رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الخامس والسادس والسابع بقلم إيه محمد رفعت
رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الخامس والسادس والسابع بقلم إيه محمد رفعت
مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي)
البارت الخامس
بالمكتب الخاص بزين ...
صدم أدهم مما أستمع إليه ليعلم الآن بأن من راه لم يكن سوى شقيقه التؤام ...
وضع الملف جواره ليقطعه زين قائلا بثبات :_ممكن بقا أفهم عايز المعلومات دي ليه ؟
أدهم بشرود :_بس هو هيستفاد أيه لما ينتحل شخصية أخوه ؟
زفر زين بغضب :_ممكن تخليك معايا وتقولي أيه الا فكرك بحازم السيوفي دلوقتي !
كاد أن يجيبه ولكن صدح هاتفه برقم مجهول فأجابه على الفور ليستمع لصوت جدته ..
هنية :_أيوا يا أدهم
أدهم بستغراب :_تيتا ! ..ثم قال بصوت مسموع :_بتتكلمي منين ؟
هنية :_دا تلفون واحد جارنا جبت رقمك عشان أكلمك
أدهم بقلق :_فى حاجة ؟
هنية :_رجعت من السوق الظهر ملقتش رهف فقولت أنها معاك بس مكة كانت عندي من شوية وعرفت منها أن محدش جيه معاك البيت... هى معاك ؟
أدهم بصدمة ولكن سرعان ما تدارك الأمر :_متقلقيش يا تيتا ...معلش مضطر أقفل ..
وأغلق أدهم الهاتف تحت نظرات زين المتفحصة له ليستدير بوجهه قائلا بقلق:_زين محتاج مساعدتك
قاطعه بحدة :_مش قبل ما أعرف في ايه ؟!
هم أدهم بالخروج قائلا بجدية:_صدقني مفيش وقت
لحق به زين على الفور فخرج أدهم للسيارة الخاصة به ثم أخرج هاتفه وطلب أحمد وعبد الرحمن بعدما غادر منزل زين ...
***********
بقصر حازم السيوفي ...
حاولت جاهدة فى حل وثاقه ولكن لم تتمكن من ذلك ...بدأ بأستعادة وعيه فتلبشت بمعشوقها برعب مما سيحدث لها ...
حازم بخوف مما سيفعله اللعين بها :_أهربي يا رهف ..
رفعت عيناها له قائلة بدموع :_مش هطلع من هنا غير وأنت معايا
صرخ بها بحدة :_أسمعى الكلام هو مستحيل يأذيني أخرجي من هنا حالا
أشارت له والدموع تغرق وجهها فأستند حمزة على الحائط ليقف على قدميه والغضب يتمكن منه ...تطلعت له رهف بخوف لا مثيل له على ما أرتكبته فشددت من ضغطها على قميص حازم لتتخبئ خلف ظهره برعب حينما تحرك ليقف أمام المرآة يتفحص أصابته بغضب يحمل هلاكها بنجاح ...خلع عنه العدسات التى تشبه عين حازم لتظهر عيناه السوداء المظلمة كحال قلبه المحتجز بطبقة من الظلام ..
أستدار لها بغضب حينما رأى الدماء تنسدل من وجهه فشددت من ضغطها على قميص معشوقها برعب حقيقي يدب بأواصرها ..
أقترب منها قائلا بصوت يشبه زفاف الموت :_واضح أنك كشفتي الحقيقة بس للأسف مش هتلحقي تحتفظي بيها ..
أنقبض قلبها حتى حازم علم ما ينوى فعله ...جذب السلاح الخاص به ثم أقترب منهم وبسمة المكر تحيط وجهه فأسرع حازم بالحديث :_أنت لسه عايز أيه يا حمزة الأملاك وأتنزلتلك عنها يعنى خلاص أنت بقيت المالك الرسمى
تعالت ضحكاته وهو يجذبها بقوة من خلف ظهره :_قولتلك قبل كدا عايز أكسرك ومدام هى عرفت الحقيقة يبقا مفيش داعي أسيبها عايشة ..
أرتجفت وهو يضع السلاح على رأسها حتى يديه ملتفة حولها حتى لا تتمكن من الفرار ،أسرع حازم بالحديث والغضب يتلون على عيناه :_هى مالهاش ذنب أنا أدامك أهو أعمل فيا الا يريحك
دفشها أرضاً فصرخت بقوة ،صوب السلاح عليها وعيناه تتلذذ برؤية الخوف بعين شقيقه فقال بسخرية :_كدا كدا هتموت بس مش قبل ما أنتقم منك وأنا شايفك بتنكسر
رفع حازم عيناه له برجاء وهو يراها تبكى بجنون وترتجف بقوة :_بالعكس لو قتلتني أنا هترتاح لكن هى مش هتستفاد حاجة
قاطعه بغضب :_بتحلم أنا عارف كويس أيه الا بتفكر فيه ..
أغمضت عيناها بأستسلام لموت قاسي أمام أعين معشوقها ...تمرد عن صمته بغضب مكبوت :_وقسمن بالله لو أذيتها لكون دفنك هنا ولا هيهمني أنت تكون أيه
تعالت ضحكاته ليشدد من ضغط الزناد فكبتت شهقاتها واستعدت للموت ...
حاول حازم تخليص نفسه بعدد من المحاولات ولكنه فشل ...أقترب منها اللعين قائلا بسخرية :_أي أمنية أخيرة ..
ظلت كما هى مغلقة للعينان وبأستعداد موتها ولكنها تفاجئت بأصوات من خلفها ففتحت عيناها لتتفاجئ بأدهم يتصدى له بعد أن ناوله عدد من الضربات القاضية التى فتكت به ، بينما أقترب أحمد من حازم وحل وثاقه ...أما بالخارج فتوالى زين وعبد الرحمن أمر الحرس بالخارج وبفعل قوتهم الجسمانية أسقطوهم جثث هامدة ...
تعجب حازم من رؤية أدهم ولكنه لم ينكر أمتنانه الشديد لما فعله ...
أقترب أدهم من رهف قائلا بثبات :_أنتِ كويسة ؟
أشارت له بفرحة لوجوده قائلة بصوتٍ متقطع :_كنت متأكدة أنك هتعرف توصل لهنا
إبتسم أدهم بهدوء :_قولتلك قبل كدا مش هتأخر فى مساعدة حد
وقف حازم على قدميه بعناء كبير فكاد السقوط أرضاً ولكن أسرع أدهم إليه ...تعلقت نظراتهم ببعضهم البعض ...عتابات الماضي وذكرياتٍ تعاد من جديد ...صداقة قوية حطمها مجهول يعاد من جديد ...
خرج صوت أدهم أخيراً بثباتٍ زائف :_ أنت كويس
أشار له حازم بهدوء بأنه بخير فأسنده أحمد للجلوس على المقعد لتسرع إليه رهف بدموع :_حازم
رفع عيناه لها بتعب لتصرخ قائلة بدموع :_أنت بتنزف
ولج عبد الرحمن وزين من الخارج فقال وعيناه على أدهم :_كله تمام
أكتفى أدهم بالاشارة له بينما أقترب عبد الرحمن من حازم قائلا بفزع :_أصاباته خطيرة لازم يتنقل مستشفي فوراً ..
أقترب منه أدهم قائلا بلهفة :_ساعدني يا زين
أسرع إليه زين ولكن أوقفهم حازم قائلا وعيناه على حمزة :_هتعملوا فيه أيه ؟
أحمد بتلقائية :_أكيد هنسلمه للشرطة بعد الا عمله دا هتكون عقوبته كبيرة
أشار لأدهم قائلا بتعب :_بلاش شرطة يا أدهم أرجوك
تفهم أدهم ما يود قوله فأشار له بهدوء :_متقلقش ..
وحمله زين وأحمد وتبقى أدهم ليتوالى أمور حمزة كما طلب منه حازم ...
**************
بفيلا زين ..
جلست بغرفتها بغضب مما إستمعت له حتى أنها تعجبت لرحيلها من أمامه بصمت وأستسلام تعجب له ...
تعلم جيداً بأن زين يريد كبتها لتظل بمصر ولا تعود لأمريكا لذا لمعت عيناها بالشرار للأنتقام منه ومن الطبيب اللعين كما تنعته ..
******
بمنزل طلعت المنياوى ...
عاد ضياء للمنزل بعدما تركه أحمد وعبد الرحمن بمنتصف الطريق ليعود بمفرده فصعد لشقتهم وأبدل ثيابه لسروال أسود اللون وتيشرت أبيض ضيق يبرز جسده المتزن فجلس بالشرفة يستنشق الهواء البارد لعله يزيح همه الدائم معها ...
تعجب ضياء حينما أستمع لصوت صفيراً ضعيف يأتى من الأعلى فرفع عيناه ليتفاجئ بها بشرفتهم
والقلق ينهش ملامحها فقطعته بضيق :_مش بترد على تليفونك ليه ؟
أعاد النظر للأمام بدون أهتمام بها :_وأحرق دمي بالكلام معاكِ ليه ؟
غادة بغضب :_كدا يا ضياء ماشي معتش هكلمك خالص
ولج للداخل قائلا بتصنع اللامبالة :_يبقي أفضل
وتركها بصدمة مما أستمعت له فربما ما فعله سيكون عونٍ لها ...
**********
بالمشفى ...
عالج عبد الرحمن جروحه العميقة ثم تركه ليستريح قليلا وخرج لهم فأسرعت إليه رهف بقلق :_طمني أرجوك
إبتسم عبد الرحمن بلطف لها :_متقلقيش هو ما شاء الله من قوة تحمله للأصابات دي باين أنه شخص قوى جدا أنا حالياً أديته مسكن وسبته يرتاح
أسرعت بالحديث :_طب ينفع أدخله
أجابها بتأكيد :_طبعاً
إبتسمت له بشكر ثم أستدارت لأدهم وزين قائلة بدموع :_مش عارفة أشكركم أزاي على الا عملتوه معانا
زين بهدوء :_مفيش داعي للشكر أهم حاجة أنه يكون بخير
أدهم بثبات :_أنا عملت الا حازم طلبه مني وأنا بنفسي هعدي عليه بكرة أطمن بنفسي
ثم رفع ساعته قائلا بزهول :_الوقت أتاخر أوى ولازم أرجع أنا وأحمد البيت لو أحتاجتي حاجة عبد الرحمن موجود معاكم
رهف بحزن :_بشكرك تاني يا أدهم واحد غيرك مكنش ...
قاطعها بحدة :_مش قولتلك متتكلميش كدا تاني ثم أني حالياً بمكانة الأخ ليكِ
إبتسمت بسعادة وتتابعتهم حتى خرجوا من المشفى ثم عادت لغرفة معشوقها سريعاً ..
ظلت لجواره تتأمله بأبتسامة هادئة ونظرات تتشبع لرؤياه ...فزعت بخجل حينما فنح عيناه الرومادية ليجدها تجلس جواره وتتأمله بعشق يكتب بأساطير خرافية فينقل له ترانيمه الخاصة ..
تنحت على الفراش بعدما كانت مستندة عليه براسها ولكنها تخشبت محلها حينما جذب يدها قائلا بصوت منقطع من الآلم :_رايحة فين ؟
خرج صوتها بعد مجاهدة للحديث :_هنام على الكنبة عشان أكون جانبك
إبتسم بعشق :_حضني مش وحشك ! ..
تلون وجهها بحمرة الخجل فجذبها لتقترب منها ثم داثرها جيداً لتغمض عيناها بشتياق وهى بين أحضانه ..
شدد من أحتضانها قائلا بصوتٍ هامس :_وحشتيني
إبتسمت بمشاكسة :_هوحشك أزاي وأنا أدامك ليل نهار بالكاميرات !
أخرجها من أحضانه لتلقي بعيناه المحتفظة بسحرها الخالد قائلا بتعب :_كنتِ ادام عيونى بس بتألم يا رهف ...مع كل دمعة ونظرة كره للوش دا كان قلبي بيوقف مية ألف مرة ..الا كان بيعمله حمزة عشان ينتقم منى هو أنه يستغل نقطة ضعفي والنقطة دي كانت أنتِ ..
خرج صوتها الغاضب :_أنا مشفتش فى الدنيا أخ بيكره أخوه كدا والا استغربته أنك عمرك ما جبتلي سيرة أنك ليك أخ تؤام !
غاصت عيناه ذكرياتٍ ماضت فخرج صوته بسكون :_هحكيلك كل حاجة بس مش دلوقتي
أستسلمت لأحضانه وأنغمست بنومٍ حرمت منه كثيراً بينما قضى هو الليل بتأملها ...
******
عاد أدهم وأحمد للمنزل فوجدوا الفتيات بالأسفل يعدان طعام السحور فجلسوا بالأسفل بأنتظارهم ...
أحمد بتعب :_أيه اليوم دا !
جلس ادهم جواره بسخرية :_أيه يابو حميد هنجت من أولها
رمقه أحمد بضيق :_أنا من يوم ما شوفت وشك والدمار تسلل لحياتي البريئة
تعالت ضحكات أدهم الرجولية :_يا راجل !
أجابه بتأكيد :_من محامي شاطر لأحد أعضاء المافيا وحالياً بلطجي
أدهم بسخرية :_بلطجي عشان دافعت عن الحق وأنقذت حياة شخص برئ
كبت ضحكاته قائلا بصوتٍ ساخر :_الشعب المصري مش بيسمي الا شافه دا شهامة بالعكس كلمة بلطجة المسمى الصحيح لناس هجمت على قصر من أفخم ما يكون ..
أدهم بحزن :_فى دى عندك حق بس أدينا بنعمل الا علينا والباقي على ربك
أحمد بجدية :_ونعم بالله ..
طرق يوسف على باب الغرفة فسمح له أدهم بالدلوف ..فأخفض عيناه خجلا من نظرات أحمد وقال لخوف من فكرة سفره للصعيد:_كنت عايز أسالك عن عبد الرحمن يا أدهم بستناه من وقت طويل ومرجعش البيت ..
أسرع أحمد بالحديث قائلا بسخرية :_أطمن مسافرش الصعيد
أدهم بستغراب :_صعيد أيه ؟
أحمد بتماسك فهو يعلم غضب النمر أن علم بما حدث :_لا بهزر متأخدش فى بالك
أدهم بغضب :_ ودا وقتك أنت كمان .
ثم أستدار ليوسف قائلا بهدوء :_عبد الرحمن فى المستشفي مع واحد صاحبي مريض ومش هيرجع غير بكرا الصبح
أشار له يوسف بحزن ثم صعد للأعلي تحت نظرات سعادة أحمد من رؤية الندم يحتل ملامح وجهه ...
رتبت غادة الطعام على الطاولة فهبط ضياء للأسفل ثم مرء من جوارها كأنه لم يراها فحل الحزن قسمات وجهها ...
وضعت جيانا باقي الأطباق قائلة لمكة :_روحى أندهي أدهم والباقي
أشارت لها بهدوء ثم توجهت إليهم وأخبرتهم بأن الطعام جاهز فلحقوا بها ...
جلسوا جميعاً على الطاولة فبحث عنها أحمد فلم يعثر عليها ليشعر بالقلق وجاهد للحديث قائلا بستغراب :_أمال فين ياسمين ؟
إبتسمت ريهام لسلوى التى قالت بأبتسامة هادئة :_ياسمين تعبانة شوية فيوسف أخدلها الأكل
فشل بكبت قلقه :_أيه ؟ مالهااا ؟!!
ريهام بمكر وهى ترى إبنها المتلهف :_عندها شوية برد يا حبيبي
أحمد بلهفة :_طب ما نجبلها دكتور
تعالت ضحكات ضياء بسخرية :_أهدا يا روميو دول شوية برد أه لو جدك قفشك وأنت مدلوق كدا هتتعلق فى سوق الفاكهة ويبقا المزاد عليك
تطلع له أدهم بنظرة جعلته يتناول طعامه سريعاً وبصمتٍ تام بينما عالت ضحكات ربهام ونجلاء وسلوى ...
أحمد بغضب :_على فكرة كدا كتير أما جدي يجي هطلبها منه والا يحصل يحصل
نجلاء بضحكة واسعة :_يا حبيبي يا أحمد أطلبها وأنا هطلبها معاك وجدك مش هيرفضلي طلب
ريهام بصدمة :_الواد واقع يا حيلة أمه
سلوى بجدية :_أحنا نتشرف بيك يا أحمد بجد
إبتسم أحمد قائلا بخجل :_الله يكرمك يا مرات عمي
رفع ضياء يديه على كتفيه قائلا بمرح :_هتلقي حما عسل كدا فين بتشكر فيك على طول والبسمة العسل دي مش بتفارقها
رمقته ريهام بحدة :_وأنا يعنى الا أيدها خناقات معاك يا ضياء ..
غمز له احمد قائلا بشماته :_ألبس
إبتلع ريقه بتوتر تحت نظرات غادة الحزينة لتجاهله وضحكات جيانا ومكة وثبات أدهم :_لا يا مرات عمي مقصدش دانا بغلس عليه
لكمه أحمد بسخرية :_عارفين أنك حد غلس ورزل فمفيش داعي ياخويا
إبتسمت ريهام قائلة بسعادة :_أنا كدا أستغل الموضوع وأكلم أبويا الحج عن عادل إبن أختى طالب جيانا من شهرين ونص وأنا قولتله هقول بس فى الوقت المناسب .
رفع أدهم عيناه له بضيق يحتل عيناه لأول مرة فأخرجه من بؤرة السكون ليتمرد قائلا بصوت كلهيب النيران :_عرضه مرفوض
تطلعت له ريهام ووالدته والجميع بستغراب ليترك الطاولة دافشاً المقعد بقدمه بغضب جامح ثم صعد للاعلى تحت نظرات صدمة الجميع وبالاخص جيانا الذي ينبض قلبها بسرعة كبيرة لما حدث ..
نجلاء بخجل لتصرف إبنها :_معبش يا ريهام يمكن أدهم مش بيحب إبن أختك متاخديش على كلامه
إبتسمت ريهام قائلة بتفهم :_أدهم إبني الكبير يا نجلاء ومدام رافض يبقى له وجهة نظر هو حكيم وذكي وأنا احب الخير لبنتي
:_أنا أسف على تصرفي بس جيانا ملكى أنا وبس وأنا هحرص على موافقة جدى وبابا
صعق الجميع وعلى رأسهم أحمد وهو يستمع لأدهم بعدما هبط الدرج ليخبرهم بتلك الكلمات ...
حتى نجلاء وريهام والجميع تلبشت كلماتهم من هول الصدمة ...
نقل أدهم نظراته لجيانا المتلون وجهها بحمرة الخجل وصدمة العدم تصديق تستحوذ عليها ..طال نظراته لها فأخفضت نظرها حتى لا تهلك أمام تلك العينان القاتلة ..فأبتسم بعشق وصعد للأعلى بثقة لا تضاهي سواه ..
ضياء بصدمة :_هو دا أدهم ؟!!!
أحمد بصدمة أكبر :_طالب أختى وأنا قاعد !
نجلاء بدموع وسعادة :_أول مرة أحس باختيار أبني الصح
إبتسمت ريهام بسعادة فلم يكن باوسع احلامها أن يطالبها أدهم !
لم تحتمل جيانا نظرات الجميع فهرولت للاعلى بخجل وقلب يعلو بدقاته لتتخشب بصدمة حينما رأته ينتظرها على الدرج .
إبتلعت ريقها بخجل وتوجهت لتكمل الدرج لشقتهم فأقترب منها قائلا بثباته الفتاك :_أظن سمعتى كلامي كويس
تطلعت له بعدم فهم ليكمل هو بحدة:_يعنى لو حصل ورجعت فى يوم ولقيت الحيوان دا هنا وأنتِ تحت لأى ظرف تصرفي مش هيعجبك
أنقطع الكلام عنها وهى تستمع له بصدمة وخجل ليكمل هو ونظراته عليها :_ جيانا
رفعت عيناها له بهلاك عيناه الخضراء فأبتسم قائلا بخفوت :_ لما أكلمك متحاوليش تحطى عيونك بالأرض لأن التصرف دا بينرفزني والنرفزة أحيانا هتكون وحشة عليكِ ..
كاد فمها أن يصل الأرض فأبتسم بخبث وهو يتوجه لشقتهم ولكنه توقف قائلا بتذاكر :_أوبس نسيت أهم حاجة
وأقترب منها وهى تطلع له بصدمة وخجل بآنٍ واحد :_لو أحمد طلب منك تانى تصحيني من النوم طبعاً عارفة الرد
أشارت له كثيراً برأسها فأبتسم قائلا بنبرة غامضة :_تقدري تطلعي
لم تصدق أذنيها فكأنما حصلت آذن الهروب من الشبح ...ركضت للأعلى بجنون كأنها تهرب من موتها حتى أنها نسيت بأن شقتهم بالطابق الذي يلي شقة أدهم فصعدت للأعلى بتوتر وأرتباك ..
طرقت الباب بجنون وعقلها شارد كالمغيب تماماً ..
يوسف بغضب :_فى حد يخبط كدا !
لم تجيبه وظلت كم هى تجفف وجهها الممتلأ بعرق الخجل والأرتباك فأقترب منها يوسف بستغراب :_مالك يا جيانا ؟!
أنتبهت لوجوده فقالت بغضب لتخفى ما بها :_أنت بتعمل أيه فى شقتنا ؟!
رمقها بزهول ثم قال بخجل :_شقتكم فى الدور الا تحت يا هبلة
تطلعت الطابق بأهتمام ثم قالت بحزن :_أه صح بس ممكن أدخل لياسمين هى الا هتجدني من الا أنا فيه
ودفشته جيانا وأسرعت لغرفة ياسمين ليبقى هو مصعوق قائلا بسخرية :_عليه العوض ومنه العوض العيلة كلها أتجننت
وولج للداخل ثم أغلق الباب ...
بغرفة ياسمين ..
كانت ترتل واردها من القرآن بصوتها اللامع بحروف الله لتتفاجئ بجيانا تدلف للداخل ثم جلست جوارها وجذبت الغطاء لتداثر جسدها البارد برجفة خفيفة ...أنهت ياسمين واردها لتجدها بجوارها كمن رأت شبحاً مميت ..
ياسمين برعب :_مالك يا جيانا في أيه ؟
جيانا بصوت متقطع :_طفي النور
تطلعت لها بصدمة لتصرخ بها بغضب :_طفى النور بقولك
اسرعت ياسمين بغلق المصباح وهى بدهشة من أمرها .
********
ولج زين لغرفته فخلع عنه قميصه ثم توجه للفراش ..تمدد عليه وذكريات دمعها تلحقه بلا رحمة ...صرخاتها حينما ضغط على يديها بقوة جعلت قلبه يعانى بآنين تعجب له ...
جذب هاتفه يعبث برسائله ليقرأ الرسائل الخاصة بهم قبل أن يتمكن منه الأنتقام ويكشف قناعه الخفي ...
أغمض عيناه بألم وقوة يتمكن بها من كبح زمام أموره ..عافر بها ليل طويل حتى سطوع شمس يوماً لم يذق فيه زين النوم ..فنهض عن الفراش وأبدل ملابسه ثم توجه للشركة ...
********
عاد عبد الرحمن للمنزل بتعب شديد بعد أن قضى الليل يتابع حازم إلي أن تحسن فستأذن منه وعاد ليرتاح قليلا ...
ولج للغرفة بسكون حتى لا يستيقظ أخيه ،فتح خزانته وخلع عنه ملابسه ليرتدى منامته القطنية ..
:_عبد الرحمن ...
أستدار عبد الرحمن على صوت يوسف الذي أعتدل بجلسته ..
نهض عن الفراش ثم تقدم من أخيه وعيناه أرضاً . .طال صمته والأرتباك يشكل على وجهه علامات فخرج صوته أخيراً :_متزعلش مني أنا كدا دبشة فى الكلام ..
أكمل عبد الرحمن أرتداء قميصه بصمت فأقترب منه بحزن :_طب حقك عليا وأدي راسك أهي يا سيدى
وقبل رأسه فأبتسم عبد الرحمن قائلا بمكر :_بس لو ماكنتش تحلف
تعالت ضحكات يوسف بسعادة :_أحبك وأنت طيب كدا يابو عبدلله
تحلى بالحدة :_أحترم لسانك من أولهم عشان ما توصلش لنفس الطريق
أرتعب قائلا بلهفة :_لااا دانا هطلع بره خاالص لحد ما الدكتور يريح براحته
عبد الرحمن بغرور "_كدا أحبك ياسيادة الرائد
أجابه بلهفة :_يارررب يسمع منك ياررب
إبتسم بجدية :_عن قريب أن شاء الله أطلع بقا بدل ما أسحب الدعوات
إبتسم يوسف وقبله بسعادة وفرحة ثم غادر بصمت تحت نظرات وبسمات عبد الرحمن ..
****
خرجت ريهام من غرفتها متجة للأسفل فتفاجئت بأحمد يضع مقعد ويجلس خلف باب الشقة بتراقب ..
أقتربت منه بستغراب :_أيه الا مقعدك كدا يا حبيبي ؟!
صعق أحمد من وجودها فقال بتوتر "_ها ...أه دانا مستنى عبد الرحمن عشان عايزه فى موضوع مهم وخايف ينزل من غير ما أشوفه
كبتت ضحكاتها بصعوبة ثم قالت بسخرية :_أه ماشي
وتركته وتوجهت للاسفل ثم أستدارت قائلة بخبث:_على فكرة أختك فوق مع ياسمين من أمبارح يعني حجة تطلع تشوفها منزلتش ليه ؟ ..وأبقى سلملي على عبد الرحمن اصلي بحبه أوى
وغمزت له بعيناها ثم هبطت للأسفل فأبتسم أحمد على دهاء والدته ثم أسرع بالصعود للأعلي ...
*****
بشقة إسماعيل المنياوي ..
طرقات الباب بثت الكره لقلب يوسف فتوجه ليرى من فتفاجئ بأحمد أمام عيناه ..
تطلع له بستغراب :_أحمد !
أحمد بهدوء زائف :_جيانا هنا يا يوسف ؟
أجابه بهدوء :_أيوا أدخل ..
وبالفعل ولج للداخل وجلس بأنتظاره ...
خرجت ياسمين من المطبخ بعدما رتبته جيداً لتتفاجئ بأحمد فشهقت بخجل وجذبت حجابها على الأريكة لتضعه على رأسها بسرعة أما هو فغض بصره عنها بأبتسامة هادئة ...
أنهت أرتداء حجابها ثم توجهت للداخل لتقف على صوته العذب :_عاملة أيه دلوقتي ؟
استدارت له وعيناها أرضاً :_الحمد لله
أقترب منها قائلا بلهفة ورعب :_بس وشك متغير أنا هحجزلك عند دكتور كويس
:_على فكرة أنا دكتور برضو
قالها عبد الرحمن بسخرية بعدما خرج من غرفته وأستمع لهم ...
إبتسمت ياسمين ليكمل هو :_قولنا عندها برد وعطتها العلاج المناسب حضرتك بتشكك في قدراتي المهنية !
أحمد بغضب مكبوت :_ لا سمح الله محدش قال كدا ..
ثم تطلع لها قائلا بجدية :_بجد يا ياسمين أتحسنتي ؟!
خجلت للغاية وسعدت بذات الوقت وهى تراه يتلهف لها فقالت بصوت جاهد للخروج :_الحمد لله خفيت كتير عن الأول ..عن أذنكم
وغادرت مسرعة ليهدأ قلبها عن الخفق أما هو فتبقي ساكناً يتأملها بعين تفيض بالعشق ..
جذبه عبد الرحمن بالقوة قائلا بغضب مصطنع :_يا أخينا أفهم هو أنا يعني مش مالى عينك
أحمد بهيام :_خلاص يا عبده أنا هطلبها من جدك النهاردة والا يحصل يحصل
عبد الرحمن بجدية :_يا أحمد جدك مش هيوافق غير لما نكون نفسنا الاول
أحمد بغضب :_ولما وافق على خطوبة ضياء وهو لسه فى التعليم كان كون نفسه وأنا معرفش !!
أجابه بحيرة هو الأخر :_معرفش هو وافق ليه بس الا أعرفه أن جدك محدش يعرف هو بيفكر في أيه ؟
أحمد بشرود :_حجته أنا هقطعها
تطلع له بأهتمام :_أزاي ؟
كاد الحديث ولكن خرجت جيانا من الخارج ووجهها شاحب للغاية...
عبد الرحمن بزهول :_مالك أنتِ التانية ؟
أحمد بسخرية :_فاتك كتير يا دكتور
وكبت ضحكاته لتلكمه جيانا بغضب :_أحمد
عبد الرحمن بفضول :_لا مأنا هعرف كل حاجة يعنى هعرف ..
أحمد بسخرية :_روحى يا قلبي أشرحي لأخوكِ الكبير الا حصل أمبارح وأزاي النمر أتمرد على قوانينه ؟
جذبها عبد الرحمن للمقعد بفضول :_لا فيها نمر دانا كلتا الأذنين صاغية ..
إبتسم أحمد وتركهم وهبط للأسفل متجهاً لعرين النمر ...
أما جيانا فزفرت بغضب :_فى أيه يا عبد الرحمن ؟
قاطعها بغضب :_هعرف يعنى هعرف أحكيلي كدا زي زمان بدل ما هعرف بطريقتي
إبتسمت على طريقته المرحة ثم قصت عليه ما حدث لتكبته الصدمة فتخلت عنه الكلمات ...
******
أما بالأسفل ...
طرق أحمد باب المنزل ففتحت له مكة قائلة بأبتسامة مشرقة :_أيه الصباح داا
إبتسم أحمد لها ثم قال :_عايز أدهم
فتحت الباب على مصرعيه قائلة برحاب :_أنت عارف أوضته فين بالتوفيق ..
وتركته وغادرت للاسفل سريعاً ..توجه أحمد لغرفته قائلا بغرور :_ولا يهمني الموضوع مهم ولازم يصحى ..
تفاجئ أحمد بصوت يأتى من جواره فتفاجئ بضياء يغط بنوماً عميق خارج غرفته على الأريكة ...
أقترب منه بستغراب وهو يحركه بخفة :_ضياء ...
لارد
أنت يالا ..
أفاق من نومه بفزع :_أيه فى أيه ؟
أحمد بغضب :_أيه ياخويا قومتك من فراش الموت !
جلس على الأريكة يعبث بعيناه قائلا بنوم ؛_أحمد
أجابه بسخرية :_أيوا أنا ..أيه الا منيمك كدا ؟!
فتح عيناه بغضب :_والمفروض أنام مع الأسد دا !
قاطعه بسخرية :_لا هو نمر مش أسد
ضياء بنفس لهجته :_والله جرب تدخله وهتشوف بنفسك ألقابه ..
بدا الخوف على ملامحه ولكن أزاحه قائلا بلا مبالة :_هدخله مدخلوش ليه أنا محتاجه فى موضوع مهم
وتركه وتوجه لغرفة أدهم تحت نظرات صدمة ضياء الذي قرار البقاء ليسرع بأسعاف أحمد قبل أن يلقي حتفه الأخير ...
******
بالمشفى ...
فتحت عيناها لتتقابل مع عيناه لتفزع بشدة وتنهض عن الفراش برعب حقيقي بث الحزن بقلب حازم ...
بدأت تهدأ قليلا بعد تذكراها ما حدث فجلست جواره قائلة بأبتسامة هادئة :_بقيت أحسن ؟
إبتسم بعشق لها :_بوجودك جانبي بقيت أفضل بكتير يا رهف
أخفت عيناها منه بخجل فجذبها لتجلس أمامه مزيح خصلات شعرها للخلف وعيناه تتشبع بملامحها :_مش عايز أي حاجة من الكون لا أملاك ولا مناصب عايزك بس جانبي
أغمضت عيناها بقوة وأصابعه تلامس وجهها بحنان فهوت دمعة ساخنة من عيناها ليزيحها بلهفة وعشق ...فتحت عيناها والبسمة تسع وجهها حينما فعل ذلك شعرت بأن معشوقها عاد ...من يرأف بقلبها ويخشي عليها من نسمات الهواء العليل ..عاد ليغمرها عشقٍ ويحميها من جديد ..أنغمست بأحضانه وهى تقول بشتياق :_بحبك يا حازم
إبتسم وهو يهمس لها بجنون :_وأنا بعشقك وبموت فيكِ ..
ضمها لصدره وعيناه تشع لهيب الأنتقام من من فعل بها ذلك حتى أن خطته شرعت بمساعدة صديقه القديم أدهم ...
********
بمنزل طلعت المنياوى ..
وبالأخص بغرفة النمر .
ولج أحمد للداخل ثم أزاح عنه الغطاء قائلا بأبتسامة واسعة :_ادهم محتاج مساعدتك ضروري لازم تقنع جدك يبيع لينا حتة الأرضية بتاعته ومحدش هيقدر يعمل كدا غيرك ..
لم يستيقظ من نومه فأغلق أحمد زر التحكم بالكهربية (المروحة) حتى يستيقظ ولكن لم يجيبه ...فجلس جواره قائلا بغضب وهو يحركه بعنف :_ما تفوق بقااا الله ..
وبالفعل فتح النمر أو الأسد من وجهة نظر شقيقه عيناه الخضراء لتكون سحر خاص وهلاك لأحمد ....
******
بمكتب زين ..
كان يعمل على عدد من الملفات حتى يلهو نفسه بالتفكير بها ولكنه تفاجئ بها أمامه وتتابعها السكرتيرة بخوف من دخولها المفاجئ ...أشار لها زين بالخروج فخرجت على الفور ...أما هو فبقى صامتاً قليلا ثم نهض عن مكتبه قائلا بثباته الفتاك :_خير !
أقتربت منه ليرى يدها الملفوفة بشاش أبيض لا ينكر أن قلبه نغز بقوة ولكن بقت ملامحه ثابتة للغاية ..
خرج صوتها المجاهد للخروج كأنها تكبت دمعات تسرى بعروقها لآلآف السنوات :_أنا جاهزة
ضيق عيناه بعدم فهم ...لتقترب منه بخطى أشبه بالدمار لها ثم حررت حجابها عنها وحلت وثاق فستانها الطويل قائلة بكسرة ودموع ..نعم فهو زوجها ولكن ما تفعله يشبه الخطى على جمرات من نيران :_جاهزة عشان تعرف تكسرني وتكسر أبويا كويس يمكن ساعتها أنتقامك يتحقق وأكون حررتك من علاقة هتجازف بيها
صعق زين وتخشب محله وهو يراها تحطم قلبها قبل أن تخطم قلبه فهو يعشقها حد الجنون ..
أقترب منها بغضبٍ جامح ليهوى على وجهها بصفعة قوية أطاحت بها أرضاً ونزفت لأجلها سيلا من الدماء ثم جذلها بقوة لتقف أمامه وهى كالدمية المتحركة بين يديه ...
عدل من ملابسها جاذباً الحجاب يداثر به شعرها الأسود الطويل ..ليخرج صوته المزلزل :_أطلعي بره مش عايز أشوف وشك هنا تانى والا وقسمن بالله هتخرجي من هنا جثة مش على رجليكِ ..
رفعت عيناها الممتلأة بالدموع ثم خرجت كالجثة كما قال ...تتحرك ببطئ غير عابئة لخصلات شعرها المتمردة من خلف الحجاب ..أما هو فحطم زجاج مكتبه بقوة وهو يشدد على خصلات شعره بقوة على ما أوصلها إليه ...
وقف لدقائق ينظر لشظايا الزجاج تحت قدمه ليتذكر وعده لها
"هحميكِ من نفسي يا همس حتى لو أضطريت أقتلها "
تطلع لوجهه ...نظرات عيناه الغاضبة ليراها أمامه ...إنكسرها ...صوتها المحطم ...لاااا لن يحتمل ذلك ..
ركض زين خلفها بسرعة البرق غير عابئ بنظرات المؤظفين له ..ليجدها مازالت تخطو بالروق الخارجي بخطوات حطمت قلبه كأنها تزف لهلاك لا يريده لها ..
أسرع إليها ثم جذبها لأحضانه بقوة كادت أن تحطمها ...ليزيح طبقة الجليد المحتجزة لها فتمرد دمعها وتنفجر باكية لما فعلته !
لما تعد تحملها قدماها فسقطت أرضاً وهو معها يطوفها بأحضانه قائلا بصوتٍ هامس حزين :_أنا أسف يا حبيبتي ..أسف ..
شددت من أحتضانه فربما سيعود للأنتقام مجدداً ليتحطم قلبه وهو يراها تتمسك به كأنه طوق نجاتها بعد ما فعله ..
ردد بعشق صادق كأنه يحطم به بؤرة أنتقامه :_أنا بعشقك يا همس صدقينى أنا بحبك أووى معرفش عملت كدا أزاي بس أ..
قطع كلماته بصدمة حينما شعر بأنها كالجثة بين يديه فأخرجها سريعاً ليصعق بقوة وتلمع عيناه بالدمع حينما رأى غشاوة بيضاء تتردد من فمها ليصرخ بجنون :_همس ...همس
أحتضنها بقوة ثم أخرجها يتفحص وجهها بصراخ :_ليه عملتي كدا لييييه ؟!
همس ...
شعر بتوقف قلبه عن الخفقان هل هى نهاية معشوقته !!!
أخرج هاتفه سريعاً يطالب المساعدة فأتت الأسعاف على الفور وهو يحتضنها بقوة ودمع هامساً لها بآلم :_مش هسيبك تضيعي مني ... فاهمة
ثم أغلق عيناه غير متقبل لما فعلته هل كانت ستفعل ذلك وهى على خطى الموت كي يظل سجين معذب لأشباع رغبة أنتقامة ويدفع ثمنٍ غالى من عشقه المذبوح ؟!! ..
لااا لن يتركها حتى أذا تطلب الأمر الموت لأجلها ...الآن صار عاشقٍ يرتشق علقماً من كأس العشق المحفز بالأوجاع ..
ليرى كم عانت تلك الفتاة وكم طالبت قلبه بقليل من الشفقة والحنان فقسى عليها وها هو الآن يدفع ثمن غالي ...
لقاء خافل مع جبابرة سيزيل كلا منهم القناع الخفى لوجهه العاشق فربما الآن علمتم لما الأقصوصة بأسم #القناع_الخفي_للعشق ..
نلتقي بالفصل القادم أن شاء الله البقاء واللقاء ...
مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي)
البارت السادس
زلزل المنزل بأكمله ...صوت صراخ أحمد حينما نال حظه الوفير من النمر على ما أرتكبه من ذنبٍ فاضح ...
هرول عبد الرحمن ويوسف للأسفل حينما خات أحمد فولجوا للداخل سريعاً ليتفاجئ كلا منهم بضياء يجلس على الأريكة برعب يبدى على ملامحه ...
يوسف بستغراب :_هو في أيه ؟
ضياء برعب :_أحمد يا عين أمه بيواجه مصير قاسي
عبد الرحمن بستغراب :_مصير أيه دا؟
ضياء بغرور :_مصير النمر أنا حذرته بس هو الا صمم
رمقه عبد الرحمن بغضب ثم توجه للداخل بينما أقترب منه يوسف بستغراب :_طب وأنت مالك منشكح كدليه ؟
أجابه بتعجرف :_عشان كلكم تعرفوا قيمتكم قدام النمر وتبطلوا تستعرضوا عضلات النفخ دي
جذبه يوسف بغضبٍ جامح :_مين الا نفخ يا حيوان ؟!
إبتلع ريقه برعب قائلا بعد مجاهدة بالحديث :_أنا جبت سيرتك ياعم !
تركه قائلا بغرور:_بحسب
عدل ضياء من ملابسه وعيناه متعلقة به بنظرات غضب مكبوت ليزفر هامساً بضيق :_هو أنت بتعرف تحسب ! الا زيك أخره الطرح ..
يوسف ببرود "_بتقول حاجة ؟
أجابه مسرعاً :_لاا أبداً دانا بدعيلك بالخيرات ..
تطلع له بشك :_لا مهو واضح
بالداخل ...
ولج عبد الرحمن للداخل فصعق بشدة حينما رأى أحمد مثبت على الحائط بفعل يدى النمر ...
أحمد بصوت يكاد يكون مسموع :_أنت لسه هتتفرج أخلص ....
وبالفعل أسرع عبد الرحمن ليحيل بينهم قائلا بصراخ بأدهم :_سيبه يا أدهم الواد هيموت فى أيدك
رمقه بغضب ثم جذبه بقوة :_أنت هتشحت عليا ياض !
لكمه عبد الرحمن بقوة أسقطته أرضاً فكانت الخلاص له من النمر قائلا بغضب :_يعنى بدافع عنك ومش عاجب كمان ..
تأوه أحمد قائلا بتوعد :_أستعيد قوتي بس وهوريكم يا كلاب
جلس أدهم على الفراش وعيناه تجوبه بضيق :_قسمن بربي لو كررتها تاني يا أحمد لأكون طالع برقبتك أنا سبتك المرادي بمزاجي المرة الجاية موعدكش
حاول أحمد الوقوف قائلا بأمتنان وسخرية :_مش عارف أودي أفضالك دي فين بجد !
كبت عبد الرحمن ضحكاته بصعوبة بينما تمدد أدهم على المقعد قائلا بتذكار :_كنت عايز أيه ؟
أحمد بسخرية :_ورحمة جدك وجدي لو قعدت ميت سنة ما هفتكر ودا شيء جميل أوعدك لما الدنيا تخلى بيا وأعوذ أفقد الذاكرة أنت أول واحد هيجي فى بالي على طول ..
لم يتمالك عبد الرحمن زمام أموره فسقط من الضحك أرضاً بينما خرج أدهم للحمام الخارجي ليستعد للخروج ...
عاونه عبد الرحمن على الجلوس ثم شرع بمعالجة كدمات وجهه ...
********
حملوها لغرفة العمليات سريعاً وهى يخطو خلفهم ببطئ يستمد قلبه بدماء كلما أبتعدت عنه كأنه يغزو بخنجر مسنون ...
جلس زين بالخارج على المقعد وهمسات من ذكريات القسوة تمرأ أمام عيناه فتجعل الحزن يخترق ثنايا قلبه بنجاح ...
هوت دمعة سارية من عين القاسي حينما تذكر كلماتها ورجائها له ....لا لم يحتمل ما حدث لها فقلبه يعشقها حد الجنون ...كم قسى على نفسه قبل أن يقسو عليها ولكن ذروة الأنتقام كانت تطالبه بالمزيد...
أستند برأسه على المقعد وأغلق عيناه بقوة قائلا بأنكسار :_يارب ..
بنفس المشفى ...وبالأخص بغرفة حازم ...
شعر بأنه يتناول أشهى الأطباق الذى لم يتناولها من قبل ..فأبتسم لعلمه بأنه ذات مذاق رائع من لمسات يدها ....أطعمته وعيناها تخطف النظرات له بخجل ولكن سعادتها بأنها بالقرب منه طاغية عليها ..
أرتجف جسدها بقوة حينما أمسك يدها الحاملة للطعام ثم جذبه منها ليضعه لجواره فأخفت نظراتها عنه بخجل شديد ...
خرج صوته أخيراً :_رهف
رفعت عيناها له لترى ماذا هناك ؟ فرفع يديه على وجهها بحنان والجدية تلمع بعيناه :_عايزك تنسى كل الا حصل متحاوليش تفكرى فيه تانى ..
بقيت ساكنة تتأمل عيناه بصمت وهيام فأبتسم حازم بخفة وبقى ساكناً يتأمل نظراتها بعشق وسعادة لرؤية حروف أسمه تلون عيناها قبل السكون بنبضات القلب ...
عاد لأرض الواقع حينما طرقت الممرضة باب الغرفة وولجت للداخل حتى تتفحصه ..
إبتسم حازم حينما أبتعدت عنه كأنه لم يربطها بها علاقة أسمى من الوجود ...الزواج والعشق معاً !! ولكنه يعلم أنها خجولة للغاية ...
أنهت الممرضة عملها وخرجت سريعاً فأقتربت منه قائلة بأرتباك :_لازم تكمل أكل عشان تأخد باقي الأدوية ..
أبعد يدها الحاملة للطعام قائلا بخفوت ساحر :_مش محتاج أدوية وأنتِ جانبي
تطلعت ليديه المتمسكة ليدها فجذبتها بخفة ووضعت الطعام لجواره وكادت الرحيل ليجذبها لأحضانه دقائق مطولة ثم أخرجها لتكون امام عيناه قائلا بخبث :_حابب أحققلك أمنية غالية
ضيقت عيناها بعدم فهم فأحتضن وجهها بيديه قائلا بغرور زائف :_عارف طبعاً أن أنا كل أمنياتك الغالية
رمقته بضيق فأبتسم قائلا بجدية بعدما قبل رأسها بحنان :_ بس دا ميمنعش أنهم لازم يكونوا بالمرتبة الأولى ودا سعادة ليا أكيد ..
لم تقهم ما يقوله الا حينما غمز بسحر عيناه وتطلع لباب الغرفة ليدلف من الخارج عائلتها الصغيرة ..
وقفت رهف بدموع تلألأت بعيناها بعدم تصديق فأستدارت لحازم بدموع ليشير لها بالتقدم فأسرعت إلي أحضان والدتها بعدم تصديق من أنها مرحبة بها حتى والدها أحتضنها بسعادة لتعلم منهم بأن حازم تحدث معهم بالهاتف وأخبرهم بالحقيقة ...
*******
بغرفة أدهم ..
ولج للداخل ثم جذب قميصه الأسود ليخلع عنه ثيابه العلوية فتظهر عضلات جسده القوية فجذب أحمد عبد الرحمن بخوف :_أنا بقول أكلمه بعدين
كبت ضحكاته قائلا بمكر :_عشان تصدقني لما أقول عليك أنعام
أحمد بغضب :_أحترم نفسك يا حيوان
وتركه وتوجه ليقف جوار النمر وهو يصفف شعره الطويل قائلا بجدية وثبات تعلم جيداً طريقها له :_أدهم ..أنا كنت حابب أننا نجمع الفلوس الا معانا على بعض ونشترى حتة الأرضية بتاعت جدك ونعمل لكل واحد شقة وأهو نكون قريبن منهم ومنبعدش كتير ..
أستدار له أدهم بأعجاب :_والله فكرة كويسة بس جدك هيوافق يبعها ؟!
نهض عبد الرحمن عن الفراش وأقترب منهم قائلا بهدوء :_نقعد معاه ونقنعه وبعدين أحنا هنشتريها يعنى لو حابب يبيع خير وبركة مش حابب ندور على حتة تانية ..
أدهم بتفكير :_خلاص لما أرجع نكلمه
أشار له أحمد قائلا بجدية :_وأنا هطلب أيد ياسمين منه
قاطعه عبد الرحمن قائلا بهدوء :_لا يا أحمد الوقت مش هيكون مناسب هو بس يوافق على البيع ويحط السعر المناسب وبعدين نشوف الموضوع دا
تذمر أحمد وبدا الضيق على ملامح وجهه فرفع أدهم يديه على كتفيه بثباته الفتاك :_كلام عبد الرحمن صح ومتقلقش هنفاتحه أنا وأنت فى موضوع الأرتباط دا بس واحدة واحدة وأنا عارف دماغ جدك وياسيدي متقلقش وعدي ليك العيد مش هيجي علينا غير وأحنا خاطبين
إبتسم أحمد بسعادة لعلمه بمقدرة أدهم على تحقيق كلماته وخاصة بأن الفترة قريبة للغاية ...
عبد الرحمن بسخرية :_الوقتي ضحكت ! من شوية كنت هتعيط
أحمد بغرور :_يابني الا زيك هيحس بأمثالنا أزاي ؟
قاطعه بحدة ؛_مش عايز أحس أنا كدا تمام
أرتدى أدهم ساعته ثم خرج قائلا :_لما أرجع هنكمل كلامنا .
وغادر أدهم تاركهم فى معركة الحديث اليومية ..
*******
بالأسفل ...
هبط يوسف للأسفل فوجدها تجلس على الطاولة وتقطع بعض الخضروات فما أن رأته حتى جمعت الأطباق لتدلف للداخل ..أقترب منها قائلا بأرتباك :_متزعليش مني يا مكة
رفعت عيناها بصدمة وهى تحمل الأطباق بيدها فأخفض عيناه عنها سريعاً ثم خرج من المنزل بأكمله أما هى فتبقت محلها بصدمة لا مثيل لها لتحل البسمة على وجهها وهى تردد كلماته بخفوت لا تعلم بأنه تبني أحلام لا وجود لها بحياته فربما سيكون مصيرها الهلاك ...
*******
وصل أدهم للمشفى فتوجه لغرفة حازم ...
طرق باب الغرفة فولج حينما أستمع لأذن الدلوف ..
ولج للداخل فأبتسم حازم بخفة حينما رأه يقترب منه ،جلس على المقعد بثبات فأعتدل حازم قائلا بأبتسامة هادئة:_متوقعتش زيارتك دي !
لم تتغير ملامحه فبقى ثابتٍ للغاية ليخرج صوته الساخر :_توقعت أسيبك بالحالة دي ؟!
وضع عيناه أرضاً بخجل :_طول عمرك أفضل مني بأخلاقك يا أدهم..
طالت نظراته له بغموض :_وأنت طول عمرك بتفاجئني بأفعالك
ألقى به بدوامة الماضى فخرج صوته بحزن :_الا حصل زمان كان غصب عني يا أدهم أنت بعدت من غير ما تسمعني
صمت قليلا يتأمل ملامح وجهه ليخرج صوته الثابت :_جاهز أسمعك
تطلع حازم للفراغ بشرود :_أنا حبيت رهف من أول نظرة وقعت عليها عمري ما توقعت أنى هحب حد كدا
قاطعه بحدة :_وليه مقولتليش من الأول
وضع عيناه أرضاً بألم :_ اليوم الا كنت هفاتحك فيه أتفاجئت أنك بتقولي على خطوبتك منها ...
ساعتها أخترت صدقتك يا أدهم وبعدت فترة عن مصر لو تفتكر بس مقدرتش أنساها
لمس أدهم المعاناة بحديثه فلم يكن يعلم سبب سفره المفاجئ وها هو يعلمه الآن ،لم يقبل أن يؤلمه أكثر فقطع حديثه ببسمة ساحرة :_أنضميت لحزب العشاق !
رفع حازم عيناه له بعدم تصديق من عودته للمزح من جديد فأكمل أدهم بجدية :_الا حصل زمان مالوش عتاب يا صاحبي أنا حالياً نسيت كل حاجة
سعد حازم كثيراً ليسترسل أدهم حديثه بغرور :_وأنا كمان لقيت نصي التاني الا حصل زمان كان خير ليا ..
ولجت رهف قائلة دون رؤية أدهم :_جبتلك الورد الا بتحبه ..
وضعته سريعاً بخجل فأبتسم أدهم قائلا وعيناه تطوف حازم :_حازم بيحب الجوري مش الياسمين
تعالت فرحة حازم بعودة صديق العمر ورسمت رهف الحزن المصطنع :_مش هعرف أغيره ..
تناوله منها قائلا بأبتسامة هادئة :_أي شيء منك جميل يا رهف
خجلت للغاية فأبتسم أدهم لتأكده الآن بأن ما بينهم بالماضي لم يكن حباً ....
*******
خرجت الممرضة من الغرفة وملامح وجهها لا تنذر بالخير فأسرع إليها زين بلهفة :_فى أيه ؟
الممرضة بأرتباك :_الحالة صعبة أوى
وتركته وهرولت لتحضر المطلوب بينما تجمد زين بمحله ليشدد على شعره بجنون فأسرع للمسجد القريب منه يناجي ربه بأن لا يحرمه منها أن لا يعذب قلبه مرة أخري فيذف لعرين الأنتقام ولكن تلك المرة سيكون الأنتقام من ذاته على ما فعله لها ...
أنحني لله عز وجل وبكى بكاء مرير يطالب الله بأن يناجيها ويأخذ روحه بدلا منها فهو من فعل بها ذلك ...دعى كثيراً حتى أنهى صلاة الحاجة ثم جلس يسترد قوته فشعر بحاجته لرفيقه ....
*********
بغرفة حازم ...
حازم بأمتنان :_رهف حكيتلي على كل حاجة بجد مش عارف اشكرك أزاي يا أدهم على وقوفك جانبها .
أدهم بثبات :_مالوش داعي الكلام دا ...المهم أنك تتحسن وتقوم بالسلامة ..
قطعهم دلوف عبد الرحمن بزيه الطبي قائلا بأبتسامة ساحرة خاصة به :_ أقدر أدخل ولا هقطع سيل الصدقات
تعالت ضحكات حازم قائلا بصعوبة بالحديث :_أتفضل يا دكتور
وبالفعل أقترب منه يتفحص أمره قائلا بهدوء :_لا بقينا أفضل بفضل الله أنا كدا مضطر أكتبلك على خروج
رهف بسعادة :_بجد
أجابها بتأكيد :_لو هيباشر على علاجه بأنتظام يبقا أكتب بضمير
حازم بغضب :_لا مأنا مش هفطر كل يوم دا حتى رمضان معتش فيه غير أسبوع ألحق أصوم
أدهم بهدوء :_عندك عذرك يا حازم بس مدام مصمم يبقي تأخد أدويتك بعد الفطار
تطلع حازم لعبد الرحمن فقال الأخر :_تمام كدا ..أستأذن أنا بقا عشان عندى حالات كتير النهاردة
رهف بتفهم :_أتفضل ...
تطلع أدهم لحازم بغموض ثم قال بهدوء :_أنا نفذت الا قولتيلي عليه حمزة حالياً فى نفس الحبس الا كنت فيه أما الحرس فعرفوا الحقيقة وحالياً تحت تصرفهم .
أشار برأسه بحزن :_كدا تمام
قطعته رهف :_لسه مجاوبتنيش ليه بيأذيك كدا ؟!
تطلع له أدهم بأهتمام لمعرفة الأمر فأستند بظهره على الفراش قائلا بشرود :_طول عمره بيكرهني لأنى مكتنش بشبهه فى الطباع يمكن الشكل بس كان دايما مشاكس وبيحب العند ودا سبب خناق بابا المستمر له لحد معاملته مع الخدم كأنهم عبيد مش بنى أدمين بابا حاول يغيره كتير بس فشل في أكتر من محاولاته لحد ما فى يوم رجع البيت سكران وحاول يتهجم على الست الا ربيته والا خدمته اكتر من 19 سنة ساعتها بابا قرر أنه لازم ياخد خطوة كبيرة والخطوة دي أنه طرده بره البيت ورفض يساعده أو حتى أن ماما أو أنا نساعده بحاجة ...فاتت السنين وبابا توفى وسابلي وصية بممتلكاتي وممتلكات أخويا وكله متنصف بينا بالعدل ...
تابعه أدهم بحزن من آنين عيناه فأسترسل حديثه بآلم :_دورت عليه كتير عشان أعطيه حقه بس للأسف مالقتوش فقررت أنى أباشر الشغل بالشركات كلها لحد ما يظهر وأعطيه حقه ..فاتت سنين وهو مظهرش فيهم كبرت وأسمي كبر فى السوق وبعد فترة كنت بمكتبي بليل و ..
صمت حازم فقالت رهف بدموع :_وبعدين ..
غامت عيناه الغضب حينما تذكر ما حدث ليقصه على مسماعهم ...
##
كان يعمل بتركيز على المشروع الأساسي للشركة فتفاجئ بأنقطاع الأنوار عن المكتب ،زُهل حازم من حدوث ذاك الأمر العجيب فنهض عن مجتبه وتوجه للخروج ليرى ماذا هناك ؟! ...
شعل الضوء من هاتفه فتفاجئ بحركة خافتة تأتي من جواره ،أستدار ليجد ظل يقترب منه ملامحه معتمة بفعل الظلام ..خرج صوته بستغراب لمغادرة المؤظفين بأكملهم :_مين هنا ؟
لم يأتيه الرد ليظهر بعد قليل أمامه بملامح وجهه المشابهة له ولكن بعينٍ تشع شرار ...ردد حازم بهمس وصدمة :_حمزة !
إبتسم قائلا بسخرية :_متوقعتش أنك تشوفني ؟! ولا خلاص أتعودت على كدا
أقترب منه حازم بفرحة :_بالعكس أنا سعيد بش...
قطع باقي كلماته حينما شعر بالدماء تنثدر من رأسه والآلم يكتسحه بقوة ...أستدار بضعف ليجد عدد من الرجال خلفه فتطلع لأخيه بزهول فجلس على المقعد بنظراتٍ محتقنة :_هتكون سعيد أكتر وأنا بسترجع كل الأملاك الا حرمني منها أبوك بس الأول فى حساب قديم بيني وبينك لازم أصفيه الأول وبعدها هتمضيلي على تنازل بكل الا كتبهولك أبوك
سقط حازم أرضاً وجاهد لفتح عيناه قائلا بضعف حينما هوى الرجال عليه بضربات متلاحقة :_مفيش فايدة فيك هتفضل وسخ زي مأنت ..
إبتسم وهو يشير لهم فأنهالوا عليه بالضربات القاسية ليفقد وعيه تماماً ...
بعد مدة أستعاد حازم وعيه بضعف ليتأوه من الآلم ولم يشعر بذراعيه فرفع عيناه ليجد جسده مكبل بالحديد القاسي ليزداد الآلم تدريجياً ...
فتش بعيناه بالغرفة ليعلم بأنه بالغرفة السفلية للقصر الخاص به ...لفت أنتباهه شاشات عريضة تحاوط الغرفة للقصر بأكمله ..ليبدأ العرض المباشر فى التوقف ويظهر أمامه حمزة وبيده جهاز التحكم وبسمة الشر تملأ وجهه .
أنقبض قلب حازم قائلا بخوف حينما رأه يرتدى عدسات ليصبح نسخة مطابقة له :_أنت عايز أيه ؟
لم يجيبه وجلس على المقعد قائلا بنظرات غامضة :_أكسرك زي ما كنت بتتعمد تكسرني
لم يفهم كلماته الا حينما شغل حمزة الجهاز ليعرض ما حدث وهو غائب عن الوعى فصعق بشدة وهو يرى معشوقته تهبط الدرج قائلة بسعادة :_حازم أتاخرت ليه ؟
وقف يتأملها بأعجاب بدا على ملامحه ليطبق حازم على معصمه بقوة ...
خرج صوتها المتعجب من صمته :_مش بتتكلم ليه ؟أنت كويس !
أقترب منها قائلا بهدوء :_ودا يلزمك ؟
تطلعت له بصدمة :_يلزمني !! أنت بتتكلم كدليه ؟
جذبها بقوة من خصلات شعرها الطويل لتصرخ بآلم :_أتكلم بالطريقة الا تعجبني مش واحدة رخيصة زيك هتعلمني أتكلم ازاي !
صعقت للغاية فدفشها أرضاً لتطلع له بصدمة وزهول وهو يتأملها بتلذذ قائلا بصراخ :_روحى أعمليلي الأكل ..
لم تجيبه فصرخ بها بحدة :_سمعتي
شهقت فزع وهى تهرول من أمامه للمطبخ فلحق بها ليجلس على المقعد وهى تحبس دموعها بستغراب لما يحدث ! ..
وضعت الطعام أمامه ليتناوله بتقزز :_أيه القرف دا ؟
ودفش الطعام أرضاً وهى بصدمة من أمره فأقترب منها ليجذبها من معصمها بقوة:_واضح أنك أتدلعتي زيادة عن اللزوم وعايزة الا يفوقك
وجذب السطو لتطلع له بصدمة قائلة بدموع :_حازم بلاش هزار سخيف أنا خوفت منك اوى
هوى على جسدها بضربة كانت لها دليلا لجديته فصرخت بآلم لينهال عليها بضربات قاتلة حتى فقدت وعيها ..
كاد وجهه أن ينفجر من الغضب قائلا بصوتٍ كالرعد :_أنت أزاي تمد أيدك عليها يا كلب
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_دا البداية بس أجمد المشوار طويل
وأقترب منه قائلا بلهيب يملأ عيناه :_هستمتع وأنا بشوفك مكسور كدا عشانها ...البنت الوحيدة الا حبتها أختارتك أنت رغم أنى بشبهك كتير ساعتها خرجت من البيت وأنا بشرب زي المجنون وحصل الا حصل وأبوك طردني من البيت لأنك السبب أيوا أنت السبب
حازم بستغراب :_بنت مين أنت مجنون ؟!
إبتسم قائلا بسخرية :_ياريت ..أنا محبتش أدها وهى أختارتك أنت
حازم بتذكر :_رتيل !
شعل الغضب وجهه وهو يلكمه بغضب :_أسمها لو أتردد على لسانك هتكون نهايتك هى كمان هتدفع التمن زيك أنا رجعت عشان أنتقم منكم كلكم .
تاوه بألم :_عمك مش هيسيبك تقربلها وبعدين أنا رفضتها ورفضت حبها دا
حمزة بسخرية :_هتعملي فيها الأخ الحنين وهتقولي عشان عارف أنك بتحبها
قاطعه بآلم :_للأسف مكنتش أعرف ...أنا رفضتها لأنى بحب رهف ومقدرش أبص لوحده غيرها
إبتسم بغرور لأختيار وسيلة الأنتقام ..:_وحبيبة القلب الا هتدفع التمن دا
حازم بعصبية :_لو قربت منها تانى وقسمن بالله لهتندم عمرك كله
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_أحب أشوف .
وتركه ورحل لينتقم منه بطريقة زبحته حياً ...
عاد حازم من ذكرياته بعدما قص عليهم ما حدث ...فكان الغضب حليفهم على ما أستمعوا إليه ..
جلست رهف جواره ثم تمسكت بيديه بدموع فرفع يديه يزيحها مشيراً لها بالتماسم فهو بخير ..
أدهم بغضب :_كل دا ومش عايز تسلمه للشرطة ؟!
حازم بسخرية :_مهما كان فهو أخويا
أدهم بغضب :_أخوك أزاي بعد الا عمله دا لازم يتعاقب
أستند حازم على نفسه ليجلس مستقيم :_لو عملت كدا بكون بزود شعلة الأنتقام عنده وأنا مش عايز دا يحصل يا أدهم
أدهم بهدوء ؛_بس الا زي دا عمره ما هيتغير للأحسن يا حازم
أشار له بآنين :_عارف بس على الأقل الشر الا جواه ميكبرش أكتر من كدا
كاد أدهم الحديث ولكن قطعه رنين هاتفه برقم رفيقه فرفع هاتفه ليقف بصدمة :_أهدا يا زين وأنا جايلك حالا ..
وبالفعل أغلق الهاتف وأسرع للخروج قائلا لحازم :_هنكمل كلامنا تانى يا حازم لازم أمشي حالا
وقبل أن يستمع له كان قد غادر المشفى بأكمله ،أما رهف فجلست امامه قائلة بصوتٍ متقطع من البكاء :_أستحملت كل دا أزاي يا حازم ؟!
رفع يديه يلامس وجهها بعشق :_وجعي كان هين أدام وجع قلبي عليكِ متتصوريش كنت بكره نفسي أد أيه وأنا مقيد وعاجز كدا
إبتسمت قائلة بمرح ؛_أكيد الحيوان دا عارف قوتك عشان كدا أستعان بصديق
تعالت ضحكات حازم الرجولية بعدم تصديق ليجذبها لأحضانه بعشق ..
******
بالمكتب الخاص بأطباء المشفي...
كان يجلس عبد الرحمن لينال قسط من الراحة غير عابئاً بنظراتها ..نعم هى زميلته بالعمل ولكنه يرى نظرات الأعجاب بعيناها بستمرار ..
صعق عبد الرحمن حينما رأى من تجذب المقعد وتجلس امامه قائلة بغضب ...(الحوار مترجم).... :_أستمع لى جيداً أيها اللعين ...الزواج منك مستحيل أعلم جيداً لما تريد الزواج مني ولكني سأوافر عليك طاقتك الرخيصة ..
وأخرجت صافي من حقيبتها دفتر ثم وضعت به مبلغ وألقته بوجهه أمام الاطباء قائلة بسخرية :_لا تحلم بالمزيد ..فحتى أن تزوجت بي لن أدعك تأخذ جزء بسيط من نصيبي
ظنت بأن ما يفعله لأجل المال فقتنعت بأنه أن أستمع لها وللمبلغ التى ستعرضه عليه سيكف عن أخافتها لا تعلم بأنها على حافة الموت ..
تلونت عيناه بلهيب الجحيم حتى أنه مزق الورقة بغضب لا مثيل له ثم أقترب منها لتبتعد سريعاً برعب حينما رأت الغضب يتمكن منه ...رفع عبد الرحمن يديه بقوة فأغلقت عيناها ظنة بأنها ستلقى مصيرها ولكن تفاجئت به بحطم الزجاج لجوارها قائلا بصوتٍ مريب :_أغربي عن وجهي فى الحال والا أقتلعت عنقك ..
أرتجف جسدها فجذبت الحقيبة الخاصة بها ثم توجهت للرحيل لتقف على صوته قائلا بوعيد :_أعدك بأنك سترين جحيم هذا اللعين عن قريب وحينها لن تجدى منقذ لكِ ..
إبتلعت ريقها بصعوبة ثم أسرعت بالركض من أمامه ...
********
وصل أدهم للمشفى ليجد زين يجلس بالخارج فأسرع إليه قائلا بقلق :_طمني يا زين الدكتور قالك أيه ؟
رفع عيناه له قائلا بغضب :_أنا السبب فى الا حصلها يا أدهم أنتقامي منها عماني عن حاجات كتيرة
لم يرد أدهم أن يحطمه أكثر فقال بهدوء ؛_هتبقى كويسة بأذن الله يا زين
أشار له بيأس :_معتقدش السم الا أخدته مفعوله قوي
عاتبه بغضب :_مفيش حاجة صعبة يا ربنا
أغمض عيناه بيقين :_ونعم بالله ..
خرج الطبيب من الداخل والتعب بادي على وجهه مما فعله ليتمكن من أنقاذها فأسرع إليه زين وأدهم ليخبرهم بأنها بخير ولكنها ستظل فاقدة للوعى ثمانية وأربعون ساعة حتى تجتاز مرحلة السم بنجاح ..
أغمض زين عيناه براحة وهو يردد الحمد بخفوت ليسرع للداخل بلهفة فأبتسم أدهم على فرحته وجلس ينتظر عودته ..
بداخل العناية ..
أقترب منها زين وهى تعتلي الفراش ...الأجهزة ملتفة على جسدها بكثرة ذبحت قلبه ...
جلس على المقعد جوارها ليحتضن يدها الباردة بين يديه قائلا بعتاب :_ليه تعملى كدا يا همس ؟ ليه ؟
مفكرتيش فى باباكي لما يعرف هيعمل أيه ؟
طب أنا عماني الأنتقام ومحستش بيكِ تفتكر دا كان الحل !
هوت دمعة ساحنة من عيناها ليعلم بأنها تستمع إليه ،إبتسم بفرح وهو يجفف دموعها قائلا بحزن :_ أنا عارف أني غلطت بس مش تمنها أنى أخسرك يا عمري أنا خلاص مش عايز أي حاجة غيرك أنتِ ...
وقبل يدها بعشق قائلا بعشق :_هتقومي وهتخفي وهترجعي عشان تشوفي زين الا حبتيه لأنه مكنش خيال لا موجود يا همس ..
ولجت الممرضة للداخل لتخبره بأن عليه الخروج حتى تنعم بالراحة ..فخرج على الفور بعدما برد جزء من قلبه ...
*********
بمنزل طلعت المنياوى .
هبطت ياسمين للأسفل مع جيانا لتريها ماذا أعدت للأحتفال بالعيد..
ولجت غادة للداخل قائلة بأبتسامة هادئة :_أنتوا بتشوفوا هتجمعوا عدية أيه من دلوقتي؟!
ياسمين بمرح :_أمال أيه أنا نفسي بلم ألف ونص من البيت بس
جيانا بسخرية :_ومالك جاية على نفسك ليه ياختى متخليهم 2000
ياسمين بأبتسامة واسعة:_هحاول أقلب عبد الرحمن ويوسف فى 200ج زيادة
تعالت ضحكاتهم ليقطعهم صوته :_أنا معنديش مانع أتقلب بالعكس هكون سعيد جداً ..
أستدرت ياسمين بخجل حينما رأت أحمد يقف أمامهم بطالته الساحرة ..
فخرجت على الفور والخجل يلون وجهها تحت بسمات جيانا وغادة ...
لحق بها أحمد قائلا بجدية :_ياسمين
وقفت دون النظر إليه وقلبها يعلو بشدة فأقترب ليقف أمامها قائلا بهدوء :_أستنى هنا راجع
أشارت له بهدوء فولج لغرفته وهى تقف أمام المخرج تنتظره بخجل ...
خرج أحمد وأقترب منها ثم قدم لها حقيبة بيضاء اللون مغلقة بأحكام قائلا بعشق :_دى عشانك
رفعت عيناها قائلة بستغراب :_عشاني ؟!
أشار بوجهه لتقول بأرتباك :_فيها أيه ؟
إبتسم لتطل وسامته الفتاكة :_لما تفتحى هتعرفي
مدت يدها إليه ثم جذبتها بأرتباك :_بس ..
ضيق عيناه لتكمل هى :_مش هقدر أخدها
أحمد بتفهم :_خدى الشنطة يا ياسمين خلاص أنتِ بقيتِ فى حكم خطيبتي عمي و أخوكِ موافقين وجدك وهكلمه قريب جداً يعنى الكل عارف
رقص قلبها طربٍ فتناولت منه الحقيبة وصعدت على الفور
إبتسم أحمد وهو يتأملها بعشق حتى تخفت من أمام عيناه ...
ولجت للداخل بوجه متورد فأصطدمت بوالدتها لترمقها بستغراب :_أيه يا ياسمين مش تخلى بالك
أستجمعت الكلمات بصعوبة :_أنا أسفة ياماما مقصدش
سلوى بشك :_مالك ؟
أخفت نظراتها عنها بخجل ولكن عليها أخبارها فقالت جحد د :_أنا كنت عند عمى إبراهيم وقاعدة مع جيانا وغادة فجيت عشان اطلع أحمد أداني دي
إبتسمت سلوى على أرتباكها قائلة بسخرية :_طب وأنتِ مالك عاملة شبه الا أداكِ مية نار كدليه ؟!
تطلعت لها بزهول فأكملت :_عادي أنه يجبلك هدايا مش خطيبك
:_خطيبي !!
رددتها بستغراب فأكدت لها بالضحكات :_أيوا يا حبيبتي أحمد طالبك من بابا ومن أخوكِ وقال أمبارح قدمنا كلنا وأحنا مش هنلاقي افضل منه ليكِ حتى جدك موافق بس بيعمل عليهم تقيل عشان يشوف هيكونوا نفسهم بمساعدة حد ولا هيعتمدوا على نفسهم ؟
إبتسمت بفرحة فصرخت سلوى بغضب :_المغرب قرب يآذن ولسه معملتش الحلويات دا ريهام هتموتني أوعى من وشي
وأسرعت للمطبخ لتدلف لغرفتها وتفتح الحقيبة بلهفة فتحولت نظراتها لأعجاب شديد حينما رأت فستان من اللون الزهري ..طويل يبهر العين بطالته الجذابة وحجابه الأبيض ..
لم تنكر ذوقه الرفيع حتى أنها قررت أن ترتديه أول أيام العيد المبارك ...
********
صعدت مكة للاعلى ثم طرقت باب شقة جيانا ففتحت غادة قائلة بستغراب :_مكة ..تعالي
زفرت بغضب :_أنا لا جاية ولا هدخل أمسكى الشنطة دي الزفت الا اسمه ضياء ..استغفر الله العظيم اللهم أني صائمة ..المهم الاستاذ دا بعتهالك معايا وقال أيه مالوش مزاج يطلعوها دلع عيال ..
وتركتها وهبطت للأسفل فولجت للداخل تكبت ضحكاتها عليها ولكنها حزنت حينما وجدت بداخل الحقيبة فستان للعيد لتعلم بأنه مازال حزين منها لذا لم يأخذها كما أخبرها وأحضره لها ..
حملت الحقيبة ثم توجهت للأسفل فطرقت باب الشقة وهى تعلم بأنه بالداخل بمفرده ..
فتح ضياء الباب ليجدها أمام عيناه ...أثر البكاء يحتل وجهها ...قدمت له الحقيبة قائلة بصوت محتقن من البكاء :_شكراً ..
لم يأخذه منها وولج للداخل فدلفت تاركة الباب على مصرعيه ثم وضعته على الطاولة وغادرت على الفور ...
عاد أدهم من المشفى بعدما أستقرت حالة همس ليجد غادة تصعد للأعلى بدموع ...ولج للشقة بستغراب حينما وجد أخيه يجلس بغضب ...أقترب منه قائلا بستغراب :_فى أيه ؟
رفع عيناه له بغضب :_بقولك أيه يا أدهم أنا على أخرى وأنت مش هتستحملني فأخلينى ساكت أفضل
خلع أدهم قميصه وساعته وتمدد قائلا بأهتمام :_لا أتكلم
زفر بملل :_معتش عارف ارضيها ازاي ؟!
وقص له ما حدث ليخرج صوت أدهم الثابت :_رجع الطقم الا جبته دا وخد خطيبتك تنقى الا هى عايزاه
قطعه بحدة :_رغم كل الا قولتهولك !
قاطعه بسخرية :_أيه الا قولته دى بنت عندها 17 سنة يعنى لسه مش فاهمه حاجة ولو فاهمه فالكلام معاها يكون براحة عشان تتعلم الصح من الغلط مش بالا حضرتك عملته ..
هدأ ضياء قليلا ثم وقف وحمل الحقيبة وتوجه للخروج ليوقفه أدهم :_رايح فين ؟
ضياء بغضب :_رايح أرجعه مش قولت أخدها وأجبلها بعد الفطار هخدها
إبتسم أدهم قائلا بغموض :_كدا تعجبني
وأقترب منه ليخرج من جيب سرواله مبلغ فضيق ضياء عيناه :_دا أيه ؟
أدهم بغضب :_لا بقولك أيه متنساش أنى اخوك الكبير وليا هيبتي الا أنت بتنساها على طول
قطعه برعب :_لا والله ما ناسي حاجة
إبتسم أدهم قائلا بجدية :_أنا عارف أنك لسه بتدرس والمسؤليات كبيرة عليك عشان كدا أنا هفضل جانبك وهتردهالي بعد ما أتقاعد
تعالت ضحكات ضياء وجذب المال منه ثم خرج على الفور ،أستدار أدهم ليجد والدته تقف والبسمة على وجهها فأقتربت منه مقبلة رأسه :_ربنا يديك الصحة ويفرح قلبك يا حبيبي
قبل أدهم يدها قائلا بسعادة :_ويباركلنا فيكِ يا ستى الكل
ولج محمد من الخارج قائلا بمرح :_الله الله الأم وإبنها هيعملوا تحالف ضد الاب الغلبان ..
تعالت ضحكات نجلاء قائلة بحزن مصطنع :_أخس عليك يا محمد أنا أعمل تحالف عليك ! دانت الخير والبركة
إبتسم أدهم وجذب قميصه متوجه لغرفته :_أهو يا عم طلع ليك النصيب الاكبر
تعالت ضحكات محمد قائلا بغرور :_أمال أيه ياض
أدهم بخوف مصطنع :_براحة علينا يا حاج أحنا بنفهم والحمد لله
لم يتمالك اعصابه وتعالت ضحكاته لتشاركه نجلاء بسعادة
******
بمكانٍ ما ..
كانت مكبلة بالاغلال ...تبكى بغزارة وآنين...تصرخ بضعف بأن ينجدها أحد ولكن من يجرأ على الولوج لعرين شيطان لعين ..
ولكن هل ستتمكن تلك الحورية من أختراق قلبه القاسي !!!
هل ستتمكن من خوض تلك التجربة القاسية ؟!!
ربما معركة قاسية وربما طوفان من نوعاً خاص وربما فرصة لظهور قلبٍ بداخل جسد ذلك الشيطان لينضم للجبابرة عن قريب بقصة أخرى ستنضم لنا لتحتل رقمٍ خاص من ثنائيات الجبابرة لتحفل بأنتصار حورية ستغزو قلب الشيطان ....
أنتظروا الفصل القادم لكشف قناع شخص مجهول فى
#القناع_الخفي_للعشق.
#مافيا_الحي_الشعي
يتبع
مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي )
البارت السابع
أبدل أدهم ثيابه لسروال من اللون البني وقميص أبيض اللون مصففاً شعره بحرافية فكان وسيماً للغاية ،توجه للأسفل فتفاجئ بها تجلس على الدرج ولجوارها تجلس شقيقته تتبادلان الحديث بصوتٍ يكاد يكون مسموع ...
مكة بغضب :_يعنى أنتِ أختها ومعاها فى بيت واحد ومش عارفة مالها ؟!!
قطعتها بسخرية :_وأنا يعني عشان أختها لازم أعرف كل حاجة عنها !
إبتسمت بسخرية :_لا ميصحش عيب ...أنا طول عمري أقول عليكِ بلاء من إبتلاءات الزمن مكنش حد بيصدقني
رمقتها بغضب ثم أنقضت عليها تكيل لها الضربات :_أنا الا غلطانه أنى قاعدة جانب واحدة عبيطة زيك لا وأيه بتكلم معها بعقل وهو مش موجود عندها ..
صرخت مكة بألم ليخرج صوتها بصعوبة :_يخربيتك هتموتيني فى أيدك
جيانا بسخرية :_هو أنتِ لسه شوفتي حاجة
مكة بحزن مصطنع :_كدا يا جوجو وأنا الا بقول عليكِ حبيبتي !
جيانا بغرور :_أنا مش حبيبة حد يا قلبي أسحبي كلماتك
:_لو خلصتم ممكن أنزل ؟!
صعقت الفتيات وتطلعت لبعضهم البعض من سماع صوته فأستدروا سريعاً لتتخشب كلا منهم محلها حينما رأته يقف أمامهم بطالته ونظراته الثابتة ..
مكة بأرتباك وهى تعدل من حجابها قائلة ببراءة مصطنعة:_أنا معملتش حاجة البت دي الا مدت أيدها عليا لكن أنا مقدرش أعملها حاجة لأنها أكبر مني .
صعقت جيانا فتأملتها بصدمة ...خرج عن صمته قائلا بسخرية :_مفيش داعي للشرح يا مكة أنا هنا من فترة
إبتلعت ريقها برعب بينما تلون وجه جيانا بحمرة الخجل حينما تردد لعقلها ما فعلته !
أسرعت مكة بالحديث قائلة وهى تسرع بالهبوط :_المغرب قرب يآذن هلحق أجهز العصير ..
تطلعت لها جيانا بغضب بعدما هرولت من أمام النمر لتبقى هى أمام عيناه الساحرة ..
هبط الدرج ليقف أمام عيناه يتأمل خجلها بأبتسامة خبث ليخرج صوته الماكر :_الا عملتيه مع مكة مش غلط بس بستثناء كلمة قولتليها
رفعت عيناها له بزهول فأقترب منها يتأمل عيناها بنبض صدح بصدره ليتمرد على حوافز الزمن .....بقى طويلا هكذا ولكن سرعان ما عاد لأرض الواقع فهمس لها بصوته الرجولي :_أنتِ
حبيبة ليا ...سكنتي خلاص جوا نبض القلب يعنى بقيتى ملكِ فاضل بس أعلن للكل
وإبتعد عنها ليجدها جمرة مشتعلة من الخجل فأبتسم بخفوت ثم هبط للأسفل تاركها تستعيد زمام أمورها ..
...بالأسفل ...
وضعت ياسمين الأطباق على الطاولة الطويلة فقدمت غادة ومكة الطعام حينما قرب موعد الآذان ،ولج طلعت المنياوي من الخارج ولجواره أبنائه الثلاث فأنضموا للمائدة وكذلك فعل أدهم ويوسف وأحمد ....تجمعت العائلة وشرعت بتناول الطعام حينما صدح الآذان بالمكان بأكمله ،لحق بهم عبد الرحمن فتطلعت له سلوى برعب :_أيه الا حصل لأيدك ؟
أنتبه الجميع له فصمت قليلا يتذكر ما فعلته تلك اللعينة فطبق على يديه بقوة زرعت الشك بقلب أدهم وأحمد ...خرج صوت عبد الرحمن بهدوء زائف تحلى به :_متقلقيش يا حبيبتي دا جرح بسيط
وتوجه بها للمقعد لينضم لهم شارد الذهن بتلك الفتاة فرغبة الأنتقام منها تزداد أضعافٍ مضاعفة بداخله ...
عم الهدوء والأنتباه حينما تحدث طلعت قائلا بوقاره الدائم :_أبوك جالي أنك عايزني يا أدهم
أنتبه أدهم له قائلا بأحترام :_أيوا يا جدى لو تسمح بس 10 دقايق فى القاعة ..
جفف يديه جيداً مشيراً برأسه بالموافقة فولجوا جميعاً للقاعة ...
******
بالمشفى
وبالأخص بغرفة حازم السيوفي ...
عاونته رهف على أرتداء ملابسه فأبتسم على خجلها المرسوم على وجهها ليرتدى قميصه بمفرده قائلا بسخرية :_عفونا عنك
رمقته بغضب فتعالت ضحكاته على مظهرها الطفولي ،جذبها لأحضانه قائلا بخبث :_طب وأنا ذنبي أيه ؟ مش أنتِ الا مصممة تساعديني ؟!!
رفعت عيناها الغاضبة له لتدفشه بعيداً عنها بضيق :_وحضرتك ما صدقت !
قربها منه قائلا بتفكير :_أبقى غبي لو فوت الفرصة
حاولت أخفاء شبح البسمة الظاهرة على وجهها ولكن لم تتمكن ،رفع وجهها بيديه لتتقابل مع سحر عيناه القاتل فعلمت الآن أن الهلاك ببحور عشقه حقيقة ومصير ..
إبتعدت عنه سريعاً حينما إستمعت لصوت طرقات باب الغرفة فأبتسم وهو يعيد خصلات شعره المتمردة على عيناه بفعل المياه ...
ولج للداخل بعدما سمح الآذن بذلك فأعتدل حازم بجلسته بزهول من رؤية من يقف أمامه !
حتى رهف ترى هذا الرجل ذو الخمسون عاماً لأول مرة ...جلس إبراهيم السيوفي على المقعد المجاور له قائلا بنبرة جافة تشود للخوف بنجاح :_مش هأخد من وقتك كتير
نبرته الجافة زرعت القلق بقلب رهف وبالأخص ملامح حازم الثابتة كانت سوء لحالتها ،أشار لها حازم بالخروج فأنصاعت له وخرجت على الفور ليتبقي هو بمفرده معه ...
خرج صوته بعد مدة طالت بالنظرات الساكنة بينهم :_أيه سر الزيارة الكريمة دي ؟!
أخفض إبراهيم قدميه والغضب يكتاظ ملامح وجهه فخرج صوته الشبيه للرعد :_إسمعني كويس يا حازم أنا معنديش غالي فى حياتي غير بنتي هى كل حياتي مستعد عشانها أحارب الكون كله ... فصدقني ممكن أنسى القرابة الا بتجمعنا وأقضي عليك وعلى أخوك بذرة قلم
ضيق عيناه بعدم فهم :_بغض النظر عن تهديدك دا فأنت فى النهاية عمي وأحترامي ليك هو أنى مسمعتش حاجة لأن تهديد حازم السيوفي حفر قبر ليفكر يعملها
بدا الخوف على ملامح وجهه فسترسل حازم حديثه بهدوء تحلى به :_أنا عارف أن حمزة تصرفاته زادت عن الحد بس مش معناه أنى هسيبك تخلص على أخويا وأنا واقف أتفرج عليك ..
تخل عن المقعد قائلا بغضب :_حمزة نهايته هتكون علي ايدي لو مقاليش بنتي فين ؟
صعق حازم فتخل عن فراشه قائلا بصدمة :_تقصد أيه ؟
أخرج إبراهيم من جيب سرواله ظرف مطوى وألقاه بغضب على الفراش قائلا بعصبية لا مثيل لها :_لما تفتح الظرف دا هتعرف وخاليك فاكر كلامي كويس رقبة أخوك قصاد خدش واحد بس ..
أقترب حازم منه قائلا بتفاهم لما يشعر به :_متقلقش يا عمي رتيل فى النهاية هى بنت عمي برضاك أو غصب عنك وأنا مش هسمح لحمزة يأذيها زي ما عمل معايا
شعر بصدق ما يتفوه به فأشار برأسه بأستسلام وغادر تارك بؤرة الغضب تجتاز عين حازم فجذب الظرف ومزقه بلهفة لرؤية ما بداخله وكانت الصدمة حينما رأى رتيل مقيدة بأغلال غليظة ..التعب يتمكن من ملامحها .....والدموع تسرى على وجهها بلا توقف ..
قبض على الصور بغضب وهو يتحدث ببركان مكبوت :_حمزة
ثم ألقى بالظرف أرضاً وهو يتوعد له بالكثير ...
*********
أما على الجانب الأخر هناك قلبٍ حُطم بقوة بعدما حصل على الحياة ....شعر بأستقرار نبض قلبه حينما أخبره الطبيب بأنها على وشك أستعادة وعيها ولكن حدث شيئاً ما قلب الموازين لتصبح بمرحلة الخطر مجدداً ..
بغرفة همس ...
ظل زين لجوارها طويلا ولكن لم تستعيد وعيها حتى مع صباح يوم جديد !...
ولج الطبيب للداخل ثم فحصها بحزن على ما سيخبره به ولكن عليه ذلك ...
زين بتردد من رؤية ملامح الطبيب :_فى أيه يا دكتور ؟
ألتزم الطبيب الصمت قليلا ثم قال بهدوء :_للأسف الأنسة همس دخلت فى غيبوبة ومن الواضح أنها مش مؤقتة
صعق زين فردد بثبات فشل بالتحلى به :_يعنى أيه ؟
رفع الطبيب يديه على كتفيه بحزن :_هى مش محتاجة غير الدعاء مفيش حاجة بعيدة عن ربنا
وتركه وغادر ليسقط على المقعد بأهمال ونظراته تطوفها وهى تعتلى الفراش بستسلام ..
أقترب منها زين بخطى متثاقلة فحركها بقوة والدمع يشق طريقه على وجهه :_لا يا همس مش هسيبك تعملي فيا كدا ...فاهمة مش هسمحلك تعاقبيني بالقسوة دي ...
ولجت الممرضة لتحول بينه وبينها سريعاً ثم أخرجته من الغرفة برجاء بأن الحالة ستسوء أن بقى بالغرفة ...
خرج زين من غرفتها بأهمال كأنه فقد مذاق الحياة ...الحركة تسرى بجواره وهو بعالم لا يوجد به سواه ...كلمات الطبيب تسقط على مسمعه فجعلته كالمتبلد ..جروحه تتسع بفجوة لا مثيل لها لتخترق أضلاع قلبه فيتردد أمامه مشاهد من قسوته تعلن له موعد الأنتقام أنتقام عاشقة ستخضع لحكم ليعلم كم عانت مما فعله أفواه ....ولكن هل سيقوى على العيش بدونها ؟!!
أما أن هناك مجهول غامض على الأبواب !
*****
بمنزل طلعت المنياوي ....
بقي ساكناً يتأمل أحفاده بنظراتٍ غامضة تسرى بالفخر وهو يرى أمامه رجال ناضجين تضخ عيناهم بالرجولة والعزة ...
خرج صوت محمد ليكسر حاجز الصمت بالقاعة قائلا بأرتباك من طلب إبنه :_بس الحاج مقالش أنه عايز يبيع الأرضية
وزع إبراهبم نظراته على والده الهادئ بخوف :_مش لازم الحتة دي ممكن تشوفوا حتة تانية قريبة من البيت
تطلع له أدهم بثبات :_يا عمي أحنا بنعرض عليه البيع وبالتمن الا هيعرضه للغرب ...وبعدين أنا سمعت من بابا أن جدي كان هيعرضها للبيع فعشان كدا خدنا القرار دا
تعجب إبراهيم مما أستمع إليه فتطلع لأخيه ليشير له بأن ما يخبره به صحيح ...
كاد الأخر الحديث ولكن قطعهم أشارة طلعت ليعم الصمت المكان ......طافت نظراته أحفاده الثلاث مما زرع الأرتباك بقلوب الأباء فقطع حاجز الصمت صوته الغامض :_إكده بجيتوا رجالة صوح وجاين تبيعوا جدكم حتة الأرض الا عنديه !
تحدث عبد الرحمن سريعاً :_لا يا جدي لو حضرتك مكنتش حابب تبيعها أستحالة كنا فاكرنا فيها ..
أكمل احمد بهدوء:_أحنا أختارنا الأرض دي لأنها قدام البيت ومش حابين نبعد عنكم ومدام حضرتك مش موافق فهنشوف غيرها من غير زعلك لأنه غالي علينا
إبتسم طلعت قائلا بصوت أزهل الجميع :_لا يا ولدي أني مش زعلان واصل ..بالعكس أني حاسس دلوجت أن ولادي جابوا رجالة وعشان إكده الأرض دي هدية مني ليكم ..
قطعه أدهم بضيق :_لا يا جدي لو حضرتك محطتش المبلغ الا تحبه مش هنقدر نأخد الأرض ولا نبني عليها حاجة حضرتك تحدد السعر الا يناسبك دي أرضك وتعبك
تطلع محمد بخوف لأبنها أن يبتلع كلماته ولكنه تفاجئ حينما وقف طلعت المنياوى فأبتلع ريقه بهلاك أدهم لا محالة ...
أقترب طلعت من أدهم ليقف أمامه بأبتسامة هادئة ليخرج صوته الساخر :_خلاص كبرتك لما جولت عليك راجل فنسيت إني جدك !!
أخفض عيناه بحرج :_العفو با جدي بس ..
قطعه حينما رفع يديه ليسترسل حديثه :_مش عايز حد إهنه غيره و أحمد وعبد الرحمن
كانت رسالة موضحة لأبنائه الثلاث فتوجهوا للخارج بخوفٍ شديد ..
جلس الجد على الأريكة مشيراً لهم بالجلوس لجواره فأقتربوا منه بزهول من طريقته الغامضة ....جلس أحمد جواره وعلى يمينه جلس عبد الرحمن أما أدهم فجلس على المقعد المقابل له ...
تأملهم طلعت المنياوي قليلا ثم قال بهدوء :_زمان أدليت على مصر أني ومرتي كان ساعتها لسه أبوك يا أدهم صغير مكنش لسه معايا مليم أبيض ...أنى وعيت على وش الدنيا لجيت أبوي عنده مزراع فاكهة وأراضي كتير جوي فعشت أنى وأخواتي نخدمه بعيونا التنين لحد ما قرر أنه يخلى كل واحد يعتمد على نفسه ....
صمت قليلا لتحل البسمة وجهه قائلا برضا :_كان قرار زين بس متأخر جوي أدليت البندر أنى وجدتك وأشتغلت فيها أي حاجة تخطر على بالكم ...
ثم رفع يديه بتحذير :_أي حاجة بس بالحلال بدون ما أغضب ربنا عشان إكده ربنا كرمني من وسعه وأشتريت البيت دى على وش إبني الصغير ..صحيح مجبتش بنات بس هما جابوهم لحد داري تربية وأخلاق تجبرني أكون اب ليهم ...
أستمعوا له بحرص ليكمل بحزن :_بعد جوازتهم أتفاجئت بأبوي أنه بعتالنا مرسال أنى وأخواتي أنه خلاص هيقابل وجه كريم ..أدليت على الصعيد وأني حاسس أنى جلبي هيوجف من الخوف ..وزاد أحساسي لما شوفته على السرير راقد بين الحيا والموت ...ساعتها مسألش كل واحد فينا سافر فين وعمل ايه من غيره ..بالعكس جال كلمتين تنين مالهمش تالت ..
رفع طلعت عيناه لأحفاده قائلا بآلم وقوة غامضة :_قال دلوجت كل واحد فيكم عرف قيمة الضنا والمال ..دلوجت بقيتوا رجال ويعتمد عليكم عشان لما أموت مبجاش ورثتكم المال الا ممكن تخسروه لكن دلوجت تعرفوا القرش كيف يكون طريقه ..
وده كان أخر كلامه رغم أنهم جصرين بس رمموا الشروخ الا كانت جوانا ..
غامت عيناهم بالدمع على حديثه فأبتسم أدهم فالآن علم رسالة جده الصريحة لهم ...
رفع طلعت يديه على كتفي أحمد وعبد الرحمن :_كل الا عمالته ده عشانكم يا ولدي لكن مفيش حاجة بتاعتي وبتاعتكم كل المال ده بتاعكم أنتوا وأخواتكم كل الا كنت عايز أقولهالكم أنى لما رجعت من الصعيد بأملاك وأراضي ورثتها من أبوى مكنتش سعادتي زي أول قرش كسبته بعرق جبيني ..
أدهم بفخر :_كل يوم بزيد فيك أحترام يا جدي
إبتسم قائلا بسخرية :_وأنى بيزيد غضبي عليكم وأنى شايفكم بتتغزلوا ببنات أعمامكم إكده
سعل أحمد بقوة فكبت عبد الرحمن ضحكاته قائلا بثبات مخادع :_حاشة لله يا جدي مغازلة أيه بس ؟!
ضيق عيناه ليقول بغضب مصطنع :_فاكرني إصغير إياك
أحمد بخوف :_بمناسبة القعدة العسل دي متجوزني ياسمين بنت عمي وأنا أدعيلك دنيا وأخرة والله العظيم
تعالت ضحكات طلعت لأول مرة قائلا بصعوبة بالحديث:_لع أني وفجت على الأرضية لكن جواز سبونا نفكر ونرد عليكم
تطلع له أحمد بحزن على عكس أدهم يطوفه بنظرات غامضة ..تحلى طلعت بالثبات الدائم قائلا بجدية :_يالا بجا سبوني مع عبده لوحدينا عشان ألحق صلاة العشا
وزع أحمد النظرات بين أدهم وعبد الرحمن برعب فجذبه أدهم للخارج حتى لا يفتضح الأمر ولكن لا يعلم أن الجد على علم بما يحدث !...
خرجوا جميعاً فرفع عبد الرحمن عيناه له ليجده يتطلع له بثبات وغموض نجح عبد الرحمن بمعرفة الخفى وراءهم فأبتسم قائلا بعدم تصديق :_زين لحق يقولك !!
أستند الجد على الأريكة قائلا بهدوء :_زين عمره ما خبي عليا حاجة يا ولدي
تقبل عبد الرحمن الأمر قائلا بجدية :_طب وحضرتك رأيك أيه ؟
صمت طلعت قليلا يتفحص ملامحه بأهتمام فقال بهدوء :_أسمع يا ولدي أنى عمري ما رافضت لزين طلب لكن المرادي مجدرش أخد الخطوة دي فكر زين ورد عليا بقرارك
وتركه الجد وخرج من القاعة بأكملها ليحسم هو أمره الأخير ..
*********
بقصر حازم السيوفي
دلف للقصر بعدما سمح له الطبيب بذلك ..فجلس على الأريكة يتطلع على الباب الفاصل بينه وبين أخيه بشرود ..
جلست رهف لجواره تطلع له بقلق وأرتباك لتخرج عنه قائلة بهدوء مصطنع :_بتفكر فى أيه ؟
رفع حازم عيناه لها بصمت قطعه قائلا بهدوء زائف :_سبيني لوحدي شوية يا رهف
أسرعت بالحديث :_مستحيل أسيبك لوحدك مع الحيوان دا
رمقها بنظرة غامصة فحاول التحكم بزمام أموره قائلا بثبات ؛_هبقى كويس متقلقيش
أشارت برأسها بقوة وخوف ليجيبها بغضب :_مش قولتلك سبيني لوحدي !
أسرعت بالنهوض بفزع من صراخه الغير معهود فشدد على شعره الأسود الغزير بضيق ثم وقف على قدميه وأقترب منها ليحتضن وجهها بيديه :_أنا آسف يا حبيبتي بس بجد محتاج أكون لوحدي
أشارت له بتفهم وتوجهت لغرفتها بصمت وعيناها تطلع لذلك الباب القابض للأنفاس برعبٍ حقيقي ..
أما هو فقطع نظرات الصمت بأن ولج للداخل ليجده مقيد بالأغلال التى أعدها له من قبل ...
شعر بحركة خافتة بالغرفة ففتح عيناه ليجده أمامه فأبتسم قائلا بسخرية :_حمدلله على السلامة متوقعتش أنهم هيكتبولك على خروج سريع كدا
جذب المقعد وجلس يتأمله بنظرات جعلت الدماء تتغلل بالعروق فخرج صوته الهادئ :_وليه متقولش أنك وحشتني !
ضيق عيناه بغضب وهو يحاول تحرير يديه قائلا بعصبية :_لو فاكر أن الا بتعمله دا هيأثر فيا تبقى غلطان
أقترب منه حازم وعيناه تشع شرارت الجحيم قائلا بنبرة تلتمس القوة :_رتيل فين يا حمزة ؟
إبتسم وهو يتأمله قائلا بتحدى :_متحاولش ...أنت أتعاقبت ودا دورها
صاح بغضب لا مثيل له :_أنت مستحيل تكون بني أدم أنت مريض نفسي
:_البركة فيك وفى أبوك
قالها بصوت يحمل الآلم فدفش حازم المزهرية بغضب وهو يحاول التحكم بأعصابه وبالفعل بعد عدد من المحاولات تمكن من ذلك ...
كبت غضبه الجامح وأقترب منه ثم حرر قيده تحت نظرات أستغراب حمزة ...فخرج صوته وعيناه تتأمل زهوله :_أنت حر يا حمزة تقدر تخرج من هنا براحتك وبرضو تقدر تقتلني ودلوقتي حالا وأوعدك أنى مش هقاوم
أقترب منه ليقف أمام عيناه بستغراب لما يقوله فصاح حازم بنفس لهجته :_مستني أيه ما تنتقم مني زي ما كنت حابب أه بس للأسف مش هتقدر تنتقم من أبوك لأنه خلاص بين أيدى ربنا لو تقدر ضاعف العقاب ليا وأهو بالك يرتاح ..
شعر بالعار والخجل فوضع عيناه أرضاً...ليجذب حازم السلاح من جيب سرواله ويضعه فى يديه قائلا بسخرية :_يالا مستنى أيه ؟
صراخ قوى عصف بالغرفة فأستدار حازم ليجد رهف تتخبئ خلف الحاجز والدموع تغزو وجهها ...جسدها يرتجف بشدة وهى ترى معشوقها يقدم موته ليديه ...
ظلت كما هى تبكى بقوة وهى توزع نظراتها بينهم ...ألقى حمزة السلاح من يديه ونظراته تطوف حازم بصدمة فتركه وخطى بضع خطوات للخارج بينما ركضت رهف بسرعة جنونية لأحضان معشوقها فشدد من أحتضانها بعدم تصديق بأنه مازال على قيد الحياة ...
تطلع له وهو يغادر فقال بغموض :_حمزة
أستدار له ليرى ماذا هناك ؟ ...رمقه بقليلا من الصمت ثم قال بثبات :_بابا كاتب نص الأملاك بأسمك من قبل موته
كانت صدمة له الآن صار أنتقامه سراب !! ....
خرج حمزة من القصر مسرعاً وهو بحالة لا يرثي لها ...نظرات وأمنيات أخيه تلحقه بأن ما أخبره به يطفئ شعلة الأنتقام بداخله ...
أخرجه من بئر أمنياه شهقات بكائها المكبوت فأخرجها من أحضانه يجفف دموعها قائلا بحنان :_متقلقيش يا حبيبتي أنا كويس
أزاحت يديه عنها ثم هرولت للخارج ببكاء مما كان سيفعله ...
فجلس على المقعد بستسلام على ما يحدث له ....
********
صعدت مكة للأعلى لترى ماذا هناك ؟ ولما تريدها ياسمين فى الحال ...
طرقت باب الشقة بستغراب من عدم أجابتها ولكنها تفاجئت بيوسف أمام عيناها ...
مكة بزهول:_يوسف !
سرعان ما تدرجت وجوده قائلة وعيناها تبحث عنها ؛_ياسمين فين ؟
صرخت بآلم حينما جذبها يوسف للداخل بحركة مفاجئة ثم هوى على وجهها بصفعة قوية للغاية ..
رفعت وجهها المحتضن بين يديها بصدمة ودموع وهى تتأمله ليقترب منها قائلا بغضب لا مثيل له :_النهاردة أتاكدت أنك أوسخ مخلوقة على وش الكون أنا الا بعتلك رسالة من تلفون ياسمين عشان تطلعلي هنا عارفة ليه ؟
بقيت متخشبة محلها لا تعلم أن كانت بحلم أم بحقيقة مأساوية ..
جذبها من حجابها بقوة قائلا بصوتٍ مزلزل :_حبيت أكون أول واحد يعرفك بحقيقتك الواسخة دي قبل ما أخوكِ وجدك يعرفوا بالا عرفته
بكت بآلم وهى تحاول تحرير نفسها من بين يديه قائلة بدموع :_أبعد عني أنت بأي حق ترفع أيدك عليا !!
إبتسم بسخرية :_هعرفك بأي حق
لم تفهم كلماته الا حينما صفعها عدة صفعات متتالية حتى هوت أرضاً من كثرة الآلآم فربما مجهولهم سوياً على وشك الأبتداء ! ...
**********
بمنزل زين ...
وبالأخص بغرفته ..
جلس أمام الفراش يتأملها بدموع تهوى بلا توقف ..رفع يديه يحتضن يدها الباردة قائلا بأبتسامة جاهد لرسمها :_تعرفي أحنا فين ؟
تطلع للغرفة بحزن :_فى البيت الا كان هيجمعنا ...
ثم مرر يديه على شعرها الحريرى قائلا بعشق :_طلبت من أبوكِ أنك تخرجي من المستشفي على هنا ..عشان تكوني جانبي على طول ..
هوت دمعة من عيناها فأزاحها بلهفة ليضمها لصدره قائلا بهمس عاشق :_أنا عارف أنك سمعاني يا همس وعارف أنك هتعافري وهتقومي عشاني صدقيني عمرى ما هبعد عنك تانى ولا هسمح أن الا حصل دا يتكرر بس لازم تقومي ..
أخرجها من أحضانه ليجدها بغفلة حطمت قلبه ...عاد لثباته الطاغي حينما دلفت الخادمة قائلة وعيناها أرضاً أحتراماً له :_فى واحد تحت عايز حضرتك يا فندم
زين بثباته الطاغي :_واحد مين ؟
قالت ومازالت عيناها أرضا :_بيقول أسمه عبد الرحمن
أشار برأسه بهدوء :_شوفي هيشرب أيه وأنا شوية ونازل
أشارت برأسها :_تحت أمرك يا زين بيه
وغادرت على الفور ليضع زين همس بالفراش ثم داثرها جيداً ليرمقها بنظرة مطولة قبل أن يغادر ...
غادر الغرفة ففتحت عيناها ببكاء حارق بعدما أستشعرت آمان أحضانه ولكن عليها ذلك فالمجهول يحتمها على تذكرة غالية ولكن ربما لا تعلم بأنها على حافة الهلاك على يد الزين لتعود شامة القسوة تستحوذ عليه من جديد ! ...
*******
حاولت تحرير ذاتها ولكن لم تستطيع القيود تزداد قوة كلما جاهدت بالتحرر ...تساقطت دموعها بضعف وقلبٍ يآنن بقوة من معشوق كنت له العشق وتوجهته بالعاشق فطعنها بقوة حتى بات العشق كره له ..
ولج حمزة للداخل يبحث عنها بعيناه فوجدها تستكين على الحائط بتعبٍ بدا على ملامح وجهها المجهد ..
أقترب منها فتراجعت للخلف بكره يشع من عيناها بقوة فرفع يديه يمررها على وجهها قائلا بشتياق :_وحشتيني
تراجعت بوجهها للخلف بتقزز قائلة بحقد :_أفتكرتك مت بس للأسف لسه ربنا مستجابش دعائي ..
إبتسم وهو يهمس لها بمشاكسة :_مش قبل ما أنفذ وعدي ليكِ
دفشته بيدها المكبلة بالاغلال :_بتحلم يا حمزة
أغمض عيناه بتلذذ فهمس بسعادة :_بعشق أسمى لما تقوليه
صرخت به بجنون :_أنت أنسان مريض فكني وخالينى أمشي من هنا وأنا هسامحك ومش هقول لبابا أنك أنت الا عملت كدا
تعالت ضحكاته بجنون جذبها لتكون أمام عيناه :_خروجك من هنا هيكون سبب فى كسرة أبوكِ وخاصة لو جوزك من خطيبك دا ساعتها فضحتك أنتِ وأبوكِ هتكون على كل لسان
صعقت حتى تخشبت الكلمات على شفتها فجاهدت كثيراً للحديث والدمع يدنو منها :_أنت عملت أيه ؟!
نظرات المكر بعيناه جعلها تصرخ بجنون بكلمات كره وسبٍ له حتى أخشي عليها من ما فعلته فحملها بين ذراعيه ثم حررها وتوجه بها للفراش ..
جلس لجوارها يتأملها بأعين حاقدة ... شيطان الجحيم بداخله يهنئه على أنتصاراته بأنكسارها ...ملاك رحمة القلب بداخل النبض يصفعه بقوة ليخبرها بالحقيقة ولكن المعركة ليست عادلة بعد فالأنتصار بحاجة لقوة خارقة بين الجهتين وربما مجهول سيقلب الموزين رأساً على عقب بحرب الجبابرة ...
سراع.....حقائق ...كذب...خدعة...إنتقام ....مجهول...ألغاز ...عشق...جبابرة ....عن قريب بحلقات شبه نارية
يتبع...
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق