القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية خسوف القمر الفصل الثامن عشر 18بقلم نداء علي حصريه

 

رواية خسوف القمر الفصل الثامن عشر 18بقلم نداء علي حصريه 





رواية خسوف القمر الفصل الثامن عشر 18بقلم نداء علي حصريه 



#الفصل_الثامن_عشر

#خسوف_القمر

#نداء_علي

#حصري


بسم الله الرحمن الرحيم

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


البارت الثامن عشر خسوف القمر

نداء علي


🔸🔸🔸

وكل شئ يهون ويتبخر بعدما تسطع شمس الايام وتتبدل الاحوال فلا يثبت شئ سوى التغير نراه سنة كونية لها اليد العليا علي القلوب وأصحابها..


هكذا نمني أنفسنا لكن الحقيقة هي أن كل شئ يهون ألا الهوان والذل.. إن تنكسر روحك رغماً عنك لا لشئ ولا جُرم جنيته بل لأن الآخر أقوى منك....


انتابتها حالة من الجمود جعلتها ساكنة محلها تعجز عن الحركة لم تدر ما السر خلف تلك العدسات المسلطة عليها وكيف أتوا اليها.. هل صارت محطاً للانظار وحدثاً هاماً تتناقله الأخبار...


ارتعدت اطرافها واحترقت روحها وانقبض قلبها ألماً عندما تحدث راشد قائلاً:


اهدؤا قليلاً كما رأيتم كل ما قيل ما هو إلا إشاعات روجها بعض المنافسين.. لا يوجد ما يربط بين يامن بيك والآنسة قمر سوى علاقات طيبة ترجع الى رقة قلب يامن رشدان ودسامة أخلاقه حيث أن الآنسة تحتاج الى مساعدة لإنقاذ حياة والدتها وقد تطوع يامن بيك مشكوراً ومؤسسة رشدان بالتكفل بكل ما يخصهما....


ازداد الحضور هياجاً ووجه الصحافيون الاسئلة الى قمر قائلين:


هل هذا ما حدث آنستي؟


ناظرتهم بعدم استيعاب.. لم يصل الى ذهنها بعد ما يدور من حولها.. اي مساعدة واي مؤسسة.. هل كان يشفق عليها كما قالت من قبل.. اذاً لم.. لمَ اعطاها أمالاً كاذبة..


 انهمرت دموعها بغزارة تماثل غزارة تخبطها الى أن أتاها صوت يوسف قائلاً:


بالفعل السيد يامن عرض علينا المساعدة لكننا لسنا بحاجتها فجراحة السيدة سميحة القادري قد تمت بنجاح بعدما تم دفع كافة التكاليف..


ناظره راشد بتقييم فاستكمل يوسف قائلاً:


غير مسموح لأحد بالتواجد داخل المشفى نحن لسنا بمهرجان سينمائي.. عليكم جميعا الانصراف حرصاً على راحة المرضى....


غادر الصحافيون مرغمين بعدما تبدلت لهجة يوسف من الرجاء الى الأمر وبقيت قمر مكانها تحدث اليها برفق قائلاً:


هل لنا أن نتحدث قليلاً؟


اومأت اليه واصطحبها الى مكتبه الملحق بالمشفى..


ساد الصمت دقائق عدة فتحدثت قمر قائلة:


ما الذي أفعله كي ابتعد عن العالم بأسره.. هل هناك من مخرج؟؟


ابتسم يوسف قائلاً:

أتعلمين يا قمر.. أن سمحت لي بازالة الألقاب بيننا؟؟


اومأت اليه بألية فاستطرد:


لقد توفيت أمي بعدما اصيبت بمرض لم يمهلها الكثير ورغم كوني طبيباً وقفت عاجزا عن فعل ما يهون عليها ولو قليلاً مما تعانيه..


دائما نتعرض الى اختبارات لا تنتهي وعلينا الصمود...


همت قمر بالوقوف ليستوقفها يوسف  بقوله

رغم اني لم اتعرف كفاية الى يامن رشدان الى أنني أجده رجلاً لا يسعى الى شهرة رخيصة...


قمر بخفوت:

ربما أنت محق.. ولكن ما باليد حيلة...


🔸🔸🔸🔸

استمع داوود الي نهال بهدوء الى أن انتهت ليباغتها بقوله:


وهل تودين الآن تزويج يامن من قمر!؟


نهال : لا أعلم يا داوود.. لكن ابني تائه بين عالمه الذي اعتاده وعالمه الذي صنعه بنفسه..


اخشى عليه من الانتكاس والعودة.. وانت على يقين ان الرجوع الى المعاصي يكسبك شراهة في تعاطيها..


داوود : وما ذنب الفتاة.. هل تلقين بها الى جحيم لا قبل لها به من أجل يامن..!!


نهال : ما الذي تقوله يا داوود.. وهل لها أن ترفض زيجة كتلك..؟؟


داوود ساخراً : آه منك يانهال.. أنتِ كنت ومازالت سريعة التحول تجاه من تحبين


نهال بتساؤل : هل انت غاضب مني؟


داوود : بل أنا مشفق عليك.. أنا لا ألومك مطلقاً بل ربما إن وضعت بنفس موقفك سأخطو نفس خطواتك فكلانا من بني أدم.. نسعى الى كمال لا نمتلكه..


لكني أرجو منك إجابة هل تأمنين جانب جمال.. تدرين ما يمكنه فعله لتلك المسكينة


نهال بجدية : لم أعد أخشى جمال بمفرده بل أخشى ان يتراجع يامن وتنكسر تلك الفتاة...


داوود : عليك ردأ الصدع قبل السكن داخل البيت.. ولدك يحتاج الى وقفة مع نفسه وقمر تحتاج الى قوة لا تمتلكها.. ربما تساعدينها انتِ على الحصول عليها قبل البدء في أي شئ


🔸🔸🔸🔸

جلست تحية ال ى المحامي تستمع الي بترقب بينما هو يتفحصها برغبة يسعى الى إخفاءها...


تحدث بعملية وتوضيح قائلاً:


هل لديكِ صورة لبطاقتهم الشخصية.. أود أوراق ثبوتيه خاصة بالفتاتين..


تحية : أجل لدي صوراً من كل أوراقهما الرسمية.. والدهما كان يحتفظ بكل شئ بحقيبة خاصة به وهي معي..


المحامي : حسناً.. البلاغ تم تحويله الى النيابة وتم اثبات الجنحة..


تحية : لم أفهم ما تقول

المحامي : ما قدمناه من شكوى الى قسم الشرطة يحول الى النيابة كونه جنحة.. اي اتهام من طرف لأخر متهم ومجني عليه..


وعما قريب سيصدر حكماً غيابياً ضدهما بعدما تغيبتا عن الحضور أمام النيابة..


تحية بتمني : صدقاً.. يا ليت وقتها سأدفع إليك ضعف ما تطلب..


لم يجبها فقد كان يناظرها بصورة حسية جعلت تبتسم في انتشاء قائلة:

هل أنت معي؟


اجابها هو بحرج : بالتأكيد.. لقد شردت قليلاً.. أعتذر اليكِ..


ابتسمت في دلال قائلة : هل انتهينا..؟


المحامي : لا.. ليس بعد.. هل لي بسؤالك عن أمر بعيداً عن القضية قليلاً...


تحية بترقب : أجل.. ماذا هناك؟!


المحامي : أما ترغبين في الزواج.. أقصد هل تقبلين الزواج ان تقدم اليكِ رجل مناسب...؟


تحية بمكر : ربما.. ولم لا فأنا مازالت صغيرة..


ابتسم المحامي قائلاً:

بالطبع انت في ريعان الشباب وجميلة الى حد بعيد...


🔸🔸🔸🔸

تطلعت علياء الى شقيقتها برفض لما تقول ولكن نسمة لم تهتم بل استطردت قائلة:


هل ما أقوله خطأ.. أجل يا علياء الحب ضعف لا يجني صاحبه منه سوى الألم والضعف.. اعتقد ان الزواج يجب أن يحكمه التعقل والمودة ليس الا..


علياء بهدوء:


ربما أنت مشتته جراء قصتنا انا وعثمان ولكن لكل انسان قصة وأحداث خاصة به واصابنا بأمر الله لن يمسك بسوء..


نسمة : هل لديك ما يؤكد قولك؟؟

علياء بالطبع لا.. كل شئ مقدر بيدي الله


نسمة : اذاّ دعِ عنك هذا الهراء لا أريد الحب ولا توابعه..


أتدرين أنا رافضة للزواج كلياً الا أن اصرار عمك ومديحه في نادر جعلني استجب لمطلبه.. تنهدت في حزن قائلة:


لقد تركتنا امي صغاراً وذقنا الويل من زوجة أبي لمَ اتزوج وآتي بأطفال ربما أتركهم وأرحل كما فعلت امي...


ضمتها علياء الي صدرها بخوف ناهرة اياها بقوة وخوف قائلة:


توقفي أيتها الساذجة عما تتفوهين به من حماقات.. ما الذي دهاك اليوم.. حبيبتي كلنا نخاف من المجهول لكن عليك الاستمتاع بما لديك فها أنت قد من الله عليك برجل مناسب وحظينا بأسرة من جديد.. أما ترين كيف يسعى عمنا وزوجته الى إسعادنا بشتى الطرق ..


نسمة : أنا لا أعلم ما الذي أصابني.. ربما الخوف من فقد ما ننعم به هو السبب.. 


علياء : هيا صغيرتي طوعي نفسك عليطى السعادة التي لم تعرف إلينا طريقاً منذ سنوات ولا تهتمي لما هو قادم... 


ابتسمت نسمة وشددت من احتضانها لشقيقتها.. 


طرق عثمان الباب بفوضاوية جعلت علياء تبتعد عن شقيقتها تناظرها بحنق هامسة 

اتعلمين يا نسمة انتِ محقة.. الزواج إزعاج لا حد له خاصة وان رزقت بزوج مجنون كعثمان ..


قهقهة نسمة قائلة :


أبيه عثمان ليس مجنوناً فقط بل هو عاشق وبعدما اجتمعت به الصفتان صار خطراً علي المجتمع ..


تنهدت علياء قائلة في همس:


لكنني أعشقه اضعاف يا نسمة.. أحبه كما لو أن روحي متعلقه به.. يزداد القلب نبضاً بقربه ويخبو صوته أن أبتعد... 

أحبه حد الألم... 


اشتد طرقه فوق باب الشقه فأسرعت اليه قائلة'


انتظر عثمان.. انتظر ايها الهمجي ..


احتضنها بقوة هامساً : اشتقت إليكِ يا نجمتي.. ألم تشتاقين اليَ؟


قهقهت دافعة إياه قائلة بتحذير :

نسمة معي ايها الوقح.. هيا ادخل ودعنا نجلس سوياً...


خرجت اليهما نسمة قائلة :


لا أستطيع البقاء بصحبتكما.. سيأتي السيد نادر ووالدته بعد قليل وعلى الاستعداد 


أمسك عثمان بيدها مجبراً إياها على الجلوس قائلاً :


لا تهتمي له.. دعيه يأتي وينتظر عله يمل ولا يأت ثانية ...


ناظرته علياء بتحذير لكنه لم يبال لها بل استطرد 


هيا اجلسي نشاهد فيلماً جديداً ونتناول العشاء بعيداً عنه ..


دفعته علياء بعيداً عن نسمة قائلة:


هيا حبيبتي استعدي وأنا سأتي إليكِ بعد قليل ولا تستمعي الى عثمان فهو عدو لدود لنادر ومؤكد تعلمين السبب ..


هبطت نسمة وتركت علياء تلاقي مصيرها المعتاد والذي تعشقه ولا تهفو الى سواه ليأخذها عثمان الى عالمه بقوة اشتياقه وحرمانه ورغبته بها...


🔸🔸🔸🔸

سويعات قليلة قضاها جمال بأحدى العيادات الطبية الذائعة الصيت.. اطمأن قليلاً وغادر رغم طلب الاطباء إليه البقاء..


ليبدأ في المساء مزاولة نشاطه كأن شيئاً لم يكن.. اصطحب يامن الي الباخرة الخاصة بهم لصدم يامن بعدد هائل من رجال وسيدات الاعمال المقيمين بألمانيا..


استقبلهم الحضور بترحاب وإحترام لشخص جمال وثقله كرجل ثروته ترجح كفته بين الجميع بينما اكتفي يامن بالصمت...


اقترب من والده قائلاً:

أما كان عليك الانتظار قليلاً.. ألم يطلب اليك الطبيب ان تحظى ببعض الراحة

نظر جمال من حوله ليهتف بمزاح وقور قائلاً:


وأين أجدها تلك الراحة.. هل رأيتها بالقرب من مجلسنا؟؟


يامن : أبي.. عليك التوقف عن عنادك ولو قليلاً..


جمال : أن توقفت عن عنادي فلن أصبح جمال رشدان يافتي.. هيا اذهب واستمتع.. أما ترى ما يفعل الشباب من حولك


................ 

الصخب من حوله أصابه بشئ من التوتر.. زفر بضيق وتحرك مرتقياً سلم الطابق السفلى  ليجد نفسه حراً فوق سطح الباخرة يستنشق هواءاً عليلاً قوياً يصعب السيطرة عليه أو التحكم به يغدو ويروح دون قيود.. يضرب بقوة إن شاء ويمسى نسيماً لمن يحب....


تعجب من والده وافعاله المتناقضة فها هو يضرب بما قاله الطبيب عرض الحائط..


تنهد باشتياق الى من تهفو إليها روحه الحائرة وتطلع امامه الى المياه الساكنة والليل الصامت واستشعر حاله كحال الليل من حوله ساكن وبداخله ضوضاء وصخب هادئ كهدوء بركان خامل ينتظر الأذن بالنشاط والحركة.. حممه الكامنة لا تهوى تلك الرتابة لكنه يكبح ثورتها قدر استطاعته....


التفت نصف التفاته الى احدى الفتيات التي أتت في أثره ويبدو أنها تتبعه منذ بدأ الحفل...


اقتربت منه الى حد خطر قائلة بغنج:

لمَ تركت الحفل.. أما يعجبك؟؟


يامن باقتضاب : ليس الى الحد الذي يدفعني الى تحمل صخبه المزعج..


تساءلت بتعجب : هل انت بالفعل يامن رشدان!!!


يامن : وهل تقابلنا من قبل؟


ضحكة ساخرة منه قائلة:


ربما كنت ثملاً تلك الليلة الى الحد الذي لا تتذكر ما حدث بيننا..


انقبض قلبه وتبدلت ملامح وجهه ها هو الماضي يطالعه من جديد خطوة بخطوة يكشر عن انيابه تدريجياً.. تثاقلت أنفاسه ليسألها بترقب:


ما الذي تقصدينه؟


اجابته بجدية:


لقد صفعتني ذات ليلة بعدما أوقعت دون قصد الكأس الذي أحمله.. لقد كنت شرساً للغاية.. هل تذكرت؟


عادت إليه أنفاسه الهاربة وابتلع ريقه ليتحدث دون تردد...:


أعتذر.. أعتذر كثيراَ ولكن كما قولتي منذ قليل كنت ثملاً للأسف أنذاك..


أجابته بابتسامة : لا بأس.. لقد قبلت اعتذارك ولكن عليك دعوتي الى العشاء.. هلا فعلت؟


ناظرها بتردد ولكنها لم تعطه مجالاً للرفض بل غادرت مسرعة قائلة وهي تلوح بيدها

غداً سأنتظرك.. ان لم تأتِ لن أسامحك.. هل فهمت؟


🔸🔸🔸🔸


في المساء توجه يامن الى الدعوة التي صاغتها الفتاة في صورة رسمية بعدما ارسلت إليه بطاقة تخبره من خلالها بموعد تناولهما للعشاء ورقم الطاولة..


ناظرها من بعيد فلاحظ أناقتها الظاهرة وثقتها الزائدة بنفسها


اقترب منها متحدثاً بجدية:


مساء الخير

مدت يدها تصافحه فتذكر تلقائياً لقاءه الأول مع قمر وود لو انه استجاب ذاك اليوم واحتضن كفها بين يديه.. أعاده الي الواقع الحرج البادي بصوت الفتاة قائلة:


دكتَر يامن.. هل ستترك يدي معلقة هكذا

التقط يدها بخفة ليبتسم بمجاملة قائلاً:


لم اشأ إحراجك.. لكنني لا أسلم على النساء

ناظرته بتعجب وشئ من السخرية قائلة:

هل صرت متطرفاً ام ماذا؟!


يامن بهدوء : بل صرت رجلاً


تطلعت اليه باعجاب قائلة:


بالفعل أنت لست رجلاً عادياً...


ضحك يامن ساخراً من نظراتها الهائمة ليتحدث..:

هل طلبت العشاء؟


الفتاة : ليس بعد.. لنطلب سوياً.. اوه نسيت إخبارك باسمي.. أنا رفيف.. روفي إن شئت كما يناديني الاصدقاء ...


تحدث اليها باقتضاب : حسناً رفيف.. لنتناول العشاء فأنا جائع بالفعل.. 


ناظرته بإحباط وأخفض هو بصره يفكر فيما ينبغي عليه أن يفعل.... 


بينما المصور يلتقط لهما بعض الصور بزوايا ووضعيات مختلفة تظهرهما كما لو كانا في موعد غرامي...


🔸🔸🔸🔸🔸

كعادته منذ إدراكه لحقيقة العلاقة بينه وبين قمر وانها صارت علاقة مشوهة...


فبعض المواقف تحفر في القلب والذاكرة.. محال أن تنسى شخصاً مد اليك يده ورفعك عالياً بعدما اوشكت علي الفناء.. ذاك الغريق الذي كادت الامواج أن تزهق روحه وصار موته وشيكاً محال ان ينسى من مد له يد الغوث


وما فعله هو محال أن ينسى لذا عليه الاستسلام ...


لم ينتبه جاسم الى ذاك الشجار الدائر بين رجل وامرأة علي جانب الطريق ليفزع جاسم بعدما دفع الرجل المرأة التي امامه بقوة اطاحت بها فوق زجاج السيارة ليدور جاسم بسيارته من فرط صدمته وهول المفاجأة ويلوذ الرجل بالفرار......


استعاد جاسم تنفاسه التي كاد ان يلفظها وترجل من السيارة بخوف حذر يتبين حجم المصيبة التي حدثت...


لم يكد ينظر الي المرأة الواقعة أرضاً واكتفي بالنظر بعيداً بعدما افزعه مشهد الدماء المتناثرة من حولها....


التم حوله بعض الشهود الذين راقبوا في صمت ما حدث منذ قليل بين الرجل والمرأة المصابة ليهتف احدهم بجدية:


لا تخف يا استاذ.. لقد شاهدنا ما حدث ولا ندر لم دفعها ذلك الرجل أمام سيارتك


جاسم بترقب : وما الذي عليَ فعله الأن

اجابه اخر : لقد استدعيت الشرطة وربما يجب علينا الانتظار


جاسم بتردد : إن انتظرنا قدومهم قد تلقي المراة حتفها.. انها مصابة بشدة


اقترب أحد المارة قائلاً بعملية : الافضل تركها دون حراك فمن الواضح ان بجسدها كسور ليست بالهينة واي حركة غير محسوبة قد تؤذيها....


جاسم : هل انت طبيب؟


الرجل : أجل سيدي.. انا طالب بكلية الطب..

جاسم : هل بإمكانك مساعدتها ولو قليلاً


جثي الشاب بجانب الفتاة المصابة ممسكاً معصمها يتبين نبضها ليهتف قائلاً:


نبضها ضعيف للغاية.. يجب نقلها علي الفور الى المشفى.. هلا احضر احدكم سيارة اسعاف...


🔸🔸🔸🔸

تحدث عثمان الي زوجته بجدية قائلاً

لقد قدمت دعوى منذ قدومكما الي هنا ويتابعها المحامي باهتمام..


علياء بخوف : دعوى لمَ؟


عثمان : لاسترداد ما لكما من حق.. هل ظننت انني سأتقاعس عن دوري كزوج وسند لك.. ان لم ارجع اليك حقك فلست برجل...


ابتسمت قائلة : بل انت كل الرجال ولا رجال سواك..


عثمان مشاكساً اياه:

انا أعلم لكن تواضعي الزائد يمنعني عن الحديث عن نفسي...


ناظرته بسخط ليستكمل:


لم أكره امرأة في حياتي كما أكره زوجة أبيك رحمه الله.. لقد ابتلينا بها.. كم اتمنى أن أزهق روحها بيدي كما ازهقت روحي بفراقي عنك


ادمعت عينا علياء قائلة:

لكم تمنيت ان تراعي الله فينا.. لم أجد سبباً لسخطها الشديد ومقتها لي ولنسمة..


الى الآن لا أصدق انها قد تسببت في فراقنا وتزويجي بآخر..


ضغط عثمان معصمها بقوة قائلاً :


علياء حذاري ان تذكري تلك الكلمة ما حييت.. انتٍ لم ولن تكوني زوجة لآخر.. 


امتعض وجه علياء فأغمض عيناه محاولاً السيطرة على ما أصابه من غضب شرس ليهتف بحنو..:


أنا لم اقصد اغضابك لكنني كلما تذكرت اود أن ادق عنق تلك الحية.. بالله لا عليك لا تحزني هكذا ..


اومأت اليه هامسة بخفوت :

دعنا نهبط الى نادر ووالدته يجب علينا استقبالهما ..


عثمان : لن أفعل إلا بعدما يشرق وجههك بابتسامة صافية ..


علياء : صدقاً انا بخير لكن قمر أمورها ليست بخير مطلقاً.. الخالة سميحة بالمشفي وقد اجريت لها جراحة دقيقة وقمر تبدو محبطة ومتخبطة واعتقد انها تخفي شيئاً ما... 


عثمان بتعاطف : معها كل الحق فيما تعانيه من تخبط يا علياء فهي وحيدة بعالم لا يعرف الرحمة وفقدانها لوالدتها مؤكد أمر يؤرقها... ستمسي دونها وحيدة تماماً... 


أغمضت علياء عينيها في تعب تستشعر العجز عن مؤازرة صديقتها ليطمئنها عثمان قائلاً 

سنذهب اليها إن شئت اري انه ينبغي على الوقوف الى جوارها... 


علياء بسعادة : حقاً.. هل انت جاد ؟


عثمان بحب : جاد للغاية يا فتاة.. هيا بنا نطمئن علي نسمة ونادر الوجود وعقب صعودنا نحدد موعداً ونذهب الى قمر.....


🔸🔸🔸🔸


بعدما هدأت الاجواء وانتهى الحفل وسكن الجميع تحدث جمال بترقب الي يامن قائلاً

ارى انك قد حظيت بسهرة مسلية انت ورفيف 


يامن بلامبالاة : كانت سهرة جيدة لا بأس بها.. 

جمال : اتعلم ابنة من هي؟ 


يامن : ابنة من.. مؤكد أحد رجال الاعمال والا ما دلفت الى حفل خاص بجمال رشدان

جمال : لكنها لم تأت من أجلي بل كانت تتوق الى رؤيتك.. يبدو انها احدى المعجبات القدامى 


يامن : كما ذكرت انت.. قدامي اي انه ماضي.. 


جمال : وما المانع أن تسمح لنفسك ببعض التسلية تقدم الىخطبتها ان شئت.. 


اعتقد انه قد أن الآوان لكي تتزوج وتنشئ اسرة وتحظى بأولاد يحملون اسم العائلة 


يامن : عندما يشاء الله سأفعل.. 


جمال : وماذا عن رفيف.. ألا تعجبك ؟


يامن : تعجبني كأنثى مثلها مثل الكثيرات جميلة ومثيرة.. لكنني عندما انتوي الزواج سابحث عمن اعشقها.. احبها وتأخذني الى عالمها.. أريد امرأة تجعلني لا أرى سواها...

 

جمال : هل تقصد تلك القبيحة.. أعتقد أنها بالفعل ستجعلك لا ترى سواها فمن يتزوج بمشوهة مثلها سينأى عن باقي النسوة ؟


يامن بتحذير : أبي.. قمر خط أحمر !!

لقد تحدثنا من قبل أنه لا شأن لك بها 

ولا تنسى أنني عدت الى هنا من أجلها ومن أجلها هي فقط...


ناظره جمال بغضب وقسوة قائلاً:


استمع اليَ ايها الغبي... الحياة لا تحتضن الضعفاء وتقويهم بل تلفظهم خارجها وان احتضنتهم تكسر عظامهم ولا تترك لهم فرصة للعيش


هي حية ناعمة تتود الى الجميع في خنوع زائف وتتريث الى أن تحين اللحظة الحاسمة فتلدغ من أعطاها الأمان...


لا مكان في عالمنا لحب ولا ضعف فكلاهما قاتل...


يامن بغضب:

وامي.. ألم تحبها؟


جمال بتأكيد:

احببتها ولم أحب سواها لكننا نار وجنة.. 

هل يلتقيان..!!؟

تكملة الرواية من هناااااااا 

 لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا








تعليقات

التنقل السريع