تتحول لخرابة بيوت وخطافة رجالة ولا أنها تكون السبب فى كسر قلب بنت زيها ولا سرق أب من بنته، قُسم لازم تتجوز حازم عشان نقطع عرق ونسيح دم بعد جوازها هيبقي مستحيل أن العشق دا يدوم ولا من طرفها ولا من طرفه .... فهمتي ليه رغم اللى عمله حازم دا أنا اللى هجيبه وهراضيه وأخلى يتجوز بنتي
جهشت "صفية" فى البكاء ثم قالت بحزن وخوف على طفلتها:-
_ بس أنت كدة هتظلم بنتي وتكسر قلبها
_ كسرة قلبها ولا أنها تعيش سعيدة على حساب كسرة قلب بنت تانية هى اللى تدمر حياتها بسعادتها، تظلم نفسها أهون بكتير من أنها تظلم حد تاني، المظلوم له رب يقف معاه ويعوضه ويراضيه لكن الظالم له ربنا أقوى منه
قالها بجدية صارمة مُنهي الجدال فى هذا الأمر وقد حسم أمر حياتها بنفسه وقرر قتل قلبها بيديه كأنه لا يخشي الحزن على طفلته ولا يهتم لأمرها
___________________________
[[ قصر الحديدي ]]
وصل "غفران" إلى القصر لتركض "نالا" إليه بحماس وإشتياق إلى والدها الغائب من فترة طويلة ، ضمها بحنان وهو يقبل جبينها ويديها الصغيرة فجاءت "كندا" من الخلف بوجه غاضب وقالت بنبرة قوية مُخيفة:-
_ نالا ، أطلعي على أوضتك
نظرت الطفلة إلى والدتها ليقف "غفران" مُعتدلا فصرخت "كندا" بانفعال:-
_ قولتلك أطلعي على أوضتك ، خديها يا فاتن لأوضتها
اخذت "فاتن" الطفلة إلى الأعلى لتعقد "كندا" ذراعيها أمام صدرها حادقة بزوجها الغائب ولأول مرة لم تركض إليه حين يعود ولم تشتاق إليه، بل شعور الغضب والكره والأشمئزاز هم ما يسيطرون عليها فقالت بضيق:-
_ مجبتهاش معاك ليه، وبالمرة تعرفني عليها
أجابها "غفران" بمكر وغضب يحتله من خيانتها هى الأخرى قائلًا:-
_ قريب إن شاء الله تنور القصر وتقهر قلبك وتذلك يا كندا
قالها وهو يسير نحو مكتبه حتى وصل قُربها لتمسكه من ذراعه بقوة تمنعه من الرحيل وصرخت به بأختناق:-
_ أستن هنا أنا بكلمك، أنت بتعمل كدة ليه؟ أنتِ شايف إحنا وصلنا لفين يا غفران؟ شايف الحُب اللى بينا مات أزاى
_ من خيانتكِ اللى لسه منستهاش ولسه حسابك جاي،، أنا سايبك بس دلوقت بمزاجي لحد ما أروق لكِ
قالها ببرود شديد وعينيه حادقة بوجهها الضبابي لتدمع هذه العيون بوجع وقد فقدت أعصابها من بروده القاتل لها وألم خيانتها قد أحتلها طيلة الليالي الماضية لتصرخ بأنفعال فى وجهه:-
_ حرام عليك يا غفران والله العظيم وحياة بنتي اللى عمرى ما هحلف بحياتها كذب أنا من يوم ما دخلت بيتك وبقيت على ذمتك طول العشر سنين دول ما خُنت ولو بنظرة غصب عني حتى، يعلم ربنا أنى ملككَ أنت لوحدك وأنك ظالمني، وربنا ما فى راجل لمس شعرة منى من يوم ما شلت أسمك
نفض "غفران" ذراعها عنه بقسوة وهو يستمع إلى بكاءها فى كلماتها وقال بغضب شديد:-
_ كذب ودموع التماسيح دى عمرها ما هتدخل عليا، أنتِ كاذبة يا كندا وأنا عديت لكِ كتير أوى وجه وقت الحساب
_ يا غفران أنا
قالتها بألم وحزن شديد لتُصدم حين وضع يده على عنقها يخنقها بقوة وكاد أن يقتلها حقًا من الألم الذي يشعر به فى رؤيتها أمامه وسماع صوتها، تحدث بألم ونبرة مُرعبة:-
_ أنا لو قتلتكِ هنا محدش هيحس بيكي يا كندا وأنتِ خلاص حفرت قبرك بأيديكي متستعجليش لدخوله بقي
كادت أن تختنق فى قبضته وبدأت تضرب يده بيديها حتى يتركها ويتخلى عن عنقها لتلتقط أنفاسها لكنه لم يفعل فظل يضغط أكثر وأكثر على عنقها بحجم الألم الذي يحتله وبسبب خيانتها فقد الرؤية تمامًا ولم يعد يرى وجه "قُسم" الجميل فسقطت يديها عن يده وأغمضت عينيها فاقدة للوعي ليسقط جسدها أرضًا مع صرخة "عُمر" الذي دلف للقصر وقال:-
_ مسيو غفران.......
يُتبــــــــع .....
رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الســـــــابع عشـــر ( 17 )
___ بعنــــوان " العقــــد الملعــــون " ___
[[ قصـــر الحــديــــدي]]
ترجل "غفران" من الأعلي مُرتدي بدلته الرمادية وقميصه الأسود يهندم سترته وهو ينادي بنبرة جادة على رئيسه منزله:-
_ فاتن
جاءت "فاتن" من الداخل على صوته فرمق "كندا" التى تجلس على السفرة تتناول فطورها ليقول بجدية ونبرة خشنة قوية:-
_ خُديها على فوق، الاوضة اللى جنب جناحي تنضفها كويس وتفرشها عشان جاي لينا ضيفة
وقفت "كندا" من مكانها بصدمة ألجمتها من أمره لها فقالت بعناد:-
_ ضيفة!!، أي قررت تجيب عشيقتكِ لبيتي بكل بجاحة
حدق بها ببرود شديد يكاد يقتلها فى الحال على غير انفعاله فكان البرود العقاب الأكثر قسوة إلى "كندا" فقال بنبرة باردة:-
_ أمورى تتنفذ يا فاتن، لو عرفت إنكِ حطتي أيدكِ فى حاجة هقطعهالك، وإنتِ يا هانم لتصحيح معلوماتكِ دا بيتي أنا وقصري وإنتِ هنا خادمة تحت جزمتي عشان بس أعفي عنكِ وأوعي تفتكري أن الدكتور اللى جالك أمبارح دا خوف عليكِ يا كندا ، لا يا حبيبتي دا أنا مستحيل أسمح لخيانة زيكِ تموت كدة بسهولة ، أنا هخليكي تتنمى الموت ومش هتحصلي عليه إلا بأمر منى
خرج من القصر تاركًا خلفه زوجة تكاد تموت من الألم بسبب خطأ واحد أرتكبته بالماضي تدفع ثمنه الآن بعد عشرة سنوات، أقتربت "فاتن" منها بلطف وربتت على كتفها بشفقة:-
_ سامحيني يا كندا هانم، بس دا أمر غفران بيه وعصيانه يعنى الجحيم
نظرت "كندا" إليها بعيني دامعة وبدأت تبكي بحسرة تمزق قلبها ثم قالت بتمتمة عاجزة عن فعل شيء:-
_ أنا اللى واجعني مش أوامر غفران ولا ذُله ليا، أنا اللى واجعني بجد يا فاتن أنه ظالمني، بيعاقبني على حاجة ظُلم ، طول العشرة سنين دول وأنا شايلة جزمته فوق رأسي وقابلة بكل حاجة وأننا مش زى أى زوجين طبيعين وبقول دا عقابي على غلطة واحدة عملتها وغصب عني لكن دلوقت والله اللى قهرني أنى مظلومة ، أنا من يوم ما أتجوزت غفران وأنا مخلصة وصايناه ويشهد عليا ربنا ، لكن دلوقت والله مظلومة
_ يظهر أن الواحد مهما مر على غلطه من سنين لازم يدفع ثمنها
قالتها "فاتن" بنبرة حادة ويدها تربت على "كندا" بشفقة، لا تعلم ماذا تفعل تشفق على هذه الزوجة التى تحملت كل شيء من أى الماضي والآن تدفع ثمنه بقسوة ....
خرج "غفران" من القصر ليصعد بسيارته بصحبة "عُمر" فقال بحزم:-
_ أتصل بـقُسم تيجي ليا على الشركة الساعة 4
_ أومأ إليه بنعم وقال:-
_ حالًا
منعه "غفران" بمكر شديد يقول:-
_ لا، كلمها الساعة 3 بالدقيقة وعرفها أن الدقيقة تأخير ثمنها غالى أوى
هز "عُمر" رأسه بنعم ووضع الهاتف بجيبه مرة أخرى....
_________________________
كانت "قُسم" جالسة بغرفة تكاد تشعر بهذا العالم من التوتر الذي يتملكها و"حازم" بالخارج مع والدها كما طلب، لا تصدق أنها ستتزوج من هذا الرجل رغم كل العلامات التى توحي بفشل هذا الزواج قبل أن يبدأ، حياة على حافة الهاوية لكنها تصبو إليها، قلبها يؤلمها بغصاته فرغم الغضب الكامن بداخلها من "غفران" لكنها تكن له المشاعر الدافئة وتمكن من أمتلاك قلبها بنبضاته ليسرق هذا القلب من "حازم" رجل كان الوحيد بحياتها ولم تكن تعرف معنى الحياة والحُب سوى معه حتى ظهر "غفران" ؛ ليقلب حياتها رأسًا على عقب، رن هاتفها باسم "عُمر" فتجاهلت الأتصال بضيق وهذا الوقت لا يسمح لها بسماع شيء أخر، ربتت "ملك" على كتفها بلطف وقالت:-
_ خلاص يا قُسم بقي، ساعة شيطان وغلطة أكيد حازم مش هيكررها يعنى وفى الأول وفى الأخير دا حازم حُب عمركِ
لم تتمكن "قُسم" من التفوه بكلمة واحدة للإجابة على صديقتها التى تتحدث عن الحُب وهى لا تفهم شيء، وقفت "ملك" من مكانها وذهبت نحو الباب تسترق السمع لما يحدث بالخارج بينما هاتف "قُسم" عاود الأتصال من جديد باسم "عمر" فتجاهلت الأتصال مرة أخرى حتى حسم الأمر هذه المرة برسالة على تطبيق المحادثات ( الواتساب) بصورة تحتوى على بند العقد الذي وقعته بأنها لن تتجاهل مكالمات "غفران" او أوامره نهائيًا وألا العقد سيعتبر ملغي ويلزمها بدفع شرط جزائي قدره مليون جنيه، مما جعل "قُسم" تصدم من وجود شرط جزئي للعقد ومع اتصال "عُمر" الجديد قبلت الأتصال من أول ثانية تقول:-
_ نعم
تحدث "عُمر" بنبرة خشنة قوية على عكس المعتاد معها:-
_ مسيو غفران فى أنتظارك كمان ساعة فى الشركة
_ بس أنا ......
كادت أن تعترض بدهشة من طلبه لها فورًا لكن قاطعها "عُمر" بنبرة قوية يقول:-
_ مش محتاج افكر حضرتك بالشرط الجزائي مرة تانية يا مس قُسم ونصيحة منى للمستقبل قبل ما تمضي على ورقة لازم تقرأيها مرة وأثنين كويس لأن فى ورقة ممكن تنهي حياتكِ والبند الى بعته لحضرتك مش الوحيد اللى كان لازم تقرأيه .... الساعة 60 دقيقة بدأت من دلوقت ، مع السلامة
أغلق الخط ليتركها فى حالة من الذهول وهو يقيس لها الوقت بالدقيقة وكلماته الجادة المُرعبة عن قراءة العقد زادت من قلقها وتوترها وشعرت برجفة فى باطنها من القادم
عادت "ملك" من خلف الباب فى حالة من الذهول تقول :-
_ عم جميل حدد فرحك بعد أسبوعين هو مستعجل على أي؟
لم تبالي "قُسم" بما قالته وعقله شاردًا فى مكالمة "عُمر" الغامضة فهزت رأسها بالنفي بقلق وقالت :-
_ انا عندي مشوار ضروري
خرجت من الغرفة وكان والدها فى الصالة مُنهكًا من الحركة ومعه "حازم" ووالدته مُبتسمًا بسعادة بعد تحديد موعد الزفاف على عكس والدته العابسة وهى تكن كل الكره لـ "قُسم" ورافضة للزواج من البداية، أوقفها "جميل" بنبرة هادئة بسبب حالته الصحية:-
_ قُسم
_ بابا أنا عندي مشوار ضرورى مش هتأخر
قالتها بتعجل وهى تغادر الشقة ليوقفها من جديد بعد أن فتحت باب الشقة يقول:-
_ قُسم تعالي هنا
عادت للدخول بأففة شديد تقول بضيق:-
_ نعم
_ أنا أتفقت مع حازم أن فرحكم الخميس الجاي اللى بعده
قالها بجدية لتقول بلا مبالاة :-
_ اه ، وماله ... عن أذنك
_ أنتِ رايحة فين؟
قالها "حازم" بفضول لتُجيبها بنبرة حادة غاضبة وهى تشمئز الآن وجوده:-
_ مالكش دعوة
غادرت قبل أن يوقفها أحد وأغلقت باب الشقة ....
________________________
جاءت "رزان" إلى "نورهان" فى الطابق الثاني من شركتها حيث تقف مع العارضات وتباشر المنتج الجديد مع المؤظفين، قالت بهدوء:-
_ دكتورة نورهان
ألتفت "نورهان" إليها بجدية وقالت للمؤظف:-
_ هنكمل كلامنا مرة تانية، تعالي يا رزان
أقتربت "رزان" منها بهدوء وتحدثت بنبرة خافتة:-
_ مدام تيا كلمتني أمبارح وطلبت منى طلب كدة فى السر بدون معرفة حضرتكِ
سارت "نورهان" إلى طريق مكتبها بجدية وخطوات تحمل من وقارها الكثير والهيبة، قالت بنبرة جادة:-
_ تيا بتلعب من وراء ظهري، ويا ترى بقي أي الطلب؟
تنحنحت "رزان" بلطف قبل أن تتحدث خائفة من ذكاء "نورهان" وجحودها فى آنٍ واحدٍ قائلة:-
_ أراقب أنس بيه وأجيبلها سجل مكالماته كامل
توقفت "نورهان" عن السير من هول الصدمة التى ألحقت بها بعد أن سمعت كلمات "رزان" وأتسعت عينيها على مصراعيها وهى تقول بتلعثم:-
_ تراقبي أنس، قصدكِ أن تيا بتشك فى البيه
_ دا اللى انا فهمته من كلامها لكنها مقالتهوش صريح
قالتها "رزان" مما جعل "نورهان" تصمت قليلًا لتفكر وتستوعب هذه الخطوة من "تيا" ابنتها فقالت بمكر شديد:-
_ أعملى اللى طلبته منكِ لكنى متعرفهاش أى حاجة قبل ما تقوليله، ولو أكتشفتي أنه بيخونها تستعدي لمسحه من على وجه الأرض لأن مش بنت نورهان الحديدي اللى تتخان
أكملت طريقها إلى مكتبها بعقل بدأت حربه فى التفكير......
_________________________
[[ شـركـة الحديدي ]]
خرجت "ليلي" من مكتب "غفران" عابسة وتُتمتم بالكثير من الكلمات الغير مفهومة وتمزق بعض الأوراق بقوة تدل على أنفعالها فرأت "عُمر" يجلس على مكتبها؛ ليرفع حاجبه الأيسر مُتعجبًا تذمر محبوبته فقال:-
_ ما لكِ يا ليلي؟ بتبرطمي ليه
_ مالي بجد!! أنت بتسأل، أقولك مالي مش طايق نفسه من ساعة ما جه وزعيق وشخط طول الوقت رجع القهوة مرتين ورابع مرة أطبع الفايل ويقولى عديه وطرد أتنين من المؤظفين كانوا بيشربوا سجاير على السلم وطلب ألغي كل الأجتماعات النهار دا وأنا فى حوسة مع الشركاء بسبب مواعيد الأجتماعات المهمة اللى قعدوا مستنين شهر كامل لحد ما يرجع من السفر عشان أعمالهم وصفقاتهم متعطلة بسبب غيابه، بس كدة .. عرفت مالي بقي يا سي عُمر
ضحك "عُمر" على تذمرها وانفعالها بسبب رئيسه المتغطرس المغرور الذي لا يبالي بشيء سوى رغباته وما يريده فقط حتى لو هدم العالم على روءس الجميع ما دام هذا ما يريده سيفعل، وقفت أمام ماكينة التصوير لتعيد طباعة الورق من جديدي بتأفف حتى فاض بها الأمر، ألتفت إلى "عُمر" بعبوس أكثر وقالت بنبرة حادة:-
_ هو متخانق مع مراته؟
وقف "عُمر" من مكانه ليغادر المكتب دون أن يجيب عليها مُحتفظًا بأسرار عمله حتى مع محبوبته فمسكت "ليلي" يده قبل أن يفعل، نظر إلى وجهها الجميل رغم شدة العبوس لتقول "ليلي" بجدية:-
_ أنا بتكلم جد يا عُمر، هو النهار دا فى حالة مزاجية صعب التعامل معاها نهائيًا، أنت مُتخيل كم الغضب اللى أنا فيه دا وأنت نفسك عارف إنه بيعاملي ألطف من الباقي عشانك، تخيل باقي المؤظفين مع قسوته وجحوده دا عاملين أزاى وأنا أقل واحدة فيهم غضب بسببه
تنحنح "عُمر" بلطف شديد ثم قال:-
_ متقلقيش يا حبيبتي بعد كام دقيقة هتلاقي مزاجه أتغير
عقدت حاجبيها بعدم فهم لأى شيء من كلماته وقالت بجدية:-
_ أشمعنا، أنا لغيت أجتماع المهندسين فى التوقيت دا
ضحك "عُمر" على سذاجتها وقال بعفوية:-
_ هو اجتماع المهندسين بيحسن مزاجية برضو يا لولو، أفهميها إنتِ بقي ، عيب تبقي سكرتيرة غفران الحديدي وأيده اليمين فى الشركة ومتفهماش
قاطعهم صوت أنثوي رقيق من الخلف يقول:-
_ مساء الخير
ألتف "عُمر" بوجه حادة بينما نظرت "ليلي" لترى "قُسم" فتاة من هيئتها أدركت أنها بسيطة جدًا ترتدي بنطلون جينز وتيشيرت بنصف كم فوقه سترة جينزية ووشاح أحمر اللون حول عنقها وشعرها الكستنائي مسدول على ظهرها بحرية، بشرتها خالية من مساحيق التجميل نهائيًا وفى قدمها حذاء رياضي مما أدهش "ليلي" التى تقدمت نحوها ولأول مرة ترى فتاة فى هذه الشركة الفاخمة ترتدي حذاء رياضي لطالما كان الأهم حسنة المظهر وقالت:-
_ تحت أمرك، حضرتكِ بتدوري على حاجة أو ضعيتي طريقك
رمقت "قُسم" هذا الرجل الغليظ الذي جلبها إلى هنا بالتهديد وقالت بحدة :-
_ ما ترد يا عُمر بيه وتقولها جبتني ليه؟
أستدارت "ليلي" بفزع إلى "عُمر" وصرخت بقوة دون أن تُدرك الأمر:-
_ يا نهارك مش فايت، أنت أتجوزت عليا.... ، شقطتها منين دى، طبعًا عشان كدة عامل تقولى مش فاضي مش فاضي لحد ما أتجوزت عليا يا خاين وببجاحتك جايبهالي لحد هنا
_ يا أنسة
قالتها "قُسم" بلطف مُحاولة تصحيح الأمر لكن هذه العاشقة لم تكن بنفس القدر من اللطف لتستدير لها وبسرعة البرق جذبتها من شعرها ليبدأ بينهما شجار من هجوم "ليلي" وصراخ "قُسم" المُتألمة من قوتها مُدافعة عن نفسها وتحاول الخلاص من يدي هذه الفتاة ، أقترب "عُمر" بسرعة جنونية منهما وصوت الشجار ملأ المكان ليحاول إبعاد فتاته عن "قُسم" بخوف من غضب "غفران" إذا علم، وحتى "ليلي" المهاجمة إذا علمت بحقيقة هذه الفتاة ستموت رعبًا، قال بذعر:-
_ سيبها يا ليلي، وهفهمك، يا بت سيبها يخربيتك.....
قاطعه فتح باب المكتب وخروج "غفران" على صوت الصراخ، توقف الجميع عن فعل كل شيء وما زالت يد "ليلي" تمسك تيشيرت "قُسم" حتى لا تهرب من مخالبها القوية، ظل يحدق بيهما جاهلًا عن هوياتهما لكنه يعرف "عُمر" من ملابسه فى الصباحية وهكذا "ليلي" رغم سقوط شارة اسمها عن سترتها لكنه يعرف ملابسها اليوم، تسأل فى صمت عن الفتاة التى تضربها "ليلي" بقوة وعجزه فى الرؤية جعله صامتًا لثواني حتى تحدثت "قُسم" صارخة بانفعال :-
_ قالكِ هيفهمكِ
_قُسم
قالها "غفران" بذعر بعد أن سمع نبرة صوتها المحفور فى أذنيه وذاكرته، أقترب خطوة منها ليبتلع "عُمر" لعابه قليلًا وقال:-
_ حصل سوء تفاهم يا مسيو غفران وليلي هتعتذر فورًا
أغمض عينيه بهدوء قبل أن ينفجر غاضبًا بوجه مؤظفته على ما فعلته لترتجف يدي "ليلي" بخوف وتترك ثياب "قُسم" قبل أن يفتح عينيه ، أنحنى قليلًا ليأخذ الوشاح من الأرض وعاد للوقوف أمامها ووضعه حول عنقها بلطف مما جعل "ليلي" تُصدم مما يفعله وعقله سرعان ما ترجم الموقف وأن هذه الفتاة مجهولة الهوية تخص "غفران" الذي سيقطع رأسها على لمس شيء يخصه وهى لم تقترف اللمس فقط، بل قامت بضربها بكل قوتها، حدقت "قُسم" بعينيه وهو يضع الوشاح لها وكانت فى عالم أخر غير المجاورة لها المرعوبة منه، كانت غارقة بجمال عينيه والشوق الذي أشعل فتيلته داخل قلبه من رؤيته، لم تراه مُنذ أيام وتعاقبه على شيء أقترفه فى حقها فى وقت الخوف، كان جميلًا لكن عينيه حزينتين وباردتين ، لا يمكن بصفاء النفس والبال كما كان فى فرنسا، أنفاسه غير منتظم تضرب وجنتيها بتردد، تسللت يديه إلى رأسها يهندم خصلات شعرها بحنية ودفء يُثر نبضات قلبها العاشق وقشعريرة أحتلت جسدها كاملًا، رمقت "ليلي" رأسها بخوف رغم الدهشة التى ألجمتها من تصرفاته الدافئة معها فى حين أنه من بداية اليوم غليظ وحاد مع الجميع، تسائلت أين ذهبت قسوته التى كانت قبل قليل، أخذها "غفران" من يدها إلى داخل فنكز "عُمر" كتف "ليلي" بقوة وقال بصراخ حاد:-
_ أنا لو هخونك يا جزمة هجبهالك لحد هنا، وبعدين أنا عندي وقت أحبك فيه عشان يبقي عندي وقت أشوف غيرك، والله لأوريكِ يا ليلي على الإحراج اللى عملتيه دا، أتفضلي قدامي تخشي تعتذري ليها على اللى عملتيه
جلست "قُسم" على المقعد المقابل لمكتبه وهى تحرك كتفها بلطف من الألم الذي سببته لها "ليلي" ليقول "غفران":-
_ إنتِ كويسة؟
صمتت قليلًا وتذكرت بكاءها فى الطريق إليه بعد أن حدد والدها موعد الزواج والآن الضرب الذي تعرضت له، فُتح باب المكتب ودلف "عُمر" أولًا وكانت "ليلي" تختبي خلف ظهره من الخوف ليقول بهدوء:-
_ مسيو غفران....
قاطعه "غفران" بنرة حادة وقوية أرعبت "ليلي" من أرضها يقول:-
_ ليلي
ظهرت من خلف ظهره تقول بتلعثم شديد ويديها ترتجف:-
_ والله ما كنت أعرف أنها حبيبتك يا مسيو غفران، هى قالتلى أسالي عُمر وفكرته بيخوني معاها
ضحك "غفران" على غير المعتاد منه ضحكة خافتة بعد أن وصفت "قُسم" بحبيبته من أول لقاء، نظرت "ليلي" إلى "عُمر" بحيرة بعد أن ضحك "غفران" ومسكت سترته من الخلف بعجز فأشار "عُمر" لها برأسه بأن تعتذر:-
_ أنا أسفة لحضرتكِ
ضحكت "قسم" بعد أن فهمت أن هذه الفتاة حبيبته فقالت بعفوية:-
_ ولا يهمك، أنا كان لازم أجاوبك أنى جاية فى ميعاد مع غفران وأكون أوضح فى جوابي
_ مش زعلانة، لأحسن إنتِ هتمشي من هنا وأنا هتعلق أقسم بالله
قالتها "ليلي" بعفوية رغم خوفها من وجود "غفران"، هزت "قُسم" رأسها بلطف وقالت:-
_ أكيد
نظرت "ليلي" بلماضتها وعنادها الطفولي إلى "غفران" وقالت بجدية صارمة تقلده:-
_ حضرتك سمعت أهو، قالت مش زعلانة وقبلت أعتذاري أى قرار هتتأخذه ضدي هرجع للجنة الشئون القانونية ويفصل بينا المحاكم و.....
وضع "عُمر" يده على فمها يمنعها من الحديث أكثر وقال:-
_ بعد أذنك، يلا ليلي .. يلا يا حبيبتي
غادرت "ليلي" وحدها فنظر "غفران" إلى "قُسم" التى سحبت بسمتها بعد مُغادرة "ليلي" وتحول ووجهها للعبوس وقالت:-
_ طلبتني
قدم "عُمر" نسخة العقد إلى "قُسم" وقال بنبرة جادة:-
_ أستسمحكِ يا أنسة قُسم تقرأي بنود العقد كاملة وخصوصًا أخر ورقة
أخذت "قُسم" العقد بتذمر شديد مُتمتمة:-
_ جايبني على ملأ وشي عشان اقرألكَ العقد، كنت اقرأه لنفسك يا عُمر... بعدين أي أنسة قُسم اللى ماسك ليا فيها دى
كانت تُحدثه مُتذمرة على الطريقة الرسمية ويدها تقلب صفحات العقد حتى وصلت للأخيرة وبدأت تقرأ فى صمت، أتسعت عينيها على مصراعيها ورفعت رأسها بصدمة ألجمتها وأوقفت نبضات قلبها بقوة لتقول بانفعال شديد ويديها ترمي العقد فى وجه "غفران" :-
_ اى دا، ممكن حد يشرحلى أي الجنان دا
_ أشرحلك يا أنسة قُسم، العقد اللى مضيته عليه خلاصته بتقول أن مسيو غفران هيدفع تكاليف جراحة والدك بزراعة القلب وإقامة المستشفي ومرافقتك لهم فيما يعادل مليون جنيه فى المقابل حضرتك هتكوني مؤظفة عنده لمدة سنتين ولا يحق ليكِ مخالفة أموره وألا سيكون مخالف للعقد وتدفعي شرط جزائي مليون جنيه اللى دفعهم مسيو غفران
_ دا جنان .....
قاطعهم "عُمر" للمرة الثانية يتابع الحديث قائلًا:-
_ والورقة اللى قبل الأخيرة كان عقد زواج عرفي بينك وبين مسيو غفران وبعد الإمضاء حضرتكِ أصبحتي زوجته
وقفت من مقعدها من هول الصدمة وهى لا تُصدق أنها تزوجت منه بغباءها وفى لحظة الخوف تملك منها على والدها وأرادت إنقاذ حياته لتقع فى وكر هذا الأسد، صرخت بنبرة عالية تكاد تكون "ليلي" سمعتها من الخارج وهى تقول:-
_ أنت مريض، لا دا مش مرض دا جنان، أنا مستحيل أكون مراتك ومستحيل أتجوزك، أنا سيبتهم بيحددوا فرحي بعد أسبوعين جاى تقولي أنى متجوزة وشكلى وسمعتي قصاد الناس، وأبويا اللى لسه قلبه مفتوح متخيل خبر زى دا ممكن يعمل فيه أي
أقترب "غفران" من المكتب نحوها يحدق بها وقال بنبرة غليظة:-
_ أنتِ مراتي سواء قبلتي أو رفضتي يا قُسم
_ مستحيل العقد دا تبله وتشربه، دا أنا أموت ولا أنى أكسر ظهر أبويا وأوطي رأسه
قالتها بغضب سافر لتغادر المكتب فأسرع "غفران" خلفها وصعد المصعد معها قبل أن يغلق فقالت بضيق:-
_ أنت أزاى طلعت بالقرف دا، أنا كنت شايفاك حد محترم مش حد زبالة بيستغل مرض وحُوجة الناس عشان يأخذ اللى عايزاه
وقف أمامها يلهث بقوة من ركضه وقال بنبرة هادئة:-
_ أنا مش وحش يا قُسم، أنا بنى أدم
_ الجوازة دى باطلة وفى الشرع متحتسبش، الجواز قبول وإشهار وأنا ولا قابلة ولا أشهرت
قالتها بحزن ودموعها تسيل على وجنتيها بتعب وصدمتها تكاد تفقدها الوعي لكنها تصمد قدر المستطاع، أقترب خطوة واحدة منها حتى باتت أنفاسهما واحدة مُختلطة ليقول بدفء:-
_ موافق، هحرق العقد وهطلبك شرعًا... تتجوزني يا قُسم
رمقته بصدمة أكبر وقدميها لم تعد تتحمل أكثر وقلبها يرتجف بوجع يعتصره وقالت:-
_ ليه، أنا دوست على كل حاجة عشان أهلى وسمعتهم وقبلت بكل حاجة، شيلت كل الحمل لوحدي وقبلت أتجوز حازم بالغصب عشان أهلى وأبويا المريض، أنت ليه متتحملش عشان خاطر بيتك، ليه تتجوزني أصلاً، أنت طلعت وحش أوى يا غفران بيه
إجابها بعناد مُدافعًا عن حال قلبه:-
_ أنا مش وحش يا قُسم، أنا لو وحش كنت قسيت عليكِ لما هجرتني فى فرنسا، أنا صونتك وأحترمتك حتى وإنتِ معايا فى بيت واحد وكنتِ مراتي على فكرة، أنا مقدرش أذيكي بس كمان مقدرش أبعد عنكِ والقرار فى أيدك تقبلي تتجوزني وأعزك وأجي لحد أهلك وأطلبك منهم وأكتب عليكِ رسمي أو ورق الجواز العرفي تروح لأهلك بدلي
تمتمت بضعف ولهجة واهنة:-
_ أنت بتعمل فيا كدة ليه، أنا كنت جاية وفاكرة أنى ممكن أتسند عليك وأقولك ساعدني عشان هيجوزني غصب عنى لراجل مبحبوش، أجي ألاقيك أنت كمان بتبيع وتشتري فيا، هو كلكم بتبيعه وتشتروا فيا كأني كلبة فى حياتكم، محدش ليه سألني أنا عايزة أي؟ أنا مش هتجوزك أنت مبتحبنيش وأعلى ما في خيالك أركبه، أنا محدش يكسرني ولا يذلني ... نجوم السماء أقربلك يا غفران بيه أى كان أسبابك أى، أنا مستحيل أتجوز راجل من باب الصفقات
قالتها بعناد شديد وتحدي لا تخشي شيء مهما كانت العواقب ولا تفهم أو تستوعب سبب رغبته الشديد فى الزواج بها حتى أنه كتب عقد زواج، تألم قلبه لحديثها وهى تخبره أنها لا يكن الحُب لها وتذكر كيف أخبرته "ليلي" بالأعلى أنها محبوبته والجميع يشعرون بحبه لها إلا هى فقال بعناد وعصبية أكثر مُتنازلًا عن دلالها بلطفه وكان أكثر عدوانية منها:-
_ كل اللى حوالينا شايفين حُبي ليكِ وغيرة قلبي وعقلي عليكِ، خوفي وقلقي ومحاولتى الدائمة فى إسعادكِ
أتسعت عيني "قُسم" على مصراعيها من هول الدهشة التى سقطت عليها من كلماته العاطفية التى تُثر نبضات القلب وتقشعر البدن، تمتمت بنبرة خافتة مُتلعثمة فى الكلمات:-
_ أنا مش فاهمة حاجة!!... غفران بيه أنت تقصد أي؟
أخذ خطوته الأخيرة نحوها حادقًا بوجهها الضبابي بعينيه المريضة، لم يقوى على تحمل الفراق وإذا كان الأعتراف هو فرصته الوحيدة فى البقاء جوارها فحتما لن يتخلى عن هذه الفرصة، تحدث بنبرة قوية قائلًا:-
_ معقول!!! ، أنتِ الوحيدة يا قُسم اللى مش شايفة حُبي المتمرد عليكِ، حُبي المتكبر اللى مش قادر أكتمه جوايا أكتر من كدة، أنا بحبك يا قُسم!!
أنتفض جسدها بدهشة قاتلة ألجمتها كاللجام وقيدت أطرافها بالأرض، توقف عقلها عن استيعاب أى شيء أخر يتفوه به، تسارعت نبضات قلبها الجنوني و"غفران" قد أحي بداخلها المشاعر التى كبحتها بالقوة ودهستها بأفكار عقلها المنطقية، أنفاسها تعلو شيئًا فشيء مع حركة صدرها التى تعبر عن قوة الشهيق والزفير اللذان يضربا ضلوعها بشدة، قالت بتوتر حاد وتلهث من قوة أنفاسها:-
_ بتحب مين؟! أنت مجنون! لا، لا، لا، أنت فعلًا مجنون أنت متجوز ومراتك وبنتك طب وأنا مخطوبة. وخطيبي؟؟؟.. لا، دا أنا فرحي بعد أسبوعين، أنت عارف خبر زى دا ممكن يعمل فيك أى؟، دا ممكن يدمر كل حياتك ويهد اسم غفران الحديدي تمامًا... أنسي يا غفران، أنساني عشان تقدر تعيش وأنا كمان أقدر أعيش قبل ما أهلي يقطعوا رقبتي
قالت كلماتها القاسية بعيني دامعة، رغم طلبها للفراق لكنها حقًا عاشقة له، لم تذق الحُب سوى معه ولأول مرة تشعر بدقات قلبها ويرتجف جسدها فرحًا معه وحده، تجرعت العشق رشفةً برشفة فى كل لقاء جمعهما حتى أنهت كأس العشق وباتت عاشقة، استدارت بحزن يمزقها من الداخل رغم تحليها بالصمود والقوة أمامه، رافضة أن تصبح العشيقة اللعينة التى تسرق الزوج من زوجته والأب من ابنته، أوشكت على مغادرة المصعد الذى فتح أبوابه وقبل أن تخطى خطوة واحدة خارجه شعرت بيده القوة تمسك رسخها الأيسر بأحكام، التفت ناظرة بوجهه وكان رجاله يقفوا أمام المصعد بأنتظاره ليقول:-
_ كنت عارف أن بنت بشخصيتك وعنادك وكبريائك هترفض، عمري ما قابلت حد بكبرك وتمردك يا قُسم، ولو كان المال مقدرش يجمعني بيكي يبقي القوة تقدر، أنا مستحيل أتخلى عن حاجة أنا عايزها، أنتِ ملكي أنا يا قُسم لأخر نفس فى عمرك ليا أنا وبس، حتى لو عشت عمرى كله أروض برية زيك يا قُسم .... خدوها
أتسعت عيني "قُسم" على مصراعيها من الصدمة، لا تصدق أنه خطط لكل شيء حتى إختطافها لكي يجبرها على هذا العشق الكامن بداخله، لا تعلم أهذا العشق ملاذ أم جحيم؟، لكنها تعلم شيء واحد أن "غفران الحديدي" لن يتركها ترحل، سحبها رجاله بالقوة معهم حتى أوصلوها إلى القصر لتكن تلك الفراشة الحرة أسيرة قصره وباتت البرية سجينة صيادها...
يُتبــــــــع .....
رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الثــامن عشـــر ( 18 )
___ بعنــــوان " زواج بالإكراه " ___
[[ شقة جميل]]
دقت الساعة التاسعة مساءً ولم تعود "قُسم" وبدأ الجميع فى حال من الذعر عليها ليقول "جميل" بتعب:-
_ هى ما قالتش قصادكِ هى رايحة فين يا ملك؟
أجابته "ملك" بقلق على صديقتها المُتغيبة من العصر :-
_ والله أبدًا يا عم جميل، أنا أول ما قُلتلها أنكم حددتوا الفرح بعد أسبوعين قالت إنها خارجة لكن مجبتش سيرة هى رايحة فين؟
حاول "قاسم" أن يتصل بها مرة أخرى وهاتفها مُغلق ليقول بذعر:-
_ برضو تليفونها مقفول
وقف "حازم" من مقعده بقلق وقال:-
_ أنا لازم أنزل أدور عليها مش خفضل قاعد كدة ومش عارف حصلها حاجة ولا لا
تحدث "قاسم" بقلق على أختاه قائلًا:-
_ خدنى معاك يا حازم
سألتهما "صفية" بنبرة واهنة وعينيها تبكى بقلق على أبنتها تقول:-
_ هتدوروا فين بس؟
_ فى أي حتة يا عمتي المهم أوصلها، هسأل عند صحابها فى الحضانة اللى بتشتغل فيها فى أى مكان
قالها بقلق شديد على محبوبته المُختفية لأول مرة على عكس عادتها وخرج من الشقة مع "قاسم" .....
_________________________
دلفت للقصــر بصحبته وهو يسحبها من ذراعها معه بينما "قُسم" تصرخ به بعناد وتحاول الإفلات من يديه القوية قائلة:-
_ سيبنى أنت مجنون، اللى بتعمله دا أسم خطف وأنا مش هسكت وهوديك فى ستين داهية
_ فاتن
قالها بحدة صارمة لتأتي إليه مهرولة بذعر من نبرته فرأته يمسك "قُسم" وخلفه "عُمر" ورجلين من رجال الأمن الخاص بالقصر ليدفع إليها "قُسم" بقوة وقال:-
_ تطلعيها فوق الأوضة ومتطلعش منها ألا بأمر مني وأنتوا لو رجلها خطت برا باب القصر يُفضل تضربوها بالنار بدل ما أنا اللى أضربهمك بالنار
أقتربت "قُسم" منه رغم محاولة "فاتن" من منعها لتدفع يدها بقوة، أقتربت منه حتى وقفت أمامه وقالت بعنادٍ وتحدٍ:-
_ اللى بتعمله دا جريمة
وضع يديه فى جيوب بنطلونه بكبرياء هو الأخر وقال:-
_ أول ما تطلعي من هنا حية أبقي عدي على أقرب قسم وبلغي عني أنى خطفتكِ
تأففت بعناد وصرخت مرة أخرى بجنون يكاد يفقدها عقلها:-
_ أنت عبيط ، أنا ليا أهل برا وشغلي وحياتي
ضحك "غفران" بسخرية على كلماتها وقال بينما يده تمسك ذقنها بإذلال:-
_ أنسيهم، لأن أهلك لا هتشوفهم تاني ولا شغلك هتروحيه، إنتِ هنا يا قُسم بتاعتي أنا وبس، حياتكِ من اللحظة دى بقيت عبارة كونكِ سجيبنة فى القصر دا فحاولى تتأقلمي عليه بسرعة عشان حياتك تبقي أسهل مع أنى عارف أن اللى زيكِ مش هيتأقلم وهيفضل يعاند ودا اللى بحبه فيكِ
ضربه على صدره بقوة بقبضتيها الأثنتين صارخة بوجهه أمام الجميع:-
_ أنت فاكر نفسك بتشتري جارية من سوق العبيد، أنت متخلف
نزلت "كندا" من الأعلى ومعها طفلتها على صوت الصراخ لتُصدم من رؤية "قُسم" وكونها هى الفتاة التى سرقت زوجها منها حتى سمعت الشجار القائم بينهما، ذهل الجميع من ضربها إلى "غفران" وسبها له ولأول مرة يتجرأ أحد على فعل ذلك فحتى زوجته "كندا" تأخذ الأذن قبل الحديث معه، تبسم "غفران" في وجهها يُثر أعصابها وجنونها أكثر ببسمته ثم قال بصراخ:-
_ أنا مُتخلف ، فاتن
أقتربت من "قُسم" ليقول بجدية حادة حادقًا بهذه الفتاة:-
_ تتحبس فى أوضتها من غير أكل أو شرب لحد ما أنا أمر، أصل اللى يغلط لازم يتعاقب عشان يتعلم الأدب وأنا شكلى اللى هعلمك الأدب يا قُسم وأعلمك أزاى تتكلمي مع جوزك
دفعت "فاتن" بعيدًا عنها بعنادٍ وأقتربت خطوة منه بتحدٍ ثم قالت:-
_ ومن قالك أنى ممكن أكل حاجة من بيتك حتى لو كان قصادي وليمة، أنا بكرهك يا غفران، بكرهك زى ما أنا بكره اليوم اللى جمعنى بيك وبكره أى حاجة من ناحيتك حتى الأكل فى بيتك بكرهه، أنا بقرف منك ومستحيل أتجوزك
رفع حاجبه بقوة بأغتياظ من غلاظتها وعنادها معه ليُسحبها فى يده للدرج عوضًا عن "فاتن" وهى تصرخ به بجنون، رمقته "كندا" الذي فهمت من الحديث أنه يجبر "قُسم" على العيش معه والزواج به ولا تفهم إلى أى درجة وصلت قسوته وجبروته حتى يخطف فتاة من أهلها ويجبرها على الزواج منه والعيش معه، لتشفق على "قُسم" رغم أنها ستأخذ محلها هنا لكن حياتها ستكون مُرعبة فى هذا القصر بعد أن باتت سجينته، لم تقبل "قٍُم" بالأمر الواقع وسحبه إليه لتقاومه بقوتها وتحاول الإفلات منه وهى تدفعه بقوة فى صدره ليسقط "غفران" عن الدرج معها حتى وصلوا للأسفل، رأت الدماء تسيل من رأسه على الأرض وهى بين ذراعيه يحتضنها بقوة حتى لا تُصاب ، هرع الجميع نحوهما فأخذتها "فاتن" من يده وساعده رجاله فى الوقوف وقال أحدهما:-
_ أطلب الدكتور
لم يبالي بجرح رأسه وتحذير طبيبه له بأذي رأسه حتى لا يصبح الأمر أكثر خطورة، أقترب من "قُسم" بذعر يفحصها بعينيه ويديه تمسك أكتافها بقلق ويقول:-
_ إنتِ كويسة؟ ، أجبلك الدكتور
نظرت له بصدمة من رد فعله التلقائي فى حين أن رأسه ينزف وهى تعلم أنه يشتكي كثيرًا من هذا الرأس وخصوصًا فترة سفرهما إلى فرنسا لكنه لا يبالي بنفسه وسلامته ويقلق عليها، كان القلق واضحًا فى عينيه ونبرته التى تخلت عن العناد والكبرياء بدأت أكثر دفئًا وقلقًا، هزت رأسها بالنفي متنازلة هى الأخرى عن عنادها وتمردها، وضع يده على رأسه من الألم والصداع الشديد الذي أصابه فشعرت "قُسم" بيده المُمسكة بأكتافها تزداد قوة وضغط عليها، أقتربت خطوة منه بقلق وقالت بنبرة هادئة:-
_أنت كويس؟
_قُسم ...
قالها وسقط فاقدًا للوعي لتتشبث به بقوة بين ذراعيها وثقلت رأسه على كتفها حتى أوشكت على السقوط به من ثُقل جسده الضخم على جسدها النحيل ليقترب رجاله ويأخذه منه وأتصل أحدهما بالطبيب لأجله بينما أخذتها "فاتن" إلى الغرفة حسب أمر "غفران" حتى يأمر بخروجها .....
_________________________
عاد "حازم" مع "قاسم" الساعة الثانية بعد منتصف الليل إلى المنزل فهرعت "صفية" إليهما وقالت:-
_ها، عملتوا أي لاقيتوها؟
هز "حازم" رأسه بالنفي والقلق قد تمكن منه حتى فقد أعصابه من الخوف عليها والوقت قد تأخر، أجاب "قاسم" على والدته بحزن شديد:-
_ لا، سألنا فى الحضانة وعدينا على القسم والمستشفيات اللى جنبنا كلها ومحدش يعرف عنها حاجة
جهشت "صفية" فى البكاء بخوف على طفلتها وألتفت إلى زوجها المريض وقالت بانفعال:-
_ خلى بالك لو بنتي عملت فى نفسها حاجة ولا جرالها حاجة بسبب قرارك، أنا عمري ما هسامحك
دُهش "جميل" من كلماتها وقال بجدية:-
_ أنا!!
_اه أنت، بنتي خرجت من البيت لما قررت تجوزها لواحد هانها ووجعها وبتكرهه
قالتها بغيظ شديد من قرار "جميل" للزواج الخاص بأبنته ودلفت للغرفة بقلق يجتاحها ولا تعرف ماذا تفعل ولا أين يجب أن تذهب للبحث عن ابنتها؟، صرخ "جميل" بغضب يقول:-
_ أنا اللى غلطان عشان حبيت أحميها من حُبها لراجل متجوز....
قاطع كلماته من التعب وهو يضع يده على قلبه ليذهب "قاسم" نحوه يساعده فى الجلوس على المقعد، حدق "حازم" به بعد أن سمع كلماته عن حُب "قُسم" لرجل غيره مُصدومًا وقال بتلعثم:-
_ قصدك أي يا جوز عمتي، قُسم بتحبه صح؟
لم يُجيب عليه فهز رأسه بجنون مُنفعلًا وقال بأغتياظ:-
_ يبقي هى راحت له تتحامي فيه، بنتك هربت من بيتك قبل فرحها وراحت لراجل تاني عاشقاه، بس أنا هعرف أجيبها أزاى
غادر الشقة بغضب ناري يحرقه من الداخل متواعدٍ بالإنتقام من "قُسم" على ما فعلته بقلبه وإهانتها لكرامته ورجولته أمام الجميع.....
_________________________
[[ قصــــــــر الحـــديــــدي ]]
فحصه الطبيب وكان الجرح سطحي ليضمده وقال بنبرة هادئة:-
_ مفيش داعي للقلق يا غفران بيه، ممكن الدوخة تكون أثر الوقعة بس
أومأ "غفران" إليه بنعم وهو يقف من فراشه ليقول الطبيب بجدية:-
_ حضرتك لازم ترتاح
_أنا كدة مرتاح
قالها "غفران" بهدوء وأغلق أزرار قميصه الملوث بقطرات الدماء وخرج من الغرفة قبل مغادرة الطبيب ليسأله "عُمر" بقلق:-
_ حضرتك قومت من السرير ليه؟
_ هطمن على قُسم، أنا واثق أنها هتكون زى المجنونة فى الحبسة دى
قالها بقلق على فتاته المُتمردة، نظر إلى "كندا" الواقفة بعيني دامعة من الحسرة وترمقه بأشمئزاز وتقزز وتحتضن طفلتها أمامها، تجاهل وجودها ومر من أمامها لتقول بأشئمزاز من الألم:-
_ وصلك بيك الأمر لإنك تخطف بنت وتجبرها على الجواز منك، كل دا ليه عشان تقهر قلبي؟
ألتف إليها ببرود شديد مُستمرًا فى دهس قلبها العاشق له وقال بغلاظة:-
_ عشان بحبها، قلبك دا يا كندا ولا يساوى فردة جزمة عندي عشان أتعب نفسي وأفكر أزاى أقهره، إنتِ متستاهليش حتى دقيقة واحدة فى وقتي عشان أفكرها فيكِ
أقترب "عُمر" منه قليلًا وهمس فى أذنيه قائلًا:-
_ مسيو غفران مش قصاد نالا ، البنت خايفة وبتبكي ،بلاش القسوة على مامتها قدامها
نظر إلى "نالا" الحزينة جاهلًا عن ملامحها الباكية وغادر من أمامهم إلى غرفة "قُسم" التى كان يقف أمامها رجل من الأمن ليأخذ منه المُفتاح وفتح الباب ثم وجل، رآها جالسة على الأريكة تضم قدميها إلى صدرها وتبكي من الحزن والوحدة، رأته يدخل من الباب فهرعت من مكانها نحوه وقالت:-
_ أنت حابسني هنا بجد
كان مصدومًا وهو يحدق بها لا يشعر بشيء ولا يهتم بكلماتها، لا يُصدق ما تراه عينيه المريضة الآن كانت "كندا" أمامه ضابابي ولم يتمكن من رؤية دموع طفلته وحزنها فى نفس اللحظة التى تقف "قُسم" أمامه بعينيها الخضراء الباكيتين ووجهها الأحمر من شدة بكاءها وشفتيها المجروحة من أسنانها فى سقوطهما، لا يصدق أن عينينه تمكنت من رؤية "قُسم" مرة اخرى ومن جديد فقال بتلعثم من الصدمة:-
_ قُسم
رمقته بأستغراب ونظرته الحادقة بها غريبة ومُختلفة ليست غاضبة أو سعيدة ،بل يحتلها الشوق كأنه لم يراها من زمن رغم أنها كانت معه من دقائق، رفع يده إلى وجهها خائفًا أن تكن هذه تخيلات أو وهم حتى لمس وجنتها الحارة بأنامله الباردة وقال بحنان:-
_إنتِ قُسم بجد؟
لم تفهم سؤاله فأبتلعت لعابها بخوف أن يكن أصاب رأسه حقًا وقالت بذعر:-
_فى أي؟ أنت كويس، حد قالك أنى أتغيرت ما أنا قدامك أهو قُسم
لم يتمالك أعصابه أكثر ليُسحبها نحوه يضمها بقوةً من هول الصدمة وبدأت أنفاسه تعلو شيء فى شيء فظلت ساكنة من الصدمة وسؤاله عنها جعلها ترتجف خوفًا حتى سمعت صوت أنفاسه وتنهيدته القوية بأريحية كأنه وصل لبرا الأمن الآن بعد شقاء كبير فى طريقه، دفعته بقوة بعيدًا عنها وعادت للعناد والصراخ تقول:-
_ أنت مجنون إياك تفكر تلمسني مرة تانية، لتكون صدقت فعلًا أنى مراتك دا نجوم السماء أقربلك يا غفران......
أسكتها حين جذبها بقوة من جديد لا يبالي بتهديدها يضمها فى صدره ويشعر بنبضات قلبها ودفء جسدها، شعرت بيديه تحيط رأسها كاملة كأنه يدفن رأسها بين ضلوعه ويهمس فى أذنها بخفة:-
_ هنتخانق يا قُسم، هنتخانق بس دلوقت خليكِ معايا ثواني بس
لا تفهم ماذا يدور معه لكن الشيء الوحيد الذي تعرفه أنه بحاجة إلى هذا العناق أكثر من أى شيء الآن، رغم أنها لم تقبل بحقيقة الأمر وما فعله معها لكن فى النهاية وحقيقة الأمر هى زوجته المتمردة مهما صرخت وجن جنونها، أغمض عينيه مُستلمًا للسكون بها وقد باتت فتاته هى سكنه ومسكنه الوحيد، همست بلطف بصوت مبحوح من رأسها المدفونة فى صدره:-
_ ممكن كفاية كدة
أبتعد عنها مُلبي طلبها ورغبتها ليحدق بهذا الوجه الملاكي الذي حُرم منه طويلًا فقالت:-
_ ممكن تمشيني بقي وترجعني لأهلها وبيتي
تبدل حنانها إلى غلاظة وقال بعناد:-
_ لا، لأن دا بيتكِ يا قُسم، الست مكانها مكان ما يكون جوزها وقُلتلكِ أنسي أهلك دا لو عايزاني أفضل معاكِ غفران اللى تعرفيه لأني وحش أوى يا قُسم وزى ما أمرتهم يقتلوكِ لو طلعتي من القصر لو فضلتي تزني على أهلكِ أنا ممكن أقتلهم عشان أخلص من صداعك
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألحقت بقلبها وعقلها وهو يتحدث عن القتل كأنه شُرب ماء بسهولة فقالت:-
_ تقتل مين؟ أنت مجنون، أنت فاكر أنى مراتك بجد، فوق يا غفران أنا مش مراتك والعقد دا مزور، أنا موافقتش على الجواز منك ولا كنت أعرف أن فى جواز، أنت غشتني ومكنتش صريح معايا ، الجوازة دى باطل من كل الجوانب
هز رأسه بنعم موافقها الرأي وقال بكبرياء وغطرسة:-
_ عندك حق
أخرج من جيبه عقد الزواج العرفي ليضعه أمام أعينها ثم مزقه بمكر شديد وقال:-
_ كدة مبقتيش مراتي، لكن بكرة هجيب المأذون ولو مبقتيش مراتي رسمي يا قُسم أنا هقتل حبايبك كلهم وأحول حياتكِ لجحيم ملهوش نهائي، جحيم يخليكِ تتمني الموت عشان تترحمي مني
لم تصدق إصراره على الزواج منها وتمزقه للعقد دون خوف كأنه واثقًا من موافقتها على الزواج الشرعي منه ليغادر الغرفة ويغلق الباب بالمُفتاح والآن بعد أن تمكن رؤيتها أصبح أمر زواجه منها أكثر إلحاحًا وبمثابة الحياة والموت له.....
_________________________
[[ شركة اللؤلؤ للتجميل ]]
دلفت "رزان" إلى مكتب "نورهان" التى تباشر عملها وفى يدها فنجان القهوة السادة فوقفت حتى تأذن "نورهان" لها بالحديث وقالت:-
_ اى يا رزان؟
_ القطة اللى حضرتك طلبتها عشان نالا وصلت الصباح
قالتها "رزان" وهى تفتح التابلت الخاص بها وتقدم لها فيديو للقطة ذات عمر شهرين فنظرت "نورهان" على القطة وقالت:-
_ جميلة، كشفتي عليها وطعمتيها كويس عشان نالا
_ أكيد وطلبت خادمة جديدة لرعاية القطة
قالتها بهدوء فوافقت "نورهان" بجدية قائلة:-
_ كويس أبعتيها للقصر، فى حاجة تانية
قدمت "رزان" فيديو مُسجل من كاميرات المراقبة فى القصر وقالت:-
_ الفيديو دا بعته مؤظف الأمن قصر اللؤلؤ، غفران بيه أمبارح وصل للقصر معاه قسم ومخرجتش ولما سألت الخادمة بتاعتنا هناك، قالت أن فاتن أتصل بيها الصباح عشان طاقم الخدم هيرجع للقصر
تركت "نورهان" ما تفعله ونظرت للتابلت تشاهد الفيديو المُسجلة لـ "غفران" وهو يترجل من سيارته ويسحب "قُسم" التى تدفعه رافضة ما يفعله ودخلوا للقصر فقالت بخبث شديد:-
_ قُلتي أنها مخرجتش من القصر
_ أيوة
تبسمت "نورهان" بمكر وذكاء امرأة حادة لتقول بجدية:-
_ متبعتيش القطة، أنا هوديها بنفسي
أومأت "رزان" إليها بهدوء وقالت:-
_ هبلغ فاتن أن حضرتك هتمري على القصر بعد الشغل
رفضت "نورهان" بخباثة أكبر قائلة:-
_ لا متتصليش بيهم خليها مفاجأة
أتسعت عيني "رزان" بدهشة ألجمتها وحدقت مُطولًا بـ "نورهان" ثم قالت:-
_ بس غفران بيه مش هيقبل بدا وهنعمل مشكلة معاه حضرتك عارفة أنه مبيسمحش لحد يدخل القصر بدون أذن مُسبق وبسبب الأمر دا حصل مشكلة قبل كدة وبسببه حضرتكِ رفضتي أن يدخل القصر عندك بدون موعد سابق
عادت "نورهان" بظهرها للخلف بأسترخاء ثم قالت:-
_ دا سبب طلبي يا رزان، قُسم من يوم ما ظهرت وغفران ابني اللى أعرفه كسر الكثير من قواعده أولها أقتحامه لقصري لمجرد علمه بوجودها هناك، خيانته لكندا اللى مهما قُلتله أنها خاينة وعلى علاقة بعفيفي غريبة مكنش بيصدق لكن مع ظهور قُسم، مسك فى كام صورة حجة له عشان يبعد عن كندا ويخونها، سفره من هنا لفرنسا عشان والدها وإنتِ أكثر واحدة عارفة الوقت مهم قد أي عند غفران، دا لما دخلت المستشفي من سنتين جالي تانية يوم عشان كان عنده أجتماع وأنا امه، عايزة أعرف رد فعله أي لما أدخل قصره من غير أذن، عايزة أعرف اي تاني أتغير فى أبني
أومأت "رزان" بنعم بينما تُتمتم بصوت خافت:-
_ ربنا يستر، ما علينا بالنسبة لموضوع أنس، أتصالاته كلها بزملاءه فى البحرية لكن اتصالات كثير زيادة عن اللازم برقم محمود صاحبه
_صاحب السوء، وتحركاته؟
قالتها "نورهان" بضيق لتتابع "رزان" الحديث:-
_اليومين اللى فاتوا مخرجش من القصر غير مرة راح كافي مع محمود برضو
تأففت "نورهان" بأغتياظ ثم قالت:-
_ ماشي خليكِ وراه برضو
__________________________
[[ قصـــر الحـــديــدي]]
دق باب المكتب بهدوء ثم دلفت "فاتن" إليه وقالت:-
_صباح الخير يا مسيو غفران
_ صباح النور يا فاتن
قالها وهو مندمجًا فى أوراق عمله المنثورة على المكتب واللاب المفتوح أمامه، بدأت الحديث بهدوء قائلة:-
_ طاقم الخدم كله وصل زى ما حضرتك أمرت ومُستعدين لبدء العمل، كمان صابر السواق الخاص وصل من الشركة بعربية جديدة زى ما أمرت لمرافقة أنسة قُسم فى مشاويرها و.....
رفع "غفران" رأسه بحدة ونظرة ثاقبة أرعبتها جعلتها تبتلع الكلمات وتتوقف عن التفوه بشيء ليقول بحدة ويده تنزع نظارة النظر عن عينيه:-
_ قُسم هانم، أسمها قُسم هانم يا فاتن
أومأت إليه بنعم ثم قالت بندم:-
_ قُسم هانم عُذرًا يا مسيو غفران أتمني تسامحني على زلة لساني
أومأ إليها بنعم وعاد للنظر إلى اللاب لتتابع بقية الحديث عن أحوال القصر، هاتفة:-
_ وأستاذ عمر وصل على البوابة الرئيسية بالمأذون، ومدام كندا قافلة على نفسها من أمبارح هى ونالا ومبتفتحش ورافضة الأكل حتى لنالا
ترك القلم من يده بضيق من تصرف زوجته وقال بتمتم:-
_ لو على الأكل هى متستاهلوش لكن بنتي ذنبها أي، هتموتها من الجوع
غادر مكتبه بصحبة "فاتن" ليرى "عُمر" يدخل من الباب مع المأذون فصعد للأعلى ليطرق الباب بهدوء فصرخت "كندا" من الداخل بأنفعال:-
_ قُلتلكِ مليون مرة غورى فى داهية يا فاتن
تنحنح بهدوء شديد ثم قال:-
_ أنا غفران
أبتلعت لعابها بخوف منه وأقتربت من الباب مُرتجفة لتفتحها وهى لا تقوى على عصيانه أو التمرد عليه، فحدق بها ثم أبعد نظره إلى الغرفة وكانت "نالا" غارقة فى نومها بالفراش ليقول بحدة:-
_ أدخلى هاتي نالا يا فاتن
_ ممكن مالكش دعوة بيا أنا وبنتي، مش كفاية عليك العروسة الجديدة
قالتها بعناد وهى تمنع "فاتن" من الدخول ليسحبها "غفران" من ذراعها نحوه بغضب سافر وقال بتهديد:-
_ إياكِ يا كندا تفكري إنكِ تمسكني من أيدي اللى بتوجعني ببنتي، لأن أنا اللى يمسك أيدي ويفكر يوجعني بقطع أيده، ومن اللحظة دى إنتِ ممنوع منعًا باتًا إنك تقربي من نالا أو تفكري تشوفيها .... أدخلى يا فاتن
صرخت "كندا" بذعر شديد بينما هو دفعها بقوة وقالت:-
_ أنت متقدرش تحرمني من بنتي
أستدار إليها بنظرة مُرعبة لتبتلع لعابها وتصمت حتى خرجت "فاتن" من الغرفة بطفلته وأغلقت الباب من جديد لتنهار "كندا" بجنون من الوجع والألم الذي يمزجها ......
نظر إلى غرفة "قُسم" وهندم ملابسه ثم سار نحوها وقال بهدوء للحارس:-
_ أنزل تحت
أعطاه الحارس المُفتاح وترجل ليُفتح "غفران" الباب ودلف ليرأها نائمة فى الفراش من التعب فتبسم بخفة وسار نحوها حتى جلس على الفراش وتأمل ملامحها كم كانت جميلة وهى هادئة وشعرها فوضوي بجانبها وتضع ذراعيها الأثنين أسفل رأسها، رفع يده إلى جبينها يداعب خصلات شعرها مما جعلها تفزع من نومها أمامه وقالت:-
_ جيت ليه؟
_وحشتيني
قالها بدلال يُثر أستفزازها وأعصابها فتنهدت بضيق من برود هذا الرجل وهو يتحدث عن الشوق فى حين أنه يسجنها هنا بالإكراه ويهددها بقتل أهلها، فقالت بضيق:-
_ أنت مريض بجد، يكنش الخبط الكثير فى رأسك أثر على عقلك، أنا لازم أمشي من هنا
خرجت من الغرفة وهى مُستغرب أنه لم يمنعها أو ينادي على رجاله فرأت أمامها الخدم يحملوا الكثير من الأغراض وأحدهن تحمل فستان زفاف وقبل أن تعترض سمعت صوته من الخلف:-
_ قُسم
ألتفت إليه لتراه يقترب منها واضعًا يديه فى جيوب بنطلونه بغرور شديد حتى وصل أمامها وقال:-
_ المأذون تحت، أدخلي ألبس وأجهزي
_ مش بقولك عبيط، أنت فاكر أنك تقدر تتجوزني بالغصب، المأذون دا أنا لو نزلت له هقوله إنك خاطفني ومش موافقة على الجوازة
قالتها بتحدٍ وكبرياء واثقة من هزيمته مهما كانت قوته فلم يتمكن من ترويضها أو أخذها بالقوة رغمًا عنها فقال بهدوء شديد يجنها أكثر:-
_ يبقي نسيتي تهديدي أمبارح
_ أنت طلعت ليا منين يا أخي؟!، دمرت كل حاجة حلوة فى حياتي، خطوبتي وشغلي وناسي وكل حاجة، سرقت مني حُريتي وفرحتي وعفويتي وبرائتي وخفة دمي، حولتني من بنت حرة لسجينة فى قصرك الملعون دا، أنت أي يا أخي؟
صرخت "قُسم" بنهاية حديثها فى وجهه، لم تكن تعلم شيء عن مرضه وأن وجودها هو سبيل نجاته الوحيد، ربما حبسها هنا فى أرضه بالإكراه لكنه مثلها تمامًا يصارع من أجل الحياة، أحتدت عينيه غضبًا من حديثها معه بلا خوف وجراءة، تُحدثها عن براءتها التى سلبها إياها بينما هو مُسلوب الرؤية كاملًا، أقترب خطوة واحدة للأمام أرعبتها وجعلتها تعود للخلف تلقائيٍ فأزدردت لعابها الجاف فى حلقها ثم قالت بتلعثم شديد:-
_ اي هتعاقبني تاني؟ هتأمرهم بجَلدي المرة دي ولا يخلعوا أظافري
تبسم "غفران" بخبث شديد على خوفها فرغم ما تتحلى به من شجاعة وتحدي لكي تصرخ بوجهه لكنها ترتجف حين يرمقها بنظرة أو يتحدث بكلمة فقال بلهجة قوية وصوت جهوري خَشن:-
_ أكيد هتتعاقبي على كل حرف نطقتي به يا قُسم، بس دلوقت لو عايزاني منفذش تهديدي ليكِ اللى أنا واثق أنكِ منستهوش تدخلي معاهم دلوقت حالًا وتغيري هدومك وتلبسي الفستان وتحصليني على تحت من غير ولا كلمة
نظرت بعينيه الباردة الخالية من أى مشاعر، لا تفهم سبب رغبته القوية فى الزواج منها بالإكراه والعاجل دون أي تخطيط، رأت زوجته وابنته وتعلم أنه يملك عائلة ويحبهم كما يحبوه لكن قرار زواجه منها الآن أمر لا يسمح بالنقاش فيه، تنفست بصعوبة من نظرتهما الطويلة وعينيها تبوح بالعجز عن الفهم، الخوف، الضعف، الوجع وغيرهم من المشاعر المتداولة بداخلها ثم تحدثت بنبرة أكثر هدوءًا لعلها تتمكن من ترويض شراسته وحدته معها قائلة:-
_ غُفران بيه، مسيو غفران، أى حاجة بس أنت بتدمر حياتي، بص ليا أنا واحدة بتشمئز من رؤيتك أزاى هتجوز وتعيش مع واحدة كارهاك ورافضة العيشة معاك
أقترب أكثر نحوها حتى أصبح أمامها مباشرة ويشعر بأنفاسها المتسارعة ورمق عينيها الباكيتين رغم أسرها لهذه الدموع بجفنيها ثم قال بنبرة خافتة هامسًا إليها:-
_ متأكدة أنك كارهاني يا قُسم، عينيكِ بتقول غير كدة، أنفاسك ودقات قلبك اللى واصلة لحد عندي هنا وكل حتة فيكِ بتقول غير اللى لسانك بيقوله، عينيكِ اللى عمري ما شوفت زيهم فى حياتي كلها بيقولوا أنك عاشقاني يا قُسم، صوت قلبك واصل لحد عندي بيصرخ أن غفران حبيبه وساكنه
_ أنت بتوهم نفسك، لو عينيك شايفة دا تبقي عينيك عمية
قالتها بتحدٍ وقسوةٍ دون أن تدرك أن كلماتها الأخيرة كالنار التي مسكت به للتو وبدأت تحرقه، أنتفض جسده غضبًا مما تفوهت به عن العمي وحقيقة أنه مريض بعمي الوجوه ولم يتمكن من رؤية وجه أحد من قبل كانت كالخنجر الحاد الملأ بالسم وقد غرسته "قُسم" بمنتصف قلبه أوقفته عن النبض كأنها قتلت أخر بذرة للرحمة بداخل هذا الوحش؛ ليمسك ذراعها بقوة جاذبٍ إياها تجاهه أكثر حتى ارتطمت بصدره وقال بنبرة باردة غليظة أرعبتها مع نظرته الثاقبة:-
_ الوهم دا أنا اللى هحرقك به يا قُسم، وأقسم لكِ برب الكون لو ما دخلتي حالًا تنفيذي أمري لأقتل لكِ واحد من حبايبك كل نص ساعة هتمر وأنتِ مش مراتي فيها....... عُمـــر
صرخ باسم مُساعده ليأتي مهرولٍ إليه وما زالت عينيه تحدق بها، فضغط "عُمر" على زر الشاشة وفُتحت أمامها لتجدها مُقسمة إلى أجزاء بكل جزء منها شخص عزيز عليها وخلفه قناص يصوب نحوه مما جعلها تنتفض ذعرًا بين ذراعيه من فظاعة ما وصل "غفران" إليه الآن حتى يروض عنادها ويتزوجها بالإكراه، تمتم بنبرة أكثر رعبًا:-
_ أول نص ساعة بدأت يا عروسة، ومترهنيش علي صبري معاكِ لأنه نفد من دقائق وأوعي تنسي للحظة أنكِ هنا سجينتي أنا غفران الحديدي وبس........
ذرفت دموعها من الخوف على أهلها وهى الآن عالقة بين السماء الأرض أم أن تتزوجه وتنقذ أهلها من رجاله أو ترفض ويقتلهما لكن زواجها سيقتل أهلها بالبطيء ويجلب العار لهما، تمتمت بضعف ولهجة واهنة:-
_ أنت فاهم إنك كدة بتكسبنى وهبقي مراتك، أنت بتخسرني يا غفران وبتقتل كل حاجة حلوة كانت بينا، أنت مبتسبليش غير الوحش اللى منك
_ حُبي ليكِ يا قُسم هيصلح أى حاجة لكن الحاجة الوحيدة اللى مش هتتصلح أنى أرجعك لأهلك وتتزوجي راجل مبتحبوش وأخسرك عمري كله، أى حاجة هتهون وهتتصلح ما دام أنتِ معايا لكن البُعد مش هيتصلح
أقترب منها ليضع قبلة على جبينها لكنه توقف ساكنًا ثم قال:-
_ مقدرش أعملها وأنتِ مش مراتي ، حصلني على تحت
غادر من أمامها قبل أن تلمس شفتيه جبينها، نظرت إلى الشاشة الذي أظهرت "قاسم" وحده وهو يسير فى الشارع والضوء الأحمر على رأسه من الخلف وقد أختار "عُمر" أخاها كضحية أولي على تأخيرها فأخذت الفستان من الخادمة بتعجل ودلفت إلى الداخل بسرعة حتى تنقذ أخاها من الموت والوقت بدأ يقل فى الشاشة...........
يُتبــــــــع .....
#غفران_هزمه_العشق
#نور_زيزو
#نورا_عبدالعزيز
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق