القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حب أجبارى الفصل الحادي والأربعون والثانى والأربعون بقلم رشا ابراهيم

 

رواية حب أجبارى الفصل الحادي والأربعون والثانى والأربعون بقلم رشا ابراهيم






رواية حب أجبارى الفصل الحادي والأربعون والثانى والأربعون بقلم رشا ابراهيم

حب أجبارى 

الفصل الحادى والثاني والاربعون

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج......

..............................................................................

اشتعلت عينا جلال بحدة وغضب .... شعرت سلمى فى تلك اللحظة بالخطأ الفاضح الذى ارتكبته .... فتحركت مسرعة للهروب منه ... ولكنه كان اسرع منها عندما ضغط على زر الغلق الاوتوماتيكى .... وبسرعة ذئب ينقض على فريسته اندفع نحوها وتحدث وهو يجز على اسنانه بقسوة وعيناه تبرق كحمم بركانية : انا هدفعك تمن الالم ده غالى اووى ثم هجم عليها محاولا تقبيلها .... ويداه تجذب ملابسها محاولة تجريدها منها ...كانت تحرك وجهها فى كل اتجاه محاولة الابتعاد عنه وتنظر حولها بذعر فى ذلك الطريق الخالي من البشر ولكنها لم تجد من ينقظها من براثن ذلك الذئب البشرى المتوحش .......

ظلت تقاومها حتى شعرت بوهن وضعف فى كل جسدها ..... وكل عضلة من جسدها اصبحت تتوسلها بالاستسلام لتلك الاغمائه كي تهرب من ذلك الالم المبرح ولكنها كانت تشجع نفسها على المقاومة .... لن تستسلم له ..... لن تتركه يدنسها ستقاومه حتى اخر نفس بها .... اما تنجو منه اما الموت ...خياران لا ثالث لهما 

...........................................................

اصبح كل شئ ضبابى حولها ...... شعرت انها النهاية .... نهاية حياتها المعذبة ....ولكن بس الامل فى صدرها فجاءة عندما سمعت صوت سيارة يقترب منهم وضوئها الشديد ينعكس على السيارة بقوة ....

اقترب صاحب السيارة من جلال الذى انتفض فى مكانه وقام بالضغط على زر الفتح الاوتوماتيك ...وفتح زجاج السيارة ....

صاحب السيارة : فى حاجة يا حضرة 

جلال بعصبية : لا مفيش .... يلا اتكل على الله 

نظر صاحب السيارة الى سلمى بنظرات شك ...فهى كانت كأنها تخبره شئ بعينيها 

فتابع حديثه قائلا : المدام فىها حاجة 

جلال بعصبية : وانت مال اهلك ...يلا غور من وشى 

صاحب السيارة : اما انت راجل قليل الادب صحيح ..ومعندكش دم 

زادت عصبية جلال فاندفع نازلا من السيارة وامسك بتلابيب الرجل المسكين ينوى ضربه.....

استغلت سلمى انشغال جلال فى العراك مع ذاك الغريب ...فتحاملت على نفسها ونزلت مسرعة تجرى مبتعدة عنه ......جرت حتى تعبت من الجرى والمتها قدماها ولكنها كانت تحث نفسها على السير كى تنفد منه فلعله ادرك هروبها وهو ات خلفها الان .... من حسن حظها كان هناك سيارة مارة وقائدتها كانت فتاة ...قامت سلمى بالقاء نفسها امام السيارة .....

شهقت الفتاة وقامت بالضغط على فرامل السيارة مما صدر عن السيارة صوت قوى جدا ......

اقتربت سلمى منها وبلهفة تحدثت قائلة : ارجوكى .... ارجوكى خودينى معاكى وصلينى لاى حته عمار .... بالله عليكى 

نظرت الفتاة لسلمى بتمعن فعلمت من منظرها وشعرها المشعث ما عانته تلك الفتاة .... وبروح الفتاة المصرية المتعاطفة الشجاعة تحدثت قائلة : طب اركبى بسرعة 

وبعد صعودها الى السيارة تحركت مسرعة ..... وفى الطريق سألتها عن وجهتها 

الفتاة : انتى عايزة تروحى فين 

سلمى بصوت ضعيف : انا عايزة اروح كومبوند........

الفتاة : ايه ... ده .....ده فى طريقى .... خلاص انا هوصلك لغاية هناك 

سلمى بلهفة : بجد .... مش عارفة اشكرك ازاى 

الفتاة بطيبة : لا شكر على واجب ..... احنا بنات زى بعض ولازم نساعد بعض ولا ايه ........

خفضت سلمى نظرها الى يديها التى كانت تفركهم معا ولم تتفوه بحرف .... فأصرت الفتاة الصمت حتى اوصلتها الى منزلها وودعتها ورحلت ......

................................................................

وصلت سلمى الى المنزل ولم تجد احد فوالدتها كالعادة فى احدي سهارتها وكذلك زوجها .... ودادة فوزية كانت انصرفت مثل كل يوم ....فهى لا تبيت فى المنزل بسبب رعايتها لعائلتها ....فهى تذهب كل يوم بعض المغرب وتعود فى الصباح الباكر .......

دخلت الى غرفتها وبسرعة تهاوت على فراشها تبكى بشدة ولكنها فجأة قامت من فراشها ودخلت الى الحمام لتستحم ....ظلت تنظف فى جسدها فترة طويلة لأكثر من ساعة .... ثم توضأت واستعدت لصلاة ......ظلت تشكر الله كثيرا على نجاتها من براثن ذلك الحيوان القذر ...........

..........................................................................

ظنت ان هذا اليوم انتهى ولكن القدر كان له رأى اخر فربما اليوم علي قدر ما هو سئ بالنسبة لها فهو سيكون سبب فى تغير حياتها !!!!

.........................................................................

عاد الى البيت متأخر ولكن كالعادة حرمه المصون لم تكن عادت بعد ...... اتجه الى البار مباشرتا وباشر بشرب الخمر رغم انه كان مخمور من البداية فلقد سهر مع اصدقائه فى البار ......وبعد فترة ليست بطويلة .... لعبت الخمر برأسه .... فحدث نفسه قائلا ....جرى ايه يا رمزى .... بقى البت تكبر قدام عينيك ولما تستوى وتطلب الاكال ياخدها منك اللى اسمه جلال ده ..... لا مش هيحصل .... لمعت عينيه بفكرة شيطانية فقام برمى كأس الخمر من يده فتحطم الى اجزاء صغيرة وانطلق مسرعا الى غرفتها .......

كانت جالسه على سجادة الصلاة تمسك بيدها المصحف الكريم وتقرأ فيه ....عندما انفتح الباب فجأة فلقد  نست غلقه فى خضم ما مرت به .....  

انتفضت من مكانها عندما رأت رمزى امامها بذاك المظهر ويبدو من مظهرهه انه مخمور وغير واعى لشئ .... شعرت بنيته القذرة من نظرة عينيه فتحركت مندفعة الى الخلف ..... ومن المفاجأة شل تفكيرها .....

اقترب رمزى منها بخطوات مترنحة ورائحة الخمر الكريهه تفوح منه ...

رمزى بصوت كفحيح الافاعى : ايه الحلاوة ديه يابت ...حتى بالحجاب حلوة ....وانا بحب الحلاوة ولازم ادوقها ....اه مهو مش جلال ياخد الحلاوة على الجاهز وانا اطلع من المولد بلا حمص ..... ثم ضحكة ضحكة مستفزة واكمل .... لا حمص ايه اللى اخده ..... ده انا هاخد الحلاوة كلها ووقتى كمان ....واندفع عليها بسرعة ولكنها ابتعدت فجأة بزعر ففقد اتزانه ووقع على الفراش ..... قام من مكانه مسرعا ليمسك بها ....ولكنها كانت الاسرع حينما امسكت بمزهرية كانت موضوعة على الكومود ونزلت بها على رأسه ...انفجرت الدماء من رأسه وسقط مغشيا عليه 

وقفت تنظر اليه وهو ملقي على الارض والدماء تسيل من رأسه بغزارة ....شعرت بالذعر عندما ظنت انه مات ...... ولم تشعر بنفسها الا وهى تخرج مسرعة من الفيلا وتركض فى الشوارع بلا هدف .........

Back                                                                                                 

عادت من سيل ذكرياتها وقد شعرت انها مرت بنفس تلك الاحاسيس بمجرد ان تذكرتها فأصبح جسدها ينتفض بقوة وبكائها يزداد ولكنها اصرت على انهاء حديثها الى النهاية .......فأكملت قائلة ......معرفش ساعتها اتصلت بداليا ازاى ....فضلت عندها يومين كاملين .... وانا مستنية البوليس يقبض عليا فى اى وقت .... ولما مفيش حاج حصلت .... داليا راحت وعرفت انه لسه عايش ومماتش زى ماكنا عارفين ...... وبعدها قررت انى اروح لعمى ومرجعش تانى ابدا وانسي كل اللى حصلى ......

وما ان انتهت من الحديث حتى صمتت وخفضت بصرها الى الاسفل  وقد فقدت القدرة على نطق حرف زائد حتى البكاء توقفت عنه وكأن دموعها نضبت ولم يعد هناك المزيد.......

انتظرت وانتظرت رد فعله ولكن قابلها الصمت ....فرفعت رأسها كى تواجهه ولكنه لم تجده ....وجدت الفراغ يقابلها ...... وفى تلك اللحظة شعرت بانتهاء حياتها الى الابد...................

بألية تحركت من مكانها كدمية لا روح لها تحركت فى المكان تنظر الى كل شئ حولها وعيناها تمتلئ حصرة .... حصرة على لحظات قليلة قدتها معه ....... حصرة على لحظات اكثر حلمت بأن تحياها معه ....... حصرة على حلم قتل فى مهده ولم تكتب له النجاة .......كتحركت الى اعلى حيث غرفتهم ......وقفت فى وسط الغرفة تنظر الى الفراش ودموع الحنين تنهال على وجنتيها منذ الان .....كيف ستحيا من دونه ...هى لا تعلم .... كيف ستنام لياليها بعيد عن احضانه الدافئة ..... هى لا تعلم ..... تعلم انه لا فرصة لها ان يسامحها وهى لا تلومه على ذلك ....فأى رجل شرقى يعلم ان زوجته كبرت فى وسط مقزز كالذى كبرت به بتأكيد لن يأتمنها على اسمه وسمعته ..... لن يصدق ابدا انها حافظت على نفسها ولم تدنس روحها ..... ولكنها لأخر لحظة كانت تتشبث بأمل ضعيف فى ان يصدقها .... فى ان يعطيها فرصة لتثبت له انها عكس ما يظن ..... ولكن يبدو انه حتى الكلام لم يتقبله منها ......ستذهب هى لن تحتمل سماعه يخبرها برغبته في طرقها ...... تفضل الموت على ان تسمعها منه ...... ستحمل ذكرياتها الجميلة القليلة معها وترحل للابد !!!....

نهاية الفصل الحادى والاربعون

حب أجبارى

الفصل الثانى والاربعون 

مهما ضاقت بنا الحياة علينا ألا نيأس ونتحلى دائما بالأمل ........

........................................................................

اوقف سيارته فى اعلي جزء فى المقطم ....ووقف ينظر للفراغ امامه ...قام بفتح ازراره قميصه ....... اراد ان يدخل اكبر كمية من الهواء الى صدره ...... نار بداخله تشتعل ...... نار متأججة بقوة تحرقه ....... تحرق كل شئ به ....تدمى قلبه 

كان يتنفس بصعوبة ..... عروقه نافرة من شدة ما يشعر به ..... كان يظن ان بعد ما فعل سيهدأ ولو قليلا .... ولكن هذا لم يزيده الى حنقا .... نظر الى يده التى كان يضغط عليها حتى ابيضت مفاصله ..... لمح بقعة الدم على اكمام قميصه الابيض .... ليتذكر ما حدث منذ قليل .....

...................................................................

Flash back                                                                                             

فى منزل فريدة فؤاد 

كان يجلسان بأنهاك على احدى الارائك ..... فلقد انتهت حفلتهم لتو والتى لم تكن ناجحة على الاطلاق ...

زفرت فريدة بضيق وهى تخرج دخان سيجارتها قائلة : انا زهقت يا رمزى .... احنا لو فضلنا كده هنفلس قريب 

رمزى زافرا بضيق : الصبر يا فرى .... الصبر 

فريدة بحنق : لحد امتى .... جلال قالنا نصبر ومنتصرفش فى حاجة بس انا زهقت والفلوس قربت تخلص 

رمزى في سره : مهو انتى لو تلمى ايدك شوية مش هيخلصو ....... ثم اكمل بصوت مسموع ....... متخافيش جلال بيه مش هيسبنا ..... هو ادانى كلمة بكده 

فريدة : يا سلام ...... انا بقالي كتير بسمع الكلام ده ومفيش حاجة بتحصل ..... ثم اكملت بتفكير ..... بفكر اروح لسلمى 

انتفض رمزى واقفا فهو لا يريد ان يفعل شئ بدون علم جلال والا سيغضب عليه ويمنع عنه ما يمنيه به فتحدث بسرعة قائلا : لا ...لا ...لا .... اهدي كده ومتتصرفيش بغشومية 

فريدة بحنق : ليه يعنى ..... انا لو رحت لسلمى وطلبت منها فلوس اكيد هتدينى .... عمها وخلاص رجعلها الفلوس الراجل اللى هناك قالي كده .... ده غير ان جوزها غنى جدا 

رمزى : والله ..... بقى انتى هتروحى لسلمى وتطلبي منها فلوس وهى هتغرف وتديكى....وبسخرية اردف قائلا ....طبعا مانتى مماتها حبيبتها 

فريدة بتأفف فهى تعلم انه محق فعلاقتها بسلمى لم تكن يوما جيدة على الاطلاق ولكنها فكرت نافية : انت بتتريق ..... يعلمك بقي انا عارفة بنتى كويس .... هى اكيد مش هيهون عليها مماتها .... وهتدينى اللى انا عايزاه 

رمزى : متضحكيش على نفسك ...... انتى عارفة كويس ان بنتك عمرها ما هترضي تديكى حاجة .... انتى ناسية انك عرفتى انها هى بنفسها اللى طلبت من عمها ميديلهاش فلوسها حتى بعد ماتمت سن الرشد ......

فريدة بغضب : اه متفكرنيش ..... ان يوم ما عرفت الكلام ده كنت هتجنن ..... بنت ابوها ... تلعب عليا انا اللعبة ديه ..... ده انا لو كنت اعرف ساعتها كنت اكلتها بسنانى ...... 

قاطع حديثه صوت خبط قوى على الباب ....فقام رمزى متأففا : ايه ده ... مين المتخلف اللى بيخبط كده .... استنى يلي على الباب ... هى الدنيا طارت 

لم يكد يفتح الباب حتى تلكى لكمة قوية ارتد على اصرها للخلف وتماسك كي لا يقع .... ولم يلبس يتبين ماهية الشخص الذى ضربه حتى اندفع احمد عليه يمسك بتلبيبه ويكيل له اللكمات من كل اتجاه .... حتى انفجرت الدماء تسيل من انفه وفمه ..... 

اندفعت فريدة من مقعدها مسرعة ما انا سمعت تلك الاصوات وهالها ما رأت فكان رمزى يجسو على الارض لا حول له ولا قوة واحمد من فوقه يكيل له اللكمات والضربات ورمزى لا يقدر حتى على الدفاع عن نفسه فقد فاجأه احمد كما ان احمد كان يفوقه قوة ...

فريدة بذعر عندما رأت احدهم يجسو فوق زرجها ويكاد يزهق روحه بيده فاندعت نحوهم تحاول ابعاد احمد عنه ولكنها لم تقدر ...... 

قام احمد بضرب رمزى حتى سقط فاقدا  لوعيه ... ومام ان رأه احمد بهذا الشكل حتى قذفه كخرقة متسخة .... وما ان رفع رأسه حتى تعرفت عليه فريدة على الفور .... فعتفت بزهول ... انت .....

رمقها احمد بنظرة تقزز فهمتها على الفور .... فتراجعت متلعثمة لهول ما قرأته فى عينيه ...رأت انه يريد ان يفعل بها مثلما فعل بزوجها رأته يمسك نفسه بصعوبة عن فعلها ... فتراجعت بذعر وابتلعت باقي كلماتها من سباب لاذع كانت تود نعته به .... وانقذها من تلك النظرات قدوم الخادمة التى لم تكن نامت بعد ..........

...................................................................................

BACK                                                                                              

اغمض عينيه بغل عندما تذكر والدتها ..... عندما رأها ود ان يندفع عليها يكيل عليها الصفعات .... ينعتها بأقذر الصفات ..... يخبرها كما هى ام سيئة بل هى لا تمت للأمومة بصلة ولكنها توقف لم يستطع .... ليس احمد الدمنهورى من تمتد يداه على امراة حتى لو كانت احقر امرأة رأتها عيناه ..... ولكنه توقف تفكيره عندما تذكر ان الحسنة الوحيدة لهذه المرأة انها انجبتله سلمى ..... الفتاة التى يعشقها حد الجنون ..... هب واقفا فى مكانه .... تذكر انها تركها وانصرف حتى لم ينتظر ان تكمل حديثها فلقد توقع الباقى ولم يستطع الانتظار اراد الفتك برمزى وتمزيق احشاء جلال بيده .... اندفع الى سيارته وشغل المحرك متحرك بها عائدا الى منزله مؤجلا حسابه مع جلال فهو له تخطيط خاص .... توعد له ..... هو لن يتركه الى بعد ان يشفى غليله منه هو ورمزى الحقير ذاك فهو لم يشفى غليله بضربه فقط .... ولكنه اجل كل شئ الان .... فالمهم عنده حاليا هى سلمى ..... عليه ان يعود لها عليها ان يكون بجانبها ..... عليه ان يعوضها عن مازقته وهى بعيدة عنه .... 

كان هذا ما يجول بعقله وهو فى طريق عودته الى منزله ......

........................................................................

ما ان وصل الى منزله حتى نزل مسرعا لاى الداخل يبحث بعينيه عنها فى كل مكان ..... دخل الى غرفة مكتبه وهو يناديها بشوق عارم ..... يشعر انه لم يراها منذ مدة طويلة ..... شعر بالقلق عندما لم يجدها ..... وانقبض قلبه بشدة .....اندفع مسرعا الى الاعلى حيث غرفته ...... وكان هناك مفاجأة اخرى بانتظاره ......

........................................................................

وجدها هناك ملقاة على جانبها الايمن ..... انفع مسرعا نحوها وقلبه ينتفض خوفا عليها .... جثا بجوارها ورفعها بيده ليواجه شحوب وجهها وانغلاق عينيها بشدة وكأنها لا تريد فتحها مجددا ....شعر بغصة فى حلقه وهو يقرب يده من قلبها يستشعر خفقاته وارعبه بطئ نبضها ...... اسرع يحملها بين زراعيه ويضعها على الفراش بعد ان ازاح حقيبة الملابس التى كانت عليه بيده ...... ثم اسرع باحضار زجاجة العطر .... ولكنها لم تفق ... هدر قلبه بعنف وهو يتخيل الاسوء .... هل ممكن ان تفارقه .... هل ممكن ان يخطفها الموت منه ..... لا ..... ليس مرة اخرى .... هو لم يعد يحتمل ..... يكفيه ما حدث فى المرة الاولى ...... قرب العطر مجددا وهو يحركها ببطئ وهذه المرة استجابت له ... حين رمشت بعينينها لدقائق قبل ان تفتحهما وتغلقهما مرة اخرى بسرعة وقد تأذت من الاضاءة .....

سمعت صوته الحنون يناديها من مكان بعيد .... استشعرت القلق فى نبراته ... علمت انها حلم .... حلم لا تريد ان تخرج منه .... ولكن ازعجتها تلك الرائحة الشديدة .... حاولت تذكر اين اشتمتها من قبل ... نعم .... انها رائحته ...هى لن تخطأ بها ابدا ... ولكنها شديدة بدرجة مؤذية ....هل من الممكن ان يكون بجوارها حقا ....هكذا فكرت ..... رمشت بعينيه عدة مرات تريد ان تراه ولكنها عجزت عندما هاجمها ذاك الضوء الشديد .... ولكنها حاولت فتحهم مجددا عندما سمعت صوته مرة اخرى .... ولكن هذه المرة كان اكثر من حقيقى لدرجة انه جعلها تفتح عينيها مسرعة لتتعلق بعينيه التى ناظرتها بلهفة لم تخطأها رأتها فى عينيه وتمنت لو كانت حقيقية حقا .... شعر بروحة ترد اليه عندما فتحت عيناها لتملئ روحه بتلك النظرة التى عصفت به بمروجها الخظراء الغارفة فى قدحى العسل ..... هتفت بأسمه بنبرة حزن فمزقت نيات قلبه .... قربها منه بشدة محتضنا اياها بطريقة شعرت بها انها قد كسرت اضلعها ولكنها لم تبالى .... فكأنها ما صدقت ان وجدت صدره لتتمسك بقميصه بشدة وتبكى كما لم تبكى يوما  ...... وود لو يدخلها جواه يبقيها هناك بقرب قلبه التى هي مليكته .... يحميها من اى شئ قد يؤذيها حتى ولو نسمة غادرة تهب بقسوة على صفحة وجهها تؤرق عيناها ..... شعر بدموعها تغرق قميصه شعر بغصة تجمعت بحلقه خنقته .... تركها تبكى واخذ يهدهدها سامحا لها بافضاء كل ما بداخلها لعلها ترتاح ..... ارتفع صوت شهقاتها ... فقربها منه اكثر ...يريد ان يمحى احزانها .... يريد ان يبدل حزنها لفرح .... يريد ان يمحى نظرة الحزن في عينيها ..... ابتعدت فجأة عنه فأرخى زراعيه عنه سامحا لها بذلك ولكنه لم يحررها نهائيا .... ناظره بعينيه ... وجها الشاحب عينيها الدامعة ودموعها التى تغرق وجنتها ..... اقترب منها يمسح دموعها بشفاه .... يمحى اثارها بحركة شفاه على وجنتها ... ثم اقترب من صغرها ..... حبتى الكرز التى دائما تثيرانه .... وقبل ان تعى ما رأته فى عينيه انكد عليها يلتهم شفتيها بين شفتيه .... يقبلها كما لم يقبلها من قبل .... بادلته قبلاته بخجل .... لفت زراعه حول عنقه متشبسه به بيأس ..... بقوة تخاف ان يبتعد ...... تخاف ان يتركها ..... تعمق اكثر بقبلاته ..... تخللت انماله خصلات شعرها ..... يقربها منه بشدة ..... ابتعد عنها اخيرا فقط  لكى يدخلا كميا كبيرة من الاكسجين حتى لا يختنقو ...... همست بأسمه بطريقة اذابت قلبه .....ابتلع باقى حروفها مجددا بقبلة اعمق من ما قبلها ... ثم ابتعد عنها ولكنه لم يتركها .... هبط برأسه ينشر قبلاته على اجزاء عنقها ....مقبلا العرق النابض بعنف بسبب ما اشعله بداخلها من عاصفة هوجاء ...... اتاحت بعقلها .... اذابتها .... شعرت وكأنها تذوب بين زراعيه ..... قبل ان يغيبها معه فى عالم  ممتع من السحر والجمال .... عالم لم تدخله مجددا ..... قام هو بفتح ابوابه لها ...... لتشعر معه انها تحيا من جديد ........

...................................................................

ياااارب قلبى لم يعد كافيا 

لأن من احببتها تعادل الدنيا 

فضع بصدرى واحدا غيره 

يكون فى مساحة الدنيا .....

...................................................................

شعرت بأشعة الشمس تخترق الستار كي تؤرق نومها فتململت فى نومتها وفتحت عيناها بكسل ..... وهى تمر بذاكرته كل ما حدث بالامس فتحت عيناها على اتساعها كي تتأكد انه لم تحلم ..... عندما رأته ينام بالقرب منها واضعا زراع اسفل رأسها وزراعه الاخرى تحيط بخصرها بتملك ..... وهى مستندة على صدره العاري العريض ..... احمرت وجنتاها بشدة وخفضت نظرها وهى تسترجع كل تفصيلة وتأكدت انها لم تكن تحلم .... ولكن ماذا حدث قبل ذلك ....ضمت حاجباها وهى تحاول تذكر اى شئ ..... هى لا تتذكر غير انها قررت الرحيل وقامت باخراج ملابسها من الدولاب ووضعت جزء منهم في حقيبة ولم تدرى بشئ بعضها .... الباقي كله مشوش فى ذهنها .... من رؤيتها لها بعد ذلك ..... من لهفته عليها والتى لمحتها فى عينيه وما حدث بعدها عادت وجنتاها للاحمرار مجددا وهى تنظر اليه .... حاولت صرف اى تفكير قد يعكر صفو زهنها ....فهى ستعيش اللحظة بكل ما فيها .... رفعت نظرها اليه تتأمل وجهها الهدئ .... انفاسه المنتظمة ...... اجتاحتها رغبة عميقة فى تلمس لحيته النامية ..... قربت اناملها تبغي ملامستها .... حين توقفت يدها فى المنتصف عندما فتح عينيه ....لتجتاحها رجفة من نظرته تلك .... اه من تلك نظرة ..... نظرة تذيب قلبها .... تشل حركتها .....

فتح عينيه لتقع عينيه على اجمل منظر قد يراه ....قد كانت تناظره بعينيها التى تسحره فى كل مرة يطلع عليها .... حمرة الخجل تكسو وجنتها ..... شعرها يتناثر حولها بجنون يعانى من اثر المعركة التى قامت بينهم امس ...... 

ابتسم لها فناظرته بتردد قبل ان تقابله ببتسامة خجول ....كان لها اثر كبير عليه ..... اقترب منها مقبلا ارنبة انفها .... وبكل حب اردف قائلا : صباح الخير على اجمل عيون شافتها عنيا .....ثم اكمل غامزا ..... هو فى حد بيصحى قمر كده ... ولا انتى فى حاجة جديدة النهاردة .....

كست الاحمرار وجنتيها وارادت الابتعاد عن مرمى عينيه التى تشعر انها تلتهمانها .... ولكنها شهقت بفزع عندما ادركت انها بدون ملابسها ..... ازداد احمرار وجنتيها حتى شعرت باشتعالهما وبتلقائية قامت برفع الغطاء الى عنقها ..... ضحك على منظرها هذا وخجلها الشديد منه .... هى زوجته ولكن واضح انها لم تدرك ذلك بعد.. وتلك ستكون مهمته اثبات ذلك لها قولا وفعل حتى تقتنع .........

....................................................................................

فى منزل طاهر الدمنهورى 

اندفعت سلوى بفرحة تلقي نفسها فى احضان زوجها .... تغمرها سعادة طاغية 

سلوى بعدم تصديق : صح اللى بتجوله ديه يا محمد 

محمد بسعادة : صح يا جلب محمد ..... انا خلاص حجزت عند الدكتور فى مصر 

سلوى بلهفة : طب مستني ايه عاد ... بينا على مصر 

ضحك محمد بصوت مرتفع لتداعب قلبها برقة : متستعجليش .... انا حددت معاد بعد يومين ...اكون انا كمان حضرت نفسي وجهزت امورى لسفر 

سلوى بسعادة لم تخبئها : يعنى .....يعنى انا هبقى ام ....تفقت الدموع من مقلتيها وهى تنظر له واكملت دامعة ..... هبقي ام يا محمد ...

اقترب منها بتأثر يمسح دموعها بيده بحنان واردف قائلا : هتبقي احلى ام فى الدنيا يا سلوى 

ابتلعت غصة استحكمت بحلقها عندما تذكرت معاملة نادية الدنيئة لها فهى تحاول دائما تذكيرها بعلتها ..... وابتسمت من بين دموعها لذلك الرجل الذى تحبه حد الجنون داعية ربها من كل قلبها ان يكمل عليها سعادتها تلك هذه المرة بطفل منه يذكرها بملامحه فى غيابه ..... تحبه كما تحب والده .... سرحت بأفكارها تتخيله معها بالفعل .... تتخيل نفسها تحتضته بلهفة ... تملئ رئتيها بعبق رائحته .....ابتسمت بحالمية لتلك الافكار التى شاركها فيها زوجها المحب مقربا اياها الى صدره بجوار قلبه الخافق لها دائما .......

...........................................................

اخيرا خرجا من غرفة النوم ...كانا يجلسان يتناولون فطورهم بسعادة بعد ان اصرت علي ان يخرجو من الغرفة وينزلو لتناول الافطار بحديقة الفيلا ....كانت تشعر بسعادة غامرة تحيط بها .... ترفعها الى عنان السماء ......

كان ينظر لها بحنان سعيد بتلك الابتسامة التى ولأول مرة يراها منها .... ابتسامة راحة ...حب .....حنان ...... ابتسامة اقسم بداخله ان يبذل قصارى جهدها كى تستمر للابد ..... اقترب منها وامسك يداها مقبلا باطنه بقبلة دافئة ......تسارعت بسببها نبضات قلبها .....وعندما رفع نظره اليها ....قضي على المتبقي من عقلها بتلك النظرة العاشقة الولهة ....واذابها عندما همس بصوت اجش يحمل عواطف عاصفة ..... 

حبك يا عميقة العينين....تطرفا....تصوفا....عبادة 

حبك مثل الموت والولادة ....صعبا بأن يعاد مرتين 

.........

هل من الممكن ان تشعر بسعادة اكثر ..... لا لقد وصلت سعادتها لحد السماء ...... شعرت معها انها خفيفة كريشة ....تريد ان تطير ...تغنى .... وترقص ....تريد ان ...ان تظل معها للابد ....ينظر لها بتلك الطريقة ....يمطرها بغزله الذى لا ينقطع ....يغرقها بحنانه الا متناهى .... ولكن هناك من مكان سحيق ظهرت غصة استحكمت بحلقها عندما تذكرت تركه لها بالأمس ....

رأها ....رأى نظرة الحزن التى كست عيناها .....نظرت العتاب التى حاولت اخفائها سريعا ولكنه لمحها .....لمحها وكانت كنياط مزقت قلبه ....امسك ذقنها يرفع وجهها اليه عندما خفضتهم ...متسائلا .....ليه النظرة ديه 

سلمى برقة : مفيش 

احمد بنظرة جعلتها تبتسم تلقائيا متناسية المها المفاجأ : هتخبى عليا 

نظرت له بتردد تريد ان تسأله .... تعرف انها ستعكر صفوه ولكنه تريد ان تعلم تريد ان يرتاح قلبها ....هلى سمعها لنهاية .....هل سامحها ..... وان كان سامحها لم تركها .... ومتى عاد ..... واين ذهب ...... كلها اسألة تدور بذهنها وتخشي البوح بها ..... تخشي فقد السعادة التى تشعر بها الان ....

احس بها .... احسس بما يجول بخاطرها ....ويؤرق راحتها فجاوبها بدون ان ينتظر سؤالها ..... انا امبارح روحت لبيت مامتك .....رأى نظرةالالم والحسرة فى عينيها .... رأها واراد ان يمحيها اراد ان يذهب ويحطم ذلك البيت على رؤوسهم ...همست بصوت مختنق من بكاء تحاول منع نفسها منه ..... ليه 

نظر لها مطولا قبل ان ينطق بشر مطلق وعيناه استعرت نارا ... روحت اعلمه الادب

شهقت بخوف عندما فهمت ما يحاول اخبارها به ... ولكنه لم يهتم عندما اكمل بكل كره وهو يجز على اسنانه حت كادت تتحطم ..... هنتقملك منهم .....هأذيهم ذى مأزوكى .....ودينى وما اعبد يا سلمى لهخدلك حقك منهم ....واحد واحد 

زاد وعرها وخوفها وهى تهتف بلهفة : لا يا احمد ..... متعملهمش حاجة ....سيبهم ربنا هينتقم منهم .... انا مش عايزة انتقم منهم انا عايزاك انت بس .....انت تعويض ربنا ليا 

قاطعها بحدة وبصوت غاضب : مش هاسيبهم يا سلمى .... مش هاسيبهم غير لما اشفى غليلى منهم 

طفقت دموعها من عينيها وتحدثت وهى تحرك رأسها يمينا ويسارا وهى تقول : لا ...لا لا احمد ....ارجوك .....لو بتحبنى ابعد عنهم ....متأذيش نفسك 

نظر احمد لها بحنان وامتدت يده تمسح دموعها وبحنان تحدث : متخافيش .... مش هيحصلي حاجة 

بصوت باكى همست قائلة : انا خايفة عليك 

احمد بحنان : قولتلك متخافيش .....  ثم اكمل بنرة يملأها الحب انا اهم حاجة عندى دلوقتى هو انتى ..... انتى وبس يا سلمى 

ارتمت بين زراعيه تنعم بدفئ احضانه ...بذلك الاحساس بالأمان .....باحساس الانتماء الي صدره وكأنها خلقت لكى تكون هنا بين زراعيه ... تريح رأسها الصغير على صدره القوى .....تستنشق عبق رأئحتها المسكرة ....تنهدت براحة وهى تمرغ وجهها فى صدره كقطة  تنعم بدفئ صاحبها ....بينما هو تنهد بعمق وهو يحيطها بزراعيه ساندا ذقنه على قمة رأسها .....التمعت عينيه بما ينتوىه مع هؤلا الحقراء ...... فعقابهم سيكون عسير .......

نهاية الفصل الثانى والاربعون

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close